16 - 09 - 2014, 03:05 PM | رقم المشاركة : ( 6151 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصّلاة والحياة مقدمـة نعالج في هذا الموضوع الأخير العلاقة بين الصّلاة، أيّاً كان نوعها، والحياة، حياة مَن يصلّي. ونتساءل: هل تؤثر الصّلاة في تفكيرنا ومسلكنا، أم هناك فصل بين مجالين غير متداخلين: مجال الصّلاة ومجالات حياتنا الدنيويّة في كل مراحلها. وهل تشكّل الصّلاة التي لا تنفح الحياة عائقاً لتقدّمنا الروحيّ وعثاراً للآخرين؟ أ. يسوع يربط بين الصلاة والعمل (لوقا ٤٦،٦-٤٩) - إنّ العلاقة بالرب (الصّلاة) تُبنى على العمل بمشيئته، لا بالأقوال. - ولا ينفع الاعتداد بأنّنا ننتسب إليه ونتكلّم باسمه، ونعمل عكس ما يريد. يسوع يعتبر ذلك نفاقاً. - ولقد حذَّر يسوع من رياء الكتبة والفريسيين: قول دون عمل: (متى ٢٣) كما طوّب أمه وتلاميذه الذين يسمعون ويعملون: (لوقا ١٩،٨-٢١). - وكان الأنبياء يحذّرون أيضاً: هذا الشعب يكرّمني بشفتيه وقلبه بعيد مني: (متى ٧،١٥-٩). ب. ربط الحياة كلّها بالله لربط الصّلاة بالحياة لا بدّ من ربط حياتنا بالله واكتشاف إرادته والعمل بها. - إرادة الله ظاهرة في تصميمه الخلاصي (افسس ١) وفي وصاياه وفي الكتاب المقدّس والكنيسة. - وإرادة الله ظاهرة في ما نقوم به من واجبات ونتحمل من مسوؤليات بوحي من تعليم يسوع ومثله بنية مستقيمة دون استغلال مراكزنا والآخرين لمنفعتنا الخاصة. - وهذا يفترض الثقة البنوية بالله وطاعته لأنّه أبّ يحبّنا: مثل الابنين متى ٢٨،٢١-.٣٢ ج. وسائل ومقاييس من الوسائل - المحافظة على الصّلاة الشخصيّة اليوميّة، ورفع القلب الى الله وتذكّره بصلوات قصيرة أثناء العمل وقيادة السيارة... مثلاً: يا يسوع أنا أحبك؛ الشكر لك يا رب... - المثابرة على فحص الضمير اليوميّ لاكتشاف نِعم الله ومحبته لنا والشكر عليها، ولطلب معونته لإصلاح الذات واكتساب الفضيلة. الاستعانة بكتاب صلاة والعهد الجديد لتغذية صلاتنا وربطها بيسوع. وحفظ بعض الآيات وتردادها. مقياسان مهمّان - المغفرة والتسامح: متى .١٤،٦ - محبة الآخرين بخدمتهم والحفاظ على صيتهم. خاتمـة المشاركة في صلوات الرعيّة والطقوس ومعاشرة يسوع في إنجيله يخلق فينا الشوق لمحادثته والاصغاء اليه والاقتداء به وتتميم إرادته فنتخلّق بأخلاقه وذلك بمعونة الروح القدس وشفاعة أمنا مريم |
||||
16 - 09 - 2014, 03:07 PM | رقم المشاركة : ( 6152 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صلاة يسوع
الصلاة الهدوئيَّة مقدمة عن الصلاة: الصلاة استراحة للنفس. تحتل الصلاة لدى المؤمن الجهد الأكبر من حياته لأنها تجعله في صلة مع الله مصدر حياته وهدفها. والصلاة يجب أن تكون متواصلة. إن كان الحديث مع الله بتواضع, بإحساس النفس عميق, بإحساس بخطيئتها عندئذٍ لا تكون الصلاة عبئًا على الإنسان بل تريحه خاصة إذا كانت هكذا قلبية. دراسة الكتاب المقدس تساعد كثيرًا لهذا النوع من الصلاة لأن مطالعة الكتاب تُدخل الدفء إلى النفس وتنقل المصلي إلى أجواء روحية. يؤكد لنا الرب يسوع في الإنجيل "إن كل ما تطلبونه في الصلاة فآمنوا أنكم قد نلتموه فيكون لكم"(مر 11: 24). يقف فيها الإنسان أمام الله بالذهن بأعماق كيانه دون أن يستخدم الصور والتخيّلات. يقول القديس سلوان الآثوسي في هذا الصدد: "لا بالتخيلات والصور الممزوجة مع الفكر, لا بالوعي العقلي حيث يشترك الإدراك فقط, بل بالفكر والقلب معًا مع انسحاق وتوبة وإحساس بمحبة الله".يشهد الكتاب المقدس على مثل هذه الصلاة في حياة المسيحيّين الأولى. نقرأ في أعمال الرسل "هؤلاء كلّهم كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة مع النساء ومريم أم يسوع ومع أخوته"(أع 1: 14). وبولس الرسول يذكّر: "مصلّين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة لأجل جميع القديسين"(أف 6: 18).نحن نجد في الكتاب المقدَّس أن كل إعلان إلهي كان يُنظر إليه كظهور إلهي، كفعل الله المباشر. وجنبًا إلى جنب مع ذلك كان الاسم يحوي قوّة مزدوجة حسًا بالإله الحيّ من جهة ومعرفة به من جهة أخرى. من هنا الخوف من "نطق اسمه باطلاً" (خر 20: 7). فالاسم يسوع يدلّنا، أولاً وقبل كل شيء، على سبب مجيء الله في الجسد "لأجل خلاصنا". ففي أخذه طبيعتنا يشير الله إلى أنه بإمكاننا، نحن أيضًا، أن نصبح أبناء الله. ممارسة صلاة يسوع: "أيها الرب يسوع المسيح ارحمني"هذه هي العبارة التي نرددها عادة وفي صيغتها المطوّلة نقول:"أيها الرب يسوع المسيح يا ابن الله ارحمني أنا الخاطىء". تقوم هذه الصلاة على استدعاء الاسم، اسم يسوع, بصورة متواصلة مما يعطي الصلاة قوّتها. القوة تأتي من الاسم ومن استدعائه بصورة متواصلة. الاسم هو قلب الصلاة, يمكن لنا أن نقول "يسوع المسيح" أو نقتصر على اسم "يسوع". عادة نردّد الصلاة مسموعة لكن يمكننا أن نردّدها بالفكر. عندما يتعب اللسان يلتقطها الفكر وعندما يعتاد الفكر عليها ينزلها إلى القلب ليجتمع الفكر مع القلب فيصبح الإنسان كلّه يردّد الصلاة, يصلّي كيانه كله من كل قلبه وذهنه وفكره. ما يجعل هذه الصلاة عمليّة هو أننا نستطيع أن نردّدها في كل حين وفي كل مكان, في الغرفة, في البيت, على الطريق, في المكتب وفي الكنيسة... يمكن أن نصلي ونحن ماشين, واقفين أو جالسين ولكن ليس نائمين. على المبتدئين أن يختاروا في البداية أماكن هادئة وأوقاتًا معينة. هناك إذًا ممارسة مركزة ومبرمجة لصلاة يسوع (هذه الممارسة تدعى قانونًا مثلاً عند الرهبان) وهناك ممارسة حرّة تتم في كل وقت وفي كل مكان. إن صلاة يسوع لها قوة كبيرة إلى حدّ أنها تفعل حتى في اللاوعي. بهذا المعنى نفهم عبارة نشيد الأناشيد "أنا نائم وقلبي مستيقظ"(نش 5: 2 ). هكذا بفضل رحمة السيّد الغزيرة يحيط اسمه بهالة من الفرح والحرارة والنور "اسمك عطر مهراق... فاجذبني"(نش 1: 3-4). لا تتعارض صلاة يسوع مع الصلوات الليتورجية مع العلم أنه في بعض الأحيان يمكن لها أن تحلّ مكان صلاة الغروب والسحر والساعات ما عدا القداس الإلهي. ميزتها أنها تبسِّط حياتنا الروحية (تجعلها بسيطة غير معقدة) وتوحدّها. كل من يصلي صلاة يسوع يتَّحد بالمسيح عن طريق الصلاة وبه وفيه يتحد بأعضاء الكنيسة الجامعة. يتجاوز الانقسامات البشرية. استدعاء اسم يسوع طريق إلى الوحدة المسيحية. "لكن تأتي ساعة وهي الآن حاضرة" يقول يسوع للسامرية (يو 4: 23). أتت الساعة لأن يسوع حاضر. "أنا هو القيامة والحياة", يقول يسوع لمرتا في حادثة إقامة لعازر الرباعي الأيام (يو 11: 25). هي تساعدنا أيضاً أن ندخل في صلة مع أمواتنا. حياتهم الحقيقية هي في يسوع المسيح, في اسم يسوع نتصل بالقديسين "واسمه على جباههم"(رؤ 22: 4). "كل شيء يجمع في المسيح"(اف 1: 10.الاسم يسوع كامل, حضور شامل. عدسة تستقطب نور يسوع الساطع. اسمُ الذي هو نور العالم, يساعدنا على إضرام النار في القلوب "جئت لألقي ناراً على الأرض"(لو 12: 49), لنصبح إناءً مختارًا. فيقول لي المسيح كما لشاول "لأن هذا لي إناء مختار ليحمل اسمي" (أع 9: 15). القديس غريغوريوس بالاماس (1296 - 1359) تكلم عن النُّور غير المخلوق والتمييز بين الجوهر والقوى. كل ذلك نتيجة خبرة صلاة يسوع. الصلاة أو الهدوء متَّصل بالإيمان القويم, بالأعمال الصالحة وبأعمال الرحمة. ترتبط أيضًا بقراءة الكتاب كما ذكرنا, بالسهر وبالصوم ونظام الطعام, إلى حدّ تستطيع فيها النفس أن تقول مع نشيد الأناشيد "لقد جرح قلبي بالعشق الإلهي ". "يا ربي يسوع المسيح، يا ابن الله، ارحمنا وارحم عالمك"_لقد أُعطي لنا اسم يسوع بكشف من العلى. وهو ينبثق من المدار الإلهي الأزلي وليس بأي شكل من الأشكال نتاج عقل أرضيّ, رغم أنه يعبّر عنه بكلمة بشريَّة يوميَّة. الكشف فعل وهو طاقة الألوهة، وينتمي بحدّ ذاته إلى مدار آخر يتخطّى الطاقات الكونيَّة. وفي مجده السماويّ اسم يسوع يفوق الكون ويسمو عليه. إن من يؤمن بأن وصايا الإنجيل أُعطيت من لدن الإله الواحد الحقّ يستنبط قوَّة من هذا الإيمان بالذات لكي يحيا على صورة المسيح. إن صلاة يسوع في جوهرها هي أرقى أنواع الصلاة في شكلها الخارجيّ، ولكن عمليًا، بسبب عدم تمكننا من الاستمرار فيها لوقت طويل "بذهن نقيّ"، يستعين المؤمنون بـ"المسبحة". هكذا باسم يسوع المسيح يصير ممكنًا أن نغطّي كل حدث داخلي أو خارجي. وهكذا تصبح هذه الصلاة العجيبة شاملة جامعة الهدوء القلبي والصمت في الصلاة: إن لفظ هدوئيّ يعني في الأصل الناسك أو الراهب الذي يعيش في عزلة, لا وسط جماعة رهبانيّة. من هذا المنطلق, تُفهم الهدوئيّة على أنها حالة وجدانيّة داخليّة. أما أعمق معاني الهدوئيّة فهو"العودة إلى الذّات". فالهدوئيّ، بالمعنى الحقيقيّ للكلمة، ليس هو من يمضي الوقت خارجًا في الصحراء, بل هو المسافر داخليًا في قلبه الخاص. ليس الهدوئيّ من ينقطع جسديًا عن الآخرين, مقفلاً باب صومعته, بل إنه من "يعود إلى ذاته" مقفلاً باب نفسه. ولئن كان الهدوئي متوحدًا يعيش في الصحراء, إلاَّ أن الوحدة ليست مكانًا جغرافيًا بل حالة روحيّة. فالصحراء الحقيقيّة موجودة في عمق القلب. الابتعاد عن الناس, والتزام الصمت, والعزلة: هذه هي درجات الهدوئيّة الثلاث. الدرجة الأولى مكانيّة, وهي "الابتعاد عن الناس" خارجيًا وجسديًا. الثانية خارجيّة وهي "الصمت" أي الامتناع عن الكلام. ومن أجل التوصّل إلى الراحة الداخليّة الحقيقيّة لا بدّ من العبور من الدرجة الثانية إلى الدرجة الثالثة, أي من الهدوئيّة الخارجيّة إلى الهدوئيّة الداخليّة _ إلى ما يدعوه القدّيس أمبروسيوس أسقف ميلانو (+ 397) "الصمت الفاعل والخلاَّق". إذًا, الهدوء القلبيّ يعني الانتقال من صلاتي أنا إلى صلاة الله الذي يعمل فيَّ أو, الانتقال من الصلاة "المرهقة" و"الصارمة" إلى الصلاة "العفويَّة" والمتدفّقة". والصمت الحقيقيّ أو الهدوء القلبيّ هو, في معناه الأعمق, مطابق لصلاة الروح القدس غير المنقطعة فينا. وكما يقول القدّيس إسحق السريانيّ: "عندما يسكن الروح القدس في إنسان ما فإنّ هذا الإنسان لا يكفّ عن الصلاة لأنّ الروح القدس يصلّي فيه طوال الوقت. فسواء نام هذا الإنسان أو استيقظ, ومهما فعل, لا تفارق الصلاة نفسه, سواء أكل أم شرب أم خلد إلى النوم, وحتى في سباته العميق, فإنّ روائح الصلاة العطرة تفوح في قلبه ومنه دون عناء".إن استدعاء اسم يسوع يساعدنا على أن نركّز حول نقطة واحدة شخصيّتنا المفكّكة. فاستدعاء اسم يسوع باستمرار يساعدنا على تسليم أمرنا لله والابتعاد عن الثرثرة المتواصلة. هكذا تستطيع صلاة اسم يسوع أن تُحلّ الهدوئيَّة في القلب، وينتج من ذلك أنّ ذكر اسم يسوع يجب أن يتبع إيقاعًا معينًا ومنظمًا من أجل بلوغ الهدف المنشود. ويجب أن يكون هذا الذكر مستمرًّا من دون انقطاع قدر المستطاع، فبعض العناصر الخارجيَّة كمسبحة الصوف والتحكّم بحركة التنفّس، تساعد على تحقيق هذا الإيقاع المنتظم. ثمّ خلال تلاوة الصلاة, يجب أن يكون الفكر خاليًا من كلّ تخيّل عقليّ. الخلاصة : ليست قضية صلاة يسوع في تاريخها بل في ممارستها، فهي لم تزل حيّة خاصة في الشرق المسيحي. هي وديعة من تراثنا المقدّس, كنز ثمين لا يقدّر. كل مصلّ يمكنه أن يعتاد عليها أن يستفيد من ثمارها. حسبنا أن نقرع باب رحمة الله. سيفتح لنا المسيح الإله. إن أحببناه كثيرًا أعطانا كثيرًا فلنقل إليه بحماس. هو يعطينا وصياه الخلاصية، وممّا قاله لنا في ما يختص بالصلاة باسم يسوع: "مهما سألتم باسمي فذلك أفعله ليتمجد الآب بالابن إن سألتم شيئاً باسمي فإني أفعله"(يو 14: 13-14) و"الحق الحق أقول لكم إن كل ما طلبتم من الآب باسمي يعطيكم. إلى الآن لم تطلبوا شيئاً باسمي. أُطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملاً"(يو 16: 23-24). الهدوئيَّة طريق مفتوح للجميع: الأمر الوحيد الضروريّ هو الصمت الداخليّ لا الخارجيّ. وعلى الرغم من أنّ هذا الصمت الداخليّ يفترض "أن نقصي في الصلاة" كلّ تخيّل أو تصوّر في الصلاة، فالنتيجة النهائيَّة لهذا الرفض هي "أن نؤكّد", وبحيوّية جديدة, لكلّ شيء ولكلّ شخص، قيمته النهائيَّة في الله؛ ذلك أن الطريق السلبيَّة هي في الوقت عينه "تأكيدًا" ولكنَّه متطرّف. والدليل على ذلك الروايات الموجودة في كتاب "سائح روسي على دروب الربّ". فالفلاّح المجهول، بطل الرواية، يكتشف أنّ ترداد اسم يسوع بلا انقطاع يمنح علاقته بالخليقة الماديّة شكلاً جديدًا، ويجعل كلّ الأشياء شفّافة إذ تتحوّل إلى سرّ الحضرة الإلهيَّة. يقول القدّيس إسحق السوريّ إنّ اقتناء طهارة القلب أفضل من محاولة هداية الأمم. وهو لا يريد بهذا أن يحتقر العمل الرسوليّ بل أن يقول إنّ الإنسان، ما دام لم يتوصَّل إلى درجة معيَّنة من الهدوء الداخليّ، فنجاحه في هداية أيّ إنسان يبقى ضعيف الاحتمال. وهذا ما يعبّر عنه الأنبا موسى (تلميذ القدّيس أنطونيوس الكبير)، بقوله: "لأنَّهم مارسوا الهدوئيَّة بعمق أولاً, امتلكوا قوة الله الساكن فيهم؛ وعندئذ أرسلهم الله بين البشر". المراجع: 1-"أحاديث روحيَّة"، الأرشمندريت أفرام كرياكوس، منشورات دير سيدة البلمند البطريركي، 1996. 2-"الملكوت الداخليّ"، كاليستوس وير، تعريب كاترين سرور، تعاونيَّة النُّور الأرثوذكسيَّة للنشر والتوزيع م.م.، بيروت 2001. 3-"في الصلاة"، الأرشمندريت صفروني (سخاروف)، نقلته إلى العربيَّة الأم مريم (زكَّا), منشورات التراث الآبائي، دوما 1995. |
||||
16 - 09 - 2014, 03:08 PM | رقم المشاركة : ( 6153 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
همسات روحية
لنيافة الأنبا رافائيل روح الصلاة اتجه العالم إلى الفكر العلمي المادي المحسوس، وترك عنه روح الإيمان والصلاة والعبادة.. يؤمن الناس بما يرونه، وينشغلون بما يحققونه من إنجازات بالفكر والعقل والذكاء. تناسى الناس أن هناك الله الذي يحبنا ويستحق منَّا نظرة اهتمام وتقدير.. إنه ينادي في هدوء: "اِلتَفِتوا إلَيَّ واخلُصوا يا جميعَ أقاصي الأرضِ، لأني أنا اللهُ وليس آخَرَ" (إش45: 22).. ولكن ملايين البشر عنه لاهون .. حقًا قال الرب يسوع: "ماذا يَنتَفِعُ الإنسانُ لو رَبِحَ العالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفسَهُ؟ أو ماذا يُعطي الإنسانُ فِداءً عن نَفسِهِ؟" (مت16: 26). لا شك أن الإنسان استطاع بهذه القدرة الجبارة التي وضعها الله فيه واسمها العقل .. أن يعمل إنجازات كثيرة جدًّا، ويتغلب على الطبيعة الغاشمة، ويبني السدود والأبراج، ويغلب الأمراض والأوبئة، ويصنع الحضارة بكل ما فيها من خير للبشر .. الله نفسه يفرح بهذه الإنجازات المفيدة، لأنه وضع فينا العقل والقدرة على التفكير من أجل هذا. لقد خلقنا الله متميزين عن باقي الخليقة بالعقل والإرادة والحرية، فهل من المعقول أن نستخدم هذه العطايا الإلهية للبُعد عن الله، ونتناسى بل ونتجاهل وجوده في الكون. يستطيع الإنسان أن يعطي لكل شيء وقتًا.. للعب والفرجة عن النفس وللإجازة والمصيف ولمتابعة أمواله في البنوك وأسهمه في البورصة، وللحب والعلاقات الإنسانية، وللقراءة والتعلم والتدريب، والعمل والإنتاج، ويعطي وقتًا للإعلام بكل أنواعه ووسائله .. أما الله فليس له وقت، بل ليس له مكان في خريطة اليوم، بل وفي حياتنا كلها. آه لو يعود الإنسان مرة أخرى إلى الإيمان. آه لو اقترنت الحضارة الحديثة بنعمة الإيمان. آه لو خصصنا وقتًا ضئيلاً للصلاة والحديث مع الله، والتمتع بحبه وأبوته ورعايته. ما المانع أن الحضارة الحديثة تشهد للإيمان ولا تتعارض معه؟ لماذا يتكبر الإنسان على الله نفسه، ويتجاهل وجوده، ويتجاهل أن الله هو صانع الإنسان وعقله وحكمته وذكائه؟ لماذا يتجاهل البشر أنهم لم يستطيعوا غلبة الموت؟ وهل يتوقع البعض أن حياة الإنسان ستنتهي بالموت، ولا يكون هناك الله يحاسبنا على حياتنا وأعمالنا؟ وهل حياة تنتهي بهذا المصير المتلاشي تستحق المثابرة والجهاد والتعب والعناء والإنتاج؟ إن أجمل ما في الحياة أننا سنقف أمام الله ليكافئنا عن أعمالنا. هل لم يفكر البشر في هذه اللحظة الجميلة التي سنتواجه فيها مع خالقنا الذي أوكلنا على أمر الحياة على الأرض حقًا .. ماذا ينتفع الإنسان؟ |
||||
16 - 09 - 2014, 03:10 PM | رقم المشاركة : ( 6154 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حول الموت والصلاة لأجل الراقدين من أحاديث المطران أنطوني سوروجسكي (بلوم) إذا كنتم تؤمنون بأن الصلوات لأجل الأحياء تساعدهم، فلماذا تعتبرون من غير المعقول أن تصلّوا لأجل الراقدين؟ إن الحياة متواصلة بحسب قول الإنجيلي لوقا: "وَلَيْسَ هُوَ إِلهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلهُ أَحْيَاءٍ" (لو20: 38). "المحبة قوية كالموت" (نش8: 6) على سبيل المثال، الكلام المكتوب أو المنطوق للوعاظ والفلاسفة والكتّاب ورجال السياسة والذي قد غيّر مصير إنسان واحد أو البشرية كلّها يبقى في دائرة مسؤولية أصحابهم سواء أكانت نتائج هذا الكلام سلبية أو إيجابية. وبالتالي يتعلّق مصير هؤلاء الناس بنوعية تأثيرهم على حياة الذين يعيشون بعدهم. إن آثار حياة كل إنسان تبقى قائمة حتى يوم الدينونة، ويتحدّد مصيره في الأبدية ليس فقط بالفترة القصيرة من حياته الأرضية بل بنتائج حياته وآثارها الإيجابية والسلبية. إن الذين قبلوا البذور مثل التربة الخصبة بإمكانهم التأثير على مصير الراقدين بصلواتهم التي يطلبون من الله فيها أن يبارك الإنسان الذي كان قد غيّر حياتهم وساعدهم على إيجاد معنى الحياة. وعندما يتوجهون إلى الله بهذه المحبة والإخلاص والشكر غير المحدود ويدخلون الملكوت الأبدي الذي لا يعرف الحدود الزمنية، فيصبحون قادرين على التأثير على مصير الإنسان الراقد. إننا لا نطلب من الله أن يكون غير عادل، كما لا نتضرّع إليه أن يغفر الإنسان الراقد بالرغم من كل ما ارتكبه من الخطايا فحسب، بل نرجو منه أيضاً أن يباركه من أجل كل ما صنعه من الخير وحياة الناس الآخرين دليل على ذلك. إن صلاتنا هي عمل المحبة والشكر لأن حياة الإنسان الراقد تجد استمراراً في حياتنا إلى حدّ ما. لا نرجو من الله أن يكون غير عادل ولا نتصوّر أن محبّتنا وتعاطفنا يفوق محبّة الله، ولا نطلب منه أن تزداد رحمته إثر طلباتنا، بل ندلي بشهادة جديدة أمام الله نرجو منه قبولها وبركة الإنسان الذي لعب دوراً كبيراً في حياتنا. ومن المهمّ أن نفهم أن الهدف من هذه الصلاة ليس إقناع الله بشيء بل الشهادة بأن حياة الإنسان لم تذهب هباء وأنه كان يحبّ ويُحَبّ. كل من كان مصدراً للمحبة بشكل من الأشكال له حق الدفاع أمام المحاكمة الإلهية، ولكن الذين بقيوا على الأرض بعده عليهم الإدلاء بالشهادة بما كان قد عمله من أجلهم. لا يجري الحديث هنا عن العواطف الطيبة فقط. يقول القديس إسحق السرياني أن الصلاة يجب ألا تقتصر على الكلام، بل لا بد أن تصبح حياتنا كلها صلاة لله. ولذلك إذا أردنا أن نصلّي من أجل أحبّائنا الراقدين فلا بد أن توافق حياتنا هذه الصلاة. لا يمكن أن نكتفي بشعور ينشأ من وقت إلى آخر تجاههم ونطلب حينئذ من الله شيئاً لأجلهم، بل من الضروري أنّ كل بذرة محبة وحق وقداسة كانوا قد بذروها تأتي بثمر في حياتنا، بحيث يمكننا أن نتمثّل أمام الله لنقول إن الإنسان الفلاني قد بذر خيراً وكانت له صفات جعلتني أسير في الطريق الصحيح، ولكن هذه الثمار من الخير ليست لي بل له وهي مجده وتبريره إلى حدّ ما. للكنيسة الأرثوذكسية نظرة معيّنة إلى الموت والدفن. تبدأ صلاة الجناز بقول: "تبارك الله إلهنا..."، فلا بد من إدراك مدى خطورة هذا الكلام الذي يقال غصباً عن الموت والخسارة الصعبة والألم. أساس هذه الصلاة هي صلاة الصباح التي هي صلاة التمجيد والنور، حيث يقف أقرباء الراقد حاملين شموعاً مشتعلة في أيديهم وهي رمز القيامة. الفكرة الرئيسية من هذه الصلاة أننا نواجه الموت في الحقيقة، ولكن الموت لم يعد يخيفنا إذا كنّا ننظر إليه من خلال قيامة المسيح. وفي نفس الوقت من شأن هذه الصلاة إبراز ناحيتين للموت وازدواجيته. من ناحية، ليس من المعقول قبول الموت، إنه رهيب ونحن قد خُلقنا للحياة، ومن ناحية أخرى، الموت هو مخرج وحيد من العالم الذي أصبح رهيباً بسبب الخطيئة البشرية. لو ثبت عالم الخطيئة هذا إلى الأبد كما هو لكان جحيماً، ولكن الموت هو شيء وحيد يسمح بالخروج من هذا الجحيم المملوء بالألم والخطيئة. إن الكنيسة ترى هاتين الناحيتين، ونجد القديس يوحنا الدمشقي يتحدث في هذا الموضوع بكل وضوح، لأن الإنسان المسيحي لا يمكن أن يكون رومانسياً إذا جرى الحديث عن الموت. الموت هو الموت، وعندما نتحدث عن الصليب فيجب أن نتذكر أنه آلة الموت. الموت هو الموت بكل طبيعته البشعة والرهيبة، ولكن في نهاية المطاف هو الشيء الوحيد الذي يعطينا الأمل. من ناحية، نشتاق إلى الحياة، ومن ناحية أخرى، نشتاق إلى الموت أيضاً لأنه لا يمكن التوصل إلى كمال الحياة في هذ العالم المحدود. لا شكّ أن الموت هو الفساد ولكن هذا الفساد يقودنا بفضل النعمة الإلهية إلى كمال الحياة الذي لولا الموت لما كان من الممكن التوصّل إليه. يقول بولس الرسول: "الموت هو ربح" (في1: 21) لأننا ما دمنا في هذا الجسد نكون منفصلين عن المسيح. وعندما تكتمل مسيرتنا الأرضية بغضّ النظر عن الفترة الزمنية يجب أن نترك هذه الحياة المحدودة لدخول الحياة الأبدية. الجناز في الكنيسة الأرثوذكسية يقام حول التابوت المفتوح لأن الكنيسة تنظر إلى الإنسان ككائن متكامل له جسد وروح تهتمّ بهما على حد سواء. الجسد الذي تم تحضيره للدفن ليس كمجرّد ملابس تم خلعها لتحرير النفس كما يظن البعض، بل الجسد بالنسبة للإنسان المسيحي أهم من ذلك بكثير، فكل ما يحدث للنفس يشارك فيه الجسد أيضاً. إن التواصل مع هذا العالم ومع العالم الإلهي يتمّ من خلال الجسد إلى حدّ كبير. كل سرّ كنسي هو هبة من الله للنفس البشرية يشارك فيها الجسد أيضاً من خلال الأعمال والموادّ المعيّنة مثل الماء والزيت والخبز والخمر. لا يمكن أن نصنع خيراً أو نرتكب خطيئة إلا إذا شارك الجسد الروح في ذلك. ليس الجسد مخصصاً لمجرّد ولادة النفس ونضوجها ورحيلها، بل منذ اليوم الأول وحتى اليوم الأخير يكون الجسد مشاركاً للروح في كل ما يخصّها، ولا يكون الإنسان متكاملاً إلا بالروح والجسد معاً. فيبقى الجسد إلى الأبد مختوماً بختم الروح وحياتهما المشتركة. كما يرتبط الجسد بالروح هكذا يرتبط بالرب يسوع المسيح من خلال الأسرار الكنسية، فعندما نتناول جسد ودم الرب يتّحد الجسد بالعالم الإلهي الذي يمسّه من خلال هذا السر. إذا كان الجسد بلا روح فهو مجرّد جثة، أما الروح بلا جسد، حتى لو كانت روح القديس الصاعدة إلى السماء مباشرة، فهي لم تتوصل بعد إلى حالة النعمة تلك التي يُدعى إليها الإنسان بعد انقضاء الدهر عندما سينير مجد الله سواء في الروح أو الجسد. تُرجم من كتاب "مدرسة الصلاة" للمطران أنطوني سوروجسكي |
||||
17 - 09 - 2014, 01:27 PM | رقم المشاركة : ( 6155 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لماذا نفرح في التجارب؟! 1. عادة ما يأتي الشيطان ليهمس في أذاننا وقت التجارب بأن الله قاسٍ، لا يحبنا إذ سمح بهذه الآلام لنا، ولكن الشيطان كذاب وأبو الكذاب يو8: 44 ولنعلم أن:- 2. الله استمر في خلقة العالم ألاف الملايين من السنين ليجد آدم جنة يحيا فيها. 3. الألم دخل للعالم بسبب خطية آدم وليس بسبب قسوة الله "أنا اختطفت لي قضية الموت... وطبعًا اختطفت لي قضية الألم". 4. إذًا الألم ليس غضب من الله وكراهية وإلا فهل كان الله غاضبًا على المسيح وعلى بولس وعلى الطفل أبانوب. 5. قيل عن المسيح أن الله يُكمِّل رئيس خلاصهم بالآلام (عب 2: 10) ومن هنا نفهم أن الألم صار وسيلة للكمال. ولكن الألم يُكمِّل المسيح أي ليصير المسيح مثلى مختبرًا الألم، ليشابهنا في كل شيء. أما الألم لي أنا فيُكمِّلنى لأشبهه أنا الناقص الخاطئ. 6. المسيح جاء ليتألم معي ويشترك معي في الألم علامة محبة منه. والمسيح كإله قدير "حول العقوبة لي خلاصًا" فصار الألم طريق الكمال وبالتالي طريق السماء. ببساطة صار الألم لإصلاح العيوب التي فيَّ فأكمل. 7. الله استخدم الألم مع أيوب لينزع من داخله خطية كانت ستحرمه من السماء والله استخدم الألم مع بولس ليحميه من الكبرياء، حتى لا يسقط فيه. 8. صار الألم (والتجارب) كمشرط الجراح الذي ينزع من داخلنا حب الخطايا والميول المنحرفة، فكل منا تسكن الخطية فيه، لذلك ترك المسيح الألم لنا بعد الفداء (رو 7). 9. الشيطان في كذبه يستغل معاناتي من الألم ويشتكى الله بأنه قاسٍ، ويخفى عن عينيَّ محبته في تكوين العالم لأجلى، ولا يذكرني سوى بالألم. 10. هناك تعليم خاطئ، أن الله يجربني ليعلم ما في قلبي!! ولكن هذا خطأ. فالله فاحص القلوب والكلى ولا يحتاج لأن يجربني حتى يعرف ما في داخلي. بل هو يسمح بالتجارب لأكمل، فهو صانع خيرات "من تألم في الجسد كُفَّ عن الخطية" (1بط 4: 1)، "وبضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت الله" (أع 14: 22). وهذا التعليم الخاطئ كم سبب من ألام لأناس ظنوا أن الله يجربهم ليعرف ما في قلوبهم. 11. الله له أدوات يكمل بها الإنسان فهو يعطى عطايا مادية وبركات مادية وروحية تفرح الإنسان، ويسمح في نفس الوقت بآلام فهي طريق الكمال. وكلاهما (العطايا والآلام) هي طريق السماء. فكل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله (رو8: 28). 12. المشكلة الأساسية هي أننا مولودين بالخطية "بالخطية ولدتني أمي"، "والخطية ساكنة في جسدي" (رو 7: 17) وفي داخلنا عصيان وتمرد على الله. وأشهر انحراف في داخلنا هو محبة العالم والتلذذ به ونسيان الله وتركه. بل تحول العالم بدلًا من أن يكون أداة نحيا بها ليكون إله نسعى وراءه. لذلك فمحبة العالم عداوة لله (يع 4: 4) صرنا نتعبد للعالم، ولا نعرف طريقًا للذة سوى العالم وشهواته، ولم نعد نعرف أن الله قادر أن يشبعنا ويعطينا لذات روحية تسمو على اللذات العالمية. بل نسينا الله فصارت محبة العالم عداوة لله. ولذلك سمح الله بالألام أن تستمر... ولكن هل الألام تنقى ؟ حاشا بل التنقية هي بدم المسيح "دم يسوع المسيح إبنه يطهرنا من كل خطية" (1يو1: 7)، "والمتسربلون بثياب بيض في السماء غسلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم في دم الخروف" (رو7: 14). إذاً ما فائدة الضيقة: 1. بها نزهد في محبة العالم بل تعمل على أن نكره الخطية التي سببت الألم. 2. نرتمي في حضن المسيح فيطهرنا دمه من كل خطية. أما من يجرى وراء العالم فكيف يطهره دم المسيح. التجارب هي فطام عن العالم، هي كأم تضع مرًا على إصبع طفلها حتى لا يضعه في فمه. والعجيب أن الله لا يتركني وسط التجارب، بل يعطيني عزاء وصبرًا لأتحمل، وهذا ما قالته عروس النشيد شماله (التجارب) تحت رأسي ويمينه (تعزياته) تعانقني (نش 2: 6). وهنا نجيب على السؤال لماذا نفرح في التجارب: 1. علامة حب من الله فمن يحبه الرب يؤدبه (عب 12: 6). وبهذا يجذبنا الله من محبة العالم. 2. طالما سمح الله بالتجارب فهو ينوى أن يخلصني من طبيعتي الساقطة والانحرافات التي في داخلي. فالفرح هو لأنني سأكمل بها وهي طريقي للسماء. 3. طالما هي شركة ألم مع المسيح فهي شركة مجد. إذًا هي طريقي للمجد. 4. بها تزداد تعزياتنا. ولكن لماذا لا نتعزى؟ أ. من لا يتعزى هو من شك في محبة الله وصدَّق خداع الشيطان أن التجربة علامة عداوة من الله. فقرر أن يتصادم مع الله، وإمتنع عن الصلاة، متصوراً أن الله يقسو عليه، ولا يريد أن يستمع له ويخرجه من التجربة. مثل هذا الإنسان تجده يشتكى الله دائماً أمام الناس، ويتصور أن الله يحب الناس كلها إلا هو. هو صَدَّق خداع إبليس. ب. امتنع عن الصلاة وطلب تعزيات الله. 5. والحل أ. أن يصدق هذا الإنسان أن الله يحبه وبالتجارب يكمله ويعده للسماء. ب. أن يؤمن بالله، ليس بأن الله واحد، فهذه حتى الشياطين تؤمن بها بل بأن الله صانع خيرات. ت. يقف ليصلى طالبًا التعزيات، ويقول لله " أنا أثق أن ما تسمح به هو للخير ولكني لست فاهم، ولكنك لا تخطئ فيما تسمح به يا رب. 6. التجارب لها هدف هام جداً. فبها نكتشف يد الله القدير. ربما بالخيرات المادية والروحية نكتشف الله الحنون، ولكن بالتجارب نكتشف يد الله القوية التي تستطيع أن تخرجنى من الضيقة. وبهذا ينمو إيماننا لكن بشرط أن نظل نشكر في خلال التجربة (كو2: 7) والشكر ممكن وسط الضيقة لو وضعنا في قلوبنا 1) الله لا يخطئ. 2) الله يحبنى. 3) الله صانع خيرات. 7. الله أب حنون يعلم التأثير المؤلم للتجربة على الإنسان، لذلك لا يتركه وحده بل يقول له "أنا معك" ويعطيه التعزية والفرح مما يجعله ينتصر على التجربة بل لا يشعر بها تقريبا. ويبدو أن هناك فهم خاطئ عند كثيرين، وهم الذين يتصورون أنه طالما الرب معنا فلا يمكن أن نتألم. وكان هذا موقف جدعون حينما قال له الملاك الرب معك (قض6: 12) فقال جدعون للملاك "إذا كان الرب معنا فلماذا أصابتنا كل هذه". ولكن ما حدث لهم من ضيقات كان لتأديبهم. وهذا من محبة الله (عب12: 6). ويقول الكتاب " وكان الرب مع يوسف "في بيت فوطيفار ومعه في السجن" (تك39: 2، 21) ورأينا ما حدث له من رعاية الله له والنعمة التي أعطاها له الله في أعين الجميع. وأنظر نتيجة تدابير الله مع يوسف. وهذا نفس ما حدث للثلاثة فتية، فهم لم يشعروا بآلام النار، بل تعزوا بوجود ابن الله معهم وسطها، وحُلَّتْ أربطتهم، بل كانوا شهادة للملك بأن الله مع أولاده يحميهم. إذًا لنفهم أن الله معنا في الضيقة يحفظنا فيها ويعزينا والنتيجة دائمًا للخير وهذا ما يفرحنا. أما ناقصي الفهم فمنطقهم"هل جزاء طهارة يوسف وحفظه للوصية أن يباع كعبد ويدخل السجن"! والإجابة أن تدبير الله كان لخير يوسف ولمصر ولكل المنطقة. تردد هذا السؤال عبر الكتاب المقدس لماذا الألم للأبرار؟ قاله أيوب وأرمياء وأساف (مزمور 73). وهذا سؤال الفلاسفة عبر العصور. وهنا يعقوب يقول بل نفرح في الألم لأنه تحوَّل إلى وسيلة للخلاص. وإذا فهمنا هذا لن نقول "لماذا أتت التجارب" بل نقول "لماذا لا تأتى التجارب" والفاهم يقول "لماذا لست أنا المجرب" ولا يقول "لماذا أنا المجرب يا رب". الألم دخل للبشرية بسبب خطيتي. والمسيح في محبته جاء ليشترك معنا في ألامنا، ويقول لنا الآن احتملوا معي بعض الآلام "أما قدرتم أن تسهروا معي ساعة واحدة " قال الأنبا بولا " من يهرب من الضيقة يهرب من الله". وقال أبونا بيشوي كامل "مَنْ ليس له صليب فليبحث له عن صليب، نفس بلا صليب كعروس بلا عريس". وبولس الرسول بالرغم من كل ألامه كان يقمع جسده ويستعبده، فهو يبحث عن صليب فوق صليب. فمن فهم مفهوم الصليب يجرى وراءه. لذلك قال داود النبى "أبلنى يا رب وجربنى، نقى قلبى وكليتىَّ" (مز26: 2) "سبعينية" فهو يطلب التجربة إذ فهم أنها تنقى وبالتالى يرى الله. وهذا هو نفس منطق يعقوب الرسول هنا أن نفرح في التجربة. أية 3: - عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا. امتحان إيمانكم = امتحان لا تعني أن الله لا يعرف إيماننا فيمتحننا لكي يعرف، بل الله يعرف فهو فاحص القلوب والكلى، لكن نحن لا نعرف ما هي طبيعة إيماننا والله بهذا الامتحان يكشف لنا طبيعة ونوعية إيماننا. هكذا سأل المسيح فيلبس "مِنْ أين نبتاع خبزًا ليأكل هؤلاء، وإنما قال هذا ليمتحنه لأنه هو علم ما هو مزمع أن يفعل" (يو 6: 5-7) فلقد كان إيمان فيلبس ضعيفًا، والسيد أراد أن يظهر له هذا الضعف ليصلح من إيمانه. فالله يمتحن إيماننا ليظهر ضعفات إيماننا ويظهر لنا إيماننا المشوه من جهة الله، وأخطائنا الإيمانية، ويكشف عن معرفتنا المشوهة من جهة المسيح فالتجارب لازمة لتظهر نوعية إيماننا. فهناك من يتصادم مع الله مع أول تجربة، وهناك من لا يثق في غفران المسيح ويظل مثقل بالذنوب ومع كل تجربة يظن أن الله ينتقم منه فيزداد ابتعادًا عن الله. وماذا أفعل لو اكتشفت ضعف إيماني أو أن معلوماتي عن الله مشوهة؟ هناك حل واحد... المخدع = عليَّ أن أتعلم أن أدخل مخدعي وأصلى وأدرس كتابي المقدس وأعطى للروح القدس فرصة ليحكى لي ويعرفني بمن هو المسيح "هذا يأخذ مما لي ويخبركم" (يو 16: 14). وإصلاح الإيمان في منتهى الأهمية، فبدون إيمان لا يمكن إرضاؤه (عب 11: 6). وهذا سبب آخر للفرح بالتجربة، أنها ستكشف لي حالة إيماني المريضة فأذهب لحجرتي لأسمع صوت الروح القدس الذي يصحح ويشفى إيماني، ويعطيني ثقة ومحبة لشخص المسيح. إذًا التجارب التي يسمح بها الله لابد أنها ستصلح شيئًا ما في داخلي. لكن لابد من الصبر والقبول وعدم التذمر حتى تؤتى التجربة بثمارها. أما التذمر فيعطل عمل الله. ينشئ صبرًا = التجارب المتلاحقة مع رؤية يد الله القدير تجعل الإيمان يزداد. وهذا ما حدث مع داود، فلقد كانت له خبرات سابقة مع أسد ودب قتلهم، وهذا أعطاه إيمان قوى وقف به أمام جلياط. لذلك فالتجارب المتلاحقة مع الشكر وعدم التذمر تزيد الإيمان. والإيمان يولد صغيرًا وينمو، لذلك قال التلاميذ للسيد "زد إيماننا" (لو 17: 5) وإيمان أهل تسالونيكي كان ينمو (2 تس 1: 3) وبولس الرسول يقول أن الإيمان ينمو بالشكر وعدم التذمر (كو 2: 7) ومع التجارب تزداد التعزيات التي يعطيها الله كمسكن للآلام حتى نحتمل التجربة ومع زيادة الإيمان ومع التعزيات ينشأ الصبر. فالصبر ليس صبر الخضوع والاستسلام وليس هو شجاعة بشرية ولكنه توقع بثقة في تدخل الله، كما عمل معنا مرات كثيرة سابقًا، هو عطية إلهية نتيجة إيمان ينميه الله وتعزيات يعطيها الله (2 كو 1: 5). ولذلك تعلمنا الكنيسة الشكر في كل حين وعلى كل حال. ولكن الصبر حقًا هو عطية من الله ولكن الجهاد البشرى المطلوب هو الشكر مع عدم التذمر حتى نحصل على هذه العطية. أية 4: - وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ. ولماذا نصبر، ولماذا يعطينا الله صبرًا وما فائدته؟ أن نكون تامين وكاملين فكما رأينا أن فائدة التجارب أن نصبح كاملين. إذًا حتى نكمل علينا أن نصبر على التجربة حتى تأتى بثمارها ونكمل. فنحن مولودين بالخطية، لنا طبيعة متمردة عاصية، نحب العالم وهذا عداوة لله، والله يعالج كل هذا بأنه يسمح ببعض التجارب حتى نزهد في محبة العالم ولا نتعلق به بل نشتاق للسمائيات ونبدأ نتذوق لذتها محتقرين لذة الأرضيات وبهذا نكمل. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). هذا هو العمل التام للصبر أن نَكمُل. لكن علينا أن لا نتذمر وسط التجربة بل نشكر عالمين أن كل ما يسمح به الله هو للخير ولبنياننا وحتى نتزين بالفضائل وحتى ننال إكليلًا أبديًا (1 بط 5: 10). أما التذمر فهو يوقف ويعطل عمل الله ويوقف تعزيات الله التي بها نحتمل التجربة. |
||||
17 - 09 - 2014, 01:34 PM | رقم المشاركة : ( 6156 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الشباب في عالم فاسد
شبابنا اليوم يعيش متسلقا جبال الوهم يركض حينا ويتعب حينا آخر، أحيانا يمسك بيده إيجابيات ما يحصل من تقدم في هذه الحياة فينتج أمور رائعة ومفيدة له وللجميع من حوله. و يمسك حينا آخر بيده الأخرى فساد هذا العالم، فينتج خطرا وتمرد عن الله خالق كل شيء، فيغرق الشاب في سراب الخطية الغدارة التي تريد أن تهلكه فترميه أرضا. لهذا كلمة الله تحذر الشباب من فساد هذا العالم الشرير ومن الوقوع في شرك إبليس فتقول لهم بكل جدية: احذر من خطر الخطية: "لأنها طرحت كثيرين جرحى وكلّ قتلاها أقوياء" (أمثال 36: 6)، أيها الشاب، إبليس يحضّر لك العدة من أجل اتمام مهمته وهي الوقوع في فخ الخطية الخطير، فيجعلها تبدو مزينة ومشرقة ورائعة، خطرها أكبر بكثير مما تظن، تدخل كالأفعة في ملمس مغري حتى تتمكن منك لتبخ سمها القاتل في مكان قوتك فترميك بلا حراك. احذر منها وفكر جيدا قبل القيام بأي خطوة تدمر حياتك. ثبت نظرك على المسيح: "فإن قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله. اهتموا بما فوق لا بما على الأرض" (كولوسي 1:3)، أيها الشاب الذي تحيا في عالم الفساد تعال للمسيح واطلب منه الغفران وآمن به فهو يستطيع أن يمنحك الخلاص الكامل المنجز على الصليب، وبعد هذا انظر إلى فوق، اجعل قلبك متجها نحو الكنوز السماوية البعيدة عن فساد العالم، فمن هناك ومن المسيح مباشرة تأخذ القوة لكي تتغلب على خطر الخطية المحدق بك. قف واجه الأمر بقوّة المسيح "لأن الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوّة والمحبة والنصح" (1 تيموثاوس 7:1). اسلك بالروح: "وإنما اقول اسلكوا بالروح فلا تكلمّلوا شهوة الجسد" (غلاطية 6:15)، الله يطالبك أيها الشاب أن تمتلىء بالروح القدس لكي تكون فعالا في تقديم رسالة المسيح للعالم وسط ظلام هذا المجتمع. لا تتراجع بل تقدم بخطى ثابتة معتمدا على شخص المسيح، فالله سيجعلك بركة لكثيرين من الشباب المنهار تحت نتائج الخطية المرعبة التي حطمت الكثير منهم ومن العائلات التي وقعت مستسلمة لها. اسلك بالروح وكن ذلك الشاب الذي يقف في الثغر لكي تفوح منك رائحة المسيح الذكية، حاملا شعلة الكلمة التي تنير القلوب وتعيد هذا الشباب المتمرد من ظلمة العالم إلى نور محبة الآب السماوي. |
||||
17 - 09 - 2014, 01:46 PM | رقم المشاركة : ( 6157 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بين ظلم الأرض والحق الإلهي
كلما نظرت من حولك بنظرة صادقة خارجة من قلب متحّير وحزين، لن تجد للأسف سوى الظلم الموشح بالسواد النابع من عرين إبليس حيث يجول ليلا ونهارا لنشر ظلمه وسط أرضنا التي أصبحت منكوبة بسببه "اصحوا واسهروا لأن ابليس خصمكم كأسد زائر ملتمسا من يبتلعه هو" 1 بطرس 8:5. حروب ومجازر في كل مكان، أطفال ونساء يموتون بلا سبب فقط لأن رأيهم يخالف رأي الأخر. "من أين الحروب والخصومات بينكم أليست من هنا من لذاتكم المحاربة في أعضاكم" يعقوب 1:4، أليس إبليس بنفسه يلعب في أفكار الناس ليوجههم نحو الشر ونحو الفساد و الكره والحقد. باتت الأرض مليئة بالخطية حيث حطمت الكثير الذين أصبحوا في أسر ذلك اللعين حيث هدفه الوحيد إغراق الأرض بما فيها بالخطية لكي تنفصل عن الله فيأخذها معه إلى الدينونة النهائية. ووسط هذا الدمار و الخراب نجد الحق الإلهي الذي هو فوق الجميع يظهر بنوره الساطع البهي، نور مليء بالقداسة وبالحق وبالعدل وبالرحمة ليخرق هذا الصمت وهذا الكم الكبير من الظلم والحقد ليعلن محبة أزلية خارجة من قلب الله فتغّير القلوب المظلمة لتجعلها تتمسك من جديد بمرساة النجاة وسط أمواج البحر الهائجة فتعم السكينة والمحبة والغفران والمسامحة مكان السواد والظلم وتتغيّر الأفكار الشريرة إلى أفكار مليئة بالمحبة والخشوع" المجد الله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرّة" لوقا 14:2. كم نحتاج جميعا وخاصة في منطقة الشرق الأوسط الحبيبة لكي نرجع إلى كلمة الله حيث من خلالها نفهم معنى الحق الإلهي الرائع بحقيقته حيث يمتزج الحق مع الرحمة النابع من الله نفسه نحو الخطاة ليعطيهم فرصة النجاة من فخ إبليس "لأن رحمتك قد عظمت إلى السموات وإلى الغمام حقّك. ارتفع اللهمّ على السموات. ليرتفع على كل الأرض مجدك" مزمور 10:57. عزيزي القارىء: اذا كنت تتخبط في خطاياك وتعيش وسط الظلام الدامس والقلق يملىء قلبك وتشعر بأن لا أمل لك في الحياة، غّير مسارك نحو الحق الإلهي وستجد المسيح الذي حمل كل خطاياك على الصليب مستعدا ليمنحك الغفران التام والسلام الكبير اذا اتيت اليه بخشوع وتواضع تائبا عن كل ماضيك وحاضرك ومؤمنا بأنه يستطيع أن يمنحك الخلاص ويجعلك تنطلق إلى افق جديد تغوص فيه داخل بحر محبة الله الواسعة التي لا حدود لها. |
||||
17 - 09 - 2014, 01:51 PM | رقم المشاركة : ( 6158 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في رسالة يعقوب الاصحاح الاول أية 22:- وَلَكِنْ كُونُوا عَامِلِينَ بِالْكَلِمَةِ، لاَ سَامِعِينَ فَقَطْ خَادِعِينَ نُفُوسَكُمْ. تفسير هذه الآية في (رو2: 13) "لأن ليس الذين يسمعون الناموس هم أبرار عند الله بل الذين يعملون بالناموس هم يبررون " وفي تشبيه السيد المسيح لمن يسمع ولا يعمل تجده في (مت 7: 26، 27). وفي الآيات التالية نجد تشبيه الرسول نفسه لمن يسمع ولا يعمل. الآيات 23، 24:- لأَنَّهُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ سَامِعًا لِلْكَلِمَةِ وَلَيْسَ عَامِلًا، فَذَاكَ يُشْبِهُ رَجُلًا نَاظِرًا وَجْهَ خِلْقَتِهِ فِي مِرْآةٍ،، فَإِنَّهُ نَظَرَ ذَاتَهُ وَمَضَى، وَلِلْوَقْتِ نَسِيَ مَا هُوَ. مَنْ يسمع الكلمة ولا يعمل بها يُشَبِههُ الرسول هنا بِمَنْ يرى وجه خِلقته في مرآة ويرى العيوب التي في وجهه (قذارة مثلًا)، وبالرغم مما رآه فهو يمضى دون أن يصلح شيئًا من عيوبه. بل يظل طوال النهار يفكر في وسامته وينسى العيوب التي كانت فيه. والكتاب المقدس هو كمرآة تكشف خفايا الروح وتظهر لنا خطايانا حتى نندم عليها ونقدم عنها توبة، المهم هو محاولة ترك الخطية وليس سماع الكلمة فقط وهكذا نستمع لعظات نكتشف فيها عيوبنا وسرعان ما نغادر المكان وننسى ما سمعناه من تعليم أو وعظ. ومعنى ذلك أن الاكتفاء بالاستماع لكلمة الله دون العمل بها لا يعمق الكلمة في داخلنا. ومن مثل السيد المسيح (مت 7: 26، 27) نفهم أنه حين نعمل أي نحاول تنفيذ ما سمعناه يكون هذا هو الأساس الصخري الذي يحفظ البيت من السقوط. أو هو الذي يثبت كلمة الله في داخلنا. وبدون العمل تُنسى كلمة الله ويضيع تأثيرها تمامًا كمن يبنى بيته على الرمال فلا يجد ما يرتكز عليه. إن تنفيذ الوصية والعمل بها يجعلنا نختبر المسيح ونعرفه حقيقة، ومن يعرفه سيرفض أفكار الشيطان عنه بأن المسيح قاسٍ إذا هبت رياح التجارب. أية 25:- وَلَكِنْ مَنِ اطَّلَعَ عَلَى النَّامُوسِ الْكَامِلِ - نَامُوسِ الْحُرِّيَّةِ - وَثَبَتَ، وَصَارَ لَيْسَ سَامِعًا نَاسِيًا بَلْ عَامِلًا بِالْكَلِمَةِ، فَهَذَا يَكُونُ مَغْبُوطًا فِي عَمَلِهِ. من إطلع = نظر بتفرس وتأمل وبحث واجتهاد، ليس كمن ينظر في مرآة بطريقة سطحية ويمضى وللوقت ينسى ما هو. بل ينظر ويدقق ليرى عيوبه ويستمع للوصايا وينفذها ليصلح من عيوبه. الناموس الكامل = بالمقارنة مع ناموس موسى الذي كان ناقصًا ولم يصل بأي أحد للكمال، مثلًا كل ما وصل إليه "لا تزن". لذلك جاء المسيح "لا لينقض الناموس بل ليكمل صورة من وحي سفر حزقيال 11: "وَأُعْطِيهِمْ قَلْبًا وَاحِدًا، وَأَجْعَلُ فِي دَاخِلِكُمْ رُوحًا جَدِيدًا، وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِهِمْ وَأُعْطِيهِمْ قَلْبَ لَحْمٍ،" (سفر حزقيال 11: 19) ناموس الحرية = بالمقارنة مع ناموس موسى الذي كان مؤدِّبنا إلى المسيح (غل 3: 24) هو إذن كان للتأديب أي يفرض عليَّ ما لا أريد أن أعمله. هو أوامر على من يسمعها أن ينفذها وإلا يعاقب فهو ناموس عبودية. أما ناموس المسيح فهو وصايا مكتوبة بالروح القدس على القلوب، ومن كتبت على قلبه ينفذها عن حب سكبه الروح القدس في قلبه (رو5: 5) + (يو14: 23) + (أر31: 33) أما ناموس موسى فكان مكتوبًا على ألواح حجرية خارج القلب. أما الروح القدس فحول القلب الحجري إلى قلب لحم (حز 11: 19). والمحبة التي يسكبها الروح القدس تحول القلب الحجري إلى قلب لحم فيطيع الوصية لا عن خوف بل عن حرية، حبًا في المسيح، لذلك هو ناموس كامل يخاطب من ولد من الله بطبيعة جديدة تشتمل على رغبات وأشواق بحسب كلمة الله. هذه الولادة ترقى طبيعة الإنسان وتنميها وتكملها. بل أن الإنسان الداخلي فينا والذي هو على صورة المسيح بحريته يختار طريق المسيح، فالمسيح داخلنا. وبهذه الطبيعة نعمل الأعمال الصالحة ومشيئة الله ونتشبه به في صفاته لأننا صرنا أبناءه. لقد حررنا المسيح بقوة الدم من سلطان الخطية ووهبنا حرية الأبناء. بهذا تصير كلمة الله بالنسبة لنا عملية فلا يكون الواحد منا بعد ذلك سامعًا ناسيًا، بل كلمة الله ثابتة فيه. في أعماق نفسه الداخلية. هذا العمل يهب لنا عذوبة رغم صعوبة الوصية، إذ نحمل نيرها لا بتذمر كعبيد أذلاء، ولا من أجل المنفعة كأجراء، بل نفرح بها كأبناء يتقبلون وصية أبيهم. ومن هو هكذا أي يفعل هذا العمل يكون مغبوطًا في عمله هذا. |
||||
17 - 09 - 2014, 02:00 PM | رقم المشاركة : ( 6159 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وعد الله الرئيسي لاولاده في العهد الجديد هو ( ساكون لك الها وستكون انت لي ابنا او بنتا وساكون انا معك) وبقية وعود الله تنطوي ضمن فئة هذا الوعد الالهي فعند مجئ المسيح ثانية كما يقول الرسول يوحنا والاصحاح 21 ( ورايت سماءا جديدة وارضا جديدة اذ السماء والارض السابقتان قد مضتا ولا يكون هناك بحرا ابدا ورايت اورشليم الجديدة وهي المدينة المقدسة نازلم من عند الاب السماوي تزف لعريسها) حيث سيقضي المسيح على ابليس واعوانه ولا يكون للموت سلطان على كل من كتب اسمه في سفر الحياة اما الذي اسمه غير مكتوب في سفر الحياة سيطرح في بحيرة النار وسيمسح كل دمعة وحزن والم ومرض وسيكون هو لنا الها وسنكون نحن ابنائه وسيكون هو معنا الى الابد وسنلبس نحن المختومين بدم حمل الله الذبيح اجسادا روحانية وسنعيش امجادا سماوية روحانية مسبحين ومرنمين لالهنا القدوس مع الملائكة والكاروبيم الروحانيين ولسواريف القديسين كل وقت حيث سنعيش افراحا وامجادا سماوية حيث ما لم تره عين وما لم تسمع به اذن ما اعده الله للذين يحبونه ويتقونه |
||||
17 - 09 - 2014, 03:59 PM | رقم المشاركة : ( 6160 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الطهارة من مذكرات القديس جون بوسكو كان فكري كورقة بيضاء, لا شيء عليها, فارغة تماماً من المواضيع والكلمات. وقفت مذهولاً, لا بل مصعوقاً ومُفزَعاً. لم أجد نفسي في موقف شبيه بهذا منذ سيامتي الكهنوتيّة لسنوات خلت. وفجأة اختفت الجدران وتوارى الأولاد ووجدّت نفسي وسط برّية مترامية الأطراف. "ما هذا ؟" سألت نفسي. كنت في كنيسة على وشك البدء بوعظة, والآن أقف وسط البريّة في هذا السهل الكبير. قرّرت المسير والمضيّ قدماً لعلّني أقابل شخصاً أعرفه وأستعلم عن هذا المكان. ما أن قطعتُ مسافة قصيرة, حتّى وصلتُ إلى قصر فخم. امتَزَجَت الشُرُفات الجميلة والحدائق الخلابة والمسطحات الواسعة بالقصر وبالطبيعة من حولها. أمّا مقدّمة البناية فكانت مزانة بساحة عامّة. وفي إحدى الزوايا شاهدت كثيراً من الصبية مُلتفّين حول امرأة توزع المحارم أو المناديل لكلّ صبيّ . بعد استلامهم المناديل, انتقل الأولاد إلى التراس واصطفّوا عند حافّته, قريباً من الحاجز. ومع اقترابي سمعت السيّدة تنصح كلّ ولد بعدم فتح المنديل عندما تهبّ الرياح. "لكن إذا فاجأتك الرياح القويّة, أدر وجهك نحو اليمين وليس نحو اليسار مطلقاً". فور الإنتهاء من توزيع المناديل, اصطفّ الأولاد في مقدّمة التراس بصمت تام. ثم شاهدت أحد الصبية يفتح منديله المطوي وتلاه صبية آخرين, إلى أن فتح جميع الأولاد مناديلهم. كانت كبيرة الحجم ومطرّزة بإتقان من خيوط من ذهب وبأشكال فتّانة. كل منديل حمل الكتابة المذهّبة التالية: "ملكة الفضائل". وفجأة شعرت بنسيم عليل من الشمال مُنهياً مرحلة سكون الهواء التي لازمتني منذ بداية الحلم. بدأ الهواء يشتدّ تدريجيّاً مما اضطرّ بعض الصبية من طوي مناديلهم وتخبأتها, بينما لجأ آخرون إلى تعديل اتجاههم نحو اليمين كما نصحتهم السيّدة. أمّا البعض الآخر فتركوا مناديلهم تخفق وهي معرّضة للرياح الشديدة. في غضون ذلك تلبّدت السماء بالغيوم السوداء وانتشرت, إلى أن اكتسحت القبّة الزرقاء برُمّـتها. أضاء البرْق الفضاء من حولنا متزامناً مع هدير الرعد المخيف. ثمّ بدأ المطر والبَرَدُ والثلج بالسقوط. ويا للغرابة! إذ أبقى كثير من الصبية مناديلهم ترفرف وهي معرّضة للعاصفة. سحقت الأعاصير المناديل الناعمة بدون رحمة, إلى أن أضحوا متآكلين بالثقوب ومُمَزّعِين, لدرجة يصعب التعرّف عليها. ذُهِلت لما شاهدت من أحداث تجري أمامي, غير قادر على تفسيرها. لكنّ الصدمة الكبرى ما زالت بانتظاري. عندما اقتربت من الأولاد لأتفحّص الأمر, اكتشفت أنّني أعرفهم جميعاً. فَهُم طلابي من المدرسة! سارعت إلى أحد الأولاد لأسأله: "ألست فلان ؟ ماذا تفعل هنا ؟" ثمّ اتجهت نحو السيّدة سائلاً إياها: "ما معنى هذا ؟" فأجابت: "ألم تلاحظ النقش الذي يزيّن المناديل وما يحتويه من كلمات ؟" "بالطبع لاحظت النقوش أيتها السيّدة. فهي مذهّبة بالكلمات: " ملكة الفضائل ". "هل أدركت ماذا حدث ؟". "بكل تأكيد!". عرّض كافة الأولاد طهارتهم لرياح التجربة. بعضهم انتبهوا للخطر المُحدق وهربوا. هؤلاء هم الذين خبّأوا مناديلهم. وبعضهم الآخر أُخِذوا على غفلة واستداروا نحو اليمين, لعدم قدرتهم على طوي محارمهم في الوقت المناسب. هؤلاء هم الصبية الذين يلجأون فوراً للصلاة عند الإحساس بالخطر ويديرون ظهورهم للعدوّ. أمّا البعض الآخر أبقوا مناديلهم مُعرّضة لإغراءآت التجربة ووقعوا في الخطيئة. أحزنني هذا المشهد, لقلّة عدد الأولاد الذين حافظوا على طهارتهم, فتغرغرت عيوني بالدموع! بعد أن تمالكت نفسي ثانية, سألت أحد الرجال الذين قدِموا مع السيّدة: "لماذا أتلف المطر والثلج المناديل ؟ أليست هذه رموز للخطايا العرضيّة ؟" فأجاب: "ألا تعلم أنّه عندما تتعرّض الطهارة لضربات الشيطان تؤدّي للهلاك ؟ لا مجال للخطايا العرضيّة عندما توضع الطهارة على المحَكّ, فهي خطايا مميتة. على كلّ حال, لا تستسلم للإكتئاب. تعال وانظر". انتقلَ إلى الشُرفة وصرخَ على الأولاد مشيراً بيده: "أديروا وجوهكم إلى اليمين!" لبّت النسبة الكبرى منهم الأمر. وبقي القليل غير آبهين. فتمزّقت مناديلهم إلى قطع صغيرة. كما لاحظتُ أن مناديل الذين استداروا نحو اليمين قد تقلّصت وأصبحت ممتلئة بالرّقع. اختفت الثقوب من كثرة الرُّقع, واختفى أيضاً جمال المناديل الفتّان لتصبح بدون شكل . حِلمُ المناديل ينبّهنا إلى البقاء مُتيقّظين عندما تحلّ التجارب. مع هبوب ريح التجربة نتطلّع إلى اليمين, إلى مريم العذراء للمساعدة. الأولاد الذين أبقوا مناديل " ملكة الفضائل " مُعرّضة للرياح والمطر والثلج, أصبحت مناديلهم مفعمة بالحُفر وبدون أيّ شكل أو جمال. أمّا الذين تقدّموا إلى سرّ الإعتراف واسترجعوا نعمة الله في قلوبهم, ترقّعت مناديلهم ولكنّها بقيت بدون شكل وخسرت منظرها الفتّان. الرب يغفر, لكنّ الطبيعة تُجازي. العادات التي تنال من الطهارة تُخفي في طيّاتها نتائج سلبيّة ومُرّة. المثابرة على الصلاح, والنيّة الطيّبة, ونعمة الله قادرة على تصويب الوضع. على الإنسان أن يُنمّي فضائل التقوى والتواضع والتضحية وأن يقوم بالأعمال الحسنة محبّة بيسوع المسيح. من يستمر في العادات السيئة يُعرّض نفسه للهلاك الأبديّ |
||||