05 - 03 - 2021, 03:02 PM | رقم المشاركة : ( 61 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: + تفسير سفر أستير +
إمتثال أستير أمام الملك
إن كان مردخاي قد نال ختم الملك علامة التمتع بالعيد الأبدي، فإن أستير تمتعت بالإمتثال أمام الملك، هذا الإمتثال في حضرته هو "العيد" الحق، حيث تنعم الكنيسة بمعية الله، وسكناه في داخلها، ودخولها إلى حضنه. يقول الكتاب: "ثم عادت أستير وتكلمت أمام الملك وسقطت عند رجليه وبكت وتضرعت إلى أن يزيل شر هامان الأجاجي وتدبيره الذي دبره على اليهود، فمد الملك لأستير قضيب الذهب، فقامت أستير ووقفت أمام الملك" [3-4]. العيد الحقيقي هو لقاء مع الرب أو وقوف قدامه، إنه قيام بعد سقوط كقول الكتاب عن أستير: "سقطت عند رجليه... فمد الملك لأستير قضيب الذهب فقامت...". بمعنى آخر العيد هو دخول إلى خبرة القيامة خلال الصليب (القضيب الذهبي). ليتنا ننطلق مع أستير إلى الملك وفي إنسحاق نعلن سقوطنا عند رجليه لنبكي معها ونتضرع من أجل مرارة تدابير إبليس ضدنا، ليمد الرب يده خلال صليبه السماوي واهب الحياة، فنقوم ونوجد معه أبديًا. |
||||
05 - 03 - 2021, 03:02 PM | رقم المشاركة : ( 62 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: + تفسير سفر أستير +
إصدار المرسوم الملكي الجديد
بهامان صدر المرسوم الأول الذي فيه كان الحكم بالموت والآن بمردخاي وأستير، خلال وليمة أستير أي وليمة الصليب، تمزق المرسوم الأول (كو 2: 15) وصدر لحسابنا مرسومًا جديدًا فيه تعلن بنوتنا لله وهلاك أعدائنا (إبليس وجنوده). ما أجمل كلملت أستير (الكنيسة) للملك وهي تشفع في شعبها: "لأنني كيف أستطيع أن أرى الشر الذي يصيب شعبي؟ وكيف أستطيع أن أرى هلاك جنسي"؟ [6]. هذه هي مشاعر الكنيسة نحو كل نفس، مشاعر الرعاة والرعية وأيضًا فالكل ملتهب بحب خلاص الآخرين. هذه المشاعر قد تجسمت في كلمات القديس يوحنا الذهبي الفم الذي لا يكف عن الصلاة والعمل من أجل خلاص كل نفس. فمن كلماته: [ليس شيء أحب إليَّ أكثر منكم، لا، ولا حتى النور! إنيّ أود أن أقدم بكل سرور عيني ربوات المرات وأكثر – إن أمكن – من أجل توبة نفوسكم. عزيز عليَّ جدًا خلاصكم، أكثر من النور نفسه!... لأنه ماذا تفيدنيّ أشعة الشمس إن أظلم الحزن عيني بسببكم؟!... أي رجاء يكون ليّ إن كنتم لا تتقدمون؟! وعلى العكس أي يأس يقدر أن يدخل إليَّ مادمتم نامين؟! فإننيّ إذ أسمع عنكم أخبارًا مفرحة أبدو كمن قد صار ليّ أجنحة... تمحوا فرحي! هذا هو كل ثقل صلواتي، إنيّ مشتاق إلى نموكم... إنيّ أحبكم، حتى أذوب فيكم، وتكونون ليّ كل شيء، إبي وأمي وإخوتي وأولادي[52]]. |
||||
05 - 03 - 2021, 03:02 PM | رقم المشاركة : ( 63 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: + تفسير سفر أستير +
خلال هذا الحب الذي قدمه مردخاي وأستير صدر المرسوم الملكي الجديد، ورد نصه في تتمة أستير (ص 16)، جاء فيه: أولاً: دينونة هامان كمتكبر: "إن كثيرين يسيئون إتخاذ المجد الممنوح لهم فيتكبرون" [2]. ففي المنشور السابق كان أحشويروش يحسب هامان أبًا له، والآن يدينه كمتكبر. هكذا إذ نسقط في الخطية نحسب العدو أبًا، لكن بعد وليمة الصليب إنفضحت حقيقته كخليقة متكبرة أساءت عطية الله لها. ثانيًا: حسب الملك أن ما أصاب الشعب أصابه هو شخصيًا [3-12] وأن هامان أراد خداع العظماء والرؤساء الذين أقامهم الملك. هكذا بالصليب يحسب الرب كل مقاومة إبليس لنا وكل خداع إنما يوجهه إلى مملكته وتمس الله نفسه بكوننا له. ثالثًا: دعا الشعب: "هم بنو الله العلي العظيم الحيّ إلى الأبد، الذي بإحسانه سلم المُلك إلى آبائنا وإلينا وما برح محفوظًا إلى اليوم" [16]. هكذا خلال الأحداث لمس الملك الوثني يد الله، فصارت التجربة سرّ بركة، حتى ترك الكثيرون الوثنية وآمنوا بالله الحيّ. فإن كان اليهود قد خلصوا من الإبادة حسب الجسد، فإن الكثيرين من الوثنيين خلصوا من موت العبادة الوثنية. |
||||
05 - 03 - 2021, 03:02 PM | رقم المشاركة : ( 64 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: + تفسير سفر أستير +
مردخاي الممجد
"وخرج مردخاي من أمام الملك بلباس ملكي اسمانجوني وأبيض وتاج عظيم من ذهب وحلة من بزّ وأرجوان وكانت مدينة شوشن متهللة وفرحة" [15]. لم يكن ممكنًا لمدينة شوشن أن ينزع عنها ثياب الحداد وتدخل إلى حياة التهليل والفرح ما لم يتمجد مردخاي أولاً أمام الملك ويرتدي الباس الملوكي والتاج الذهبي والحلة التي من البزّ والأرجوان. هكذا ما كان يمكن للكنيسة أن تتمتع بالتهليل السماوي والفرح الروحي ما لم يتمجد عريسها المسيح يسوع، فيرتفع إلى أبيه، وكما أنه من أجلنا أخلى ذاته فمن أجلنا أيضًا تمجد لكي يمجدنا معه، فنلبس معه الثوب الملكي الاسمانجوني وأبيض، أي الثوب السماوي (الاسمانجوني) النقي (أبيض). بالمسيح يسوع نصير ملوكًا (رؤ 1: 6) نلبس الطبيعة السماوية المملوءة نقاوة. به أيضًا نتمتع بالتاج السماوي (الذهبي)، ونلبس حلة البر (البزّ) الملوكية (الأرجوان لباس الملوك). إذ تمجد مردخاي "كان لليهود نور وفرح وبهجة وكرامة... كثيرون من شعوب الأرض تهودوا لأن رعب اليهود وقع عليهم" [16-17]. هكذا إذ تمجد السيد المسيح بالمجد الذي له من الأزل، تتمتع الكنيسة بالنور أي الإستنارة، وبهجة الروح، والكرامة الداخلية... |
||||
05 - 03 - 2021, 03:02 PM | رقم المشاركة : ( 65 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: + تفسير سفر أستير +
هنا إذ تتمجد الكنيسة بالمسيح الممجد نذكر الحلم الذي رآه مردخاي في تتمة أستير وتفسيره (تكملة ص 10، ص 11). فقد رأى مردخاي كأن أصواتًا وضوضاء ورعودًا وزلازل في الأرض، وإذا بتنينين عظيمين متهيئان للإقتتال، وقد تهيجت الأمم وصرخ الأبرار إلى الله وإذا ينبوع صغير تكاثر فصار نهرًا عظيمًا وفاض بمياه كثيرة ثم إنقلب فصار نورًا وشمسًا. ما هذه الأصوات إلاَّ أصوات الناموس ورموز العهد القديم التي سبقت مجيء الكلمة لتعلن الحرب الروحية القائمة لا بين هامان ومردخاي (التنينين العظيمين) وإنما بين الشيطان والسيد المسيح، وهذا الينبوع الصغير الذي هو أستير فصار عظيمًا على الشعب وصار نورًا وشمسًا إنما يُشير إلى الكنيسة التي إنطلقت خلال السيد المسيح الذي بتجسده إتضع فصار كينبوع صغير حتى يفيض علينا بروحه القدوس ويشرق فينا ببهاء لاهوته بكونه نور العالم وشمس البر. لقد حمل الحلم تفسيرًا لأحداث الخلاص في أيام أستير، وحمل تفسيرًا رمزيًا لأحداث الخلاص الحقيقي الذي تحقق بالسيد المسيح نفسه. |
||||
05 - 03 - 2021, 03:03 PM | رقم المشاركة : ( 66 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: + تفسير سفر أستير +
إقَامة العيدُ
إذ كان اليوم الثالث عشر محددًا لابادة اليهود تحول الحزن إلى فرح، إذ قتل اليهود أعداءهم في ذات اليوم، وصار اليومان الرابع عشر والخامس عشر عيدًا مفرحًا يعيده اليهود سنويًا: [غلبة اليهود وتسلطهم [1-10. [أستير تضاعف الضربة [11-19. [مردخاي يؤسس العيد [20-32. |
||||
05 - 03 - 2021, 03:03 PM | رقم المشاركة : ( 67 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: + تفسير سفر أستير +
غلبة اليهود وتسلطهم
إذ وصل إلى كل الكور منشوران ملكيان أحدهما أرسله هامان من شوشن القصر بتاريخ 13 من الشهر الأول فيه يطلب قتل اليهود وابادتهم، والثاني أرسله مردخاي من شوشن القصر أيضًا بتاريخ 23 من الشهر الثالث يخول لليهود السلطة بأن يشهروا السيف ضد أعدائهم دفاعًا عن أنفسهم، فقد حل يوم 13 من الشهر الثاني عشر واعتزم أعداء اليهود على محاربتهم استنادًا على المنشور الأول، أما اليهود فاستندوا على المنشور الثاني وقاموا بمحاربتهم فأعطاهم الرب مهابة إذ "لم يقف أحد قدامهم لأن رعبهم سقط على جميع الشعوب، وكان رؤساء البلدان والمرازبة والولاة وعمال الملك ساعدوا اليهود لأن رعب مردخاي سقط عليهم" [2-3]. إن كان العدو (إبليس) يهيج على الكنيسة، لكنه فيما يظن أنه قادر على الغلبة ينهزم تحت قدميها، وكما يقول الرب نفسه: "أبواب الجحيم لن تقوى عليها" (مت 16: 18)، كما يقول لكنيسة فيلادلفيا: "هنذا أجعل الذين من مجمع الشيطان من القائلين أنهم يهود وليسوا يهودًا بل يكذبون هنذا أصيرهم يأتون ويسجدون أمام رجليك ويعرفون أنيّ أنا أحببتك" (رؤ 3: 9). |
||||
05 - 03 - 2021, 03:03 PM | رقم المشاركة : ( 68 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: + تفسير سفر أستير +
أعد هامان الخشبة لمردخاي فصُلب هو عليها، وصلب أولاده العشرة أيضًا [14]، وإذ دبر إبادة كاملة للشعب هلك كل أتباعه! لقد بدأ الأعداء بمقاومة اليهود بالرغم من علمهم بالمنشور الثاني، وأرادوا أن يتسلطوا عليهم [1]، فهجموا عليهم، وتحالف الكل لأذيتهم [2]، فكان ذلك لخزيهم. ويقول التقليد اليهودي أنه لم يقف أحد ضد هذا الشعب في ذلك الحين غير العمالقة الذين تقسى قلبهم كفرعون، كما صمم أبناء هامان على الأنتقام لدم أبيهم مهما كلفهم الأمر. يقول الكتاب: "إجتمع اليهود في مدنهم في كل بلاد الملك أحشويروش ليمدوا أيديهم إلى طالبي أذيتهم فلم يقف أحد قدامهم لأن رعبهم سقط على جميع الشعوب" [2]. هذا التحرك الجماعي يحمل مفهومًا روحيًا يمس حياتنا في الرب، فاجتماع اليهود في مدنهم في كل بلاد الملك إنما يُشير إلى تكريس كل حواس الإنسان ودوافعه وطاقاته، كل موهبه في مكانها مادامت في بلاد الملك، أي خاضعة لملكوت الله، فتعمل جميعها معًا بروح واحد وفكر واحد لمقاومة إبليس بكل أفكاره واغراءاته التي تمثل عداوة تطلب إذيتنا. بهذا لا يقف أحد قدامنا، أي لا تقدر خطية أن تسيطر علينا مادام كل ما فينا هو للرب، ونصير في عيني إبليس مهوبين ومرعبين له. يكمل الحديث هكذا: "وكل رؤساء البلدان والمرازبة (الوكلاء) والولاة وعمال الملك ساعدوا اليهود لأن رعب مردخاي سقط عليهم" [4]. |
||||
05 - 03 - 2021, 03:03 PM | رقم المشاركة : ( 69 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: + تفسير سفر أستير +
إجتمع اليهود للعمل بروح واحد فكانوا مرعبين للعدو، وكان يسندهم أيضًا المسئولون بسبب مهابة مردخاي. أقول أنها صورة للجهاد الروحي، فاجتماع اليهود في مدنهم كما قلت يُشير إلى تحفز الحواس والطاقات الداخلية للجهاد الروحي خلال حياة التقديس، أما الرؤساء والوكلاء والولاة وعمال الملك فيشيرون إلى المساندة الخارجية للإنسان كمعاونة الطغمات السمائية وجماعة القديسين الراقدين في الرب وصلوات المجاهدين... فالإنسان الحيّ في الرب يحمل قوة في داخله وعونًا أيضًا خلال الجماعة المقدسة سواء على مستوى الراقدين أو المجاهدين، لذا يقول الرسول: "لذلك نحن أيضًا إذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا" (عب 12: 1). إذ حمل الشعب قوة الروح ووحدتها في الداخل ومساندة إلهية من الخارج ضربوا أعداءهم... وبلغ عدد القتلى في شوشن القصر خمسمائة رجل، كما قُتل أولاد هامان العشر... ولم يمد الشعب يده للنهب بالرغم من سماح الملك لهم بذلك (8: 11). لعلهم أرادوا تأكيد نيتهم أمام الكل، أنهم لم يطمعوا ماديًا ولا إستخدموا منشور الملك لتحقيق أهداف خاصة إنما طلبوا نجاتهم. ولهذا السبب أيضًا لم يقتلوا الأطفال والنساء بالرغم من التصريح لهم بذلك (8: 11). |
||||
05 - 03 - 2021, 03:03 PM | رقم المشاركة : ( 70 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: + تفسير سفر أستير +
أستير تضاعف الضربة
إذ عرض الملك على أستير عدد القتلى في شوشن القصر (خمسمائة رجل وأبناء هامان العشرة) طلبت منه أن يسمح لهم بقتل أعدائهم في اليوم التالي أيضًا مع صلب بني هامان على الخشبة. لم تطلب أستير هذا الأمر حبًا في سفك الدماء وإنما ربما أدركت أن العدو لأزال يدبر لهم الخطط لانجاح خطة هامان، فأرادت أن تضع للأمر نهاية، أما صلب بني هامان فليكون ذلك عبرة لمن تسول له نفسه أن يدبر شرًا. على أي الأحوال، ما فعلته أستير يُشير إلى إلتزام المؤمن بضرب أعمال إبليس حتى النهاية، فلا يترك له بقية في داخل القصر (القلب) حتى لا يعود العدو ينهض ويحارب النفس من جديد. لنقطع من قصر حياتنا الداخلية كل جذر للخطية حتى يكون القصر مقدسًا لحساب الرب. هذا بالنسبة لشوشن القصر أما بالنسبة لكل الكور فالتزمت بقرار الملك أن يكون الأنتقام في اليوم الثالث عشر وحده ولم يعط يومًا آخر. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|