04 - 06 - 2012, 10:06 AM | رقم المشاركة : ( 61 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
بستان التائبين ........ اعترافات لص أنا أحد اللصوص العتاه فى الاٍجرام .. لا أتورع عن ارتكاب أى شيئ فى سبيل ىالحصول على المال .. فكرت أنا وعصابتى فى سرقه دير للراهبات بالقرب من بريه شيهيت .. كان الدير عظيما له أسوار عاليه لايمكن اختراقها .. تفتق ذهنى عن خطه هى اننى أتنكر فى زى راهب وأدخل الدير ..كنت أسمع عن راهب اسمه دانيال الاٍسقيطى.. يقولون عنه قديس .. لا أعرف ماذا تعنى كلمه قديس .. المهم أحضرت زى راهب وأخفيت رأسى بشال .. اختبأ زملائى خلف سور الدير وفى المساء قرعت جرس الباب وقلت للراهبه بالبوابه بصوت خافت وأنا اتكئ على عصاى كما يفعل الرهبان .. اخبرى الأم الرئيسه بأنى المسكين دانيال الاٍسقيطى من شيهيت وأطلب المساح بالبقاء باكنيسه حتى الصباح لأنى لم أتمكن من الوصول لديرى. جاءت الأم الرئيسه والراهبات بفرح وضربن لى المطانيات ظنا منهن اننى القديس العظيم الأنبا دانيال الاٍسقيطى.. أخذن ماء فى مغسل وغسلن رجلى كعاده الرهبان مع الضيوف.. أحضرت الراهبات راهبه عمياء وطلبن منى أن أسمح لها بأن تغسل عينيها من ماء رجلى .. سخرت منهن فى عقلى .. لكنى اصتنعت التواضع وبصوت خفيض سمحت لهن وزياده فى اتقان التمثيليه قمت برشم علامه الصليب على الراهبه العمياء .. وفوجئت مع الراهبات بالراهبه العمياء تنفتح عيناها وتبصر بمجرد ان غسلتهما بماء المغسل .. بدأت الراهبات يصرخن من شده الذهول ويقبلن يدى وقدمى ويقلن ياأبانا القديس دانيال مباركه هى الساعه التى دخلت فيها الينا .. أما أنا فشعرت برعب عظيم وبدأت أصرخ واقول .. ويل لى أنا اللص الحقير فقد جئت لأسرق الدير .. لكن الراهبات اعتقدن ان هذا زياده اتضاع منى وبدأن يقبلن قدمى أكثر فأكثر وأنا اولول وأقول أنا لص .. وبجهد كبير اقنعتهن اننى لص حقير .. وظللت ابكى وظلت الراهبات تبكى معى الى ان لاح ضوء الفجر .. خرجت الى اصدقائى خارج الدير فهجموا على وطلبوا منى ان اقتسم معهم المسروقات ولما لم يجدوا معى اى مسروقات ضربونى وكسروا أسنانى واسالوا دمى وتركونى وحدى خارج الدير ومضوا. تحاملت على نفسى وظللت اسير فى البريه الى ان وصلت للقديس الحقيقى دانيال الاسقيطى وأخبرته بما حدث بدير الراهبات .. وياللعجب وجدته يعرف كل ماحدث لى بذلك الدير .. احنيت رأسى وسقطت على وجهى وقبلت الارض بين يدى القديس العظيم وقدمت للرب التوبه فقبلنى الرب .. وهاأنا الآن راهبا مع القديس العظيم الأنبا دانيال الأٍسقيطى. ( من كتاب بستان التائبين للمتنيح القمص شاروبيم يعقوب كاهن كنيسه رئيس الملائكه ميخائيل بالمنصوره ) |
||||
04 - 06 - 2012, 10:06 AM | رقم المشاركة : ( 62 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
الرهبنة ( للقمص يوسف أسعد ) هل الرهبنة رغبة أم دعوة؟ " قَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «إِنْ كَانَ هَكَذَا أَمْرُ الرَّجُلِ مَعَ الْمَرْأَةِ فَلاَ يُوافِقُ أَنْ يَتَزَوَّجَ!» فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هَذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ». حِينَئِذٍ قُدِّمَ إِلَيْهِ أَوْلاَدٌ لِكَيْ يَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَيُصَلِّيَ فَانْتَهَرَهُمُ التَّلاَمِيذُ. أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ: «دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ». (مت 19 :10 ) كلمة الدعوة تخص الخدمة والرعاية، لأن الرعاية إقامة للاهتمام بنفوس أخرى يملكها الله. والراعي هو الذي يدخل من باب الدعوة الإلهية فيرعى أولاد الله ويخدمهم، مثل هذا محتاج إلى دعوة، بل لا يمكن أن يقام دون أن تتحقق الدعوة. أما الرهبنة فعلى من يقام الراهب إلا على خلاص نفسه؟ وهل في السعي نحو خلاص النفس وطلب الكمال يتطلب الإنسان دعوة؟ إن الإنسان المسيحي مدعو بموت المسيح الكفاري إلى التجرد والموت عن العالم وإماتة الذات وترك الكل للالتصاق بالرب والتأمل في وصايه. كل مسيحي مدعو لذلك "ما أقوله لكم أقوله للجميع". فالدعوة للرهبنة هي اقتناع قلبي كامل بتفاهة العالم والزهد في كل قنيته ورغبة حقيقية للحياة المسيحية الصادقة. ومن يرغب في هذا ويشتاق إليه قد يمكنه الرهبنة بسرعة، قد لا يمكنة هذا إلا بالتدرج. فالأول قد تكون ظروفه في العمل أو العائلة تساعده أو تخدمه، والثاني قد يجد عوائق فيعيش مبادئ الرهبنة في قلبه وسلوكه ويصلي لأجل هذه العواق حتى تذلل فلا يبقى له سوى أن يلبس الشكل الرهباني في الدير. لاشك أن الرهبنة رغبة واختيار للإنسان، وليس معنى ذلك أنها ليست دعوة. فإننا نرى كثيرين يرغبون وقليلين يدعون، كثيرين يشتاقون وقليلين يقدرون. لذا فتنمية الرغبة والاشتياق ينبغي أن تتحرر من الذات التي تعاند وتلح وتصر وتدق الرأس على الحائط بينما يكون للرب دعوة أخرى في حياتي. الإنسان الروحي الأمين لعريسه والمتطلع لأبديته ينمي كل شوق صالح فيه. فإن وجد الدعوة أمامه والباب مفتوح قدامه يكون مبارك له الرهبنة. مبارك له هذا العطاء الإلهي الذي نسمع له في الإنجيل "ليس الجميع يقبلون هذا الكلام بل الذي أعطي لهم.... من استطاع أن يقبل فليقبل" مت 19: 10 – 12 يا عزيزي: هل اشتقت للرهبنة؟ مبارك، فهذا كمال الرضى القلبي. هل جاهدت؟ هل أخذت موافقة الله في الاعتراف؟ ثم وجدت مرشد يقبلك ودير يفتح لك؟ وتستريح أن للسكنى بين رهبانه؟ مبارك، فهذا كمال الدعوة الإلهية. فإن اشتقت وجاهدت ودعيت اسلك بسرعة ومبكرا. خسارة أن تضيع يوما واحدا بعيدا عن الرهبنة. أما إن اشتقت وجاهدت ولم تجد الدعوة، فبلا عناد ولا تردد لا تلح في الرهبنة فربما خلاصك في طريق البتولية والخدمة. وإن لم تمكل أشواقك بالرهبنة فكن صديقا للرهبنة والرهبان. ابحث عن احتياجاتهم واشترك في تدبيرها وتوفيرها. اسندهم بالصلاة واطلب سند صلواتهم في زيارات روحية لا زيارات ترفيهية لإجهادهم بل للخلوة والتعلم من الرهبنة والرهبان. شجع الآخرين على الرهبنة ولا تكن معوقا لإنسان يسلك هذا الطريق، بل ساعد كل من ترى فيه الاشتياق والدعوة متوفران لكي يهرب من العالم. |
||||
04 - 06 - 2012, 10:07 AM | رقم المشاركة : ( 63 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
نصائح للمبتدئين من الرهبان للقديس اسحاق السرياني 1- إن نظام العفة المحبوبة لدى الله يكمن في عدم تمادي العينين بالنظر إلى هنا وهناك بل التطلع نحو الأمام دائماً، والإبتعاد عن الكلام البطال والإكتفاء بما هو ضروري فقط، والقناعة بالملابس البسيطة الضرورية للجسد، وتناول المآكل وسيلة لتغذية الجسد وليس للشراهة، إذ التناول من كل الأطعمة بكمية قليلة أفضل من التمييز بينها والشبع من الأفضل منها. أعظم الفضائل التمييز. لا تتناول خمراً وأنت وحيد، أو إذا لم تكن مريضاً أو ضعيفاً. لا تقاطع المتكلم ولا تقاومه كمن يخلو من الأدب، بل كن رصيناً مثل الحكيم. أينما حللت اعتبر نفسك أصغر الحاضرين وخادماً لإخوتك. اهرب من الدالة هربك من الموت. كن عفيفاً عند النوم لئلا تبتعد عنك القوة الحامية. وإذا استطعت فلا تترك أحداً يرى مكان رقادك. لا تبصق أمام أحد، وإذا فاجأك السعال وأنت جالس أدر وجهك إلى الوراء واسعل. كلّ واشرب بتعفف كما يليق بأولاد الله. 2- لا تمد يدك لأخذ شيء من أمام الآخرين بوقاحة. إذا جالسك غريب فادعه مرة ومرتين لتناول الطعام، ثم حضّر له المائدة بترتيب ودون اضطراب واجلس معه باحتشام. عندما تتثاءب استر فمك لئلا يراه الآخرون، وإذا حبست نفسَكَ يزول التثاؤب. إذا دخلت إلى قلاية رئيسك أو صديقك أو تلميذك احفظ عينيك حتى لا ترى شيئاً مما هناك. أمّا إذا ألحّ عليك فكرك فاحذر أن تطيعه وتفعل ذلك. لأن الذي يفقد حياءه في هذه الأمور غريب عن الزي الرهباني وعن المسيح الذي منحنا إياه. لا تلتفت إلى الأمكنة التي يخبئ فيها صديقك أمتعة قلايته. افتح بابك وأغلقه بهدوء وكذلك باب زميلك. لا تدخل على أحد فجأة. بل اقرع من الخارج وإذا سمعت آمين فادخل بورع. 3- لا تسرع في مشيك إلاّ إذا اضطرتك الحاجة. كن مطيعاً للجميع في كل عمل صالح، ولا ترافق محبي القنية، أو محبي الفضة، أو الدنيويين لئلا تقع في عمل شيطاني. تكلم مع الجميع بلطف وانظر إلى الجميع بتعفف، ولا تملأ عينيك من منظر أحد الناس. إذا كنت سائراً في الطريق فلا تسبق الذين أكبر منك، وإذا سبقت رفيقك فانتظره حتى يصل إليك، لأن من يتصرف بعكس ذلك هو جاهل ويشبه الخنزير الذي لا ناموس له. إذا تكلم رفيقك مع أحد في الطريق انتظره ولا تضطره إلى السرعة، لأن القوي في مثل هذه الحالات يستدرك الضعيف ويقترح عليه الإستراحة. 4- لا توبِّخ أحداً على ذنب بل انسب كل شيء إلى نفسك واعتبر ذاتك سبب زلّته. لا تتحاشى أو تتهرب من أي عمل حقير، بل ادّه بتواضع. إذا اضطررت إلى الضحك لا تتهرب منه لكن لا تدع أسنانك تظهر. إذا اضطررت أن تتكلم مع نساء فأشح بوجهك عنهن وتكلم على هذا الشكل. تحفَّظ من الاختلاط مع ذويك وأقاربك لئلا يبتعد قلبك عن محبة الله. اهرب من دالة الشبان وملاقاتهم هربك من صحبة الشيطان. وليكن خليلك وكليمك ذاك الذي يخاف الله ويسهر على نفسه دائماً، فقيراً في قلايته لكنه غني بأسرار الله. أخفِ عن الجميع أسرارك وأفعالك وحروبك. لا تجلس قرب أحد بدون قلنسوة إلاّ عند الضرورة. أخرج وتمم حاجتك الضرورية بعفّة وخوف الله كأنك ماثل بورع أمام ملاكك الحارس. أرغم نفسك على تطبيق هذه الأمور حتى الموت وإن لم يرض بها قلبك. 5- وإذا قال لك أحد أكبر منك في الطريق: هلمّ نرتل فلا تقاومه، أمّا إذا لم يقل شيئاً فاصمت بلسانك وسبّح الله في قلبك. لا تقاوم أحداً على شيء ولا تتشاجر ولا تكذب ولا تحلف باسم الرب إلهك. خير لك أن تُحتقر من أن تحتقر أحداً. خير لك أن تكون مظلوماً من أن تكون ظالماً. خير أن تزول الأمور الجسدية مع الجسد من أن تتأذى النفس. لا تدخل مع أحد في محاكمة، بل اقبل أن تعاقب وأنت بريء. لا تتمنّى شيئاً دنيوياً لنفسك. اخضع لمدبريك ورؤسائك لكن ابتعد عن الإختلاط بهم، لأن الاختلاط فخ يطبق على المتهاونين ويقودهم إلى الهلاك. 6- أيها الشره، يا من تسعى لإرضاء جوفك، خير لك أن تجعل من بطنك جمراً مشتعلاً من أن تأكل من أطايب رؤساء الدنيا الشهية. أغدق رحمتك على الجميع وكن خجولاً أمام الكل. صن نفسك من الثرثرة لأنها تطفئ الحركات الروحية التي غرسها الله في القلب. اهرب من الجدل العقائدي هربك من الأسد. لا تجادل أحداً فيها، لا من أبناء الكنيسة ولا من الغرباء. لا تمر بجانب ساحات الغضوبين أو المتشاجرين لئلا يمتلئ قلبك من الغضب ويتغلب ظلام الضلال على نفسك. لا تساكن متكبراً لئلا ينتزع من نفسك فعل الروح القدس فتصبح مسكناً لكل هوى رديء. أيها الإنسان، إذا حفظت هذه الوصايا وانصرفت إلى التأمل في الله عندها ترى نفسك نور المسيح مشرقاً فيها بالحقيقة ولا يعتريها ظلام إلى الأبد . فللّه المجد والعزة إلى أبد الدهور، آمين. |
||||
04 - 06 - 2012, 10:07 AM | رقم المشاركة : ( 64 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
معنى كلمة الرهبنة او الرهبانية الراهب أو الراهبة هو أنسان أمتلئ وجدانه بالحب الإلهى عاشق للمسيح لسان حاله يقول : " معك يارب لا أريد شيئاً " , هؤلاء الناس هم الذين تركوا كل شئ وتبعوا المسيح , لا يريدون شيئاً غير التسبيح والكلام مع الرب الإله , لا يستريح هؤلاء إلا أن يجدوا راحة للرب ومسكناً للإله يعقوب فى حياتهم , هؤلاء الناس قال لنا عنهم السيد المسيح فى أمثاله فقال عنهم أنهم وجدوا جوهرة غالية الثمن فباعوا كل شئ وتبعوه . وعندما يسلك هؤلاء فى سلك الرهبنة فلهم نظام تعبدى لأن لهم هدف واحد هو العيش بعيداً عن ضوضاء العالم فى عزلة عن الحياة العاملة وصخبها وشرورها , يهب حياته للصلاة العميقة الطويلة والتعبد بغير شاغل أو عائق . ويتدرج الراهب فى العبادات ويتقوى بالإيمان ويرتقى فى النعمه بالرغم من المحاربات الشيطانية وعندما يغلبر بتواضعه يحصل على مقامات روحانية عالية فينكشف أمام عينية مفاهيم عميقة ما كان يصل مستواها من غير تلك العزلة وتكريس حياتهم للخالق . |
||||
04 - 06 - 2012, 10:08 AM | رقم المشاركة : ( 65 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
معنى كلمة راهب يقول المتنيح العلامة الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا الدير المحرق تاريخه ووصفه وكل مشتملاته , ألأنبا غريغوريوس أسقف عام للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى إيداع رقم 4676/ 1992 ص26: " لعل التعبير العربى "رُهْبان" هو جمع " راهِب " مشتق من الرٌهبْة أو الجزع الذى يتولى ذلك الطراز من عًباد الرب , عندما يدخل فى مرحلة فحص الضمير وإمتحان النفس ومعرفتها على حقيقتها خصوصاً عندما يصل إلى بعض الإشراق الباطنى ويشرف على مرحلة الشخوص فى الأنوار العليا فتتولاه الرهبة وجزع " . والرهبة والجزع عبر عنها أشعياء النبى عندما وصل إلى لحظات الإشراق فقال : " ويل لى إنى هلكت لأنى أنسان نجس الشفتين وأنا مقيم بين شعب نجس الشفتين , لأن عينى قد رأتا الملك ربٌ الجنود ( أشعياء 6: 5) وفى اللغة القبطية يقول الأنبا غريغوريوس : " أن التعبير القبطى يستخدم للدلالة على كلمة راهب هو موناخوس ومنها أشتقت الكلمة اللاتينية Monachus والإنجليزية Monk والفرنسية moine وغيرها من اللغات الأخرى " . وكل الكلمات فى اللغات السابقة معناها " المتوحد" وذلك لأن المتوحد هو إنسان إعتزل الناس ليحيا بمفرده من غير زوجه وأولاد بعيداً عن المجتمع , فيتوفر له الوقت الكافى لينموا با طنياً وروحياً ونفسياً . والإنعزال عن المجتمع البشرى ليس أمراً سهلاً كما يبدو بل يمكن القول أنها مستحيله ولهذا قال أرسطو الفيلسوف : " لا يمكن لأحد من الناس أن يعيش بعيداً عن المجتمع إلا من كان دون الطبيعة البشرية أو فوق مستواها " وعندما نتعمق فى كلمات أرسطوا يتضح لنا سمو الإتجاه الرهبانى فى الإنعزال بسمو الهدف وهذا ما أكده لنا تاريخ العلم الرهبانى 1- أن هذه العزلة ممكنة لقلة ممتازة ومتميزة من الناس , قد أرتفعت فوق السلوك البشرى , وسمت بمستواها فوق سلوك الغريزة البشرية , لنوال النعمة الإلهية الكاملة وهنا يتحقق قول أرسطو هو أن هذه المجموعة هى فوق مستوى الطبيعة البشرية . 2- والعزلة ليست غاية إنما هى وسيلة من ضمن وسائل عديده للرهبان لبلوغهم الهدف , هذا الهدف هو بلوغ المستويات الروحية والعلمية فى القداسة والنعمة . 3- والعزلة ليست إنفصال عن المجتمع الإنسانى الكبير بل أنه يساهم بطريقة أو اخرى فى تمريض وعلاج النفس البشرية المتعبة حينما يتجه ألاف المتعبين إلى الأديرة طلباً لراحه النفس بعيداً عن قلق العالم كما يساهم الرهبان فى الإنتاج الإقتصادى بطريقة بسيطة فالراهب حسب قوانين الرهبنة يأكل من تعب يديه , فهو إذاً ليس عبئاً على المجتمع , وفى النهاية يرفع هؤلاء الرهبان الصلوات للكنيسة وشعبها أمام الرب الإله . كنيستنا القبطية الارثوذكسية فهمت وعاشت الانجيل في عمقه الروحي ونطلعت الى حياة الكمال يوم أن ولدت .ومن هنا ظهرت الحياة الرهبانية كمسيرة حياة مسيحية مثالية وتسعي الى الكمال وتحقيقا لقول السيد المسيح (ان أردت أن تكون كاملا فأذهب وبع أملاكك ...وتعال اتبعني مت 19:21) لذا فحياة الرهبنة دعوة الهية الى الكمال ...دعوة لا تقاوم وشوق روحاني جارف لا يمكن ايقافه وذبيحة طاهرة تنسكب على مذبح الحب الالهي فكل الذين جاءوا الى الرهبنة لم يكونوا مترددين أو متزعزعين ولا لحظة واحدة بل بكل نار الحب الالهي المضطربة في قلوبكم قطعوا كل رباطات العالم وقفزوا قفزة عالية فوق كل ما يعوق تحليقهم الى السمويات فلتقفهم الاحضان الالهية بكل الرفق و الحنان فوق الجبال المقدسة. من خلال هذا المفهوم يمكن القول بأن الراهب هو من يحفظ غيرة الحب متقدة الى النهاية ولا يزال حتى الممات يزيد كل يوم على نارخ نارا وعلى اضطرامه اذطراما وعلى همته همه دون انقطاع . و الحياة الرهبانية انجيلية في السلوك أي مرتبة على وصية الانجيل وتسير بحسب روحه . فالانجيل يوصينا باتباع السيد المسيح و الاقتداء به.وفي هاتين الوصيتين كل القوانين الرهبانية تجتمع و الراهب يرتب حياته كلها بالنسبة اليهما وفي سبيل ذلك يحمل صليب المسيح كل يوم . لذا فالراهب هو صورة المسيح المتألم في هذا العالم لا يرى نفسه الا معلقا على الصليب و الى أن يرتاح جسده الترابي في الارض فهو يختبر كل يوم لحظات (يوم الجمعة العظيمة )و بأستمرار يترقب (يوم أحد القيامة ) برجاء. الحياة الرهبانية تتلخص في انسكاب النفس وتقديم الحياة كلها بين يديالمسيح عريس نفوسنا ليكون هو الكل في الكل لنا مكرسين كل لحظة من العمر لتكون لمجد المسيح فجحدوا كل شئ حتى أنفسهم و خرجوا من العالم زاهدين فيه و جاءوا الى البرية المقدسة ليبادلوه حبا بحب جاءوا حيث الهدوء و السكون لاجل اقتناء نقاوة الفكر ليصلوا الى الصلاة النقية التى يكونوا فيها في حضرة الله و يكون الله هو شبعهم و كل لذتهم و سرورهم وتعزيتهم ......فيلهجون بتسبيحه ليل نهار بغير فتور. الراهب في اعتزاله العالم يسعي نحو الله لانه يرى العالم كله في قلب الله .هو يتخلى عن كل مغريات العالم و الحياة الارضية ليتمم ارادة الله لا ارادته فهو يسير تبعا لذلك بأتجاه معاكس لتيار الحياة الارضية : يكفيه الراهب القليل القليل ومن بركات السماء لا يكفيه شئ فهو الى البر جوعان و من الخبز الارضي لا يحيا . العالم مادي ويسعي الى المال و الاهواء و تحقيق الراغبات من أجل حياة الارض الفانية أما الحياة الرهبانية ونسكية و روحية و زهدية من أجل حياة الملكوت السماوي. الراهب شهيد حي ولكن بدون مجد العالو الزائل شهيد لم تمزقه أنياب السباع لكن شهيد عشق الهي صوفي عميق .شهيد صلاة يريدها فعالة تستجاب .شهيد الساعة الاخيرة من العمر ومن اجل الرب يموت كل يوم .الراهب هو ذاك المستعد التأهب لاعتقال كل فكر من اجل المسيح و الملتهب الدائم بحرارة الروح القدس و الرائي في ليل لا يملك أحد فيه رؤية .الراهب ات من سفر بعيد محفوف بالمخاطر والالام ات ليستريح مع الرب وفي الرب جميع ايام حياته في هذه الطريق الصعب يسير الرب بالراهب باسطا جناحيه عليه ليدخل الباب نعمة ورحمة ونور ونير و حياة جمال لا يضاهي ولا يخطر على بال أمل وحيد في الحياة هو عبور الى كل جهاد بشجاعة حاملا صليب الحب مخفيا فيه افراح القيامة التى لا يعبر عنها. وشخصية الراهب شخصية عجيبة فيه يوحد الرب يسوع جميع الاطراف المتناقصة :يجمع بين الحرية الحقة و الطاعة الكاملة بين التواضع وقوة الشخصية بين العفة الكاملة و الاحساس المرهف بهذا الاحساس المرهف .يسبح الله عبير زهرة في لمعان نجمة يتراقص ضوءها في الفضاء في صوت عصفور يغني قبل طلوع الفجر في خرير مياه تنساب بين الاشجار .و الراهب هو صاحب الكلمة التى تعني ما يجب ان تعني فهو لا ينقل معنى شئ وهو يقصد شئ اخر ولايشير الى شئ وهو يقصد شئ اخر .الفكر و القول والفعل عنده واحد .لذا هو سهل في التعامل مع الاخرين .واضح ...صريح.....صادق لا ليس عنده ولاغش. الحياة الرهبانية حقيقة تعلن للعالم كلة امكانية حياة القداسة و الكمال على هذه الارض رغم ما فيها من مغريات .حقيقة تعلن ان السيد المسيح مازال يحيا في قلوب أناس ليسو من كوكب اخر حقيقة تعلن ان وراء الام الجمعة العظيمة افراح القيامة ووراء القبر المظلم نور الحياة الابدية ولكن فيما نحو ذلك نرانا نخجل ....هل المسيرة تباطات هل شعلة الايمان خبث؟...هل القداسة شحت؟....هل الشهادة القوية استكت هل حرارة الحب بردت ...هنا لابد من اعادة نظر و مراجعة الاوراق تعمل في سبيل العودة الى(المحبة الاولى)وملء قامة المسيح .....كلنا مسؤؤل عم مسيرة الكمال في الحياة الرهبانية ....على ضميرنا واجب يفرض علينا بأن نضبط الصورة مرة اخرى لنكون بالحقيقة سفراء المسيح في هذا العالم عندها فقط نستحق انتماءنا الى الحياة الرهبانية التى أحببناها واخترتاها. كنت أتحدث الى صديقي حين اقتراح على أن نخرج في رحلة الى الفردوس ... نعم لقد قال لي (ما رايك في زيارة لن تنساها ابدا فيها نتجول في الفردوس ) فظننت أنه يمزح حتى أكد لي ما سبق أن اقتراحه على وعندئذ اردت أن أدا أداعبه فقلت له(وهل سنقطف من ثمار أشجاره دون أن يطردنا أحد منه؟) فقال (ان الفردوس الذي أخذك اليه فيه ألذ الثمار الناضجة على أشجارها وعصير هذه الثمار منعش للغاية ولك أن تشرب منه ما شئت ولن تمل من أن تنظر ونستنشق رحيق أزهارها )فأجبته وهل يحتل فردوسك هذا مساحة كبيرة أم انه محدود المساحة ؟فقال لي (ان هذا الفردوس لن نستطيع أن ننتهي من السير فيه لرحابته واتساع رقعته وأزهاره وأشجاره المثمرة لا عدد لها. وأما كونك تنسبه لي فهو أمر أتمناه ان الفردوس الذي أعنيه يا صديقي انما هو (فردوس الرهبان)الذي أزهاره بشريون وهذا الفردوس يسير الله في وسطه ويحيا فيه مع الانسان كما كان مع ادم في جنة عدن اما اشجار هذا الفردوس فهي المبادئ و التعاليم التى غرسها الاباء العظماء مثل أنطونيوس ومكاريوس و باخوميوس وغيرهم وما ثمار هذا البستان الا ما تتفتق عنه هذه الازهار الناضجة من سير عطرة وعصيرها الذي خرج من افواههم اقوالا لذيذة هو ما سنشربه سويا. أنهى صديقي حديثه فاندهشت مما قال وأردت ان أتنزه في هذا الفردوس الرائع لكي أنظر الاشجار وأتنسم الازهار وأكل الثمار وأشرب عصيرها واليوم اذ أكتب عن هذه الزيارة أذكر صديقي الذي رافقني فيها ثم تمسك بالبقاء في الفردوس فتركته هناك اذ صار زهرة يطلق عليها (الراهب ......الانطوني)وأما أنا فقد عدت اليك عزيزي القارئ لاسجل مما حدث وما رأيته في هذه الرحلة العجيبة |
||||
04 - 06 - 2012, 10:08 AM | رقم المشاركة : ( 66 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
فترة الإختبار بالنسبة للمكرسة : لمدة ثلاث سنوات . 1 -سنة أختبارية بملابسها العلمانية فى مركز إعداد المكرسات : و هى فترة للإعداد الروحى و الدراسى و التربوى ، تدرس فيها الكتاب المقدس ، و اللغة القبطية و الألحان ،و تاريخ الكنيسة ، و سير القديسين ،و بخا صة قديسى الرعاية و الخدمة ، و بعض معلومات دينية و طقسية و دراسات تربوية ، و دراسات فى كل فرع من مجالات خدمة التكريس ، و تدبير منزلى ، و تتدرب على الفضائل اللأزمة لحياة التكريس مثل الطاعة ، و الإ لتزام ،و الهد وء و المحبة و الأتضاع ، و روح الخدمة . و يجوز فى أواخر هذه السنة الأختبارية الأولى ، أن تتدرب عمليآ فى محيط الخدمة كمساعدة لإحدى المكرسات ،أو المبتدئات. 2-سنتان للإعداد بملابس مبتدئة :تتدرب فيهما- بالإضافة إلى ما سبق-على الخدمة العملية فى كل فروعها ومجالاتها .ويمكن فى هذة الفترة أن تتولى مسئوليات داخل مركز الأعداد ، وخارجة ويكتب عنها تقارير ، وتختبر موهبها فى أى فرع من الخدمة تصلح. إذا نجحت فى فترة الأختبار ، وكان لها شهادة حسنة ، تزكى لأن تكون مكرسة..ولنا متابعة فى المرة القادمة. |
||||
04 - 06 - 2012, 10:08 AM | رقم المشاركة : ( 67 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
العفة * فى التكريس تقوم على محبة المسيح ، و هذه المحبة هى سر القدرة على حياة البذل و التضحية و العطاء . شخص المسيح هو حجر الزاوية فى حياة العفة ، فلا يمكن أن تقوم عفة بدون محبة خالصة للرب ، فالسيد المسيح هو الذى يلهب القلب بمحبة العفة ، فالعفة هى عمل من صميم أعمال الروح القدس فى حياة الإنسان الذى يريد أن يعيش مع المسيح و يلتصق به و يعرفه معرفة أختبارية . و تقول إحدى القسم عن السيد المسيح أنه ( معلم الطهارة .. مؤسس الدهور قابل الصلوات النقبة ) فالتكريس كطريق عظيم للخلاص تضم فى رحابها البتولين الذين لم يتزوجوا قط و إكتفوا بالمسيح عريسآ لنفوسهم ، و قدموا له بتوليتهم ذبيحة حب على مذبح الطهارة و التكريس و ذلك حسب وصية معلمنا بولس الرسول ( انى أريد أن يكون الجميع كما أنا ) * بتوليين * و قوله ( غير المتزوج يهتم فيما للرب كيف يرضى الرب ) ( 1 كو 7 ) . فالذين أرادوا حياة التكريس هم الذين احتوى حب المسيح حياتهم و انشغلوا به عن ذواتهم ، فصار الجلوس عند قدمية موضوع سرورهم ،و مشاركتهم عمله مصدر فرحهم و نبع النمو فيهم ، فالبتولية التصاق بالرب من كل القلب و تفرغ للسيد و انسكاب على حبه فى فرح و بذل كاملين ، فحياة المكرسة شعلة من الحب نحو الله . من أجل هذا يقولون عن البتوليين اللاتى غلبن شهواتهن و انتصروا فى جهادهم ضد ميول الجسد أنهم ملائكة أرضيون و بشر سمائيون .... و هناك بعض اقوال الآباء فى العفة و البتولية * فيقول القديس موسى الأسود ( الذى يتهاون بعفة جسده يخجل فى صلاته ) .. و يقول القديس غريغوريوس الثيئولوغوس ( هذه الأشياء الثلاثة يطلبها الله من كل إنسان من بنى المعمودية و هى : ايمان مستقيم من كل القلب . و صدق اللسان . و طهر الجسد و عفته ) و هكذا يضع القديس طهارة الجسد وعفته فى صف و أهمية الإيمان . |
||||
04 - 06 - 2012, 10:09 AM | رقم المشاركة : ( 68 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
نظم الرهبنة نظام الشركة الانطوني بدأ نظام الشركة فى الرهبنة عندما أجتمع حول القديس أنطونيوس عدد كبير من الشباب يريدون أن يتبعوا طريقه فى الرهبنة ولكنه تجاهلهم لمدة 20 سنة (7) , ولما بلغ بهم الضيق اقتحموا بابه عنوة فإضطر يخرج إليهم , وكان على أنطونيوس حينئذ " أن ينتقل دائماً كأب بين جماعات أولاده من مكان إلى مكان " وعلى هذا المنوال تكون اول نموذج نظام الرهبانى القبطى : " أب يرعى أسرة روحية من ألأبناء المحبوبين المخلصين للطريق " وهكذا تكون أول تظام الرهبنة الأنطونية تلقائياً , إنما بتمهيد روحى لا يعرف سر بدايته وسر نموه إلا من عاشه " أصل كلمة " كينوبيون " تعنى كلمة " كينوبيون " تعنى حياة مشتركة وهى من مقطعين = مشترك و = حيــاة , وتنطق " كينوبيوس " أو " :ينوبيون " وتعنى : " مؤسسة أو مكان به قلالى كثيرة أصحابها متحدون فى نظام الحياة " وترادف فى المعنى الوصفى تماماً كلمة موناستيرن وهى أصلاً من كلمة أى " يعيش بمفرده أو يحيا وحيداً " فكلمة موناستيرون تعنى : " مكان يحبا فيه الناس حياة منفردة " وهذه الكلمة , طبعاً , أنحرف معناها , وتطورت لتشمل معنى الدير بوصفة الحالى , وهو جماعة يعيشون معاً حياة غير توحدية على الأطلاق . نظام الشركة الباخومي نظام الشركة الباخومى هو صورة منظمة متقدمة فقد وضع هذا النظام الأنبا باخوم بكتابة قوانيين ولهذا عرف هذا النظام باسمه " النظام الباخومى" وتغير أسم الأنبا باخوم وأطلق عليه أسم "أبى الشركة" وهذا النظام فى الحقيقة يرجع إلى النظام الإشتراكى المسيحيى الذى وضعته الكنيسة الأولى حسب ما جاء نصه : " وكان جميع المؤمنين معاً وكان كل شئ مشتركاً بينهم ( أعمال الرسل 2: 44) " وكان كل شئ مشتركاً بينهم .. ولم يكن فيهم محتاج لأن كل الذين كانوا يملكون ضياعاً أو بيوتاً كانوا يبيعونها ويأتون بأثمانها .. فيوزع لكل واحد حسب إحتياجاته ( أعمال الرسل 4: 32- 34) وقد وضع الأنبا باخوم قوانين لهذا النظام الإشتراكى ويسير الرهبان فى خضوع لنظام صارم دقيق موحد : فى يقظتهم ونومهم وصلواتهم , وأصوامهم , وطعامهم , وإجتماعاتهم وعملهم , وللدير وظائف فنية وإدارية وهندسية .. ألخ يعهد بها للرهبان الأكفاء وعلى الباقيين التعاون معه لأجل إكمال هذا النظام فى تواضع وبذل آخذين نظامهم من المعيشة المشتركة التى كان التلاميذ يحيونها مع المسيح , وهذا النظام ألإشتراكى التعاونى البسيط وكل واحد له حقوق وعليه إلتزامات , ولا يسمح لأحد الخروج على النظام العام المرسوم ومن يخرج عليه توقع عليه عقوبة صارمة رادعه . وقد نقل الغرب هذا النظام وهذا النظام يمثل طريقاً وسطاً بين الحياة العامة ونظام التوحد المطلق , كما يعد ممراً لكلا الإتجاهين , وفى الغالب يكون الإتجاه نحو التوحد فى تدرج الطبيعى دون إفتعال أو عنف كبير , فيتدرج تحت إرشاد الشيوخ المتوحدين إلى أن يصل أن يكون هو معلماً لطريق الوحده للآخرين . |
||||
04 - 06 - 2012, 10:09 AM | رقم المشاركة : ( 69 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
عناصر الرهبانية الثلاثة أولا : إعتزال العالم للتعبد الرهبنة ليست هربا من مسئوليات الحياة , أو هرباً من المواقف الإنفعالية التى تواجه الشخص فى العالم , وليست الرهبنة نوعاً من السلوك السلبى وإلا كانت الرهبانية سلوكاً مرضياً . الرهبنة هدفها العمل الناجح والتفرغ للتعبد وإنقطاع الإنسان للرياضيات الروحية والعقلية , هى أنصراف للتأمل والتصوف , وخلود إلى السكون , والوجود الدائم فى حضرة الرب الإله والتفكير الدائم فيه والإتحاد به وفى إرضاؤه والتفكير فى عمل الخير دائماً . ثانياً : نذر التبتل للرب يقتضى من طالب الرهبنة نذر التبتل للرب , والبتوليه هى حياة العزوبة الإختيارية مدى الحياة . وهذا النذر ليس هرباً من مسؤوليات الزواج , ولا كراهية للمرأة أو الأولاد , ولكن إيثارا وطلباً منه لحياة أفضل , لكى لا يكون منشغلاً عن الرب ومنفصلاً عنه بهموم العالم ومشاكله لكى يكون مقدساً للرب نفساً ووجداناً وروحاً . وذلك حسب قول السيد المسيح نفسه : " لأن من الخصيان من وُلدوا كذلك من بطون أمهاتهم , ومنهم من خصاهم الناس , ومنهم من خصوا انفسهم من أجل ملكوت السماوات , فمن إستطاع أن يحتمل فليحتمل ... وكل من ترك بيتاً أو إخوة أو أخوات أو أباً أو أماً أو إمرأة أو بنين أو حقولاً لأجل إسمى , يأخذ مائة ضعف ويرث الحياة الأبدية (إنجيل متى 19: 12- 29) وأيضاً : " فإن غير المتزوج يهتم فيما للرب وكيف يرضى الرب , أما المتزوج فيهتم للعالم كيف يرضى إمرأته , إن بين الزوجة والعذراء فرقاً , غير المتزوجة تهتم فيما للرب لتكون مقدسة فى الجسد وفى الروح , واما المتزوجة فتهتم فيما للعالم كيف ترضى رجلها (كورنثوس الأولى 7: 32- 34) وليس نذر البتوليه هو القضاء على الجنس البشرى لأن هذا الطريق هو طريق ضيق جداً ويسميه القديسين طريق القلة وهذا واضح من قول السيد المسيح : " ليس الجميع يحتملون هذا الكلام إلا الذين وهب لهم (متى 19: 11) . ثالثا اختيار حياة الفقر قال الرب يسوع : " لأ يقدر أحد أن يخدم سيدين الرب والمال " وملخص الخبرة الإنسانية أن محبة المال هى أصل لكل الشرور لهذا إشترطت قوانين الرهبنة إختيار العيش فى حياة الفقر طواعية ويقنع الإنسان بحياة الكفاف مكتفياً بالضروريات فقط ويأكل من عمل يدية , ولهذا تشترط قوانين الرهبنة قبل الإعتزال فى الدير تنفيذ وصية الرب القائلة : " إن كنت تريد أن تكون كاملاً فإذهب ويع كل شئ لك وإعطيه للمساكين فيكون لك كنز فى السماء وتعال وأتبعنى ( متى 19: 21) . وإذا حدث أن توفر المال للراهب من عمل يديه فقد نصت قوانين الرهبنة أن يصير هذا المال ملكاً للدير أو الكنيسة من بعد حياته طبقاً للفكر الرهبانى : " أنه إذا كان الراهب قد مات عن طلب الحياة فى العالم بإيثاره وإختياره , فمن كان ميتاً لا يرث ولا يورث , بل أنه لا يملك لنفسه شيئاً لأنه قد وهب حياته كلها للرب " ويحكى أن ذهب أقرباء راهب إليه فى ديرة يخبرونه أن قريباً له قد مات فله أن يرثه .. فأجاب متسائلاً : " ومتى مات ؟ " فقالوا له : " منذ سنة " فقال الراهب : " ولكنى مت عن العالم منذ سنوات طويلة , فكيف لميت أن يرث ميتاً " وليس معنى إختيار الفقر طواعية أن الرهبنة هى طريق الفقراء الذين لجأوا إلى الدير هرباً من أعباء الحياة أو ليتخلصوا من دفع الجزية .. فتاريخ الرهبنة طويل ينبئنا عن أعداد لا حصر لها من ذوى الثراء ومن كانوا فى منصب عليا , ومع ذلك تركوا كل شئ وتبعوا السيد المسيح الذى ليس له مكان ليسند راسه , فآثروا الفقر والتعبد على الغنى والجاه وهم فى ثقة أن المناصب الرفيعة إنما هى نفاية من أجل ربح المسيح . وعلى سبيل المثال لا على سبيل الحصر , القديس أنطونيوس الكبير أبو الرهبان كان يملك 300 فدان من أجود الأراضى باعها ووزع ثمنها على الفقراء , القديس باخوميوس "أبو الشركة" كان قائداً فى الجيش إعتزل منصبه الكبير وترهب , القديس أرسانيوس كان " معلم لأولاد الملوك" وكان ابن لأحد قضاة روما وأستاذاً خاصاً لأركاديوس ابن الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير وكان يحيا فى قصر الإمبراطور حياة القصور فى بذخ وترف ونعيم , ولكنه زهد فيها حاسباً عار المسيح أعظم من خزائن الملك , القديس مكسيموس وأخوه دوماديوس كانا " أبنا لأمبراطور الروم فالنتيان الأول ( 364- 375م) وكانا أبوهما فى أوج عظمته وقوته وغناه ولكنهما تركا قصره ليعيشا حياة التعبد , والقديس مار مينا العجائبى كان ابنا لحاكم مريوط , والقديس يوحنا صاحب الإنجيل المذهب كان ابنا لملك , القديسة دميانة كان ابوها حاكماً لأقليم البرلس .. هؤلاء وغيرهم تركوا الغنى والجاه والسلطان ونعيم الحياة وترفها وآثروا حياة الزهد والنسك والتعبد , سكنوا فى البرارى وشقوق الأرض من اجل عظم محبتهم فى المسيح |
||||
04 - 06 - 2012, 10:09 AM | رقم المشاركة : ( 70 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
ينظر القديس ميثوديوس للبتولية على أنها ( شئ عظيم وفائق عجيب ومجيد ) فهى جذر الأبدية وأيضآ زهرتها وأولى ثمرتها ، ولكنها تتطلب طبيعة قوية تعبر فوق بحر الشهوات وتوجة سفينة الروح الى أعلى بعيدآ عن الأرض حتى تعلو فوق العالم وتتأمل بنقاوة فى الأبدية نفسها.ويوضح القديس ميثوديوس أن البتولية لاتعنى فقط حفظ الجسد بلا دنس بل ( يجب أن لا نفكر فى الهيكل أكثر من صورة الله ) . وهويقصد (بالهيكل ) الجسد و(بصورة الله ) الروح فنزين الروح بالبر والتقوى لأنها تاج الجسد ومتى فعلنا هذا تصير أجسادنا خادمة لأرواحنا ، عندما نجاهد بلا كلل من أجل التمتع بالكلام الإلهى ، فتكون المكافأة (معرفة الحق ) . و يشبة القديس عمل و أثر التعليم الإلهى فى القضاء على شهوات الجسد بالملح الذى يحفظ الطعام من الفساد ، ( فالنفس التى لا تنثر عليها كلمات المسيح مثل الملح ، تفسد ، كما صرخ داود النبى : قد أنتنت قاحت جروحى ) فهو لم يملح نفسه بالتدربيات اللأئقة كى يخضع شهواته الجسدية و يقمعها بل أ نجذب لشهواته و أهوائه ...و التأمل الإلهى فى الكتاب المقدس هو الملح الذى أعطى لنا ، و الذى بالرغم من ملوحته يطهر و ينقى النفس و يحفظ ، و بدونه ( مستحيل أن تحضر النفس إلى الله ، لأن الرب قال لرسله : أنتم ملح الأرض ) .. أما عن محبة الترف و الكسل ، فيحذر منها القديس ميثوديوس العذارى و يحثهن على محبة الأشياء الكريمة و التقدم فى طريق الحكمة و عدم الأهتمام بأى شئ فيه كسل أو ترف ، و يجب أن تتأمل العذارى فى الأمور الأئقة بحياة البتولية و تبتعدن عن فساد الترف لئلا ( ينتج بعض الفساد الخفى دود الزنا ، لأن المبارك القديس بولس الرسول يقول : ( غير المتزوجة تهتم فيما للرب لتكون مقدسة جسدآ و روحآ ) . |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
فيلم فخر الرهبنه |
درجات الرهبنه |
تاريخ الرهبنه فى مصر |
الروتين فى الرهبنه |
هذا الأب حرم بناته من الدراسة لمدة سنة كاملة - فقط لأجل أن يأخذهم جولة كاملة ويلف العالم |