25 - 10 - 2012, 07:40 PM | رقم المشاركة : ( 61 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: النبوات عن السيد المسيح
هو الله والإنسان فى آنٍ واحد السيد المسيح قدّم صورةً مشرقةً للإنسان الكامل فى كل صفاته الفريدة كإنسان. وقدّم صورة حقيقية لله حينما قال "الذى رآنى فقد رأى الآب" (يو14: 9). وحينما قال إنه هو الطريق "أنا هو الطريق" (يو14: 6) فلعله كان ضمناً يقصد أنه هو طريق الإنسان إلى الله لأنه كان إلهاً وإنساناً فى آنٍ واحد: + هو بين البشر عمانوئيل "الذى تفسيره الله معنا" (مت1: 23) وهو عند الآب نائب عن الإنسان وعن البشرية جمعاء لكل من يؤمن به ويقبل خلاصه العجيب. + فهو بالنسبة للبشر: الله الذى حلّ فى وسطهم. وهو بالنسبة للآب السماوى: الإنسان الذى قدّم طاعة كاملة أرضى بها قلب الآب، ودخل إلى الموضع الذى لم يدخل إليه ذو طبيعة بشرية. دخل إلى الأقداس مرة واحدة فوجد فداءً أبدياً. السماء والأرض تتعانقان على الصليب حينمـا قال: "أنا هو الطريق" (يو14: 6) رأيناه طريقـاً نحو السمـاء، وهو معلّـق على الصـليب مثل السُلّـم الذى رآه الآب يعقوب منصوباً على الأرض ورأسه يمس السماء. والرب واقف عليه بمجد. رأيناه معلّقاً بين السماء والأرض فى تقدُمة الذبيحة التى خلّص بها العالم. كان هو تقدمة البشرية إلى الله، وكان فى نفس الوقت هو عطية الله للبشرية. ولذلك على الصليب نرى السماء والأرض تتعانقان؛ نراه "طريقاً كرّسه لنا حديثاً حياً بالحجاب أى جسده" (عب10: 20). كان فى صورة الله (فى2: 6) قال معلمنا بولس الرسول " فليكن فيكم هذا الفكر الذى فى المسيح يسوع أيضاً. الذى إذ كان فى صورة الله لم يحسب مساواته لله إختلاساً. لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائراً فى شبه الناس. وإذ وُجد فى الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب" (فى2: 5-8). كلمة "صورة" التى وردت فى النص السابق عن صورة الله وصورة العبد باللغة اليونانية وهى (مورفى ) بمعنى الصورة مع الطبيعة، وليس (إيكون ) اليونانية بمعنى مجرد الصورة الخارجية بدون الطبيعة. فالصورة الخارجية لا تحمل نفس الطبيعة: مثل واحد إلتقطت له صورة -هذه الصورة مادتها مجرد ورق وألوان. ولكن صاحب الصورة هو إنسان. ففى هذه الحالة الصورة طبيعتها غير طبيعة الأصل؛ وإن كانت تُعلن عن الأصل... إنها مجرد صورة، وتُسمى - ومثال آخر: الإنسان؛ فهو على صورة الله ولكن طبيعته غير طبيعة الأصل. فاالإنسان مخلوق والله خالق.. هناك فرق واضح فى الطبيعة. أما كلمة (مورفى) التى قيلت عن الإبن الوحيد فى علاقته مع الآب فهىتعنى الصورة التى تحمل الطبيعة نفسها. فالإبن الكلمة حمل صورة أبيه القدوس، وحمل نفس طبيعته وجوهره بغير إنقسام. وفى تجسده أيضاً حمل نفس طبيعتنا البشرية -بغير خطية- جاعلاً إياهاً واحداً مع لاهوته. ولهذا فقد إستخدم أيضاً القديس بولس فى نفس النص السابق كلمة (مورفى ) للإشارة إلى صورة العبد التى إتخذها كلمة الله. أخلى نفسه "إذ كان فى صورة الله"... "أخلى نفسه" (مبدأ الـ أى الإخلاء)، معناه إنه قَبلَ أن يوجد فى هيئة غير محاطة بالمجد المنظور (His visible glory). لكن لا تعنى إنه فرّغ المحتوى الخاص بطبيعته الأصلية بحيث إنه يفقد طبيعته؛ فكلمة "أخلى نفسه" تعنى إنه وُجد فى هيئة غير محاطة فى ظهوره فى الجسد بمجده المنظور الذى تراه الكائنات العاقلة مثل الملائكة محيطاً بلاهوته... الأمر الجميل؛ أنه مع هذا يقول القديس يوحنا "رأينا مجده مجداً كما لوحيدٍ من الآب مملوءاً نعمةً وحقاً" (يو1: 14). السيد المسيح أخلى نفسه من المجد المنظور الذى يليق بطبيعته الإلهية التى هى نفسها طبيعة الآب والروح القدس. فبالرغم من أنه عندما إلتحف بالناسوتية أخفى هذا المجد المنظور، ظل أيضاً محتفظاً بمجده غير المنظور فى البُعد الروحى الذى قال عنه يوحنا "رأينا مجده مجداً كما لوحيدٍ من الآب مملوءًا نعمةً وحقاً". وشعاع من المجد قال عنه بطرس الرسول رأينا مجده إذ كنا معه فى الجبل "إذ أقبل عليه صوت كهذا من المجد الأسنى" (2بط1: 17) فهذا شعاع من المجد المنظور على جبل التجلى قَبْل الصليب لكى يقدّم للتلاميذ معونة تسندهم فى وقت التجربة الرهيبة. لكن العجيب؛ أنه وُجد فى صورة عبد. وليس هذا فقط، بل "إذ وُجد فى الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت" (فى2: 8)، كلمة "هيئة" باليونانى (سكيماتى ) مثلما نقول"إسكيم الرهبنة" أى "شكل الرهبنة". مجرد أنه أخلى نفسه كإله بالتجسد، فهذا عمل عظيم جداً. ولكنه لم يكفه هذا، بل بعد أن أخلى نفسه فمن حيث تصرّفه كإنسان قال: "وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب". فهو أخلى نفسه ولم يكتفِ بذلك بل وضع نفسه كإنسان فى طاعة للآب، ووضع نفسه تحت الجميع حتى أنه غسل أرجل تلاميذه... فحتى كإنسان كان متضعاً ووديعاً لكى يكون هو المَثل والقدوة. |
||||
25 - 10 - 2012, 07:40 PM | رقم المشاركة : ( 62 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: النبوات عن السيد المسيح
فريدا فى حكمته
فى حكمته قيل عنه "إنسكبت النعمة على شفتيك" (مز45: 2). إن كان كلام الكنيسة عروس المسيح قد قيل عنه إنه الشهد والعسل "شفتاك ياعروس تقطران شهداً" (نش4: 11)، فماذا يكون كلام رب الكنيسة وعريسها مخلصنا يسوع المسيح "إنسكبت النعمة على شفتيك".. كان كلامه مملوءاً بالحكمة. وفى بساطة علّم بالأمثال. وعندما كان يحاول الكتبة والفريسيون واليهود أن يصطادوه بكلمة، كانت دائماً إجاباته تُظهر الحكمة العجيبة التى ليست مثل حكمة فلاسفة هذا الدهر، فقد كانت له فلسفته البسيطة التى تَكمُن قوتها فى بساطتها، مثلما قال القديس أثناسيوس عنه فى آلامه قدوس الله الذى أظهر بالضعف ما هو أقوى من القوة تحقيقاً لقول الكتاب: "لأن جهالة الله أحكم من الناس. وضعف الله أقوى من الناس" (1كو1: 25). فريدا فى أبوته ورعايته السيد المسيح كان فريداً فى أبوته ورعايته. لذلك دُعى إسمه "عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام" (أش9: 6) "أباً" نحن نعلم أنه كان دائماً يقول "متى صليتم فقولوا أبانا الذى فى السماوات.." (لو11: 2)، "إن كل ما طلبتم من الآب باسمى يعطيكم. إلى الآن لم تطلبوا شيئاً باسمى" (يو16: 23،24). كان دائماً يتكلم عن الآب وكانوا يقولون له: الآن تُخبرنا عن الآب علانية "هوذا الآن تتكلم علانية"(يو16: 29). أبوة الآب وأبوة السيد المسيح : كيف نوَفّق بين أن السيد المسيح يعلِّمنا أن ندعو الآب أباً لنا، وبين أنه هو نفسه أيضاً له أبوة روحية بالنسبة لنا؟!! بالطبع الآب فريد فى أبوته، فى تمايزه الأقنومى. فى اللاهوت لا يوجد إلا أب واحد هو الآب السماوى. لكن الله الآب والله الإبن والله الروح القدس فى رعايتهم للبشر يغمرون البشر بعمل الأبوة. فالسيد المسيح من حيث عمله فى الرعاية قال: "أنا هو الراعى الصالح. والراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف" (يو10: 11).. كانت له أبوة روحية بالنسبة للخراف التى بذل نفسه من أجل خلاصها كراعٍ حقيقى ولذلك دُعى إسمه "أباً أبدياً رئيس السلام" (أش9: 6). والروح القدس هو الذى يمنح الأبوة للرعاة الذين يقيمهم فى الكنيسة لرعاية شعب الله. وبقوته وبسلطانه يمارسون عملهم الكهنوتى ويغفرون الخطايا على الأرض. فى صلاتنا "أبانا الذى فى السماوات.." نوجّه صلاتنا هذه للآب السماوى باستمرار كما علّمنا السيد المسيح. لكن لابد لنا أن نفهم أن السيد المسيح له أبوة روحية أيضاً بالنسبة لنا. وهذا لا يتعارض مع قول الكتاب فى مواضع كثيرة أنه دُعى "بكراً بين إخوة كثيرين" (رو8: 29)... وقال "إذهبى إلى إخوتى وقولى لهم" (يو20: 17).. ويقول الرسول بولس "فإذ قد تشارك الأولاد فى اللحم والدم إشترك هو أيضاً كذلك فيهما لكى يبيد بالموت ذاك الذى له سلطان الموت أى إبليس. ويُعتق أولئك الذين خوفاً من الموت كانوا جميعاً كل حياتهم تحت العبودية" (عب2: 14،15). باشتراكه معنا فى بشريتنا دُعى أخاً.. دُعى بكراً بين إخوة. ولقب البِكر له معانٍ كثيرة، منها أنه أخذ البكورية -التى أضاعها آدم بسبب خطيته- عن جدارة. وفى بكوريته أعاد إلى آدم كرامته وخلّصه من سلطان الخطية والموت. أما عن أبوّته الروحية فقد قال القديس غريغوريوس، الناطق بالإلهيات، مخاطباً السيد المسيح }كراعٍ صالح سعيت فى طلب الضال. كأبٍ حقيقى تعبت معى أنا الذى سقطت{. أبوة السيد المسيح هى التى جعلتنا نشعر بأبوة الله الآب لنا.. لذلك حينما يتكلم عن الآب، يقول أيها الآب أنا قد "عرّفتهم اسمك وسأعرّفهم ليكون فيهم الحب الذى أحببتنى به وأكون أنا فيهم" (يو17: 26) ويقول "الذى رآنى فقد رأى الآب" (يو14: 9). أبوة الله الآب لنا تلامسنا معها فى شخص السيد المسيح، فعندما شعرنا بأبوة الله فى شخص السيد المسيح، أُستُعلِنت الأبوة بمعناها المطلق بالنسبة للآب السماوى لأن السيد المسيح هو صورة الله غير المنظور... لكن فى علاقته مع الآب؛ الإبن ليست له أبوة على الإطلاق… هو الابن دائماً الكائن فى حضنه الأبوى كل حين. فعندما نتكلّم عن أبوة السيد المسيح –نتكلّم عنه من حيث علاقته بنا كبشر وليس من حيث علاقته مع الآب السماوى. فريدا فى حنانه وحزمه رأينا السيد المسيح فى أبوته وهو يترفق بالخطاة، ورأيناه وهو يحذّر من الخطية.. لذلك كان يقول "إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" (لو13: 3) وفى نفس الوقت نجده يترفق بالخطاة.. أبوة تحنو ولكنها أيضاً لا تتساهل مع الخطأ... كان فريداً فى أبوته.. يبكّت الخطاة داعياً إياهم إلى التوبة.. يحذّر المنافقين.. لا يتساهل مع المرائين. بل يوبخهم وينذرهم بالويلات، وفى نفس الوقت يسعى فى طلب الخطاة ليجتذبهم إلى التوبة ويعتنى بهم قائلاً لمن لا تعجبهم عنايته الخاصة بالخطاة: "لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى..لم آتِ لأدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة" (مت9: 12،13). للأسف أحياناً يختلط الأمر فى حياة الكنيسة فى أذهان البعض بين أمرين.. بين حنان السيد المسيح وترفقه بالخطاة، وبين حزمه ومواجهته للشر وعدم التساهل معه. فالذى يكتفى بجانب واحد لايعرف أن يحدد المسلك القويم فى ممارسة العمل الرعوى... فإذا أخذ جانباً واحداً مثل محاسبة المخطئ على خطئه، سيفقد الناس إحساسهم بالأبوة الحانية. ولو أخذ فقط جانب الحنان والطيبة، سيفقد الناس إحساسهم بقداسة الكنيسة وقداسة الحياة مع الله، وتهتز فى نظرهم القِيَم والمبادئ. لذلك ينبغى استخدام الترفق لقيادة الخطاة إلى التوبة، واستخدام الحزم مع الذين يرفضون التوبة مقسّيين قلوبهم أو يسلكون فى رياء ظانين أن التقوى تجارة. على الصليب أُعلنت أبوة الله : ذبيحة المسيح الخلاصية أظهرت أبوة الله الكاملة على الصليب.. أظهرت أن الغفران غفران مدفوع الثمن، وليس غفراناً بدون قيمة. أحياناً عندما نقول إن الغفران مجانى، نقصد أن الله هو الذى دفع الثمن. ولكن عندما ندخل فى عمق الموضوع نقول إن الغفران مدفوع الثمن وثمنه غالٍ جداً "لأنكم قد اشتُرِيتُم بثمن. فمجِّدوا الله فى أجسادكم وفى أرواحكم التى هى لله" (1كو6: 20). فعلى الصليب أُعلنت محبة الله فى حنانه وأبوته وأيضاً أُعلنت قداسة الله الكاملة كرافض للشر والخطية: لأن السيد المسيح حمل خطايانا فى جسده وقدّم نفسه كفارة عن هذه الخطايا... إذن دَفع ثمناً غالياً للغفران.. إذن الصليب نفسه هو إعلان عن رفض الله للخطية "الذى لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين" (رو8: 32) وبهذا نرى فى الصليب الرحمة والحق (أو العدل) يلتقيان. لذلك يقول المزمور "الرحمة والحق تلاقيا، البر والسلام تلاثما" (مز85: 10). لقد قدّم السيد المسيح المَثل والقدوة، لذلك نجده قَبْلَ أن يبكّت الناس على خطية، قال لهم "من منكم يبكّتنى على خطية" (يو8: 46).. وعندما نصح كل إنسان قال "أخرج أولاً الخشبة من عينك. وحينئذٍ تبصر جيداً أن تخرج القذى من عين أخيك" (مت7: 5). من أجل ذلك لابد أن يكون الرعاة قدوة فى حياتهم وسلوكياتهم وتوبتهم لكى يستطيعوا أن يوبّخوا الخطاة إذا لزِمَ التوبيخ. |
||||
25 - 10 - 2012, 07:44 PM | رقم المشاركة : ( 63 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: النبوات عن السيد المسيح
فريدا فى ألقابه من ألقاب السيد المسيح الشهيرة "مونوجينيس" اليونانية، تُترجم أحياناً فى ترجمتنا القبطية باللغة العربية "الإبن الوحيد الجنس"؛ ويظُن بعض الناس ببساطة أن المقصود بها "الطبيعة الواحدة" أى الطبيعة الواحدة للمسيح حسب عقيدة كنيسة الإسكندرية القبطية الأرثوذكسية التى عبّر عنها القديس كيرلس بعبارة : "ميا فيزيس تو ثيئولوغو سيساركومينى" "طبيعة واحدة متجسدة لله الكلمة". لكن فى الحقيقة، إن كلمة "الوحيد الجنس" لا علاقة لها بهذه القضية إطلاقاً. لأن كلمة "مونوجينيس" مقصـود بهـا "المولود الوحيد" وهى مشتقة من "" بمعنى "الوحيد" + "" بمعنى "المولود أو الجنس". لكن لماذا يُلقب إبن الله بالإبن الوحيد الجنس؟ لأنه لا يوجد هناك آخر وُلِد من الآب بنفس جوهر الآب وطبيعته الإلهية.. فلأنه الإبن الوحيد المولود بجوهر الآب نفسه حاملاً لذات جوهر الآب وطبيعته، لذلك يقولون "الوحيد الجنس" أى الذى ليس غيره من نفس الجوهر الإلهى (ليس المقصود مولوداً من الجوهر، فهو مولود من الأقنوم لأن الجوهر لا يَلِد) ولكن المقصود: أن ليس غيره مولود من الآب حاملاً لذات جوهر الآب.. لذلك يضيفون فى الترجمة العربية كلمة "الجنس" والمقصود بها "الجوهر أو الطبيعة". أما كلمة "الوحيد" هنا فالمقصود بها أن ليس أحد غيره مولوداً من الآب بنفس جوهره منذ الأزل. عبارة "الابن الوحيد" وردت عدة مرات فى العهد الجديد ومن أمثلتها ما ورد فى: (يو3: 16) "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" والمقصود بعبارة "الابن الوحيد" أنه الوحيد الذى وُلد من الآب بهذه الصورة. أما الروح القدس فهو بالإنبثاق وليس بالولادة لأن الولادة تخص الابن فلا يوجد أى تداخل فى هذه الخاصّية -خاصية الابن الفريدة إنه مولود. وأيضاً كلمة "مونوس" لا تأتى للطبيعة المتجسدة على الإطلاق لأننا لو قلنا ستكون عبارة أوطاخية لأن معناها "وحيد"، لكن تعنى "واحداً". فتعبيرنا عن الوحدانية مقصود به عدم التقسيم وليس إلغاء الطبيعة الأخرى. فالطبيعة لم تُفقد بسبب الاتحاد، لكن الطبائع استمرت موجودة فى الاتحاد. لذلك لابد أن الذين يتكلمون عن التجسد واتحاد الطبيعتين أن يؤكّدوا بأنه لا يمكن أن تكون إحدى الطبيعتين قد فُقدت فى الاتحاد، وصارت (مونىفيزيس). فعبارة (ميافيزيس) هى السليمة لأنها تُعنى أن الطبيعتين استمرتا موجودتين فى الاتحاد، وكونتا طبيعة واحدة من طبيعتين. وعلى أساس هذا يحدث التقارب فى الكريستولوجى بيننا وبين الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية إننا نؤكّد باعتقادنا فى استمرار وجود الطبيعتين فى الاتحاد وقد كونتا معاً طبيعة واحدة متحدة. لا توجد طبيعة إمتصت الأخرى أو هَدَمتها. فاختصاص السيد المسيح بلقب "الابن الوحيد الجنس" سيأتى بنا إلى قضية رئيسية فى الموضوع لا يوجد فيها أى اختلاف بين المدارس اللاهوتية التاريخية الأرثوذكسية فى هذا الأمر، وهى أن السيد المسيح هو هو نفسه ابن الله، وهو هو نفسه ابن الإنسان فى آنٍ واحد. أما النساطرة فلهم مدرسة مختلفة تماماً ومرفوضة من الأرثوذكس. ابن الإنسان وابن الله فى آنٍ واحد مهم جداً فى الحوار "المسيحى-غير المسيحى" أن نقول هذا المفهوم: إننا نؤمن بإله تجسّد وصار إنساناً وليس بإنسان تألّه وصار إلهاً.. فنحن نؤمن بالله الذى صار إنساناً حقيقياً وظهر فى الجسد.. لذلك قال معلمنا بولس الرسول فى رسالته للعبرانيين "يسوع المسيح هو هو أمساً (منذ الأزل) واليوم (الحاضر) وإلى الأبد" (عب13: 8). قال السيد المسيح لليهود "قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" (يو8: 58). "أنا" تعبّر عن أن السيد المسيح له أنا "واحدة" وليس "إثنتان" فهو شخص واحد. لا نقدر أن نغفل هذه الحقيقة فى حديثنا عن شخصية المسيح الفريدة. فهو نفسه الذى وُلد من الآب قبل كل الدهور بحسب لاهوته، وهو نفسه وُلِد فى ملء الزمان من العذراء مريم بحسب إنسانيته (بحسب الجسد). حينما قال اليهود له "ليس لك خمسون سنة بعد، أفرأيت إبراهيم. قال لهم يسوع: الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" (يو8: 57،58).. اليهود يكلّمون إنساناً أمامهم، ولكى يؤكّد لهم السيد المسيح أنه شخص واحد وليس شخصين؛ قال لهم: أنا كائن قبل أن يكون إبراهيم. فهل هو كائن بحسب الجسد قبل أن يكون إبراهيم؟ بالطبع لا، لأن جسده الخاص وُجد فى لحظة التجسد من العذراء مريم؛ هذه حقيقة لا ننكرها. ولكنه كائن بحسب لاهوته قبل أن يكون إبراهيم. كلمة "أنا" هنا تُعبّر عن أن هذا الشخص المتكلّم هو نفسه ابن الله وهو نفسه ابن الإنسان فى آنٍ واحد. هو نفسه إله، وهو نفسه إنسان فى آنٍ واحد.. مثل قول السيد المسيح "ان إبن الإنسان هو رب السبت أيضاً" (مت12: 8) (أنظر كتاب "طبيعة المسيح" لقداسة البابا شنودة الثالث أطال الرب حياته). كيف يكون المسيح إنساناً كاملاً بدون أن يتخذ شخص إنسان فى تجسده؟! أى بدون أن يأخـذ من العذراء شخص إنسـان. أى لم يأخذ إنساناً من البشر ويحِّل فيه الكلمة. بمعنى أن يأتى بإنسان، والكلمة يحِّل فيه من أول لحظة للتجسد. والسؤال الذى يطرح نفسه هنا هو كيف يكون إنساناً كاملاً بدون أن يأخذ شخص إنسان؟! هو أخذ طبيعة بشرية كاملة بجسد وروح عاقلة، وجعلها خاصة به He made our nature His own. لكن الطبيعة البشرية الكاملة فى شخص كلمة الله هى إنسان كامل؛ إنسان حقيقى وليس على سبيل المجاز. كيف يكون إنساناً كاملاً وهو لم يأخذ من العذراء شخص إنسان؟! وإنما أخذ طبيعة بشرية كاملة؟ الإجابة على هذا السؤال : إن كلمة "الشخص" باللغة اليونانية هى: بروسوبون "" =prosopon ومعناها: من يتجه نحو الآخر ويتعامل معه ويتبادل العلاقة. فكلمة بروس "" معناها "نحو". ويوجد أشخاص منفصلون فى الجوهر والكينونة مثل البشر. ويوجد من هم غير منفصلين فى الجوهر والكينونة مثل أقانيم الثالوث القدوس. كل منهم هو فى الآخر ويملأ الآخر. والآب هو أصل الكينونة غير المنقسمة لكلٍ من الابن بالولادة الأزلية والروح القدس بالإنبثاق الأزلى. فالبروسوبون "" = prosopon الخاص بالابن، والبروسوبون "" الخاص بالآب على الرغم من أنهما يحملان نفس الجوهر ونفس الطبيعة (الجوهر غير المتجزئ، وغير المنقسم) إلا إن الواحد يبادل الآخر العلاقة والحب. مثلما قال السيد المسيح للآب "لأنك أحببتنى قبل إنشاء العالم" (يو17: 24)، وقال له "ليكون فيهم الحب الذى أحببتنى به وأكون أنا فيهم" (يو17: 26)، ويقول له "كل ما هو لى فهو لك. وما هو لك فهو لى" (يو17: 10). إذن من هو البروسوبون ""؟ هو من يحمل الطبيعة بكل مقوّماتها وإمكانياتها ويتبادل العلاقة مع بروسوبا آخرين. هو مالك الطبيعة. وإذا كانت هذه الطبيعة فيها صفة الحب، فهو يمارس الحب بناءً على صفة جوهرية كائنة فيه مع "بروسوبون " آخر فى تبادل العلاقات. إذن؛ نقول إن البروسبون هو حامل الطبيعة ومالكها بكل ما لها من مقومات، وفيه تقوم الطبيعة حينما توجد. فمثلاً الطبيعة البشرية كيف دخلت إلى حيز الحقيقة والوجود؟ إنها وجدت عندما وُجد آدم ثم حواء. فعندما يوجد شخص، توُجد الطبيعة محمولة فيه. فالجوهر (أو الطبيعة) يكون حقيقة عندما يحمله شخص. وكلمة أقنوم معناها شخص حامل لطبيعة كائنة فيه فهى تشير إلى الشخص، هو والطبيعة التى يحملها. إذا حَمَلَ شخصٌ طبيعة إلهية، فهو إله. وإذا حمل شخصٌ طبيعة إنسانية، فهو إنسان. وإذا حمل شخصٌ طبيعة ملائكية، فهو ملاك. وإذا حمل شخصٌ محددٌ الطبيعة الإلهية والإنسانية فى نفس الوقت فهو إله وإنسان فى نفس الوقت؛ أى إله متجسد. وهذا ما حدث فى التجسد الإلهى. بيشوى فالسيد المسيح بشخصه الخاص وهو يحمل الطبيعة الإلهية أصلاً منذ الأزل؛ حمل الطبيعة الإنسانية الكاملة فى نفس شخصه هذا. لذلك يقول معلمنا بولس الرسول "يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد" (عب13: 8)... فأصبح مالك الطبيعة الإلهية، هو نفسه يملك الطبيعة البشرية. فهذا الشخص المالك للطبيعة؛ من حيث طبيعته الإلهية: هو إله كامل؛ إله حقيقى. ومن حيث طبيعته البشرية: هو إنسان كامل؛ وإنسان حقيقى. نفس الشخص... لم يضف إلى شخصه شخصاً آخر. إذاً لا يوجد هنا ضميران للملكية، أحدهما يملك اللاهوت، والآخر يملك الناسوت ولكنه هو هو الذى كان إلهاً منذ الأزل ولازال إلهاً إلى الأبد. صار إنساناً فى ملء الزمان. إنساناً حقيقياً كاملاً. "كلمة الله جاء فى شخصه الخاص" كما قال القديس أثناسيوس فى كتابه عن التجسد. ولهذا فالإيمان السليم أن شخص المسيح هو شخص واحد وهو نفسه شخص كلمة الله الأزلى. |
||||
25 - 10 - 2012, 07:45 PM | رقم المشاركة : ( 64 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: النبوات عن السيد المسيح
هل الروح العاقلة التى فى الطبيعة البشرية هى شخص؟
هنا يحدث خلط بين مفهوم الشخص والطبيعة. لأن الطبيعة هى عاقلةٌ بطبيعتها ويملكها شخص. وقد مَلك الرب الطبيعة الإلهية العاقلة بطبيعتها، فهو بشخصه الإلهى كان يملك الجوهر الإلهى العاقل منذ الأزل. ولما صار إنساناً، صار يملك أيضاً ذهنية البشر أو العقل البشرى أيضاً لنفس الشخص، فأصبح له فِكر الإنسان وأسلوبه فى التفكير وذاكرته أو ذهنية الإنسان بالطبيعة. وله أيضاً ذهنية إلهية أو فكر الله فى وحدة غير ممتزجة بين الطبيعتين وخصائصهما وبلا تغيير، ولا تلغى الواحدة منهما الأخرى بسبب الاتحاد. لذلك عندما قال أنا لا أعرف ذلك اليوم وتلك الساعة، فهذه العبارة ليس بها أية مشكلة. وقد وردت هذه العبارة فى إنجيل القديس مرقس بحسب النص التالى: "وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد و لا الملائكة الذين فى السماء ولا الابن إلا الآب" (مر13: 32). فمثلما شرح القديس أثناسيوس أنه بحسب إنسانيته أخلى نفسه ووُجد فى الهيئة كإنسان وأخذ صورة عبد. فهو لم يقبل من حيث إنسانيته أن يقتنى معرفة هذا اليوم الأخير؛ متنازلاً عن هذه المعرفة بحسب التدبير إلى أن صعد إلى السماوات ورُفع فى المجد. وقد ورد فى الفقرة (45) من رسالة القديس أثناسيوس الثالثة ضد الأريوسيين ما نصه: "المحبون للمسيح والذين يحملون المسيح، يعرفون أن الكلمة قال لاأعرف، لا لأنه لايعرف، إذ هو بإعتباره الكلمة يعرف (كل شئ)، ولكن لكى يظهر الناحية الإنسانية، إذ أن الجهل خاص بالبشر، وأنه قد لبس الجسد الذى يجهل، والذى بوجوده فيه قال بحسب الجسد "لا أعرف". ولهذا السبب، فبعد قوله، ولا الابن يعرف، وتحدث عن جهل الناس فى أيام نوح، أضاف مباشرة قائلاً "إسهروا إذاً، لأنكم لا تعلمون فى أية ساعة يأتى ربكم" وأيضاً "فى ساعة لا تظنون يأتى ابن الإنسان" (مت24: 42،44). ولكن إذ قد صرت مثلكم من أجلكم، قلت "ولا الابن". لأنه لو كان يجهل كإله كان ينبغى أن يقول "إسهروا إذن، لأنى لا أعرف، وفى ساعة لا أعلمها" لكن فى الواقع ليس هذا هو ما قاله. ولكن بقوله "لا تعلمون" و "فى ساعة لا تظنون"، أوضح بذلك أن الجهل خاص بالبشر، الذين لأجلهم أخذ جسداً مشابهاً لأجسادهم، وصار إنساناً وقال "ولا الابن يعرف" لأنه لا يعرف بالجسد رغم أنه يعرف ككلمة". وقال أيضاً فى الفقرة (46) من نفس الرسالة : "عندما سأله التلاميذ عن النهاية، حسناً قال حينئذٍ "ولا الابن" جسدياً، بسبب الجسد، لكى يظهر أنه كإنسان لا يعرف. لأن الجهل هـــو من خصائص البشر، ولكن إذ هـــو الكلمة، وهو الذى سوف يأتى، وهو الديان، وهو العريـس، فهو يعرف متى وفى أية ساعة سيأتى، ومتى سيُقال "استيقـظ أيها النائم، وقم من الأموات، فيضئ لك المسيح" (أف5: 14). كما أنه إذ صار إنساناً فهو كان يجوع ويعطش ويتألم مع الناس. هكذا مع الناس كإنسان لا يعرف، رغم أنه كإله إذ هو كلمة الآب وحكمته فهو يعرف، ولا يوجد شئ لا يعرفه". إذاً عندما يقول: أنا أعرف، يكون بحسب ذِهنيته الإلهية. وعندما يقول: لا أعرف، فيكون بحسب ذهنيته البشرية... من حيث إنسانيته، هو لا يعـرف، بدون فصل بين اللاهـوت والناسوت. أُعطى مثلاً بسيطاً : إذا أتى شخص ما على سبيل الفرض وطرق على قـبر السيد المسيح يوم السبت بعـد موتــه على الصليب؛ ونادى "يا يسوع" ولم يفتح له أحد. فذهب لحال سبيله. ثم قابل هذا الشخص السيد المسيح بعد القيامة، وقال له إنه طرق على القبر يوم السبت فهل سمِعَه؟ فإذا قال له السيد المسيح:لم أسمع؛ يكون صادقاً لأنه من حيث الجسد لم يسمع. فالجسد مات موتاً حقيقياً، وبالتالى حاسة السمع الجسدية لم تكن تعمل. وبقوله "لم أسمع" يريد تأكيد موته بحسب الجسد لئلا يظن أحد أنه كان حياً يسمع الطرقات وهو بداخل القبر. العبارة إذن لتأكيد حقيقة إنسانيته الكاملة. وإذا قال له "كنت سامعاً" يكون صادقاً أيضاً لأنه من حيث لاهوته هو سامع لكل الأشياء... هو صادق فى كلامه فى كلتا الحالتين. العجيب فى شخصية السيد المسيح؛ أنه كان ميتاً وحياً فى نفس الوقت... ميتاً بحسب إنسانيته، وحياً بحسب ألوهيته.. هو ميت وحي فى آنٍ واحد.. مات حقاً بحسب الجسد وفى نفس الوقت لم يمت حقاً بحسب اللاهوت... وبالمثل فإنه يعرف حقاً بحسب لاهوته، ولا يعرف حقاً بحسب إنسانيته. ولكن عندما رُفع فى المجد؛ دخل ناسوته فى حالة التمجّد التى تليق بالابن الوحيد... ولذلك نقول فى القداس الباسيلى وصعد إلى السماوات وجلس عن يمينك أيها الآب ورسم يوماً للمجازاة... وعبارة "رسم يوماً للمجازاة" تعنى أنه لما رُفع فى المجد، إنتهت فكرة أنه يُخلى نفسه من بعض نواحى المعرفة إنسانياً. وبهذا قدّم لنا القدوة فى الاتضاع وعدم البحث عما هو فى دائرة سلطان الآب السماوى... السيد المسيح شابه إخوته فى كل شئ ما خلا الخطية. فلو كان قد عرف اليوم والساعة إنسانياً أثناء وجوده على الأرض؛ فكيف يكون قد شابه إخوته بعد فى كل شئ ما خلا الخطية؟!! معنى معرفته اليوم والساعة؛ أن هناك أحد الأمور لم يشابهنا فيها (وهى معرفة اليوم). ولكنه إرتضى أن يختبر كل ما هو للإنسان بما فى ذلك الجوع والعطش وبما فى ذلك أيضاً أن ينسب إلى نفسه عدم المعرفة وهذه كانت أكبر ضربة للشيطان أن يقول السيد المسيح "وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد و لا الملائكة الذين فى السماء ولا الابن إلا الآب" (مر13: 32) لأن الشيطان قال لا يمكن أن اللوغوس الذى هو الكلمة الأزلى لا يعرف اليوم والساعة وبهذا شك فى ألوهية السيد المسيح وقدرته أن ينتصر على الموت، فأتم مؤامرة الصلب بكل ما فيها من خيانة وقساوة وعدوان. لقد نسى الشيطان أن السيد المسيح كان يتكلم فى هذا الأمر بحسب إنسانيته إذ أخلى نفسه وأخذ صورة عبد "وإذ وُجد فى الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب" (فى2: 8). |
||||
25 - 10 - 2012, 07:45 PM | رقم المشاركة : ( 65 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: النبوات عن السيد المسيح
لماذا في أحداث القيامة؟؟ أنبا موسي لماذا طعن السيد المسيح له المجد بالحربة في جنبه و لم تكسر ساقاه مثل اللصين؟ " ثم اذ كان استعداد فلكي لا تبقى الاجساد على الصليب في السبت لان يوم ذلك السبت كان عظيما سال اليهود بيلاطس ان تكسر سيقانهم و يرفعوا. فاتى العسكر و كسروا ساقي الاول و الاخر المصلوب معه. و اما يسوع فلما جاءوا اليه لم يكسروا ساقيه لانهم راوه قد مات. لكن واحدا من العسكر طعن جنبه بحربة و للوقت خرج دم و ماء. و الذي عاين شهد و شهادته حق و هو يعلم انه يقول الحق لتؤمنوا انتم. لان هذا كان ليتم الكتاب القائل عظم لا يكسر منه.و ايضا يقول كتاب اخر سينظرون الى الذي طعنوه." لماذا لم يسمح السيد المسيح لأعدائه أن يدنوا نحو ساقيه اللذين شبهتا بأنهما عمودا رخام؟ أن السيد المسيح قد طعن بالحربة في جنبه للتأكد من موته, أما اللصان فكسرت سيقانهما للتعجل بموتهما: " فاتى العسكر و كسروا ساقي الاول و الاخر المصلوب معه. و اما يسوع فلما جاءوا اليه لم يكسروا ساقيه لانهم راوه قد مات." و كان هذا تتميماً لنبوة زكريا النبي : " و افيض على بيت داود و على سكان اورشليم روح النعمة و التضرعات فينظرون الي الذي طعنوه و ينوحون عليه كنائح على وحيد له و يكونون في مرارة عليه" و قال يوحا الرائي" هوذا ياتي مع السحاب و ستنظره كل عين و الذين طعنوه " لقد أخترع اليهود هذة الطريقة للتخلص من اللصين اللذين لم يموتا رغم أن يوم الجمعة قد أنتهي و ها يوم السبت بفصحه بدأ يلوح.. و لكن لماذا كسر الساقيين يؤدي إلي الموت؟ ذلك لأن أي مصلوب في أمتداد يديه علي الصليب تكون عضلات القفص الصدري مشدوة بطريقة لا تسمح بالتنفس و لكي يستطيع المصلوب أن يتنفس يضغط بكلتا قدميه مرتكزاً عليهما إلي أعلي رافعاً بجهده الضئيل جسده المنهك هذا كل حركة شهيق و زفير لكي تتم عملية التنفس.. فلكي يستعجلوا موت اللصين كسروا سيقانهما حتي يمنعوا تنفسهما فلا يستطيعا الأستنشاق. و لو أتاحت لهم الفرصة مع الرب يسوع لكان له المجد مات مخنوقاً و لكننا نعلم أنه مات مذبوحاً و رفض أن يموت مخنوقاً ذلك لكي يكون ذبيحة مقبولة لأن كل مخنوق لا يصلح تقديمه ذبيحة لله. و لكن أثر أن يموت مذبوحاً لا مخنوقاً لكي يكون ذبيحة مقبولة قدمتها البشرية و قبلها الأب. لو كان السيد المسيح قد كسرت ساقاه لأمكن أن يقوم بجسد له رجلان لأن جسد القيامة كامل. و لكنه سمح أن يفتح جنبه و يتأكد الجميع من موته مذبوحاً و تكون فتحة جنبه شاهدة علي أنه ذبح لكي تخرج الكنيسة من جنبه كما خرجت حواء من أدم و يظل جنبه مفتوحاً يحتمي فيه كل من يحتاج إليه من كتاب: لماذا في أحداث القيامة؟؟ |
||||
25 - 10 - 2012, 07:46 PM | رقم المشاركة : ( 66 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: النبوات عن السيد المسيح
كيف مات المسيح بينما لاهوتة لم يفارق ناسوتة ؟؟ ألسنا نقول إن لاهوت المسيح لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين؟ كيف إذن قد مات؟ يجيب قداسة البابا شنودة الثالث قائلاً: موت المسيح معناه انفصال روحه عن جسده. وليس معناه انفصال لاهوته عن ناسوته. الموت خاص بالناسوت فقط. إنه انفصال بين شقي الناسوت، الروح والجسد، دون أن ينفصل اللاهوت عن الناسوت. وما أجمل القسمة السريانية التي نقولها في القداس الإلهي، والتي تشرح هذا الأمر في عبارة واضحة هي: انفصلت نفسه عن جسده. ولاهوته لم ينفصل قط عن نفسه ولا عن جسده. انفصلت الروح البشرية عن الجسد البشري. ولكن اللاهوت لم ينفصل عن أي منهما، وإنما بقى متحداً بهما كما كان قبل الموت. وكل ما في الأمر أنه قبل الموت، كان اللاهوت متحداً بروح المسيح وجسده وهما (أي الروح والجسد) متحدان معاً. أما في حالة الموت، فكان اللاهوت متحداً بهما وهما منفصلان عن بعضهما البعض. أي صار متحداً بالروح البشرية على حدة، ومتحداً بالجسد على حدة. والدليل على اتحاد اللاهوت بروح المسيح البشرية أثناء موته: أن روح المسيح المتحدة بلاهوته استطاعت أن تفتح الفردوس الذي كان مغلقاً منذ خطية آدم. واستطاعت أن تذهب إلى الجحيم، وتطلق منه كل الذين كانوا راقدين فيه على رجاء ـ من أبرار العهد القديم ـ وتدخلهم جميعاً إلى الفردوس ومعهم اللص اليمين، الذي وعده الرب على الصليب قائلاً "اليوم تكون معي في الفردوس" (لو23: 43). والدليل على اتحاد اللاهوت بجسد المسيح أثناء موته: أن هذا الجسد بقى سليماً تماماً، واستطاع أن يقوم في اليوم الثالث، ويخرج من القبر المغلق في قوة وسر، هي قوة القيامة. وما الذي حدث في القيامة إذن؟ حدث أن روح المسيح البشرية المتحدة باللاهوت، أتت واتحدت بجسده المتحد باللاهوت. ولم يحدث أن اللاهوت فارق الناسوت، لا قبل الموت، ولا أثناءه ولا بعده. |
||||
25 - 10 - 2012, 07:46 PM | رقم المشاركة : ( 67 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: النبوات عن السيد المسيح
*** السيد المسيح هل كان نبياً؟ *** السيد المسيح هو "صورة الله"، "صورة الله غير المنظور وصورة الله هو الله " الذى إذ كان فى صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون مساوياً لله"، "الذى وهو بهاء مجده ورسم جوهره"، أي بهاء مجد الله وصورة جوهره. كلمة الله الذى هو الله "ويدعى اسمه كلمة الله"، "فى البدء كان الكلمة وكان الكلمة عند الله وكان الكلمة الله"، وقوة الله وحكمة الله "بالمسيح قوة الله وحكمة الله"، "المسيح يسوع صار لنا حكمة من الله وبر وقداسة"، "المدخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم"، وهو ابن الله الوحيد الذى من ذات الله الآب وفى ذاته "الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذى هو فى حضن الأب هو خبر"، لذا قال "أنا والآب واحد"، وأنه موجود سابقاً قبل العالم والخليقة "والآن مجدنى أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذى كان لى عندك قبل كون العالم … لأنك أحببتنى قبل إنشاء العالم"، وهو الذى خلق العالم "كل شئ به كان وبغيره لم يكن شئ مما كان. فيه كانت الحياة … كان العالم وكون به العالم"، "فإنه فيه خلق الكل ما فى السموات وما على الأرض ما يُرى وما لا يُرى سواء كان عروشاً أم سيادات أم رياسات أم سلاطين الكل به وله قد خلق"، هو خالق الكل و"رب الكل"، والذى يسجد له الكل "لكى تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن فى السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض"، "وأيضا متى أدخل البكر إلى العالم يقول ولتسجد له كل ملائكة الله". وهو الديان الذى يدين الخليقة بالعدل ويجازى كل واحد بحسب أعماله "فإن ابن الإنسان سوف يأتى فى مجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازى كل واحد حسب عمله"، "الرب يسوع المسيح العتيد أن يدين الأحياء والأموات عند ظهوره وملكوته". وهو الجالس على العرش الإلهى فى السماء "ثم أن الرب بعد ما كلمهم ارتفع إلى السماء وجلس عن يمين الله"، "المسيح جالس عن يمين الله"، "جلس فى يمين العظمة فى الأعالى"، "جلس فى يمين عرش العظمة فى السموات"، "جلس إلى الأبد عن يمين الله". وباعتبار أن المسيح هو ابن الله وكلمة الله وصورة الله الذى هو الله خالق الكون ومدبره وديانه فهو رب الكل وإله الكل وفوق الكل ولكنه فى ملء الزمان ظهر فى الجسد "ولما جاء ملء الزمان أرسل الله أبنه مولوداً من امرأة"، و" الكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب مملوء نعمة وحقاً"، "الذى إذ كان فى صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون مساوياً لله لكنه أخلى نفسه أخذاً صورة عبد صائراً فى شبه الناس وغذ وجد فى الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب. لذلك رفعُ الله أيضا وأعطاهُ اسماً فوق كل أسم لكى تجثوا باسم يسوع كل ركبة ممن فى السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض. ويعترف كل لسان أن يسوع هو رب لمجد الله الآب". جاء فى الجسد "يسوع المسيح … جاء فى الجسد"، ظهر فى الجسد "عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد"، وكان مجرباً "مثلنا فى كل شئ بلا خطية". وبتجسد السيد المسيح ومجيئه إلى العالم وظهوره فى الجسد أعلن عن ذات الله الآب وإرادته بصورة أكثر إيضاحاً من جميع الأنبياء لأنه تكلم فيما له وأعلن أن بتجسده ونزوله من السماء إلى العالم قد قدم بذاته الإعلان الأخير كقول الكتاب "الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة كلمنا فى هذه الأيام الأخيرة فى أبنه الذى جعلهُ وارثاً لكل شئ الذى به أيضا عمل العالمين الذى وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته بعد ما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا جلس فى يمين العظمة فى الأعالى". ولأن السيد المسيح جاء إلى العالم ظاهراً فى الجسد فقد أتخذ طبيعة الإنسان وصفاته فدعى بـ "ابن الإنسان الآتى من السماء والذى نزل من السماء الجالس عن يمين العظمة فى الأعالى والديان المسجود له من جميع الخلائق "ومتى جاء ابن الإنسان فى مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسى مجده. ويجتمع أمامه جميع الشعوب فيميز بعضهم عن بعض"، "أقول لكم من الآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة وآتياً على سحاب السماء"، "وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذى نزل من السماء ابن الإنسان الذى هو فى السماء"، "فإن رأيتم ابن الإنسان صاعداً إلى حيث كان أولاً". ومن ثم أتخذ ألقابا كثيرة كان من ضمنها لقب النبى. |
||||
25 - 10 - 2012, 07:47 PM | رقم المشاركة : ( 68 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: النبوات عن السيد المسيح
فلماذا لقب المسيح بالنبى؟ والإجابة ببساطة لأنه جاء فى الجسد وأتخذ صورة العبد وظهر فى الهيئة كإنسان وعمل أعمالاً إلهية قديرة لا تحصى ولكنه أخفى لاهوته ولم يشر إلى لاهوته صراحة إلا فى مرات قليلة، وإن كانت معظم أعماله وأقواله تؤكد حقيقة جوهره وكونه الإله المتجسد. لذلك أعتقد الناس أنه كان نبياً "فقالت الجموع هذا يسوع النبى الذى من الناصرة"، "فلما رأى الناس الآية التى صنعها يسوع قالوا أن هذا هو بالحقيقة النبى الآتى إلى العالم"، "فكثيرون من الجمع لما سمعوا هذا الكلام قالوا هذا بالحقيقة هو النبى .. آخرون قالوا هذا هو المسيح"، فقد تحيرت الجموع فى أمره وتصور هيرودس أن يوحنا المعمدان قام من الأموات ولذلك تعمل به القوات. قال آخرون أنه إيليا. وقال آخرون أنه نبى (أو) كأحد الأنبياء"، وحتى عندما سأل هو تلاميذه "من يقول الناس أنى أنا. فأجابوا. يوحنا المعمدان وآخرون إيليا وآخرون واحد من الأنبياء"، ويقول الكتاب انه "كان عندهم مثل نبىّ(133)"، وقالت له المرأة السامرية "يا سيد أرى أنك نبى"، وكذلك قال عنه المولود أعمى بعد أن شفاه "أنه نبى"، وتصور تلميذا عمواس نفس الشيء "يسوع الناصرى الذى كان إنساناً نبياً مقتدراً فى الفعل والقول"، أما المسيح نفسه فلم يطلق على ذاته لقب "نبى" على الإطلاق إلا فى مجرد إشارتين عابرتين تعطيان معنى عام لا يخص المسيح وحده وذلك فى قوله "ليس نبى بلا كرامة إلا فى وطنه وفى بيته"، وينبغى أن أسير اليوم وغداً وما يليه لأنهُ لا يمكن أن يهلك نبى خارجاً عن أورشليم". ولكنه تكلم عن نفسه باعتباره ابن الله الوحيد الذى من ذات الآب وفى ذاته "أنا والآب واحد"، "الابن الوحيد الذى فى حضن الآب هو خير"، "أنا فى الآب والآب فى"، وأكد على هذه الحقيقة جيداً عندما أجابه القديس بطرس على سؤاله "من يقول الناس أنى أنا؟" فأجاب بطرس "أنت هو المسيح ابن الله الحى" فمدحهُ قائلاً "طوبى لك يا سمعان بن يونا. أن لحماً ودماً لم يُعلن لك لكن أبي الذى فى السموات"، وقد تكرر فى العهد الجديد لقب "ابن الله" و"الابن الأكبر" و"ابن الله الوحيد" و"الابن" حوالى 87 مرة منها 4 مرات مرتبطة بصفة "الوحيد". وتكرر لقب "ابن الإنسان" 83 مرة ارتبطت معظمها بصفات المسيح الإلهية كالديان والجالس على العرش عن يمين العظمة فى السماوات والنازل من السماء والموجود فى السماء والعائد إلى السماء إلى حيث كان أولاً والآتى على سحاب المجد مع ملائكته ورب السبت والذى له السلطان على غفران الخطايا … الخ. |
||||
25 - 10 - 2012, 07:47 PM | رقم المشاركة : ( 69 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: النبوات عن السيد المسيح
ومع ذلك
فقد مارس السيد المسيح عمل النبى ووظيفة النبوّة والتنبؤ، وقام بكثير من الأعمال التى قام بها الأنبياء ولكن بسلطان إلهى نابع من كونه الإله المتجسد وكلمة الله الآتى من السماء، فلم يقل مثل الأنبياء "هكذا يقول / أو قال الرب" وإنما أستخدم أقواله الإلهية، فقد كرر عبارة "الحق أقول لكم" 62 مرة، وعبارة "الحق الحق أقول لكم" 25 مرة، وعبارة "وأنا أقول لكم" 6مرات، وعبارة "وأمّا أنا فأقول لكم" 6مرات أيضا وذلك فى المقارنة مع ما "قيل" فى شريعة موسى فى القديم. كان كلامه نابع من ذاته "أنا" وقوله هو الحق لأنه هو ذاته الحق. وكان يرى رُؤى كقوله "رأيت الشيطان ساقطاً من السماء مثل البرق"، وكشف بالتفصيل عن ملكوت الله الوشيك الحدوث، وشرح بالتفصيل دمار أورشليم والهيكل القادم، بل وبكى على أورشليم لما كانت ستلاقيه وستعانيه وقت حصارها ودمارها، وتكلم عن مجيئه الثانى والدينونة بالتفصيل، بل وشرح الأحداث التى ستسبق المجيء الثانى بصورة تفصيلية دقيقة لا كمجرد نبوّات أو تنبؤات، كما يتصور البعض، وإنما باعتباره كلى العلم والمعرفة، العالم بكل شئ الذى وصف كل ما سيحدث بقة مذهلة، وذلك بناءً على معرفته السابقة وعلمه السابق وتدبيره للأحداث .. وحتى عندما سأله تلاميذه عن ذلك سألوه بصيغة العالم بكل شئ والذى يعرف ما سيحدث بالتفصيل كمعرفة نابعة من ذاته "قل لنا متى يكون هذا وما هى العلامة عندما يتم جميع هذا". كان سؤال لصاحب الأمر، وكانت الإجابة من صاحب الأمر كما نادى بالتوبة وقام بأعمال رمزية مثل دخوله الأنتصارى لأورشليم وتطهير الهيكل ولعن شجرة التين، هاجم العباد الشكلية مثل أنبياء العهد القديم ويوحنا المعمدان. ولكن كان كلامه بسلطان إلهى وكانت أعماله بسلطان إلهى نابع من ذاته كقوله "دفع إلى كل سلطان فى السماء وعلى الأرض"، "فبهتوا من تعليمه لأن كلامه كان بسلطان"، وكان يغفر الخطايا بسلطان إلهى نابع من ذاته، "فتحيروا كلهم من كلامه حتى سألوا بعضهم بعضاً قائلين ما هذا التعليم الجديد لأنه بسلطان يأمر حتى الأرواح النجسة فتطيعه"، |
||||
25 - 10 - 2012, 07:48 PM | رقم المشاركة : ( 70 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: النبوات عن السيد المسيح
وأعطى تلاميذه ورسله "سلطاناً" ليدوسوا "الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شئ"، بل وكان له "سلطاناً على كل جسد ليعطى حياة أبدية"، وهو جالس الآن "فى السماويات. فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة … وأخضع كل شئ تحت قديمه". ولأن السيد المسيح ظهر فى الجسد وصار من نسل إبراهيم وداود بحسب الجسد كقول القديس بولس بالروح "ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن على الكلى إلهاً مباركاً إلى الأبد"، هكذا تنبأ موسى النبى عن المسيح أنه سيكون نبياً مثله "يقيم لك الرب إلهك نبياً من وسطك من إخوتك مثلى … أقيم لهم نبياً من وسط اخوتهم مثلك وأجعل كلامى فى فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به"، وقوله من وسطك يقصد من بنى إسرائيل، ومن أخوتك أى من سبط أخر غير سبط لاوى الذى منه موسى النبى، كان المسيح نبياً مثل موسى بحسب الجسد ومن سبط يهوذا بحسب الجسد كقول الوحى الإلهى "فأنه واضح أن ربنا طلع من سبط يهوذا الذى لم يتكلم عنه موسى شيئ من جهة الكهنوت"، ووصف المسيح بـ "الأسد الذى من سبط يهوذا أصل داود". كان المسيح أهل ومصدر إبراهيم وداود كقول الوحى "أصل يسى"، وقول المسيح " قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" و"أنا وأهل وذرية داود"، ومع ذلك جاء من نسلهم بحسب الجسد. هكذا كان المسيح إله ورب موسى والفرق بينه وبين موسى كما يقول الكتاب هو الفرق بين صاحب البيت، المسيح، والخادم فى البيت،موسى. ومع ذلك فقد جاء المسيح نبياً مثل موسى ولكن حسب الجسد، قال القديس بطرس فى عظتهُ فى الهيكل "فأن موسى قال للآباء أن نبياً مثلى سيقيم لكم الرب إلهكم … أنتم أبناء الأنبياء والعهد الذى عاهد به الله آباءنا قائلاً لإبراهيم وبنسلك تتبارك جميع قبائل الأرض. إليكم أولاً إذ أقام الله فتاه (يسوع) يبارككم برد كل واحد منكم عن شروره"، وأشار إلى هذه النبؤة أيضا القديس استيفانوس. حقاً لقد جاء المسيح من نسل إبراهيم وداود بالجسد كان نبياً مثل موسى بالجسد ولكنه هو نفسه الإله المبارك "ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن على الكل إلهاً مباركاً إلى الأبد". ابونا عبد المسيح بسيط |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|