![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 70961 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() هناك صلة بين المعمودية والتجربة: تلقّى يسوع بالمعمودية قوة الروح القدس وكرّس نفسه لطريق الصليب كي يموت لأجل خطايانا ويمنحنا فرصة لنيل الحياة الأبدية. أمَّا في التجربة فعرَّض الشيطان ليسوع طرقا لإنجاز خدمته دون أن يتعرّض للصليب. في المعمودية أكمل يسوع البِرَّ، وفي التجربة كان بِرُّه تحت الامتحان. ومنذ بداية رسالته العلنية جُرَّب يسوع في البرِّيَّة ليدلَّ ليس فقط على انه يحيا من كل كلمة تخرج من فم الله، بل أيضا على انه "الكلمة"(يوحنا 1: 1). وهنا تضامن يسوع تماما مع الوضع البشري، فقبل أن يجرِّبه إِبليس كما يجرّبِ كل إنسان. كانت تجارب يسوع تجارب حقيقية، لا رمزية فقط. كما جُرِّب شعب إسرائيل في البرِّيَّة (خروج 15-18)،). فقد واجه المُجرِّب كما نواجه كل واحد منا، واستعمل سلاحا يجب أن نستعمله: سلاح الروح الذي هو كلام الله (أفسس 6: 17). وإن ربط رواية التجربة بالمعمودية ليذكّرنا معنى الحياة المسيحية: مطلوب من كلِّ ابنٍ لله أن ينتصر على الشيطان. الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 70962 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ما هو موقف يسوع من التجارب؟ يصف لنا إنجيل لوقا ثلاث تجارب تغوي الإنسان في التمسك في الدنيا، وهي شهوة الجسد وشهوة العين وكبرياء الغنى (1 يوحنا 2: 16) وتبعده عن الله وسعادته الحقيقية، وقد أشار إليها يوحنا الإنجيلي كشرط مطلوب لصرف النفس عنها كي نسير في نور المسيح. قبل البدء برسالته العلنية، تعرَّض يسوع لهذه التجارب كي يختار طريقه والتوجه الأساسي في خدمته العلنية، ويكون قدوة لنا وقت التجارب. الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 70963 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() تجربة الخبز أي شهوة الجسد (لوقا 4: 3) تدل شهوة الجسد على الأهواء المنحرفة في الطبيعة البشرية، وهنا تتحدد بتجربة الطمع والجشع (تحويل كلّ شيء إلى خبز أي الرغبة في "أكل" الدنيا كلّها! وتقوم التجربة على أن يجعل يسوع من الحجارة خبزا، "مُر هذا الحَجَرَ أَن يَصيرَ رَغيفاً " (لوقا 4: 3)، وذلك تلبية لحاجة جسدية وهي الجوع. وينطلق منطق إِبليس الخبيث من الحاجة الطبيعية والمشروعة إلى الغذاء والعيش، تحقيق الذات والسعادة، ليدفعنا إلى الإيمان بأن كل هذا ممكن بدون الله، بل بالسير ضد الله. الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 70964 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() بالرغم من أنَّ يسوع كان جائعا، متعباً بعد صومه أربعين يوماً. ولكنه لم يشأ أن يستخدم قوته الإلهية لإشباع حاجته الطبيعية الخاصة (الخبز). والطعام امر طيب. ولكن التوقيت كان خاطئا. وقد جُرّب لإشباع رغبة طبيعية بطريقة خاطئة أو في وقت خاطئ، في حين يجب إشباعها في طريقة صائبة وفي الوقت المناسب. لم يستخدم يسوع قوى روحية لغايات دنيوية. ولا يطلب من الله أن يُنقذه بطريقة سحرية عن طريق معجزة. رفض يسوع مسيحانية أرضية تنسيه أنه إنسان من الناس يجب أن يعمل بيديه مثل آدم (تكوين 3: 19). الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 70965 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() استغل الشيطان الجوع والحاجة الجسدية لإثبات انه ابن الله. واستند الشيطان إلى بنوَّة يسوع الإلهية وهي التي أعلنها الآب عند اعتماد يسوع "أَنتَ ابنِيَ الحَبيب، عَنكَ رَضِيت" (لوقا 3: 22)؛ فاقترح إِبليس على يسوع أن يستخدم قدرته العجائبية للتخلص من الجوع. أمَّا يسوع فرفض هذه التجربة وقاومها، لأنه لا يريد أن يجري معجزة لمنفعته الشخصية. وقد صدق فيه قول الرسول بولس: "لِأَنَّ الْمَسِيحَ لَمْ يُرْضِ نَفْسَهُ" (رومية 15:3). وخير مثال على ذلك موقف يسوع من هيرودس انتيباس الذي كان "يَرْجو أَن يَشهَدَ آيَةً يَأتي بِها يسوع" أمَّا يسوع فلَم يُجِبْهُ بِشَيء" (لوقا 23: 8-11). الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 70966 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() صنع يسوع معجزات كثيرة فيما بعد، لا لأجل نيل إعجاب الجماهير، ولا كوسيلةٍ لجذبِ الناس إلى الإيمان به، بل صنعها تثبيتاً للذين قد آمنوا. وقد استند يسوع في جوابه لإِبليس على كلمة الله "لا بالخُبزِ وَحدَه يَحْيا الإِنْسان، بل بِكُلِّ ما يَخرُجُ مِن فَمِ الرَّبِّ يَحْيا الإِنْسان" (تثنية الاشتراع 8: 3) مؤكدًا رغبته في ترك نفسه بثقة تامة لعناية أبيه السماوي. الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 70967 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ليست الخطيئة في الفعل ذاته أي تحويل الحجارة إلى خبز، بل في سبب الفعل ودافعه وهو إخراج يسوع من مخطط الله. استطاع الشيطان أن يدفع بني إسرائيل للتذمُّر على الله والاستقلال عنه بحجة الطعام والشراب (خروج 16: 3). لكن المسيح أظهر لإِبليس أنه لا يتذمر على آبيه بسبب جوعه، لأن عنده كلامه، وهذا أهم من الطعام الجسدي، وأنه لا يستقل عن مشيئة الآب، ولا يسعى للتخلُّص من الجوع إلا بأمره كما جاء في قوله: "طَعامي أَن أَعمَلَ بِمَشيئَةِ الَّذي أَرسَلَني وأَن أُتِمَّ عَمَلَه" (يوحنا 4: 34). وبهذا الأمر دّل يسوع على انه يحيا من كل كلمة تخرج من فم الله، بل دلّ انه هو كلمة الله بالذات (يوحنا 1: 1). الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 70968 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() شهوة العين (لوقا 4: 6-7) تدل شهوة العين على الرغبة في تملك كل ما نراه خاصة جشع التملك والعظمة والسيطرة. ومن هذا المنطلق، تقوم التجربة الثانية على سجود يسوع للشيطان" رَئِيسَ هذَا الْعَالَمِ" (يوحنا 16:11)، "فَإِن سَجَدتَ لي، يَعودُ إِلَيكَ جَميعَ مَمالِكِ الأَرضِ " (لوقا 4: 6-7)،وذلك تلبية لحاجة نفسية وهي التملك والقوة والنفوذ على ما يراه من ممالك. ويبدو أنَّ للشيطان سلطة وقتية على الأرض "رَئِيسَ هذَا الْعَالَمِ". فعرض إِبليس على يسوع الحصول دون مشقة على مُلك هذا العالم، بمجرد السجود له، وبذلك يُغنيه عن الأتعاب والإهانات والآلام والصلب. فحاول إِبليس إن يحوّل يسوع عن هدفه ويجعله أن يركز بصره على السلطة العالمية ويُبعده بذلك عن مخطط الله. الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 70969 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لم يساوم يسوع الشيطان في اقتسام العالم ليحكم العالم حكما سياسيا، لأنه رفض السجود للشيطان وقاوم التجربة من خلال جوابه مستندا على كلمة الله " لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسجُد، وإِيَّاه وَحدَه تَعبُد" (لوقا 4: 8) مستشهدا بكلمة الله (تثنية الاشتراع 6: 13). وقد رفض يسوع هذه التجربة، لأنه لا يريد أن يكون مديناً لاحد بمُلكه إلاَّ لأبيه، وفقا للطريق الذي اختارها الله له وهي طريق الصليب والفقر. إن يسوع المسيح يعرف أنه فادي العالم فقدّم حياته ذبيحة على الصليب بعيدا عن تحالفه مع الشيطان. رفض مسيحانية أرضية تنسيه أن ينبغي عليه أن يمرّ في الآلام قبل أن يمرّ في المجد (متى 6: 21-22). لكن الشيطان ما زال إلى اليوم يقدّم لنا العالم بمحاولة إغرائنا بالماديات والقوة والسلطة. فلا ننسي كلمة الله لمواجهته "الرَّبَّ إِلهَكَ تَتَّقي وإِيَّاه تعبُدُ" (تثنية الاشتراع 6: 13). لأنه يُمكننا فقدان الكرامة الشخصية إن سمحنا لأصنام المال والنجاح والسلطة بإفساد عبادتنا لله. الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 70970 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الكبرياء (لوقا 4: 9) تقوم التجربة الثالثة على الكبرياء، والكبرياء يقوم على اكتفاء الإنسان بالذات والأمَان بصرفه النظر عن الاتِّكال على الله بل استغلال الله من أجل المصلحة الشخصية؛ فجاء قول إِبليس " إِن كُنتَ ابنَ الله، فأَلْقِ بِنَفْسِكَ مِن ههُنا إلى الأَسفَل" (لوقا 4: 9)، الله قادر أن يُنجِّيك استنادا على كلمته " لأَنَّه أَوصى مَلائِكَتَه بِكَ لِيَحفَظوكَ في جَميعِ طرقِكَ. على أَيديهم يَحمِلونَكَ لئَلاَّ تَصدِمَ بحَجَر رجلَكَ" (مزمور 91: 11-12). فالمقصود في آية مزمور هو إظهار حماية الله لشعبه، وليس تحريض الناس على استخدام قوة الله في تقديم عروض جسدية حمقاء كما عرضها الشيطان على يسوع. وهنا يقتبس إِبليس نص الكتاب المقدس خارجًا عن السياق. لان المعنى والتفسير ليسا ما أراده لا الله ولا النص الذي ألهمه الله. صحيح أنّ الملائكة يحمون التّقيّ عندما يكون في خطر، ولكن هذا لا يعني أن يرمي نفسه في الخطر. الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||