![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 63701 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وكذلكَ أَنتُم إِذا رأَيتُم هذهِ الأُمورَ تَحدُث، فَاعلَموا أَنَّ ابنَ الإِنسانِ قَريبٌ على الأَبواب. تشير عبارة "إِذا رأَيتُم هذهِ الأُمورَ تَحدُث" إلى علامات دمار اورشليم أو علامات تسبق نهاية العالم. وهكذا عندما يرون هذه الأشياء تحدث يدركون أن ملكوت الله قد اقترب (لوقا 21: 29-33). ويركز يسوع هنا على موضوع "النظر". يبدو أن يسوع أراد أن يحثّ تلاميذه أن يتعلّموا النظر إلى الأمور بعيون جديدة قبل الدخول في أيام الآلام. أمَّا عبارة "ابنَ الإِنسانِ" فتشير إلى المسيح نفسه، أو آية ابن الإنسان (متى 24: 30)، أو قيام ملكوت الله على وجه نهائي (لوقا 21: 31). وأمَّا عبارة "قَريبٌ على الأَبواب" فتشير إلى مجيء ابن الإنسان وأمَّا أبواب المدينة فتلمح إلى مثل ملكٍ يدخل مدينته ليُعيد فيها سلطته الشرعية التي أُنكرت مدّة من الزمن (لوقا 19: 14). والغرض الحقيقي من النبوة وهو أن يميّز التلاميذ ببصيرة روحية حول سير مجرى الحوادث؛ إذ كما أن الفلاح لا يفقد صبره إن رأى الصيف تأخر، بل عليه أن ينتظر أن تورق الأغصان، كذلك على التلاميذ أن يصبروا ولا يحكموا أن ابن الإنسان جاء قبل أن تحصل هذه الأحداث. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 63702 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الحَقَّ أَقولُ لَكم: لن يَزولَ هذا الجيل حتَّى تَحُدثَ هذه الأُمورُ كُلُّها تشير عبارة "الحَقَّ أَقولُ لَكم" إلى تأكيد يُعطي به يسوع قوة لأقواله خاصة حول مجيء ابن الإنسان ثانية. لان كلمة "الحَقَّ" في الأصل اليوناني خ±ج“خ¼خ·جپخ½ هي مشتقة من الكلمة العبرية ×گض¸×ضµ×ں (أمين) التي تعني الحق أو تأكيد على شيء مصدق وامر مؤكد أي انه سيكون بالتأكيد.أمَّا عبارة "لن يَزولَ هذا الجيل" فتشير إلى أن النبوءة هنا تنجز أولا في مدة حياة بعض الأحياء يومئذ أي في نحو أربعين سنة وذلك يكون رمزا إلى إنجازها الأكمل والأعظم بعد زمان طويل لم يُعيَّن. أمَّا عبارة "هذا الجيل" فتشير إلى جيل زمن المسيح ثم يتوسع معناها فتدل على البشرية كلها. وفي سياق حديث يدل على الرفض "أَيُّها الجيلُ الكافِر، حَتَّامَ أَبْقى معَكم؟"(مرقس 9:19) أو يدل على الدينونة "لأَنَّ مَن يَسْتَحْيِي بي وبِكَلامي في هذا الجيلِ الفاسِقِ الخاطِئ يَسْتَحْيِي بِه ابنُ الإِنسان، متى جاءَ في مَجدِ أَبيهِ ومعَه المَلائِكَةُ الأَطهار" (مرقس 8: 38). أما عبارة "هذه الأُمورُ كُلُّها" في الأصل اليوناني د„خ±ل؟¦د„خ± د€ل½±خ½د„خ± (معناها هذه كلها) فتشير إلى تطبيق كلام يسوع أولا على حدث تاريخي معيّن خراب اورشليم والهيكل الذي تمّ عام 70م. ثم تطبق أيضا على عودته في المجد في نهاية العالم. وعندما جاء يسوع إلى الأرض أُعلن رجوعه شخصيا. فعودته هي حقيقة أكيدة ثابتة لا تحتمل الشك أو التأويل. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 63703 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() السَّماءُ والأَرضُ تزولانِ وكَلامي لن يزول. تشير عبارة "السَّماءُ والأَرضُ تزولانِ وكَلامي لن يزول" إلى تبدّل الكون الذي يكون أسهل من تتبدّل كلمة الله ونتائجها. وهناك مفارقة بين الطبيعة الزمنية للكون المخلوق (السماء والأرض) وبين الطبيعة الأبدية للحق الروحي (كلام الله) حيث أن كلمة الله تبقى حاضرة حتى نهاية الكون. فقد استعمل يسوع الأسلوب النبوي والرؤيوي ليُشدِّد على كلامه لن يزول مؤكّداً لنا أنَّ الأرض لا بدَّ لها أن تزول، أمَّا كلامه فلن يزول. فالله وكلمته هما ثابتان وحدهما إلى الأبد في عالمنا المتزعزع. وفي الواقع، عالمنا اليوم مُهدَّد تدميره بالطاقة النووية أما كلمة الله فهي لا تتغير ولا تزول. عندما ينتهي كل شيء، فإن ما يبقى هو الكلمة الأبدية والأمينة. وكأننا نقول بأن أولئك الذين يسمعون ويعتمدون على كلمة الله هم وحدهم قادرون أن يروا العالم الجديد الّذي يولد حقّاً. ولذلك فإنّ كلمة الله سلاحٌ يمكن أن نتمسك به، وهي تملأ قلوبنا ثقة واطمئنانا في قلب هذا الانتظار لعودته المجيدة في نهاية العالم. ونفهم بالتالي أنه ليس هناك تحريف في كلمة الله الواردة في الكتاب المقدس. ويؤكد ذلك القديس يوحنا الرسول" أَشهَدُ أَنا لِكُلِّ مَن يَسمَعُ الأَقْوالَ النَّبَوِّيةَ الَّتي في هذا الكِتاب: إِذا زادَ أَحَدٌ علَيها شَيئًا زادَه اللهُ مِنَ النَّكَباتِ المَوصوفَةِ في هذا الكِتاب. وإِذا أَسقَطَ أَحَدٌ شَيئًا مِن أَقْوالِ كِتابِ النُّبوءَةِ هذه، أَسقَطَ اللهُ نَصيبَه مِن شَجَرَةِ الحَياةِ ومِنَ المَدينَةِ المُقَدَّسَةِ اللَّتَينِ وُصِفَتا في هذا الكِتاب" (رؤية 22: 18-19). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 63704 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وأَمَّا ذلكَ اليومُ أَو تِلكَ السَّاعة فما مِن أَحَدٍ يَعلَمُها: لا المَلائكةُ في السَّماء، ولا الِابنُ، إِلاَّ الآب. تشير عبارة "ذلكَ اليومُ" إلى يوم المجيء الثاني ونهاية العالم وهو اليوم الوارد ذكره في آيات 24-27. وأما عبارة "وأَمَّا ذلكَ اليومُ أَو تِلكَ السَّاعة فما مِن أَحَدٍ يَعلَمُها" فتشير إلى تأكيد يسوع على امتيازات الله الآب؛ وهذا يتطابق مع الأدب الرؤيوي في الدين اليهودي، حيث أنَّه لا يستطيع أن يُحدِّد تاريخ نهاية العالم سوى الله وحده. فموعد عودة المسيح في المجد لا نعرفه بالتحديد، إنما هو مخفي في علم الآب السماوي ومشورته. وأراد يسوع بهذا الكلام أن يوجه أنظار تلاميذه إلى عدم الانشغال بمعرفة الأزمنة والأوقات، إنما بالاستعداد والسهر المستمر وترقب مجيئه. وإذا كانت نهاية العالم قريبة فماذا يفعل المؤمن؟ هل يجب أن يبقى مكتوف الأيدي أم يبقى ساهراً وعاملا ومنتبها إلى علامات الملكوت في حياته وفي التاريخ كي تصبح هذه العلامات حقيقة وواقعاً في قلب العالم. أمَّا عبارة "فما مِن أَحَدٍ يَعلَمُها" فتشير إلى يوم عودة يسوع الذي لا يعرفه إلاّ الآب السماوي وحده. لذلك البحث عن معرفة نهاية العالم هو عائق للإيمان، لا مساعد له. فالمطلوب هو الاستعداد ليوم الرب وليس الحساب متى يكون يوم الرب. أما عبارة "لا المَلائكةُ" فتشير إلى الذي الأمر الذي لم يُعلنه الله لملائكته لا حقَّ للتلاميذ أن يتوقعوا معرفته. أمَّا عبارة "ولا الِابنُ" فتشير إلى بنوة يسوع الإلهية الفريدة وعلاقته بالآب. وأمِّا أنه لا يعرف تلك السَّاعة فذلك من باب تجاهل العارف وليس نقصا أو حرماناً، لأنه لم يكن من مضمون رسالة يسوع على الأرض أن يُعلن للناس عن زمن مجيئه. ومن اجل ذلك قال للرسل "لَيَس لَكم أَن تَعرِفوا الأَزمِنَةَ والأَوقاتَ الَّتي حَدَّدَها الآبُ بِذاتِ سُلطانِه " (أعمال الرسل 1: 7). على أن الآب كشف للابن عن كل يتوجب معرفته للقيام برسالته الخلاصية "قد سَلَّمَني أَبي كُلَّ شَيء، فما مِن أَحَدٍ يَعرِفُ الابنَ إِلاَّ الآب، ولا مِن أَحدٍ يَعرِفُ الآبَ إِلاَّ الابْن ومَن شاءَ الابنُ أَن يَكشِفَه لَه" (متى 11: 27). ولم يذكر هذه العبارة سوى مرقس الإنجيلي، وفيها سر عظيم هو حقيقة التجسُّد الإلهي. فمن يسلمون بحقيقة اتحاد طبيعة المسيح البشرية بطبيعته الإلهية لا يرون فيها ما يعثرهم. إذ يتكلم يسوع تارة باعتبار كونه إنسانا كما تكلم عن موت لعازر بقوله " أَينَ وَضَعتُموه؟" (يوحنا 11: 34)، وطورا باعتبار كونه الله كما تكلم عند إقامة لعازر بقوله " يا لَعازَر، هَلُمَّ فاخرُجْ" (يوحنا 11: 43). أمَّا لوقا الإنجيلي فلم ترد هذه الآية في إنجيله حيث لا مكان للجهل عند يسوع المسيح الذي قام من بين الأموات. واكتفى بالقول "لَيَس لَكم أَن تَعرِفوا الأَزمِنَةَ والأَوقاتَ الَّتي حَدَّدَها الآبُ بِذاتِ سُلطانِه" (أعمال الرسل 1: 7). ويُعلق القديسأمبروسيوس "أن السيد المسيح هو الديان وهو الذي قدَّم علامات يوم مجيئه لذا فهو لا يجهل اليوم". وأمَّا القديس أوغسطينوس فيقول"أن السيد المسيح لا يجهل اليوم، إنما يعلن أنه لا يعرفه، معرفة من يبيح به. معرفة الابن هو معرفة الآب نفسه وحكمته، فهو ابنه وكلمته وحكمته. لكن ليس من صالحنا أن يخبرنا بما ليس في صالحنا أن نعرفه". ويقول القديس هيلاري أسقف بواتييه "إن السيد المسيح فيه كنوز المعرفة، فقوله إنه لا يعرف الساعة إنما يعني إخفاءه كنوز الحكمة التي فيه". أما عبارة " إِلاَّ الآب " فتشير إلى يوم الدينونة العامة هو سر يحتفظ به الآب لنفسه، وان علينا أن نتوقّع دائما ذلك اليوم وفي أي ساعة. على كل حال، التوكيد هنا ليس على عدم معرفة الرب يسوع، بل على حقيقة أنه لا أحد يعلم ذلك الوقت، إلاَّ الله الآب وهو سيعلن ذلك متى يشاء. وفي هذا الصدد تعلم الكنيسة " الآب وحده يعرف الساعة واليوم، وهو وحده يقرر حدوثها. وسيُعلن بابنه يسوع المسيح كلمته الأخيرة على التاريخ كله " (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، بند 1040). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 63705 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لماذا عودة يسوع ضرورية؟ تُعد عودة المسيح ضرورة منطقية حيث أن السيد المسيح هو سيد الكون والتاريخ كما جاء في تعليم بولس الرسول "فقَد ماتَ المَسيحُ وعادَ إلى الحَياة لِيَكونَ رَبَّ الأَمواتِ والأَحْياء" (رومة 14: 9) "لِيَسيرَ بِالأَزمِنَةِ إلى تَمامِها فيَجمعَ تَحتَ رأسٍ واحِدٍ هو المسيح كُلَّ شَيء ما في السَّمواتِ وما في الأَرْض" (أفسس 1: 10) وفيه يجد تاريخ الإنسان وكل خلقية خلاصهما. وعليه فلا بدَّ من عودته. ليس من المعقول أنَّ يختتم السيد المسيح مسيرة الخلاص دون عودته إلى الأرض لإنقاذ الذين تبعوه بإيمان ورجاء ومحبة من عالم الخطيئة والبؤس والشقاء، وينصفهم من مظالم الحياة. وإلاَّ كانت حياة الذين يحبونه وينتظرونه عودته شقاءً ورجاؤهم فيه وهماً. فالمسيحيون يعيشون في وسط العالم وهم ينتظرون تجليهم كأبناء الله". ولهذا يصلون ولا سيما في الإفخارستيا "فإِنَّكُمَ كُلَّمَا أَكَلتُم هَذا الخُبْز وشَرِبتُم هذِه الكَأس تُعلِنونَ مَوتَ الرَّبِّ إلى أن يَأتي" (1قورنتس 11: 26)، لتسريع عودة المسيح كما يؤكد بطرس الرسول "تَنتَظِرونَ وتَستَعجِلونَ مَجيءَ يَومِ اللهِ الَّذي فيه تَنحَلُّ السَّمَواتُ مُشتَعِلَة وتَذوبُ العَناصِرُ مُضطَرِمة (2 بطرس 3: 11-12)، قائلين له: "تَعالَ، أَيُّها الرَّبُّ يَسوع" (رؤيا 20:22). لا يُعقل أن يختتم الله قضية يسوع المصلوب بالصعود إليه والجلوس عن يمينه، دونما رحمة للذين يتحمّلون الألم لأجل عودته. وفي هذا الصدد يقول القديس أوغسطينوس "لقد أتى السيد المسيح في المرة الأولى وسوف يأتي في المرة الثانية ليدين سكان الأرض. وسوف يجد من آمنوا بمجيئه الأول متهللين بمجيئه الثاني" حيث لا يتوقع الرحمة من عودة يسوع الديان هؤلاء الذين رفضوا أن يرحموا غيرهم قبل مجيئه. وأمَّا الذين كانوا رحماء فسوف يرحمهم الديان في الدينونة العظمى (متى 25: 34-46). ولا يُعقل أيضا أن ينجح الأشرار ويتألم الأبرار نتيجة للفقر والعنف والظلم. لقد مرّ صاحب المزامير بنفس التساؤل "أَمَّا أَنا فقَد أَوشَكت أَن تعثُرَ قَدَمايَ وكادَت أَن تَزِلَّ خُطايَ. لِأنَي غِرْتُ مِنَ السُّفَهاء حينَ رأيتُ رَخاءَ الأَشْرار" (مزمور 73: 2-3) ثم يتساءل صاحب المزامير "إلى متى الأَشْرارُ يا رَبُّ إلى متى الأشْرارُ يَبتَهِجون؟ شَعبكَ يا رَب يَسحَقون، وميراثَكَ يُذِلُّون، الأَرمَلَةَ والنَّزيلَ، يَقتُلون، واليَتيمَ يَذبَحون. مَن أَدَّبَ الأمَمَ أفلا يُعاقِب؟" (مزامير 94: 3، 10). إن نجاح الأشرار لا يدوم. فإن مخالفة وصايا الله تؤدي إلى الموت والدينونة كما جاء في تعليم يعقوب الرسول "الخَطيئَةُ إِذا تمَّ أَمرُها خَلَّفَتِ المَوت" (يعقوب 1: 15). ومن هنا تأتي أهمية عودة المسيح للدينونة كما يقول صاحب المزامير " يَدينُ الدّنيا بِالبِرّ والشُّعوبَ بأمانَتِه"(مزمور 96:13). إضافة إلى ذلك، إنَّ عودة المسيح هي تحقيق للنبوءات. فالمسيح هو المنتظر في آخر الأزمنة الذي تنبَّأ عنه دانيال النبي موصفا إياه " ابن الإنسان"(دانيال7: 13). وقد أنبأ المسيح نفسه عن تلك العودة (لوقا 17: 24-26). فعودته في نهاية العالم هي احدى نبوءات سيدنا يسوع المسيح. ونحن نعلم انه آتٍ كما ورد في الكتب المقدسة "فيسوعُ هذا الَّذي رُفِعَ عَنكُم إلى السَّماء سَيأتي كما رَأَيتُموه ذاهبًا إلى السَّماء" (إعمال الرسل 1: 11). إذا لا بدَّ للمسيح إن يعود، لكن السؤال متى؟ |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 63706 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() متى تكون عودة المسيح في المجد؟ إن انتظار مجيء الرب محفوف باللبُس، بالرغم من أنَّ المؤمنين تأكّدوا بأن "يسوعُ هذا الَّذي رُفِعَ عَنهم إلى السَّماء سَيعود كما رَأَوه ذاهبًا إلى السَّماء يسوع" (أعمال 1: 11)، إلا أنهم يجهلون تماماً ساعة هذا المجيء (متى 24: 42)، ولا يعلمون اليوم الذي اقرَّه الآب السماوي " وأَمَّا ذلكَ اليومُ أَو تِلكَ السَّاعة فما مِن أَحَدٍ يَعلَمُها"(مرقس 13: 32). فلا أحد على وجه الأرض يعرف مسبقا متى سيأتي يسوع. إنما يذكر بولس الرسول بان ذلك اليوم سيأتي كاللص، جالباً معه آلاماً مبرّحة" أَمَّا الأَزمِنَةُ والأَوقات فلا حاجةَ بِكُم، أَيُّها الإِخوَة، أَن يُكتَبَ إِلَيكم فيها لأَنَّكم تعرِفونَ حَقَّ المعرِفَة أَنَّ يَومَ الرَّبِّ يَأتي كَالسَّارِقِ في اللَّيل" (1 تسالونيقي 5: 1-2). ويرافق عودة المسيح آلام عظيمة، إأذ أعلن الكتاب المقدس عن هذه اليوم بعبارات "يوم نور" (عاموس 5:18) و"يوم غمام" (حزقيال 30: 3) "يوم ثأر" (صفنيا 1:18) "ويوم انتقام" (أشعيا 34: 8)؛ إنه "نهاية العالم " (دانيال 9: 26). في العهد القديم يُفهم "يوم الرّب" على أنّه الزمن الّذي سوف يُظهر الربّ فيه مجده وقوّته، ويهزم أعداء شعبه إسرائيل. وقد أعلن النبي عاموس أنّ "اليوم" كان يعني محاسبة إسرائيل والأمم كذلك (عاموس 5، 18-20). وأعلن يوئيل النبي أنّه في هذا "اليوم" سوف يخلِّص أولئك الّذين يكونوا قد تابوا بصدق، بينما أولئك الّذين يكونوا قد ظلّوا أعداء الرب، سواء كانوا يهوداً أو أمميّون، سوف يُعاقبون (راجع يوئيل 2). يشير "يوم الربّ" في العهد الجديد بمصطلحات مختلفة مثل "يوم الافتقاد" (1 بطرس 2: 12)، و"يوم الغضب" (رومة 2: 5)، و"يوم الدينونة" (2 بطرس 2: 9)، و"ذلك اليوم" (متى 7: 22)، و"يوم الرب" (1 تسالونيقي 5: 2)، و"يوم الرب يسوع "(1 قورنتس 1: 8)، و"يوم المسيح" (فيلبي 1: 6-10)، و"يوم ابن الإنسان" (لوقا 17: 24-26). ونصادف أيضا مصطلحين يونانيين وهما: ل¼€د€خ؟خ؛ل½±خ»د…دˆخ¹د‚" أي الظهور (2 تسالونيقي 1: 7) ود€خ±دپخ؟د…دƒل½·خ± أي المجيء الثاني المجيد (متى 24: 3). ويعني هذا المصطلح عادة "حضور" (2 قورنتس 10: 10)، أو "مجيء" (2 قورنتس 7: 6-7). وكانت تستخدم هذه المصطلحات في العالم اليوناني-الروماني للدلالة على زيارات الأباطرة الرسميّة. وبعبارة أخرى يتّضح من مصطلحات العهد الجديد بأنَّ يوم الرب يشير إلى "يوم عودة المسيح" في المجد. بينما لا نعرف زمن عودته، لكن عندما يجيء يسوع المسيح ثانية سيكون سلطانه ووجوده معلنان وواضحان لكلّ إنسان. ولن يحتاج أيّ إنسان إلى نشر هذه الرسالة لأنّ الجميع سيرونها بأنفسهم. لم يكن غرض المسيح من عدم إعلانه الساعة أو يوم مجيئه الثاني أن يثير التنبؤات والحسابات بحثا عن ذلك التاريخ، بل ليحذِّرنا للاستعداد لمجيئه. وفي هذ الصدد يقول القديس أوغسطينوس "إن كنا مستعدين، فلن يَضرَنا شيء إن كنا لا نعلم يوم مجيء الرب". ومن الخير أننا لا نعرف بالتحديد متى سيأتي المسيح، فلو أننا عرفنا بالتحديد، فقد نجرّب بالكسل في خدمتنا للمسيح، بل الأسوأ من ذلك أن نستمر في أخطائنا، ولا نرجع إلى الله إلا عند النهاية. وليست وسيلة أنجع من ترك يسوع بدون تحديد دقيق وقت رجوعه. إذ شاء الله أن يُبقي موعد مجيئه الثاني غير مُحدّد ليعطينا وقتاً طويلاً للتوبة، وتركنا حيارى أمام المجهول، لئلّا يُعطي أيّ واحد منّا فكرة عن يوم معيّن. فكما حدث في أيام الطوفان، هكذا تكون ساعة الدينونة على حين غرّة وسطَ مجرى حياتنا الطبيعيّة ونشاطاتنا ومعاناتنا. يوضح لنا إنجيل متى أنَّ عودة المسيح المنتظر حين يأتي، لا يترك مجالا لأيَّ شك، حيث انه لا يوجد ما يدعو إلى القلق والاهتمام بتوقيت اليوم وتحديد ظروف ذلك المجيء لان المسيح سيكون في كل مكان عند مجيئه، ولا أحد يُفلت من الدينونة" كما أَنَّ البَرقَ يَخرُجُ مِنَ المَشرِق ويَلمَعُ حتَّى المَغرِب، فكذلِك يَكونُ مجيءُ ابنِ الإِنسان. وحيثُ تَكونُ الجيفَةُ تَتَجَمَّعُ النُّسور"(متى 24: 27-28). لذا علينا إن نكون دوماً على أهبة الاستعداد. ميّز الكتاب المقدس بين زمن عودة المسيح وبين الزمن الحاضر. زمن عودة المسيح هو زمن إقامة الملكوت المسيحاني المجيد الذي ينتظره إسرائيل. وهذا ما نستشفه من جواب يسوع إلى سؤال الرسل: "فسأَلوه: ((يا ربّ، أَفي هذا الزَّمَنِ تُعيدُ المُلْكَ إلى إِسرائيل؟)) فقالَ لَهم: ((لَيَس لَكم أَن تَعرِفوا الأَزمِنَةَ والأَوقاتَ الَّتي حَدَّدَها الآبُ بِذاتِ سُلطانِه" (أعمال الرسل 1:6-7). وهو زمن سيجلب للبشر نظام المحبة والسلام والبر (أشعيا 11/ 1-9). وقد يسأل السّاخرون "أَينَ مَوعِدُ مَجيئِه؟" (2 بطرس 3: 4). لكن في الوقت المحدّد، سيتجلّى أَبناء اللّه، والقدّيسون المحجوبون "يُشِعُّونَ حِينَئذٍ كالشَّمْسِ في مَلَكوتِ أَبيهِم" (رومة 8: 19). أمَّا الزمن الحاضر فهو زمن الروح والشهادة (أعمال الرسل 1:8)، ولكنه زمنٌ موسوم بسمة الضيق والشدة أيضا كما ورد في تعليم بولس الرسول "وأَرى أَنَّ حالَهُم حَسَنَةٌ بِسَبَبِ الشِّدَّةِ الحاضِرة " (1 قورنتس 7: 26)، كما إنه زمن "امتحان الشر" كما أكّد بولس الرسول "مُنتَهِزينَ الوَقتَ الحاضِر، لأَنَّ هذِه الأَيَّامَ سَيِّئَة" (أفسس 5: 16) والذي يفتح صراعات الأيام الأخيرة كما يصرح يوحنا الحبيب "يا بِنَىَّ، إِنَّها السَّاعةُ هي الأَخيرة. سَمِعتُم بِأَنَّ مَسيحاً دجَّالاً آتٍ وكَثيرٌ مِنَ المُسَحاءِ الدَّجَّالين حاضِرونَ الآن. مِن ذلِكَ نَعرِفُ أَنَّ هذه السَّاعَةَ هي الأَخيرة" (1يوحنا 2: 18). يبدو إنَّ المسحاء الدجَّالين أو المسحاء الكذَّابين لم ينقطع وجودهم منذ أيام الرسل "فقَد قامَ ثودَسُ قَبلَ هذهِ الأَيَّام، وادَّعى أَنَّه رَجُلٌ عَظيم، فشايَعَه نَحوُ أَربَعِمِائةِ رَجُل، فقُتِلَ وتَبَدَّدَ جَميعُ الَّذينَ انقادوا لَه، ولَم يَبْقَ لَهم أَثَر. وبَعدَ ذلك قامَ يَهوذا الجَليليُّ أَيَّامَ الإِحصاء، فَاستَدرَجَ قَومًا إلى اتِّباعِه، فَهَلَكَ هو أَيضًا وتَشَّتَتَ جَميعُ الَّذينَ انقادوا لَه"(أعمال الرسل 5: 36-37). ويقول يوسيفوس فلافيوس، المؤرخ اليهودي" أن مزورين كثيرين وسحرة جذبوا إليهم كثيرين إلى البرِّية يخدعونهم، فمنهم من جنّ، ومنهم من عاقبه فيلكس الوالي الروماني، من بينهم ذلك المصري الذي ذكره الأمير حين قال لبولس الرسول "أَفَلَستَ المِصرِيَّ الَّذي أَثارَ مُنذُ أَيَّامٍ أَربَعَةَ آلافِ فَتَّاك، وخَرَجَ بِهم إلى البَرِّيَّة؟" (أعمال الرسل 21: 38). وهذا المصري وعد الآلاف أنه يهدم أسوار أورشليم بكلمة"؛ وفي نهاية الحرب اليهودية الثانية في سنة 135، أعلن عقيبه معلم المجمع إن باركوخبا هو المسيح. لذا علينا إن نبقى في ترقب وسهر "فَاحذَروا واسهَروا، لِأَنَّكم لا تَعلَمونَ متى يَكونُ الوَقْت" (مرقس 13: 33-37). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 63707 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ما هي علامات عودة المسيح؟ لا نعلم ساعة أو يوم عودة المسيح، لكن المسيح طلب منا أن نكتشفَ علامات عودته من خلال مثل التينة. "مِنَ التِّينَةِ خُذوا العِبرَة: فإِذا لانَت أَغْصانُها ونَبَتَت أَوراقُها، عَلِمتُم أَنَّ الصَّيفَ قَريب" (مرقس 13: 28). إذ أنَّ أوراق التين في فلسطين من أكبر الأدلة على اقتراب الصيف. كذلك هناك علامات كبرى لعودة المسيح تقدمها لنا الكتب المقدسة، وهي: اهتداء "كل إسرائيل" إلى المسيح، واضطهاد الكنيسة، وزعزعة قوى الكون واضطرابات سياسية دولية وعلامة ابن الإنسان. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 63708 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() العلامة الأولى لعودة المسيح المجيدة معلَّقة بوقت اعتراف كل إسرائيل بالمسيح كما جاء في تعليم بولس الرسول " إِنَّ قَساوةَ القَلْبِ الَّتي أَصابَت قِسمًا مِن إسرائيلَ ستَبْقى إلى أَن يَدخُلَ الوَثنِيُّونَ بِكامِلهم، وهكذا يَنالُ الخَلاصَ إِسرائيلُ بأَجمَعِه" (رومة 20:11). وإنَّ قساوة القلب متأتية من عدم الإيمان؛ إذ تصلب قسم من شعب إسرائيل في "عدم الإيمان" بيسوع، "إِنَّها قُضِّبَت لِعَدَمِ إِيمانِها" (رومة 11: 20). فدخول الشعب اليهودي في الخلاص المسيحاني في أعقاب شعوب الأمم يتيح للشعب اليهودي أنَّ "يحقق ملء اكتمال المسيح "فنَصِلَ بِأَجمَعِنا إلى وَحدَةِ الإِيمانِ بِابنِ اللهِ ومَعرِفَتِه ونَصيرَ الإِنسان الرَّاشِد ونَبلُغَ القامةَ الَّتي تُوافِقُ كَمالَ المسيح" (أفسس 13:4)، الذي يكون فيه " اللّهُ كُلَّ شَيءٍ في كُلِّ شيَء"(1 قورنتس 28:15). في رأي العلامة أوريجانوس"أن عودة مريم أخت موسى وهرون إلى المحلة بعد أن أصابهم البرص وبقيت سبعة أيام خارج المحلة ولم يرتحل الشعب حتى أُرجعت مريم (عدد 12: 15) تشير إلى الشعب اليهودي الذي أُصيب ببرص عدم الإيمان فصار خارج المحلة، حتى يعود في أواخر الدهور إلى المحلة من جديد مع كنيسة الأمم في العالم كله!". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 63709 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() العلامة الثانية لعودة المسيح هي اضطهاد الكنيسة. وتنبأ يسوع "قَبلَ هذا كُلِّه يَبسُطُ النَّاسُ أَيدِيَهُم إِلَيكمُ، ويَضطَهِدونَكم، ويُسلِمونَكم إلى المَجامِعِ والسُّجون، وتُساقونَ إلى المُلوكِ والحُكاَّمِ مِن أَجْلِ اسمي" (لوقا 21: 12). فقبْل عودةِ المسيح لا بدَّ للكنيسة من إن تجتاز امتحانا أخيرا يزعزع إيمانَ كثيرٍ من المؤمنين كما قال يسوع: "متى جاءَ ابنُ الإِنسان، أَفَتُراه يَجِدُ الإِيمانَ على الأَرض؟ (لوقا 18: 8). وهذا الاضطهاد هو امتحان الكنيسة الأخير (تعليم الكنيسة الكاثوليكية 675). يقوم امتحان الكنيسة من خلال طريق الإلحاد بظهور المسيح الدَّجَّال حيث يجحد الإنسان بالله ويمجّد الإنسان نفسَه مكان الله ومسيحه المتجسد كحل لقضايا البشر. وفي هذا الصدد نقرأ في رسالة بولس الرسول "فلا بُدَّ قَبلَ ذلِكَ أَن يَكونَ ارتِدادٌ عنِ الدِّين، وأَن يَظهَرَ رَجُلُ الإِلْحاد، اِبْنُ الهَلاك، الَّذي يُقاوِمُ ويُناصِبُ كُلَّ ما يَحمِلُ اسمَ الله أَو ما كانَ مَعبودًا، حتَّى إِنَّه يَجلِسُ في هَيكَلِ الله ويُعلِنُ نَفْسَه إِلهًا" (2 تسالونيقي 4-12). ويكشف يوحنا الرسول عن المسيح الدَّجَّال بقوله" ذلك بِأَنَّه قدِ انتَشَرَ في العالَمِ كَثيرٌ مِنَ المُضِلِّين لا يَشهَدونَ لِيسوعَ المسيحِ الَّذي جاءَ في الجَسَد. هذا هو المُضِلُّ المسيحُ الدَّجَّال" (2 يوحنا 1: 7). وقد حاولت الكنيسة إن تنبذ المسيح الدَّجَّال في تزويره للملكوت الآتي سواء في صيغته المعروفة بالألفية التي تتناقض مع التأجيل، أو في صيغته السياسية كمسيحانية علمانية "فاسدة في جوهرها" (تعليم الكنسة الكاثوليكية رقم 676). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 63710 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() اضطرابات كونية: العلامة الثالثة لعودة المسيح في المجد هي زعزعة القوى الكونية. وقد أعلن الكتاب المقدس عن هذه الزعزعة لدى يوم عودة الرب يسوع بعبارات مختلفة " تُطْوى السَّمَواتُ" (أشعيا 34: 4): و"الأرض ترتعد" (يوئيل 2: 1) و"العالم يخرب" (أشعيا 7: 23) وعبارة "عِندَ انطِفائِكَ أُغَطِّي السَّمَوات وأُلبسُ الكَواكِبَ حِدادًا وأغَطِّي الشَّمسَ بِغَمام والقَمَرُ لا يُنيرُ بِنورِه" (حزقيال 32: 7) و"يستولي الذعر على البشر" (أشعيا 2:10) و"يسودهم الاضطراب" (حزقيال 7: 7) و"يأخذهم الهلع" (أشعيا 13: 8) و"يبتلوا بالعمى"(صفنيا 1:17) و"ترتجف قلوبهم" (أشعيا 13:7). إنه "الفناء العام" (صفنيا 1:18) إنها "النهاية" (حزقيال 7: 6) أنها "الدينونة" (ملاخي 3: 20). وتشير هذه الأوصاف أولا إلى اليوم الأخير، إلا أنها تنطبق على أحداث مجرى التاريخ مثل خراب اورشليم (حزقيال 13:5). وفي هذا الصدد يقول بطرس الرسول " سيَأتي يَومُ الرَّبِّ كما يأتي السَّارِق، فتَزولُ السَّمَواتُ في ذلِكَ اليَومِ بدَوِيٍّ قاصِف وتَنحَلُّ العَناصِرُ مُضطَرِمةً وتُحاكًمُ الأَرضُ وما فيها مِنَ الأَعْمال" (2بطرس 3: 10). ونعاني اليوم من تلوّث الطبيعة وتهديدها الحراري بحيث انقرضت مساحاتُ غاباتٍ كبيرة ولا تزال تنقرض. |
||||