02 - 12 - 2014, 04:45 PM | رقم المشاركة : ( 6941 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هي أشهر معاني كلمة «روح» في الكتاب المقدس؟ * جاءت كلمة «روح» بمعنى ريح أو نسمة، وهو معناها الأصلي، فاستُعملت عن بعض القوات غير المنظورة مثل «روح العرافة» (أع 16: 16) و«روح الضلال» (1يو 4: 6 و1تي 4: 1) و«روح المسيح» (1يو 4: 3). وعُبّر بها عن اتجاهات خاصة في الإنسان فقيل «المنسحق والمتواضع الروح» (إش 57: 15) و«روح الوداعة» (1كو 4: 21) و«روح منكسرة» (مز 51: 17) و«روح الفَشَل» (2تي 1: 7) و«روح سُبات» (رو 11: 8). وسُمّي بها الملائكة الأبرار والأشرار (عب 1: 14 ومز 104: 4 ومر 3: 11 و9: 25 وأع 19: 12 وأف 6: 12). وسُمِّي بها ما هو غير مادي، كنفس الإنسان والله، واستُعملت على الخصوص اسمًا للأقنوم الثالث من الثالوث الأقدس. ومن المهم جدًا أن نعرف من هو الروح القدس. هل هو مجرد تأثير إلهي، أو قوة روحية عظيمة؟ أم هو روح الله، الأقنوم الثالث في اللاهوت؟ يقول إقرار الإيمان: «نؤمن بالروح القدس، الرب الحي، المحيي، المنبثق من الآب». فإن كان الروح القدس مجرد تأثير أو قوة إلهية، يحقُّ لنا أن نحصل عليها لنستخدمها في حياتنا الإيمانية، وخدماتنا الكنسيَّة، وعملنا الروحي. لكن إن كان الروح القدس هو روح الله الذي يحيي موتى الذنوب، فيجب أن نُسلِّم له نفوسنا، ليستخدمنا كما يشاء هو. وما أكبر الفرق بين استخدام الروح لنا، واستخدامنا له. ومن المهم أن نعرف إن كان هو الأقنوم الثالث في اللاهوت، فنقدم له التعبُّد، ونؤمن به، ونُخلِص له، ونحبه.. أو إن كان مجرد قوة تساعدنا في حياتنا الروحية! غير أن كل قارئ للكتاب المقدس يرى بوضوح أن الروح القدس شخص، ذو صفات إلهية، ويقوم بأعمال لا يقوم بها إلا الله، وقد وهب بركاتٍ عظيمة لكل المؤمنين الذين عرفوه وسلَّموا نفوسهم له باعتباره الأقنوم الثالث في اللاهوت. ويُنسَب إليه كشخص: العقل والمعرفة، ومشاعر المحبة والحزن. ويقف الناس منه المواقف التي يقفونها من الأشخاص، فيثورون ويكذبون ويجدّفون عليه، ويزدرون به، ويُحزنونه. فليس الروح القدس تأثيرًا ولا انفعالًا ولا مجرد قوة، بل هو شخص الله ذاته. إنه روح الله، وأحد الأقانيم الثلاثة «فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب والكلمة والروح القدس، وهؤلاء الثلاثة هم واحد» (1يو 5: 7). (كلمة «أقنوم» كلمة سريانية تدل على من يتميَّز عن سواه، بغير انفصال عنه). |
||||
02 - 12 - 2014, 04:46 PM | رقم المشاركة : ( 6942 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لماذا سُمّي الأقنوم الثالث «الروح القدس»؟ * لما كانت تسمية أقانيم الثالوث الأقدس من الأسرار الإلهية، فيجب أن يكون كلامنا فيها مبنيًا على الكتاب المقدس. ومنه نرى أنه سُمّي «الروح» ليس لأن بينه وبين الأقنومين الآخرين تمييزًا في روحانية الجوهر، لأنهم متساوون في ذلك، بل إشارةً إلى عمله غير المنظور وهو إنارة أرواحنا وإرشادها وتجديدها وتقديسها، ولذلك سُمّي أيضًا «روح القداسة» و«روح الحق» و«روح الحكمة» و«روح السلام» و«روح المحبة» لأنه ينشئ كل ذلك فينا. وسُمي «المعزي» (يو 14: 26)، و«روح الحق» (يو 14: 17 و15: 26)، و«روح القداسة» (رو 1: 4)، و«روح الحياة» (رو 8: 2)، و«روح المسيح» (رو 8: 9)، و«روح التبنّي» (رو 8: 15)، و«روح الابن» (غل 4: 6)، و«روح الموعد القدوس» (أف 1: 13)، و«روح الحكمة والإعلان» (أف 1: 17)، و«روح يسوع المسيح» (في 1: 19)، و«روح المجد» (1بط 4: 14). وكلمة «القدس» تميزه عن جميع الأرواح المخلوقة التي هي دونه في القداسة بما لا يُقاس. وتسميته بالروح القدس يشير إلى عمله غير المنظور، وهو إنارة أرواحنا وتجديدها وتقديسها وإرشادها. وهو ينشئ كل الفضائل فينا. |
||||
02 - 12 - 2014, 04:47 PM | رقم المشاركة : ( 6943 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ماذا قال العهد القديم في الروح القدس؟ * سُمي فيه «الروح» و«روح الله» و«روح الرب» و«الروح القدس» و«روح قدس الله» «روح الرب، روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقوة، روح المعرفة ومخافة الرب» (إش 11: 2)، و«روح النعمة» (زك 12: 10). وأُضيف اسم الروح القدس إلى ضمير الجلالة في المتكلُّم والمخاطب والغائب، فقال الله : «روحي» وقيل له «روحك» وقيل عنه «روحه». ومما نُسب إليه من الأعمال «روح الله يرفّ على وجه المياه» (تك 1: 2) مشيرًا إلى اشتراكه في خلق الكائنات. وقال الله عن بصلئيل «ملأتُه من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعةٍ» (خر 31: 3) وعضد الرب موسى ورفقاءه في العمل بروحه (عد 11: 17، 25) وقول أليهو «روح الله صنعني» (أي 33: 4) وقيل «هل قصُرت روح الرب؟» (سفر ميخا 2: 7) إشارةً إلى قوته غير المحدودة. وقال نحميا إن الله أعطى في القديم روحه الصالح لتعليمهم (سفر نحميا 9: 20) وقال الله إنه سكب روحه على نسل شعبه ليُرجعهم إليه (إش 44: 3) وقال «لا بالقدرة ولا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود» (زك 4: 6) مشيرًا إلى عظمة قوته ومجد قدرته. وقيل إن بني إسرائيل «تمرَّدوا وأحزنوا روح قدسه» (إش 63: 10). وصلى داود «روحك القدوس لا تنزعه مني» (مز 51: 11). وقد زاد تعليم العهد الجديد عن الروح القدس وضوحًا عن العهد القديم، فاستطعنا أن نفهم التفسير الصحيح لأقوال العهد القديم بمقارنتها بأقوال العهد الجديد عنه، فالكتاب يفسّر نفسه بنفسه، والتعاليم الواضحة فيه تفسّر المُبهمة، والمستوفية تفسّر المختصرة. فنرى أن روح الله الذي رفَّ على وجه المياه، ودان في الإنسان قبل الطوفان، وحلَّ على موسى، وأعطى الحكمة والفهم للذين أقاموا خيمة الاجتماع، وألهم الأنبياء، ليس مجرَّد قوة إلهية، لكنه شخصٌ، لأن المسيح وعد أن يرسله معزيًا وشفيعًا، ثم حلَّ على الرسل، وهو الفاعل العظيم في تعليمنا وإرشادنا وتقديسنا. فيتضح من كل ما قيل في الروح القدس في العهد القديم أنه أقنوم، غير أنه لم يتضح لكنيسة العهد القديم أنه الأقنوم الثالث من الثالوث الأقدس، كما انجلى لكنيسة العهد الجديد. نعم إن الله ثلاثة أقانيم في جوهر واحد منذ الأزل، غير أن معرفة ذلك أُعلنت للبشر بالتدريج. |
||||
02 - 12 - 2014, 04:50 PM | رقم المشاركة : ( 6944 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما الداعي للبحث عن تعليم الكتاب في الروح القدس؟ * الداعي لذلك علاقته بعقيدة التثليث، وأهمية عمله في العصر الإنجيلي (منذ مجيء المسيح وحتى نهاية العالم). أما علاقته بعقيدة التثليث فهي أنه أحد أقانيم الثالوث الأقدس. وأما أهمية عمله في عصر الإنجيل فتظهر من مقامه العظيم في عمل الفداء وبنيان ملكوت المسيح. فقد أعدَّ الله العالم لمجيء المسيح قبل مجيئه، وبعد إرساله أخذ يخصص فوائد فدائه للبشر بواسطة الروح القدس الذي ينير الخاطئ ويجدد قلبه، ويحرّك عواطفه الدينية، ويرشده إلى المسيح ويحثه على قبوله بالإيمان، ويمنحه القدرة على العيشة الصالحة والنمو في الفضائل، ويساعده على إتمام واجباته، وعلى مقاومة التجارب، ويعزيه في الحزن ويسنده في الضيق، ويثبّته في السلوك الحسن ويبنيه في المعرفة السماوية. وقد شهد كل المؤمنين الأتقياء في كل زمان ومكان أنهم شعروا بحلول الروح القدس في قلوبهم، ونالوا منه الفوائد التي ذكرناها. |
||||
02 - 12 - 2014, 04:51 PM | رقم المشاركة : ( 6945 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل تغيّرت عقيدة الكنيسة عبر القرون في لاهوت الروح القدس؟ * لم تتزعزع عقيدة الكنيسة في لاهوت الروح ولم يُعترض عليه في المباحثات اللاهوتية إلا قليلًا. ومنذ القرن الرابع إلى الآن ندر جدًا مَنْ أنكر لاهوته. على أن منكري عقيدة التثليث اعترضوا على أقنوميته. وجعل المجمع النيقوي سنة 325 م. موضوع بحثه الخاص أقنومية الابن ولاهوته، ولم يتعرَّض لمسألة الروح القدس ولا لبيان أقنوميته ولاهوته. ولما أنكر مقدونيوس (مات سنة 362 م.) لاهوت الروح بحجة أنه قوة إلهية منتشرة في الكون، وليس أقنومًا متميّزًا عن الآب والابن قاومه أثناسيوس وباسيليوس وغريغوريوس النازيانزي وغيرهم، وأثبتوا لاهوت الروح القدس، إلى أن اجتمع المجمع الثاني (المسكوني) في القسطنطينية سنة 381 . وصرَّح بلاهوته وأقنوميته، وأضاف إلى دستور الإيمان النيقوي عن الروح القدس «الرب المحيي المنبثق من الآب، الذي هو مع الآب والابن مسجودٌ له وممجد الناطق بالأنبياء» (انظر فصل 8 س 4)، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. ثم أضاف مجمع الكنيسة الغربية في توليدو سنة 589 م. كلمة «الابن». وقد قاوم السوسينيون هذا التعليم وتعليم لاهوت الابن في القرن السادس عشر، غير أن ذلك لم يؤثر شيئًا في إيمان الكنيسة العامة. |
||||
02 - 12 - 2014, 04:53 PM | رقم المشاركة : ( 6946 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف نوفّق بين لاهوت الروح القدس وما جاء في الكتاب من أن الآب والابن أعطياه وأرسلاه وسكباه؟ * الجوهر الإلهي واحد، والأقانيم ثلاثة متساوون في القدرة والمجد. غير أن بينهم تميُّزًا في عمل كلٍ منهم في الفداء، فالآب أرسل الابن، والآب والابن أرسلا الروح القدس، والابن أكمل مشيئة الآب وقدم نفسه ذبيحة ليوفي العدل الإلهي حقه. وعمل الروح القدس في الفداء هو إنارة البشر وتبكيتهم على الخطية وتجديدهم وتقديسهم، ولذلك دُعي نظامنا الحاضر (نظام الإنجيل) خدمة الروح (2كو 3: 8) لأهمية عمل الروح في هذا النظام. على أن هذا لا يمس شأن الأقانيم أصلًا، ولا ينفي ألوهية أحدٍ منهم، ولا اشتراكه في الجوهر الواحد الإلهي. أما إعطاء الروح القدس وسكبه فهو مجازي، يدل على ما يُحدثه الله فينا بواسطته من الأعمال الإلهية بحلوله في قلوبنا، وهو يشبه قول الرسول «البسوا الرب يسوع المسيح» (رو 13: 14) أي تشبَّهوا به، وقوله «لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح» (غل 3: 7). |
||||
02 - 12 - 2014, 04:54 PM | رقم المشاركة : ( 6947 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هي خلاصة الكلام في مسألة انبثاق الروح القدس؟ * انظر فصل 8 س. 4 و فصل 13 س. 32. وقد اكتفى المجمع النيقوي بتلخيص التعليم في الروح القدس في جملة واحدة مختصرة في دستور الإيمان الذي أصدره. وزاد عليها المجمع القسطنطيني سنة 381 م. «المنبثق من الآب» (دون كلمة «والابن») ووضَّح التعاليم الجوهرية عن الروح القدس. فشرع اللاهوتيون من الكنائس الغربية (مثل أغسطينوس) أن يبيّنوا لزوم ذكر انبثاق الروح من الابن أيضًا لاعتقادهم بصدق ذلك، ولما رأوه من انضمام كثيرين من الهراطقة الأريوسيين إلى الكنيسة، واعتراضهم المبني على عدم ذكر انبثاق الروح القدس من الابن كما من الآب، ظانين أن هذا يقلل من شأن الروح القدس والابن أيضًا. ولذلك قررت تلك الكنائس في مجمع عقدته في توليدو بأسبانيا سنة 589 م. إدراج كلمة «الابن» بعد «المنبثق من الآب» في دستور الإيمان القسطنطيني بدون استشارة الكنائس الشرقية، ثم قُبل ذلك في الكنائس الغربية قانونيًا وصدق البابا عليه. وأما الكنيسة الشرقية فأصرّت على رفضه في مجمع فرنسا الذي اجتمع أولًا في فرارا سنة 1438 م.، ثم انتقل إلى فلورنسا سنة 1439 حيث اتفق نواب الكنيستين الغربية والشرقية على عقيدة انبثاق الروح القدس من الآب بواسطة الابن. غير أن الكنيسة الشرقية نفسها رفضت ذلك الاتفاق. وأصرَّ الفريقان كل على رأيه. ولا شك أنه استبدادٌ من الكنيسة الغربية أن تضيف شيئًا جوهريًا لدستور الإيمان من جانبها وحده، وكان يجب عليها أن تستدعي لذلك مجمعًا قانونيًا مسكونيًا، لأن اختلاف الكنيسة الشرقية معها على ذلك نشأ أصلًا من عدم الاكتراث بها، لا من اختلاف اعتقادها، بدليل ميل الآباء اليونانيين مثل أثناسيوس وأبيفانيوس وباسيليوس وغريغوريوس وغيرهم قبل مجمع توليدو إلى الاعتقاد بالانبثاق من الآب والابن. وعلى ما يظهر أن اعتقاد الغربيين أقرب إلى الصواب، بدليل عدم تمييز الكتاب بين علاقة كل من الآب والابن بالروح القدس، فيسمّيه «روح الآب» وأيضًا «روح الابن» ويذكر إرساله من الآب (يو 14: 26) وأيضًا من الابن (يو 16: 7) وأنه يُظهر لنا أمور الآب وأيضًا أمور الابن، وأن المسيح قال فيه «ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم. كل ما للآب هو لي» (يو 16: 14، 15). وأسند الشرقيون اعتقادهم على قول المسيح «الذي من عند الآب ينبثق» (يو 15: 26). أما الغربيون فاستندوا على ما جاء من الآيات الدالة على العلاقة بين الابن والروح القدس مثل تسميته «روح المسيح» (رو 8: 9 و1بط 1: 11) و«روح يسوع» (أع 16: 7 انظر حاشية الإنجيل بالشواهد) و«روح يسوع المسيح» (في 1: 19) و«روح ابنه» (غل 4: 6). و«روح الرب» (أع 5: 9) ومنحه إياه لتلاميذه (يو 20: 22). وكل ما يعنينا هو اعتقادنا بأقنومية الروح ولاهوته ومساواته للآب والابن في الجوهر. أما هل الانبثاق هو من الآب وحده أو من الآب والابن معًا، فليس في طاقتنا تقديم إجابة قاطعة عنه، لأنه من الأسرار غير المُعلنة لنا بالوضوح. فيكون حكمنا في هذه المسألة من باب الترجيح. |
||||
02 - 12 - 2014, 04:55 PM | رقم المشاركة : ( 6948 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل لكل أقنوم عملٌ خاص في إتمام الفداء، وما هو نصيب الروح القدس في ذلك؟ * نعم، لأننا نتعلم من الكتاب المقدس أن الآب أرسل الابن والروح، وأن الابن أرسل الروح. ولم يُذكر أن الروح أرسل الآب أو الابن. وقد نُسب الاختيار والقضاء إلى الآب دون الابن والروح، ونُسِبت الكفارة إلى الابن دون الآب والروح، ونُسب التجديد إلى الروح دون الآب والابن. وهذا التميّز في العمل يختص بالأقنوم ولا يمس الجوهر الإلهي الواحد. أما نصيب الروح في عمل الفداء فهو تخصيص فوائد موت المسيح للمؤمنين بإنارتهم وإرشادهم وتجديدهم وبنيانهم وإعطائهم مواهب روحية. على أن الروح القدس يشترك في أعمال أخرى كالخليقة (تك 1: 2) والعناية (1كو 12: 4-6، 11). وغيرهما. وهذه الأعمال ليست منسوبة إليه نسبة خاصة كما هي منسوبة إلى الآب والابن. |
||||
02 - 12 - 2014, 04:58 PM | رقم المشاركة : ( 6949 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف قسم اللاهوتيون عمل الروح القدس؟ * قسموه بطرق مختلفة: (1) في ما يتعلَّق بالعمل بهم: (أ) عمله المختص بالمسيح، كاشتراكه في تهيئة جسده، وحلوله عليه طول حياته كما أنبأ إشعياء (إش 11: 2 و42: 1 و61: 1). وقد ذكر الإنجيل تحقيق تلك النبوات، فقد حلَّ الروح عليه عند معموديته، وأصعده الروح إلى البرية ليُجرَّب من إبليس، ورافقه طول حياته. (ب) عمله في الأنبياء وهو مساعدته لهم في الكلام والعمل، وإلهامهم وعصمتهم والوحي إليهم وإرشادهم في ما كتبوه من أسفار العهدين القديم والجديد. (ج) عمله في المؤمنين أفرادًا، مثل مرافقته للكلمة في قلوبهم، وإنارتهم وتجديدهم وتعليمهم وإرشادهم وتقديسهم وتعزيتهم وتشجيعهم وتقويتهم، وشهادته لأرواحهم أنهم أولاد الله. (د) عمله في الكنيسة، فقد حلَّ في المؤمنين يوم الخمسين، ثم أخذ يجمع المسيحيين الحقيقيين في كنيسة واحدة روحية يبنيها في الإيمان والتقوى، ويزيد عددها ويساعدها على الثبات أمام مقاوميها، وعلى بنيان ملكوت المسيح ببشارة الإنجيل في كل العالم، ويختار خدّامها ويعيّن لكلٍ منهم عمله، ويعطيه مواهب مخصوصة تمكنه من إتمام واجباته، ويحضر في اجتماعات الكنيسة لأجل العبادة والبحث في ما يخص بنيان ذلك الملكوت، ويبارك على مشروعات الكنيسة الخيرية لانتشار الإنجيل وتعليم الحق لجميع الأمم. وكثيرًا ما يعمل بطريقة غير عادية في تحريك عواطف المسيحيين وحثّهم على الصلاة. وقد استيقظت الكنيسة بعمله هذا مرارًا كثيرة من غفلتها، ونجحت في إقناع الناس بالحق، وإعادتهم إلى الإيمان المسيحي، لأن الروح رافق اجتهادها وبارك تعليمها. (2) قسموا طبيعة عمل الروح القدس إلى: (أ) الإعلان وهو يعمُّ الوحي للأنبياء والرسل والكتبة الأطهار، وكشف الحقائق الروحية لعقول البشر وإقناعهم بها، وإرشادهم لفهم التعاليم الموحى بها. وهذا ما يُسمى غالبًا بالإنارة الروحية. (ب) التجديد وهو «الولادة من فوق» وهو عمل سري في قلوبنا به نقوم من الموت الروحي ونرجع إلى الله ونحيا حياةً جديدة روحية. وقد يتم التجديد بدون إدراك الحق، كتجديد الأطفال. لكنه يتم في البالغين بفعل نعمة الله بواسطة التعليم والتبشير والانتباه العقلي للحق الديني. (ج) التقديس، وهو ما يعمله الروح في المؤمنين لتربيتهم في القداسة ونموهم في الفضائل والتقوى والاختبار الروحي. وهو يستعمل لذلك وسائط كثيرة فيجعل الحق مؤثرًا فيهم ويرافقهم في حياتهم اليومية ويحوّل مصائبهم وأثقالهم واختباراتهم لخيرهم وبنيانهم وتقدمهم في الحياة الروحية ونموهم على الدوام في المعرفة، وفهم الحقائق الإلهية. (3) قسموا عمل الروح القدس في بنيان الكنيسة إلى: (أ) خارجي: وهو ما عمله استعدادًا لإقامة الكنيسة، و(ب) داخلي: وهو ما يعمله في قلب كل المؤمنين ليبني الكنيسة وينميها في الروحيات ويساعدها على أعدائها. ولما كان هذا التقسيم هامًا جدًا، آثرنا أن ندرسه بالتفصيل. |
||||
02 - 12 - 2014, 04:59 PM | رقم المشاركة : ( 6950 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ماذا يعمل الروح القدس لبنيان الكنيسة؟ * يقوم بسبعة أعمال: (1) ينير: قال الرسول إن البشر «مظلمو الفكر ومتجنّبون عن حياة الله لسبب الجهل الذي فيهم بسبب غلاظة قلوبهم» (أف 4: 18). أي أنهم في حالة الجهل والابتعاد عن الله. ولذلك أخذ الروح القدس على نفسه أن ينير عقولهم بكلمة الحق الإلهي المعلَن للبشر إلى أن يتمكن كل إنسانٍ من أن يرى حالته كما هي، ويرى احتياجه إلى الوسائط المعيَّنة لخلاصه. ولا وسيلة للتخلص من تلك الجهالة إلا بهذا العمل الإلهي. ولما كانت كلمة الله فعَّالة وكافية لتقشع ظلمة عقل الإنسان وتنيره وتوضح الحقائق له فيقدر أن يميّز الحق من الباطل ويغلب روح الضلال سُميت تلك الكلمة «سيف الروح». (2) يُقنع سامع رسالة الإنجيل: يقنعه بأنه خاطئ تحت طائلة العقاب بمقتضى حكم شريعة الله العادلة، وأنه يحتاج لمن ينقذه من غضب الله الآتي. فالإقناع يتلو الإنارة، لأنه يجعل النفس تشعر باحتياجها، وبأنها بدون رحمة الله في حالة الهلاك الأبدي كما قال المسيح: «ومتى جاء ذاك (الروح) يبكّت العالم على خطيةٍ وعلى برٍّ وعلى دينونةٍ» (يو 16: 8). (3) يجدد: وهو عمل الروح القدس الخاص الذي به نولد ثانية ونبدأ حياة جديدة روحية. وأوضح المسيح هذا العمل الخطير في حديثه مع نيقوديموس (يو 3: 1-8). وسمَّاه بولس «تجديد الروح القدس» (تي 3: 5). وسمَّى الذين تجددوا في المسيح «خليقة جديدة» (2كو 5: 17). وهذه الولادة الروحية هي من أسرار الديانة المسيحية، لأننا لا نشعر بها إلا حين نجد أنفسنا في حياة روحية جديدة وقد كرهنا الخطية وأحببنا القداسة وآمنّا بالمسيح واخترنا طريق الصلاح، فنقول إذ ذاك كالإنسان الأعمى الذي نال البصر «نعلم شيئًا واحدًا: : أننا كنا عميانًا والآن نبصر» وعند ذلك نمجد الله على عمله فينا. St-Takla.org Image: The Holy Spirit صورة في موقع الأنبا تكلا: روح الله القدوس - الروح القدس (4) يمنح التبني: سُمّي «روح التبني» (رو 8: 15). وهو الدخول في علاقة جديدة مع الله بالولادة الروحية والإيمان بالمسيح، فنصير أولاده ليس لأنه خلقنا فقط، بل لأنه فدانا أيضًا. وبذلك نصير ورثة الله ووارثين مع المسيح. وبما أن الروح القدس هو الذي يُدخلنا في هذه العلاقة، والذي يشهد لأنفسنا أننا أولاد الله، ويعلّمنا أن نقول «يا أبا الآب» وبه نقترب إلى الآب فيكون «لنا قدوم في روح واحد إلى الآب». (5) يقدّس: وهو فعله فينا، الذي به يطهّرنا من نجاسة الخطية ويجعلنا ننمو في القداسة والمعرفة وجميع الفضائل الروحية «اغتسلتم بل تقدستم بل تبررتم باسم الرب يسوع وبروح إلهنا» (1كو 6: 11). ويتمم الروح هذا العمل فينا بسيطرته على عواطفنا، ومرافقته لنا على الدوام، وإرشادنا (رو 8: 1-15) حتى تصير أجسادنا هياكل الروح القدس، ويحل روح المجد والله علينا (1بط 4: 14) وبذلك يقوينا في الداخل ويكملنا وينمي فينا أثماره المباركة (غل 5: 22، 23 وأف 5: 18-21). وقد سُمي «روح النعمة» إشارةً لعمله في قلوبنا (عب 10: 29). و«روح القداسة» لأنه يقدسنا (رو 1: 4). و«المعزي» لأنه يعزينا في أحزاننا (يو 14: 26). و«روح الموعد القدوس» لأنه هو الذي يبلغ مواعيد الله إلى قلوبنا، وهو أيضًا عربون إنجازها (أف 1: 13). وسُمي أيضًا «روح الرجاء» (رو 15: 13) ونتوقع الرجاء المبارك بالصبر والثبات حسب قول بولس «فإننا بالروح من الإيمان نتوقَّع رجاء بر» (غل 5:5). (6) يرشد وينشّط ويقوي على إتمام كل واجباتنا: فهو الذي يُعِين ضعفاتنا، ويشفع فينا بحسب مشيئة الله، ويرشدنا في الصلاة. «الروح أيضًا يعين ضعفاتنا، لأننا لسنا نعلم ما نصلي لأجله كما ينبغي، ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنّاتٍ لا يُنطق بها» (رو 8: 26). وقال يهوذا «مصلّين في الروح القدس» (آية 20). (7) يقيم أجسادنا في القيامة المجيدة: لأنه «إن كان روح الذي أقام يسوع من الأموات ساكنًا فيكم، فالذي أقام يسوع من الأموات سيحيي أجسادكم المائتة أيضًا بروحه الساكن فيكم» (رو 8: 11). الروح القدس إذًا هو مصدر الحياة الروحية في الإنسان، ومصدر نموّها المستمر، إلى أن يصل المؤمن إلى حالة الكمال عند دخوله السماء وينال النصيب الأبدي المعيَّن لأولاد الله. فيستحق الروح محبتنا وعبادتنا وشكرنا مع الآب والابن إلى الأبد |
||||