![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 65581 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لأَنَّ ابنَ الإِنسانِ لم يَأتِ لِيُخدَم، بل لِيَخدُمَ ويَفدِيَ بِنَفْسِه جَماعةَ النَّاس. "يَفدِيَ" في الأصل اليوناني خ»ل½»د„دپخ؟خ½ ل¼€خ½د„ل½¶ (معناها فدية) فتشير إلى الثمن الذي يدفع لعتق عبد وتحريره من العبودية. وقد دفع يسوع فدية عنا لعدل الله في حقوقه على الإنسان، حيث لم يكن في طاقتنا إن ندفعها. وبيّن يسوع انه ينبغي أن يموت ليفدي جميع الناس من عبودية الخطيئة والموت. بموته قد أعتقنا جميعا من عبودية الخطيئة، وهذا هو سبب موت المسيح. وفي هذا الصدد قال بولس الرسول " قَد عَلِمتُم أَنَّكم لم تُفتَدَوا بِالفاني مِنَ الفِضَّةِ أَو الذَّهَب مِن سيرَتِكمُ الباطِلَةِ الَّتي وَرِثتُموها عن آبائِكم، بل بِدَمٍ كريم، دَمِ الحَمَلِ الَّذي لا عَيبَ فيه ولا دَنَس، دَمِ المسيح" (1 بطرس 1: 18-19). كان العبد يُفدى بالمال، أمَّا يسوع فافتدانا بدمه وآلامه وموته، نيابة عن الإنسان ومكانه كما أكّد ذلك بولس الرسول اشترينا ودُفع الثمن (1قورنتس 6: 20). مات يسوع من اجل وبدل جماعة الناس، كالعبد المتألم من أجل كافة الشعب " يُبَرِّرُ عَبْديَ البارُّ الكَثيرين وهو يَحتَمِلُ آثامَهم. فلِذلك أَجعَلُ لَه نَصيباً بَينَ العُظَماء وغَنيمةً مع الأَعِزَّاء لِأَنَّه أَسلَمَ نَفْسَه لِلمَوت وأُحصِيَ مع العُصاة وهو حَمَلَ خَطايا الكَثيرين وشَفَعَ في مَعاصيهم"(أشعيا 53: 11-12). وهذا القول هو من أهم الأقوال التي وردت في الأناجيل، وهو بلا جدال مفتاح الإنجيل. ليتنا نتبع المسيح الخادم الذي يخدم فيضحي بحياته من أجل الجماعة. ويُعلق البطريرك لويس روفائيل ستاكو، بطريرك الكلدان الكاثوليك عن خدمة الكاهن كتلميذ المسيح "الكاهن هو خادم بالدرجة الأولى وليس شيخا ولا أميرا ولا موظفا من درجة رفيعة، فلا داع لينفخ روحه ويكبر حجمه ويغدو شخصا مغرورا يتكلم عن نفسه وإنجازاته، بل هو الخادم المتواضع الذي يعمل بروح المسؤولية والقيادة. والتواضع لا يعني مسح مواهبنا وقدراتنا، بل أن نستثمرها من اجل الكنيسة والجماعة ويكون شعورنا بانها نعم من الله نحمده عليها". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 65582 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ما هو موقف التلاميذ من السلطة؟ بينما كان يسوع وتلاميذه سائرين في الطريق إلى اورشليم أعلن لهم مرة ثالثة عن موته وقيامته. وبهذا الإعلان جعل يسوع تلاميذه يستشفون آلامه وموته كتتويج لرسالته، ومع ذلك فما زالوا يتعلقون بمسيح مُمجد وقدير يُلبِّي طموحاتهم، فدنا إليه يعقوب ويوحنا ابنا زبدى يطلبان أن يتخذا المكانة الأولى في ملكوت المسيح "اِمنَحْنا أَن يَجلِسَ أَحَدُنا عن يَمينِك، والآخَرُ عَن شِمالِكَ في مَجدِكَ" (مرقس 10: 37). لا يزال هذان الرسولان وباقي الرسل يعيشون عقلية عصرهم. فهم يسعون إلى اعلى المناصب في السلطة ولا يعلمون أن ملكوت المسيح ملكوت روحي، والدخول فيه يتطلب كأسا من الموت ومعمودية الدم. فحاول يسوع أن يدلهما على الطريق التي توصلهما إلى المجد في ملكوته ليس فقط عن طريق العذاب والموت بل أيضا عن الخدمة. العالم يميل الناس إلى التسلط والرئاسة، ويستغلون كل نفوذ شخصي ليحصلوا على رفعة ذاتية. أمَّا في الملكوت فالعظمة تنبع من الخدمة المتواضعة والبذل في سبيل الآخرين. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 65583 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ما هو موقف يسوع من السلطة؟ تقلّد يسوع سلطته من الله. ووصف السلطة من وجهة نظر جديدة: بدلا من استغلال الناس من خلال السلطة، علينا أن نخدمهم. بينما يستغل رؤساء هذا العالم ما لهم من سلطة للسيطرة على الآخرين، فالمسيح يقف بين خاصته موقف من يخدم وكان له قلب خادم، كما قال "فأَنا بينَكم كالَّذي يَخدُم" (لوقا 22: 25-27). هو ربّ ومعلم (يوحنا 13: 13)، ولكنه أتى من اجل الخدمة وبذل الذات (مرقس 10: 42-44). فكان يسوع يمارس ما يُعلم به. وهكذا اتَّخذ صورة العبد، ولكن في النهاية تجثو له كلّ ركبة كما جاء في تعليم بولس الرسول "تَجرَّدَ مِن ذاتِه مُتَّخِذًا صُورةَ العَبْد وصارَ على مِثالِ البَشَر وظَهَرَ في هَيئَةِ إِنْسان فَوضَعَ نَفْسَه وأَطاعَ حَتَّى المَوت مَوتِ الصَّليب. لِذلِك رَفَعَه اللهُ إلى العُلى ووَهَبَ لَه الاَسمَ الَّذي يَفوقُ جَميعَ الأَسماء. كَيما تَجثُوَ لاسمِ يسوع كُلُّ رُكبَةٍ في السَّمَواتِ وفي الأَرْضِ وتَحتَ الأَرض" (فيلبي 2: 5-11). لذلك فإنه بعد قيامته، سوف يستطيع أن يقول لخاصته "إِنِّي أُوليتُ كُلَّ سُلطانٍ (ل¼گخ¾خ؟د…دƒل½·خ±) في السَّماءِ والأَرض" (متى 28: 18). السلطة ليست قيادة ونفوذ بل صدق وشهادة حياة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 65584 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أشار يسوع بمبدأ أساسي للسلطة ألا وهو "أَنَّ ابنَ الإِنسانِ لم يَأتِ لِيُخدَم، بل لِيَخدُمَ ويَفدِيَ بِنَفْسِه جَماعةَ النَّاس" (مرقس 10: 45). وهذا القول مفتاح الإنجيل، وهو من أوائل التصريحات الواضحة عن هدف المسيح في مجيئه إلى الأرض، كما يوضِّح عمل المسيح بشقيّه: ليخدم وليفدي. والواقع يقسم مرقس إنجيله إلى قسمين: من الفصل الأول حتى العاشر يختص بخدمة الابن، وبقية الإنجيل تختص بذبيحة الابن أي فدائه (مرقس 10: 45). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 65585 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يتفق لفظ "خدمة" بالعبرية עבד باليونانية خ´خ؟د…خ»خµل½»د‰ للدلالة على حالتين: خدمة العبد على مستوى العبودية، وخدمة الخادم على مستوى الإنسان الخاضع لله. والمسيح طالب بسلطته ليغفر الخطايا، وليعلم، وليطرد الباعة من الهيكل. ولكن السلطة ليست التسلط بل هي خدمة. لقد جاء المسيح ليخدم لا ليُخدم. لم يأت ليأمر وإنما ليُطيع؛ لم يأتِ لكي تُغسل قدماه بل لكي يَغسل هو أقدام تلاميذه. فالسلطة لا تعارض الخدمة بل هي مسؤولية يعطيها الله للخدمة. ويعلق البابا فرنسيس "يقول لنا يسوع أن السلطة الحقيقيّة هي في الخدمة، في خدمة الآخرين وليس في استغلالهم؛ والسلطة هي للخدمة وبالتالي فيجب ممارستها من أجل خير الجميع ومن أجل نشر الإنجيل" (عظة البابا 4/10/2020). وعندما شجب يسوع شهوة السلطة، فهوي يعارض النموذج السياسي أيا كانت ويُعلق القديس ايرونيموس "لنتبع المسيح ربنا، فإن من يقول إنه يؤمن به يلزم أن يسلك كما سلك ذاك" (1 يوحنا 2: 6). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 65586 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() عندما أراد يعقوب ويوحنا الحصول على ارفع مراكز السلطة في ملكوت يسوع، أراهم يسوع أن العظمة تأتي من خدمة الآخرين وبذل الذات فدية عنهم. العظمة الحقيقية هي في الصليب وفي الخدمة والبذل. ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم على لسان يسوع " إن كنتم تطمحون إلى المركز الأوّل وإلى المجد العظيم، يجب أن تبحثوا عن المركز الأخير وأن تجتهدوا لتصبحوا الأكثر بساطة، والأكثر تواضعًا والأكثر صغرًا بين الجميع. كونوا بعد الآخرين. هذه هي الفضيلة التي ستمنحكم الشرف الذي تطمحون إليه. هكذا، يمكنكم أن تحصلوا على المجد والشهرة"(عظة ضدّ الهراطقة). أمامكم مثال ساطع، إذ "إنّ ابنَ الإِنسانِ لم يَأتِ لِيُخدَم، بل لِيَخدُمَ ويَفدِيَ بِنَفْسِه جَماعةَ النَّاس" (مرقس 10: 45). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 65587 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() عندما أوفد يسوع تلاميذه للرسالة، فوّض لهم سلطانه الخاصّ " مَن سَمِعَ إِلَيكُم سَمِعَ إِليَّ" (لوقا 10: 16)، وعهد إليهم بسلطاته "فأَقامَ مِنهُمُ اثنَي عَشَرَ لِكَي يَصحَبوه، فيُرسِلُهم يُبَشِّرون، ولَهم سُلْطانٌ يَطرُدونَ بِه الشَّياطين" (مرقس 3: 14 -15). ولكنه علّمهم أن هذا التفويض هو في الحقيقة خدمة "لِيَكُنِ الأَكبَرُ فيكم كأَنَّه الأَصغَر، والمُتَرَئِّسُ كأَنَّه الخادم" (لوقا 22: 26). وفعلاً نرى الرسل فيما بعد يمارسون سلطانهم لكنهم يحرصون قبل كلّ شيء على خدمة المسيح والناس كما يشهد بولس الرسول "أَيُّها الإِخوَة، جَهْدَنا وكَدَّنا فقَد بَلَّغْناكم بِشارةَ الله َونحنُ نَعمَلُ في اللَّيلِ والنَّهار لِئَلاَّ نُثَقِّلَ على أَحَدٍ مِنكم "(1 تسالونيقي 2: 9). ويوضِّح بطرس هذه الفكرة بقوله للكهنة " اِرعَوا قَطيعَ اللهِ الَّذي وُكِلَ إِلَيكم ...ولا تَتَسلَّطوا على الَّذينَ هم في رَعِيَّتكم، بل كونوا قُدْوةً للِقَطيع (1بطرس 5: 1-4). ومع كون هذه السلطة تمارس بطريقة منظورة، إلا أنها تظلّ مع ذلك روحية في طبيعتها؛ فهي تقتصر على إدارة شئون الكنيسة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 65588 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() جاء يسوع ليضع حياته كثمن الفدية حتى يسترد الخاسرون حياتهم السلطة ليست فقط خدمة الآخرين، بل إنها أيضا بذل الذات لأجل الآخرين وفديتهم كما جاء في قول المسيح لتلاميذه "لأَنَّ ابنَ الإِنسانِ لم يَأتِ لِيُخدَم، بل لِيَخدُمَ ويَفدِيَ بِنَفْسِه جَماعةَ النَّاس" (مرقس 10: 45). "كلمة فدية تتكرر تسع مرات في العهد الجديد. لفظة فدية في الأصل اليوناني خ´ل½·خ´د‰خ¼خ¹؛ والمقصود بها هو الثمن المدفوع لإخلاء سبيل سجين أو لافتداء أسير. وبعبارة أخرى الإنقاذ عن طريق دفع الثمن. نفس الإنسان قد تفقد أو تخسر "وماذا يُعطي الإِنسانُ بدلاً لِنَفسِه؟ وتعني هذه الآية انه جاء يسوع ليضع حياته كثمن الفدية حتى يسترد الخاسرون حياتهم من جديد. ومن هنا جاء لفظ آخر في اليونانية لكلمة فديةخ»ل½»د„دپخ؟خ½ تسبقها حرف جر ل¼€خ½د„ل½¶ للدلالة على طبيعة عمل يسوع النيابي. ويمكن إيضاح معنى حرف الجر بتوقيع أحدهم بإمضائه نيابة عن آخر لا يعرف القراءة والكتابة. فهو يعمل ما لا يستطيع الآخر أن يعمله نيابة عنه ومكانه. أمَّا في العهد القديم فتدل كلمة "فدية" ×™ض¼ض´×¤ض°×“ض¼ض°×ڑض¸ على التحرير الذي وهبه الله لشعبه من عبودية مصر (تثنية الاشتراع (ومن الجلاء إلى بابل (أشعيا 41: 14)، ومن الخطيئة على وجه عام (مزمور 130: 8). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 65589 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الفداء في مفهوم العهد الجديد فإن" الفدية" ل¼€د€خ؟خ»ل½»د„دپد‰دƒخ¹د‚ تدل على "التحرير" الذي تمّ في يسوع المسيح (1 قورنتس 1: 30). إنه مغفرة الخطايا (قولسي 1: 14) وغايته إنشاء شعب جديد خاص الله (أفسس 1: 14)، بعد أن كان الشعب عبداً الخطيئة والموت (رومة 6: 6). ويقول لنا بولس الرسول "إن الفداء هو عطية مجانية من الله كما جاء في رسالته "فكانَ لَنا فيه الفِداءُ بدَمِه أَيِ الصَّفْحُ عنِ الزَّلاَّت على مِقدارِ نِعمَتِه الوافِرة" (أفسس 1: 7). وكثيرا ما يقول بولس الرسول أن المسيحي "اشتري" أو "افتدي" "فقَدِ اشتُريتم وأُدِّيَ الثَّمَن"(1 قورنتس 6: 20). وتشير هذه العبارة قبل كل شيء إلى أن المسيحي هو "خاصة الله"، ومُحرَّر من عبودية الخطيئة والموت. فبالمسيح الذي مات وقام، ينال المؤمن منذ الآن هذا الفداء. وهذا الفداء لن يكون تاما ونهائيا إلاَّ في آخر الأزمنة (أفسس 1: 14). ويشمل جسد الإنسان (رومة 8: 24) والخليقة كلها (رومة 8: 22). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 65590 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ثمن الفداء هو "دم " يسوع، أي حياته المبذولة عن محبة "فكانَ لَنا فيه الفِداءُ بدَمِه" (أفسس 1/ 7). فان الله لكثرة محبته لنا، لم يتردَّد في تسليم ابنه "أَمَّا اللهُ فقَد دَلَّ على مَحبتِّهِ لَنا بِأَنَّ المسيحَ قد ماتَ مِن أَجْلِنا إِذ كُنَّا خاطِئين. فما أَحرانا اليَوم، وقَد بُرِّرنا بِدَمِه، أَن نَنجُوَ بِه مِنَ الغَضَب! "(رومة 5: 8). |
||||