منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16 - 09 - 2014, 02:50 PM   رقم المشاركة : ( 6141 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,345,557

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عظة عن الصلاة
للقديس يوحنا الذهبي الفم
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يجب على المرء أن يطوب كل من خدموا الله وأن يتمثل بهم لسببين:
أولاً: لأنهم وضعوا كل رجاء خلاصهم في الصولات المقدسة.
ثانياً: لأنهم حفظوا ما كتبوه في التسابيح والعبادات التي قدموها لله برعده وفرح نقالين لنا بذلك كنوزهم الروحية هذه جاذبين كل الأجيال التالية إلي غيرتهم المقدسة.
فمن الطبيعي أن ينتقل سلوك المعلمين لمن يعلمونهم وأيضاً من الطبيعي أن يتشبه المتعلمون بسلوك المعلمين وفضائلهم حتى نحيا في صلاه وعبادة لله وتفكير دائم في إرداته فالحياة والغنى والسعادة هي أن نصلي لله بنفس نقيه غير دنسه فكما أن الشمس هي نور لعيني الجسد، هكذا الصلاة هي نور للنفس فإن كانت تعتبر خسارة فادحة ألا يرى الأعمى الشمس فكم بالحرى تكون الخسارة عندما لا يصلى المسيحي دائماً أو لا يقدس نفسه بنور المسيح بواسطة الصلاة؟!.
كيف لايندهش ويعجب الإنسان لهذه المحبة التي أظهرها الله لنا مانحاً إيانا كرامة كبيرة جتى جعلنا مستحقين أن نصلي إلأيه ونتحدث معه.
حينما فإننا نتكلم مع الله آخذين طبيعة الملائكة وبهذا يتضح أننا نختلف كثيراً عن الحيوانات غير العاقلة.
فإن كانت الصلاة هي عمل الملائكة إلأا أن الصلاة في ذاتها هي أظم من الملائكة إن حديثنا مع الله هو عمل يفوق عمل الملائكة:
وكون الصلاة هو أمر يفوق الملائكة فهذا ما نعرفه منهم عندما يقدمون صلواتهم في خوف ورعدة، معطين إيانا إمكانية أن نعرف ونتعلم أنه عندنا نقدم صلاة إلي الله فيجب أن تكون بمخافة وفرح. فمن ناحية نقدمها بمخافة معتبرين أنفسنا غير مستحقين أن نتحدث مع الله.
ومن ناحية أخرى نقدمها بملئ الفرح بسبب ما أعطانا من كرامة عظيمة إذ أن جنسنا البشري الفاني قد نال مثل هذه النعمة العظيمة حتى أنه يتمتع دائماً بالحديث مع الله والذي من خلاله نتجاوز وضعنا كمائتين وزائلين.
فمن جهة إننا بحسب الطبيعة مائتين ومن جهة أخرى فإننا دخل إلي الحياة الأبدية بالحديث مع الله ونحن نثق أن من يصلي إلي الله يرتفع فوق الموت وكل فساد.
وكما أننا عندما نتمتع بنور الشمس لا نكون في ظلام هكذا عندما نتمتع بالحديث إلي الله عن طريق الصلاة، فلا نكون بعد في حالة فساد وبسبب عظم هذه الكرامة الموهوبة لنا فإننا نعبر إلي الحياة الأبدية.
إن كل الذين يتحدثون إلي الملك يأخذون كرامة منه، ولا يمكن أن يبقوا بعد فقراء وبالأكثر جداً فإن أولئك الذين يصلون إلي الله ويتحدثون معه لن تكون لهم نفس فاسدة فهذا أمر مستحيل فموت النفس هو في عدم التقوى والإنغماس في الخطية وعكس ذلك فإن إنتعاش النفس هو في الصلاة إلي الله وهذه الصلاة تنعكس على السلوك الروحي.
إذن فحياة البر والصلاة تنير نفوسنا وتغنيها بأسلوب فائق.
أيحب أحد البتولية؟ أيريد أحد أن يكرم العفة داخل الزواج؟ أيريد أحد أن يكبح غضبة وأن يعامل رفيقه بلطف ورقة؟ أيريد أن يكون نقياً من الدنس؟ أيشتهي أحد الأمور المستقيمة؟
فالصلاة هي التي تجعلنا نسمو وهي التي تصقل حياتنا وتجعل طريق التقوى أسهل وأيسر لأنه عندما نطلب من الله علفه أو قداسة أو وداعة أو كرامه فلا يمكن أبداً أن تذهب طلباتنا سدى يقول الكتاب:
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
" إسألو تعطوا أطلبوا تجدوا إقرعوا يفتح لكم" ( متى7:7 )
وأيضاًً يقول" لأن من يسأل يأخذ ومن يطلب يجد ومن يقرع يفتح له"
( لو11:10)
وفي موضع آخر يقول" فإن كنتم وأنتم أِرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيده فكم بالحري الآب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسألونه "
واضح من هذا الكلام وبهذا الرجاء أن الرب يحث الجميع على الصلاة ونحن من جانبنا يجب أن نخضع لله وأن نعيش دوماً بالتسابيح والصلوات وأن نهتم جداً بالصلاة لله.
وبهذا نستطيع أن نحيا الحياة التي تليق بالإنسان والنفس التي لا تصلي ولا تشتهي أن تتمتع بالإنسان والنفس التي لا تصلي ولا تشتهي أن تتمتع بالعشرة الدائمة مع الله هي نفس بلا حياة وهي غير حكيمة.
أيوجد برهان على الجهالة أكثر من هذا عندما نتجاهل حجم هذه الكرامة التي صارت لنا بالصلاة؟ ألا نعرف أن الموت الحقيقي للنفس هو عدم الصلاة إلي الله؟
إن جسدنا يصير ميتاً عندما تغادره النفس ويصير نتناً
هكذا فإن النفس عندما لا تتجه للصلاة تكون مائتة وتسعة ونتنة فتجاهل الصلاة هو الموت ذاته وهذا ما علمنا إياه النبي العظيم دانيال الذي فضل أن يموت على ألا يحرم من الصلاة ولو لثلاثة أيام لأن ملك الفرس لم يأمرة أن يجدف لكن فقط راقبة ثلاثة أيام ربما يصلي إلي إلهه وليس إلي الملك.
عندما تفارقنا القوة الإلهية يختفي كل صلاح من نفوسنا في حين أن قوة الله تحتضن أتعابنا وتيسرها وذلك عندما يرانا الله محبين للصلاة ومنتظرين الخيرات السمائية على الدوام.
إذن فعندما رأى شخصاً غير محب للصلاة ولا تحترق نفسه شوقاً إليها فيتضح لي أن هذا الإنسان لا يملك في نفسه شيئاً من الكرامة وعندما أرى شخصاً متعطشاً للصلاة ويعتبر أن الإهمال الدائم للصلاة هو من ألأمور المميتة للنفس أستنتج أنه يحيا كل فضيلة وهو هيكل حقيقي لله.
الإنسان المتعقل يظهر من سلوكة: كيف يتزين كيف يمشي كيف يفتح فاه ويضحك كما يقول سليمان الحكيم بالأكثر فإن الصلاة والسجود لله هي علامة القداسة الكاملة هي الزينة الإلهية والروحية التي تنثر البهاء والجمال الفائق في إنساننا الداخلي وتهذب حياة كل منا ولا تدع أي شيء غير لائق أن يسود داخلنا،
مقنعه إيانا أن نهتم بالأمور الإلهية أكثر من أي شيء أخر وتعلمنا أن نطرد عنا كل حيل الشرير ملقين كل الأفكار غير اللائقة وتجعل نفوسنا رافضة للمتع الشريرة.
هذا هو إفتخارنا الذي يكلل كل من يؤمن بالمسيح هو أل نستعبد لأي شيء مضل وأن نحمي نفوسنا في حرية وحياة تقوية نقية.
يتضح لي إذن وهو أمر جلي لكل أحد أنه لا يصح أن يحيا الإنسان بدون صلاة وفضيلة وأن الصلاة تكمل مسيرة الحياة.
لكن كيف يمارس الإنسان الفضيلة لو لم يأت ويلق بنفسه على واهب الفضيلة ومانحها؟ وكيف يشتهي أحد أن يكون عفيفاً ونقياً دون أن يتكلم بفرح مع ذاك الذي يطلب منا هذه الأمور وأمور أخرى أكثر منها!
وأريد أن أخبركم إننا إن كما ممتلئين بالخطايا أي شيء أعظم وأفضل من الصلاة- فهي الدواء الفعال لكل مرض داخل النفس فأهل نينوي قديماً غفرت خطاياهم بالصلاة أمام الله لأنهم عندما داوموا على الصلاة صاروا أنقياء والمدينة التي كانت مشهورة بالفجور والشرور وحياة العبث تحولت جذرياً بالصلاة منتصرة على العاداتل القديمة وتزينت بالشرائع السمائية مزادنة بالعفة ومجبة الناس واللطف والعناية بالفقراء.
لأن الصلاة لا يمكن أن تلازم النفس دون أن تؤثر على كل سكان المدينة وهي أيضاً عندما تسكن نفس الإنسان تملأه بالتقوى وتنمية في الفضيلة طاردة الشر خارجاً.
لهذا لو أن شخصاً ما دخل مدينة نينوي وكان يعرفها جيداً من قبل فإنه سوف لا يعرفها بعد توبتها. هكذا تحولت المدينة فجأة من تلك الحياة غير اللائقة إلي حياة التقوى مثل إمرأة فقيرة كانت تلبس ملابس ممزقة بالية لو رآها أحد فيما بعد مزينة بملابس ذهبية، سيجد صعوبة في التعرف عليها.
هذا ما حدث مع هذه المدينة.
لأ، من يعرف فقر المدينة وخلوها من كنوز الروح سوف لا يعرف أي مدينة هذه التي يراها الآن والتي إستطاعات الصلاة أن تغيرها بهذا الشكل وأن تقود سلوكها وحياتها نحو الفضيلة فالمرأة التي قضت كل حياتها في الفجور والزنا حصلت على خلاصها بمجر أن وقعت على أقدام المسيح إن الصلاة لا تطهر النفس فقط لكنها أيضاً تصد عنها أخطار كثيرة، فعلى سبيل المثال أن الملك والنبي الرائع داود أنقذ من حروب كثيرة ومخيفة بواسطة الصلاة وهي الوسيلة الوحيدة التي قدمها لجيشة كسلاح مؤكداً لجنودة للحصول على ألإنتصار دون أن يتحركوا أو يبذلوا جهداً، الملوك الآخرون إعتمدوا في آمالهم للحصول على النصر على خبرة ضباطهم وعلى ضاربي السهام المشاة والفرسان. بينما نجد أن داود العظيم قد بنى جيشة بالصلوات المقدسة غير مكترث بغرور ضباطه ولواءاته وفرسانه وغير جامع للأموال ولا صانع لأسلحة ولكنه أحضر قوات سمائية من المساء إلي الأرض- وهذه الأسحلة الإلهية الحقيقية هي الصلاة والملاذ الوحيد لأولاد الله.
إن قوة ودراية المسلحين وضاربي السهام، وخبارتهم ومكرهم تظهر مراراً أنها أمور باطلة أمام الشجاعة التي يظهرها الطرف الآخر.
في حين أن الصلاة هي السلاح الروحي والحماية الأكيدة التي تصد ليس محارباً واحداً بل ألوية كثيرة,
هكذا فإن داود العظيم عندما أتى إليه جليات مثل شيطان مخيف طرحه أرضاً لا بسلاح ولا بسيف لكن بالصلاة.
فكما تمثل الصلاة سلاحاً قوياً بالنسبة للملوك في المعارك هكذا تمثل لما أيضاً سلاحاً قوياً ضد محاربات الشياطين.
إن الملك حزقيا هزم الفرس في الحرب دون أن يسلح جيشه لكنه وقف للصلاة في مقابل جموع محاربيه. وهكذا تجنب الموت إذا أنه إرتمى بورع وخشوع في أحضان الله وأعطى مرة أخرى حياة للملكة بالصلاة فقط.
فكون الصلاة تظهر النفس الخاطئة فهذا ما علمتا إياه العشار الذي طلب من الله الغفران وأخذه ، وعلمنا إياه أيضاً الأبرص الذي شفي عل الفور بمجرد أن إرتمى في أحضان الله.
 
قديم 16 - 09 - 2014, 02:52 PM   رقم المشاركة : ( 6142 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,345,557

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صلاة التوبة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
للقديس أفرام السوري
صلاة القديس أفرام السوري هي واحدة من أهم صلوات كنيستنا الأرثوذكسية:

"أيها الرب وسيد حياتي، أعتقني من روح البطالة، والفضول، وحب الرئاسة، والكلام البطال. وأنعم علي أنا عبدك الخاطئ بروح العفة، واتضاع الفكر، والصبر، والمحبة. نعم يا ملكي وإلهي، هبني أن أعرف ذنوبي وعيوبي، وأن لا أدين إخوتي، فإنك المبارك إلى الأبد"

هي صغيرة بالحجم ولكن مليئة بالقوة والعمق الروحي، نظَمها كاتب التسابيح القديس أفرام السوري الشاعر والناسك الكبير، المدعو "قيثارة الروح القدس"، وأعطتها الكنيسة مكانة هامة في ليتورجيتها وخاصة في فترة "الصوم الكبير"

قال أحد الآباء الروحيين عن هذه الصلاة: "أنا أرددها على مدار السنة في قانون صلاتي اليومي، وأنصح كل المسيحيين، أن يقوموا بالمِثل. لأنه بتردادها تعطي روح التواضع والتوبة والتميز الروحي، إذ تمتلك نعمة كبيرة من الله ". وسنتطرق نحن أيضا لهذا الأمر متعمقين بفحوى صلاة القديس أفرام السرياني وممارستها

كما هو معروف تُرَدَّد هذه الصلاة في كل فترة الصوم الكبير بالترافق مع ثلاث سجدات كبيرة، ما عدا يومي السبت والأحد. فالكاهن مع الشعب (الذين يسمح وضعهم الصحي) يسجدون، وهم يتفوّهون بها، ثلاث سجدات كبيرة

نرى من فحوى صلاة القديس أفرام أننا نصلي لله أن يحمينا من أربع أرواح شريرة: روح البطالة، الفضول، حب الرئاسة والكلام البطال، أي أربعة أهواء، وبعدها نبتهل إليه أن يمنحنا أربعة أرواح خيّرة: روح العفة، اتضاع الفكر، الصبر والمحبة، أي أربعة فضائل.

ومن الواضح أن الأرواح الشريرة الأربعة ليست إلا: "أجناد الشر الروحية في السماء" (أفسس 12:6). التي تحاربنا بدون توقف. و حيث أن الأهواء ليست إلا علامات لعبودية الإنسان لهذه الأرواح الشريرة. فلنصلي لله أن يساعدنا كي لا نقع في عبوديتها، عبودية الشيطان، الذي يريد أن يوصلنا إلى الموت الأبدي. وأما الأرواح الخيّرة، فليست هي إلا مواهب الروح القدس التي نلناها بالمعمودية بمسحة الميرون المقدس والتي يسميها أشعياء النبي: "روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقوة، روح المعرفة ومخافة الرب". (أشعياء 2:11). نطلبها من الله، ونرجوه أن يساعدنا كي تكون فاعلة فينا.

+ + +

تحدَّث كثير من الآباء عن الأهواء والفضائل، ومنهم: القديس أفرام، القديس يوحنا الدمشقيوالقديس يوحنا السلمي...الخ، ويقولون بأن لها أسماءٌ كثيرة. وكما أن الأشكال التي يمكن أن يأخذها الشر لا تنتهي، كذلك قدرة الإنسان لفعل الخير غير محدودة. هكذا يحدد البار بطرس الدمشقي عدد الأهواء بما لا يقل عن 298 وعدد الفضائل بـ228 (الفيلوكاليا). ومن الطبيعي أن نتساءل لماذا حدد القديس أفرام فقط أربع من هذا العدد الكبير من الأهواء والفضائل؟

ولماذا قام بتحديد هذه دونَ غيرها؟ للإجابة على هذه التساؤلات سنتوقف عند كل واحدة من الأهواء والفضائل المذكورة في صلاة القديس أفرام :ش

روح البطالة: ليست هي البطالة الجسدية البسيطة. إذ خُلق الإنسان منذ البدء ليعمل، وعمله هو حاجة طبيعية، لتأمين حاجاته: طعام، لباس، مسكن.... القديس أفرام يتحدث عن بطالة أكثر عمقاً، تلك التي تمنع الإنسان من تطبيق الوصايا الإلهية. يقول القديس مرقص الناسك: "الله حاضر في الوصايا" ويظهر في حياتنا أكثر كلما عشنا متمّمين وصايا. بالتالي، تطبيق الوصايا هو حالة الإنسان الجديد، الذي هو على صورة الله، و مدعو للقداسة ويكون إلهاً بالنعمة. وإذا لم نحقّق ذلك يكون السبب الكسل والبطالة، تلك البطالة التي تعارض تقدم الإنسان الروحي، وتؤدي لذبوله أو حتى لموته الروحي.

الفضول: هو علامة العبودية للمادة، التي تلصقنا بالأرضيات، ومرتبط بالبطالة ومخالف لتتميم الوصايا، يسعى لانشغالات وهمية بالكامل مع العالم الخارجي، وللاهتمام بأمور كثيرة، ليعيش الإنسانُ الأفراحَ ويبتعد عن الأحزان. وبحسب القديس مكسيموس إن التمتع بالماديات والكسل هو هدف الإنسان ذي الأهواء الكثيرة وموضوع اهتمامه الدائم. وبالمقابل يوصي الآباء بـ "عدم الاهتمام بالدنيويات" وأن يكون الاهتمام الوحيد للإنسان هو الخلاص.

حب الرئاسة: هو روح الشر الذي يفسد علاقتنا بالقريب، إذ يدفعنا إلى تجاهله ونجعله أداة رخيصة ووسيلة للربح. يُحطُّ من قيمة الآخرين، واضعاً إياهم من مرتبة الأشياء. يقول السيد المسيح إن القيمة الحقيقية للإنسان ليست المكانة التي يحتلّها بل الخدمة التي يقوم بها: "من أراد أن يكون فيكم عظيماً فليكن لكم خادماً" (متى 26:20). خدمة القريب هي وصية كتابية وعمل عظيم: هي خدمة إلهية.

نجد أن حب الرئاسة مرتبط بـ"الفضول". بالحقيقة عندما يكون اهتمام الإنسان مرتبط بالماديات، يتحول لشيء أو أداة لا قيمة لها.ش

الكلام البطال: يقول القديس يوحنا السلمي بأنها الحط من أهم نِعَمْ الله للإنسان: موهبة الكلام. إذ يُظهر الكلام البطال فساد العالم الداخلي للإنسان، والذي ينتقل للآخرين ويفسدهم. وهو "عرش المجد الباطل، ونتائج الشهوة والفساد" لذلك يقول لنا السيد أننا في يوم الدينونة سنعطي حساباً عن كلامنا: "ولكن أقول لكم إن كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حساباً يوم الدين" ( متى 36:12). ولهذا يفضِّل الآباء القديسون الصمت الذي هو لغة الدهر الآتي (القديس إسحاق السرياني).

بعد أن قمنا بتعريف بسيط لكل واحدة من هذه الأرواح الشريرة نرى وبنظرة بسيطة ثانية إليها أنها مرتبطة ببعضها البعض أيضاً، مولِّدةً حالة من الانحطاط والانهيار للإنسان المستسلم لها. فمن البطالة وعدم الاهتمام بالخلاص، يتعلق الإنسان بالفضول، ومنها يسقط في حبّ الرئاسة، وبعدها لا يقيم حساباً للآخر بل يُحطُّ من قيمته، ويبلغ به المطاف إلى أن لا يهتم بذاته بسبب انشغاله بالكلام البطال.ش

يشير الآباء القديسون إلى أنه يوجد مبدأ جوهري لتقدُّم الحياة الروحية هو حفظ طهارة الضمير في أربع اتجاهات:

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



نحو الله، حافظين وصاياه. نحو القريب، الشيء الذي يصوننا من كل شيء يعاكس محبتنا للقريب. نحو الأشياء، مستخدمين إياها وفق الغرض الذي خُلِقت من أجله، أي وفقاً لحاجاتنا. نحو ذواتنا، ضابطين الأهواء ومستخدمين المواهب، التي أخذناها من الله، بشكل جيد.ش

هذه الاتجاهات الأربعة التي تحفظ الضمير طاهراً تُقتَل من قبل الأهواء الأربعة التي ذكرها القديس أفرام السوري. فالبطالة تقتل الضمير في توجُّهه نحو الله، الفضول يقتل الضمير في توجُّهه نحو الأشياء، التي نستخدمها في هذه الحالة لهلاكنا وليس لخلاصنا. حبُّ الرئاسة يقتل الضمير في توجُّهه نحو القريب، والكلام البطال يقتل الضمير في توجُّهه نحو أنفسنا، بواسطة تدمير الكلام الذي هو هبة كبيرة من الله.ش

الأهواء الأربعة هذه ليست سوى تعبير عن حالة روحية مريضة، مفسدة لسلوك الإنسان تجاه كل ما يحيط به: نحو الله، نحو القريب، نحو الأشياء و نحو نفسه. ش

الشخص غير المهتم بخلاصه، المهتم بأمور كثيرة، المستبدُّ بالآخر والطويل اللسان، هو نموذج عن هذه الحالة النفسية المريضة، عن الإنسان الخاطئ. لذلك نفهم الآن لماذا اختار القديس أفرام فقط هذه الأهواء الأربعة في صلاته.

+ + +

بالمقابل نرى في الجزء الثاني من صلاته ما هي مواصفات الحالة الروحية السليمة. إذ نطلب: "وأنعِم عليَّ أنا عبدك الخاطئ بروح العفة، واتضاع الفكر، والصبر، والمحبة". وسنتوقف عند كل واحدة منها على حِدَةٍ:ش

روح العفّة: يجب أن لا نفهم العفّة فقط كطهارة جسدية من الخطايا المميتة. فالطهارة هي الخطوة الأولى لـ"اللاهوى"، وهي حالة النفس النقية من الأهواء، المهيّأة لعمل الفضيلة. قال العبرانيون في سبي بابل: "كيف نرنّم ترنيمة الرب في أرض غريبة" (مز4:137). ويشرح الآباء هذه الآية معلِّمين إيانا أنه لا يمكننا أن نثمر ثمار عمل صالح مادمنا موجودين تحت عبودية الخطيئة. لذلك يذكر القديس أفرام السرياني روح العفة كأول الفضائل.

اتّضاع الفكر: هو حالة وجود الإنسان السليمة: فمن جهةٍ الأجسادُ ضعيفة وعاجزة ومن جهة ثانية كل ما يملكه الإنسان، حتى وجوده، هو هبة من الله. لذلك يقول الآباء أنّ اتّضاع الفكر يتحقق بأن يعتبر الإنسان ذاته أقل من الآخرين حتى أقل من الخليقة وأن يُعيد كل أعماله الحسنة لله.ش

الصبر: هو تعبير حقيقي للإنسان المتواضع، الذي يعرف خطاياه ويدرك أنه، كعبد ضال لا يطبق وصايا سيده، يستحق عقاباً لا نهاية له من الله. لذلك يصبر بفرح على شدائد و تجارب الحياة لأنه متأكد: "أنه بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت الله" (أعمال 22:14) وأنه فقط: "الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص" (متى 13:24).ش

المحبة: هي كمال كل الفضائل. الذي لديه العفة والتواضع والصبر يحب الله والقريب. لأنه حيث تكون المحبة يكون الله، الذي هو المحبة(1يو 8:4).

تشكِّل الأهواء الأربعة انحداراً، يبدأ من البطالة بالاتجاه نحو الأسفل، وبالمقابل الفضائل الأربعة هي سلّماً يبدأ من العفة حتى الوصول إلى الله، وهي معاكسة لتلك الأهواء وتشفينا منها. فالعفة تشفي مرض النفس من الكلام البطّال، واتضاع الفكر يقوي العلاقات بين الناس، والصبر يحرّر من عبودية الأشياء، أما المحبة فتشفي من اللامبالاة إزاء الخلاص.

لأن كل شيء من نبع الطهارة هو طاهر، وخاصة بالنسبة للسان، والذي لديه روح التواضع يقيم حساباً للقريب أكثر من ذاته، والذي يصبر لا يبني رجائه على الأشياء، والمحب لله يحاول باستمرار أن يطبق وصاياه.ش

وهكذا فالإنسان المتعفف والمتواضع و الصبور والمحب لله هو صورة عن الإنسان الروحي المتحرّر من الأهواء.ش

نرى أن اختيار هاتين السلستين من الأهواء والفضائل في صلاة القديس أفرام السوري لهما معنى روحي كبير، وتفضيا بنا إلى وجود حالتين روحيتين: حالة المتلوث بالأهواء وحالة المتطهر بواسطة الفضائل. أي من جهة أولى حالة الخطيئة التي نطلب من الله الشفاء منها، ومن جهة ثانية حالة الإنسان الروحي التي نطلب من الله بشدة أن يهبنا إياه.ش

+ + +

أما الجزء الثالث من صلاة القديس أفرام: "نعم يا ملكي وإلهي، هبني أن أعرف ذنوبي وعيوبي، وأن لا أدين إخوتي، فإنك المبارك إلى الأبد" فهو أعمق ما طلبناه في القسم الثاني من الصلاة،ش ولكن بشكل مختصر. فمعرفة الإنسان لذنوبه هي علامة التواضع، وعدم إدانة الآخرين هي علامة المحبة "التي تتأنى وترفق. المحبة لا تحسد. المحبة لا تفاخر ولا تنتفخ... تحتمل كل شيء ..." (اكو 13) هاتان الفضيلتان مرتبطتان معاً بقوة. يقول القديس يوحنا السلمي: "هما المحبة والتواضع، الأولى ترفع والثانية تثبِّت المرتفعين ولا تدعهم يسقطون". ش

في نهاية الصلاة ومع طلب قمة الحياة الروحية: المحبة والتواضع، يريد القديس أن يعلمنا بأن الخلاص من الأهواء واقتناء الفضائل يفتح أمامنا طريق الخلاص والتشبُّه بالله لتحقيق مثالهش الذي هو كلي المحبة والتواضع

+ + +

أما إذا ألقينا نظرة شاملة على الصلاة بكل ترتيبها، فماذا نلاحظ؟ نلاحظ أولاً: أننا نرى صورةً لإنسانٍ ملوَّثٍ بالأهواء الأربعة فنصلي لله أن يبعدنا عنها، ثم نرى صورةً لإنسانٍ متجدِّد بواسطة مواهب الروح القدس الأربعة ونطلب من الله أن يساعدنا للسير في هذا الطريق. بعد هذا وبإصرارنا على ترداد هذه الصلاة الصامتة تتواضع أنفُسنا وتعطينا ثقة ورجاء أكبر بمعونة الله. بالنهاية ماذا يريد القديس أفرام من ترتيب صلاته بهذا الشكل؟

التوبة الجسدية، أي السجود حتى وصول الرأس للأرض، هي العلامة المنظورة للتوبة: بالسجود نعترف بسقوطنا بالخطيئة وبحالتنا الفاسدة التي نحن فيها، ثم بنهوضنا نعبر عن إرادتنا للنهوض والخلاص من الخطيئة، أن نولد روحياً ثانية. لكن كلمة توبة تعني ولادة النوس ثانية، والتغيير، وتحول الإنسان الخاطئ لإنسان جديد روحياً.ش

يا له من أمر عجيب تقوم به هذه الصلاة العجائبية، أي أنها تحثُّنا على التوبة: إذ نقولها بفمنا وبالوقت ذاته نصلي بجسدنا، بكل كياننا، نعرف خطايانا ونسقط بتواضع نحو الأرض ولكن نقوم فوراً مشيرين إلى رغبتنا السريعة بالتقويم (السجدات). وكأننا نقول: "يا رب، تغاضَ عن سقطتي وكم أنني عديم الفائدة وعبد للأهواء وساقط. لكن لا أريد أن أبقى هكذا، أنا خاصتك، خلّصني، واجعلني مسكناً لروحك القدوس"

يوجد هنا شيء أبعد من فعل صلاة، هناك عمل توبة كامل يغيّر الإنسان ويجدِّده كتجلّي حقيقي. كما يحدث تجلي حقيقي في القداس الإلهي على المائدة المقدسة، إذ في القداس الإلهي وبحلول الروح القدس يتحول الخبز والخمر لجسد السيد(الاستحالة) ودمه، هكذا يحدث في صلاة التوبة: إذ بالتواضع أمام الله، بتوبة عميقة، إيمان ثابت، جهاد مستمر ونعمة الله، يتحوّل الإنسان الخاطئ إلى بارّ.

وكما أنّ استدعاء الروح القداس في القداس الإلهي يتم بقبول سريع من الله، هكذا يتم تغيُّر الإنسان بواسطة التوبة الحقيقية والجهاد الطويل ونعمة الله بشكل سريع.ش وهذا ما يؤكده الكتاب المقدس، صرخ العشار من أعماق قلبه: "أللهم ارحمني أنا الخاطئ" (لو 13:18). وحالاً تبرّر. وكذلك لصُّ اليمين صرخ على الصليب: "اذكرني يا سيد" وللحال سمع من الرب: "اليوم تكون معي في الفردوس" (لو 43:23).ش

إذا كان القداس الإلهي هو عمل محبة من الله للإنسان، فإنّ عمل التوبة هو اتصال الإنسان بالمحبة الإلهية.ش

وبقبول الله لذبيحة التوبة يتطهر الإنسان ويتجدَّد ويتغير كلياً: "إن كانت خطاياكم كالقرمز، تبيضّ كالثلج" (أشعياء 18:1). هكذا هي قوية وعميقة وكاملة قوة التوبة. ولهذا رتبت الكنيسة المقدسة، وخاصة في فترة الصوم الأربعيني، أن يهيئ الإنسان نفسه بواسطة التوبة ليستقبل القائمَ في حياته

 
قديم 16 - 09 - 2014, 02:54 PM   رقم المشاركة : ( 6143 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,345,557

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المعبد
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المطران بولس يازجي
"بيت أبي بيت صلاة"
أين يلتقي المنظور بغير المنظور؟ كيف يتخاطب المدرك والمحدود مع غير المدرك وغير المحدود؟ كيف تتعاطى أبعاد الزمن مع أزليّة الله؟ كلّ ذلك يتمّ في "المعبد".
لذلك منذ البدايات كان الإنسان يبحث عن مكان يقف فيه ويخاطب الله فيه!
ولطالما العطش إلى هذا الحوار دفع الناس أن تبني هياكل لله! وغالباً ما كانت على القمم والجبال، وكأنّه التعبير عمّا في أعماق القلب البشريّ من مفاهيم علاقة من أعلى النقاط على الأرض- فوق الأرضيّات، أو هناك على أقرب نقطة إلى السماء.
ولطالما بقي الشوق إلى بناء المعبد مدلولاً عن حبّ الإنسان إلى الصلاة وبناء الرباط مع الله.
وماذا يجري هناك في المعبد حين يلتقي الإنسان بالله؟ "العبادة". وماذا تعني العبادة، ومن هذا المنظار العميق لها؟ إنّها "ما يجري حين يلتقي الإنسان بالله" في لقاء حقيقيّ واضح.
أولى ثمار هذا اللقاء هي الرهبة، والإنكسار والخشوع. هذه ثمار لقاء المطلق بالمحدود. وبقدر ما يحمل هذا اللقاء من رهبة يتضمّن أيضاً رجاءً وسلاماً واطمئناناً...
"المصالحة" مع الله، من أهمّ الأشواق البشريّة. هناك أمام الله في العبادة وفي الهيكل، يقف الإنسان في الخشوع متأمّلاً بين دعوته وواقعه، الأمر الذي يقوده مع شعوره برحمة الله وحبّه وحنانه إلى التوبة.
اللقاء مع الذات، هو ثاني ما يحصل في المعبد. هناك حيث يقرع صدره كالعشّار "يا ربّ ارحمني أنا الخاطئ
وكالابن الضال "يا ربّ أخطأت إلى السماء وأمامك فاقبلني...".
وهنا تبدأ المعركة الداخليّة مترافقة مع نعمة الربّ من أجل الوصول إلى كمال دعوتنا من واقع أوهاننا! أي في المعبد يبدأ الإنسان بتأليه ما هو بشريّ فيه. على ضوء الوصايا الإلهيّة،
وكما قال المزمور "ناموسك نبراس لقدمَيّ". يسير الإنسان مع ذاته في خطوات، تحت غمام التواضع وبركة الله، في درب معرفة ذاته، بضعفاتها وبملكاتها، مرتقياً على سلّم المعرفة الإلهيّة إلى دعوته التي يشاؤها الله له على صورته ومثاله.
الأمر الثالث الذي يحصل عفوياً، ومباشرة، في المعبد، هو لقاء الإنسان بأخيه الإنسان. يمكن للإنسان أن يلتقي بالله في أي مكان وأن يصادف ذاته في أكثر من مكان وبأكثر من أسلوب، لكن من أهم خواص المعبد، هي حياة الشركة والصلاة الجماعية.
وبالنسبة لنا، الضوء الإنجيليّ يفضح بقساوة أيّة محاولة "تقطيع" في مجمل العلاقة بالله. أي بما أن اللقاء مع الله والذات يصير تحت ضمانة الوصيّة الإلهيّة - الإنجيليّة فإن هذه الوصيّة بطبيعتها تعلن إنجيليّاً أنّه لا يمكننا أن نلاقي الله إلاّ عبر القريب، وأنّه لا يمكننا أن نحبّ الله الذي لا نراه إذا كنّا لا نحبّ القريب الذي نراه.
وأن مَنْ يقول أنّه يحبّ الله وهو لا يحبّ قريبه فهو كاذب.
الوصيّة الإلهيّة تضع اللقاء (العبادة) في إطار الروح والحقّ. أي أنّها تمنع إفساد العبادة وحصرها في مجرّد علاقة نظريّة بين الإنسان والله الساكن سماه.

"كلّ ما نفعله بهؤلاء الصغار فإننا لله نفعله".
في المعبد إذن تحدث ثلاثة أحداث. أولاً يلتقي الإنسان بالله، فيعود ثانياً إلى ذاته، وبما أن ذلك يجري بروح الوصيّة الإلهيّة وحقّها يجعل الإنسان يلتفت، ثالثاً، إلى القريب ويلاقيه.
يخبرنا النصّ الإنجيليّ هنا عن حدث يخصّ بالتمام من يحبّ المعبد والذين يعتبرون أنفسهم من خدّامه. وينبّه المؤمنين والمخلصين للعبادة وعشّاق المعبد وليس البعيدين عنه.
إنّه حدث "تطهير المعبد" بيد يسوع. بيت أبي بيت صلاة، والخطر هو أن تحوّله الدوافع البشريّة إلى بيت لصوص - وبيت تجارة. حيث لا تتحقّق في المعبد غاياته الثلاث.
فالخطر الأوّل هو ألاّ يلتقي الإنسان بالله في المعبد. وهذا ممكن أن يحصل والخبرة الشخصيّة لكلّ منّا، بتواضع، يمكنها أن تذكّره بلحظات ليست قليلة- في أحسن الأحوال- حين ندخل المعبد ثم نخرج منه دون أي لقاء حيّ بالله! وهذه الحالة إذا صارت عادة تفسد العبادة.
يمكن للإنسان أن يدخل المعبد ويتكلّم هناك مع ذاته فقط، كما جرى للفريسي، وكما حدث مع الناس في هذا العيد كما يرويه النصّ الإنجيليّ اليوم.

"أدخل إلى بيتك وأسجد نحو هيكل قدسك بخوفك
"يا ربّ وجهك أنا ألتمس"،
"جعلتُ الربّ أمامي كلّ حين
وسواها كلّها صلوات تناسب كلّ لحظة لكنّها بالأخصّ ضروريّة في المعبد. العبادة هي الكلمات العفويّة القلبيّة - الروحيّة التي يدفعها الروح من قلوبنا بأنّات لا توصف حين نلتقي في المعبد مع الله ونقف في حضرته الإلهيّة.
والخطر الثاني هو ألا نلتقي هناك مع ذواتنا وألاّ نعاين أنفسنا ولا نتذكّر دعوتنا متغافلين عن واقعنا.
حين لا تقودنا الكلمة الإلهيّة في العبادة إلى التوبة، ولا تكسر الحضرة الإلهيّة قلوبنا وتملؤها خشوعاً، حين نعرض في المعبد ذواتنا بدل أن نستعرضها، حين نفسد العبادة فنستخدمها لتبرير ذواتنا وليس لتطهيرها، حين تُهدي ذاتُنا لذاتنا رضاها ومديحها بدل أن تقدّم لله توبتها مترجّية في طلب الرحمة والغفران، عندها لا نكون مع ذواتنا ولا نلتقيها في المعبد.
المعبد مصنع، حين ندخله ونجري مع روحه وأدواته، يخلع عنا غباوة البِشْرة وضعفاتها وينـزع قشرة الإنسان العتيق فيجددنا بالنعمة إلى رقّة الإنسان الجديد وجماله.
الإنسان الروحيّ الذي يرتوي في المعبد من الحضرة الإلهيّة حبّاً للناس ورقّة ويقتني دموع توبة يلتفت نظره إلى أخيه الإنسان الحاضر منه والغائب، القريب والغريب.
الخطر الثاني إذن هو أن نبدأ "بتأنيس" كلّ ما هو إلهيّ في المعبد بدل أن نكمل فينا كلّ نقص بشريّ ونؤلّه ما هو فينا إنسانـيّ.
أما الخطر الثالث فهو، أن ندخل المعبد لنستغل فيه القريب بدل أن نبذل ذاتنا لأجله. أَلم يحصل هذا عند "الخدام" و"المتعبّدين" في هذا الحدث الإنجيليّ، حين صار العيد، وهو يوم المعبد الأوّل وأهمّ أيّام العبادة، صار فرصة للربح والمصلحة والبيع والشراء.
هذه صورة العبادة - العادة، وهذه مظاهر المعبد - المتجر، وهذه صورة العابدين - اللصوص الذين يسرقون من المعبد حقّه ويسلبون من العبادة فقط جوهرها! هناك فعلاً خطر حقيقيّ وتجربة عميقة لكلّ مؤمن في كلّ وقت وهي أن يصيّر المعبد والكنيسة والعبادة مصدراً لتحقيق الذات ومطاليبها وإشباع رغباتها في قوالب للخدمة تتفرّغ من مضمونها الحقيقيّ، مسلوبة من غناها وغايتها.
بدل أن يكون المعبد هو المذبح الذي يدخله المؤمن فيمدّ ذاته عليه ويبذلها. الخطر أن ندخل المعبد لنربح لذاتنا بدل أن نعطيها، أن ندخل المعبد لنستخدم الآخر بدل أن نخدمه.
"بيت أبي بيت صلاة"!
صلاة في صفائها وفي رهبة اللقاء مع الله. صلاة في عمقها وتواضعها وتوبتها في اللقاء مع الذات. صلاة في حقيقتها وغايتها في بذل الذات وحبّ القريب.
آميــن
 
قديم 16 - 09 - 2014, 02:56 PM   رقم المشاركة : ( 6144 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,345,557

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصـــــــلاة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قال الرب يسوع: «اسألوا تُعطوا، اطلبوا تجدوا، اقرعوا يفتح لكم لأن كلَّ من يسألُ يأخذُ ومن يطلبُ يجدُ ومن يقرعُ يفتحُ له» (مت 7: 7و8).

«الحق الحق أقول لكم كل ما تطلبون من الآب باسمي يعطيكم» (يو 16: 23)

أعيروا آذانكم يا جميع عابري طريق الحياة الدنيا، يا من أتعبتكم تكاليف الحياة المختلفة، وأقلقتكم همومها المتنوعة الكثيرة،
فإن الرب يسوع يصف لكم الدواء لهذا الداء وهو أن ترفعوا الصلوات إلى الآب السماوي باسمه، ويعدكم بأن تستجاب طلباتكم الحارة إذا قدمتموها إليه تعالى بالإيمان المتين الذي يعرّفه الرسول بولس قائلاً:
«وأما الإيمان فهو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى»(عب11: 1)
والإيمان باللّـه هو الاعتراف بالفكر والقلب واللسان بوجوده تعالى وبكل الحقائق الإيمانية التي أعلنها لنا ابنه الحبيب ربنا ومخلصنا يسوع المسيح.
فاسكبوا إذن نفوسكم وقلوبكم وعقولكم أمامه بتواضع ووداعة وتوبة نصوح وندامة كاملة على كل ما اقترفتموه من الذنوب، فيتغمّد اللّـه خطاياكم ويريحكم من أتعابكم مبتهجاً بعودتكم إليه تائبين،
مثلما ابتهج والد الابن الضال بعودة ابنِه إليه تائباً فغفر له تمرّده وتبديده أمواله في عيشة الترف والخطية، وقبِل توبته واعترافه بخطيته لما قال لأبيه بحزن وندامة وأسف:
«يا أبي أخطأت إلى السماء وقدامك ولست مستحقاً بعد أن ادعى لك ابناً، فقال الأب لعبيده أخرجوا الحلّة الأولى وألبسوه، واجعلوا خاتماً في يده، وحذاء في رجليه، وقدّموا العجل المسمّن واذبحوه فنأكل ونفرح لأن ابني هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد فابتدأوا يفرحون»(لو15: 21 ـ 24).


ولكي يشجعنا الرب يسوع على المثول أمام الآب السماوي كأبناء له بالنعمة والتضرّع إليه تعالى باسم ابنه الحبيب، وعبادته بالروح والحق
وتفريغ شحنة همومنا الكثيرة قدامه، علّمنا أن ندعو أباه السماوي قائلين:
«أبانا الذي في السموات» لنخاطبه بدالة البنين، وعقد الرب يسوع المقارنة بين صلاح الآب السماوي وبين عاطفة الأب البشري تجاه أولاده قائلاً:
«أم أيّ إنسان منكم إذا سأله ابنه خبزاً يعطيه حجراً وإن سأله سمكة يعطيه حية، فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة فكم بالحري أبوكم الذي في السموات يهب خيرات للذين يسألونه»(مت7: 9 ـ 11).


أيها الأحباء:
مما لا يختلف به مؤمنان، وقد سارت به الركبان، أن الإنسان منذ بدء وجوده ينازل إبليس وجنده في حرب ضروس، وبهذا الصدد يحثّنا الرسول بطرس على مقاومة عدونا إبليس بقوله:
«اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو فقاوموه راسخين في الإيمان عالمين أن نفسَ هذه الآلام تُجرى على إخوتكم الذين في العالم»(1بط 5: 8و9). فالصلاة إلى اللّـه ضرورية جداً للاستعانة به تعالى دائماً، لينقذنا من عدونا الشرس إبليس الذي يصفه الرب يسوع بقوله لليهود:
«أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا ذاك كان قتّالاً للناس من البدء ولم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق»(يو8: 44).
وإبليس اللعين هذا لا يزال ينصب لنا الفخاخ ليصطادنا محاولاً إدخالنا بالتجارب لنسقط في وهدة الخطية كما فعل بآدم أبي الجنس البشري، ولذلك علّمنا الرب يسوع في الصلاة الربية أن نطلب من الآب السماوي قائلين:
«لا تدخلنا بالتجربة لكن نجنا من الشرير».
وقد أعلن لنا الرب يسوع محبة اللّـه لنا بقوله:
«لأنه هكذا أحبّ اللّـه العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية»(يو3: 16).
فالرب يسوع قد فدانا بدمه الكريم وأعطانا الغلبة على إبليس، فإذا واظبنا على تقديم الصلاة إلى الآب السماوي باسم ابنه الحبيب يسوع المسيح الذي جرب مثلنا في كل شيء ما عدا الخطية والذي أعطانا الغلبة على إبليس
لا بد أن يكون الرب معنا في صراعنا مع إبليس فنظفر على عدو اللّـه والبشر بقوة الرب يسوع الذي يوصينا قائلاً: «اسهروا وصلّوا لئلا تدخلوا في تجربة أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف»(مت26: 41).
كما يقول عن بعض أجناس الأبالسة الذين يدخلون البشر ويعذّبونهم:
«وأما هذا الجنس فلا يخرج إلاّ بالصلاة والصوم»(مت17: 21).
فما أقوى الصلاة التي يصلّيها المؤمن التائب بل البار برفع قلبه وعقله ونفسه إلى السماء فتدخل أمام عرش العظمة كبخور طيب الرائحة وتستجاب.


وفي صدد قوة الصلاة، يلقي علينا الرسول يعقوب درساً خالداً بقوله:
«طلبة البار تقتدر كثيراً في فعلها. كان إيليا إنساناً تحت الآلام مثلنا وصلّى صلاة أن لا تمطر فلم تمطر على الأرض ثلاث سنين وستة أشهر، ثم صلّى أيضاً فأعطت السماء مطراً وأخرجت الأرض ثمرها»(يع5: 16 ـ 18).
فعندما يرفع المؤمن قلبه ونفسه وعقله إلى اللّه بإيمان متين ورجاء وطيد ومحبة خالصة، يسمع اللّه صلاته ويغفر له ذنوبه بعد أن يكون قد سامح من أخطأ إليه.
فهذا العشار التائب الذي صلّى إلى اللّه في الهيكل بتواضع وانسحاق القلب وقد وقف بخشوع وهو يقرع صدره قائلاً: «اللهم ارحمني أنا الخاطئ»، يقول الرب يسوع عنه: «أقول لكم إن هذا نزل إلى بيته مبرراً»(لو18: 13و14).
وهذا اللص التائب الذي صلب مع الرب يسوع وأعلن إيمانه به وهو على الصليب ورفع صلاته إليه برجاء وطيد قائلاً: «اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك»(لو23: 42)
استجيبت طلبته حالاً واستحق أن يسمع وعد الرب الصادق قائلاً له:
«الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس»(لو23: 43).
وأما إذا لم تستجب صلاتنا، فلنفحص نفوسنا إن كنا قد قدّمنا الصلاة بإيمان أم لا
وإن كنا قد تبنا إلى ربنا الذي لا يقبل صلاة الخاطئ إلاّ في حالة واحدة هي عندما يطلب الخاطئ المغفرة من اللّـه بتوبة صادقة، وبدموع ساخنة
وعزم على ألاّ يعود إلى الخطية. وقد لا يستجيب اللّـه صلاتنا لأن في استجابتها ضرراً لخلاص نفوسنا، وهو أدرى بما ينفعنا.
كما قد يتمهّل الرب باستجابة صلاتنا لإظهار قوة إيماننا بقدرته، ويذكر الإنجيل المقدس حادثة المرأة الكنعانية التي سارت وراء الرب يسوع عندما كان في تخوم صور وصيدا وكانت تصرخ:
«ارحمني يا سيد يا ابن داود ابنتي مجنونة جداً»(مت15: 22) فلم يجبها الرب حالاً بل تمهّل كأنه لا يريد أن يلبّي طلبها وذلك ليظهر للجمهور قوة إيمانها
فكانت بلجاجة وثبات تواصل الصراخ، وبعد أن كلّمها، تبيّن للناس من جوابها له أنها كانت ثابتة على الإيمان به، وقد أجابته بتواضع وحكمة
فمدح الرب إيمانها وشفى ابنتها المجنونة. فهي قدوة لنا لنصلي بلا فتور. وإذا اعترضنا على ما يجري لنا في الحياة من تجارب فيكون ذلك بتواضع وحكمة ونحن نقول: لتكن مشيئتك يا رب.
وقد علّمنا الرب يسوع الصلاة بمثاله إذ كان له المجد ينفرد بالآب السماوي كل يوم مرات عديدة بصلوات حارة، وعندما كان الرب يسوع يصلّي كانت صلاته مناجاة الذات للذات فهو والآب واحد في الجوهر وهو في الآب والآب فيه كما قال هو عن نفسه (يو14: 10).


وعندما سأله تلاميذه مرة أن يعلّمهم الصلاة، علّمهم أن يتوجّهوا بالصلاة إلى الآب السماوي قائلاً: «متى صلّيتم فقولوا أبانا الذي في السموات» (مت6: 9 ـ 13 ولو11: 1 ـ 4). وعلّمهم وعلّمنا الصلاة التي ندعوها الصلاة الربية المختصرة جداً،
والتي جعلها نموذجاً لنا نقيس به طلباتنا التي نقدمّها للّه تعالى، وقد ضمّنها مواضيع الصلاة التي تشمل شكر اللّه تعالى على نعمه التي يسبغها علينا دائماً، وتمجيد اسمه القدوس،
وطلبتنا إليه ليسدّ لنا حاجات النفس والجسد، وهكذا نعبده بالروح والحق.


فعلينا أن نواظب على الصلاة الجمهورية في الكنيسة المقدسة مع المؤمنين كافة، والاشتراك بالقداس الإلهي، كما وأن نقتدي بآبائنا الميامين بإقامة الصلاة في دورنا صباح مساء لأفراد العائلة كافة،
إلى جانب صلواتنا الفردية، لنستمرّ على الاتصال بإلهنا العظيم ونستمدّ منه تعالى القوة والحكمة والظفر على عدونا إبليس وجنده والحماية من أتباعه البشر الأشرار. وحيث أننا بحاجة إلى أن نعرف إرادة ربنا
علينا أن نواظب على قراءة الكتاب المقدس وننصت جيداً لنسمع وصايا ربنا يسوع المسيح بتقوى ومخافة اللّه، ونعمل بها، ونتجنب نواهيه له المجد، ونقدّم له صلاة الشكر والامتنان
مؤمنين به أنه إلهنا ومخلصنا وفادينا لأنه بدون إيمان لا توجد صلاة، فكيف نصلي لمن لا نؤمن به، والرب يوصينا قائلاً: «لذلك أقول لكم كل ما تطلبونه حينما تصلون فآمنوا أن تنالوه فيكون لكم»(مر11: 24)
 
قديم 16 - 09 - 2014, 03:01 PM   رقم المشاركة : ( 6145 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,345,557

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يسوع يُصلّي ويُعلِّم الصلاة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

١. يسوع يصلّي


أ. يسوع تعلّم الصلاة من مريم، التي كانت ''تحفظ كلّ الأشياء وتتأمّلها في قلبها'' (لوقا ١٩،٢ و٥٢؛ راجع ت م ك ك ٢٥٩٩)



ب. يسوع صلّى صلاة شعبه في المجمع والهيكل (راجع متى ٢٣،٤؛ مرقس ٣٩،١؛ لوقا ٤١،٢؛ لوقا ١٤،٤-١٥) وصلّى المزامير (متى ٣٠،٢٦؛ مرقس ٣٤،١٥) وشرح الكتب القدّسة (لوقا ٢١،٤؛ لوقا ٢٧،٢٤و٤٤)



ج. لصلاة يسوع طابع خاصّ: علاقة مع الآب السماويّ (راجع متى ٩،٦؛ متى ٢٥،١١؛ لوقا ،٤٩،٢ يوحنا ١،١٧) والرّوح القدس (لوقا ١،٤ و١٨؛ لوقا٢١،١٠؛ يوحنا ١٤،١٦)، وهو يصلّي غالباً في العزلة (لوقا ١٨،٩)، وعلى الجبل (مرقس ٤٦،٦؛ يوحنا ١٥،٦)، وقبل الفجر (مرقس ٣٥،١)، وفي الليل (لوقا ١٢،٦).



د. يسوع يحضّر لأعماله بالصّلاة، فيقوم بها عندما اعتمد في نهر الأردن (لوقا ٢١،٣) وقبل اختياره للتلاميذ (لوقا ١٢،٦)، وقبل أن يعلّمهم الصلاة (لوقا ١،١١)، وقبل التجلّي (لوقا ٢٩،٩)، وقبل إحياء ألعازر (يوحنا ٤١،١١-٤٢)، وقبل آلامه (مرقس ٣٥،١٤)



هـ.. يسوع يحمل البشر في صلواته ويقدّمهم للآب: فيُصلّي لبطرس (لوقا ٣٢،٢٢) ولتلاميذه وللذين سيؤمنون على يدهم (يوحنا ٩،١٧و٢٠) (راجع ت م ك ك ٢٦٠٢ + صلاة يسوع الكهنوتيّة: يوحنا ١٧+ فداء المسيح: عبرانيّين ١٢،٢-١٨).




٢. يسوع يُعلِّم الصلاة


أ. يسوع قدوة في الصلاة:
تَأَمَّلَ التلاميذ بمعلّمهم كيف يُصلّي، فتعلّموا الصلاة (ت م ك ك ٢٦٠١ و٢٦٠٧؛ راجع لوقا ١،١١)


ب. الصلاة الربيّة
(متى ٩،٦-١٣ ولوقا ٢،١١-٤) تُعتبر قلب تعليم يسوع عن الصلاة: فالذي يُصلّي يبتهل إلى الله بصفته أب، فيُقدِّم الاهتمام بقصد الله على أيّ اهتمام آخر، فيهتمّ باسمه، وبملكوته، وبتحقيق إرادته، ويطلب أيضاً من هذا الأب الخبز، والمغفرة بعد إتمام المصالحة مع أبناء الآب الواحد، وأخيراً يطلب عدم الانزلاق في تجارب الشرير.


ج. توجيهات يسوع في الصلاة:
الثقة في الصلاة (مرقس ٢٤،١١؛ لوقا ٩،١١-١٣)؛ المداومة على الصلاة (لوقا ٥،١١-٨؛ لوقا ٧،١٨)؛ الاتحاد مع الإخوة (متى ١٩،١٨)؛ الابتعاد عن صلاة المرائين (متى٥،٦) والصلاة الوثنيّة (متى ٧،٦)؛ الغفران في الصلاة (مرقس ٢٥،١١).


د. خطّة يسوع التربويّة في الصلاة:
الانتقال من صلاة الطلب إلى الصلاة الحقيقيّة، ومن الرغبة في عطايا الله إلى الرغبة في أن يهب الله ذاته. مثلاً: المرأة السامريّة تُقاد من رغباتها الخاصّة نحو الرغبة في عطاء الله (راجع يوحنا ١٠،٤)؛ والجموع التي أكلت الخبز وشبِعَت (يوحنا ٥،٦-١٥)؛ تُقاد نحو الغذاء الباقي للحياة الأبديّة (يوحنا ٢٧،٦).

''إسألوا تُعطوا، أطلبوا تجدوا، إقرعوا يُفتح لكم'' بمثل هذه الأقوال والمواعيد، يحثّنا ربّ الجميع على الصّلاة. فعلينا أن نمتثل لقول الله، ونعيش دوماً في التسابيح والصلوات، وأن نكون أشدّ تعلّقاً بعبادته مما بنفوسنا. فالذي لا يُصلّي ولا يشتاق إلى المناجاة الإلهيّة هو ميتٌ لا شعور فيه ولا تفكير.
وخير دليل على الحماقة تجاهل شرف الصّلاة، وقلّة الغرام بها، وأن يفوتَ الإنسان أنّ موت النفس في ابتعادها عن تقوى الله. فكما أنّ جسمنا عند رحيل النفس عنهُ يُمسي ميتاً منتناً، كذلك قلبنا إن لم تحيهِ الصلاة كان ميتاً وشقياً منتناً.''


(القديس يوحنا الذهبي الفم، عظة في الصلاة)




 
قديم 16 - 09 - 2014, 03:02 PM   رقم المشاركة : ( 6146 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,345,557

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نموذج الصّلاة المسيحيّة الأبانا

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


مقدمة أودعَ يسوع تلاميذه، جواباً على طلبهم (''يا ربّ، علّمنا أن نصلّي'') الصلاة المسيحيّة الأساسيّة: ''الأبانا''. وهي تُدعى ''الصلاة الربّية'' لأنّها تأتي من الربّ يسوع، الابن الوحيد، وتتوجّه إلى أبينا السماوي''. ''الأبانا'' هي إذاً صلاة الكنيسة في كلّ آنٍ ومكان، وهي متأصّلة أساساً في الصّلاة الليتورجيّة وفي الأسرار: المعموديّة والتثبيت حيث نصبح إخوة يسوع وأبناء الآب وهياكل الروح القدس، وفي الافخارستيّا حيث ينكشف معناها الكامل.


١. ''أبانا'' ندعو الله ''أبًا'' لأنّه كشف لنا ذاته بابنه الذي صار إنساناً، ولأنّ روحه يجعلنا نعرفه. فنحن عندما نصلّي إلى الآب ندخل في شركة معه ومع ابنه يسوع بواسطة روحه القدوس. بالمعموديّة وَلَدنا الله من جديد لحياته إذ تبنّانا بابنِه يسوع فأصبحنا له أبناء. وعطيّة التبنّي تقتضينا توبةً وحياةً جديدة وتهبنا: قلباً متواضعاً وواثقاً؛ ورغبةً في التشبُّه بالله وإرادة ذلك. وعندما نقول أبا ''نا'' نلتمس العهد الجديد في يسوع المسيح، والشركة مع الثالوث الأقدس والمحبّة الإلهيّة التي تمتدّ بالكنيسة إلى مدى العالم.



٢. ''الذي في السماوات'' لا تدلّ على مكان بل على جلالة الله وحضوره في قلب الأبرار. والسماء، بيت الآب، هى الوطن الحقيقيّ الذي نسعى إليه، والذي منذ الآن ننتمي إليه. فنحن مواطنو السماء بقوّة النعمة.



٣. الطلبات السبع الثلاث الأولى موضوعها مجد الآب: تقديس الاسم، إتيان الملكوت وتتميم المشيئة الإلهيّة. أما الأربع الأخرى فتقدّم له رغباتنا: وهذه الطلبات تتعلّق بحياتنا الجسديّة والروحيّة، لتغذيتها أو لشفائها من الخطيئة، كما تتعلّق بجهادنا في سبيل غلبة الخير على الشرّ.



٤. ''ليتقدّس اسمك'' نطلب تقديس اسم الله لندخل في تصميمه وسرّ حبّه الإلهيّ، أي تقديس اسمه بنا وفينا، كما في كلّ أمّة وفي كلّ إنسان.



٥. ''ليأتِ ملكوتك'' بهذه الطلبة تقصد الكنيسة بوجهٍ أساسيّ عودة المسيح والمجيء الأخير لملكوت الله، وتصلّي أيضاً لأجل نموّ ملكوت الله في حياتنا ''هنا والآن''.



٦. ''لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض'' نصلّي إلى أبينا أن يضمَّ إرادتنا إلى إرادة ابنه لتتميم تصميمه الخلاصي في حياة العالم. وهنا تبلغ كلمات ''الله بيدبّر'' و''متل ما ألله بيريد'' التي نردّدها يومياً أسمى معانيها.



٧. ''أعطنا خبزنا كفاف يومنا'' بقولنا ''أعطنا''، نعبّر مع إخوتنا، عن ثقتنا البنويّة بأبينا السماويّ. ''خبزنا'' يعني الغذاء الأرضيّ الضروريّ لمعيشتنا جميعاً، ويعني أيضاً خبز الحياة، أي كلمة الله وجسد المسيح. وهو يُتنَاوَل في ''يوم الربّ''، كالغذاء الذي لا يُستَغنى عنه في وليمة الملكوت التي تسبقها وتمثّلها الإفخارستيّا.



٨. ''واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن لمن خطئ إلينا'' طلب يلتمس رحمة الله لإساءاتنا؛ وهذه الرحمة لا تدخل قلوبنا ولا تلمسنا إلاّ إذا غفرنا لأعدائنا على مثال المسيح وبمعونته.



٩. ''لا تدخلنا التجربة'' قولٌ نطلب فيه إلى الله أن لا يسمح بأن نسير في الطريق الذي يؤدّي إلى الخطيئة. وهذا الطلب يلتمس روح التمييز والقوّة، ونعمة التيقّظ والأمانة للربّ.


١٠. ''لكن نجّنا من الشرّير'' نصلّي كي يُظهر الله فينا الغلبة التي نالها المسيح على ''رئيس هذا العالم''، أي الشرّير، من خلال حياة البرّ والخير والاستقامة التي نعيشها. وكلمة ''آمين'' نعبّر بها عن دعائنا أن يتمّ الربّ هذه الطلبات السبع فيتحقـّق ملكوته في عالمنا.

مراجع

- تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة، الأعداد ٢٧٦١ - ٢٨٦٥

- شرح صلاة الأبانا بحسب القديس يعقوب السروجيّ


 
قديم 16 - 09 - 2014, 03:03 PM   رقم المشاركة : ( 6147 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,345,557

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صعوبات الصّلاة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بعد أن تكلّمنا عن الصّلاة وينابيعها وطرقها، نتوقّف في هذا الموضوع على الصعوبات والتحديّات التي تعترض المؤمنين الراغبين في تعميق حياتهم الروحيّة، الواعين أن الصّلاة هي جهادٌ ضدّ النفس التي تميل بسرعة، مأخوذةً بحيل المجرّب ومغريات هذا العالم، الى الإبتعاد عن الإتحاد بالله.

نختصر هذه الصعوبات والتحديّات بخمس ونعطي لكلّ منها الطريقة المناسبة لتخطّيها:

تكمن الصعوبة الأولى في بعض مفاهيمنا الخاطئة للصّلاة.

- ليست عمليّة نفسيّة للتخفيف عن الهموم

- ليست تركيزاً داخلياً للوصول الى الفراغ الذهنيّ

- ليست كلماتٍ شاعريّة وعواطف روحيّة

- ليست هروباً من مشاكل وهموم العالم

- لا تُقاس صحّة الصّلاة بما تدرّ علينا من نتائج

الصّلاة هي موهبة من النعمة وجوابٌ ثابت من قِبلنا. بمعنى أنّ صلاتنا تأتي أيضاً من الروح القدس وليس منّا فقط.

لذلك وُجب تصحيح هذه المفاهيم.



التشتّت هي الصعوبة العادية إذ يشعر المصلّي وبشكلٍ متواتر أن أفكاراً تجتاحه في وقت تأملاته الشخصيّة أو الجماعيّة فتصرفه عن تركيزه على موضوع صلاته.

اما الحلّ للتشتّت فلا يكون بالسعيّ الى مطاردته إذ ''يكون ذلك وقوعاً في فخاخه'' (ت ك ٢٧٢٩)، بل بتحويل موضوع تشتّتنا الى موضوع صلاتنا بحيث نصلّي على نية ما نحن مشتّتون فيه. التشتّت يُظهر لنا ما يُشغل قلبنا فلنجعله مناسبةً تقربّنا أكثر من الله. ويجب أن لا ننسى أن الله يعرف ضعفنا وهمومنا ومواضيع تشتّتنا ويتحسّس لحاجاتنا فهو يقبل أن نكون مُشتّتين من أن نكون غائبين! والأفضل أن نكون بكليتنا له.

على كلّ حال، مهما كانت درجة تشتّتنا، يجب أن لا نتوقف عن الصّلاة. وبهذا المعنى يقول القديس برناردوس: ''لا تستخفّ ولا تزدري بصلاتك، لأن الله لا يستخفّ بها''.



اليبوسة قد نشعر في أحيانٍ كثيرة أنّ الله غائبٌ عنا، ولا همّة لنا للصلاة فنشعر بالسأم والملل. إنّها تجربة صعبة الاحتمال ولكن يجب أن نعرف أنّ حبّ الله ليس فقط أحاسيس إنّما الحبّ الحقيقي يتخطىّ الجانب العاطفي الشعوري. الصحراء الروحيّة ضرورية لكي نعرف حقيقة حبنا لله. إنّها زمن التجربة وبنفس الوقت هي زمن الصمود والثبات والمزيد من الثقة، وحده المتواضع لا يتعجّب من شقائه وضعفه. هي كالزواج حيث يتحوّل الحبّ السابق إلى حياةٍ واعية لحضور الآخر حتى وإن كان صامتاً. يجب أن نتعلّم الإصغاء إلى صمت الله. كذلك، علينا، وقبل التحدّث إليه، أن نّصغي إلى كلامه الذي أعطاناه بأنواعٍ شتّى وخاصةً في الكتاب المقدّس. كلّمنا قبل أن نكلّمه.



قلّة الثقة والإيمان وهي تجربة نقع فيها دائماً إذ نصلّي (خاصةً في صلاة الطلب) غير منتظرين ولا متأكدّين أنّ الله سيستجيب طلبنا. حالنا كحال أولئك الذين نبّههم كاهن رعيّتهم لأنّهم، أتوا الى الكنيسة ليصلّوا صلاة الإستسقاء، دون أن يجلبوا معهم مظلاتهم.

من ناحية ثانية، يجب أن لا نيأس لأنّ صلاتنا لم تُستجب. صلاتنا هي دائماً مُستجابة ولكن ليس دائماً كما نرغب. الله وحده يعرف أكثر منا حاجاتنا وما هو خيرٌ لنا.

صلاة الطلب هي طبعاً تعبيرٌ عن حاجاتنا ولكنها لا تكتمل إلاّ بالانفتاح على الثقة والتشبث بالإيمان. لنكن دوماً متأكدّين أنّ الله يسمع ويستجيب لصلاتنا ويعطينا العون الذي ينمي فينا الحياة الإلهيّة.



صعوبة أخيرة تكمن في عجزنا من تجسيد صلاتنا في أعمالٍ وتصرفات. لا نفع لصلاةٍ لا تحققّ تحوّلاً إيجابيّاً في مسيرتنا الإنسانيّة وروحنة لالتزاماتنا الإجتماعيّة وثباتاً في قيمنا الإنجيليّة. لذلك يجب أن نُدرك أنّ ما هو أهمّ من صلاتنا هي مفاعيل الصلاة أكانت روحيّة داخليّة أو خارجيّة علائقيّة. ''لا أريد ذبيحة بل رحمة''.



الصّلاة طريق صاعد تُفضي بنا إلى الثالوث. وكما في كلِّ صعود هناك تعبٌ وصعوبات، كذلك في الصّلاة صعوباتٍ لا يمُكننا تخطيها إلاّ بالتأمل والتشوّق الدائمين إلى الهدف، القمة، أي الوصول إلى يسوع. هدف الصلاة تماهينا بالمسيح، فلا شيء يجب أن يمنعنا عنه كما يقول القدّيس بولس.


 
قديم 16 - 09 - 2014, 03:03 PM   رقم المشاركة : ( 6148 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,345,557

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصّلاة الشخصيّة والجماعيّة
مع تركيز على دور الروح القدس
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



هل ينبغي أن نفضّل الصّلاة الجماعيّة على الصّلاة الفرديّة؟

ليس بالسهل الإجابة، على هذا السؤال، التي تتطلب بعض الدقة.

بالواقع، إنّ كل صلاة، حتى التي تصعد من عمق النفس، يجب أن تكون صلاة الكنيسة وبالتالي صلاة الجماعة. فالمصلّي عليه أن يحمل، حتى في مناجاته الشخصيّة، همّ العالم أجمع ونوايا الجسد السرّي الأكثر إلحاحًا.

فإن كنا نميّز بين الصّلاة الشخصيّة وتلك الجماعيّة فإنّما بسبب اختلاف شكلهما وليس باختلاف روحهما الذي يجب أن يبلغ، كلّ وبحسب مظهره، جهدًا مشتركًا للاعتلاء نحو الرب والاتحاد بالروح القدس.



أي بُعد نعطي، إذًا، للأفضلية المعطاة للصلاة الجماعية؟

إنّ الصّلاة الجماعيّة هي صلاة مشروعة شرط ألاّ تجعلنا نهمل أو حتى نلغي الصلوات الشخصية. ''أمَّا أنت، فإذا صَلَّيتَ فادخُلْ غُرفَتَكَ وأغلِقْ بابَها وصَلِّ لأبيكَ الَّذي لا تَراهُ عَينٌ، وأبوكَ الَّذي يَرى في الخِفْيَةِ هوَ يُكافِئُكَ'' (متى ٦،٦). وهناك عدد لا يستهان به ممن ينصرفون إلى مزاولة الصلاة الجماعيّة تاركين برنامج الحياة الداخليّة، خصوصًا التأمل. وهذا غلط، فوحدهم المصلّين، الذين لا يهملون متطلبات الحياة اليوميّة في الصّلاة الشخصيّة، يتلمسون الكنز المحتجب لحياة الكنيسة وصلاتها. هذا لا يمنعنا عن الإعلان بأنّ الصّلاة الجماعيّة هي أغنى من الصلاة الشخصيّة، وتشكّل عنصرًا لا غنى عنه في تقديس جسد المسيح السرّي، بالإضافة إلى ما يولّده تكرار الصلوات من الانفتاح على جديدها المتأصل.

وعليه فإنّ الصّلاة، سواء كانت شخصيّة أو جماعيّة، يكفي أن تكون من وحي صلاة الكنيسة وتعاليمها لتعتبر صلاة الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسوليّة يحيها روح الرب القدّوس ويقودها. فنردد مع المرنّم هاتفين: ''إنّ الروح يصلي فيكم بأنّات لا توصف...''.





 
قديم 16 - 09 - 2014, 03:04 PM   رقم المشاركة : ( 6149 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,345,557

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الكتاب المقدّس ينبوع الصّلاة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نحن نؤمن أنّ إلهنا يتكلَّم ونحن نقبله في الصّلاة الشخصيَّة كما في الصّلاة الجماعيَّة، ولكن خصوصًا في الصّلاة الليتورجيَّة. فالكتب المقدَّسة هي واقع ليتورجيّ ونبويّ إنّها أكثر من سفر مكتوب، فهي إعلان الروح القدس وشهادته بالنسبة إلى حدث المسيح (كلام الله، ٢٢). إنَّ المسيح هو حاضر في كلمته، لأنَّه هو الذي يتكلَّم حين تُقرأ الكتب المقدَّسة في الكنيسة (دستور عقائدي في الليتورجيا المقدسة، ٧ و٢٤). وللكتاب المقدَّس أهمِّيَّة قصوى في الصّلاة الشخصيّة وفي الاحتفال الليتورجيّ ولاسيّما في إفخارستيّا يوم الأحد، والأسرار، وصلاة الفرض، والرّتب، ومختلف أنواع التقوى الشعبيَّة.

الكتاب المقدّس العهد القديم ينبوع صلاة

إنّه يكشف لنا تدبير الله وعهده مع الشعب، فمحبّة الله التي تجلّت في الخلق والتحرير والوعد، وفي كتابات الأنبياء، هي نفسها المحبّة التي يحبّنا الله بها اليوم. فقد خاطب الله شعبه في الماضي وهو يخاطبنا اليوم أيضًا، وما الصّلاة الاّ مخاطبة متبادلة وحوار بين الله والإنسان.

المزامير والأناشيد هي صلاة الجماعة والفرد وصالحة لمختلف المناسبات والحالات الروحيّة. يمكن أن نستعمل هذه الصلوات الكتابيّة للتعبير عن التوبة والشكوى (٥١،٦) والنَّوح (٣٥) والشكر (٩٢،٧٥) والتمجيد (١٠٠) وتجديد العهد مع الله (٥٠) وروح العبادة الجماعيّة (٢٤)؛ وطلب الحكمة (٤٩).

 
قديم 16 - 09 - 2014, 03:05 PM   رقم المشاركة : ( 6150 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,345,557

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الكتاب المقدّس العهد الجديد ينبوع صلاة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إنّه يُخبرنا عن يسوع المسيح صورة الآب وعن أعماله وتعاليمه وآياته ومواقفه. إنّ يسوع المتّحد بالآب هو مثالنا في الصّلاة وقد علّمنا عن الصّلاة (متّى ٥،٦-٨) وكيفيّة الصّلاة الى الآب (متّى ٩،٦-١٥). إنّ كلام يسوع المسيح الذي هو روح وحياة يضيء حياتنا، يطهّرنا (يوحنّا ٣،١٥)، ويغذّينا في حجّنا على هذه الأرض. والروح القدس الذي يرشدنا إلى الحقّ ويذكّرنا بما قاله الربّ يصلّي فينا بأنّات لا توصف (رومة ٢٥،٨) ويُدخلنا في شراكة مع الآب والابن.

إنّ كُتب أعمال الرسل والرسائل والرؤيا تتحدّث عن الصّلاة وتقدّم لنا صلوات وأناشيد ونصوصًا تساعدنا على الصّلاة الشخصيّة والصّلاة من أجل الآخرين، كما تبيّن لنا أهميّة الصّلاة في حياة الجماعة المؤمنة (أعمال ٢٣،٤-٣١) وحياة الرسول الشخصيّة (رومة ٥،١٥-٦ و١٣؛ أفسس ١٦،١-١٩؛ ١٦،٣-١٩؛ فيليبي ٩،١-١١؛ قولسّي ٩،١-١٢؛ تسالونيقي الثانية ١،١-١٢؛ عبرانيّين ٢٠،١٣-٢١؛ يعقوب ١٣،٥-١٨).

اقتراحات للصلاة الشخصيّة مع الكتاب المقدّس القراءة الربيّة: قراءة نصّ كتابيّ، تأمّل، صلاة، ومشاهدة. الطريقة الإغناطيّة: وضع الذات في حضرة الله، طلب النعمة، قراءة متمهّلة وتذوّق، ومناجاة.

اقتراحات للصلاة الجماعيّة مع الكتاب المقدّس تشجيع دراسة الكتاب المقدّس واستخدام نصوصه في رتَب التوبة، واجتماع الجماعات الرعويّة، وساعة السجود أمام القربان، وسائر الاحتفالات الطقسيّة واللاطقسيّة.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:34 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025