![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 68851 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() «لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ» (في1: 29) لأننا نتعلَّم الاتكال على الرب والثقة فيه نحن نعتبر الألم هبة لأننا نتعلم من خلاله الاتكال الكامل والحقيقي على نعمة الله، ونثق الثقة الفعلية في حكمته الإلهية (مز13: 5). إن طرق الله مليئة بالحكمة التي تفوق أفهامنا جميعًا، فحتى لو لم نجد تفسيرًا لما يحدث لنا، علينا أن نثق فيه الثقة الكاملة، كثقة الفطيم نحو أمه (مز131: 2)، فهذا سوف يُعطينا فرصة للشكر، لا للشكوى؛ للحمد لا للأنين. وفي الوقت نفسه فرصة لتدريب إرادتنا الخشنة على الخضوع «لَكِنْ كَانَ لَنَا فِي أَنْفُسِنَا حُكْمُ الْمَوْتِ، لِكَيْ لاَ نَكُونَ مُتَّكِلِينَ عَلَى أَنْفُسِنَا بَلْ عَلَى اللهِ الَّذِي يُقِيمُ الأَمْوَاتَ» (2كو1: 9). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 68852 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() «لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ» (في1: 29) لأننا نتعلَّم عن إلهنا ما لا نتعلمه في مجال آخر من أسباب اعتبارنا الألم هبة من الله هو أنه مجال يجد فيه الله الفرصة ليُعلمنا عن صفاته وطبيعته وطرقه ما لا نتعلمه في مجال آخر. أَلم يَقُل أيوب بعد سلسلة تجاربه المريرة «قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ، وَلاَ يَعْسُرُ عَلَيْكَ أَمْرٌ ... بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ، وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي»؟ (أي42: 2، 5)، وذلك لأن اعتبارنا الألم هبة يُهيئ نفوسنا بطريقة أفضل لسماع صوت الله وهمساته، ويجعل أذهاننا أكثر توافقًا مع فكر الرب من جهتنا ومن جهة طرقه معنا. لقد تعلَّم يوسف في الألم ما لم يتعلمه غيره في مجال آخر. ليتنا لا نغلق قلوبنا في وجه الرب بالأنين والضجر! ويا ليت مداركنا تتسع بالانتظار والصبر والتسليم، لفائدتنا وتقدمنا (أي13: 15). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 68853 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() «لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ» (في1: 29) لأن في النهاية سيتمجد الله وهنا نأتي لسبب آخر يجعلنا نحسب الألم هبة من الله، وهو مجد الله في حياتنا من خلال ما نجتاز فيه في هذا العالم «يَتَعَظَّمُ الْمَسِيحُ فِي جَسَدِي، سَوَاءٌ كَانَ بِحَيَاةٍ أَمْ بِمَوْتٍ» (في1: 20). حين نعلم أن الله سيتمجَّد من خلالنا، هذا يجعلنا لا نرفض شيئًا مما تُكرمنا به يده الصالحة، حتى وإن كان ذلك مؤلمًا. أَليس جميعنا نبغي مجد اسمه؟ فإن كان له مجد من خلال آلامنا، فليتنا نقول بملء القلب والفم: «بِهَذَا أَنَا أَفْرَحُ» (في1: 18). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 68854 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() عاقبة الرب ![]() «هَا نَحْنُ نُطَوِّبُ الصَّابِرِينَ. قَدْ سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ الرَّبِّ. لأَنَّ الرَّبَّ كَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَرَؤُوفٌ» (يع5: 11) في هذه الآية الكتابية الجميلة، نجد شيئين رائعين علينا أن نلتفت إليهما، ونتأمل فيهما، هما: أولاً: صبر أيوب في كل العهد القديم، بل في كل التاريخ - باستثناء ربنا يسوع المسيح، رجل الأوجاع، المتألم الأعظم - يقف أيوب كمن كان له الحظ الأوفر من الآلام، والنصيب الأكبر من التجارب. لا أعتقد أن أحدًا آخر تألم نظيره، أو عانى معاناته، أو قاسي محنته. كان أيوب من أعظم رجال عصره وأغناهم، لكن فجأة، وبدون مقدمات، خسر كل ممتلكاته: البقر والأتن والغنم والجمال، إلا أن الخسارة الأصعب هي خسارة أبنائه وبناته - العشرة - المحبوبين جدًا لديه (أي1: 14-19)، ثم خسر صحته: فأُصيب بقرح رديء مِن باطن قدمه وحتى هامته (أي2: 8). تخيل معي - عزيزي القارئ - شخص نظيره في بلواه، لم يكن عنده ولا سفر من أسفار الكتاب المقدس، لم يكن أمامه أمثلة من مؤمنين غيره متألمين ليستفيد من تجربتهم، بل على العكس كان له زوجة تتكلم كلامًا يزيد جراحه، بدلاً من أن تكون مصدرًا لتشجيعه ومواساته «فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: أَنْتَ مُتَمَسِّكٌ بَعْدُ بِكَمَالِكَ؟ بَارِكِ اللهِ وَمُتْ!» (أي2: 9)، وأيضًا كان أصحابه يؤلمونه بكلماتهم الموجعة، إذ ظنوا أن أيوب لا بد قد احتضن شرًا كبيرًا استوجب ذلك التأديب الرهيب. لكن كم نندهش من هذا البطل ومن مقدار صبره، فلقد لمع صبره، وظهرت روعة إيمانه في كلمات حلوة قالها مثل: «عُرْيَانًا خَرَجْتُ مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَعُرْيَانًا أَعُودُ إِلَى هُنَاكَ. الرَّبُّ أَعْطَى وَالرَّبُّ أَخَذَ، فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكًا» (أي1: 21)، وأيضًا: «أَالْخَيْرَ نَقْبَلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَالشَّرَّ لاَ نَقْبَلُ؟» (أي2: 10)، وأيضًا: «لاَ أَنْتَظِرُ شَيْئًا. فَقَطْ أُزَكِّي طَرِيقِي قُدَّامَهُ» (أي13: 15). ثانيًا: عاقبة الرب هل كان ممكنًا أن تنتهي القصة بالمشهد المؤلم: أيوب جالسًا على الرماد - بعد أن خسر كل شيء - يحكّ بشقفةٍ جسمه المُبتلى بالقروح؟ هل كان ممكنًا أن ينتصر الشيطان، ويزهو سعيدًا بانتصاره؟ كلا على الإطلاق، فكان لا بد أن يتدخل الرب ليُغَيِّر المشهد تمامًا، من البؤس والشقاء إلي السعادة والهناء، كان لا بد أن يُحَوِّل المرارة لترنيمات، ويُبَدِّل الحزن لرقص وأفراح. ما أعجب ربنا المعبود! فإنه مطلق السلطان، وشديد القوة، وكان يراقب جميع الأحداث، سعيدًا فخورًا بأيوب الذي برهن على الملا أنه يتقي الله ويحبه لذاته، لا لأجل خيراته وعطاياه، ثم في التوقيت المناسب، بعد أن أخد الضيق والألم مجراهما، وبعد أن أخرج الشيطان كل ما في جعبته؛ تدخل الرب في المشهد ليعلن أنه بحق يستطيع كل شيء ولا يعسر عليه أمر (أي42: 2). من سوي إله التعويضات المجيد يستطيع أن يُعَوِِّض هكذا، على مستوى الأشياء والأشخاص، تعويضًا ماديًا، وتعويضًا نفسيًا معنويًا: «وَبَارَكَ الرَّبُّ آخِرَةَ أَيُّوبَ أَكْثَرَ مِنْ أُولاَهُ. وَكَانَ لَهُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفًا مِنَ الْغَنَمِ، وَسِتَّةُ آلاَفٍ مِنَ الإِبِلِ، وَأَلْفُ فَدَّانٍ مِنَ الْبَقَرِ، وَأَلْفُ أَتَانٍ. وَكَانَ لَهُ سَبْعَةُ بَنِينَ وَثَلاَثُ بَنَاتٍ. وَسَمَّى اسْمَ الأُولَى يَمِيمَةَ، وَاسْمَ الثَّانِيَةِ قَصِيعَةَ، وَاسْمَ الثَّالِثَةِ قَرْنَ هَفُّوكَ. وَلَمْ تُوجَدْ نِسَاءٌ جَمِيلاَتٌ كَبَنَاتِ أَيُّوبَ فِي كُلِّ الأَرْضِ ... وَعَاشَ أَيُّوبُ بَعْدَ هذَا مِئَةً وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَرَأَى بَنِيهِ وَبَنِي بَنِيهِ إِلَى أَرْبَعَةِ أَجْيَال. ثُمَّ مَاتَ أَيُّوبُ شَيْخًا وَشَبْعَانَ الأَيَّامِ» (أي42: 12-17). ربما كانت أقصى أمنيات أيوب أن يُشفَى جسده، وتعود إليه صحته ولو عاش فقيرًا، لكن ما أروع عاقبة الرب معه، فلقد فاقت تعويضات الرب كل التوقعات، وتعدَّت كل الأماني والتطلعات، فلقد عادت إليه الصحة الجسمانية، وأصبح له الضِعف من الغنم والإبل والبقر والأتن، وعوَّضه الرب عن بنيه وبناته - العشرة - بسبعة أولاد، وثلاث بنات هن أجمل نساء الأرض. بكل تأكيد كان أيوب في ذلك الوقت مبهورًا فخورًا بإلهه وسيده، وهو يري قدرة يده وعظمة ذراعه. كان أيوب في أولاه غنيًا لكنه صار في آخرته أغنى، كان عظيمًا لكنه صار أعظم، كان معدنه نقيًا ونفيسًا لكنه - بعد التجربة - صار أنقى وألمع. لكن أحلى وأجمل الدروس هو أن أيوب أدرك إلهه بطريقة أعمق، واختبره بصورة أروع، وهذا يتضح من كلماته للرب قائلاً: «قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ، وَلاَ يَعْسُرُ عَلَيْكَ أَمْرٌ ... بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ، وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي» (أي42: 2-5). عزيزي القارئ: يا من تجتاز ألمًا قاسيًا، أو تختبر ضيقةً مريرةً، أدعوك أن تصبر كما صبر أيوب في يومه، لا صبر اليأس والإفلاس، بل صبر يجدِّد القوة والبأس. ثق أنك قريبًا سترى عاقبة الرب معك، عاقبةً مجيدةً. هو لم يََقُل كلمته بعد، لم يُصدِر أوامره الحاسمة للأمور بعد، انتظر الرب وانتظر خلاصه، وقُلْ مع من قال: «لِخَلاَصِكَ انْتَظَرْتُ يَا رَبُّ» (تك49: 18). عزيزي أترك معك كلمات الترنيمة الجميلة التي تقول: ناظرٌ لِفَوقُ في عَلْيَا السَّماءِ صابرٌ للهِ عــزِّي وَعَزائـــي مؤمنٌ باللهِ في كلِّ بــــــلاءِ إنَّه في رِفْقَتي غَوْثي ضِيائي وَمُعيني كُلَّ حِينٍ ورجائي ïپ¶ ليست التجربة هي التي تمجِّد الله، لكن سلوكي الإيجابي أثناء التجربة هو الذي يمجِّد الله. ïپ¶ الله يحفظ قديسيه من التجربة برحمته الساترة، أو يحفظهم في التجربة برحمته المعضِّدة، أو يوجد لهم مخرجًا من التجربة برحمته المخلِّصة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 68855 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() صبر أيوب في كل العهد القديم، بل في كل التاريخ - باستثناء ربنا يسوع المسيح، رجل الأوجاع، المتألم الأعظم - يقف أيوب كمن كان له الحظ الأوفر من الآلام، والنصيب الأكبر من التجارب. لا أعتقد أن أحدًا آخر تألم نظيره، أو عانى معاناته، أو قاسي محنته. كان أيوب من أعظم رجال عصره وأغناهم، لكن فجأة، وبدون مقدمات، خسر كل ممتلكاته: البقر والأتن والغنم والجمال، إلا أن الخسارة الأصعب هي خسارة أبنائه وبناته - العشرة - المحبوبين جدًا لديه (أي1: 14-19)، ثم خسر صحته: فأُصيب بقرح رديء مِن باطن قدمه وحتى هامته (أي2: 8). تخيل معي - عزيزي القارئ - شخص نظيره في بلواه، لم يكن عنده ولا سفر من أسفار الكتاب المقدس، لم يكن أمامه أمثلة من مؤمنين غيره متألمين ليستفيد من تجربتهم، بل على العكس كان له زوجة تتكلم كلامًا يزيد جراحه، بدلاً من أن تكون مصدرًا لتشجيعه ومواساته «فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: أَنْتَ مُتَمَسِّكٌ بَعْدُ بِكَمَالِكَ؟ بَارِكِ اللهِ وَمُتْ!» (أي2: 9)، وأيضًا كان أصحابه يؤلمونه بكلماتهم الموجعة، إذ ظنوا أن أيوب لا بد قد احتضن شرًا كبيرًا استوجب ذلك التأديب الرهيب. لكن كم نندهش من هذا البطل ومن مقدار صبره، فلقد لمع صبره، وظهرت روعة إيمانه في كلمات حلوة قالها مثل: «عُرْيَانًا خَرَجْتُ مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَعُرْيَانًا أَعُودُ إِلَى هُنَاكَ. الرَّبُّ أَعْطَى وَالرَّبُّ أَخَذَ، فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكًا» (أي1: 21)، وأيضًا: «أَالْخَيْرَ نَقْبَلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَالشَّرَّ لاَ نَقْبَلُ؟» (أي2: 10)، وأيضًا: «لاَ أَنْتَظِرُ شَيْئًا. فَقَطْ أُزَكِّي طَرِيقِي قُدَّامَهُ» (أي13: 15). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 68856 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أيوب جالسًا على الرماد - بعد أن خسر كل شيء - يحكّ بشقفةٍ جسمه المُبتلى بالقروح؟ هل كان ممكنًا أن ينتصر الشيطان، ويزهو سعيدًا بانتصاره؟ كلا على الإطلاق، فكان لا بد أن يتدخل الرب ليُغَيِّر المشهد تمامًا، من البؤس والشقاء إلي السعادة والهناء، كان لا بد أن يُحَوِّل المرارة لترنيمات، ويُبَدِّل الحزن لرقص وأفراح. ما أعجب ربنا المعبود! فإنه مطلق السلطان، وشديد القوة، وكان يراقب جميع الأحداث، سعيدًا فخورًا بأيوب الذي برهن على الملا أنه يتقي الله ويحبه لذاته، لا لأجل خيراته وعطاياه، ثم في التوقيت المناسب، بعد أن أخد الضيق والألم مجراهما، وبعد أن أخرج الشيطان كل ما في جعبته؛ تدخل الرب في المشهد ليعلن أنه بحق يستطيع كل شيء ولا يعسر عليه أمر (أي42: 2). من سوي إله التعويضات المجيد يستطيع أن يُعَوِِّض هكذا، على مستوى الأشياء والأشخاص، تعويضًا ماديًا، وتعويضًا نفسيًا معنويًا: «وَبَارَكَ الرَّبُّ آخِرَةَ أَيُّوبَ أَكْثَرَ مِنْ أُولاَهُ. وَكَانَ لَهُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفًا مِنَ الْغَنَمِ، وَسِتَّةُ آلاَفٍ مِنَ الإِبِلِ، وَأَلْفُ فَدَّانٍ مِنَ الْبَقَرِ، وَأَلْفُ أَتَانٍ. وَكَانَ لَهُ سَبْعَةُ بَنِينَ وَثَلاَثُ بَنَاتٍ. وَسَمَّى اسْمَ الأُولَى يَمِيمَةَ، وَاسْمَ الثَّانِيَةِ قَصِيعَةَ، وَاسْمَ الثَّالِثَةِ قَرْنَ هَفُّوكَ. وَلَمْ تُوجَدْ نِسَاءٌ جَمِيلاَتٌ كَبَنَاتِ أَيُّوبَ فِي كُلِّ الأَرْضِ ... وَعَاشَ أَيُّوبُ بَعْدَ هذَا مِئَةً وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَرَأَى بَنِيهِ وَبَنِي بَنِيهِ إِلَى أَرْبَعَةِ أَجْيَال. ثُمَّ مَاتَ أَيُّوبُ شَيْخًا وَشَبْعَانَ الأَيَّامِ» (أي42: 12-17). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 68857 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ربما كانت أقصى أمنيات أيوب أن يُشفَى جسده، وتعود إليه صحته ولو عاش فقيرًا، لكن ما أروع عاقبة الرب معه، فلقد فاقت تعويضات الرب كل التوقعات، وتعدَّت كل الأماني والتطلعات، فلقد عادت إليه الصحة الجسمانية، وأصبح له الضِعف من الغنم والإبل والبقر والأتن، وعوَّضه الرب عن بنيه وبناته - العشرة - بسبعة أولاد، وثلاث بنات هن أجمل نساء الأرض. بكل تأكيد كان أيوب في ذلك الوقت مبهورًا فخورًا بإلهه وسيده، وهو يري قدرة يده وعظمة ذراعه. كان أيوب في أولاه غنيًا لكنه صار في آخرته أغنى، كان عظيمًا لكنه صار أعظم، كان معدنه نقيًا ونفيسًا لكنه - بعد التجربة - صار أنقى وألمع. لكن أحلى وأجمل الدروس هو أن أيوب أدرك إلهه بطريقة أعمق، واختبره بصورة أروع، وهذا يتضح من كلماته للرب قائلاً: «قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ، وَلاَ يَعْسُرُ عَلَيْكَ أَمْرٌ ... بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ، وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي» (أي42: 2-5). عزيزي القارئ: يا من تجتاز ألمًا قاسيًا، أو تختبر ضيقةً مريرةً، أدعوك أن تصبر كما صبر أيوب في يومه، لا صبر اليأس والإفلاس، بل صبر يجدِّد القوة والبأس. ثق أنك قريبًا سترى عاقبة الرب معك، عاقبةً مجيدةً. هو لم يََقُل كلمته بعد، لم يُصدِر أوامره الحاسمة للأمور بعد، انتظر الرب وانتظر خلاصه، وقُلْ مع من قال: «لِخَلاَصِكَ انْتَظَرْتُ يَا رَبُّ» (تك49: 18). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 68858 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الصلاة فى التجارب ![]() «لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ. فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْنًا فِي حِينِهِ» (عب4: 15، 16) إن الحياة التي نحياها على الأرض لا تخلو من التجارب التي نُلاقيها في مضايق الزمان، فهي تتنوع في شدَّتها وقوه تأثيرها على النفس المُجرَّبة، وقمة من اجتاز ذلك الطريق، شخص ربنا يسوع، فهو أعظم من تجرَّب، وفي عمق التجربة «قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ» (عب5: 7). فليس للأتقياء المجربين ملاذًا وملجأً سوى عرش النعمة، الذي عنده يطرحون شكواهم وحيرتهم، همومهم وأثقالهم، ومن ثم يُرسل لهم الكاهن العظيم رحمة ونعمة، عونًا في حينه (عب4: 16). حديثنا في هذا المقال عن الصلاة في ثلاثة أنواع من التجارب: 1. الصلاة والتجربة الشخصية من الآلام التي تهزّ الأعماق بشدة، ذلك الشعور بتباعد الله، وكأنه قد تحوَّل عنا، بل والاعتقاد أحيانًا أنه يعمل ضدنا. فأيوب قال في يومه: «لأَنَّ سِهَامَ الْقَدِيرِ فِيَّ، وَحُمَتَهَا شَارِبَةٌ رُوحِي. أَهْوَالُ اللهِ مُصْطَفَّةٌ ضِدِّي» (أي6: 4). وداود يشارك أيوب في ذلك الشعور فيقول للرب: «يَا رَبُّ، لاَ تُوَبِّخْنِي بِغَضَبِكَ، وَلاَ تُؤَدِّبْنِي بِغَيْظِكَ. ارْحَمْنِي يَا رَبُّ لأَنِّي ضَعِيفٌ. اشْفِنِي يَا رَبُّ لأَنَّ عِظَامِي قَدْ رَجَفَتْ، وَنَفْسِي قَدِ ارْتَاعَتْ جِدًّا. وَأَنْتَ يَا رَبُّ، فَحَتَّى مَتَى؟» (مز6: 1-3). وهذا الشعور نفسه اختبره آساف فقال: «أَمْسَكْتَ أَجْفَانَ عَيْنَيَّ. انْزَعَجْتُ فَلَمْ أَتَكَلَّمْ»؛ أي لم يستطع أن ينام، وعجز عن الكلام (مز77: 4)، وعندما تكلَّم قال: «هَلْ إِلَى الدُّهُورِ يَرْفُضُ الرَّبُّ، وَلاَ يَعُودُ لِلرِّضَا بَعْدُ؟» (مز77: 7). ففي مثل هذه الاختبارات المؤلمة أين ذهب هؤلاء الأتقياء؟ لقد ذهبوا إلى ذات الشخص الذي تصوروا أنه تحوَّل عنهم. كيف ذلك؟ إن إيمان أيوب قاده لإدراك حكمه الله، وداود بالإيمان ذاته ألقى بنفسه على مراحم الرب، وآساف استرجع أعمال الرب وعجائبه منذ القدم، في الخلاص العظيم والرعاية الأمينة «فَكَكْتَ بِذِرَاعِكَ شَعْبَكَ بَنِي يَعْقُوبَ وَيُوسُفَ ... هَدَيْتَ شَعْبَكَ كَالْغَنَمِ بِيَدِ مُوسَى وَهَارُونَ» (مز77: 15، 20). إن الإيمان يقود النفس للصلاة بعمل الروح القدس، للارتقاء فوق كل مظاهر الفشل والضعف الروحي والاضطراب النفسي والارتباك الذهني، إلى تلك الينابيع العليا التي تُرسل للنفس نورًا ورجاءً، فرحًا وقوة. فالصلوات والصرخات والدموع تجعل السماء تنحني لتُلامس الأرض، لتصل إلى عمق الإعوازات لمختلف الحالات. 2. صلاه الضعفاء في مواجهة الأشداء إن التجارب تستحضر الإيمان وتُظهره بأكثر لمعان، ورجال الصلاة والإيمان يحسمون معاركهم في المخادع. ففي الأوقات التي تكون التجربة على أشدها، تكون الصلاة في كامل ثقتها وقوتها. كيف تصرَّف حزقيا رجل الإيمان والصلاة أمام تهديدات ملك أشور؟ لقد قرر الانسحاب؟! وهل هناك أكثر من هذا جبنا وخذلانًا في مفهوم رجال الحروب والمعارك؟! بالطبع لا. لكن الإيمان قرَّر الانسحاب من المواجهة المباشرة مع العدو، ذلك لكي يفسح المجال ويترك ساحة الحرب لمَن يستطيع أن يدير تلك المعركة بدلاً منه بقوة واقتدار، ليُحقِّق نصرًا كاملاً مضمونًا. من عند قناة البركة العليا في طريق حقل القَصَّار، جاءت رسائل التهديد لحزقيا (إش36: 2). وفى نفس المكان - في يوم سابق - كان الرب قد أرسل النبي إشعياء للملك آحاز؛ أبي الملك حزقيا، برسالة للتعزية والتشجيع قائلاً: «احْتَرِزْ وَاهْدَأْ. لاَ تَخَفْ وَلاَ يَضْعُفْ قَلْبُكَ» (إش7: 3، 4)، وفي ذلك اليوم يرسل الرب النبي إشعياء نفسه حاملاً رسالة السلام والطمأنينة للملك وشعبه «هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: لاَ تَخَفْ بِسَبَبِ الْكَلاَمِ الَّذِي سَمِعْتَهُ، الَّذِي جَدَّفَ عَلَيَّ بِهِ غِلْمَانُ مَلِكِ أَشُّورَ. هأَنَذَا أَجْعَلُ فِيهِ رُوحًا فَيَسْمَعُ خَبَرًا وَيَرْجِعُ إِلَى أَرْضِهِ، وَأُسْقِطُهُ بِالسَّيْفِ فِي أَرْضِهِ» (إش37: 6، 7). في حضره الله تتجرد النفس من كل مظاهر وأحاسيس العظمة والجلال، فلا تاج ولا ثياب ملكية، فنحن هنا في حضره الله لا نجد سوى الثياب المُمزقة يكسوها المسوح، هنا فقط تنفرد النفس بالله؛ تستعرض حالتها، وتطرح شكواها وقضاياها. إن الثقة والإيمان يُكرمان الرب جدًا. وهو لا بد أن يُكرم هذا الإيمان ولن يخذله أبدًا حتى لو كان ذلك الإيمان ضعيفًا، مشوبًا ببعض الشكوك والمخاوف. وكان طرح حزقيا لقضيته في حضره الرب، فيه الحسم لكل أمور المعقَّدة. وها هو الرب يرسل للإيمان جوابًا (إش37: 6، 7). فذلك الإيمان وتلك الصلوات نالت إعجاب الرب وسروره، فالقلب المنسكب في حضره الله سرًا، يرى النصرة والغلبة تتحقق علنًا. عزيزي: كيف تحسم أمورك؟ وكيف تواجه مشكلاتك؟ إن أكثر الأماكن قربًا وأكثرها أمنًا وضمانًا، هي في الانفراد مع الله. الصلاة في التجارب العائلية إن واقع الحياة يؤكِّد أن هناك من التجارب ما تقتحم البيوت والعائلات الآمنة المستقرة، وتحمل معها الكثير من النتائج المؤلمة، ولكنها من الجانب الآخر تُفسح مجالاً للتدريب الأكثر عمقًا في حياة الصلاة. في كلمه الله نجد صورة لأُمٍّ تجرَّبت في ابنتها المحبوبة الغالية؛ فالابنة مُعذَّبة من آلامها، والأم تتوحد معها في مشاعر الألم والمعاناة (مت15: 22)، فطرقت باب القلب الرقيق العطوف، صارخة أن يبسط لها ولابنتها لطفًا ورحمة. وصرخة الإيمان نالت قبولاً، ومثابرة الإيمان نالت إعجاب السيد، فقدَّم لها من خبز البنين ما يكفي حاجتها وحاجه ابنتها. ربما تقتحم مثل هذه التجارب أو غيرها إحدى العائلات مما يترك آثارًا نفسية مؤلمة، ويعطي مجالاً لأن تتخذ الصلوات مسارًا جديدًا، وعمقًا جديدًا، بمشاعر وأحاسيس جديدة، من أجل استدعاء العون والدعم الإلهي الذي يتناسب مع حجم التجربة. قال أحد الأصدقاء أنه يعرف أبوين مؤمنين، لهما ابنة وحيدة، لا تتحرك من فراشها منذ سنوات، وبنعمة الرب قبلا هذه التجربة، واعتبرا أن الرب قد منحهما مجالاً جديدًا ورائعًا لخدمه المحبة التاعبة في هذه الدائرة الضيقة جدًا، السرير. لكن إن كانت هناك نعمة موفورة من الرب للتعايش بالرضا والصبر في بعض البلايا، لكن ماذا عن أم التجارب؟ ماذا عندما يقتحم ملك الأهوال بيتًا ليخطف منه عزيزًا غاليًا محبوبًا، هنا الجراح عميقة غائرة، فالعيون تذرف دمعًا سخينًا والقلب يشتعل بحرقه مُلهبة، وتنكسر الروح فلا تقوى على حمل نفسها، لكن أين يذهب الروح المعزي بتلك النفوس المجروحة، إنه يأخذهم إلى ذلك الرجاء الحي بقيامه يسوع المسيح من الأموات (1بط1: 3). إن الروح المُعين يأخذهم إلى بيت عنيا حيث يجدون ذلك الصديق العطوف بجانبهم يستشعر ما في قلوبهم من أوجاع، ويتجاوب مع الدموع بدموع. إن الروح القدس يقودهم للإيمان بصلاح الله المطلق، وحكمته اللانهائية، فيستقر الإيمان على هذه الحقائق، فيستكمل طريقه بثبات ويقين. إن الروح المرشد يقود القديسين بكل مشاعر الحب والمواساة لمشاركة أحبائهم آلامهم. إن الكاهن العظيم يرسل بكل هذا دعمًا وعونًا يومًا وراء الآخر، حتى تندمل تلك الجراح الغائرة عبر الأيام والسنين، فله كل المجد والعظمة والسلطان. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 68859 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إن الحياة التي نحياها على الأرض لا تخلو من التجارب التي نُلاقيها في مضايق الزمان، فهي تتنوع في شدَّتها وقوه تأثيرها على النفس المُجرَّبة، وقمة من اجتاز ذلك الطريق، شخص ربنا يسوع، فهو أعظم من تجرَّب، وفي عمق التجربة «قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ» (عب5: 7). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 68860 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الصلاة والتجربة الشخصية من الآلام التي تهزّ الأعماق بشدة، ذلك الشعور بتباعد الله، وكأنه قد تحوَّل عنا، بل والاعتقاد أحيانًا أنه يعمل ضدنا. فأيوب قال في يومه: «لأَنَّ سِهَامَ الْقَدِيرِ فِيَّ، وَحُمَتَهَا شَارِبَةٌ رُوحِي. أَهْوَالُ اللهِ مُصْطَفَّةٌ ضِدِّي» (أي6: 4). وداود يشارك أيوب في ذلك الشعور فيقول للرب: «يَا رَبُّ، لاَ تُوَبِّخْنِي بِغَضَبِكَ، وَلاَ تُؤَدِّبْنِي بِغَيْظِكَ. ارْحَمْنِي يَا رَبُّ لأَنِّي ضَعِيفٌ. اشْفِنِي يَا رَبُّ لأَنَّ عِظَامِي قَدْ رَجَفَتْ، وَنَفْسِي قَدِ ارْتَاعَتْ جِدًّا. وَأَنْتَ يَا رَبُّ، فَحَتَّى مَتَى؟» (مز6: 1-3). وهذا الشعور نفسه اختبره آساف فقال: «أَمْسَكْتَ أَجْفَانَ عَيْنَيَّ. انْزَعَجْتُ فَلَمْ أَتَكَلَّمْ»؛ أي لم يستطع أن ينام، وعجز عن الكلام (مز77: 4)، وعندما تكلَّم قال: «هَلْ إِلَى الدُّهُورِ يَرْفُضُ الرَّبُّ، وَلاَ يَعُودُ لِلرِّضَا بَعْدُ؟» (مز77: 7). |
||||