منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03 - 12 - 2021, 12:30 PM   رقم المشاركة : ( 60161 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,293

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





من بعد العنصرة، وقد استمدوا فيها قوة من العلاء،
أخذوا يبشّرون في بلدهم أولا، ثم انطلقوا الى العالم.

وقد خصص البعض لبشارة اليهود وبعض آخر لبشارة الوثنيين.
سِيَر الرسل تدل على انتشارهم في الكون حاملين الإنجيل والدعوة الجديدة ان

“الله هكذا أحب العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي

لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية”

(يوحنا 3: 16).






جاورجيوس، مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

 
قديم 03 - 12 - 2021, 12:31 PM   رقم المشاركة : ( 60162 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,293

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




نعلم ان معظمهم مات استشهادا، وكلهم ماتوا بعد ان اعترفوا بالمخلّص ربّا فاديا،
مصدر حياة لهم وللمؤمنين وللكل.

تذكرون ان السيد أخذهم من حول بحيرة طبريا

صيادين للسمك وجعلهم صيادين للناس.
علّمهم بالقدوة وقد مارسوها طاعة وحبا طوال ثلاث سنوات،

وهو معهم ينقح جهدهم ويوطد إيمانهم.

كان ضعيفا في أعين الناس، وبقي ضعيفا الى عشية القيامة،

ولكنه أحبّهم فصبر عليهم وفتح قلوبهم ليتقبلوا الروح القدس.

ولما جاء الروح وطهّرهم فهموا الكلمات التي كان ينطق بها السيد،
فأحبوه وأطاعوه حتى الموت.

والفهم فيهم كان من الروح وما كان من العلم،

كان من روح القداسة الذي جعله الابن الحبيب في نفوسهم.






جاورجيوس، مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

 
قديم 03 - 12 - 2021, 12:32 PM   رقم المشاركة : ( 60163 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,293

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




بعد ان أحبوا المسيح حيّا قائما من بين الأموات، فعالا في قلوبهم وفي قلوب أتباعهم، بعد أن أحسّوه كذلك، ترجموه أناجيل، وترجموه عملاً، وترجموه موت استشهاد. وارتضوا، كما قال بولس، ان يكونوا أقذارا في هذا العالم يحتقرهم الناس ويقمعهم الناس لأنهم جاؤوا برسالة حب، والناس لا يريدون الحب. الناس يريدون الموت وان يقتتلوا، وان يتسلطوا، وان يقمعوا، وان يشتهوا، وان يعبّوا من الدنيا، وان يستعبدوا لها ولسلاطينها. الرسل أتوا برسالة وداعة ولطف وعطاء وأخوّة عالمية لا تعرف الحدود.






جاورجيوس، مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

 
قديم 03 - 12 - 2021, 12:34 PM   رقم المشاركة : ( 60164 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,293

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




ما كان المسيحيون الأولون يقولون

“أنت من حي وانا من حي”،
و”أنت من ضيعة وانا من ضيعة”،
و”انت ابن فلان وانا ابن فلان”.

الأسماء والأُسَر والنفوذ والتحزبات كلها تفرّق الناس.
كانوا اذا التقوا يقولون “يا إخوة” ويحسّون كذلك.

وكان الناس يقولون عنهم: “انظروا كيف يحبون بعضهم بعضا”.
وما كان أحد يقول عن ماله انه له،

ولكن كان كل شيء بينهم مشتركا.






جاورجيوس، مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

 
قديم 03 - 12 - 2021, 12:36 PM   رقم المشاركة : ( 60165 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,293

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




كانوا يبيعون كل ما يملكونه ويطرحونه عند أقدام الرسل،
والرسل كانوا يوزّعونه على المحتاجين في ما بينهم.

وكان المحتاج سيد القوم، وكان الضعيف سيد القوم،
وكان الأُمّيّ سيد القوم.
القوة التي من العالم، قوة المال وقوة السلطة وقوة الشهوة،
هذه كانت مطروحة تحت أقدامهم.
كانت لهم قوة المحبة، وبها غلبوا العالم.

لذلك عندما نقرأ في دستور الإيمان:

“أومن بكنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية”،

عندما نقول “رسولية”، فنحن ندل على شيئين:

ندل على ان لنا إيمان الرسل حسب ما نقرأ في أعمال الرسل:

“وكانوا يواظبون على تعليم الرسل”.






جاورجيوس، مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

 
قديم 03 - 12 - 2021, 12:36 PM   رقم المشاركة : ( 60166 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,293

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





هناك إيمان إنجيليّ صادق لا تحريف فيه ولا بدعة.
هذا استلمناه ونحن عليه قائمون.
اما المعنى الثاني لعبارة الكنيسة الرسولية،

فهو ان لنا سلوكا رسوليا، اي اننا لسنا من الأمم الوثنية.

وعندما نقول اننا مسيحيون، نحن لا نعني حزب المسيحيين،

نحن نعني الذين أحبوا يسوع المسيح بسلوك طاهر ومحبة للكل،

لأهل هذا الحي ولأهل ذاك الحي.
فيما نقيم عيد هامتي الرسل،

فلنشهد على اننا جماعة رسولية ليس لها على الناس حق إلا أن تحب.
حقها ان تحب وواجبها ان تحب، أأحبّها الناس أَم لم يحبّوها. على هذا الإيمان وعلى هذه الشهادة نسير.






جاورجيوس، مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

 
قديم 03 - 12 - 2021, 12:40 PM   رقم المشاركة : ( 60167 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,293

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة








في إنجيل اليوم ، يكلِّمُ قائدُ المئةِ يسوعَ قائلاً: “إنّ فتاي ملقًى في البيت مخلَّعًا يُعذَّب بعذاب شديد”، وكأنّه لسان حال إنسانِنا المعاصِر الَّذي يشعر بأنَّه مترامي الأطراف، مخلَّعةٌ كلٌّ منها عن وحدتها. وتتمثَّل هذه العذاباتُ بشكل تجاذبات واضطرابات داخليَّة وخارجيَّة نشعرُ معها كأنَّها انفصامٌ بالشَّخصيَّة. تـــُرى ما سببُ تلك الإرهاصاتِ* بالنفس البشرية؟ وكيف؟ ومن يداويها؟ السَّبب الرَّئيسيّ لإحساسنا بتلك الغربةِ عن ذاتـِنا هو غيابُ مفهوم الغاية من حياتِنا، وبضياعه يختفي المركز. بحسب إيماننا “المركز والغاية” هما المسيح الَّذي هو البداية والنّهاية. حضورُه في حياتِنا بشكل فعليّ هو الكفيلُ بأن يُوَحِّدَ تلك التَّشعُّباتِ ويضمَّها إليه، حيث تصبحُ الرَّغبة ُوالشَّوق متناغمان مع الإرادة والتَّصميم فيفرزان عملًا وممارسةً وحياة. لقد أجاب يسوع: “أنا آتي وأشفيه”، إذًا هو مستعد دومًا للمجيء وليضع علينا عقاقيرَ الشّفاء. في حين يتطلّبُ هذا التّعافي إيمانًا، كمثلِ إيمانِ القائدِ الَّذي لا مثيلَ له! ولعلّ أكثر ما يؤلمنا، عندما نقومُ بكامِل إدراكِنا بأمورٍ تتنافى مع قِيَمِنا، ونضعُ مبرِّراتٍ تُخْمِدُ نارًا ، ويدوي صوتـُها في فكرنا، بدلًا من أن تشدِّدَ حرارتــُها عزيمتَنا للمضيّ بثبات في طريقٍ وعرٍ مُدركين بهاءَ نهايتِها.
الشَّبابُ المعاصِرُ، يا أحبّة، يستطيبُ الأمورَ السّهلةِ والانغماسَ في المتعة. فها نحن مثلاً على أبوابِ فصلِ الصّيفِ، وما يحملـُه من تنوّعٍ في أشكالِ اللِّباسِ والنّشاطاتِ عند الشّبّانِ والشّابّاتِ، ويتناهى معها إلى مسامعِنا عباراتٌ أنّ المسيحيّةَ هي حرِّيَّةٌ وانفتاحٌ وإلخ… في حين سمعنا، ما ورد في الرّسالة من تأكيد، أنّه بالإيمان بالمسيح القائم من الموت، أصبحت أعضاؤنا للبرِّ والقداسةِ، وهذا بالتّالي يعني أنّ أجسادَنا هي مسكنُ القدّوسِ وليست ملكَنا. فإلى أيِّ حدٍّ علينا الانتباهُ عليها، والاعتناءُ بها! فنكسوها حشمةً خارجيةً، وبهذا نحمي العينَ الدّاخليّةَ من خطرِ العثرةِ. فمن يعثر، يعثر ليس فقط بنا بل بالمسيح أيضاً، فمن يقبل هذا؟ إنّ ما يحمله كلّ منّا في قلبه من إيمان هو بحاجة فقط إلى تفعيل، لأنّنا بتفعيله نتغيَّر ونرتقي من اضطراب في المعايير والمقاييس إلى اتّزان ورسوخ. وبذلك نسمع ما قاله السّيّد المسيح: “ليكن لك كما آمنت”. فلكي يعطينا اللهُ شهوةَ قلوبـِنا، جُلّ ما في الأمر أن نحسمَ أمرَنا ونأخذَ القرار. لأنّه بالإتّكال على الله وبالإرادة القويّة، تهدأ عواصِفُنا الدّاخليّة وننعَم ُ بالرّبيع والصّيف الإلهي، ويفوحُ عطرَ المسيح منّا ومن بيننا. وعليه، فإنّ نسيمَ الحقيقةِ الّتي شهدناها بجهادِنا، ويشهدُها العالمُ بشهادتِنا للحقِّ، من خلال أعمالنا، يدفعُنا أن نمجِّدَ أبانا الّذي في السَّماوات.




* إرهاصات: تَوَقُّعَات، مَا يَقَع لِلنَّبِيّ قَبْل الْبَعْثَة وَيَكُون مِنْ مُقَدِّمَات النُّبُوَّة (marks, signs, indications).
الأسقف قسطنطين (كيّال)
 
قديم 03 - 12 - 2021, 12:41 PM   رقم المشاركة : ( 60168 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,293

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


في إنجيل اليوم ، يكلِّمُ قائدُ المئةِ يسوعَ قائلاً: “إنّ فتاي ملقًى في البيت مخلَّعًا يُعذَّب بعذاب شديد”، وكأنّه لسان حال إنسانِنا المعاصِر الَّذي يشعر بأنَّه مترامي الأطراف، مخلَّعةٌ كلٌّ منها عن وحدتها. وتتمثَّل هذه العذاباتُ بشكل تجاذبات واضطرابات داخليَّة وخارجيَّة نشعرُ معها كأنَّها انفصامٌ بالشَّخصيَّة. تـــُرى ما سببُ تلك الإرهاصاتِ* بالنفس البشرية؟ وكيف؟ ومن يداويها؟ السَّبب الرَّئيسيّ لإحساسنا بتلك الغربةِ عن ذاتـِنا هو غيابُ مفهوم الغاية من حياتِنا، وبضياعه يختفي المركز. بحسب إيماننا “المركز والغاية” هما المسيح الَّذي هو البداية والنّهاية. حضورُه في حياتِنا بشكل فعليّ هو الكفيلُ بأن يُوَحِّدَ تلك التَّشعُّباتِ ويضمَّها إليه، حيث تصبحُ الرَّغبة ُوالشَّوق متناغمان مع الإرادة والتَّصميم فيفرزان عملًا وممارسةً وحياة. لقد أجاب يسوع: “أنا آتي وأشفيه”، إذًا هو مستعد دومًا للمجيء وليضع علينا عقاقيرَ الشّفاء. في حين يتطلّبُ هذا التّعافي إيمانًا، كمثلِ إيمانِ القائدِ الَّذي لا مثيلَ له! ولعلّ أكثر ما يؤلمنا، عندما نقومُ بكامِل إدراكِنا بأمورٍ تتنافى مع قِيَمِنا، ونضعُ مبرِّراتٍ تُخْمِدُ نارًا ، ويدوي صوتـُها في فكرنا، بدلًا من أن تشدِّدَ حرارتــُها عزيمتَنا للمضيّ بثبات في طريقٍ وعرٍ مُدركين بهاءَ نهايتِها.
 
قديم 03 - 12 - 2021, 12:42 PM   رقم المشاركة : ( 60169 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,293

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الشَّبابُ المعاصِرُ، يا أحبّة، يستطيبُ الأمورَ السّهلةِ والانغماسَ في المتعة. فها نحن مثلاً على أبوابِ فصلِ الصّيفِ، وما يحملـُه من تنوّعٍ في أشكالِ اللِّباسِ والنّشاطاتِ عند الشّبّانِ والشّابّاتِ، ويتناهى معها إلى مسامعِنا عباراتٌ أنّ المسيحيّةَ هي حرِّيَّةٌ وانفتاحٌ وإلخ… في حين سمعنا، ما ورد في الرّسالة من تأكيد، أنّه بالإيمان بالمسيح القائم من الموت، أصبحت أعضاؤنا للبرِّ والقداسةِ، وهذا بالتّالي يعني أنّ أجسادَنا هي مسكنُ القدّوسِ وليست ملكَنا. فإلى أيِّ حدٍّ علينا الانتباهُ عليها، والاعتناءُ بها! فنكسوها حشمةً خارجيةً، وبهذا نحمي العينَ الدّاخليّةَ من خطرِ العثرةِ. فمن يعثر، يعثر ليس فقط بنا بل بالمسيح أيضاً، فمن يقبل هذا؟ إنّ ما يحمله كلّ منّا في قلبه من إيمان هو بحاجة فقط إلى تفعيل، لأنّنا بتفعيله نتغيَّر ونرتقي من اضطراب في المعايير والمقاييس إلى اتّزان ورسوخ. وبذلك نسمع ما قاله السّيّد المسيح: “ليكن لك كما آمنت”. فلكي يعطينا اللهُ شهوةَ قلوبـِنا، جُلّ ما في الأمر أن نحسمَ أمرَنا ونأخذَ القرار. لأنّه بالإتّكال على الله وبالإرادة القويّة، تهدأ عواصِفُنا الدّاخليّة وننعَم ُ بالرّبيع والصّيف الإلهي، ويفوحُ عطرَ المسيح منّا ومن بيننا. وعليه، فإنّ نسيمَ الحقيقةِ الّتي شهدناها بجهادِنا، ويشهدُها العالمُ بشهادتِنا للحقِّ، من خلال أعمالنا، يدفعُنا أن نمجِّدَ أبانا الّذي في السَّماوات.




الأسقف قسطنطين (كيّال)
 
قديم 03 - 12 - 2021, 12:47 PM   رقم المشاركة : ( 60170 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,293

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




ولا في موضع، في حياة الرّبّ يسوع، تبع أحدٌ المعلّم، في الحقّ، من ذاته!. يسوع كان، أبدًا، الدّاعي!. هلمّ ورائي!. اتبعني!. لستم أنتم اخترتموني بل أنا اخترتكم… هذا صحَّ في حياته على الأرض، وبالرّوح، بعد صعوده!. لذا الأصالة في اتّباع المعلّم مؤشّر لعمل النّعمة أو لا تكون!. الآتون من ذواتهم مُغرضون، لا محالة!. لذا لا يُقبَلون!. أتبعُكَ حيث تمضي، قال له أحدهم؛ فأجابه يسوع: للثّعالب أوجرة، ولطيور السّماء أوكارٌ، أمّا ابن البشر فليس له مكان يسند إليه رأسَه!.
جواب السّيِّد دلّ على قصد غير محمود لدى السّائل!. واقع المعلّم واقع فقر وتشرُّد!. بشريًّا، لا امتياز لديه يقدِّمه على أحد!. فقر إراديّ، في هذا الدّهر، وتشرُّد منذ المغارة والرّحيل إلى مصر حتّى الصّليب!. لذا مَن يبحث عن كسب لنفسه، ههنا، من جرّاء اتّباعه المعلّم، يخيب ظنّه لا محالة، لو عرف حقيقة السّيّد وشاء فعلاً أن يكون خادمًا له!. أمّا إن طلب أحد مجدًا باسم المعلّم، وسعى إلى كرامة من خدمته إيّاه، فإنّه يوجد مزوِّرًا للخدمة، مستغِلاً لها! هذا خادم كذوب!. يسود باسم الخدمة، ويغتني بادّعاء الفقر، ويطلب الكرامة حيث عبد يهوه مرذول!. كلام الرّسول بولس، في شأن ما يعرض لخادم مسيح الرّبّ، امتداد لما سبق للمعلّم أن أبداه وسلك فيه. هكذا خاطب أهل كورنثوس، في رسالته الأولى: “أنتم مكرَّمون وأمّا نحن فبلا كرامة. إلى هذه السّاعة نجوع ونعطش ونعرى ونُلكَم وليس لنا إقامة. نتعب عاملين بأيدينا… صرنا كأقذار العالم ووسخ كلّ شيء إلى الآن” (4: 10 – 13)!.
على هذا، ثمّة خدّام يَدْعون أنفسهم إلى الخدمة أو يدعوهم النّاس، وثمّة خدّام يدعوهم المسيح!. بكلام آخر، يكون روح الرّبّ، للأخيرين، هو الرّوح الّذي يتحرّك فيهم، ويدفعهم إلى المسيح وإلى كنيسته، وإلى اقتبال الخدمة، بوعيٍ لطبيعتها وفرح بها، ولسان حالهم، عن حقّ، قول الرّسول المصطفى: لست أشاء أن أعرف شيئًا بينكم إلاّ يسوع المسيح وإيّاه مصلوبًا!. القول السّيِّديّ: اطلبوا من ربّ الحصاد أن يُرسل فعلة إلى كرمه، تأكيد أنّ مَن يصلحون للخدمة لا يأتون إلاّ من فوق!. هذا يفترض غيرة حقيقيّة عميقة على بيت الله، وإيمانًا أنّ ما هو من روح الله لا يصلح أن يُقام عليه إلاّ مَن هو من روح الله!.
دائمًا ما أَقِفُني أمام الأسلوب الّذي اتّبعه الرّسل، في اختيار الرّسول الثّاني عشر، البديل عن يهوذا الإسخريوطيّ!. باستقامة كاملة وغيرة كلِّيّة، أقاموا اثنين، خيرَ مَن يَصلح للرّسوليّة في أعينهم، وصلّوا قائلين: أيّها الرّبّ العارف قلوبَ الجميع، عيِّن أنت مِن هذين الاثنين أيًّا اخترته… مهما بلغ الإنسان من سلامة النّيّة فإنّه يعتبر نفسه قاصرًا عن القطع في الشّأن الإلهيّ!. بالعكس، سلامة النّيّة تعلِّم الاتّضاع وتزكّي الشّعور بعدم الاستحقاق!. رجل الله يقارب الإلهيّات بخوف ورعدة!. وحده علاّم القلوب يحكم!. غيّ أنا في الفكر واللّسان فأعنّي! ووحده علاّم القلوب يختار ويعيِّن!. لا فقط يُلهم!. يعيِّن!. هو الآخذ المبادرة!. الكنيسة تقتبل!. لهذا استعان الرّسل بالقرعة أسلوبًا يتلقّون به كلمة الله الفصل!. كان يمكن أن يكون الأسلوب مختلفًا! القرعة، بمعنى، كانت كلمة الله! فقط لأن ّالرّسل تصرّفوا بنقاوة القلب، اقتبل السّيّد اللّغة الّتي شاؤوه أن يكلِّمهم بها!. فألقوا القرعة فوقعت القرعة على متيّاس. وحدها نيّة القلب كانت الضّمانة أنّ حصيلة القرعة كانت التّعبير الحسّيّ الأكيد عن مشيئة الله، لا الصّدفة!. إذًا، لا القرعة، في ذاتها، ولا أيّ أسلوب آخر كان علامة الثّقة أنّ الله تكلّم، بل سلامة النّيّة! وحدها سلامة النّيّة دفعت الرّسل إلى حسبان متّياس، دون أيّ تشكيك بأنّ الأمر من الله، مع الأحد عشر رسولاً!.
لقد كان بإمكان الأحد عشر أن يكتفوا باختيار مَن يرونه مناسبًا دونما قرعة، سواء بالانتخاب أم باتِّفاق الأصوات، لكنّهم لم يفعلوا!. مَن كان أهلاً لمثل هذا الخيار، بين المؤمنين، أكثر من الرّسل؟! ومع ذلك، أو، بالأحرى، لأنهم كذلك، لم يعتبروا أنّ لهم حقّ القيام بمثل هذا العمل!. قد يتصوّر المرء أنّ لهم الأحقِّيّة في الخيار والتّعيين لأنّ المعلّم دخل عليهم، بعد قيامته، في العلّية، فنفخ فيهم وقال لهم: خذوا الرّوح القدس!. القرعة، أو ما يعادلها، والحال هذه، لا تعود لها أيّة قيمة! النّعمة الإلهيّة، لو صحّ مثل هذا التّصوّر، تتبنّى وتدعم، لأنّها تكون هي الّتي فعلت في الرّسل، وهذا يكفي!. غير أنّ تصرّف الرّسل لم يأتِ متّفقًا وهذا التّصوّر!. لا أهليّة الرّسل كانت كافية ولا خيار الله كان وقْفًا على أهليّة الرّسل!. الخيار حتّم أهليّة الرّسل واستقلال الله في تعيينه لاعتبارات تتخطّى تلك الأهليّة، في آن معًا!. لذا، استنتاجنا هو أنّ ما فعله الرّسل كان تأكيدًا وإرساءً لقاعدة اختيار خلفاء الرّسل وتعيينهم، أعني الأساقفة، في كنيسة المسيح، إلى جيل بعد جيل، حتّى لا يكون استئثار بما لله باسم الله وشرود!.
طبعًا، يُطرح السّؤال: ما طبيعة الرّابط الّذي يربط أهليّة الرّسل باستقلال الله، في عملية الخيار والتّعيين هذه؟. أهليّة الرّسل تؤكّد حاجتهم، ومن ثمّ حاجةَ خلفائهم، بصورة أساسيّة، إلى أمرَين: نقاوة القلب والآمين!. بتنقية القلب نمسي مهيّأين لمعاينة الله ومعرفة مقاصده!. ولكن، هذا لا يعني أنّنا، بالتّنقية، نحوز المعاينة والمعرفة بصورة آلية!. الله كائن وليس كتلة صمّاء!. الآليّة هي لما هو أصمّ! فيما الله حيّ!. لذا، ولو عرفنا أنّ في النّقاوة استدعاءً، فالله يأتينا، أبدًا، جديدًا، على غير ما يمكن أن نتوقّع، لأنّ اللهَ أكبرُ من قلوبنا!. طبعًا، لا نقاوة من غير عون الله، أما في الاستدعاء فثقة بحلول ما يفوق التّصوّر وما هو فذّ، مهما كان اطّلاعنا على أخبار المستنيرين غنيًّا! في العلاقة بالله فرادة أبدًا!. التّلقائية، كما في حادث المرأة النّازفة الدّم، الّتي توقّف، للتّو، نزْفُ دمها، إثر ما لمست هَدب ثوب يسوع، إنّما هي مؤشّر للحضور الكامل لله، واستجابته للّذين يحبّونه، تلك الاستجابة الّتي قد تأتي للتوّ، كما قد تأتي بعد حين، في أوانها، تمامًا، في كلّ حال، وكما يشاؤها الرّبّ الإله، للمنفعة، أن تكون!. أنّى يكن الأمر، فوراء كشف الله ذاتَه مقاصدُ أبعد من أفهامنا!.
هذا من جهة نقاوة القلب وما إليها. أمّا من جهة الآمين ففيها الثّقة بالله والتّسليم الكامل له، مطعَّمَين بسرّ الشّكر والدّهَشَ لتدبير الله، في كلّ حال!.
ماذا يحدث إن اكتفى الرّسل بموقعهم كرسل، وأخذوا الخيار والتّعيين بأيديهم، واعتبروا ختمَ الله على ما يرتأونه تحصيل حاصل؟. عمليًّا، يكونون قد ألغوا الإزائيّة الكيانيّة المتواترة في العلاقة بالله، وجعلوا المبادرة رهنَ أيديهم، ولمّا تَعُدْ المبادرة لله؛ واعتبروا تصوّرهم لسير الأمور كافيًا لاستيعاب روح الله، وأنّ ما يفعلونه منه حتمًا، ما يفضي إلى حالة داخليّة روحيّة إيهاميّة تكرِّس، بالأحرى، تبعيّة الله لهم، في المبدأ، وعمليًّا إلغاء الله، إلاّ اسمًا، بديلاً عن كونهم في الله وله ومنه وإليه! حتّى لو كانت سيرة الرّسل بلا شائبة، في الظّاهر، وكان إحساسهم الرّضى عن أنفسهم، فموقفهم يصير ملتويًا لأنّ فيه، في العمق، تغييبًا فعليًّا لله!. الله كائن وليس قوّة!. تجربة الإنسان الكبرى أن يشيّء الله ويحوِّله إلى فكرة!. والمحصّلة تكون، في العمق، الاكتفاء بالذّات، معيارًا مغلَّفًا بشعارات إلهيّة من دون الله!.
هذا يجعل موقف المقامين على الكنيسة، بعامّة، مفعمًا بتجارب ونزعات الصّراع والتّفلّت والانحلال!. المقام الرّسوليّ يصبح هو المحور الّذي يستمدد سلطته، في الوجدان، من فوق!. ما هو بشريّ يتّشح، في التّصوّر، بطابع إلهيّ لمجرّد تبوّء الواحد السّدّة الأسقفيّة!. التّركيز لا يعود على نقاوة القلب، والعبادة بالرّوح والحقّ (الآمين)، والخدمة، بل على تصدير الكلام، والطّقوس، والسّلطة!. المناخ الأسقفيّ، والحال هذه، يَفرغ، روحيًّا، من مضمون الحضرة الإلهيّة، والممارسة تتدهرن على حلّة كنسيّة خارجيّة!. هذا يمسي الميل، وهذه تصبح الحركة الكيانيّة في البيعة! وفي ذلك ضلال مبين!.
ظاهريًّا، قد تبدو الكنيسة مصادَرة من أهواء القيِّمين عليها، هذا أقلّه في الأوقات العجاف!. لكنّها، في الحقيقة، لا تبقى من دون قَدَاسات!. تدبير الله يصون الكنيسة!. والأهواء يسمح ربُّك بها للتّأديب والغربلة، ولا تكون ضدّ الله بل لأجل الله بطرق هو يعرفها!. في كلّ حال شهود الله باقون، ولكنْ، هؤلاء، بصورة متنامية، في تاريخ الكنيسة، يمسون قلّة وشهداء ويشتدّ الخناق عليهم، ما يشير، من جهة، إلى استشراء روح الانحلال والشّكليّة والارتداد، ومن جهة أخرى، إلى عمل الله الثّابت والحافظ للكنيسة عبر شهود لمسيح الرّبّ ولو قلّة رغم كلّ الضّغوط!. على هذا، تستمرّ الكنيسة بالقطيع الصّغير، في ضيقات وشدائد، إلى المنتهى، بنعمة الله، فيما رقعة زيت الارتداد تتّسع في الجمهور الكبير، اتّساعًا مأسويًّا!.
أنّى يكن الأمر، فالكنيسة العروس باقية، مهما اشتدّت التّجارب عليها، والنّعمة تزيد!. لكنّ الوجع الأكبر يصير أنّ الضّلال لا يعود مردّه أفكار غريبة تغزو أبناء الإيمان، بل أنّ الكنيسة المعيشة تتجوّف!. كلّ شيء يستمرّ كما هو، ولكن، بالأكثر، في الظّاهر، فقط!. فيما تمتلئ الأرض قبورًا مجصّصة، إلى أن يجيء الرّبّ يسوع في مجده!.





الأرشمندريت توما (بيطار)، رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي، دوما – لبنان
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025