![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 69091 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يعمل الإنسان الشر، ويقصد به أن يُنتج الشر؛ وعادة يكون مصاحبًا شر الإنسان، المعاناة والألم. ولكن الله يدير عمل الإنسان الشرير إلى شيء صالح حسب قصد مشيئته! ولولا هذا لَما سمح الله للشر بالدخول. فالله يسمح بالألم، لكنه قضى أن لا يفلت زمام ومقدار وتوقيت الألم من يده. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 69092 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() دعنا نرى صلاح الله في قصة يوسف. فيوسف لم يرَ فقط في ما فعله إخوته معه أن الله حوله للخير: «أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرًّا، أَمَّا اللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْرًا، لِكَيْ يَفْعَلَ كَمَا الْيَوْمَ، لِيُحْيِيَ شَعْبًا كَثِيرًا» (تك50: 20)، ولكنه ذهب إلى أبعد من ذلك، إذ رأى أن الله كان مهيمنًا على أخطاء إخوته وسمح بها لقصد عظيم عنده، بقوله: «فَقَدْ أَرْسَلَنِي اللهُ قُدَّامَكُمْ لِيَجْعَلَ لَكُمْ بَقِيَّةً فِي الأَرْضِ وَلِيَسْتَبْقِيَ لَكُمْ نَجَاةً عَظِيمَةً. فَالآنَ لَيْسَ أَنْتُمْ أَرْسَلْتُمُونِي إِلَى هُنَا بَلِ اللهُ» (تك45: 7، 8). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 69093 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() على الرغم من أن الألم حقيقة موجودة وواقعة في عالمنا، وليس الألم حقيقة فقط، بل نكاد نؤكّد على أنه جزءٌ لا يمكن فصله من الخطة الإلهية، لإظهار صلاح الله في النهاية! فتخيل معي يوسف بدون سني الألم، والرفاق الثلاثة بدون الأتون، ودانيآل لم ينزل إلى الجب! إذًا، لما كان عندنا هؤلاء الأبطال في الإيمان، الذين جاهروا بصلاح الله رغم الأخطار التي كانت تكتنفهم. ربما لم تكن لديهم آنذاك إجابات وافية أو فهمًا كاملاً لأسباب وقوع الألم؛ ولكن هنا يأتي دور الإيمان. وكما يقول “دايف إيرلي”: |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 69094 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يا لعظم صلاح الله ورحمته اللانهائية! ولنلاحظ أن كل سفر المزامير يربط دائمًا صلاح الله بالرحمة (مز100: 5؛ 106: 1؛ 107: 1؛ 118: 1، 29؛ 136: 1). إن صلاح الله ورحمته صنوان لا يفترقان، فإن تذكّر المراحم في الماضي والتأكد من استمرارية عون الله في الحاضر، يبعثان فينا روح التسبيح والشكر. إننا نختبر يوميًا حضور الله وصلاحه الدائم حتى في اللحظات التي يبدو فيها كأنه غائب تمامًا. إن الثقة في صلاح الله لا تقودنا إلى عدم الألم، وإنما تقودنا إلى التمتع بالحضرة الإلهية وسط الآلام، فنرتفع فوق الألم، وهكذا نتحول من التضرع إلى الرجاء، ومن التوسل إلى اليقين، ومن الإيمان إلى المعاينة، ومن الرثاء إلى الشكر والحمد لله. فإننا إذ ننعم بالاستجابة الإلهية يمتلئ القلب شكرًا وتسبيحًا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 69095 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الثقة في صلاح الله، لا تنزع الألم من حياتنا بل ترفعنا فوق الألم، فنصير كمَن يسير مع الرب على المياه، نتخطى الألم ولا ننشغل به، بل بعريسنا السماوي المرافق لنا. وخلال سيرنا معه فوق تيارات الألم ندخل إلى عذوبة الحوار معه - تبارك اسمه - والتمتع بحلاوة صلاحه، إذ يقول المرنم: «ما أَعْظَمَ جُودَكَ الَّذِي ذَخَرْتَهُ لِخَائِفِيكَ، وَفَعَلْتَهُ لِلْمُتَّكِلِينَ عَلَيْكَ تُجَاهَ بَنِي الْبَشَرِ!» (مز31: 19). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 69096 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() “الله صالح”، حقيقة واقعية في حياتنا على الأرض. والمرنم يؤكّد هذه الحقيقة فيقول: «اَللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ. عَوْنًا فِي الضِّيْقَاتِ وُجِدَ شَدِيدًا. لِذلِكَ لاَ نَخْشَى وَلَوْ تَزَحْزَحَتِ الأَرْضُ، وَلَوِ انْقَلَبَتِ الْجِبَالُ إِلَى قَلْبِ الْبِحَارِ» (مز46: 1، 2). ولو تأمّلنا في كلمات بني قورح سنكتشف حجم المتاعب والمآسي التي كانوا يواجهونها آنذاك. إنهم يقاربون نقطة الصفر في حياتهم، إلا أنهم يؤكِّدون حقيقة وجود الله. هناك غموض مقدس في المعاناة، لأنها تُخرج الله للعيان في وسط الألم. فقد يبدو في كثير من الأحوال أننا لا نمتلك تفسيرًا لسبب حدوث المآسي والضيقات، لكننا نتمسك بوعد الله الصادق أنه سيكون موجودًا في وسط الضيقات. الله حاضر وهو إله صالح. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 69097 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() رجل الله “ستافورد” ماتت بناته الأربع في رحلة بحرية، ونجت زوجته فقط مع الابنة الخامسة، وعند وصولها إلى إنكلترا، أبرقت إلى زوجها تُعلمه بأنها الناجية الوحيدة من أفراد الأسرة . سافر “ستافورد” في الحال إلى إنكلترا ليتبع زوجته وابنته الخامسة، وفي الباخرة أعلمه كابتن الباخرة بأن ابنته الخامسة اقتربت من فرن الفحم الحجري في باطن الباخرة، فاحترقت ولم يستطع أحد إنقاذها. هنا وصل ستافورد إلى نقطة الصفر في حياته، ولكنه كتب ترنيمته الشهيرة التي تعلن ثقته في صلاح الله، والتي تُرجمت إلى معظم لغات العالم وهي: إنَّ جُودَ اللهِ يدعو للسُّــــــــــرورْ زمَـنَ الخير وفي وَقتِ الشُّرورْ فمتى أمست رحى البلوى تدورْ بَركاتِ الـــربِّ عدِّدْ شاكِـــــرًا |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 69098 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إن قضية الألم والشر لهي قضية عسرة الفهم والإدراك، فهي درب محفوف بالغموض وأي انحراف يؤدّي بنا إلى الانزلاق، ولكن صلاح الله يمكن الوثوق به والاتكال عليه، حتى عندما لا ندرك أسباب الآلام التي نختبرها. وأصحاح المحبة المشهور، ينتهي بكلمات تستحق أن تُلاحظ: «فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ، فِي لُغْزٍ، لكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهًا لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ، لكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ» (1كو13: 12). ليتنا جميعًا نتعلم كيف نثق في صلاح الله، في وسط الألم والتجارب! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 69099 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() تظهر حكمة الله في الخليقة، التي عندما نتأملها نهتف مع المرنم: «مَا أَعْظَمَ أَعْمَالَكَ يَا رَبُّ! كُلَّهَا بِحِكْمَةٍ صَنَعْتَ» (مز104: 24). وتظهر كذلك في خلق الإنسان بصفة خاصة، فيهتف كل منا: «أَحْمَدُكَ مِنْ أَجْلِ أَنِّي قَدِ امْتَزْتُ عَجَبًا. عَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ، وَنَفْسِي تَعْرِفُ ذَلِكَ يَقِينًا» (مز139: 14). وظهرت حكمة الله في الصليب لخلاص البشرية ونجاتها وحياتها. ومع أن الإنسان لم يقنع بهذه الطريقة، فصارت الكرازة بالصليب «لِلْيَهُودِ عَثْرَةً، وَلِلْيُونَانِيِّينَ (الأمم) جَهَالَةً!» (1كو1: 23)، ولكن لا يوجد خلاص بدون الصليب! (اقرأ أيضًا 1كو2: 6-9). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 69100 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() نستطيع أيضًا أن نرى حكمة الله من خلال الألم، فالله مُهذِّبٌ ومُربيٌّ ومُعلِّمٌ ومُؤدِّبٌ حكيم، فهو «اَلإِلَهُ الْحَكِيمُ الْوَحِيدُ» (يه25)، مصدر كل حكمة، وحكمتنا نحن هي فقط ما نستقيه منه هو، نبع الحكمة. وهو يُعلِّمنا ويُهذبنا ويُصلح من شأننا. ولكي يفعل هذا، لا بد من الألم. وإذا كان من السهل إدراك حكمة الله في الخليقة وفي الصليب، ولو جُزئيًا، ولكن التحقق من حكمة الله في الألم أمرٌ صعب، يرفضه المنطق البشري، لأننا ببساطة لا نريد أن نتألم، لأن الألم شيءٌ صعب: فالاضطهاد صعب، والعبودية والسجن أمرٌ قاس، وأرض السبي والمذلة والبعد عن الأهل والأصدقاء لا يُحتمل، وأتون النار المُحمّى سبعة أضعاف ما أرهبه، وجُب الأسود مرعب، وفقد الأحباء يكسر القلب، والمرض مُذل (تك39: 1، 20؛ دا 1: 3، 6؛ 3: 19، 20؛ 6: 16؛ يو11: 33؛ 1تي5: 23). |
||||