![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 64741 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() "أُولى آياتِ يسوع" إلى أول برهان على صدق رسالة المسيح ضد ما ورد في الأناجيل الأبوكرافية التي ورد فيها عن معجزات صنعها يسوع وهو طفل. وهذه المعجزات غير لائقة به. ويُسمِّي يوحنا البشير أفعال يسوع الإلهية آيات بالنظر إلى غايتها لتكون برهاناً على صحة رسالته وعلامة لصدق لاهوته. ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "إن يوحنا المعمدان قد قال سابقاً عن المسيح وأَنا لم أَكُنْ أَعرِفُه، ولكِنِّي ما جِئْتُ أُعَمِّدُ في الماء" (يوحنا 1: 31)، فلو كان المسيح صنع في عمره المُبكر عجائب لما كان اليهود قد احتاجوا إلى آخر يعلن عنه. لأن ذاك (يسوع) الذي جاء بين الناس وبمعجزات صار معروفاً، ليس فقط للذين في اليهودية وإنما أيضًا للذين في سورية وما وراءها. وكانت أول معجزة صنعها المسيح هي تحويل الماء إلى خمر، وآخر آية صنعها هي تحويل الخمر إلى دمه في العشاء الأخير "أَخَذَ كَأساً وشَكَرَ وناوَلَهم إِيَّاها قائلاً: اِشرَبوا مِنها كُلُّكم فهذا هُوَ دَمي"(متى 26: 27). ولم يذكر يوحنا البشير في إنجيله سوى سبع آيات من ال 42 معجزة ، يذكر لنا يوحنا منها سبعة : أولها تحويل الماء الخمر في عرس قانا الجليل (يوحنا 2: 1-12) والثانية شفاء ابن عامل الملك في قانا الجليل (يوحنا 4: 37-43)، والثالثة شفاء المقعد عند بركة الغنم (يوحنا 5: 1-9) والرابعة معجزة الخبز والسمكتين (يوحنا 6: 1-15)، والخامسة يسوع يمشي على الماء (يوحنا 6: 16-21) والسادسة شفاء الأعمى في اورشليم (يوحنا 9: 1-38) السابعة إحياء لعازر (يوحنا 11: 1-44). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 64742 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() هذِه أُولى آياتِ يسوع أَتى بها في قانا الجَليل، فأَظهَرَ مَجدَه فَآمَنَ بِه تَلاميذُه. " أَتى بها" فتشير إلى نبوءة أشعيا بما تتعلق بتلك البلاد وهذا نصُّها “ الشَّعبُ السَّائِرُ في الظُّلمَةِ أَبصَرَ نوراً عَظيماً والمُقيمونَ في بُقعَةِ الظَّلام أَشرَقَ علَيهم النُّور. كَثَّرتَ لَه الأُمَّة وَفَّرتَ لَها الفَرَح يَفرَحون أَمامَكَ كالفَرَحِ في الحِصاد كآبتِهاجِ الَّذينَ يَتَقاسَمونَ الغَنيمة" (أشعيا 9: 1 -2). أمَّا عبارة " أُولى آياتِ" فتشير إلى بدء الآيات العشر التي أجراها الله على يد موسى في مصر. وكانت أولها تحويل الماء إلى دم للانتقام، وأمَّا يسوع قام بتحويل الماء إلى الخمر للبركة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 64743 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() هذِه أُولى آياتِ يسوع أَتى بها في قانا الجَليل، فأَظهَرَ مَجدَه فَآمَنَ بِه تَلاميذُه. "آياتِ" في الأصل اليوناني دƒخ·خ¼خµل؟–خ؟خ½ فتشير إلى طبيعة صانع العمل، أي هي عمل يكشف عن طبيعة من عمله، وهي بذلك تختلف عن اللفظة دƒد…خ½خ±خ¼خ¹د‚ التي تشير إلى أعمال قدرة أو عمل القوة. فالمعجزة تدل على عمل قدرة يسوع خ´ل½»خ½خ±خ¼خ¹د‚ أمَّا الآيات فتشير إلى معجزات التي تعلن مجد يسوع وتشهد على افتتاح الزمن المسيحاني (متى 12: 38). فقد اعتبر يوحنا الإنجيلي معجزة قانا الجليل آية أي فعل رمزي على غرار العهد القديم (أشعيا 66: 19) بحيث تدل المعجزة على حدث يُمكِّن المؤمنين من الشعور منذ الآن بمجد يسوع في الأزمنة الأخيرة وتدعو الجميع البشر للتعرف على يسوع كابن الله. فالمسيح بدأ نظاما جديدا في العالم. وهكذا، أعلن مجده وأدَّى شهادة للعصر المسيحاني الجديد. أمَّا "ثانِيَةُ آياتِ يسوع، أَتى بِها بَعدَ رُجوعِه مِنَ اليَهوديَّةِ إلى الجَليل" فهي شفاء يسوع طفل عامل الملك في كفرناحوم (يوحنا 4: 54).. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 64744 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() هذِه أُولى آياتِ يسوع أَتى بها في قانا الجَليل، فأَظهَرَ مَجدَه فَآمَنَ بِه تَلاميذُه. "مَجدَه" فتشير إلى الحضرة الإلهية إذ أُعلن حضور الآب في ابنه وحيد، الذي يخبر عنه كما ورد في الإنجيل: "الكَلِمَةُ صارَ بَشَراً فسَكَنَ بَينَنا فرأَينا مَجدَه مَجداً مِن لَدُنِ الآبِ لابنٍ وَحيد مِلؤُه النِّعمَةُ والحَقّ" (يوحنا 1: 14). يكشف الله المجد في الكتاب المقدس تارة بصورة بهاء نيّر يلازم ما هو مقدس، وتارة أخرى بصورة أحداث تكشف قدرته تعالى. اللَّه يُمجدنا حينما يعلن حضوره فينا، ونحن نمجده حينما نعلن حضوره في العالم. غاية يسوع الأول من المعجزات هي إظهار مجده الذي كان محجوبا عن أعين سائر الناس مدة ثلاثين سنة وهو ساكن معهم يظهر لهم في الهيئة كسائر الناس. لذلك تحتفل الكنيسة بعيد عرس قانا الجليل مع أعياد الظهور الإلهي الذي فيه استعلن الثالوث. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 64745 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() هذِه أُولى آياتِ يسوع أَتى بها في قانا الجَليل، فأَظهَرَ مَجدَه فَآمَنَ بِه تَلاميذُه. "آمَنَ بِه تَلاميذُه" فتشير إلى باكورة إيمان التلاميذ الذي جاء نتيجة للمعجزة. عندما شاهد التلاميذ معجزة يسوع آمنوا به. هم قبلًا أعجبوا به وتبعوه، لكنهم بعد المعجزة عرفوا مجده فآمنوا به. وبلغت ذروة إيمان التلاميذ في عيد الفصح كما جاء في خبرة يوحنا الحبيب "فَرأَى وآمَنَ" (يوحنا 20: 8). وكما عرف تلميذي عمواس المسيح وقت كسر الخبز كذلك عرفه التلاميذ هنا حينما حَوَّل الماء إلى خمر. فالمعجزة ليس مجرد عمل فائق للعقل البشري، لكنها تُظهر قوة الله وتولّد الإيمان وتُجدِّد الخليقة. وبما أن هذه الآية لم يتبعها حديث كباقي الآيات أخرى فهذا يعني أن يوحنا الإنجيلي أراد أن يعطي هذه الآية تفسيرا جديدا متعلق بالعصر الجديد الذي كان مزمعا أن يبدأه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 64746 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ونَزَلَ بَعدَ ذلكَ إلى كَفَرناحوم هو وأُمُّه وإِخوَتُه وتَلاميذُه، فأَقاموا فيها بِضعَةَ أَيَّام تشير عبارة "نَزَلَ" إلى النزول إلى كفرناحوم الواقعة على شاطئ البحيرة من موقع قانا الجليل بصفته اعلى من كفرناحوم. ويلمح متى الإنجيلي سبب نزوله إلى كفرناحوم بقوله " بلَغَ يسوعَ خَبرُ اعتِقالِ يوحنَّا، فلَجأَ إلى الجَليل. ثُمَّ تَركَ النَّاصِرة وجاءَ كَفَرْناحوم على شاطِئِ البَحرِ في بِلادِ زَبولونَ ونَفْتالي فسَكَنَ فيها" (متى 4: 12 -13). وأصبحت قانا الجليل كأورشليم رمزا إلى حضور الله ومجده. أمَّا عبارة "هو وأُمُّه" تشير إلى ذكر يسوع ومريم دون ذكر يوسف، فمن المرجَّح أنَّه قد مات. أمَّا عبارة "هو وأُمُّه وإِخوَتُه وتَلاميذُه" فتشير إلى مرافقة هؤلاء ليسوع وذلك لمشاهدة الآيات التي توقعوا أن يصنعها. أمَّا عبارة "كفرناحوم" فتشير إلى مدينة هامة أقام السيد المسيح فيها خلال خدمته في الجليل، وجعل منها مركزاً لدعوته حتى أنها دعيت " مَدينتِه" (متى 9: 1). وكان موقعها على طريق رئيسي للتجارة، وفيها حامية رومانية ومركزا لجباية الضرائب. وفيها تمّت دعوة مَتَّى العشار ليصير تلميذا ليسوع (متى 9:9)، كما كانت موطنا لعدة تلاميذ آخرين (متى 4: 18 -22)، ومقراً لرجل من حاشية الملك (يوحنا 4: 46). وكان فيها مجمعٌ كبير. وبرغم من أن يسوع قد جعل منها مركزاً لأعماله، إلا أنه أدانها لعدم إيمان أهلها به كما جاء في تعنيف يسوع لها: " وأَنتِ، يا كَفَرناحوم، أَتُراكِ تُرفَعينَ إلى السَّماء؟ سيُهبَطُ بِكِ إلى مَثْوى الأَموات. فلَو جَرَى في سَدومَ ما جرى فيكِ مِنَ المُعجِزات، لَبَقِيَت إلى اليَوم " (متى 11: 23). أمَّا عبارة "إِخوَتُه" فتشير في الكتاب المقدس إلى أبناء أم واحدة، كما تدل على أبناء عمومته والأقارب كما هي العادة المُتَّبعة في الشرق (التكوين 13: 8؛ 14: 16؛ 29: 15؛ الأحبار 10: 4؛ 1 أخبار 23: 22). وهنا تدل لفظة أخوته على الأقارب. أمَّا عبارة "فأَقاموا فيها بِضعَةَ أَيَّام" فتشير إلى فرصة للرسل لكي يزوروا بيوتهم قبل أن يدعوهم يسوع رسلا ليبقوا معه دائما. يركزّ يوحنا الإنجيلي على خدمة المسيح في اليهودية خاصة في اورشليم، وتحدث قليلاً عن خدمته في الجليل (يوحنا 1:2-22؛ 43:4-54؛ 1:6-9:7؛ 1:21-25)، بعكس الأناجيل الثلاثة (متى ومرقس ولوقا) التي ركّزت على خدمة المسيح في الناصرة والجليل. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 64747 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ونَزَلَ بَعدَ ذلكَ إلى كَفَرناحوم هو وأُمُّه وإِخوَتُه وتَلاميذُه، فأَقاموا فيها بِضعَةَ أَيَّام "نَزَلَ" إلى النزول إلى كفرناحوم الواقعة على شاطئ البحيرة من موقع قانا الجليل بصفته اعلى من كفرناحوم. ويلمح متى الإنجيلي سبب نزوله إلى كفرناحوم بقوله " بلَغَ يسوعَ خَبرُ اعتِقالِ يوحنَّا، فلَجأَ إلى الجَليل. ثُمَّ تَركَ النَّاصِرة وجاءَ كَفَرْناحوم على شاطِئِ البَحرِ في بِلادِ زَبولونَ ونَفْتالي فسَكَنَ فيها" (متى 4: 12 -13). وأصبحت قانا الجليل كأورشليم رمزا إلى حضور الله ومجده. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 64748 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ونَزَلَ بَعدَ ذلكَ إلى كَفَرناحوم هو وأُمُّه وإِخوَتُه وتَلاميذُه، فأَقاموا فيها بِضعَةَ أَيَّام "هو وأُمُّه" تشير إلى ذكر يسوع ومريم دون ذكر يوسف، فمن المرجَّح أنَّه قد مات. أمَّا عبارة "هو وأُمُّه وإِخوَتُه وتَلاميذُه" فتشير إلى مرافقة هؤلاء ليسوع وذلك لمشاهدة الآيات التي توقعوا أن يصنعها. أمَّا عبارة "كفرناحوم" فتشير إلى مدينة هامة أقام السيد المسيح فيها خلال خدمته في الجليل، وجعل منها مركزاً لدعوته حتى أنها دعيت " مَدينتِه" (متى 9: 1). وكان موقعها على طريق رئيسي للتجارة، وفيها حامية رومانية ومركزا لجباية الضرائب. وفيها تمّت دعوة مَتَّى العشار ليصير تلميذا ليسوع (متى 9:9)، كما كانت موطنا لعدة تلاميذ آخرين (متى 4: 18 -22)، ومقراً لرجل من حاشية الملك (يوحنا 4: 46). وكان فيها مجمعٌ كبير. وبرغم من أن يسوع قد جعل منها مركزاً لأعماله، إلا أنه أدانها لعدم إيمان أهلها به كما جاء في تعنيف يسوع لها: " وأَنتِ، يا كَفَرناحوم، أَتُراكِ تُرفَعينَ إلى السَّماء؟ سيُهبَطُ بِكِ إلى مَثْوى الأَموات. فلَو جَرَى في سَدومَ ما جرى فيكِ مِنَ المُعجِزات، لَبَقِيَت إلى اليَوم " (متى 11: 23). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 64749 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ونَزَلَ بَعدَ ذلكَ إلى كَفَرناحوم هو وأُمُّه وإِخوَتُه وتَلاميذُه، فأَقاموا فيها بِضعَةَ أَيَّام "إِخوَتُه" فتشير في الكتاب المقدس إلى أبناء أم واحدة، كما تدل على أبناء عمومته والأقارب كما هي العادة المُتَّبعة في الشرق (التكوين 13: 8؛ 14: 16؛ 29: 15؛ الأحبار 10: 4؛ 1 أخبار 23: 22). وهنا تدل لفظة أخوته على الأقارب. أمَّا عبارة "فأَقاموا فيها بِضعَةَ أَيَّام" فتشير إلى فرصة للرسل لكي يزوروا بيوتهم قبل أن يدعوهم يسوع رسلا ليبقوا معه دائما. يركزّ يوحنا الإنجيلي على خدمة المسيح في اليهودية خاصة في اورشليم، وتحدث قليلاً عن خدمته في الجليل (يوحنا 1:2-22؛ 43:4-54؛ 1:6-9:7؛ 1:21-25)، بعكس الأناجيل الثلاثة (متى ومرقس ولوقا) التي ركّزت على خدمة المسيح في الناصرة والجليل. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 64750 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ساعة مجد المسيح فتشير كلمة " ساعة " في إنجيل يوحنا إلى الوقت الذي حدَّده الآب لظهور مُسبق لمجد يسوع الإلهي من خلال الآيات والمعجزات، وتدل أيضا في اغلب الأحيان على ساعة الصلب، لأن الصلب هو عبور أو انتقال إلى المجد "أَتَتِ السَّاعَةُ الَّتي فيها يُمَجَّدُ ابنُ الإِنسان" (يوحنا 12: 23)، ويسميّها يوحنا الإنجيلي أيضاً ساعة الارتفاع، وساعة التمجيد، لأنّه موته يعطي الحياة للبشريّة. وان تقديمه الساعة في عرس قانا هو إعلان يسوع للشعب، وللمرّة الأولى، عمّا هو مزمع أن يتحقّق في حياة المسيح وفي موته وقيامته. هو استباق لساعة الموت، لساعة تمجيد ابن الإنسان. كان هدف يسوع من عمل معجزة تحويل الماء إلى خمر هو إظهار مجده "هذِه أُولى آياتِ يسوع أَتى بها في قانا الجَليل، فأَظهَرَ مَجدَه (يوحنا 2: 11). إن كلمة المجد في النص العبري من الكتاب المقدس وردت بلفظة "×›ض°×‘וض¹×“". وهي تفيد الثقل والوزن أي الاحترام. فمجد الله في العهد القديم يدل على تجليه بعظمته وسلطانه وبهاء قداسته وقوة عمله وقدرته التي تتجلى للإنسان من خلال الأحداث (خروج 16: 10). إن مجد الله كله حاضر في شخص يسوع المسيح حيث انه ابن الله، فهو "شُعاعُ مَجْدِه وصُورةُ جَوهَرِه"(عبرانيين 1: 3)، ويؤكد ذلك بولس الرسول أنَّ مجد الله يتجلى "على وجه المسيح" هو الَّذي أَشرَقَ في قُلوبِنا لِيَشُعَّ نورُ مَعرِفَةِ مَجْدِ اللّه، ذلِكَ المَجْدِ الَّذي على وَجْهِ المسيح"(2 قورنتس 4: 6)، ومنه يشعّ على جميع البشر " ونَحنُ جَميعًا نَعكِسُ صورةَ مَجْدِ الرَّبّ"(2 قورنتس 3: 18). هو "رب المجد" (1 قورنتس 2: 8)، هذا المجد الذي سبق ورآه أشعيا النبي "وتكلّم عنه" (يوحنا 12: 41). وبعبارة أخرى، كلمة المجد تُحدد كيان المسيح، الابن الواحد للآب، الممتلئ نعمة وحقا كما جاء في مقدمة الإنجيل "الكَلِمَةُ صارَ بَشَراً فسَكَنَ بَينَنا فرأَينا مَجدَه مَجداً مِن لَدُنِ الآبِ لابنٍ وَحيد مِلؤُه النِّعمَةُ والحَقّ" (يوحنا 1: 14). يكشف إنجيل يوحنا لنا بوضوح المجد في حياة يسوع وعجائبه وموته، حيث أن يسوع هو الكلمة المتجسد. الابن الوحيد للآب، الممتلئ نعمة وحقاً. في جسده يسكن ويسطع مجد ابن الله الوحيد (يوحنا 1: 14). ويتجلى هذا المجد في الاتحاد المتسامي بين يسوع وأبيه الذي أرسله (يوحنا 10: 30). فأعمال يسوع هي أعمال الآب، الذي في الابن، "يأتي بها" (يوحنا 14: 10) ويُعلن فيها مجده الذي هو نور وحياة للعالم. ويسطع هذا المجد في عجائبه كآيات تُظهر أن الله حاضر فيه، يعمل، ويتجلى، ويأتي لكي يُخلصنا، لذلك يُعلن مجده خاصة في آلام المسيح. فالآلام هي ساعة يسوع، بل أسمى ظهور مجد إلهي فيه. فيسوع "يُقدس" نفسه مقدّماً ذاته للموت (يوحنا 17: 19)؛ فالماء والدم الخارجان من جنب المسيح، يرمزان إلى خصوبة موته، الذي صار منبع حياة، وفي هذا يقوم مجده (يوحنا 7: 37-39). والعهد الجديد يحتفظ بالمجد لابن الإنسان الذي سيأتي ببهاء مجده على الغمام في آخر الأزمنة. يظهر هذا المجد من أول معجزة في عرس قانا الجليل (يوحنا 2: 11). ويخص إنجيل يوحنا المسيح المقيم بيننا بهذا المجد؛ ويصف عجائب المسيح كآيات تظهر أنَّ الله حاضر فيه، يعمل ويتجلى ويأتي لكي يخلصنا؛ وهذا هو معنى أُولى آياتِ يسوع الذي أَتى بها في قانا الجَليل، فأَظهَرَ مَجدَه (يوحنا 2: 11). في قانا الجليل كانت أول معجزة يسوع تحويل الماء إلى خمر، وفي اورشليم كانت آخر معجزاته بتحويل الخمر إلى دم. وفي العشاء الأخير قدّم السيد المسيح آخر قطرة من دمه. إنها الخمرة المسيحية، إنها العهد الجديد الذي يريد الله أن يقطعه مع بني البشر بدمه على الصليب. فاظهر مجده فعلم التلاميذ أن عيد الفصح قد بدأ حقا. ونستنتج مما سبق أنه لمّا حوّل يسوع الماء إلى خمر أظهر ألوهيته ومجده. واظهر نفسه المسيح، والعريس، ومؤسس العهد الجديد، فقد صبَّ يسوع "الخَمرَةَ الجَيِّدَةَ " (يوحنا 2: 10) التي يحتفظ بها الله إلى الأزمنة الأخيرة. لان وفرة هذه الخمرة وجودتها هما صورة لعطاء الله وتجديد كل شيء بالمسيح. حيث يتجلّى مجد الربّ بجودة الخمر وفيضه الذي يكشف مَحبّة الله. وفي هذا الصدد قال أحد مفسري الكتاب المقدس: "سر قانا الجليل قائم على وجود المسيح، العريس الحقيقي، المستتر، أو بالأصح الذي بدأ يُظهر نفسه". |
||||