![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 66781 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يتمحور حول الصَّيد العجائبي ودعوة بُطرُس ورفاقه الثلاثة. فبعد الدعوة الأولى للتلاميذ (متى 4: 18-22، ومرقس 1: 16: 20) عاد بُطرُس وأَندَراوس ويَعْقوب ويوحَنَّا إلى صيد السَّمَك. فقابلهم يَسوع في عملهم وأعانهم في عملهم ودعاهم. ومن خلال دعوة يَسوع أثناء صيد السَّمَك العجائبي تمّت مواجهة بين سيدنا يَسوع في عظمته وسره من ناحية، وبين بُطرُس الذي ظهر على حقيقته بما فيه من خوف وثقة وإيمان من جهة أخرى. ومن هنا نتساءل عن نقطتين: دعوة سِمعان بُطرُس وشركائه الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 66782 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() دعوة سِمعان بُطرُس والتلاميذ الأولوين؟ بُطرُس هو سِمعان واسم أبيه يونا (متى 16: 17) واسم أخيه أَندَراوس واسم مدينته بيت صيدا. فلما تبع سِمعان يَسوع سمَّاه يَسوع "كيفا" خڑخ·د†ل¾¶د‚ "يوحَنَّا 1: 42) وهي كلمة آرامية ×›ضµ×™×¤ض¸×گ معناها صخرة والصخرة باليونانية خ*ل½³د„دپخ؟د‚ أي بُطرُس (متى 16: 18). وبعد قيامة يَسوع، حقَّق بُطرُس ما أنبأ المسيح عنه "أَنتَ صَخرٌ وعلى الصَّخرِ هذا سَأَبني كَنيسَتي" (متى 16:17). وقد دعا يَسوع بُطرُس ثلاث مرات. فأولاً دعاه ليكون تلميذا، (يوحَنَّا 1: 15-42) ودعاه ثانيةً لكي يكون رفيقا ملازما له باستمرار (لوقا 5: 10) ثم دعاه ثالثة لكي يكون رسولا له (لوقا 6: 13-14). الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 66783 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() تُعتبر الدعوة نداءً يوجّهه الله للإنسان الذي اختاره لذاته، والذي يخصُّه لعمل معيّن في تدبيره الخلاصي وفي مصير شعبه. لذلك فإن لدعوة بُطرُس عنصران: نداء وجواب. نداء من يَسوع يوجّه إلى قلب بُطرُس. إذ قالَ يَسوع لِسِمعان: "لا تَخَفْ! سَتَكونُ بَعدَ اليَومِ لِلبَشَرِ صَيَّاداً" (لوقا 5: 10). وهذا النداء هو نداء شخصيّ مُوجّه إلى أعماق ضمير بُطرُس، إذ َقَلَب يَسوع أوضاع كيانه، لا في ظروفه الخارجية فحسب، إنما أيضا في عمق قلبه. فجعل منه شخصاً آخر. فأطلق عليه اسماً جديداً وهو بُطرُس (يوحَنَّا 1:42). إن الدعوة تفترض تغييراً في الحياة. المسيح يدعو الناس، ليس لما هم عليه، بل لما يجعلهم هو أن يكونوا، إذا ما كانوا مستعدين لطاعته. فنِداء يَسوع لبُطرُس جعله ينتقل من صَيَّاد سمك إلى صَيَّاد بَشرٍ (لوقا 5: 9) ودفع به نحو مكان لا يعرف سرَه إلاَّ الرب: "ترك كل شيء وتبع يَسوع" (لوقا 5: 11) كما قالَ الرَّبُّ لأَبْرام: "اِنطَلِقْ مِن أَرضِكَ وعَشيرَتكَ وبَيتِ أَبيكَ، إلى الأَرضِ الَّتي أُريكَ" (تكوين 12: 1). وترك بُطرُس ومعه شركائه يَعْقوب وأَندَراوس الصَّيد والسفينة في البحر وتبعوا يَسوع لصيد آخر، على بحر آخر. تركوا شباكهم في السفينة، واتخذوا للصيد شباكا غيرها. الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 66784 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لكل نداء جواب. على النداء، انتظر يَسوع جواباً، أي موافقة واعية تعبِّر عن الإيمان والطاعة. فجواب بُطرُس كان تكريس قلبه وحياته بأكملها للمسيح. "تَرك كُلَّ شَيءٍ وتَبِع يَسوع (لوقا 5: 11). جواب بُطرُس بالموافقة لم يتمَّ فورياً، قد خالجه شعور بالخوف كما تبيّن من كلام يَسوع لبُطرُس "لا تَخَفْ! " (لوقا 5: 9)، كما خالجه شعور بعدم الاستحقاق كما نستنتج من كلام بُطرُس "يا ربّ، تَباعَدْ عَنِّي، إِنِّي رَجُلٌ خاطِئ (لوقا 5: 7). ويلمّح هذا الكلام إلى تأثر بُطرُس السريع في معجزة الصَّيد العجائبي التي صنعها المسيح، فآمن بيَسوع، ابن الله ووضع ثقته فيه. فأجابه يَسوع بكلمة تشجيعية وأخبره أنه سيصبح صيّاد بشر. وباختصار، الدعوة هي عمل الله، وجواب الإنسان للمبادرة الإلهية، ولا يجب أن يخاف المرء من ضعفه عندما يدعوه الله، بل عليه أن يثق بقدرته تعالى التي تعمل في ضعفه البشري وبقوة رحمته التي تحوّله وتُجدِّده. الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 66785 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() غاية الدعوة هي الأرسال يوجه الله هذا النداء إلى جميع من يختارهم كأداة لعمله أي تنفيذ الأمر الإلهي. دعا يَسوع بُطرُس ليرسله كما فعل الله مع إبراهيم (تكوين 12: 1)، وموسى (خروج 3: 10)، وعاموس (عاموس7: 15)، وأشعيا (أشعيا 6: 9)، ولإرمياء (إرميا 1: 7)، وحزقيال (حزقيال 3: 1). فبُطرُس دعي كرسول لتَبْشيرِ المَختونين (غلاطية 2: 8) وواصل الكنيسة تبشيره حيث يوجد اليهود تاركا اورشليم لقيادة يَعْقوب، أخو الرب (أعمال الرسل 12: 17) واستشهد كما سبق الرب وأخبره ذلكَ "مُشيراً إلى المِيتَةِ الَّتي سيُمَجِّدُ بِها الله" (يوحَنَّا 21: 19). وبحسب تقاليد الإباء ايرونيموس واكليمندس الاسكندري وترتوليانس أوريجانوس ويوسابيوس فانه قد استشهد في روما. وهكذا يبرز سِمعان بُطرُس أمامنا مثالا في تلبية الدعوة والثبات في الإيمان ونموذجا للرجاء. الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 66786 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() معجزة الصَّيد العجائبي ودعوة بُطرُس والتلاميذ الأولين يربط لوقا الإنجيلي رواية الصَّيد العجائبي بدعوة سِمعان بُطرُس حيث حدثت هذه المعجزة في إطار تبشير الجموع. ولما انتهى يَسوع من التبشير تمّت المعجزة. وتبدو هذه المعجزة خاصة بمظهر تعليم يُلقى على التلاميذ، وتُعزِّز كلمة يَسوع سِمعان بُطرُس "لا تَخَفْ! سَتَكونُ بَعدَ اليَومِ لِلبَشَرِ صَيَّاداً " (لوقا 5: 9). في نظر لوقا الإنجيلي، أن المعجزة عمل من أعمال الله من حيث أنَّها تدعو الإنسان إلى الإيمان؛ وإنَّ بُطرُس حرٌ في قبوله أو رفضه. دعوة موجّهة إلى بُطرُس ليتقبّلها بحرية ليكون صيادَ بشرٍ. الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 66787 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يبدأ يَسوع بتحضير بُطرُس وباختباره بطلب عادي ومن خلال حياته وعمله اليومي الروتيني المُتعب وهو الصَّيد. وهنا يترك لبُطرُس الحرِّية التامة في تلبية الدعوة أولا " أَن يُبعِدَ بسفينته قَليلاً عنِ البَرّ " (لوقا 5: 3)؛ وثانياً يطلب يسوع من بُطرُس أمراً أكثر صعوبة " سِرْ في العُرْض " (لوقا 5: 4). فأطاع بُطرُس كلمة الرب يَسوع وعلى هذه الكلمة كان اكتشف عمق الذات وعمق الكلمة الفاعلة المُثمرة روحياً، وعمق المسيح وقداسته وقدرته على تغير مجرى حياته. وثالثاً بناءً على هذا الاكتشاف أخذ بُطرُس يعترف بأنه "رَجُلٌ خاطِئ " (لوقا 5: 8). رابعا: بدأ تغيير مسار حياته حيث يصبح صياداً للبشر (لوقا 5: 10) بدلاً من صياد السَّمَك بتشجيع المسيح وقوته. وأخيراً ترك بُطرُس ورفاقه الثلاثة كل شيء وتبعوا يَسوع بلا جدال أو شروطٍ (لوقا 5: 10). الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 66788 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() المعجزة كانت علامة لبُطرُس. فالعلامة الأولى للمعجزة هي رهبة أو خوف بُطرُس أمام المعجزة، وكانت استجابته الأولى نحوها هي الإحساس بضعفه البشري مقارنة مع يَسوع هذا الشخص العظيم. عرف بُطرُس نفسه أمام المسيح، ولم يتمالك نفسه أمام المعجزة "وِارتَمى عِندَ رُكبَتَي يَسوع وقال: يا ربّ، تَباعَدْ عَنِّي، إِنِّي رَجُلٌ خاطِئ "(لوقا 5: 8)، وهي عاطفة جليلة من التواضع العظيم، عاطفة من الذهول والضعف أمام القدرة الإلهية، عاطفة من الحيرة والارتباك أمام معجزة الإيمان واليقين. الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 66789 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() العلامة التي يجب أن ننتظرها من يَسوع هي دعوة بُطرُس إلى الإيمان به، الإيمان بشخصه الذي يدعوه إلى حمل رسالته. فقبل بُطرُس دعوة المسيح، لان الإيمان مَكَّنه من الاعتراف به من خلال المعجزة. فالمعجزة مهّدت لدعوة بُطرُس؛ والدعوة تُضفي معنى على المعجزة، والمعجزة بدورها مكّنت الدعوة من أن تتحقق عمليا. نستنتج مما سبق أن هناك شرطان يسبقان إتباع المسيح. مطلوب أولا أن يعترف الإنسان بطبيعته البشرية الخاطئة الآثمة، فالإنسان لا يستطيع أن يُخلص نفسه، وليس سوى الله قادر أن يُخلِّصه. وثانيا مطلوب من الإنسان إن يعترف بعدم جدوى جهوده، فقد جاهد بُطرُس ورفاقه الصَّيَّادون طوال الليل عبثا بدون جدوى. الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 66790 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() من هذا المنطلق، نجد صلة قائمة بين الكلمة (التبشير) والعمل (المعجزة). لم يكتف يَسوع بالتبشير في الملكوت، بل اظهر هذا الملكوت في الأعمال. فقد أدخلت معجزة الصَّيد العجائبي التأهب والانفتاح على قلب بُطرُس بل هي دعوة لبُطرُس لاتخاذ موقف تجاه يَسوع. فمن خلال صيد السَّمَك العجائبي اكتشف بُطرُس نفسه يَسوع المسيح، وعرف أن الله تدخل في حينه عن طريق المعجزة. فالمعجزة هي علامة أنارتها كلمة الإيمان، وبالإيمان قبل بُطرُس دعوته في حمل رسالة يَسوع للخلاص والحياة الأبدية بان يكون صيَّاد بشر. فتخلى بُطرُس ورفاقه عن حرفة الصَّيد وصاروا أتباعا ليَسوع. وكانت مهنة صيد السَّمَك تدريبا حسنا على الاحتمال والانتظار وطول البال والصبر اللازم للعمل في صيد البشر وربح النفوس للمسيح. الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||