![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 66681 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ونَحنُ آمَنَّا وعَرَفنا أَنَّكَ قُدُّوسُ الله " وعَرَفنا أَنَّكَ قُدُّوسُ الله " فتشير إلى شهادة بلاهوت يسوع الذي هو صور الله القدوس على الأرض "هو صُورَةُ اللهِ الَّذي لا يُرى " (قولسي 1: 15). ويذكر هذا المشهد باعتراف بطرس في قيصرية " أَنتَ المسيحُ ابنُ اللهِ الحَيّ " (متى 16: 16). أما عبارة "عَرَفنا " فتشير إلى عدم تجاهل بطرس لدور المعرفة، حيث آمن هو والرسل بابن الله الحي، وعرفوا أسراره نتيجة اختبار الالتصاق به والعشرة والشركة معه. ويُعلق القديس كيرلس الكبير " يقولون إنهم يؤمنون ويعرفون، فيربطون الأمرين معًا. لأنه يجب على الإنسان أن يؤمن وأيضًا أن يفهم. ليس معنى أننا نقبل الأمور الإلهية بالإيمان أن نبتعد تمامًا عن أي فحص لها، بل نحاول بالأحرى أن نبلغ إلى معرفة معتدلة، فالرسل لم يقولوا عرفوا أولًا ثم آمنوا، إذ يضعون الإيمان أولًا ويلحقونه بالمعرفة، ولكن ليس قبل الإيمان. كما هو مكتوب: "إن لم تؤمنوا لن تفهموا" (أشعيا 7: 9 بحسب الترجمة السبعينية). ويوضِّح القديس أوغسطينوس بقوله "لقد آمنا لكي نعرف؛ لأننا إن أردنا أن نعرف أولًا وعندئذ نؤمن، لن نستطيع أن نعرف ولا أن نؤمن". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 66682 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ونَحنُ آمَنَّا وعَرَفنا أَنَّكَ قُدُّوسُ الله "قُدُّوسُ الله" فتشير إلى الله الذي هو وحده قدوس وقداسته تشمل كل ما هو له أو ما كُرّس له. أما عبارة "قُدُّوسُ" فتشير إلى الانتماء إلى الله وحده، وهو من أقدم التعابير عن ألوهية يسوع كما جاء في عظة بطرس للشعب "أَنكَرتُمُ القُدُّوسَ البارّ " (أعمال الرسل 3: 14). فيسوع هو "قدوس الله" بكل معنى الكلمة، لأنه المسيح وابن الله. فذات المسيح القدوسة كلها آيات وأسرار، (مولده العجيب، إحياؤه الموتى، موته على الصليب بإرادته، وقيامته من القبر بقوته، وصعوده إلى السماء) لا يقبلها الإنسان إلا بالإيمان. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 66683 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ما معنى الإيمان؟ نجد في الكتاب المقدس لفظتين تشير إلى الإيمان: ××گ××™×ں "أمان" (آمين ×گض¸×ضµ×ں) الذي يوحي بالصلابة والاستقرار والآمان، و"ב×ک×—" الذي يوحى بالأمن والثقة والأمان. فاللغة العبرية تستعملُ تعبيرين: "آمن (آمين) أمان (أمين). ولفظة (آمين) تعني القوة والشيء الأكيد، ومن هنا جاءت الكلمات اللاتينية المعروفة بالفولجاته : credere و sperare . وهذ يُذكرنا بقول أشعيا النبي "أَنتُم إِن لم تُؤمِنوا فلَن تأمَنوا" (أشعيا 7: 9). ويقول الكاردينال جوزيف راتسنجر "يقصد المسيحيّ من خلال موقفه الإيمانيّ، الذي يعبّر عنه بهذه الكلمة الصغيرة "آمين" التي تتضمّن المعاني المتقاربة الآتية: "وثق بـ"، "اتكل على"، "الأمانة"، "الرسوخ"، "القاعدة المتينة"، "الوقوف"، "الحقيقة"، ومن هنا نجد التأكيدُ أنه لا يعتمد كأساس غير الحقيقة التي تستطيعُ وحدها أن تمنح وجوده معنى" ((البابا بنديكتوس السادس عشر، دخلٌ إلى الإيمان المسيحيّ). وعلى هذا الأساس يقول الفيلسوف النمساويّ لودفيغ فيتغنشتين "الإيمان بالله يعني أننا نرى أنّ الحياة لها معنى". الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 66684 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() في العهد الجديد، الإيمان يوحي الثقة التي تتجه نحو شخص "أمين"، وتلزم الإنسان بكليته من ناحية؛ وفي هذا الصدد اللاهوتي يقول اللاهوتي كارل رانر "الإيمان فعل شجاعة يعيش قفزة رجاء"، ومن جهة أخرى، تشير كلمة "آمين" إلى مسعى العقل الذي تتيح له كلمة أو بعض العلامات لبلوغ حقائق لا يُعاينها، كما جاء في صاحب الرسالة إلى العبرانيين "الإِيمانُ قِوامُ الأُمورِ الّتي تُرْجى وبُرْهانُ الحَقائِقِ الَّتي لا تُرى (عبرانيين 11: 1). فموضوع الإيمانُ ليس بما يُرى بل بما لا يُرى وإلاّ لا يدعى إيمانـاً قط. الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 66685 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الإيمان هو ما يعطينا معنى وصورة في الحياة. فمن يؤمن فإنه يسعى إلى علاقة شخصيّة مع الله، وهو مستعدّ أن يصدّق الله في كلّ شيء يكشفه عن ذاته. ونستنتج مما تقدَّم أن "الإيمان بالله" يعني "الإصغاءّ لله" (مزمور 106: 24-25). فتكون حياة المؤمن وموته رهن أمانته الحرة في البقاء بالإيمان والتمسك به، كما يقول الرب "إَنِّي قد جَعَلت أَمامَكمُ الحَياةَ والموت، البَركَةَ واللَّعنَة. فاختَرِ الحَياةَ لِكَي تَحْيا أَنتَ ونَسْلُكَ، مُحِبًّا الرَّبَّ إِلهَكَ وسامِعًا لِصَوتِه ومُتَعَلِّقًا به" (تثنية 30: 19-20). الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 66686 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الإيمان، في نظر يسوع، (متى 11: 25)، كما في نظر الكنيسة الناشئة (أعمال الرسل 11: 21-23) عطية من لدن الله؛ فالإيمان يأتي من الله (متى 16: 17)، وتقتسمه الأمم يوماً (أعمال الرسل 8: 5-13). ونستنتج من كل ما سبق أن الإيمان ليس منّا، لكنه نعمةٌ وهبة من الله، فهو فضيلة فائقة الطبيعة يفيضها الله في قلوبنا. وفي هذا الصدد يقول العلامة توما الأكوينيّ "الإيمان فعل عقليّ يعتنق الحقائق الإلهيّة بأمر الإرادة التي يُحرّكها الله بالنعمة". ومن هذا المنطلق "إننا لا نصبح مسيحيين بقوانا الذاتية. فالإيمان هو قبل كل شيء عطية من لدن الله تُقدَم لنا في الكنيسة ومن خلال الكنيسة" (البابا فرنسيس) الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 66687 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() تُبيِّن الكتب المقدسة نقائص الإيمان وهي: أولا الثقة في القوة البشرية بالرغم من الاعتماد على الله. فكان المكابيِّون يعتمدون على الله في ضمان النصر لهم (المكابيِّين 2، 49-70). ولكن بعض المحاربين اعتمدوا على ثقتهم في قوتهم البشرية (1 المكابييِّن 2: 39-41) والنقص الآخر الذي يُهدد إيمان المؤمنين هو شكلية تتمسك بالمتطلبات الطقسية أكثر منها بنداءات الكتب الدينية والأخلاقية كما جاء في قول يسوع "الوَيلُ لَكم أَيُّها الكَتَبَةُ والفِرِّيسيُّونَ المُراؤون فإِنَّكم تُؤَدُّونَ عُشْرَ النَّعْنَع والشُّمْرَةِ والكَمُّون، بَعدَما أَهمَلتُم أَهَمَّ ما في الشَّريعة: العَدلَ والرَّحمَةَ والأَمانة" (متى 23: 23)، والاعتماد على كبرياء الإنسان وأعماله أكثر منها على الله وحده لنيل التبرير كما جاء في مثل الفريسي والعشار (لوقا 18: 9-14). الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 66688 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() نموذج إيمان أجدادنا نموذج الإيمان هو إبراهيم (سيراخ 44: 20)، وهو في طليعة أجدادنا الروحيِّين الذين اكتشفوا الإله الحقيقي (غلاطية 3: 8)، أولئك الذين أسلموا أمر خلاصهم لله وحده ولكلمته (عبرانيين 11: 8-19). إذ "آمَنَ بِالرَّبّ" (تكوين 15: 6)، وبكلمته، فأطاع هذه الدعوة، وعلى أساس هذا الدعوة التزم في أسلوب معيشته. ومن هنا نستنتج أنّ الإيمان هو موقف وانطلاق في طريق جديد يبدأ من الله ذاته لتغيير الإنسان من العمق. إذ "قالَ الرَّبُّ لأَبْرام: اِنطَلِقْ مِن أَرضِكَ وعَشيرَتكَ وبَيتِ أَبيكَ، إِلى الأَرضِ الَّتي أُريكَ" (التكوين 12: 1). ومن هنا نجدُ كلمة "انطلاق"، أنه خروجٌ واتحاد بآخر. ويذكرُ الكتاب المقدّس "الأرض -العشيرة -الأب"، فعلينا عندما نريدُ الاتحاد بالله بالإيمان، الانفصال عن الجذور العشائريّة والأرضيّة وترك التبعيّة من ناحية، والارتباط بالله، والارتباط بالمستقبل لا بالماضي من ناحية أخرى (رومة 4: 12). فعندما قال الكتاب عن إبراهيم "ذهب ولم يعرف أين يسير ويمضي" يشير إلى أن الإيمان مسيرةٌ طويلة للمجهول، إنه اللقاء مع الله – الحيّ – الآخر. لذا يجب تركُ كلّ جذورنا القديمة للاتحاد بالله وحده، الذي به حياتنا وحركتنا ووجودنا وأصلنا ومبدأنا، لآنه هو الأصل والبدء والمبدأ الحقيقي" في البدء كان الكلمة" (يوحنا 1:1). الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 66689 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يَشوعَ بنَ نون، مُساعِدَ موسى هو أيضا نموذج إيمان الذي يتطلب الاختيار بين الإيمان بالله أو الإيمان بآلهة أخرى فقال لشعبه الذي قاده من مصر إلى ارض الميعاد: " فاخْتاروا لَكمُ اليَومَ مَن تَعبُدون: إِمَّا الآلِهَةَ الَّتي عَبَدَها آباؤُكم في عِبرِ النَّهْرِ، أَو آلهَةَ الأَمورِّيينَ الَّذينَ أَنتُم مُقيمونَ بِأَرضِهم. أَمَّا أَنا وبَيتي فنَعبُدُ الرَّبّ " (يشوع 24: 15). فعلى غرار شعب العهد القديم يختار المسيحي أن يخدم ويعبد الرب الاله الذي يُحرِّره من عبودية الخطيئة. الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 66690 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() نموذج الأنبياء في الإيمان هو الانتقال من الخوف إلى الثقة المطمئنة في الله (أشعيا 7: 4-9) كما انه بمثابة التزام وموقف شخصيين (إرميا 45: 5)؛ وأمَّا نموذج الحكماء في الإيمان فهو ثقة كاملة في الله كما جاء في تصريح أيوب البار "فادِيَّ حَيٌّ وسيقوم الأَخيرَ على التُّراب. وبَعدَ أَن يَكونَ جِلْدي قد تَمَزَّق أُعايِنُ اللهَ في جَسَدي. أُعايِنُه أَنا بِنَفْسي وعَينايَ ترَيانِه لا غَيري" (أيوب 19: 25-26)، وأن الله يظل على كل شيء قدير كما أكد أيوب البار بقوله: "قد عَلِمتُ أنَّكَ قادِرٌ على كُلِّ شَيء فلا يَستَحيلُ علَيكَ مُراد" (أيوب 42: 2). الأب لويس حزبون - فلسطين |
||||