![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 65781 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الفقراء هم وحدهم القادرون على تقبّل البشرى السارّة كما أوضح ذلك السيد المسيح: "رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ لِأَنَّهُ مَسَحَني لِأُبَشِّرَ الفُقَراء" (لوقا 4: 18). وقد صار الربّ فقيراً من أجلنا لكي يغمرنا (2 قورنتس 8: 9) بغناه الذي لا يستقصى (أفسس 3: 8). وهذا ما اكتشفه القديس بولس الرسول الذي وجد كل شيء في العالم نفاية حينما عرف الرب يسوع " أَعُدُّ كُلَّ شَيءٍ خُسْرانًا مِن أَجْلِ المَعرِفَةِ السَّامية، مَعرِفةِ يسوعَ المسيحِ رَبِّي. مِن أَجْلِه خَسِرتُ كُلَّ شَيء وعدَدتُ كُلَّ شَيءٍ نُفايَة لأَربَحَ المسيحَ" (فيلبي 3: 8). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 65782 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الغنى الحقيقي أشار يسوع للشاب "لا صالِحَ إِلاَّ اللهُ وَحدَه " (مرقس 10: 18)، وهو الذي أصبح غنانا الحقيقي. وقد صار الربّ فقيراً من أجلنا لكي يغمرنا بغناه الذي "لا يُسبَرُ غَورُه" (أفسس 3: 8). "فقَدِ افتَقَرَ لأَجْلِكُم وهو الغَنِيُّ لِتَغتَنوا بِفَقْرِه" (2 قورنتس 8: 9). الله هو الكنز الحقيقي لان الارتباط به تعالى هو الذي يعطي وحده الحياة الأبدية. فالويل للشخص الفاتر الذي يظنّ أنه غني، بينما ينقصه الكنز الوحيد، كما جاء في رؤية يوحنا "أَنا غَنِيٌّ وقدِ اغتَنَيتُ فما أَحْتاجُ إلى شَيء، ولأَنَّكَ لا تَعلَمُ أَنَّكَ شَقِيٌّ بائِسٌ فَقيرٌ أَعْمى عُرْيان" (رؤيا 3: 16-18). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 65783 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أعلن يسوع أن ملكوت السماوات هو الكنز الذي لا يقدّر بثمن، والذي يستحق أن نضحّي من أجله بكلّ شيء كما صرّح للرجل الغني: "واحِدَةٌ تَنقُصُكَ: اِذْهَبْ فَبعْ ما تَملِك وأَعطِهِ لِلفُقَراء، فَيَكونَ لَكَ كَنزٌ في السَّماء، وتَعالَ فَاتَبعْني (مرقس 10: 21). فإذا كان الغنى المادي محفوفاً بالمخاطر، وإذا كان الكمال الإنجيلي يقتضي التضحية بها، فليس معنى ذلك أن الغنى شر، بل أن الله وحده هو "الصالح"، وهو الذي صار غنانا الحقيقي؛ وبهذا المعنى جاء قول يسوع جوابا على الغني "لا صالِحَ إِلاَّ اللهُ وَحدَه" (مرقس 10: 18). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 65784 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أحدث السيد المسيح انقلاباً إزاء الغنى، إذ أعلن أن الملكوت هو هبة الله والشركة الكاملة معه في الحياة الأبدية. ولأنه لا بدّ من إعطاء كل شيء حتى ننال الحياة الأبدية. فالحصول على اللؤلؤة الثمينة والكنز الفريد، لا بدّ من بيع كل شيء كما قال يسوع للرجل الغني " اِذْهَبْ فَبعْ ما تَملِك وأَعطِهِ لِلفُقَراء، فَيَكونَ لَكَ كَنزٌ في السَّماء" (مرقس 10: 20)، لأنه لا يمكن أن نخدم سيّدين "ما مِن أَحَدٍ يَستَطيعُ أَن يَعمَلَ لِسَيِّدَيْن، لأَنَّه إِمَّا أَن يُبغِضَ أَحَدَهُما ويُحِبَّ الآخَر، وإِمَّا أَن يَلزَمَ أَحَدَهُما ويَزدَرِيَ الآخَر. لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا لِلّهِ ولِلمال" (متى 6: 24). وفي الواقع ينتصب المال سيّداً بلا رحمة: إنه يخنق عند الرجل الجشع الطمّاع كلمة الإنجيل كما جاء في قول المسيح "يكونُ له مِن هَمِّ الحَياةِ الدُّنيا وفِتنَةِ الغِنى ما يَخنُقُ الكَلِمة فلا تُخرِجُ ثَمَراً" (متى 13: 22)، وينسيه الأمر الجوهري ألا وهو سيادة الله علينا "تَبصَّروا واحذَروا كُلَّ طَمَع، لأَنَّ حَياةَ المَرءِ، وإِنِ اغْتَنى، لا تَأتيه مِن أًموالهِ " (لوقا 12: 15-21). كذلك يعطّل الغنى أحسن القلوب استعداداً عن طريق الكمال (مرقس 10: 21). وهكذا فان القاعدة المطلقة التي لا تحتمل استثناء أو تلطيفا هي قول يسوع: " كُلُّ واحدٍ مِنكم لا يَتَخَلَّى عن جَميعِ أَموالِه لا يَستَطيعُ أَن يكونَ لي تِلْميذاً" (لوقا 14: 33). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 65785 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فان القاعدة المطلقة التي لا تحتمل استثناء أو تلطيفا هي قول يسوع: " كُلُّ واحدٍ مِنكم لا يَتَخَلَّى عن جَميعِ أَموالِه لا يَستَطيعُ أَن يكونَ لي تِلْميذاً" (لوقا 14: 33). لا يعني التجرد عن الغنى حتما التنازل عن أي تمَلُّك، فنرى فيمن كانوا المقرّبين ليسوع كانوا من المقتدرين الأغنياء، مثلا يوسف الرامي الذي استقبل جسد الرب في قبره (متى 27: 57). لا يطلب الإنجيل أن يتخلى الأغنياء عن ثروتهم، بل إن يوزّعوها على الفقراء "واحِدَةٌ تَنقُصُكَ: اِذْهَبْ فَبعْ ما تَملِك وأَعطِهِ لِلفُقَراء، فَيَكونَ لَكَ كَنزٌ في السَّماء، وتَعالَ فَاتَبعْني (متى 19: 21)؛ وباكتسابهم أصدقاء بالمال الباطل يستطيع الأغنياء أن يأملوا من الله أن يفتح لهم طريق الخلاص (لوقا 16: 9). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 65786 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ليس الشر إن يكون هناك غني وفقير، بل إن يكون الفقير كعازر الذي كان يشتهي إن يشبع من فتات مائدة الغني (لوقا 16: 21) وانه لم ينال شيئا منها. إن الغني مسؤول عن الفقير. فإن من يخدم الله يعطي ماله للفقراء، أمَّا الذي يعبد المال فأنه يحتفظ به لنفسه كسيد له. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 65787 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الغنى الحقيقي لا يقوم فيما نملك بل فيما نعطي، لان العطاء يستمطر سخاء الله. فالغني الحقيقي يجمع في الشكر بين الواهب والآخذ كما جاء في قول بولس الرسول: "إِنَّه وَزَّعَ وأَعْطى المَساكين، فبِرُّه يَدومُ لِلأَبَد. إِنَّ الَّذي يَرزُقُ الزَّارِعَ زَرْعًا وخُبْزاً يَقوتُه سيَرزُقُكُم زَرْعَكُم ويُكَثِّرُه ويُنَمِّي ثِمارَ بِرِّكُم (2 قورنتس 9: 10-11). وهكذا يستطيع الغني نفسه إن يختبر كلام يسوع "السَّعادَةُ في العَطاءِ أَعظَمُ مِنها في الأَخْذ" (أعمال الرسل 20: 35). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 65788 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يطرح نص إنجيل مرقس (10: 17-30) مشكلة الغنى. إذ جاء إلى يسوع رجل غني يبحث عن طرق الله. فنظر إليه يسوع وأحبه. ودلَّ على حبه له بان طلب منه " اِذْهَبْ فَبعْ ما تَملِك وأَعطِهِ لِلفُقَراء " (مرقس 10: 21). واكتشف الرجل الغني إن اتباع يسوع يفترض إلاَّ تكون الشريعة وحدها هي التي تقوده . حيث انه أتم َّالشريعة ولكن ينقصه إن يتبع يسوع. أحبه يسوع ودعاه، ولكنه وضع شرطاً أساسيا: أن يزهد في نفسه ويتخلى عن خيراته التي تمنعه من ابتاعه. لكن هذه الدعوة لم تصل إلى غايتها. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 65789 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() شدَّد يسوع على صعوبة الدخول في الملكوت للذين يملكون الأموال "يا بَنِيَّ، ما أَعسَرَ دُخولَ مَلَكوتِ الله!" (مرقس 10: 24). ثم دلَّ يسوع على منطق الملكوت الذي هو نداء جذري لعطاء تام لا يتوافق مع تكديس الأموال. فعطاء الذات الكامل يتجاوز قوى البشر، وهو موهبة من عند الله (مرقس 10: 23). إن الملكوت عطية مجّانية نتقبلها من يد الله. فمن تشجع وقبلها، كان له الملكوت ينبوع سعادة أعمق من كل ما يقدِّمه له الغنى. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 65790 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() المال يشكِّل عائقا لمن يريد أن يدخل الحياة الأبدية، ومع ذلك لم يجعل يسوع من هذا التجرد قاعدة لا مفرّ منها لجميع الذين يتبعونه. أحب يسوع أناسا أغنياء ودعاهم إليه دون إن يفرض عليهم أن يتركوا موقعهم الاجتماعي الرفيع. وهناك أغنياء تبعوا يسوع وما باعوا كل ما يملكون (أعمال الرسل 4: 36-37). |
||||