منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25 - 02 - 2022, 10:46 AM   رقم المشاركة : ( 68841 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


أن أمنا هذه الحبيبة ترغب لنا خيراتٍ أعظم من تلك التي نحن نفتكر فيها، ثم أن برنردينوس البوسطي الحسن العبادة يقول (في عظته الخامسة): أن مريم تحب أن تصنع معنا الخير، وأن توزع علينا النعم، حباً أعظم مما نحن نبتغي أن نفوز بالخير والنعم المشتهاة منا.

ولهذا فالطوباوي البرتوس الكبير يخصص بوالدة الإله تلك الكلمات المدونة في سفر الحكمة (ص6ع14) وهي: أنها تبادر الى من يشتهي إليها أن تظهر لهم

اولاً: أي أن مريم تسبق هي متقدمةً لقبول الذين يلتجئون إليها. لكي تظهر لهم قبل أن يفتشوا عليها، فبهذا المقدار هو شديد الحب الذي تحبنا به هذه الأم الصالحة. يقول ريكاردوس، حتى أنها حالما تلاحظ أحتياجاتنا فهي نفسها تأتي لمعونتنا*
 
قديم 25 - 02 - 2022, 10:47 AM   رقم المشاركة : ( 68842 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


أن كانت اذاً مريم جوّادةً سخيةً نحو الجميع، حتى نحو أولئك الناكري الجميل أيضاً والمتوانين والذين يحبونها قليلاً ويقصدونها نادراً، فكم بأكثر من ذلك تتلألأ جودتها وصلاحها ومفاعيل حبها نحو أولئك الذين يحبونها جداً، ويستغيثون بها بتواترٍ مستدعينها مراتٍ كثيرةً لمعونتهم، فبالحقيقة: أن الذين يحبونها يبصرونها بسهولةٍ، والذين يبتغونها يصادفونها: (سفر الحكمة ص6ع13): فكم هو شيءٌ ساهلٌ (يردف كلامه الطوباوي البرتوس بكلامه) أن تصادف مريم من الذين يحبونها. حيث يجدونها مملؤةً من الرأفة والحنو والحب نحوهم: (أمثال ص8ع8) فهي تعلن واضحاً أنها لا تستطيع أن لا تحب من يحبها. ثم أنه ولئن كانت هذه السيدة الكلية الانعطاف تحب البشر أجمعين. بحسب كونهم أولادها، فمع ذلك يقول القديس برنردوس هي تعرف أن تعتبر جيداً، وأن تحب بنوعٍ خاصٍ متميز، أولئك الذين يحبونها بأكثر أنعطافٍ وبأشد تعلقٍ، فمحبوا مريم هؤلاء السعيدون ليس فقط هم محبوبين منها، بل أيضاً هي تخدمهم كما يقول أيديوطا*
 
قديم 25 - 02 - 2022, 10:52 AM   رقم المشاركة : ( 68843 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ففي تاريخ رهبنة القديس عبد الأحد، يورد عن أحد هؤلاء الآباء المدعو لاوناردوس، الذي كان من عادته مئتين مرةٍ في النهار يستغيث بمريم أم الرحمة، فهذا اذ كان مدنفاً على الموت، قد شاهد ملكةً فائقاً وصف جمالها الفريد، قد جاءت اليه وجلست بجانبه.
ثم قالت له: أتريد يا لاوناردوس أن تموت وتحضر عند أبني وعندي. فأجابها الراهب المذكور قائلاً: وأنتِ من هي: فقالت له: أني أنا هي البتول أم المراحم. فأنت قد استدعيتني مراتٍ هكذا عديدةً. وهوذا أني الآن قد أتيت لآخذك، فلنذهب اذاً الى الفردوس السماوي. ومن حيث أن لاوناردوس قد رقد بالرب في ذلك النهار عينه، فنؤمل أن يكون لحق هذه السيدة الى السعادة المغبوطة*
 
قديم 25 - 02 - 2022, 10:53 AM   رقم المشاركة : ( 68844 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فالطوبى لمن يحبك أيتها البتول الكلية العذوبة.
أن الأخ يوحنا باركمانس المكرم الراهب اليسوعي، كان من عادته أن يقول هكذا:

أن كنت أنا أحب مريم، فأنا متأكدٌ أني أفوز بنعمة الثبات الأخيرة، وسأنال من الله كل ما أريده: ومن ثم لم يكن يغفل هذا الشاب الحسن العبادة، أو يشبع من أن يكرر مراتٍ عديدةً في ذاته هذه الكلمات وهي: أني أريد أن أحب مريم، أني أشاء محبة مريم: ولكن أن حب هذه الأم الصالحة لبنيها، يتفاوت بما لا يحد حب أولادها اياها جميعاً، ولو مهما أحبوها بكل أستطاعتهم، فيقول القديس أغناتيوس الشهيد المتوشح بالله: أن مريم هي أشد حباً مع محبينها: فليحبوها اذاً نظير القديس سطانيسلاوس كوستكا، الذي كان يحبها بأنعطافٍ قلبيٍ هذا حده.

حتى أنه حينما كان يتكلم عنها ويخاطب الآخرين في شأنها، فقد كان يحرك في قلوب سامعيه أشواقاً متقدةً لحبها، وقد أخترع لذاته كلماتٍ خصوصيةً وألقاباً جديدةً ينعت بها أمه هذه العزيزة لديه ويكرمها، فلم يكن يبتدئ عملاً ما قبل أن يلتفت أولاً نحو أحدى أيقوناتها مستمداً منها البركة، وعند تلاوته الفرض المختص بها.
 
قديم 25 - 02 - 2022, 10:54 AM   رقم المشاركة : ( 68845 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


أم المسبحة الوردية، أو صلواتٍ أخرى راجعة لعبادتها. فكان يتمم ذلك بعواطف باطنيةٍ وبدالةٍ بنويةٍ. كما لو يكون يخاطب شخصها نفسه وجهاً بازاء وجهٍ. وحين أستماعه ترتيل الصلاة المبدوة: السلام عليك يا ملكة الرحمة: فكان يتقد كله بحرارة نار الحب ليس باطناً فقط. بل خارجاً أيضاً، بعلاماتٍ تظهر في وجهه، فيوماً ما سأله أحد آباء جمعيتهم اليسوعية، اذ كان ذاهباً برفقته لزيارة أيقونةٍ مختصةٍ بهذه السيدة الطوباوية قائلاً: كم هو مقدار الحب الذي به أنت تحب مريم البتول، فأجابه سطانيسلاوس: أنه ماذا يمكنني أن أقول لك أيها الأب أكثر من هذا، وهو أنها هي أمي: ولكن يخبر الأب المشار اليه، بأن الشاب القديس قد تلفظ بالكلمات المذكورة بصوتٍ خشوعيٍ، وبحركات عواطف الاحتشام والحب بهذا المقدار، حتى أنه كان يظهر ليس كأنسانٍ بل كملاكٍ يخاطبه عن محبة مريم*
 
قديم 25 - 02 - 2022, 10:59 AM   رقم المشاركة : ( 68846 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فليحبوها نظير الطوباوي أرمانوس الذي كان يسميها عروسته بالحب، لأجل أنه قد كان كرم هو من هذه السيدة نفسها بلقب عريسٍ. فليحبوها نظير القديس فيلبس نيري، الذي كان يمتلئ تعزيةً وفرحاً بمجرد تأمله اياها، ولذلك كان يدعوها لذته وتنعمه. ثم فليحبوها بمقدار ما كان يحبها القديس بوناونتورا، الذي ليس فقط كان يسميها سيدته وأمه، بل ليظهر عظم انعطافه نحوها وحبه الشديد اياها، فكان يدعوها أيضاً قلبه ونفسه وروحه. فليحبوها نظير القديس برنردوس محبها العظيم، الذي بهذا المقدار كان انشغافه متزايداً في محبته أمه هذه العزيزة، حتى أنه كان يسميها: سالبة القلوب: فختطفة الألباب.
 
قديم 25 - 02 - 2022, 11:00 AM   رقم المشاركة : ( 68847 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


القديس برنردوس محبها العظيم، الذي بهذا المقدار كان انشغافه متزايداً في محبته أمه هذه العزيزة، حتى أنه كان يسميها: سالبة القلوب: فختطفة الألباب حقائق الحب الذي كان لها في جوارحه متقداً، فكان يقول لها هكذا: أما أنكِ خطفتِ قلبي. وليسموها حبيبتهم ومعشوقتهم: كما كان يسميها القديس برنردينوس السياني، الذي كان يومياً يمضي ليزور أيقونتها. لكي يوضح لها حبه اياها بمخاطباتٍ خشوعيةٍ كان يتفوه بها مع ملكته هذه العظيمة، ولذلك حينما كان يسأله أحدٌ الى أين ماضٍ. فكان يجيبه: أني ذاهبٌ عند معشوقتي لكي أراها. فليحبوها نظير القديس لويس غونزاغا، الذي بهذا المقدار كان يلتهب بالحب نحوها، حتى أنه كان يسمع ذكر أسمها الحلو فكان شهبُ نار المحبة المتقد في قلبه يظهر في وجنتيه ووجهه أحمراراً طافحاً كلون الورد، بنوعٍ كان يلاحظ عياناً من الجميع. فليحبوها شبه القديس فرنسيس صولانس، الذي على نوعٍ ما قد جن (ولكن جنوناً مقدساً) في حبه اياها، حتى أنه أحياناً كان يستعمل بعض آلات الطرب في ترتيله أمام بعض أيقوناتها تراتيل ومدائح عشيقةً مقدسةً. وكان يقول أنه نظير ما تصنع العشاق العالميون حباً بمعشوقاتهم، فهو كان يصنع أفراحه مع حبيبته وملكته مريم الطوباوية*
 
قديم 25 - 02 - 2022, 12:04 PM   رقم المشاركة : ( 68848 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هبة الألم



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




«لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ،
بَلْ أَيْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ»
(في1: 29)

ليس من المعتاد على الإنسان أن يقبل الألم كما يقبل أية عطية أو هبة أخرى من يد الله الصالحة، إذ إنه، في غالب الأحيان، يعتبر الألم ضريبة وكلفة عليه أن يتكبَّدها ويصبر عليها، مغلوبًا على أمره، حتى يأذن الله له بالفرج. إلا أن الإيمان بالله والثقة في صلاحه خلقا في نفس وروح وذهن الأتقياء، العابرين في “وادي البكاء”، مبادئ في منتهى السمو، جعلتهم يحسبون حساباتهم بطريقة أفضل مما اعتاد عليه البشر، حتى المؤمنين منهم في وقت تخليهم عن ثقتهم في إلههم. ومن هذه المبادئ الرائعة هو اعتبار الألم هبة من الله، كأيَّة هبة أخرى، نظير هبة الإيمان مثلاً؛ ولها قصد ودور في حياتهم. حتى وإن كان ذلك الاعتبار ضد الواقع والمنطق، فالمؤمنون لا يحكمهم الواقع والمنطق في الأمور الإلهية.
لكن دعنا نتساءل: لماذا نعتبر الألم هبة من الله؟
في الحقيقة هناك أسباب تدعونا لذلك:

أولاً: لأن يد الله الصالحة هي التي صنعته في حياتنا
إن يد الله مليئة بالصلاح مِن جهتنا، والإيمان هو القادر على أن يرى يد الله العاملة، فهي ليس فقط سمحت، بل صاغت ودبَّرت (أع4: 28). وهنا الحكمة التي تفوق أفهام الناس، والتي يستوعبها الإيمان وحده (رو11: 33). فالأمور ليست عفوية أو عشوائية، بل هناك الحكمة والصلاح والحب والقوة، تصيغ وتنسج وتقدِّم وتهب وتُعطي، ولا شيء خارج عن سلطان تلك اليد الماهرة «مَنْ ذَا الَّذِي يَقُولُ فَيَكُونَ وَالرَّبُّ لَمْ يَأْمُرْ؟ مِنْ فَمِ الْعَلِيِّ أَلاَ تَخْرُجُ الشُّرُورُ وَالْخَيْرُ؟» (مرا 3: 37، 38). والله ليس فقط لديه العلم بما نتألم به، بل هو الذي نسج خيوط الأمر بدقائقه وتفصيلاته، لذا نَقْبَل مِن اليد ونُقَبِّلها «أَالْخَيْرَ نَقْبَلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَالشَّرَّ لاَ نَقْبَلُ؟» (أي2: 10).

ثانيًا: لأننا نتعلَّم الاتكال على الرب والثقة فيه
نحن نعتبر الألم هبة لأننا نتعلم من خلاله الاتكال الكامل والحقيقي على نعمة الله، ونثق الثقة الفعلية في حكمته الإلهية (مز13: 5). إن طرق الله مليئة بالحكمة التي تفوق أفهامنا جميعًا، فحتى لو لم نجد تفسيرًا لما يحدث لنا، علينا أن نثق فيه الثقة الكاملة، كثقة الفطيم نحو أمه (مز131: 2)، فهذا سوف يُعطينا فرصة للشكر، لا للشكوى؛ للحمد لا للأنين. وفي الوقت نفسه فرصة لتدريب إرادتنا الخشنة على الخضوع «لَكِنْ كَانَ لَنَا فِي أَنْفُسِنَا حُكْمُ الْمَوْتِ، لِكَيْ لاَ نَكُونَ مُتَّكِلِينَ عَلَى أَنْفُسِنَا بَلْ عَلَى اللهِ الَّذِي يُقِيمُ الأَمْوَاتَ» (2كو1: 9).

ثالثًا: لأننا نتعلَّم عن إلهنا ما لا نتعلمه في مجال آخر
من أسباب اعتبارنا الألم هبة من الله هو أنه مجال يجد فيه الله الفرصة ليُعلمنا عن صفاته وطبيعته وطرقه ما لا نتعلمه في مجال آخر. أَلم يَقُل أيوب بعد سلسلة تجاربه المريرة «قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ، وَلاَ يَعْسُرُ عَلَيْكَ أَمْرٌ ... بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ، وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي»؟ (أي42: 2، 5)، وذلك لأن اعتبارنا الألم هبة يُهيئ نفوسنا بطريقة أفضل لسماع صوت الله وهمساته، ويجعل أذهاننا أكثر توافقًا مع فكر الرب من جهتنا ومن جهة طرقه معنا. لقد تعلَّم يوسف في الألم ما لم يتعلمه غيره في مجال آخر. ليتنا لا نغلق قلوبنا في وجه الرب بالأنين والضجر! ويا ليت مداركنا تتسع بالانتظار والصبر والتسليم، لفائدتنا وتقدمنا (أي13: 15).

رابعًا: لأننا نجد الفرصة للشهادة عن الرب
من أجمل الأسباب لاعتبارنا الألم هبة من الله لنا، أننا نجد الفرصة متاحة لنا، والباب مفتوحًا على مصراعيه لنُقدّم أروع شهادة عن إلهنا الحكيم البصير والمحب، الودود والصالح (1تس2: 2). قد لا يكون لنا أي دور في تقديم شهادة علنية بالوعظ أو التعليم للآخرين، ولكن حين يمنحني الرب هبة الألم، فكأنه يمنحني أروع فرصة للشهادة العلنية ذات التأثير الكبير في الآخرين «كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا» (2كو5: 20). فهل ندع الفرصة تفلت، والوقت يضيع في البحث المضني وراء: “لماذا؟” و“من؟” و“كيف؟”، أم أننا نشترك مع الله في قصده ونحقِّق لله غرضه من خلالنا؟

خامسًا: لأن الله يستخدمه لفائدة آخرين
يعطينا الرب هبة الألم، ونحن نقبلها كذلك تمامًا، عالمين أنه سيأتي الوقت الذي فيه يُرينا كيف أن هناك كثيرين قد استفادوا خير استفادة، وتعلَّموا منه عن إلهنا ما لم يكن بوسعنا أن ننادي لهم به، ولا أن نتفوه به يومًا أمام أحد منهم «يَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الْفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الاسْتِقْصَاءِ!» (رو11: 33).
علينا أن نعلم أن هبات الله - ومنها الألم - ليس لمجرد سداد احتياجاتنا وإعوازاتنا، بل لفائدة آخرين أيضًا، وهذا من مقاصد وجودنا على الأرض. لتعطنا يا رب إدراكًا أعمق عن طرقك، وفهمًا أفضل عن أفكارك الصالحة، حتى نقبل من يدك هبة الألم!

سادسًا: لأن في النهاية سيتمجد الله
وهنا نأتي لسبب آخر يجعلنا نحسب الألم هبة من الله، وهو مجد الله في حياتنا من خلال ما نجتاز فيه في هذا العالم «يَتَعَظَّمُ الْمَسِيحُ فِي جَسَدِي، سَوَاءٌ كَانَ بِحَيَاةٍ أَمْ بِمَوْتٍ» (في1: 20). حين نعلم أن الله سيتمجَّد من خلالنا، هذا يجعلنا لا نرفض شيئًا مما تُكرمنا به يده الصالحة، حتى وإن كان ذلك مؤلمًا. أَليس جميعنا نبغي مجد اسمه؟ فإن كان له مجد من خلال آلامنا، فليتنا نقول بملء القلب والفم: «بِهَذَا أَنَا أَفْرَحُ» (في1: 18).

سابعًا: لأننا سنكافأ
وأخيرًا، نحن نحسب الألم هِبَة لأنه لا بد أن القلب الذي سمح لنا بالألم، يحفظ لنا المكافأة (رو8: 18)، واليد التي قدَّمت لنا هِبَة الألم هي التي ستمسح كل دمعة من عيوننا (رؤ21: 4). وحين نسمع من شفتيه كلمات المديح (مت25: 21)، سيكون ذلك تعويضًا كافيًا، بل وعظيمًا عن كل ما اجتازت فيه النفس من ألم.

لذا - عزيزي القارئ - لا يهن العزم منك، ولا تخف، إن لِتعبك أجرًا ومكافأة. إن ربك فوق الكل، فاحسب حساباتك بالإيمان، واترك العيان لأنه باطل. قف في صفوف الأبطال، واطرح كل فكر انهزامي، ومد بصرك خلف سواد الغيوم، فيُشرق في نفسك نور كوكب الصباح، وتستدفئ روحك بشمس البر الشافية، واستمتع بحساب الإيمان أن الألم هبة من الله.

 
قديم 25 - 02 - 2022, 12:04 PM   رقم المشاركة : ( 68849 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




«لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ،
بَلْ أَيْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ»
(في1: 29)




ليس من المعتاد على الإنسان أن يقبل الألم كما يقبل أية عطية أو هبة أخرى من يد الله الصالحة، إذ إنه، في غالب الأحيان، يعتبر الألم ضريبة وكلفة عليه أن يتكبَّدها ويصبر عليها، مغلوبًا على أمره، حتى يأذن الله له بالفرج. إلا أن الإيمان بالله والثقة في صلاحه خلقا في نفس وروح وذهن الأتقياء، العابرين في “وادي البكاء”، مبادئ في منتهى السمو، جعلتهم يحسبون حساباتهم بطريقة أفضل مما اعتاد عليه البشر، حتى المؤمنين منهم في وقت تخليهم عن ثقتهم في إلههم. ومن هذه المبادئ الرائعة هو اعتبار الألم هبة من الله، كأيَّة هبة أخرى، نظير هبة الإيمان مثلاً؛ ولها قصد ودور في حياتهم. حتى وإن كان ذلك الاعتبار ضد الواقع والمنطق، فالمؤمنون لا يحكمهم الواقع والمنطق في الأمور الإلهية.
 
قديم 25 - 02 - 2022, 12:05 PM   رقم المشاركة : ( 68850 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,090

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




«لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ،
بَلْ أَيْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ»
(في1: 29)



لأن يد الله الصالحة هي التي صنعته في حياتنا

إن يد الله مليئة بالصلاح مِن جهتنا، والإيمان هو القادر على أن يرى يد الله العاملة، فهي ليس فقط سمحت، بل صاغت ودبَّرت (أع4: 28). وهنا الحكمة التي تفوق أفهام الناس، والتي يستوعبها الإيمان وحده (رو11: 33). فالأمور ليست عفوية أو عشوائية، بل هناك الحكمة والصلاح والحب والقوة، تصيغ وتنسج وتقدِّم وتهب وتُعطي، ولا شيء خارج عن سلطان تلك اليد الماهرة «مَنْ ذَا الَّذِي يَقُولُ فَيَكُونَ وَالرَّبُّ لَمْ يَأْمُرْ؟ مِنْ فَمِ الْعَلِيِّ أَلاَ تَخْرُجُ الشُّرُورُ وَالْخَيْرُ؟» (مرا 3: 37، 38). والله ليس فقط لديه العلم بما نتألم به، بل هو الذي نسج خيوط الأمر بدقائقه وتفصيلاته، لذا نَقْبَل مِن اليد ونُقَبِّلها «أَالْخَيْرَ نَقْبَلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَالشَّرَّ لاَ نَقْبَلُ؟» (أي2: 10).
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:06 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025