منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08 - 12 - 2021, 01:52 PM   رقم المشاركة : ( 60591 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,402

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






عندما يتكلّم المسيح عن ملكوت الله فهو يقصد ان يوما سيأتي حيث يكون الله ملكًا على الناس، فلا يستعبد الناسُ الناس،
لن يكون هناك قوي يستبدّ او غنيّ ذو عنفوان، لن يكون فرق بين غنيّ وفقير، لن يكون سيد وعبد.

سوف يأتي يوم وقد ابتدأ منذ أطلّ المخلّص على الانسانية، هذا اليوم قد دشنّاه عندما رُفع يسوع على الصليب وقام من بين الأموات.




جاورجيوس، مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)
 
قديم 08 - 12 - 2021, 01:53 PM   رقم المشاركة : ( 60592 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,402

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




بيسوع المسيح ابتدأ ملكوت الله في ما بيننا لأن الذين أَسلموا أنفسهم للمسيح حقًّا لا يستطيعون ان يكونوا أغنياء يتملّكون ويستبدّون ويظلمون.

الذي سلّم نفسه للسيد هو انسان ابتدأ يعفّ عن أشياء كثيرة ويزهد بأشياء كثيرة. الذي ذاق المسيح لا يستطيع ان يذوق شيئا آخر اي انه لا يعطي لشيء آخر القيمة التي يعطيها للسيد.


جاورجيوس، مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)
 
قديم 08 - 12 - 2021, 01:53 PM   رقم المشاركة : ( 60593 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,402

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




من هنا نبدأ ونتدرّج معا: البادئون في معرفة يسوع قد يظلمون وقد يحبّون أشياء هذا العالم وتُطربهم أمور كثيرة فيه فيظلّون في سحر هذا العالم. ولكن الذين تذوّقوا المسيح فعلا وتدرّجوا في مدرسة المسيح، هؤلاء لا يستطيعون أن يكونوا في الخطيئة كما كانوا في السابق يظلمون ويستكبرون. ان قلوبهم قد تركت هذه الأشياء او بكلمة اخرى قد صارت هذه الأشياء غير فاتكة فيهم اذ أصبحوا اناسا جددا كأنك ترى النور على وجوههم او كأنك تسمع نغمة المسيح فيما هم يتكلمون أو كأنك ترى السيد أمامك اذا رأيتهم. هؤلاء قد دخلوا ملكوت الله، اي انهم جعلوا المسيح ملكهم.


جاورجيوس، مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)
 
قديم 08 - 12 - 2021, 01:54 PM   رقم المشاركة : ( 60594 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,402

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



ماذا يعني ملكوت الله؟ ليس بمكان عال بعيد نطلع اليه طلوعا. لا. الملكوت في داخلنا. نحن لا نذهب إليه لكنه هو يجيء الينا. من هنا ان ملكوت الله تحوّل. اذا حدث فيك شيء من التغيّر وأَبطلتَ عاداتك القديمة وصرت انسانا غير كذوب وغير شتّام وغير ضرّاب، واذا اخذ اللطف من تصرفاتك مأخذه، اذا انفتح قلبك الى النور الذي يأتي من يسوع، فأنت قد ابتدأت بالدخول الى هذه المملكة العظيمة. بيننا أُناس لا يزالون في سيادة الشيطان اي في رئاسة خطاياهم وشهواتهم وأكاذيبهم واحتيالاتهم، وبيننا أُناس جعلوا انفسهم في سيادة المسيح وحبّه ولطفه وكرمه.


جاورجيوس، مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)
 
قديم 08 - 12 - 2021, 01:54 PM   رقم المشاركة : ( 60595 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,402

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



قد يكون الانسان الواحد مرة في مملكة الشيطان ومرة في مملكة المسيح، أي ان هاتين المملكتين تتصارعان في ميدان القتال، والنفس البشرية أوّل ميدان يتصارع فيه خير المسيح والشر. ولهذا، عندما اخذ الروح الشرير هذين المجنونين، نراه يذهب الى الخنازير وهي حيوانات كان أكلها ممنوعا في العهد القديم وعُرف عنها في كل الحضارات انها دنيئة. يصوّر لنا الإنجيل هذا المشهد: يسوع يطرد روح الشر، يطرده بعيدا عنه، يطرده من انسان فيدخل في حيوان دنس ثم ينحرف هذا الحيوان الى البحيرة. اي لا بد لروح الشر ان يُقهر. للباطل جولة، جولة فقط، ثم يضمحل.


جاورجيوس، مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)
 
قديم 08 - 12 - 2021, 01:57 PM   رقم المشاركة : ( 60596 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,402

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




يقول القدّيس يوحنّا الدّمشقيّ: “لقد سمح الله بالموت لكي لا يكون الشّرّ عديم الزّوال”. الإنسان يتوق إلى الأزليّة. نحن لم نُخلَق للموت بل للحياة. يقول في سفر الحكمة: “ليس الموت من صنع الله… خلق الله الجميع للبقاء. فإنّ الله خلق الإنسان خالدًا وصنعه على صورة ذاته، لكن بجسد إبليس دخل الموتُ إلى العالم” (راجع سفر الحكمة 1: 13 و2: 23). في المسيح القيامة موجودة فينا بالقوّة. هي قوّة الرّوح القدس، عربون الحياة الأبديّة، نأخذه في كلّ الأسرار المقدّسة منذ المعموديّة وفي المناولة، الأفخارستيّة، سرّ الشكر… يقول القدّيس مكسيموس المعترف: “الإنسان واحد من نفس وجسد. الإنفصال بين الجسد والنّفس في الموت يناقِض الطّبيعة الأصليّة. كما أنّ الموت يناقض، هو أيضًا، مشيئة الله في الخلق”. إيماننا بالرّبّ يسوع، القائم من بين الأموات، يعطينا الإمكانيّة أن نعيش الفرح الأزليّ منذ الآن كعربون للحياة الأبديّة.
***
لماذا التّفجّع عند الموت؟!. صحيح إنّه من الطّبيعيّ أن يحزن الإنسان عند فراق أحبّائه بشريًّا، ويبكي عليهم كما بكى يسوع على فراق صديقه لعازر، لكنّ الرّسول بولس يقول في رسالته إلى أهل تسالونيكي:
“لا تحزنوا كباقي النّاس الّذين لا رجاء لهم” (1 تسالونيكي 4: 13). ألا تعلمون أنّ الموت هو معبرٌ من الأرض إلى السّماء، من هذه الحياة العابرة إلى الحياة الأبديّة. ألا يقول الرّبّ في إنجيله: “الحقّ الحقّ أقول لكم: من يسمع كلامي ويؤمن بالّذي أرسلني فله حياة أبديّة ولا يأتي إلى دينونة، بل قد انتقل من الموت إلى الحياة” (يوحنّا 5: 24). الّذي يقتني في قلبه ذكر الرّبّ يسوع الدّائم يبقى هادئًا عند ساعة موته أو ساعة موت أحبّائه. إنّه يعيش هذه الطِّلبة الواردة في خدمنا الكنسيّة: “أن نتمِّمَ بقيَّة زمان حياتنا بسلام وتوبة”. لا تلتصِقْ يا أخي كلِّيًّا بهذه الدّنيا الوقتيّة وملذّاتها، التصق بالرّبّ يسوع وحده حتّى يبقى فكرك دائمًا في العلاء، في الفردوس، بينما أقدامك تكون على الأرض، شاهِدًا، كربّك وحده، من خلال أعمالك الصّالحة.
يقول المثل الرّهبانيّ المعروف: “إن مات الإنسان قبل أن يموت (أي إن مات عن أنانيّته) فلن يموت عندما يموت”. هذا يعني أنّ كلّ من يضحّي بنفسه وبمصلحته محبّةً بالمسيح القائم، ومحبّةً بإخوته، هذا يذوق طعم القيامة مسبقًا في أيّ وقت من حياته، وبخاصّة ساعة انتقاله إلى الحياة الأبديّة.

+ أفرام، مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 
قديم 08 - 12 - 2021, 01:58 PM   رقم المشاركة : ( 60597 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,402

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




يقول المثل الرّهبانيّ المعروف: “إن مات الإنسان قبل أن يموت (أي إن مات عن أنانيّته) فلن يموت عندما يموت”.

هذا يعني أنّ كلّ من يضحّي بنفسه وبمصلحته محبّةً بالمسيح القائم، ومحبّةً بإخوته،
هذا يذوق طعم القيامة مسبقًا في أيّ وقت من حياته، وبخاصّة ساعة انتقاله إلى الحياة الأبديّة.


+ أفرام، مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 
قديم 08 - 12 - 2021, 01:59 PM   رقم المشاركة : ( 60598 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,402

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




يقول القدّيس يوحنّا الدّمشقيّ: “لقد سمح الله بالموت لكي لا يكون الشّرّ عديم الزّوال”. الإنسان يتوق إلى الأزليّة. نحن لم نُخلَق للموت بل للحياة. يقول في سفر الحكمة: “ليس الموت من صنع الله… خلق الله الجميع للبقاء. فإنّ الله خلق الإنسان خالدًا وصنعه على صورة ذاته، لكن بجسد إبليس دخل الموتُ إلى العالم” (راجع سفر الحكمة 1: 13 و2: 23). في المسيح القيامة موجودة فينا بالقوّة. هي قوّة الرّوح القدس، عربون الحياة الأبديّة، نأخذه في كلّ الأسرار المقدّسة منذ المعموديّة وفي المناولة، الأفخارستيّة، سرّ الشكر… يقول القدّيس مكسيموس المعترف: “الإنسان واحد من نفس وجسد. الإنفصال بين الجسد والنّفس في الموت يناقِض الطّبيعة الأصليّة. كما أنّ الموت يناقض، هو أيضًا، مشيئة الله في الخلق”. إيماننا بالرّبّ يسوع، القائم من بين الأموات، يعطينا الإمكانيّة أن نعيش الفرح الأزليّ منذ الآن كعربون للحياة الأبديّة. ***

+ أفرام، مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 
قديم 08 - 12 - 2021, 01:59 PM   رقم المشاركة : ( 60599 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,402

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




لماذا التّفجّع عند الموت؟!. صحيح إنّه من الطّبيعيّ أن يحزن الإنسان عند فراق أحبّائه بشريًّا، ويبكي عليهم كما بكى يسوع على فراق صديقه لعازر، لكنّ الرّسول بولس يقول في رسالته إلى أهل تسالونيكي:
“لا تحزنوا كباقي النّاس الّذين لا رجاء لهم” (1 تسالونيكي 4: 13). ألا تعلمون أنّ الموت هو معبرٌ من الأرض إلى السّماء، من هذه الحياة العابرة إلى الحياة الأبديّة. ألا يقول الرّبّ في إنجيله: “الحقّ الحقّ أقول لكم: من يسمع كلامي ويؤمن بالّذي أرسلني فله حياة أبديّة ولا يأتي إلى دينونة، بل قد انتقل من الموت إلى الحياة” (يوحنّا 5: 24). الّذي يقتني في قلبه ذكر الرّبّ يسوع الدّائم يبقى هادئًا عند ساعة موته أو ساعة موت أحبّائه. إنّه يعيش هذه الطِّلبة الواردة في خدمنا الكنسيّة: “أن نتمِّمَ بقيَّة زمان حياتنا بسلام وتوبة”. لا تلتصِقْ يا أخي كلِّيًّا بهذه الدّنيا الوقتيّة وملذّاتها، التصق بالرّبّ يسوع وحده حتّى يبقى فكرك دائمًا في العلاء، في الفردوس، بينما أقدامك تكون على الأرض، شاهِدًا، كربّك وحده، من خلال أعمالك الصّالحة.





+ أفرام، مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 
قديم 08 - 12 - 2021, 02:06 PM   رقم المشاركة : ( 60600 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,402

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الألمُ نوعان، جسديٌّ ونفسيٌّ. وهناك رابِطٌ قويٌّ بين الإثنين. في اللغة اليونانيَّة يُقالُ له “pathos”، ومعناه الهوى أو الوجَع. هذا ما يظهر في الترتيلة الشَّائِعَة: “منذ شبابي آلامٌ كثيرةٌ تحارِبُني، لكن أنتَ يا مُخَلِّصي أُعْضُدْنِي وخَلِّصْنِي”.
على كلِّ حالٍ، يبقى الألمُ صعباً، جسديّاً كان أم نفسيّاً. لذا، السَّعي والواجِب يكونان، دائماً، في أنَّه علينا أَنْ نُخَفِّفَ من آلامِ الآخَرِين.
الحقيقةُ الثانية، هي أَنَّ اللهَ لا يُريدُ الألمَ للبشَرِ، وقد سَعَى هو نفسُه ليشفِيَ مرضَى متألِّـمِينَ كثيرين. مِثالاً على ذلك، تعليمُ الرَّبِّ في مَثَلِ السَّامري الشَّفُوق الَّذي صَبَّ زيتاً وخمراً على جراحِ مَنْ وقعَ في أيدي اللصوص.
* * *
مِنْ فوائِدِ الألمِ والمرضِ أَنَّنَا نشعرُ بضعفِنَا ونتواضَعُ طالِبينَ معونةَ الله. طبعاً، الآلام سيفٌ ذو حدَّيْنِ، فهي إمَّا أَنْ تقودَ إلى الفائِدَة: الصَّبر، التواضع…، وإمَّا أَنْ تقودَ إلى اليَأْسِ وحتَّى الكُفْر. عَظَمَةُ الإنسانِ المسيحيِّ تقومُ، ليس في أَنَّه يفتِّشُ عن بَلْسَمٍ فائِقِ الطَّبيعَة للتَّخَلُّصِ من المرضِ، إنَّمَا تَكْمُنُ عظمتُهُ في أَنَّهُ يعيشُ الألمَ بطريقةٍ فائِقَةِ الطَّبيعة. يقول الفيلسوف المسيحي Nicolas Berdiaev: “الألمُ خبرةٌ روحيَّةٌ يُنْظَرُ إليهِ تحت قانونِ النِّعمة لا تحت ما هو مسموحٌ وما هو ممنوع”.

ربّما عن هذه الطريق نتذكَّرُ خطايانا، نعترفُ بها، نتوبُ عنها ونتذكَّرُ الموت.
الإنسانُ أثناءَ ضعفهِ يختبِرُ قوَّةَ الله: “حينما أكونُ ضعيفًا فحينئذٍ أكونُ قويًّا” (2 كور 12: 10). يقول القدّيس اسحق السرياني:
“الرَّبُّ قريبٌ من القلبِ المتالِّمِ الَّذي يطلبُهُ في المُصيبَة”.
* * *
فيما يختصُّ بمرافَقَةِ المريضِ المتألِّمِ، لا تُفيدُهُ كثرةُ الكلامِ الوَعْظِيّ. يُفيدُهُ الحضورُ والسَّماعُ أَوَّلاً، ترافقُهُما كلمات بسيطة معزِّيَة مع صلاة. الأَلَمُ يمكنُ أَنْ يصبحَ لقاءً مع المسيح.
لا ننسى الآلامَ الطوعيَّةَ الَّتي كانت للمسيح وكيف علينا أن نتشبَّه بها. يذكرُ النَّبيُّ أشعيا في معرِضِ حديثِه عن العبدِ المتأَلِّـم: “بجراحِهِ شُفِينَا” (أشعيا 53: 5). كما يذكرُ في مكان آخَر الجملةَ المعروفَة:
“مثلَ خروفٍ سيقَ إلى الذَّبْحِ، وكَحَمَلٍ بريءٍ من العَيْبِ أمامَ الَّذي يجُزُّهُ هكذا لا يفتَحُ فاه. بتواضُعِه ارتفَعَت حكومتُهُ، أمَّا جيلُه فمَنْ يصفُهُ. لأَنَّ حكومَتَهُ قد ارتفَعَتْ عن الأرض” (أشعيا 53: 7-8)
الدَّواءُ النَّاجِعُ للأَلَـمِ هو أَنْ نَقْرَعَ على الصَّدرِ ونصرخَ: “يا يسوع!، يا ابنَ اللهِ ارحمني”..

+ أفرام، مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:05 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025