17 - 10 - 2014, 02:32 PM | رقم المشاركة : ( 6551 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تساعية الطوباوي أبونا يعقوب باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين اليوم الأول يا يسوع الكلي الصلاح والجود ، انت قلت : طوبى للمساكين بالروح، لان لهم ملكوت السماوات ". نسألك بشفاعة الطوباوي ابونا يعقوب الذي جعل من اتكاله على عنايتك الإلهية النور لرسالته ولتحقيق مشاريعه ومؤسساته، امنحا النعمة.... فنرفع المجد والشكر إليك وإلى ابيك وروحك القدوس، الآن وإلى الأبد آمين الأبانا والسلام والمجد صلاة (تعاد بعد صلاة كل يوم ) يا ربنا يسوع المسيح، العجيب في قديسيك، والمكمل الحبّ في كنيستك بواسطة خدامك الأمناء، نظير الطوباوي أبونا يعقوب. لقد خدمك عائشاً تكرسه وكهنوته بأمانة كاملة لك ولكنيستك المقدسة وبروح إنجيلك في مثل السامري الصالح إهتمّ بالعجزة والمرضى والمعوزين والشبيبة فبنى لهم المستشفيات والمآوي والمدارس وأسس جمعية راهبات الصليب شهادة حية لحضورك في آلام الإنسانية. نسألك يا ربنا أن تستجيب دعاءنا نحن الملتجئين إلى شفاعته وتهبنا النعمة .... التي نطلبها بإيمان وتسليم كامل لمشيئتك الصالحة واعطنا ان نراه قديساً على مذابح البيعة وارسل إلى جمعيته الدعوات التي تضع ذاتها في خدمة ملكوتك ، وتشهد لقوة محبتك في العالم يا ربنا وإلهنا لك المجد والشكر ولأبيك المبارك وروحك القدوس الآن وإلى الأبد آمين اليوم الثاني يا يسوع والمتواضع القلب انت قلت : "طوبى للودعاء لانهم سيرثون الأرض". نسالك بشفاعة الطوباوي أبونا يعقوب الذي عاش ومات وديعاً وهو يردد:" من مارس الوداعة نال نعماً كثيرة " امنحنا النعمة....فنرفع المجد والشكر إليك وإلى أبيك وروحك القدوس الآن وإلى الأبد آمين الأبانا والسلام والمجد صلاة يا ربنا يسوع المسيح، العجيب في قديسيك، والمكمل الحبّ في كنيستك بواسطة خدامك الأمناء، نظير الطوباوي أبونا يعقوب. لقد خدمك عائشاً تكرسه وكهنوته بأمانة كاملة لك ولكنيستك المقدسة وبروح إنجيلك في مثل السامري الصالح إهتمّ بالعجزة والمرضى والمعوزين والشبيبة فبنى لهم المستشفيات والمآوي والمدارس وأسس جمعية راهبات الصليب شهادة حية لحضورك في آلام الإنسانية. نسألك يا ربنا أن تستجيب دعاءنا نحن الملتجئين إلى شفاعته وتهبنا النعمة .... التي نطلبها بإيمان وتسليم كامل لمشيئتك الصالحة واعطنا ان نراه قديساً على مذابح البيعة وارسل إلى جمعيته الدعوات التي تضع ذاتها في خدمة ملكوتك ، وتشهد لقوة محبتك في العالم يا ربنا وإلهنا لك المجد والشكر ولأبيك المبارك وروحك القدوس الآن وإلى الأبد آمين اليوم الثالث يا يسوع يا شافي القلوب ومعزيها انت قلت : "طوبى للحزانى لأنهم سيعزون" نسألك بشفاعة الطوباوي أبونا يعقوب ، الذي عانق صليبك كما عانقته وتحمل حباً لك وبفرح كل عذاب الجسد وإلم الروح حتى إنه اختصر حياة وحياة راهباته بهذا الشعار : " يا صليب الرب يا حبيب القلب"، إمنحنا النعمة.... فنرفع المجد و الشكر إليك وإلى أبيك وروحك القدوس الآن وإلى الأبد آمين الأبانا والسلام والمجد صلاة يا ربنا يسوع المسيح، العجيب في قديسيك، والمكمل الحبّ في كنيستك بواسطة خدامك الأمناء، نظير الطوباوي أبونا يعقوب. لقد خدمك عائشاً تكرسه وكهنوته بأمانة كاملة لك ولكنيستك المقدسة وبروح إنجيلك في مثل السامري الصالح إهتمّ بالعجزة والمرضى والمعوزين والشبيبة فبنى لهم المستشفيات والمآوي والمدارس وأسس جمعية راهبات الصليب شهادة حية لحضورك في آلام الإنسانية. نسألك يا ربنا أن تستجيب دعاءنا نحن الملتجئين إلى شفاعته وتهبنا النعمة .... التي نطلبها بإيمان وتسليم كامل لمشيئتك الصالحة واعطنا ان نراه قديساً على مذابح البيعة وارسل إلى جمعيته الدعوات التي تضع ذاتها في خدمة ملكوتك ، وتشهد لقوة محبتك في العالم يا ربنا وإلهنا لك المجد والشكر ولأبيك المبارك وروحك القدوس الآن وإلى الأبد آمين اليوم الرابع يا يسوع خبز الحياة و الخمرة الجيدة أنت قلت: " طوبى للجياع و العطاش إلى البر لأنهم سيشبعون "، نسألك بشفاعة الطوباوي أبونا يعقوب الذي بعظاته وأرشاده وكتاباته ونصائحه أروى ظمأ الكثيرين ،وأنار عتمات الدروب إمنحنا النعمة ... فنرفع المجد و الشكر إليك وإلى أبيك وروحك القدوس الآن وإلى الآبد آمين الأبانا والسلام والمجد صلاة يا ربنا يسوع المسيح، العجيب في قديسيك، والمكمل الحبّ في كنيستك بواسطة خدامك الأمناء، نظير الطوباوي أبونا يعقوب. لقد خدمك عائشاً تكرسه وكهنوته بأمانة كاملة لك ولكنيستك المقدسة وبروح إنجيلك في مثل السامري الصالح إهتمّ بالعجزة والمرضى والمعوزين والشبيبة فبنى لهم المستشفيات والمآوي والمدارس وأسس جمعية راهبات الصليب شهادة حية لحضورك في آلام الإنسانية. نسألك يا ربنا أن تستجيب دعاءنا نحن الملتجئين إلى شفاعته وتهبنا النعمة .... التي نطلبها بإيمان وتسليم كامل لمشيئتك الصالحة واعطنا ان نراه قديساً على مذابح البيعة وارسل إلى جمعيته الدعوات التي تضع ذاتها في خدمة ملكوتك ، وتشهد لقوة محبتك في العالم يا ربنا وإلهنا لك المجد والشكر ولأبيك المبارك وروحك القدوس الآن وإلى الأبد آمين اليوم الخامس يا يسوع الكلي الرحمة أنت قلت : " طوبى للرحماء، لأنهم سيرحمون" ، نسألك بشفاعة الطوباوي أبونا يعقوب الذي عاش الرحمة المتجولة، صامتاً ومُحدِثاً وعاملاً ومصلياً ومحتملاً العذاب بكل نبضات قلبه إمنحنا النعمة .... فنرفع المجد والشكر إليك وإلى أبيك وروحك القدوس الآن وإلى الأبد آمين الأبانا والسلام والمجد صلاة يا ربنا يسوع المسيح، العجيب في قديسيك، والمكمل الحبّ في كنيستك بواسطة خدامك الأمناء، نظير الطوباوي أبونا يعقوب. لقد خدمك عائشاً تكرسه وكهنوته بأمانة كاملة لك ولكنيستك المقدسة وبروح إنجيلك في مثل السامري الصالح إهتمّ بالعجزة والمرضى والمعوزين والشبيبة فبنى لهم المستشفيات والمآوي والمدارس وأسس جمعية راهبات الصليب شهادة حية لحضورك في آلام الإنسانية. نسألك يا ربنا أن تستجيب دعاءنا نحن الملتجئين إلى شفاعته وتهبنا النعمة .... التي نطلبها بإيمان وتسليم كامل لمشيئتك الصالحة واعطنا ان نراه قديساً على مذابح البيعة وارسل إلى جمعيته الدعوات التي تضع ذاتها في خدمة ملكوتك ، وتشهد لقوة محبتك في العالم يا ربنا وإلهنا لك المجد والشكر ولأبيك المبارك وروحك القدوس الآن وإلى الأبد آمين اليوم السادس يا قلب يسوع النقي أنت قلت : طوبى لأنقياء القلوب لأنهم سيعاينون الله " نسألك بشفاعة الطوباوي أبونا يعقوب الذي عاش كمال الطهارة ونقاوة القلب وهو القائل: " على قدر ما نقطع نظرنا عن أهل العالم على قدر ذلك نشاهد وجه الله ". إمنحنا النعمة.... فنرفع المجد و الشكر إليك وإلى أبيك وروحك القدوس الآن وإلى الأبد آمين. الأبانا والسلام والمجد صلاة يا ربنا يسوع المسيح، العجيب في قديسيك، والمكمل الحبّ في كنيستك بواسطة خدامك الأمناء، نظير الطوباوي أبونا يعقوب. لقد خدمك عائشاً تكرسه وكهنوته بأمانة كاملة لك ولكنيستك المقدسة وبروح إنجيلك في مثل السامري الصالح إهتمّ بالعجزة والمرضى والمعوزين والشبيبة فبنى لهم المستشفيات والمآوي والمدارس وأسس جمعية راهبات الصليب شهادة حية لحضورك في آلام الإنسانية. نسألك يا ربنا أن تستجيب دعاءنا نحن الملتجئين إلى شفاعته وتهبنا النعمة .... التي نطلبها بإيمان وتسليم كامل لمشيئتك الصالحة واعطنا ان نراه قديساً على مذابح البيعة وارسل إلى جمعيته الدعوات التي تضع ذاتها في خدمة ملكوتك ، وتشهد لقوة محبتك في العالم يا ربنا وإلهنا لك المجد والشكر ولأبيك المبارك وروحك القدوس الآن وإلى الأبد آمين اليوم السابع : يا يسوع رب السلام أنت قلت : طوبى لفاعلي السلام لأنهم سيدعون أبناء الله نسألك بشفاعة الطوباوي أبونا يعقوب الذي جال يبشر بالسلام ويشهد لحبك ويحنو على آلام الكثيرين مثل السامري الصالح إمنحنا النعمة ... فنرفع المجد و الشكر إليك وإلى أبيك وروحك القدوس إلى الأبد آمين الأبانا والسلام والمجد صلاة يا ربنا يسوع المسيح، العجيب في قديسيك، والمكمل الحبّ في كنيستك بواسطة خدامك الأمناء، نظير الطوباوي أبونا يعقوب. لقد خدمك عائشاً تكرسه وكهنوته بأمانة كاملة لك ولكنيستك المقدسة وبروح إنجيلك في مثل السامري الصالح إهتمّ بالعجزة والمرضى والمعوزين والشبيبة فبنى لهم المستشفيات والمآوي والمدارس وأسس جمعية راهبات الصليب شهادة حية لحضورك في آلام الإنسانية. نسألك يا ربنا أن تستجيب دعاءنا نحن الملتجئين إلى شفاعته وتهبنا النعمة .... التي نطلبها بإيمان وتسليم كامل لمشيئتك الصالحة واعطنا ان نراه قديساً على مذابح البيعة وارسل إلى جمعيته الدعوات التي تضع ذاتها في خدمة ملكوتك ، وتشهد لقوة محبتك في العالم يا ربنا وإلهنا لك المجد والشكر ولأبيك المبارك وروحك القدوس الآن وإلى الأبد آمين اليوم الثامن يا يسوع الكلي الرأفةو الحنان أنت قلت: " طوبى للمضطدين من أجل البر لأن لهم ملكوت السماوات "،نسألك بشفاعة الطوباوي أبونا يعقوب الذي لم يتراجع يوماً امام الصعوبات والاضطهادات والضيقات ،بل دافع عن الحق والحياة ،إمنحنا النعمة... فنرفع المجد والشكر إليك وإلى أبيك وروحك القدوس اللآن وإلى الأبد آمين الأبانا والسلام والمجد صلاة يا ربنا يسوع المسيح، العجيب في قديسيك، والمكمل الحبّ في كنيستك بواسطة خدامك الأمناء، نظير الطوباوي أبونا يعقوب. لقد خدمك عائشاً تكرسه وكهنوته بأمانة كاملة لك ولكنيستك المقدسة وبروح إنجيلك في مثل السامري الصالح إهتمّ بالعجزة والمرضى والمعوزين والشبيبة فبنى لهم المستشفيات والمآوي والمدارس وأسس جمعية راهبات الصليب شهادة حية لحضورك في آلام الإنسانية. نسألك يا ربنا أن تستجيب دعاءنا نحن الملتجئين إلى شفاعته وتهبنا النعمة .... التي نطلبها بإيمان وتسليم كامل لمشيئتك الصالحة واعطنا ان نراه قديساً على مذابح البيعة وارسل إلى جمعيته الدعوات التي تضع ذاتها في خدمة ملكوتك ، وتشهد لقوة محبتك في العالم يا ربنا وإلهنا لك المجد والشكر ولأبيك المبارك وروحك القدوس الآن وإلى الأبد آمين اليوم التاسع يا يسوع الحي يا مثالنا الأعلى أنت قلت: " طوبى لكم إذا عيروكم واضطهدوكم وافتروا عليكم كل سوء من أجلي إفرحوا وابتهجوا لأن أجركم عظيم في السماوات " نسألك بشفاعة الطوباوي أبونا يعقوب ، الذي أسلم حياته بين يديك بثقة وفرح لإيمانه بأنه " لا بد من الصليب لمن يريد السماء"، إمنحنا النعمة ... فنرفع المجد و الشكر إليك وإلى أبيك وروحك القدوس الآن وإلى الأبد آمين الأبانا والسلام والمجد صلاة يا ربنا يسوع المسيح، العجيب في قديسيك، والمكمل الحبّ في كنيستك بواسطة خدامك الأمناء، نظير الطوباوي أبونا يعقوب. لقد خدمك عائشاً تكرسه وكهنوته بأمانة كاملة لك ولكنيستك المقدسة وبروح إنجيلك في مثل السامري الصالح إهتمّ بالعجزة والمرضى والمعوزين والشبيبة فبنى لهم المستشفيات والمآوي والمدارس وأسس جمعية راهبات الصليب شهادة حية لحضورك في آلام الإنسانية. نسألك يا ربنا أن تستجيب دعاءنا نحن الملتجئين إلى شفاعته وتهبنا النعمة .... التي نطلبها بإيمان وتسليم كامل لمشيئتك الصالحة واعطنا ان نراه قديساً على مذابح البيعة وارسل إلى جمعيته الدعوات التي تضع ذاتها في خدمة ملكوتك ، وتشهد لقوة محبتك في العالم يا ربنا وإلهنا لك المجد والشكر ولأبيك المبارك وروحك القدوس الآن وإلى الأبد آمين |
||||
17 - 10 - 2014, 02:37 PM | رقم المشاركة : ( 6552 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيسـة الشهيدة الجبيليّة أكويلينا تأليف : الأب أنطونيوس زغيب الجبيلي نُفّذ على عهد سيادة المطران بشارة الراعي رئيس أساقفة جبيل السامي الاحترام ومع موافقته على طبع هذا الكتيّب. حزيران 1993 تُعنى بطبعه ونشره جمعيّة «جنود مريم» علم وخبر 167/أ د - لبنان يوزّع مجّانًا مقدّمــة في أواخر القرن الثالث الذي تميّز في اضطهاد المسيحيّين وفي بدء القرن الرابع للمسيح. كانت لم تزل - بيبلوس - عاصمة مملكة فينيقية في غابر العصور - مستعمرة رومانيّة - مثل معظم الشرق. وفي هذه الحقبة كانت الأمبراطوريّة الرومانيّة متداعية سياسيًّا واقتصاديًّا ودينيًّا. فلكي تحافظ على ازدهارها وجُبت قسمتها إلى قسمين: القسم الغربي ويحكمه "مكسيمان هركل". والقسم الشرقي ويحكمه "ديو كليسيانوس" وهذا الأخير حكم من سنة 284 إلى 302. عمد "ديو كليسيانوس" إلى اضطهاد المسيحيّين كما فعل غيره من قبله من الأباطرة. ولم يكن يبغي من اضطهاد المسيحيّين وقتلهم إنقاص عددهم، بل عدم ازدهارهم. لذلك لم يرحم مبشّرًا بالمسيح ولا من دعا لاعتناق المسيحيّة. وبالرغم من الاضطهادات كان عدد المسيحيّين دائمًا بازدياد. كما قال المعلّم "ترتليانوس": "إنّ دم الشهداء بذار المسيحيّين". والشعب المسيحيّ لم يُترك أبدًا بدون رعاة أي أساقفة كما جاء في أعمال الرسل: "وأقام الرسل الأساقفة ليرعوا الشعب المسيحيّ". ونعرف أنّ بيبلوس جبيل منذ القدم كان لها أسقف يتولّى رعاة المسيحيّين؛ وفي عهد "ديو كليسيانوس" كان "أوتاليوس" الفينيقيّ الجبيلي. ففي أيّام الأمبراطور "ديو كليسيانوس" وفي أيّام أسقفيّة "أوتاليوس" سمح الله باستشهاد "أكويلينا" وهكذا أنعم الله علينا بشهيدة هي منّا ولنا. ولادتهـا: كانت ولادتها في مدينة جبيل سنة 280 مائتين وثمانين مسيحيّة. قدّمها والدها إلى مثال الفضل والفضيلة والغيرة المتّقدة أوتاليوس أسقف مسقط رأسها جبيل بعمر أربعة أشهر. ولمّا بلغت التسعة أشهر من العمر نصّرها الأسقف بنفسه. ونشأت مثل سائر الفتيات لا يميّزها عنهنّ سوى ذكاء حاد وفهم نادر، وقد أدركت الرشد قبل أوانه عمرًا وعقلاً. وقد توفّي والدها وهي في سنّ التاسعة من العمر. تتلمذت للحبر المذكور في تعليم الإيمان المسيحيّ ووعت كلّ حقائقه. وأخذت تعلّمها وتشرحها لكلّ من تراه من بني جلدتها بغيرة رسوليّة كما يظهر من قول خادم الوالي لها: "أنت تبعدين رفيقاتك عن عبادة آلهتنا وتحملينهنّ على الإيمان بالمسيح مصلوبًا". حياتهـا: عاشت أكويلينا في بيبلوس-جبيل. ولم يذكر التاريخ عن والديها شيئًا سوى اسم والدها "أوتولميوس". ولم يذكر له مهنة أيضًا لأجل ذلك يصعب علينا جدًّا أن نعرف نسب القدّيسة الحقيقيّ لعلّها من الطبقة الوسطى أو غيرها. واسم أكويلينا في اللاتينيّة يدلّ على النسبة إلى النسر ومن هنا جاء لقبها "بفرخ النسر". هل هي رومانيّة الأصل وجبيليّة الاستيطان. لا يكفي الاسم لكي يدلّ على جنسيّة حامله، فحامل الاسم اللاتينيّ ليس دائمًا رومانيًّا. كما أنّ حامل الاسم الفرنسيّ ليس أبدًا فرنسيًّا. إنّ كتاب أعمال القدّيسين للآباء الشرقيّين، يثبت بدون شكّ أنّ أكويلينا ولدت في بيبلوس جبيل، وهي من أقدم المدن على شاطئ البحر بين بيروت وطرابلس، إذًا هي جبيليّة. استشهادها: لمّا كانت أكويلينا بعمر اثنتي عشرة سنة أخذت تؤنّب رفيقاتها الوثنيّات على ضلالهنّ وعلى خرافة معتقدهنّ. تبشرهنّ بالمسيح شارحة لهنّ حياته وعجائبه. وتدعوهنّ لترك عبادة الأوثان واعتناق الدين المسيحيّ الحقيقيّ الصحيح. كانت تبشّر كما بشّر رسول الأمم بالمسيح مصلوبًا. وسرعان ما وصل خبر تبشيرها ودعوتها إلى مسامع الوالي الروماني "فوليسيانس" والي جبيل. فجرّب عبثًا أن يوقفها عند حدٍّ من التبشير، وطلب إليها أن تكفّ عن عملها فلم تذعن لكلامه. هدّدها بتأديبات ووعود شتّى فلم تضع حدًّا لغيرتها الرسوليّة. أخيرًا أعطاها فرصة لتعود عن غيّها فرفضت بإباء. وهنا بدأ استشهادها: وقد روى الرواة عن تعذيبها أخبارًا شتّى: منها ما هو قريب للتصديق ومنها ما هو بعيد عنه. احتملت اللكم والسياط والجلد الحاد. وممّا يذكر عنها أنّ الوالي "فوليسيانوس" المذكور أمر أن يمشّط جسمها بأمشاط من حديد محمّى. فمزّق لحمها الناعم ولبثت متمسّكة بدينها وعقيدتها. أخيرًا أمر أن تحمّى مخارز في النار حتّى الاحمرار وأن يثقبوا بها رأسها من جهة الصدغين فكانت نتيجة هذا العمل البربري والهمجي أن سال دماغها من أنفها فاعتقدوا أنّها ماتت فحملوها وطرحوها خارج سور المدينة، غير أنّ العناية الإلهيّة كانت ترعاها بعين ساهرة ولم تتركها وشأنها، فأرسلت إليها ملاكًا فأشفاها وعزاها وشدّدها على الثبات فنهضت ورجعت إلى المدينة وحضرت من تلقاء نفسها أمام الوالي علّه يقرّ بأعجوبة الله ويصير مسيحيًّا. غير أنّه استشاط غيظًا وأمر حالاً بقطع رأسها لاعتقاده أنّها ساحرة، فقطعوا رأسها فخرج منه بدل الدم لبنًا دلالة على طهارتها. ولمّا تثبّتوا من موتها عادوا فطرحوها خارج السور. فأخذ مسيحيّو بيبلوس جبيل جسمانها الطاهر ودفنوه في مكان بكلّ احترام. وتمّ استشهادها وهي في الثانية عشرة من العمر، أي نحو سنة 292 مسيحيّة، في اليوم الثالث عشر من شهر حزيران، وفيه يكون عيد تذكارها. يوجد عدّة اعتقادات عن مكان دفنها. منها "سيّدة المكبوسة" و"سيّدة مارتين"، ولكن الأقرب إلى الحقيقة، كان يوجد معبد مهدّم صغير وهو الوحيد المعروف قديمًا باسم سيّدة أكويلينا. خارج سور جبيل في قصوبه حي بيت زغيب رعية مار جرجس. وتمّ إعادة ترميم هذا المعبد بيد بطرس الياس زغيب وعلى نفقته الخاصّة سنة 1988. وكرّسه سيادة المطران بشارة الراعي والأب بطرس زياده في يوم عيدها الموافق 13 حزيران 1990. من كتاب: القديسة أكويلينا تاليف الأب : أنطونيوس زغيب الجبيلي |
||||
17 - 10 - 2014, 02:38 PM | رقم المشاركة : ( 6553 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أكويلينا : عذراء - شهيدة - قدّيسة من كتاب: القديسة أكويلينا تاليف الأب : أنطونيوس زغيب الجبيلي عذراء:لأنّها فتاة صغيرة، عمرها اثنتا عشرة سنة، لم تتعرّف إلى ملذّات هذا العالم الجسديّة. شهيدة: لأنّها ماتت في سبيل الدين المسيحيّ اعترافًا به علنًا. قدّيسة:لأنّ الكنيسة الشرقيّة ومن بعدها الكنيسة الغربيّة قيّدت اسمها في سجلّ القدّيسين والقدّيسات وأحصتاها بين شفعائنا عند الله. ومن الطبيعي أن يكون الشعب البيبلوسي الجبيلي أوّل من كرّمها، فأقام لها معبدًا. ومن ثمّ انتشر تكريمها في الشرق كلّه. وبعد أن أعلن الأمبراطور قسطنطين حريّة الدين المسيحيّ نُقلت رفاتها إلى القسطنطينيّة (أي الأستانة). وشُيّدت على اسمها كنيسة كبرى. وقد تهدّمت هذه الكنيسة من جراء حريق أصابها في سنة 532 مسيحيّة. وعمّت شهرتها من جراء شدّة العذابات التي احتملتها في استشهادها وكثرة العجائب التي صنعتها، شرقًا وغربًا، فألّف الشرقيّون ومن بعدهم الغربيّون المدائح والصلوات طالبين شفاعتها. ومما قالوا عنها: في مديحهـا: إنّها شهيرة بجمال صباها. إنّها بالرغم من صغر سنّها أصبحت أمًّا روحيّة. نعلم أنّك عروسة طاهرة قد زيّنها الروح القدس. نصنع تذكارك الأمجد يا شهيدة ظافرة في المعارك ونكرّم بعاطفة دينيّة إحتراميّة، الذخيرة التي تحتوي على بقاياك المقدّسة. يا أكويلينا الشهيدة إذ نمجّدك عن إيمان، نطلب منك دائمًا أن تعرّينا من أهوائنا. تحتفل الكنيسة بعيد القدّيسة أكويلينا في الثالث عشر من شهر حزيران وهو الذي تمّ فيه استشهادها. هذه قدّيسة جبيليّة من بيبلوس من لبنان. فجبيل مدينة خالدة بقدم آثارها الزمنيّة التاريخيّة. وهي مدينة خالدة بقدم نصرانيّتها. خالدة بقدّيستها أكويلينا. لذلك كرّموها واستشفعوها يا أبناء جبيل فهي لكم خير شفيع، واتلوا تساعيتها التالية لنيل النعم الخلاصيّة من الله بواسطتها. ______________ راجع تراجم العذارى من قطف الزهور (ص 52)، وكتاب البولانديّين ولاكويان مج 2. ص 82 من المشرق المسيحي وتاريخ سوريا للدبس مج 4. س 52 عدد 551 هذه هي المصادر التي أخذت عنها هذه النبذة التاريخيّة باختصار. |
||||
17 - 10 - 2014, 02:39 PM | رقم المشاركة : ( 6554 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تساعيّــة روحيّــة للشهيدة أكويلينا الجبيليّة الملقّبة بفرخ النسر لنوال النعم الخلاصيّة وخصوصًا نعمة الاستشهاد الأولى أيّها الآب الأزليّ، يا من تجلّيت لعبدتك الحديثة السنّ، الملقّبة بفرخ النسر، الشهيدة أكويلينا الجبيليّة في ساعة عذاباتها واستشهادها، ومنطقتها بنطاق الإيمان، وزرعت في قلبها بذار محبّة الاستشهاد منذ الصغر، نناشدك بشفاعة هذه الشهيدة العظيمة المستندة إلى استشهاد ابنك يسوع المسيح على عود الصليب، أن تبجّن عاطفة الإيمان القويّة في قلوبنا، وتضرمنا بنار محبّة الاستشهاد والزهد في الدنيا، وتنعم علينا بالنعم الكافية لخلاصنا، فنموت نظيرها ونمجّدك معها في السماء العليا إلى الأبد. آمين. (أبانا والسلام والمجد مرّة واحدة) الثانية أيّها الابن الأزلي، يسوع المسيح، يا من صدرت عن أبيك السماوي صورة كاملة، وأتيت العالم، وشابهت الإنسان في كلّ شيء ما عدا الخطيئة، وأحببته حتّى الغاية وضمّيت إلى حظيرة شهدائك الشهيدة الصغيرة سنًّا، والعظيمة قداسةً أكويلينا الجبيليّة التي درست عليك محبّة الأوجاع والآلام وفاقت أقرانها في هذا الدرس المقدّس، فنما في قلبها حبّ الاستشهاد منذ الفطام، فتأثرت خطاك في كلّ المراحل. نسألك بشفاعة هذه الشهيدة الجليلة والمعلّمة الفاضلة أن تفيض في قلوبنا النعم الفعّالة لخلاصنا وتجعلنا نتعلّم في هذه المدرسة المقدّسة حبّ الآلام وصلب الذات والموت تعويضًا عمّا لحق بك على جبل الجلجلة من الإهانات والهزء، كي نموت نظيرها ممجّدين آلامك وموتك عن البشريّة وذلك في مجدك الخالد إلى دهر الداهرين. آمين. (أبانا والسلام والمجد مرّة واحدة) الثالثة أيّها الروح القدس، المنبثق من الآب والابن الغير المدرك، يا من جمّلت نفس عروستك أكويلينا الجبيليّة بجميع الفضائل المسيحيّة وهي في مهد الطفوليّة وحضنت قلبها بترس الشجاعة والعفاف والزهد في هذه الدنيا، وسلحّتها بمجنّ الإيمان والرجاء والمحبّة الكاملة ووضعت نصب عينيها مجد الآخرة السماويّة حتّى أصبح هزيزها وطعامها الليل والنهار، وكانت تصبو مشتاقة إلى هذا المجد الخالد. نسألك بشفاعتها المقبولة لديك أن تجعلنا نتأثّر خطاها ونسير سيرها ونتمنّى ميتة الاستشهاد وإذا لم نحصل عليها فعلاً فبالرغبة والشوق بعد أن تمنّ علينا بالنعم الخلاصيّة الكافية حتّى معها ومع جميع القدّيسين والقدّيسات نبارك اسمك ونمجّده في السماء العليا إلى أبد الآبدين. آمين. (أبانا والسلام والمجد مرّة واحدة) |
||||
17 - 10 - 2014, 02:39 PM | رقم المشاركة : ( 6555 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
طلبة القديسة أكويلينا أكويلينـــا الشهيـدة ساعدينا على الــدوام يــا أصغـر شهيــدة لم تخشــى الحكــام يــا بكـرًا نــذرت ذاتهــا لـرب الأنـام يــا جـادة بالوعـظ والتبشيـــر بالسـلام يــا درعًا في القتــال وبرهـــانًا كالحسـام يــا هاديـة النفـوس فــي ليـــل الأحلام يــا وردة أريجهـــا قـد فـاق عرف الخـزام يــا زيـن الشهيـدات بالحــزم والاقـــدام يــا حاميــة بيبلوس مــن شرّ الظـــلام يــا طبيبــة بارعـة تـداوي مـن الأسقـام يــا ينبوعًـا صفــا يـروي ظمـا الأغنـام يــا كتابًـا منــزلاً بالبرهــان والكــلام يــا لبيبــة حاذقـة ونجمـا يضيء في القتـام يــا مفخــرة وطنـا ونجمـا يضيء في القتـام يــا نعجـة قدمــت عنقهـا لضـرب الحسام يــا سوسنــة نقيّـة ويــا زنبقـة الأكـام يــا عامودًا مـن نـور يهدينــا في الظــلام يــا فخـر الشهيـدات ومجدهـن علـى الـدوام يــا صيـادة النفـوس مــن بحــر الأوهـام يــا قــدوة العذارى بالطهـــر والاحتشـام يــا رافعــة رايــة ربّهــا علـى الاعـلام يــا شفيعـة من لجـا ويــا بحــر الانعـام يــا تابعــة يسـوع إلـى الجلجلــة بسلام لدحـض الضلال والخصام قوم فولس إليك جئنا خاشعين باحتشام سائلين شفاعتك في كلّ حين، فساعدينا أجمعين. وانتشلينا من بحر الضيقات فنمدحك على ممرّ الأوقات. |
||||
17 - 10 - 2014, 02:40 PM | رقم المشاركة : ( 6556 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الزيــاح (على وزن: مريم سرورك) قـد حـزت فخرًا وعلـوت مجـدًا بين البتــولات أكويلينا الشهيـدة صغيرة في السن كبيرة في الصفـات ربّـك اصطفـاك نعجــة وديعـة في يـد الجزّار وفي منقـع العـذاب لم تهـاب الموت من يـد الكفار والـروح القـدس قــد منطقـك بترس المناعـة فاحتملـت الجلـد والهـزء والعـار بكلّ شجاعـة فحـزت السعادة من بعد الجهـاد في دار الخلـود جـزاء ما احتملت من أجـل الإله ربـك المعبـود كونـي شفيعـة لمــن أتى بابـك طالبًا العــون وانصرينـا على أعــداء الـروح في هذا الكون (على وزن: لقد أسرع جبريل كالبارق) يا شهيدة تعالت على الأفلاك يا فريدة بالطهر والامساك يا نسرًا طارت فوق السماك لتـرى الإله الغير المدرك لبنان فيك يصان من الضلال والطغيان اسألي لنا الرحمان الخلاص والإحسان أنت الملجـا الحصين أنت المينا الأمين أنت أعظم معين لدى ربّ العالمين نرجوك الشفاعة في كلّ حين لنشكرك إلى دهر الداهرين صلاة طلب شفاعة القديسة أكويلينا يا سيّدي يسوع المسيح يا من تشاء أن تظهر مجد أصفيائك وقدرتهم على الأرض، كي يكرّمهم البشر باسمك وتجعل إكرامهم يعمّ العالم أجمع، لأنّ نفوسهم هي عروساتك. ولأجلهم ضحّيت ذاتك اختياريًّا على عود الصليب واحتملت العذابات ألوانًا منوّعة. فأرادوا أن يظهروا نحوك بعاطفة معرفة الجميل ويتشبّهوا ولو بجزء صغير من آلامك واستشهادك يا من أنت الشهيد الأول لأجلهم، فقدّموا أعناقهم ضحيّة مقبولة على مذبح العذابات والهزء والعار ومن هؤلاء الأصفياء عروستك الحديثة السنّ أكويلينا الجبيليّة الملقّبة "بفرخ النسر" التي قدّمت زهرة صباها على مذبح الاستشهاد وهي في الثانية عشرة، وأعدّت خيور هذه الدنيا الفانية وملذّاتها كالزبل كي تربحك، وقد تركت كلّ شيء لكي تملكك يا من أنت كلّ شيء. نسألك بشفاعة هذه الشهيدة العظيمة والقدّيسة المقبولة شفاعتها لديك أن تمنحنا النعم الكافية لخلاصنا وتشعل في قلوبنا نار محبّتك ومحبّة أمّك البتول وتعطينا بشفاعتها نعمة الاستشهاد كي نفي قليًلا من كثير ممّا لك علينا من الخير والإحسان وتهبنا ميتة صالحة حتّى معها ومع جميع القدّيسين والقدّيسات نمجّدك في السماء العليا ونسبّحك إلى أبد الأبدين. آمين. (أبانا والسلام والمجد مرّة واحدة) |
||||
17 - 10 - 2014, 02:43 PM | رقم المشاركة : ( 6557 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صلاة طلب شفاعة القديسة أكويلينا من كتاب: القديسة أكويلينا تاليف الأب : أنطونيوس زغيب الجبيلي يا سيّدي يسوع المسيح يا من تشاء أن تظهر مجد أصفيائك وقدرتهم على الأرض، كي يكرّمهم البشر باسمك وتجعل إكرامهم يعمّ العالم أجمع، لأنّ نفوسهم هي عروساتك. ولأجلهم ضحّيت ذاتك اختياريًّا على عود الصليب واحتملت العذابات ألوانًا منوّعة. فأرادوا أن يظهروا نحوك بعاطفة معرفة الجميل ويتشبّهوا ولو بجزء صغير من آلامك واستشهادك يا من أنت الشهيد الأول لأجلهم، فقدّموا أعناقهم ضحيّة مقبولة على مذبح العذابات والهزء والعار ومن هؤلاء الأصفياء عروستك الحديثة السنّ أكويلينا الجبيليّة الملقّبة "بفرخ النسر" التي قدّمت زهرة صباها على مذبح الاستشهاد وهي في الثانية عشرة، وأعدّت خيور هذه الدنيا الفانية وملذّاتها كالزبل كي تربحك، وقد تركت كلّ شيء لكي تملكك يا من أنت كلّ شيء. نسألك بشفاعة هذه الشهيدة العظيمة والقدّيسة المقبولة شفاعتها لديك أن تمنحنا النعم الكافية لخلاصنا وتشعل في قلوبنا نار محبّتك ومحبّة أمّك البتول وتعطينا بشفاعتها نعمة الاستشهاد كي نفي قليًلا من كثير ممّا لك علينا من الخير والإحسان وتهبنا ميتة صالحة حتّى معها ومع جميع القدّيسين والقدّيسات نمجّدك في السماء العليا ونسبّحك إلى أبد الأبدين. آمين. (أبانا والسلام والمجد مرّة واحدة) |
||||
17 - 10 - 2014, 02:44 PM | رقم المشاركة : ( 6558 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ترانيم الأب يوحنّا الخوند للقديسة أكويلينا (لحن: يا أم الله) فخر الشهيدات ومجد البتولات زيــدي الإحســـان بشفاعتـك ننال الأمــان أكويلينـا ذات الهبــات واحفظـــي لبنـــان ونبلـــغ دار الجنــان * يـا بتـولاً فـازت بالجهاد إهدينـا في طـرق الرشاد بإكليـل النصـر والإسعاد وساعدينـا عند ربّ العباد * بجـاه من جمّلك بالمواهـب طهّري النفس من الشوائب وقد ثبّتك وقت المصاعـب والأدران وكـلّ المعايـب * إشفـي الأمراض والأوهام وأزيلـي عنّــا الأسقـام واغـزري الخير على الأنام وقوّينـا تجـاه الحكــام * شفيعتنـا لا تتركينـــا وفي ساعـة الموت أسعفينـا وقـت الضيقـات شدّدينا يـا شهيـدة جبيل أكويلينا * زيّــاح القدّيسة أكويلينا الشهيدة الجبيليّة (لحن: يا أمّ الله يا حنونة) الشمّاس: يــا شهيدَتَنــا أكويلينا أنـت حُـبّ أنتِ إيمـانْ رَجّعي إلينا صَـدى السّنين علـى شَهادَتـكِ ثّبِتينــا وصُمُـود كأرزِ لبنــانْ وقـوّي قُلـوبَ المؤمنيـن (لحن: وإن كان جسمك) الجوق الأول: بِشعـبِ عَريقٍ، بِيتٍ كريم حَبَاكِ الإلهُ القديـرُ الحَليـم بِدَفـقِ جمالٍ، بَخَيرٍ عَميـمْ فأنتِ مِثـالٌ جديـدٌ قديم الجوق الثاني: لَبِسْتِ المسيحَ بِحَوْضِ العِماد بعزمِ الشبـابِ كتبتِ الجهاد بِعُمـرِ الورودِ بَلَغتِ الرَّشادْ بمـاءِ الطفولـةِ لا بالمِـداد الجوق الأوّل: بَلَغـتِ ذُرى مجـدِ الجُدود "إلهي، بِجِسمي وروحي أجود فَهُم في السماء عليكِ شُهود: فَمَوتي حيـاةٌ ودَفني خُلود!" الجماعة: ﻓ"بيبلوسُ" أُمُّ الحروفِ، الكتاب دَمُ الشهداءِ يُـرَوِّي التُراب: تُقَدِسُ فيكِ مِثـالَ الشباب إلهي! إلهي! فَهَل نُستَجَاب؟ نشيــد (لحن: أنت الشفيع الأكرم) أكويلينــا يا ذات الكمال كونـي لنـا وقت النـزال إهـدي برشدك كـلّ ضال ترسًـا يقينًـا مـن المحـال * يـا جـذوة الحب العجيب يـا آيـة الـربّ الحبيـب يـا مغيثـة مـن يلتجـي فعلــى جبيـل أنعمـي يـا بـدر طهـر لا يغيب قد حقّقت كـلّ الآمـال في ظـلّ كنفـك يحتمـي بالخيـر مـع حسن الفعال * فبصبـرك انذهـل الأنـام فعيـون ربّـك لا تنــام فيمـا احتملـت من آلام حتى انتصـرت على الضلال * توَّجـتِ عمـرك بالجهـاد وهديـت تبـاع الفسـاد وحملـت مشعـال السداد وحكيـت بولس في النضال * لا تنسـي لبنـان الأشـم فلأنت حاميـة الأمـــم وطـن الأنوفـة والشمـم ومغيثـة وقـت النــزال * فيــك جبيـل تشتهـر فعليها غيثــك ينهمــر وبـك دوامــًا تفتخـر يـا جامعـة حسن الخصال * لحمــاك نلجــأ كلّنـا كونـي مجيبـة سؤلنــا وعليـك نطـرح همّنــا لا تغفلي وقت الـــزوال * * * (لحن أنت الشفيع الأكرم) يا طِفلةً ذابت وُلُوع في الطفلِ فاديها يَسوع في عامِها الثاني عَشَر تَعلميها بينَ البَشَر كالطّفلِ يسوعَ انتشر والكلُ يُصغي في خُشوع يا بنتَ "بيبلوسَ" ارجَعِي الأطفالَ حَولَكِ جَمّعي صَوتَ البِشارةِ وَزِّعي في العالَمِينَ شَذا يَضوع يا أكويلينا فكّري في حالِنا، وتذكّري لُبنانُ مَهـدُكِ، فَجِّــري رَيـا صلاتِكِ في الرُبـوع لحن: نغيدو (هالشمس الغابت عنّا) من مينـا جبيلِ المشهـور فــرّق أبجديــة نـور أوّل زورق بالمعمـــور ويحتَلــوا مِينـا ومينـا ويحكي عن أكويلينا قِدّيسهِ حلـوِه زغيــرِه مِليانِــه محَبّـه وغيـرِه بقَلبــا وإيمانَا كبيــره بمحبتهــا بتِغنِينــــا الشَهيده أكويلينيا مـا خافِــت أيـا تِهديد يِكووهـا بنَارُ وحديــد والنـور بعِينَيهـا يزيــد وألله بالحُــب يِعينـــا وما خافِت أكويلينا سبحــان ربـي القَواكّي وبِجبيـل عِنّـا ضَواكـي بنَسمـة رُوحُـو رواكّي تِهدِينا صَــوبِ المِينــا قِديسِه أكويلينا الشبيبـــه اللبنانيـــه وِتغَنيلــك غِنيــــه: تطَلِّـــعْ فيكي بحنِّيــه قَوينــا، اشفعـي فينـا قِدّيسِه أكويلينا (الزياح والترانيم من تأليف الأب يوحنّا الخوند) |
||||
17 - 10 - 2014, 03:02 PM | رقم المشاركة : ( 6559 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ثلاثة عشر يوماً مع مار انطونيوس اليوم الاول: كلمة الله "الإصغاء الى كلمة الله برغبة هو علامة اختيار كبرى . إن المنفي الذي يتقصّى الأخبار الآتية من بلده ويستمع اليها بلذة , يظهر عظم حبه لوطنه. كذلك يمكن القول عن المسيحي الذي يصغي بشوق الى من يكلمه عن الوطن السماوي, ان قلبه موجه إلى السماء". (مار انطونيوس) لنصلّ : يا رب : نبتهل إليك, فاجعلنا بشفاعة مار أنطونيوس الملفان الإنجيلي, ورسول الحقيقة : نصغي الى كلمتك من كل قلبنا, ونحفظها بأمانة ، بيسوع المسيح ربنا. اليوم الثاني: حكمة الصغار "هم الفقراء والبسطاء والودعاء من عندهم عطش الى كلمة الحياة ، وظمأ الى مياه الحكمة. وبالعكس، فالعاتبون الذين يسكرون بكأس الاثم الذهبية, وإلمدعون العلم, ومستشارو العظماء. لا يدعون أحداً, صدّقوني، يبشرهم بالرسالة الإلهية ". (مار أنطونيوس) لنصلّ : يا رب ,رب السماء والارض , نرفع اليك الشكر,لأنك حجبت اسرار ملكوت السماوات عن عظماء هذا العالم,وحكمائه, وكشفتها للصغار. إجعلنا أهلاً لأن نخدمك بأمانة, بيسوع المسيح ربنا اليوم الثالث : تعليم المسيح "لماذا كثيرون لا يصغون طوعاً إلى كلمة المسيح؟ يجب التفتيش عن السبب في كون تعليم الرب لا يستخدم نغم التملق ولا يطري الخطأة,ولا يعد بخيرات ارضية,بل يوبّخ بقسوة ,ويعلّم اماتة الجسد واحتقار العالم". لنصلّ : ايها الرب الهنا,اجعلنا, بدافع من كلام قديسيك,نتقبّل نصائحك بنفس طاهرة ، ونتحد بك, بقلوب منسحقة ,انت الاله الحقيقي وحدك,من يحيا ويملك الى ابد الابدين. اليوم الرابع : العلم الإلهي "في العهد القديم , وفي العهد الجديد,يوجد ملء العلم الذي وحده, يكوّن الحكماء. هذه الكلمات تحمينا من المجد الباطل,ومن تجارب العالم,ومن اهواء الجسد ... انها المعرفة الفريدة,التي تعلّمنا ان نحب الله ,ونحتقر العالم, ونسيطر على اهوائنا".(مار أنطونيوس) لنصلّ : ايها الرب الإله بشفاعة مار أنطونيوس البادواني, حرّرنا من ثقل طبيعتنا, واملأنا من العلم الإلهي, بالمسيح مخلصنا. اليوم الخامس : عذوبة الله "عندما تختبر عذوبة الله , تنبت فيك افكار مقدسة. إن البلور,عندما تخترقه اشعة الشمس,يعكسها.هكذا المؤمن يشعّ بكلامه ومثاله,فينير القريب".(مار أنطونيوس) لنصلّ : اجعلنا يا رب,ونحن نسير على خطى واعظنا القديس,نكتشف عذوبتك,ونضرم قلوب المؤمنين بك,بحياة متألقة بحضورك.نسألك ذلك بابنك يسوع المسيح الذي يحيا ويملك معك بوحدة الروح القدس,الى ابد الابدين. اليوم السادس : الحياة المسيحية "من يعلن بحياته ما يعبّر عنه بأقواله ، يتكلم جيداً. من يوزع بامانة خبز كلمة الله, ولا يخفي شهادة الحقيقة ,يكون مباركاً الآن وعلى الدوام. قال المسيح : "أنا الحقيقة ". فمن يكرز بالحقيقة يعلن المسيح. ومن يصمت عن قولها, ينكر المسيح ". (مار أنطونيوس). لنصلّ :يا رب,انك توزع علينا خبز كلمتك بواسطة خدامك.اجعلنا نقتبلها بقلب طاهر,ونعلنها للعالم على شرفك,ايها الاب لخلاص اخوتنا.انت الذي يحيا ويملك الى ابد الابدين. اليوم السابع : المسيح الصبور "التأمل بالمسيح الصبور وتذكّر آلامه يجعلاننا غير متأثرين بأفراح هذه الأرض , وأشواقها... إذا نظرت بعين الايمان الى الله المتألم على الصليب , والمثقوب بالمسامير. والمسقى خلاً ومراً, عندئذ,يفقد كل شيء هنا على الأرض سحره بالنسبة إلي. واشعر شعوراً حيّاً بأنني لست شيئاً ".(مار أنطونيوس). , ايها الرب يسوع المائت والمنبعث لأجلنا, إجعلنا ندخل في سرّك لنصلّ : ونتخلى عن كل شيء, بعيشنا تخليك على الصليب , لنشارك في فرح قيامتك انت الذي يحيا و ويملك الى ابد الابدين. اليوم الثامن : قيمة الوقت منحك الرب وقتآ لتحقق خلاصك . هذا الوقت المسلّم اليك , لقد تملكته " سيأتي يوم يسترجع فيه الرب منك كل ما اخذته منه . لا تخسر الوقت الذي اوكله إليك , صلاح الرب ، كي تنال الغفران , وتكتسب النعمة وتمارس التوبة, فتستحق المجد". (مار أنطونيوس). لنصلّ : ايها الإله ، لقد أعطيتنا بمنّة منك , ان نعيش هذه السنوات . إجعلنا نحياها بنشاط ونملأ هذا الوقت بأمور تدوم الى الأبد : بيسوع المسيح ربنا. اليوم التاسع : الالتزام التقشفي "علينا ان نهتم بنفسنا لئلا يتحقق فينا قول سليمان : "مررت بحقل الكسلان فكان العوسج يغطيه ".حيث الكسل ، هناك تنبت الأشواك . علينا ان نزرع في نفسنا كلام الله , نزرعه مع اشجار الفضيلة ,فنجعلها مخضرة كالراعي - الشوق الى الحياة الأبدية- ونجملها بالزهور المتنوّعة , أمثلة القديسين".(مار أنطونيوس). لنصلّ :يا رب بشفاعة خادمك الأمين, قديس بادوفا,امنحنا ان نجعل كلام الله مثمراً فينا. وان نملأ حياتنا بالأعمال الصالحة,انت الذي يحيا ويملك مع المسيح في وحدة الروح القدس,الاله الى اجيال لا تنتهي اليوم العاشر. حياة النعمة "النفس الامينة تريد ان يدعى "نعمة" كل عمل من اعمالها.لان العمل الصالح هو عطية من النعمة, والنفس ترغب في ان تحفظه مع تلك . بينما ميولنا السيئة وعواطفنا غير المرتبة , لا تريد ان يكون كل عمل من اعمالنا "نعمة",بل كبرياءً, ودنساً, ومصلحةً ... فليكن عملنا مرضياً, ومملوءًا نعمة وعائداً دائماً الى فضل الذي اعطانااياه ". مار أنطونيوس لنصلّ: ايها الرب الهنا,نسألك بشفاعة القديس أنطونيوس ,ان تجعل عملنا ثمرة لنعمتك وعلامة لحبك بيسوع المسيح مخلصنا اليوم الحادي عشر. تسليم الذات "اذاكنت تريد ان تتبع المسيح وتبلغ إليه , عليك ان تسلّمه ذاتك . ما معنى تسليم الذات ؟أن لا نثق بذواتنا,ونحن مقتنعون من عدم كفاءتنا.ان نحتقر ذواتنا كخلائق مزعجة وحقيرة . ان لا نزيد من قدرنا،بل ان نرى ذاتنا كما نحن ,وان نبقى دائماً صغاراً,مسلمين انفسنا كلّياً الى الله."(مار انطونيوس). لنصلّ : بتشجيع من كلام القديسين ,نسألك يا رب ان نعيش متناسين ذواتنا, ومتذكرينك انت وحدك , يا من يحيا ويملك الان والى الابد. اليوم الثاني عشر: بستان النعيم "البستان ينتج في كل فصل شيئاً ما. بينما باقي الأراضي لا تغلّ عادة الا مرّة واحدة في السنة . فالبستان لا يخلو ابداً من الثمر. هكذا نفس البار،تغلّ باستمرار,ولا ترى ابداً بدون ثمر. "الحبيب" ابن الله, المشع بالنعمة,ينزل اليه ويرتاح في نقاوته ".(مار أنطونيوس) لنصلّ : ايها اله الكلّي القدرة,انك تهيّء لك مسكناً لائقاً في قلب مؤمنيك,تنازل وهيّء روحنا لاستقبالك اليوم الثالث عشر: اورشليم السماوية "يجب ألا نتلفت يمنة أو يسرة ، بل ان نسير باستقامة في الطريق الملكي. لا تنظر الى حياة هذا او ذاك ، ولا إلى تصرّفاته , لأنك إن حوّلت نظرك إلى غير الله . او إلى ذاتك, عرّضت نفسك للهلاك . لا تتلّفت,بل حدّق إلى اورشليم السماوية , التي تسير نحوها. إحفظ في قلبك هذا الرجاد, تكن دائماً صديق الله".(مار انطونيوس) لنصلّ :ايها الرب الإله الكلي القدرة , لقد خلقتنا لك ,ويبقى قلبنا قلقاً إن لم يسترح فيك. امنحنا, نحن اولادك , ان نسير بحماس نحو الوطن السماوي, بالمسيح ربنا |
||||
17 - 10 - 2014, 03:17 PM | رقم المشاركة : ( 6560 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حياة مار أنطونيوس البادواني فرنان يطرد الشيطان (أ. غللوبلي - دير ديل سانتو - بادو) (وطنه) ابن ليشبونة لا نملك سوى القليل من المعلومات الأكيدة عن عيلة القديس أنطونيوس، وعن طفولته. ولا لوم على المؤرخين في ذلك. لأن قداسة قديسنا وعظمته تلألأتا أمام عيون الجميع عند موته. وفي العصر الوسيط كان الناس عموماً يرون في "القديس"، بعين الايمان والدهشة، مختار الله ورجل الايمان والفضيلة الخارقي العادة. ويستشفّون أيضاً أن أعماله كانت لمجد الله ولتسامي البشر. القديس هو بشير الحقيقة والمحبّة رجل ارتضى به الله ويفاخر به البشر لأنه يجسد اجمل صفات البشرية، ويشهد لها. دونكم لمحة عن سيرة القديس انطونيوس نأخذها من معاصريه. لقد ولد في ليشبونة سنة 1195، بكراً لعائلة شريفة وقوية وغنيّة. وجّهه والداه نحو العلم ليجعلا منه، فيما بعد حاكماً أو اسقفاً. لكن شابّنا، واسمه في العماد فرناند، سرعان ما خيّب طموحات والديه. دعاه الله، فلبّى النداء بغبطة. كان يقضي الساعات الطوال مختلياً يصلّي. جاء في إحدى سيره انه يوم كان يتأمّل في كاتدرائية ليشبونة هزم الشيطان برسمه إشارة الصليب على فناء الكنيسة. أنطونيوس يرتدي الثوب الفرنسيسكاني (مينللو - كاتدرائية بادو) الراهب والكاهن كبر فرناند واصبح شاباً وسيماً وكبرت أيضاً في عيلته، المخاوف على مستقبله، لرفضه القبول بمهنة دنيوية مجاراة لها. لن يعمّر فرناند طويلاً. وهل كان له سابق شعور بذلك؟ انه، عكس سميّه مار أنطونيوس، الناسك، أبي الرهبان الذي توفي عن مائة عام ونيف، لن يُعطى سوى 36 سنة. كان متوقّد الذكاء وذا طبع لجوج. ففي الخامسة عشرة من عمره، بعد أن فكّر ملياً واستنار بالصلاة غادربيته الفخم، وعيلته المصعوقة بذهابه. وطلب الدخول في دير القديس منصور، قرب ليشبونة، حيث كان كهنة مار اغسطينوس القانونيّون، وان قديسنا سيحفظ لهؤلاء الرهبان مودة رقيقة، طوال حياته، لأنه مدين لهم بعلومه التي رفعته إلى مستوى الاكليريكيين الأكثر ثقافة في أوروبا، في مطلع الجيل الثالث عشر. غير أن العالم، الذي هجره القديس فجأة، عاود الكرة وأخذ يحوم حول الدير. فالأول والأصدقاء يهاجمونه لالهائه عن مقصده وإيقاعه في التجربة. فقد أصبحت حياته هنا صعبة جداً، مما عكّر صفو نفسه واجتزأ الكثير من ساعات درسه. فلا بدّ له من التوقف فوراً. وها هو شابّنا فرناند، بالاتفاق مع رؤسائه، يغادر ليشبونة قاصداً كوامبر عاصمة البرتغال آنذاك، ليقيم في دير آخر من أديرة رهبنته. وانه الآن في هدوء هنا، ولا يزعجه شيء، وليستفيد لمضاعفة دروسه. سيسام كاهناً في الخامسة والعشرين من عمره. القديس فرنسيس ورفاقه الأولون (أ. أوبي - كاتدرائية بادو) نحو آفاق جديدة في شهر شباط، سنة 1220 سارت ضجّة في كوامبر Coïmbre ان خمسة مرسلين فرنسيسكان استشهدوا في مراكش بطريقة بربرية. فنقلت ذخائرهم إلى كنيسة الصليب المقدس، في كوامبر، بسعي شقيق ملك البرتغال. كرّم فرناند رفات هؤلاء الشهداء الجدد، الذين كان قد عرفهم قبيل ذهابهم إلى مراكش، إذ كانوا قد أتوا من امبريا Ombrie البعيدة وعليهم ثوبهم الفقري. غير أن ما أثر في العمق هو بساطتهم ولطفهم وفرحهم وايمانهم الوقّاد، وباستطاعته الآن أن يقابل بين حياتهم هذه وحياته الخاملة في جوّ دير يبدو مكفهراً تحت وطأة الامتثالية والروح التوافقية. لقد كان يتوق إلى حياة جديدة حيث الإيمان ليس حياة راكدة رتيبة، بل هو انشراح للروح وعطاء، والتزام جسور خصب. قرع يوماً باب الدير فرنسيسكان المنسك القريب من اوليفية Olivais طالبين صدقة. فاستفاد فرناند من هذه المقابلة وجهاً لوجه ليعرض عليهم قصده: "سيغادر كهنة ما اغسطينوس القانونيين للانضمام إليهم، إلى الرهبنة الفرنسيسكانية وللذهاب فوراً إلى مراكش حيث يأمل بدوره أن يسفك دمه شهادة للمسيح". نال الموافقة بصعوبة كبرى. فغيّر اسمه باسم انطونيوس، ليقطع كل صلة بحياته السابقة. وها هو، بعد فترة وجيزة، فوق قمم الأمواج، في طريقه إلى مراكش. أنطونيوس في منسك مونتي باولو (أنسلمي - دير ديل سانتو - بادو) من افريقيا إلى اسيّزي ذهابه إلى مراكش كان فاشلاً. ما ان وضع رجله على أرضها حتى انتابه مرض غريب. وعوض أن يذهب إلى الساحات للتبشير بالمسيح اضطر إلى التمدد على سرير حقير فريسة الملاريا. هكذا تبدّد حلمه الكبير في القيام بالرسالة ونيل الاستشهاد. ولم يبق له سوى مخرج واحد، سبيل المؤمن، أي قبول مشيئة الرب. كان لانطونيوس شخصية قوية، وإرادة حازمة. وقد كلّفه الكثير فعل الإيمان هذا بإرادة الله. وانتقاله إلى مراكش كان حقاً استشهاداً. لم يقطع المغربة رأسه، بل هو ضحى بنفسه لمّا عدل عن مقصده النبيل ليتبع الرب بتواضع. ودّع أنطونيوس أرض افريقيا العزيزة، إذ لا بدّ له من الرجوع إلى وطنه. لكنّ الله الحاضر والفاعل، يجري تحولاً في التجاه. رياحٌ معاكسة تدفع المركب إلى شواطئ سيسيليا البعيدة. ومنها يتوجّه ماشياً إلى اسيزي أمطونيوس المريض في جسده،والمعاني نوبة خطيرة في نفسه. هناك يلتقي فرنسيس في عنصرة سنة 1221، كان لقداسة "الفقير الصغير" تأثير عظيم على التلميذذالمجهول. فخرج أنطونيوس منهذا اللقاء أكثر سلاماً واستنارة. من اسيزي إلى رومانية Romagne، إلى منسك "مونته باولو" قرب فورلي. ولأي عمل وجّهوه؟ ليكون الرجل الذي يتكلّم مع الرب وجهاً لوجه،ليصبح قديساً لله. القديس فرنسيس يتراءى للقديس أنطونيوس في آرل (أ. أوبي - كاتدرائية بادو) ربيع الكنيسة حدد الرب الوقت والقصد. وقلّما يتفق ذلك وساعات البشر ومخططاتهم. في بضعة أشهر، كان أنطونيوس قد دار العالم (العالم المعروف حول البحر المتوسط) من كوامبر إلى مراكش، من سيسيليا إلى أومبريا. ومنا إلى مونته باولو. ثمة في الأعالي سيكون منسياً، لكنه في فرح لأنه تناسى ذاته، وهنا الحرية الكبرى. قبل أن يرسله الرب لتبشير الآخرين عزم أن يجعله يعود إلى ذاته، إلى أعماق أعماقه. الحياة كلها ليست بشيء بدون القداسة. أو أقلّه بدون الرغبة الحارة في اتباعها. دُعي ناسكنا يوماً للنزول إلى المدينة ليحضر رتبة سيامة كهنوتية. وفي اللحظة الأخيرة لم يكن الواعظ حاضراً. فترجو أنطونيوس ليلقي على الكهنة الجدد بعض الأفكار. وإذا بهم يكتشفون مؤهلاته، موهبة الوعظ عنده. ومنذ ذلك اليوم أخذ رؤساؤه يرسلونه إلى طرق ايطاليا وفرنسا ليبشر المسيحيين، ناقلاً بشرى الانجيل السعيد. المسيحية تتلقى هجمات قاسية وماكرة من قبل الشيع الهرطوقية. فلا بد من درس تعاليمهم، ونوعية المنحرفين. أنطونيوسشال السلاح، بفضل ثقافته اللاهوتية القوية وطيبته التي لا تعرف الكلل. وبما أن الكنيسة قد شوّهت وجهها الأخاديد، من سياسة وانحطاط خلقي، ولا مبالاة، أخذ أنطونيوس يكرّس عمله لرفع المسيحيين وتقديسهم. وإذا بفرنسيس يحضر فجأة في آرل Arles سنة 1226 بينما أنطونيوس يلقي عظته. القديس أنطونيوس يعظ السمك (مدرسة تيساري - كاتدرائية بادو) النور في الظلمات في سيرة فرنسيس عظة للعصافير، وفي سيرة أنطونيوس عظة للسمك لا تقل عنها شاعرية وطرافة. حذث ذلك على ما يبدو، في ريميني، على شاطئ الادرياتيك. كانت المدينة تحت وطأة الهراطقة. وفور وصول الواعظ إليها أعطى الزعماء كلمة الأمر: تيئيس المرسل بالمصمت، فكان ما أرادوا. لم يجد أنطونيوس أحداً ليوجّه إليه الكلام. الكنائس مفرغة، والساحات خالية. لا أحد يعير شخصه انتباهاً، ولا أحد يصغي إليه. ها انه يركض هنا وهناك وهو يصلي مختلياً في ذاته. ولمّا اقترب أنطونيوس من البحر نادى جمهوره "تعالي أنت أيتها الأسماك إلى سماع كلمة الله، طالما الرجال المتكبرين يرفضون" أقبل السمك بالمئات، بل الألوف، وبكل ترتيب. أخذت الفضولية مأخذها لدى الهراطقة حتى أنهم تجاوزوا تنبيهات زعمائها، وتبع الفضولية عواطف انذهال وحماس. وقادت التأثرات إلى الندامة والرجوعإلى الكنيسة. أهذا ضرب من الأساطير؟ وما هم ذلك؟ انه تعبير عن حقيقة: كان أنطونيوس، بثقته الصبورة وإيمانه الذي ينقل الجبال، وبعدم اكتراثه للنتائج الفورية، وبما لديه فطنة ومحبة، يتوصل إلى فتح ثغرة حتى في القوب الأكثر عناداً والمتصلبة حقداً وإيذاء. هذه هي الغلبة التي تقهر العالم: "إيماننا" (1 يو 5/4). أعجوبة البغلة (تيساري - مدرسة ديل سانتو - بادو) كل للكل انه يهودي ساخر في رأي البعض، أو هرطوقي عنيد في رأي البعض الآخر. ذلك الرجل الذي، أثناء عظة أنطونيوس حول الافخارستيا، وقف ليبدي اعتراضه: "سأؤمن بأن المسيح موجود حقاً في البرشانة المكرسة، عندما أرى بغلتي تركع أمام الشعاع "قَبِل قديسنا التحدي". حُرمت البغلة ثلاثة أيام من كل أكل وفي الزمن والمكان المحددين تقدم أنطونيوس بالشعاع بينما كان الهرطوقي، قربه، يجرّ بغلته المترنّحة. ورغم كون هذه البغلة خائرة القوى بسبب ما تحمّلته من الجوع، فقد تركت الشوفان الشهي الذي قدمه لها صاحبها، لتنحني أمام القربان الأقدس. لا يظنّن أحد أن قديسنا شقّ طريقه بفضل شهرة عجائبه. لقد كان ككل رسول صالح وأمين للمسيح. يربح النفوس بقوة الصلوات، والمثل الصالح، والمجادلات النيّرة والصبورة. ولم يكن عمل قديسنا مقتصراً فقط على الوعظ. بل ان مهمات أخرى كانت تلقى على كتفيه وتثقلهما. كان له دور قيادي في الرهبنة الفرنسيسكانية. رئس رهبان ايطاليا الشمالية، وأسس "الدروس اللاهوتية" في الرهبنة، وعلّم في بولونيا، مونبليه، تولوز، وبادوا. والفترات القصيرة المتبقية في تصرفه، كان يقضيها في وضع التآليف التي، أكسبته، بفضل حدسه العميق، لقب "الملفان الانجيلي" في الكنيسة. القديس أنطونيوس يشفي الساق المقطوعة (ت. فيتشليو - مدرسة ديل سانتو - بادو) خدمة سرّ التوبة يكفي أن تقرأ كلام أحد معاصري القديس أنطونيوس، لتأخذ فكرة تقريبية عن أيامه المشغولة حتى اللامعقول: لشدة ما كان مأخوذاً بالوعظ والتعليم وسماع الاعترافات، غالباً ما كان يبلغ المساء دون التمكّن من أكل أي شيء. كانوا يتوافدون بالألوف إلى سماع عظاته، وجميعهم بالتأكيد، كانوا يتزاحمون بعد ذلك حول منبر التوبة الذي هو فيه. لم يكن الدين المسيحي ملطّفاً وعلى وجه التقريب. بل كان فيه حزم وصرامة. وهذا لم يكن ليدخل اليأس إلى قلوب التائبين. وبسبب الساعات الطويلة التي كان يقضيها القديس في كرسي الاعتراف، أصبح جسمه كالخرقة. أكله قليل يزدرده بسرعة كلية، لا يرتاح إلاّ قليلاً، وصحته آخذة في النحول منذ سفره إلى مراكش. فلا عجب إذاً من أ، يموت في السادسة والثلاثين وبرنامج حياته مثقل بهذا الشكل. كان صيت عجائبه المذهلة ينتقل من فم إلى فم. ان تائباً، أخرسه التأثّر، كتب خطاياه في لائحة طويلة. وبينما كان أنطونيوس يقرأها بنظره، كانت الخطايا تُمحى، عن الورقة بشكل مذهل. رجل آخر هو ليونارد الشاب، رفس أمّه. فقال لها القديس بحزن: "الرجل التي ترفع ضد الوالدين يجب قطعها" وما ان عاد ليونارد إلى البيت حتى أخذ فأساً وقطع رجله على أثر ذلك الأم يائسة، والعائلة تولول، والجيران في ارتباك. وإذا بأنطونيوس يتدخّل، فيصلي إلى الله بإيمان حار، ويعيد الرجل إلى الساق. القديس أنطونيوس يجعل مولوداً جديداً يتكلم (ت. فيتشليو - مدرسة ديل سانتو - بادو) رسول سلام وصلاح "السلام والفرح معك" هذه كانت تحية الفرنسيسكان الأولين. سلام ووفاق بين السلطة المدنية والسلطة الدينية. سلام وفرح بين الطبقات الممزّقة بالأحاب وحرب العصابات. سلام ووفاق بين البلديات المختلفة المتحاسدة بسبب الكبرياء والمصالح. سلام وتفاهم بين جدران البيت حيث الخلاف والخبث، مرات عديدة يجعلان الجوّ خانقاً والحياة صليباً. كان الجميع يحترمون أنطونيوس كثيراً بسبب قداسته وصيت العجائب المرافق لشخصه، وصفات اللطف، والتفهم، والفطنة المتألقة في جميع أعماله. ومن الطبيعي أن تكون عائلات عديدة قد التجأت إلى صلاته، وإلى قوّة اقناعه، لتتغلب على صعوباتها. لن يمكننا أبداً معرفة عدد البيوت التي وطّد فيها الثقة والصبر والوئام. كم من المآسي أبعد، أو أقله خفف. وكم من الحوادث المؤلمة لطفها بكلامه المغعم إيماناً، وبتحريضه على التحرر من الأنانية والثأر والحقد وعدم الانسجام. بلغتنا تقاليد تحاكي الأساطير تطلعنا على ثمرة هذه الرسالة. جعل مرة، مولوداً جديداً يتكلم ليثبت براءة أمه التي شكاها الأب زورا. وفي مناسبة أخرى شفى بأعجوبة امرأة جرحها زوجها جرحاً مميتاً في سورة غضب. قلب المرابي في الخزنة (ت. لومباردو - كاتدرائية بادو) ضد طغيان المال يتعذر علينا، ونحن في بيئة تختلف كثيراً عن محيط مار أنطونيوس، ان نكوّن فكرة فريبة من الحقيقة، فنعرف ما كل حقل رسالة هذا المرسل الشعبي في الأجيال الوسطى. فور دخوله إحدى المدن كان يحمّل كل شيء، من الخلافات بين الأحزاب، حتى الخصومات ضمن الاكليروس. فاضطر أنطونيوس إلى التكيف مع كل هذهالحالات المختلفة، لخير الجماعة، ولكي يستطيع الانجيل أن يدخل ويحيي ويحوّل الأشخاص والبنيات، في زمن كان معظم الشعب يعيش من الزراعة وتربية المواشي وصيد السمك. قلّة فقط كانت تهتم بالنشاطات الحرفية المتقدّمة، وبالتالي تفتح التجارة طريقاً للتقدم الاقتصادي في أوروبا. وكان قد ولد حديثاً، لا سيما في بعض نواحي ايطاليا الأكثر ازدهاراً، ما يسمى بالاقتصاد السابق ? الرأسمال. كما كانت مجموعة صغيرة من رجال الأ?مال ناشطة بقوّة، والعملة متداولة، ومكاتب صيرفة، ومصارف أولى تنشأ. وبينما كانت رؤوس الأموال تتجمع، بدأ المرابون أعمالهم المشبوهة. لذا وجّه قديسنا لسانه الناري ضدّ هذه الطبقة الاجتماعية وكانوا أقوياء يخافهم الجميع ويمقتوهم. شهيرة هي تلك الأ?جوبة التي اجترحها، لمّا دعي للوعظ في مأتم هؤلاء الأسياد. لقد برهن قديسنا أن الجثة التعيسة لم يكن لها قلب. وقد وجد القلب فعلاً في الخزنة. القديس أنطونيوس يقيم ميتاً (زانشي - إيستي) المدافع عن المظلومين كان يدافع عن الفقراء. دائماً وفي كل مكان، يجابه بجبين عالٍ غضب الظلامين، إليكم شهادة أحد معاصري القديس: "ان أنطونيوس الذي تشوق بحرارة إلى الاستشهاد، لم يكن يستسلم أمام أي شخص ولو عرّض حياته للموت. بل يقاوم الطغاة الأكثر خبثاً بشجاعة عجيبة. هكذا كان القديس أنطونيوس. لم يكن قديساً عادياً قابعاً بطمأنينة في قلايته. ولم يكن كذلك العلاّمة المتجول دوماً بين المنبر والمكتبة،والمتأرجح وسط الكتب الشهيرة والنظريات العلمية. لقد كان الرجل الذي يحترم الحقيقة مهما كلّفه الأمر، يعرف كيف يوازن بين العذوبة والتصلب، وفق الحاجة. لم يتراجع قط أمام انسان، ولا أمام أي كان. كذلك لم يلجأ قط إلى أية حسابات خسيسة عند وجوب الدفاع عن المظلومين ورفع الصوت عالياً في الساحات لفضح الظلم. تكفي حادثة واحدة: لقاؤه بالطاغية ازلين ذارومانو Ezzelin da Romano، التعيس الشهيرة. حاكت الأسطورة الكثير حول الموضوع، ويا للأسف كان ازلين شخصية مرموقة واقترف جرائم كثيرة، لكن خصومه لم يكونوا أفضل منه. الموالين لبابا أكثر طمعاً وبطشاً من ازلين المولي للامبراطور. لم تفلح جرأة قديسنا في شيء، وان كانت قد هزّت الطاغية في البداية. فإن حجج السياسة لديه، تغلّبت في النهاية على حجج الطيبة والعدل. ظهور يسوع الطفل (غراسي - متحف أودين) يتأمل مجد المسيح بعد أن أنهكت أنطونيوس الأتعاب والاستسقاء، شعر بدنو ساعة الرحيل. فاحتفظ لنفسه باضطراباته وسابق شعوره بفضل ما لديه من قوّة تجلّت في شتّى الظروف. وسمو القداسة يجلي الرؤية لتمييز درجات البؤس. قبل أن يقف أنطونيوس أمام الرب، عمد إلى تطهير نفسه بالصلاة والألم، ومن وصمات الضعف البشري. وتسنّى له أن يذهب إلى كامبوسانبيرو Camposampiero قرب بادوا، إلى المنسك الذي قدّمه الكونت تيزو TIZO إلى الفرنسيسكان قرب قصره. وسرعان ما أصبح تيزو المسنّ والمشمئز من حياة سياسية مضطربة جداً تلميذاً متحمساً لقديسنا. لاحظ أنطونيوس شجرة جوز قوية، وهو في نزهة إلى الغابة. فطلب أن ينصبوا له بين أغصانها المنيعة، كوخاً صغيراً على الطريقة الفرنسيسكانية. وقد أنجز العمل إلى التمام تيزو نفسه. هناك، على هذا الارتفاع كان قدّيسنا يقضي أيامه بالتأمل. وكان عند المساء يعود إلى المنسك. أما الونت فكان يعود صديقه مع وقوع الليل. وفي أحد الأيام رأى نوراً قوياً يخرج من باب الكوخ المفتوح جزئياً. وإذ خشي أن يكون قد حدث حريق، دفع الباب. وظلّ جامداً أمام مشهد عجيب بدا يعينه. كان أنطونيوس يضم بين يديه الطفل يسوع. بعد أن عاد من انخطافه ورأى صديقه تيزو شديد التأثر، سأله قدّيسنا ان لا ينشر خبر الرؤية السماوية. بعد موت قدّيسنا، وعندها فقط، كشف الكونت التقاب عمّا كان قد رأى. القديس أنطونيوس يعظ من فوق شجرة الجوز (كامبوسامبيرو) إلى ملاقاة الرب ساعة مغادرة أنطونيوس هذا العالم إلى الآب كانت تقترب وهو ينتظرها ويرحّب بها بإيمان. ظهر يوم الجمعة الموافق 13 حزيران نزل أنطونيوس من قلايته المعلقة بين أحضان الجوز، لتناول الغذاء. وما ان جلس إلى المائدة حتى انتابه ألم شديد أفقده جميع قواه. وبصوت كالخيط رجا أخوته أن ينقلوه إلى بادوا، إذ كان يودّ أن يموت في ديره الجميل قرب كنيسته العزيزة، كنيسة القديسة مريم، أتى قروي وشدّ ثورين إلى عربته البسيطة فمدد قديسنا عليها. وتحركت العربة غير المريحة بكل تودد، يتبعها الأخ لوفا، رفيق القديس أنطونيوس الملازم له. وما ان مال النهار حتى بلغوا أبواب بادوا. وكان المريض على آخر رمق. فترجّاه رفاقه الرهبان أن يتوقف في ارشيلآ، في بيت مرشدي دير اللايس. من هناك، من القلاّية الوضيعة ذهب قديسنا إلى ملاقاة الرب. كان منهكاً ولكن محافظاً على كامل وعيه، لمّا طلب سرّ المصالحة، وسرّ القربان الأقدس وسرّ المرضى. بعد ذلك، ومع آخر نفس، بدأ نشيداً للعذراء: أيتها الملكة المجيدة، المتسامية فوق النجوم. "وكان القديس ينظر أمامه، وعيناه شاخصتان". "أبت، ماذا ترى؟" سأله لوقا "أرى ربي" تمتم المحتضر بصعوبة. كان النزاع قصيراً جداً، والفراق هيناً وهادئاً. هكذا، وبعمر 36 سنة فصل عن كرمة الرب واحد من كبار رسل المسيح والانجيل. المرضى حول قبر القديس أنطونيوس (ج دي مينابوي - كاتدرائية بادو) قديس العالم كله نقل جسد قديسنا، على طلبه، إلى الكنيسة الصغيرة، كنيسة القديسة مريم. شاركت المدينة كلها بتشييعه. وفي الليلة ذاتها نوّرت العجائب على ضريحه. وتألقت شهرته كالبرق، فتوافدت الجماهير من كل صوب نحو بادوا. واهتمت السلطات الكنيسة حالاً بهذا الحدث، من أسقف بادوا، جاء دي كونراد، إلى البابا، غريغوريوس التاسع. وكلاهما من أصدقاء قديسنا والمعجبين به. في وقت قصير أكملت الدعوى الأبرشية والدعوى الأبرشية والدعوى الرسولية. وقبل Dôme في سبوليتو منح كرامة المذابح لأنطونيوس البادواني. شرع رفاق القديس بمساعدة سكان بادوا وجميع الزوار، وتشجيعهم، ببناء البازليك الفخمة حيث سيوضع باستحقاق وإكرام، رفات القديس أنطونيوس. أخيراً، سنة 1263، نقل قبره إلى الكنيسة الجديدة بحضور القديس بونا فونتورا، وعند فتح النعش وجد لسان قديسنا سليماً. فانتشر التكريم والتعبّد أكثر فأكثر. وأصبح التكريم عالمياً. وقد تجاوز حدود الكنيسة الكاثوليكية. وفي أيامنا هذه، لا يوجد بلد لا يعرفه، ولا مؤمن لا يكرّمه. وعلى الجميع تحلّ صلاة شفاعته، وقوّة النعمة والبركة السماوية. بادو بازيليك القديس أنطونيوس حيث يقوم فيها قبره |
||||