08 - 10 - 2012, 06:48 PM | رقم المشاركة : ( 51 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل لتفسير سفر الرؤيا كتابيا
الأصحاح السابع اهتمام الحمل بالكنيسة المتألمة إذ تعلن الختوم الستة الأولى عن أتعاب الكنيسة وآلامها إلى يوم مجيء الرب للدينونة لهذا رأى الرب أن يشجعها بالكشف عن جانبين: 1. اهتمامه بالكنيسة في جهادها 1 - 8. 2. اهتمامه بالكنيسة في راحتها 9 - 17. 1. اهتمامه بالكنيسة في جهادها في الجزء الأول من الأصحاح لا يتعرض لفترة زمنية معينة، بل يكشف عن حفظه لكنيسته واهتمامه بها ككنيسة أو كأعضاء فيها كل واحدٍ باسمه خلال جهادهم على الأرض. إنه لا يكف عن أن يحفظ مؤمنيه غير متزعزعين (عب 12: 27)، إذ هم "بقوة الله محروسون بإيمان لخلاص مستعد أن يعلن في الزمان الأخير" (1 بط 1: 5). ومن أجلهم طلب الابن قائلاً: "لست أسأل أن تأخذهم من العالم، بل أن تحفظهم من الشرير" (يو 17: 15). هذه هي لغة سفر الرؤيا بل لهجة كلمة الله كلها "لأنك حفظت كلمة صبري أنا أيضًا سأحفظك من ساعة التجربة العتيدة أن تأتى على العالم كله لتجرب الساكنين على الأرض" (رؤ 3: 10). أما المنظر الذي رآه الرسول فهو: "بعد هذا رأيت أربعة ملائكة واقفين على أربع زوايا الأرض، ممسكين أربع رياح الأرض، لكي لا يهب ريح على الأرض ولا على البحر ولا على شجرةٍ ما" [1]. رأى أربعة ملائكة يحفظون الأرض من مشارق الشمس إلى مغاربها ومن الشمال إلى الجنوب، هكذا يهتم الله بالبشرية فيحفظهم من كل جانب حتى لا تهب رياح تطفئ سراجهم المنير. ولعل الله قد أرسل ملائكته لتهدئ الطبيعة الثائرة على الإنسان لأنه كما يقول ذهبي الفم أنه قد صار أكثر غباء من الحيوانات غير العاقلة (مز 49: 20)، وأقل تعقلاً من الطيور (إر 8: 7)، وأكثر جمودًا من الحجارة، متشبهًا بالأفاعي (مز 58: 5) حتى صار يدعى ابنًا لإبليس (يو 8: 44). "ورأيت ملاكًا آخر طالعًا من مشرق الشمس، معه ختم الله الحي، فنادى بصوت عظيم إلى الملائكة الأربعة الذين أُعطوا أن يضروا الأرض والبحر. قائلاً: لا تضروا الأرض ولا البحر ولا الأشجار، حتى نختم عبيد إلهنا على جباههم" [2-3]. في العهد القديم كان الله يهتم بأولاده ويرسل من يختمهم في لحظة التجربة لكي يبقوا محفوظين له (حز 9: 4). وفي كنيسة العهد الجديد يقدم لنا ختم روحي سماوي أبدي، إذ نُختم على جباهنا بسرّ الميرون، فيسكن روح الرب فينا، حافظًا ومقدسًا إيانا لنقول: "قد مسحنا هو الله الذي ختمنا أيضًا وأعطى عربون الروح في قلوبنا" (2 كو 1: 21-22). إن الملاك الذي طلع من مشرق الشمس هو السيد المسيح الذي أشرق علينا ويهبنا في سرّ الميرون هذه العلامة الفعّالة التي تحفظنا كوارثين للرب، لهذا يوصينا الرسول "لا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء" (أف 4: 30). وقد سبق لنا الحديث عن هذا الختم وأننا به صرنا في ملكية الروح القدس، أعداء إبليس. يقول القديس أغسطينوس: [إن اسم المسيح من المسحة. فكل مسيحي يقبَل المسحة ليس فقط صار شريكًا في الملكوت بل ومحاربًا للشيطان أيضًا.] ويقول القديس أمبروسيوس: [تذكروا أنكم قبلتم ختم الروح: "روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقوة، روح المعرفة ومخافة الرب" (إش 11: 2).] الله الآب ختمكم. المسيح الرب قواكم، وأعطى عربون الروح في قلوبكم (2كو 5: 5) كما تلقنتم من تعليم الرسول. هذا الختم ليس مجرد علامة للتمييز، لكنه يحمل فيه حبًا وتكريسًا، حتى نقول للرب: "اجعلني كخاتمٍ على قلبك، كخاتم على ساعدك" (نش 8: 6). وهو يحفظ الأرض والبحر والأشجار، أي لا يصيب أي ضرر الذين استقرت نفوسهم (الأرض) والذين لا زالوا مضطربين (البحر) والمثمرين (الأشجار). أما عن المختومين فقال: "وسمعت عدد المختومين مئة أربعة وأربعين ألفًا مختومين من كل سبط من بنى إسرائيل. من سبط يهوذا اثنا عشر ألف مختوم. من سبط رأوبين الخ." [4]. والأسئلة التي تدور في ذهن القارئ هي: أولاً: ماذا يعنى بقوله "بنى إسرائيل"؟ نجيب بما أوضحه كل الآباء الأولين أن "إسرائيل الحقيقي" ليس هو الشعب اليهودي كما يدعون إلى يومنا هذا، إنما هي صفة تنسب للكنيسة وحدها. فيوم كان اليهود مؤمنين وعاملين في الكرم كان الرب يدعوهم "إسرائيل". أمّا وقد نزعوا أنفسهم بأنفسهم عن الكرم قائلين: "دمه علينا وعلى أولادنا"، لهذا نقول إن اليهود بعدما ترك السيد بيتهم خرابًا وحملوا اللعنة ليس لهم أن يدعوا أنفسهم إسرائيل حتى وإن كانوا حسب الجسد أولادًا للشعب القديم، لأن كنيسة العهد الجديد هي امتداد كنيسة العهد القديم ولها كل المواعيد والبركات. حقًا إن القديس إيريناؤس يرى في هذا إشارة إلى أن بعض اليهود في آخر الأيام سيقبلون الإيمان بالمسيح، ولكن كما أوضح قداسة البابا شنودة أن بقبولهم الإيمان يلزمهم عدم البقاء في تعصبهم وتكتلهم، وأن يتخلوا عن فكرهم القديم، ولا يتكتلوا معًا كشعبٍ مختارٍ متميز (كما يدعون اليوم)... وهنا لا يعود لهم كيان مستقل متمايز وتنتفي عصبيتهم المُرّة، ويزول الفكر الصهيوني المادي المملوء سمومًا القائم على الكبرياء، بل ينسحقوا باكين من أجل رفضهم الإيمان، دون أن يفكروا في أن تكون لهم دولة مستقلة بها أغراض دنيوية. بهذا يرفض الفكر المسيحي الروحي السليم فكرة وجود "إسرائيل" كدولة تدعى أنها شعب مختار. نعود فنؤكد أن ما جاء في هذا الأصحاح تحت كلمة "إسرائيل" يشير لا إلى دولة إسرائيل بل إلى إسرائيل الروحي، أي إلى الكنيسة بغض النظر عن الجنسية أو اللغة. وهذا ما نادت به الكنائس الرسولية وغيرها أيضًا. ثانيًا: وماذا يقصد بالأسباط؟ بلا شك أنه لا يقصد بالأسباط أسباط بنى إسرائيل فعلاً، بل يوجد مدلول روحي، خاصة ونحن نعلم أن الشعب اليهودي قد رُفض كشعب، وأنه حتى اليهود الذين يقبلون المسيحيّة بإيمان غالبًا ما يتزاوجون من أجناس أخرى، بل واليهود أنفسهم اختلطت بينهم وامتزجت الأنساب والأسباط ولم يعودوا بعد محافظين على ترابط كل سبط على حدة، بل كانوا هكذا قبلاً إلى أن جاء الرب يسوع متجسدًا من سبط يهوذا وتأكد بذلك أنه المسيا المنتظر، وعندئذ لم يعد لوجود الأسباط أي لزوم. أما المدلول الروحي فهو: 1. أن عدد المختومين 144 ألفًا، أي رجال العهد الجديد (12 تلميذًا) × رجال العهد القديم (12 سبطًا) مضروبًا في ألف أي صار الكل بالمسيح سماويًا، لأن رقم 1000 يشير إلى السماء. 2. أن رقم 12000 رمزي يشير إلى أن أولاد الله محصيون ومعروفون بأسمائهم (يو 10)، خاصة وأن رقم 12 في الكتاب المقدس يشير إلى ملكية الله للشيء أو للشخص، لهذا اختار في القديم 12 سبطًا وفي العهد الجديد 12 تلميذًا. 3. بدأ بسبط يهوذا مع أنه ليس أكبرهم، لكن لأنه خرج منه ربنا يسوع، هكذا يتقدم في الملكوت من ارتبط بشخص الرب والتصق به. 4. لم يذكر سبط دان، لأنه باع نفسه لعبادة الأوثان (قض 18: 1-31) وقد حذر الرب أي إنسان أو عشيرة أو سبط من عبادتها وإلا يمحو الرب اسمه من تحت السماء (تث 29: 18-25). هكذا يُحرم من سفر الحياة المقيمون في قلوبهم تماثيل بأي صنف يتعبدون لها. 5. ذُكر سبط يوسف عوض أفرايم، لأن سبط أفرايم كان مشهورًا بمقاومته ليهوذا الأمين (مز 80: 2، إش 7: 17، إر 7: 15)، وكان في مقدمة عابدي الأوثان (1 مل 12: 25-30). 6. جاءت الأسباط بترتيب خاص، ليس حسب أعمارهم ولا حسب ما ورد في نبوات حزقيال (48: 1-27، 31-34) لكن جاءت تحمل مدلول روحي تكشف عن السمات التي يلزم أن يختم بها المتسمون بالروح القدس. أ. يهوذا أي الاعتراف، فلا نفع من الحياة بغير الإيمان والاعتراف بالرب. ب. رأوبين أي ابن الرؤيا، ويلزم أن يُرى إيمانه واعترافه بالعمل والجهاد. ج. جاد أي متشدد، ومن يعمل يلزمه أن يتشدد مثابرًا حتى النهاية. د. أشير أي سعيد، وفي مثابرتنا لا نيأس بل نفرح متهللين بالرب. ه. نفتالي أي متسع، والقلب الفرح السعيد يتسع ليحب بلا حدود. و. منسي أي ينسى، ومن يحب ينسى ذاته وكل ما هو زمني. ز. شمعون أي مستمع، ومن ينسى ذاته يسمع ويفهم الصوت السماوي. ح. لاوي أي مستعار، ومن يسمع للسماء يدرك أنه مُستعار هنا أي غريب. ط. يساكر أي الجزاء، والغريب لا يطلب جزاء أرضيًا بل سماويًا. ى. زبولون أي مسكن، ومن يطلب السماويات يسكن فيها متحررًا قلبه من كل شئ. ك. يوسف أي يزيد، ومن يتحرر قلبه ساكنًا في السماويات ينمو في كل عمل صالح. ل. بنيامين أي ابن اليمين، ومن ينمو يبلغ نصيبه عن يمين الله. |
||||
08 - 10 - 2012, 06:48 PM | رقم المشاركة : ( 52 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل لتفسير سفر الرؤيا كتابيا
2. اهتمامه بالكنيسة في راحتها هذا عن حفظه للكنيسة في الأرض، أما في السماء فماذا يفعل الله بعروسه؟ ستجتمع حوله كنيسة الآباء من آدم إلى آخر الدهور. يجتمع الكل فوق كل حدود الزمن وكل حدود الجنسية. سيكون الكل واحدًا في الرب. إنهم نفس الـ 144 ألفًا السابق ذكرهم في منظر سماوي مجيد، لكنهم هنا غير محصيّين. لأنه على الأرض يلزم أن نطمئن أن الله يهتم بكل فردٍ، أما المنظر السماوي هذا فكما يقول القديس أغسطينوس لم يذكر عدده لتمتلئ النفوس رجاء أن السماء ستكون عامرة فلا نرتجف ولا نيأس من كثرة الأشرار على الأرض. "بعد هذا نظرت وإذا جمع كثير لم يستطع أحد أن يعده من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة، واقفون أمام العرش وأمام الخروف، متسربلين بثياب بيض وفي أيديهم سعف النخل. وهم يصرخون بصوت عظيم قائلين: الخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللخروف" [9-10]. والثياب البيض هي ثوب القداسة الذي يناله رجال العهد القديم بسبب رجائهم في دم حمل الله الذي يطهر من كل خطية (1 يو 1: 7). أما بالنسبة للعهد الجديد فيقول الأسقف فيكتورينوس إنهم: [تطهروا بالمعمودية في دم الحمل، فصارت ثيابهم بيضاء، حافظين النعمة التي تقبلوها.] وبياضها هو انعكاس إشراقات المجد الإلهي عليها، إذ في تجليه "صارت ثيابه بيضاء كالنور" (مت 17: 2)، فنكون كالملائكة السمائيين، إذ رأت مريم "ملاكين بثياب بيض جالسين" (يو 20: 12). وهذا اللون كما يقول القديس إكليمنضس السكندري هو لون الحق الطبيعي، [فإن كان يلزم أن يطلبوا لونًا آخر فإن اللون الطبيعي للحق يكفيهم] إذ يلبسون الحق ويكون مجدهم! وتحمل الثياب البيض علامة الطهارة والنقاوة كما تحمل سمة الغلبة (رؤ 3: 5). لهذا تزين الكنيسة أولادها بالثياب البيض بعد عمادهم مباشرةً. أمّا سعف النخل فيحمل علامة الغلبة والنصرة، إذ لا يدخل السماء غير المنتصرين، ولا يقدر أن يجد المتراخون لهم فيها موضعًا. كما يشير إلى حياة الابتهاج، إذ كانوا يحملونه في عيد المظال الذي كانوا يحفظونه تذكارًا للدخول إلى الأرض المقدسة. كما استخدم سعف النخل عندما اهتزت قلوب الشعب بالفرحة عند دخول الرب أورشليم. وتظهر فرحتهم من التسبيح المستمر قائلين بصوت عظيم، أي في غيرة مقدسة متقدة: "الخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللخروف". إن الخلاص الذي لنا هو لإلهنا، لأن لا فضل لنا فيه بل يرجع الفضل لمحبة الآب ونعمة الابن وشركة الروح القدس. ولا يقف الملائكة جامدي العواطف تجاه خلاصنا بل يشاركوننا بهجتنا إذ يقول: "وجميع الملائكة كانوا واقفين حول العرش والقسوس والمخلوقات الحية الأربعة، وخروا أمام العرش على وجوههم وسجدوا لله. قائلين أمين. البركة والمجد والحكمة والشكر والكرامة والقدرة والقوة لإلهنا إلى أبد الآبدين. آمين" [11-12]. في وسط هذا الحب السماوي يختلط علينا الأمر، هل يشاركنا السمائيون سرورنا بالخلاص فيترنمون معنا بهذه التسبحة، مقدمين معنا ذبيحة الشكر، أم نحن الذين نشاركهم عملهم، فنشترك معهم في تسابيحهم السماوية؟ على أي حال فالكل في شركة حب وشركة عمل واحد هو "التسبيح لله". إن الوجود مع الله يحرر اللسان لكي ينطلق بالتسبيح، ويفتح القلب لتخرج التت، ويحول كل مخلوق إلى قيثارة تتغنى وتترنم بتسابيحٍ وحمدٍ وشكرٍ لا نهائي. يقول القديس أغسطينوس: [كما أن عظمته غير متناهية هكذا تسبحته غير متناهية. فإن شئت تسبيح الله دائمًا فَغِر من سيرة الملائكة وتسبيحهم.] وإننا نجسر فنقول إن كل عبادة مهما كبرت أو صغرت إن خلت من عنصر التسبيح تفقد حياتها وكيانها ووجودها، وما عمل الكنيسة إلا التسبيح الدائم. ففي كنيسة العهد القديم يقول المرتل "سبع مرات في النهار سبحتك" (مز 119: 164). وكان دانيال يجثو ثلاث مرات في النهار مصليًا وحامدًا الله (دا 6: 10). وفي كنيسة العهد الجديد لم نرَ شيئًا سوى تسابيح يومية في كل صنوف العبادة وفي كل المناسبات، وذلك لإيمانها أن الإنجيل هو "بشارة مفرحة"، وأن عملها هو عمل ملائكي سماوي، لهذا تدرب أولادها على التسبيح. فكما يقول القديس باسيليوس: [إن التسبيح لله هو عمل خاص بالملائكة.] ولهذا يرى غريغوريوس النيسي أننا بالتسابيح نصير متساوين مع الملائكة من جهة الكرامة. ويقول البابا أثناسيوس الرسولي: [الروح المستقرة تنسى آلامها، وبترتيل الكلمات المقدسة تتطلّع بفرح إلى المسيح وحده.] نعود مرة أخرى إلى ما رآه الرسول وسمعه: "فأجاب واحد من القسوس قائلاً لي: هؤلاء المتسربلون بالثياب البيض من هم؟ ومن أين أتوا؟ |
||||
08 - 10 - 2012, 06:48 PM | رقم المشاركة : ( 53 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل لتفسير سفر الرؤيا كتابيا
"فأجاب واحد من القسوس قائلاً لي: هؤلاء المتسربلون بالثياب البيض من هم؟ ومن أين أتوا؟ فقلت له: يا سيد أنت تعلم" [13]. هذا السؤال الذي أثاره أحد القسوس لا بقصد طلب إجابة، وإنما لإثارة البحث والسؤال عنهم وتفهم أحوالهم. وإذ يعلم الرسول يوحنا مكانة هؤلاء الكهنة غير المتجسدين أجابه "يا سيد" طالبًا منه أن يخبره عنهم بطريقة مملوءة لطفًا "يا سيد أنت تعلم!" "فقال لي: هؤلاء هم الذين أتوا من الضيقة العظيمة، وقد غسلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم في دم الخروف. من أجل ذلك هم أمام عرش الله ويخدمونه نهارًا وليلاً في هيكله، والجالس على العرش يحل فوقهم. لن يجوعوا بعد، ولن يعطشوا بعد، ولا تقع عليهم الشمس ولا شيء من الحرّ. لأن الخروف الذي في وسطهم يرعاهم، ويقتادهم إلى ينابيع ماء حية، ويمسح الله كل دمعة من عيونهم" [14-17]. إنهم أتوا من الضيقة العظيمة واغتسلوا بدم المسيح. إنهم الكنيسة المنتصرة، الذين صبروا للنهاية فخلصوا (مت 10: 22). وسبب قبولهم كقول ابن العسال هو هرق دم الحمل عنهم وعن غيرهم. بهذا صار لهم شرف عظيم، وصاروا كذبائح زكية طاهرة مقبولة لدى الآب، إذ ابيضت ثيابهم، وتلألأت بدم الحمل. فقد قيل عن كل واحد منهم وهم الذين ارتبطوا بالأسد الخارج من سبط يهوذا: "غسل بالخمر لباسه، وبدم العنب ثوبه" (تك 49: 11). هذا ما يناله المجاهدون، يكفيهم أنهم يصيروا أمام العرش الإلهي يخدمونه ليلاً ونهارًا في هيكله. وما هيكل الله إلاّ الله نفسه، إذ يقول الرسول عن السماوات: "لم أر فيها هيكلاً، لأن الرب الله القادر على كل شيء هو والخروف هيكلها" (رؤ 21: 22). وما هي خدمتهم وعملهم إلاّ التسبيح الدائم، قائلين مع المرتل: "أمام الملائكة أرتل لك" (مز 138). يا للمجد! يحل الجالس على العرش فوقهم، أو كما جاء في اليونانيّة "يظللهم". إنه يسترهم ويحفظهم ويخفيهم فيه! وإذ هم فيه "لا يجوعون، ولا يعطشون، ولا يضربهم حر، ولا شمس، لأن الذي يرحمهم يهديهم وإلى ينابيع مياه يوردهم" (إش 49: 10). يرون "الخروف الذي في وسط العرش"، فلا يحتاجون إلى شيء بعد، إذ هو العريس المبهج المفرح، يقدم ذاته خبزًا وشرابًا وراحة وسلامًا. فنقول بحق: "الرب راعى فلا يعوزني شيء، في مراعٍ خضرٍ يربضني، وعلى مياه الراحة يوردني" (مز 23: 1). عجيب هو الحمل الوديع الذي قام برعايتنا منذ خلقنا وقبل الناموس، وامتدت رعايته خلال الناموس وفي عهد النعمة، ويبقى راعيًا يدللنا في الفردوس وفي الأبدية أيضًا. يا لها من قوة حب وروعة في الرعاية واهتمام يفوق كل زمان ليبقى أبديًا! 1 و بعد هذا رايت اربعة ملائكة واقفين على اربع زوايا الارض ممسكين اربع رياح الارض لكي لا تهب ريح على الارض و لا على البحر و لا على شجرة ما 2 و رايت ملاكا اخر طالعا من مشرق الشمس معه ختم الله الحي فنادى بصوت عظيم الى الملائكة الاربعة الذين اعطوا ان يضروا الارض و البحر 3 قائلا لا تضروا الارض و لا البحر و لا الاشجار حتى نختم عبيد الهنا على جباههم 4 و سمعت عدد المختومين مئة و اربعة و اربعين الفا مختومين من كل سبط من بني اسرائيل 5 من سبط يهوذا اثنا عشر الف مختوم من سبط راوبين اثنا عشر الف مختوم من سبط جاد اثنا عشر الف مختوم 6 من سبط اشير اثنا عشر الف مختوم من سبط نفتالي اثنا عشر الف مختوم من سبط منسى اثنا عشر الف مختوم 7 من سبط شمعون اثنا عشر الف مختوم من سبط لاوي اثنا عشر الف مختوم من سبط يساكر اثنا عشر الف مختوم 8 من سبط زبولون اثنا عشر الف مختوم من سبط يوسف اثنا عشر الف مختوم من سبط بنيامين اثنا عشر الف مختوم 9 بعد هذا نظرت و اذا جمع كثير لم يستطع احد ان يعده من كل الامم و القبائل و الشعوب و الالسنة واقفون امام العرش و امام الخروف متسربلين بثياب بيض و في ايديهم سعف النخل 10 و هم يصرخون بصوت عظيم قائلين الخلاص لالهنا الجالس على العرش و للخروف 11 و جميع الملائكة كانوا واقفين حول العرش و الشيوخ و الحيوانات الاربعة و خروا امام العرش على وجوههم و سجدوا لله 12 قائلين امين البركة و المجد و الحكمة و الشكر و الكرامة و القدرة و القوة لالهنا الى ابد الابدين امين 13 و اجاب واحد من الشيوخ قائلا لي هؤلاء المتسربلون بالثياب البيض من هم و من اين اتوا 14 فقلت له يا سيد انت تعلم فقال لي هؤلاء هم الذين اتوا من الضيقة العظيمة و قد غسلوا ثيابهم و بيضوا ثيابهم في دم الخروف 15 من اجل ذلك هم امام عرش الله و يخدمونه نهارا و ليلا في هيكله و الجالس على العرش يحل فوقهم 16 لن يجوعوا بعد و لن يعطشوا بعد و لا تقع عليهم الشمس و لا شيء من الحر 17 لان الخروف الذي في وسط العرش يرعاهم و يقتادهم الى ينابيع ماء حية و يمسح الله كل دمعة من عيونهم |
||||
08 - 10 - 2012, 06:49 PM | رقم المشاركة : ( 54 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل لتفسير سفر الرؤيا كتابيا
الأبواق السبعة 1. الأبواق الأربعة: إنذارات طبيعية للبشرية ص 8. 2. البوق الخامس: التهيئة لضد المسيح ص 9. 3. البوق السادس: ظهور ضد المسيح ص 9. 4. موقف الله منه أولاً: ظهور السفر المختوم ص .1. ثانيًا: إرسال النبيين ص 11. الأصحاح الثامن |
||||
08 - 10 - 2012, 06:49 PM | رقم المشاركة : ( 55 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل لتفسير سفر الرؤيا كتابيا
الأصحاح الثامن الأبواق الأربعة: إنذارات طبيعية للبشرية يتحدث هذا الأصحاح عن إنذارات الله للبشر بعدما تحدث عن شفاعة الحمل الكفارية من أجل البشرية وإرسال الروح القدس لتبكيتهم، ومن لا يتقبل محبة الله المعلنة على الصليب باللطف والرقة يجتذبه بالتجارب والتأديبات. 1. سكوت في السماء "الراحة الأبديّة" 1- 2. 2. شفاعة الحمل الكفارية 3 - 5. 3. الأبواق الأربعة 6 - 13. البوق الأول: إلقاء برد ونار مخلوطين بدم. البوق الثاني: إلقاء جبل عظيم متقد. البوق الثالث: سقوط كوكب عظيم. البوق الرابع: ظلمة ثلث الكواكب المنيرة. 1. سكوت في السماء "الراحة الأبدية" "ولما فتح الختم السابع حدث سكوت في السماء نحو نصف ساعة" [1]. يرى الأسقف فيكتورينوس أن فترة السكوت هذه [تشير إلى بداية الراحة الأبديّة... لكنه عاد فأخل بالصمت إذ لا يهتم بترتيب الحوادث زمنيًا.] ففي الختم السادس أعلن الله حوادث الدينونة وما سيكون عليه الأشرار من انزعاج، طالبين من الجبال والصخور أن تسقط عليهم وتخفيهم من وجه الجالس على العرش، دون أن يتحدث عن موقف أولاد الله الذي أعلن في الختم السابع لكن "حدث سكوت في السماء" بفعل الدهشة التي انتابت الخليقة السمائية من المجد الذي ناله الإنسان! هكذا يتركنا سفر الرؤيا نحو "نصف ساعة"، إلى زمن قليل ندهش معجبين مما أعده لنا إلى الأبد، لكنه عاد فنزل بنا لنتتبع السلسلة الثانية. "ورأيت السبعة الملائكة الذين يقفون أمام الله وقد أعطوا سبعة أبواق" [2]. والسبعة الملائكة هم السبعة رؤساء الملائكة الذين قال رافائيل إنه أحدهم. يرى ابن العسال أن الأبواق هنا تشير إلى أوامر صادرة من قبل الله، والتبويق يشير إلى تنفيذها. وتستخدم الأبواق في الآتي: 1. إعطاء الشريعة (خر 19: 16، 19)، وإنذارات الله المعلنة هي وصية من الله وإنذار للتوبة والرجوع لكي يحيوا ويرتبطوا بالرب ولا يهلكوا. 2. الدعوة للحرب (قض 3: 27)، وتبويق الملائكة هو إعلان عن حالة حرب روحية قائمة بين الله وإبليس! 3. في الاحتفال بالأعياد واليوبيل (لا 23: 24، 25: 9)، وتنتهي الأبواق بمجيء السيد المسيح (1 تس 4: 16)، وكما يقول القديس أثناسيوس الرسولي إنه هو عيدنا الأبدي الذي لا ينقطع. 4. في المناداة بالملوك (2 مل 9: 13)، وتنتهي الأبواق بمجيء "ملك الملوك" تصحبه الملائكة بأصوات أبواق سمائيّة تهتف بملكوت سماوي أبدى! 2. شفاعة الحمل الكفاريّة "وجاء ملاك آخر ووقف عند المذبح، ومعه مبخرة من ذهب، وأعطى بخورًا كثيرًا، لكي يقدمه مع صلوات القديسين جميعهم على مذبح الذهب الذي أمام العرش. فصعد دخان البخور مع صلوات القديسين من يد الملاك أمام الله" [3-4]. هذا الملاك الآخر غير السبعة يشير إلى الآتي: 1. الكنيسة التي لا تكف عن تقديم البخور سواء من أعضائها المنتصرين في الفردوس أو المجاهدين على الأرض، الكل يود رجوع الخطاة إليه. 2. يرى ابن العسال أنه ملاك حقيقي من طغمة الكاروبيم، إذ هم يهتمون بالذبائح التي نقدمها لله (قض 6: 21، تك 22: 11). وفى نهاية القداس يطلب الكاهن من ملاك الذبيحة الصاعد إلى العلو بهذه التسبحة (القداس الإلهي) أن يذكرنا أمام الله... والرأي الأرجح أنه هو "الرب يسوع" الذي رمز له في سفر الرؤيا بالملاك كما في (رؤ 10: 1؛ 18: 1) ودُعي ملاك العهد في ملا 3: 1-2. إنه الشفيع الكفاري الذي هو "حي في كل حين يشفع في كثيرين". إنه أسقف نفوسنا ورئيس الكهنة الأعظم، يقف عند المذبح الذي هو صليبه حيث قدم ذاته ذبيحة عنا، ومعه مبخرة من ذهب، أي مبخرة روحية هي شفاعته الكفارية التي "تعطى بخورًا كثيرًا"، مدافعًا ومحاميًا عن أولاده. وفى محبته يتقبل "صلوات القديسين" المنتقلين والمجاهدين ليقدمها فيه للآب كذبيحة طاهرة مرضية ومقبولة كوعده "إن ثبتم في وثبت كلامي فيكم، تطلبون ما تريدون فيكون لكم" (يو 15: 7). "ثم أخذ الملاك المبخرة، وملأها من نار المذبح وألقاها إلى الأرض، فحدثت أصوات ورعود وبروق وزلزلة" [5]. "ثم أخذ الملاك المبخرة، وملأها من نار المذبح وألقاها إلى الأرض، فحدثت أصوات ورعود وبروق وزلزلة" [5]. إن كان المذبح هو الصليب، فإن نار المذبح هي الروح القدس الذي يبكت ويتوب ويهب شركة مع الثالوث باستحقاق دم المسيح المبذول عنا على الصليب. لقد أرسل الابن الروح القدس، إذ يقول "متى جاء المعزى الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق" (يو 15: 26) "إن ذهبت أرسله إليكم. ومتى جاء ذلك يبكت العالم على خطية وعلى برّ وعلى دينونة. أما على خطية فلأنهم لا يؤمنون بي. وأما على برّ فلأني ذاهب إلى أبي ولا ترونني أيضًا. وأمّا على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دين" (يو 16: 7-11). وهذا هو عمل الروح القدس: 1. حدثت أصوات: إذ انطلقت ألسنة الرسل والمبشرين بالروح القدس تكرز بلا خوف. 2. ورعود: ويرعد الكارزون بالروح القدس كأسود يزأرون بسلطان إلهي. وكما يقول الكتاب المقدس عن فيلكس الوالي وهو يحاكم بولس الأسير "وبينما كان يتكلم عن البرّ والتعفف والدينونة العتيدة أن تكون ارتعب فيلكس" (أع 24: 25)، ولم يستطع أن يحتمل كلماته قائلاً له "أما الآن فاذهب، ومتى حصلت على وقت أستدعيك". 3. وبروق: إذ لا يزال روح الرب يشرق بأعمال مجيدة وعجيبة أمام الناس، مزينًا كنيسته بمواهب إلهية لكي خلالها تبرق بنور عريسها على كل أحد. 4. وزلزلة: وهذه هي غاية الروح القدس أن يبكت القلب فيتزلزل ويتحطم كبرياؤه خالعًا عن نفسه كبرياءه ويتقبل الرب يسوع عريسًا له، وبقبوله الرب يقبل البشرية كلها كإخوة له. |
||||
08 - 10 - 2012, 06:49 PM | رقم المشاركة : ( 56 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل لتفسير سفر الرؤيا كتابيا
نكمل باقى تفسير الاصحاح الثامن :
3. الأبواق الأربعة "ثم أن السبعة الملائكة الذين معهم السبعة الأبواق تهيأوا لكي يبوقوا" [6]. تنقلنا هذه الرؤية إلى مشهد قديم حين كان الكهنة السبعة يحملون أبواق الهتاف السبعة أمام التابوت، ويدورون حول مدينة أريحا، ويضربون بالأبواق فينهدم السور (يش 6). هكذا بعدما كشف لنا الرب عن اهتمام الحمل بالعالم كله، وإرساله الروح القدس للتبكيت عاد لينقلنا إلى عمل الله خلال التاريخ كله، إذ وهب للآباء والأنبياء والتلاميذ والرسل أن يحملوا كملائكة الله أبواق الإنذار المستمر للإنسان حتى يتفطن أنه بكلمة الله (التبويق) تنهدم قوىَ إبليس ويتحطم ويسكن الإنسان مع الله في السمَاويّات. وإننا نجد الله في إنذاره يستخدم كل ما أمكن من اللطف والحنو لكن بحزمٍ لأجل خلاص الإنسان، لهذا لا يتسرع في الإنذار، بل يترك الملائكة يتهيأون للتبويق، معطيًا فرصة للذين يقبلون الرب المحب بلطفه، ومن لا يقبل يسمع الإنذارات التي تشتد حتى يلين القلب أمام الله. اتجاهان في التفسير: يوجد اتجاهان في تفسير الأبواق، وهما اتجاهان غير متضاربين بل متلازمان معًا: 1. يرى القديس إيريناؤس أن الإنذارات التالية تحل بالعالم بصورة حرفية قبل مجيء ضد المسيح وأثناء وجوده وذلك بقصد إرهاب المؤمنين لكي لا يقبلوه ولتأديب الذين قبلوه لكي يتوبوا. 2. الاتجاه الثاني، هو أن الأبواق الأربعة تشير إلى إنذارات الله للإنسان في أي عصر من العصور، خاصة في فترة ما قبل وأثناء ضد المسيح في لغة استعاريّة تصوريّة فمثلاً: أ. البوق الأول "فبوق الملاك الأول فحدث برد ونار مخلوطان بدم، وأُلقيا إلى الأرض، فاحترق ثلث الأشجار، واحترق كل عشب أخضر" [7]. يشير البرد إلى قوة التأديب (إش 28: 2، 17)، كما تعلن النار عن شدة غضب الله. هكذا يستخدم الله الضدان معًا إشارة إلى شدة الإنذار كالقول: "فارتجت الأرض وارتعشت أسس الجبال، ارتعدت وارتجت لأنه غضب... برد وجمر نار". يشير احتراق ثلث الأشجار وكل عشب أخضر إلى أنه بهذا التأديب يذل الله بعض المتعجرفين المتكبرين (تث 32: 22؛ ملا 4: 1؛ إش 2: 12-13) ويسحق زهو الحياة الزمنيّة. وبهذا، إذ يرى البعض كيف سقط جبابرة وكيف ضاق العالم بالمشاكل والمتاعب والآلام، يعودون إلى الله بقلب تائب منكسر. ب. البوق الثاني: "ثم بوق الملاك الثاني، فكان جبلاً عظيمًا متقدًا بالنار، ألقى إلى البحر، فصار ثلث البحر دمًا. ومات ثلث الخلائق التي في البحر، التي لها حياة، وأهلك ثلث السفن" [8-9]. كما يذكِّرنا البوق الأول بالضربة الواردة في خر 9: 23، 25، هكذا يذكِّرنا البوق الثاني بما ورد في حز 7: 20-21. ولعله يشير بهذا إلى أن الله يسمح بالتأديب للنفوس المضطربة كالبحر التي لم تستقر في حضن الله ملك السلام بأن يسمح لهم بجبل عظيم متقد بالنار يلقى في وسطهم، ليصير ثلثهم مقتولين ومذبوحين. هذا الجبل المتقد يختلف من عصر إلى عصر، ومن إنسان إلى آخر. كأن يسمح الله بإقامة إنسان في مركز قيادي ديني أو أدبي أو زمني، يتسم هذا الإنسان بالعنف والشدة بلا رحمة لأجل تأديب شعب عنيف متمرد، وقد سجل لنا التاريخ أمثلة بلا حصر من هذا القبيل. وقد يحدث ذلك بصور مبسطة متكررة ويوميّة كأن يسمح الله لإنسان متعجرف أن يقيم عليه رئيسًا في عمله أو صديقًا أو أخًا أو ابنًا عاقًا يتسم بالعنف. وبسبب هذا الرئيس في العمل أو الصديق أو الأخ أو الابن العاق يفقد الإنسان الأول الكثير من الأمور الزمنيّة أو الكرامات، فيتحطم كبرياؤه، وتنسحق نفسه أمام الله. والجميل في حب الله أنه لا يسمح إلاّ بإهلاك الثلث لكي يترك للأكثريّة فرصًا للتوبة. أو يسمح في الحالات الفرديّة بأن يفقد الإنسان أمورًا زمنيّة لكي يربح أمورًا سماويّة. لا يكف الله عن أن يستخدم كل وسيلة ووسيلة لا لإذلال الناس بل رغبة في توبتهم ورجوعهم إليه. ج . البوق الثالث: "ثم بوق الملاك الثالث، فسقط من السماء كوكب عظيم متقد كمصباح، ووقع على ثلث الأنهار وعلى ينابيع المياه. واسم الكوكب يدعى الأفسنتين، فصارت ثلث المياه أفسنتينًا، ومات كثيرون من الناس من المياه، لأنها صارت مُرّة" [10-11]. إذ يسقط هذا الكوكب العظيم المتقد كالمصباح من السماء، فإن في هذا إشارة إلى صنف ثالث من التأديب المُرّ، كأن يسمح الله بانحراف شخصيات ذات مركز ديني وروحي عظيم فيسقطوا من سماء العبادة الروحيّة السماويّة ببدع أو هرطقات على مياه الأنهار الحية فيسمموها ويمرروها وخلالها تموت نفوس كثيرة. وقد سجل لنا التاريخ كواكب عظام سقطوا ومرّروا حياة أولاد الله، وأفسدوا التعاليم الروحية، وأهلكوا كثيرين، نذكر منهم أريوس ونسطور ومقدونيوس وبيلاجيوس وكثيرين غيرهم. هذا النوع من الإنذار مؤلم للغاية، لكن الله يسمح به لكي يبحث المؤمنون في الكتاب المقدس ويفلحوا فيه ويشبعوا منه للرد على الهراطقة، وفى نفس الوقت خلال مرارة الهراطقة لا تتوقف الكنيسة عن رسالتها الكرازية، إذ بدونهم قد تستكين للراحة، وتدخل محبة العالم إلى أولادها، ويغطون في نوم عميق. د. البوق الرابع: ثم بوّق الملاك الرابع، فضرب ثلث الشمس وثلث القمر وثلث النجوم، حتى يظلم ثلثهن، والنهار لا يضيء ثلثه" والليل كذلك" [12]. تحمل معنى شكل الضيق في أشد صوره للإنذار، لأننا كما نعلم أن الظلمة تشل حركة الإنسان، خاصة إن تزايد وقتها، وتفقده حيويته، وتحرِمه من نمو النباتات، وهكذا يستخدم الله وسائل مختلفة حتى يشتهي الإنسان الموت ولا يجده، وذلك ليس بقصد تعذيب البشر، لكن لأجل رجوعهم إلى الحق، وبحثهم عن النور الحقيقي. ونحن نعلم اليوم عن تساقط بعض النجوم وعن حدوث انفجارات شمسية، هذا يتزايد بشدة في فترة ما قبل ضد المسيح للإنذار. إنذار آخر: "ثم نظرت وسمعت ملاكًا (نسرًا) طائرًا في وسط السماء، قائلاً بصوت عظيم: ويل، ويل، للساكنين على الأرض من أجل بقية أصوات أبواق الثلاثة الملائكة المزمعين أن يبقوا" [13]. يرى الأسقف فيكتورينوس أن النسر الطائر [يرمز للروح القدس الذي يحمل الشهادة في النبيين بأن غضبًا وعذابات شديدة قد صارت على الأبواب، لهذا فإن أراد إنسان - حتى وإن كان في أواخر الدهور - أن يتوب فسيخلص.] نخلص من هذا أن الأبواق الأربعة السابقة هي إنذارات الله بكل الطرق للبشر قبل فترة ضد المسيح، وهذه مهما بدت صعبة وقاسية فهي هيّنة وخفيفة أمام الويلات التي ستحل في فترة ضد المسيح الذي يأتي ليملك وينصِّب نفسه إلهًا. 1 و لما فتح الختم السابع حدث سكوت في السماء نحو نصف ساعة 2 و رايت السبعة الملائكة الذين يقفون امام الله و قد اعطوا سبعة ابواق 3 و جاء ملاك اخر و وقف عند المذبح و معه مبخرة من ذهب و اعطي بخورا كثيرا لكي يقدمه مع صلوات القديسين جميعهم على مذبح الذهب الذي امام العرش 4 فصعد دخان البخور مع صلوات القديسين من يد الملاك امام الله 5 ثم اخذ الملاك المبخرة و ملاها من نار المذبح و القاها الى الارض فحدثت اصوات و رعود و بروق و زلزلة 6 ثم ان السبعة الملائكة الذين معهم السبعة الابواق تهياوا لكي يبوقوا 7 فبوق الملاك الاول فحدث برد و نار مخلوطان بدم و القيا الى الارض فاحترق ثلث الاشجار و احترق كل عشب اخضر 8 ثم بوق الملاك الثاني فكان جبلا عظيما متقدا بالنار القي الى البحر فصار ثلث البحر دما 9 و مات ثلث الخلائق التي في البحر التي لها حياة و اهلك ثلث السفن 10 ثم بوق الملاك الثالث فسقط من السماء كوكب عظيم متقد كمصباح و وقع على ثلث الانهار و على ينابيع المياه 11 و اسم الكوكب يدعى الافسنتين فصار ثلث المياه افسنتينا و مات كثيرون من الناس من المياه لانها صارت مرة 12 ثم بوق الملاك الرابع فضرب ثلث الشمس و ثلث القمر و ثلث النجوم حتى يظلم ثلثهن و النهار لا يضيء ثلثه و الليل كذلك 13 ثم نظرت و سمعت ملاكا طائرا في وسط السماء قائلا بصوت عظيم ويل ويل ويل للساكنين على الارض من اجل بقية اصوات ابواق الثلاثة الملائكة المزمعين ان يبوقوا |
||||
08 - 10 - 2012, 06:49 PM | رقم المشاركة : ( 57 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل لتفسير سفر الرؤيا كتابيا
الأصحاح التاسع
البوقان الخامس والسادس التهيئة لضد المسيح وظهوره في الأصحاح السابق رأينا الله ينذر البشريّة بطرق متنوعة عبر الأجيال وفى حياة كل إنسان لأجل توبته: ففي البوق 1 كان الإنذار يمس موارد معيشته. وفي البوق 2 كان الإنذار يخص أناسًا يذلونه. وفي البوق 3 كان الإنذار عن طريق ظهور مبتدعين. وفي البوق 4 كان الإنذار في غاية الشدة والضيق إذ تظلم الحياة في نظره. وفى هذا الأصحاح يحدثنا عن البوقين الخامس والسادس: 1. البوق الخامس: التأديب خلال أفكار شيطانية 1 - 12. 2. البوق السادس: التأديب خلال حروب بشرية 13 - 21. 1. البوق الخامس: التأديب خلال أفكار شيطانية الأبواق الأربعة السابقة تتحدث عن إنذارات عامة يوجهها الله للبشر في كل عصر، خاصة في فترة ما قبل ضد المسيح، لكن هذا البوق الخامس أو الويل الأول هو إنذار يخص فترة ما قبل ضد المسيح. فقبل أن يلبس إبليس كل سلطانه وطاقاته لإنسان يُنَصِّب نفسه إلهًا، ويدعو للتعبد للأصنام، ويجرف العالم نحو الدنس يطلب إبليس سماحًا لكي يبث أفكاره وميوله في البعض ليهيئهم لمعاونة ضد المسيح عند قيامه. وهذا العمل الشيطاني الذي يسمح به الله هو نفسه سيكون فيه تعذيب وتأنيب وضيق ومرارة لمعتنقيه والمنادين به. وهكذا يحوِّل الله الشر إلى خير، إذ يخرج من الآكل أُكلاً، تاركًا للظلمة أن تشهد بنفسها عن ظلمتها. يقول الرسول: "ثم بوق الملاك الخامس، فرأيت كوكبًا قد سقط من السماء إلى الأرض، وأُعطى مفاتيح بئر الجحيم. ففتح بئر الجحيم، فصعد دخان من البئر كدخان أتون عظيم. فاظلمَّت الشمس والجو من دخان البئر" [1-2]. يرى البعض أن سقوط كوكب من السماء إلى الأرض يكني عن حالة انتكاس تصيب إنساناً ذا مركز ديني كبير، على أثرها يعمل الشيطان في قلوب الكثيرين. ويرى البعض أن إحدى الرئاسات المظلمة الشريرة التي تشتكي ضدنا أمام الله تأخذ سلطانًا لتفتح أبواب الجحيم وتملأ جو العالم بدخان الشياطين، أي أفكارهم. على أي حال فهي لغة استعارية تصَوريّة للكشف عن سيادة فكر مادي وإلحادي يملأ العالم شرقه وغربه، حتى ينحجب عن قلوب الكثيرين نور المعرفة السماوية، ويسود الجو ظلامًا وحيرة وقلقًا وشكوكًا مع جفاف روحي. إنه يقصد التنين (إبليس) الذي يهيئ الجو لضد المسيح الآتي: لكن الله استخدم هذا العمل ذاته ليفضح إبليس نفسه بنفسه. وفيما يلي مدى سلطان هذا العمل وآثاره. 1. ليس له سلطان على المؤمنين: "ومن الدخان خرج جراد على الأرض، فأعطى سلطانا كما لعقارب الأرض سلطان. وقيل له أن لا يضر عشب الأرض، ولا شيئاً أخضر، ولا شجرة ما، إلاّ الناس الذين ليس لهم ختم الله على جباههم" [3-4]. يذكِّرنا هذا بالجراد الوارد في سفر يوئيل، عمله التخريب الكامل لكل شيء أخضر إلى المنتهى. هذا المهلك أو المخرب ليس له سلطان أن يضر عشب الأرض ولا شيئًا أخضر ولا شجرة ما. يا لعذوبة حنان الله الذي يترفق بالعشب الضعيف قبل الشيء الأخضر، وهذا قبل الشجر. إنه يحفظ الأطفال في الإيمان، ويهتم بالصغار، ويعتني بالنفوس الضعيفة، لأن هؤلاء أكثر احتياجًا للترفق والحنو. لتطمئن كل نفس تمتعت بمياه الروح القدس، وتحيا نامية فيه، سواء كانت لا تزال عشبًا أخضر أو صارت نباتًا صغيرًا أو شجرة عالية، فقد وهبنا سلطانًا أن ندوس على الحيات والعقارب وكل قوة العدو. ولا يقدر ضد المسيح، ولا الأفكار المهينة له كالإلحاد والبدع التي بدأت تظهر في داخل الكنيسة الغربية تحت ستار المسيحية أن يسيطروا عليها. هذا بالنسبة للذين لهم ختم الله الممسوحين بروح الرب على جباههم، أما بالنسبة للآخرين فيقول: 2. يعذبوا دون أن يقتلوا: "وأعطى أن لا يقتلهم، بل أن يتعذبوا خمسة أشهر، وعذابه كعذاب عقرب إذا لدغ إنسانًا. وفى تلك الأيام سيطلب الناس الموت ولا يجدونه، ويرغبون أن يموتوا، فيهرب الموت منهم" [5-6]. يتعذب الذين قبلوا هذا الفكر، لأن ما ليس هو من الحق لا يمكن أن يهب سلامًا ولا سعادة. فيتعذب الأشرار بشرهم رغم انغماسهم فيه ومناداتهم به وإغوائهم الغير لارتكابه معهم، ولا يكون العذاب نابعًا من الخارج بل من داخل فكر الإنسان وتصرفاته. ومن فرط المرارة يشتهى الإنسان الموت، لكن الله لا يسمح لهم به حتى لا يموتوا في انحرافهم، بل يتركهم هكذا في ضجرهم وحيرتهم لعلهم يرجعون إلى الله، طالبين منه عونًا. 3. يُقاتلون ويُخادعون: "وشكل الجراد شبه خيل مهيأة للحرب، وعلى رؤوسها كأكاليل شبه ذهب ووجوهها كوجوه الناس. وكان لها شعر كشعر النساء، وكانت أسنانها كأسنان الأسود. وكان لها دروع كدروع من حديد، وصوت أجنحتها كصوت مركبات خيل كثيرة تجري إلى قتال. ولها أذناب شِبه العقارب، وكانت في أذنابها حمات، وسلطانها تؤذى الناس خمسة أشهر. ولها ملاك الجحيم ملكًا عليها اسمه بالعبرانيّة أبدون، وله باليونانية اسم أبوليون [7-11]. أ. لا تكف عن القتال: إذ هي "شبه خيل مهيأة للحرب" عملها التخريب المستمر في القلب والعقل، وكما يقول النبي "قدامه نار تأكل، وخلفه لهيب يحرق. الأرض قدامه كجنة عدن، وخلفه قفر خرب... كمنظر الخيل منظره، ومثل الأفراس يركضون" (يؤ 2: 3-4). فمتى هدأ الإنسان لنفسه وانحنت نفسه فيه أمام الله أدرك الإنسان المنخدع شدة الحرب التي فيه ومدى الدمار الذي حدث داخله. ب. مخادعة: إذ تبدو لناظريها كملوك، لها "كأكاليل شبه الذهب"، لكنها ليست في حقيقتها أكاليل ولا هي ذهبيّة، بل تصنع لذاتها هالة من العظمة لتسيطر على القلب وتملك عليه، ويصير الإنسان عبدًا لها. ج. لها مظهر التعقل والوداعة: إذ "وجوهها كوجوه الناس" لكن قلبها مفترس. د. جميلة المنظر: "لها شعر كشعر النساء" لكنها تخفى أسنانًا كأسنان الأسود، تجذب بنعومتها ودلالها لكي تسفك وتفترس! ه. لها دروع قوية: وصوت أجنحتها مفزع، يكنى عن عنف عملها وسرعة انتشارها. و. مهلكة: كالعقارب تعذب ولكن إلى حين "خمسة أشهر!" وملكها اسمه "أبدون" أو "أبوليون" أي المخرب أو المهلك. ويرى البعض أن هذه الأوصاف وتلك الآثار تنطبق على البدع والفلسفات الحديثة التي بدأت تنتشر في العالم تحت اسم "المسيحية أو الدين" بمقتضاها يتحول الدين إلى مجموعة من السلوك الخلقي والآداب الاجتماعيّة خارج الإيمان بالله والعمل الفدائي وانتظار الأبديّة. فينادون بعدم الحاجة إلى ذكر المعجزات في الكتاب المقدس أو التحدث عن الأبديّة أو الصليب والقيامة. وقد صار لهذا الفكر الذي يأخذ أكثر من اسم مدافعون يلقبون أنفسهم مسيحيين وأيضًا غير مسيحيين. وهم يقدمون فلسفات منمقة وعبارات ناعمة وأسلوبًا عذبًا، هذا كله في حقيقته مؤذٍ للنفس. من عينات هؤلاء نسمع عن بعض القادة الدينيين (للأسف) يحاولون الرد على الملحدين بأن يثبتوا أن الله لا علاقة له بالإنسان وأن الإنسان إنما يعبد الله دون أن يتدخل الله في شئونه. وهكذا بعزل الله المحب عن الإنسان المحبوب فيسقط في إلحاد مستتر مرير. "الويل الواحد مضى، هوذا يأتي ويلان أيضًا بعد هذا" [12]. البوق السادس: التأديب خلال حروب بشريّة "ثم بوَّق الملاك السادس، فسمعت صوتًا واحدًا من أربعة قرون مذبح الذهب الذي أمام الله. قائلاً للملاك السادس الذي معه البوق: فك الأربعة الملائكة المقيدين عند النهر العظيم الفرات. فأنفك الأربعة الملائكة المُعَدون للساعة واليوم والشهر والسنة لكي يقتلوا ثلث الناس. وعدد جيوش الفرسان مئتا ألف ألف، وأنا سمعت عددهم" [13-16]. من قرون المذبح الذي قدم فيه "الملاك البخور الكثير" خرج الأمر بالسماح لقيام حرب عنيفة تحدث في أيام ضد المسيح. في ساعة محددة ويوم وشهر وسنة معينة. كل شيء بسماح من الله ضابط الكل يسمح بالحرب، ويسمح بعدد معين من المحاربين. وذلك كله لأجل تأديب الناس لعلهم يرجعون ويتوبون. ستكون عند نهر الفرات حيث نذكر "الفردوس الضائع"، الذي فقده الإنسان بحسد إبليس، ونذكر بابل المتشامخة التي تشير دومًا إلى الكبرياء على الله والتشامخ عليه. هناك يكون مركز ضد المسيح حيث - كما يقول البعض- سيجدد بابل القديمة مرة أخرى على أن مركزه الروحي "الشيطاني" للأسف سيكون في مدينة أورشليم المقدسة كما سنرى. وحينما يتكلم سفر الرؤيا عن هذه الحرب يتحدث لا عن منظرها الخارجي بل الدافع الخفي، فيقول "وهكذا رأيت الخيل في الرؤيا، والجالسين عليها لهم دروع ناريّة وأسمانجونيّة وكبريتيّة، ورؤوس الخيل كرؤوس الأسود، ومن أفواهها يخرج نار ودخان وكبريت. من هذه الثلاثة قتل ثلث الناس من النار والدخان والكبريت الخارجة من أفواهها. فإن سلطانها هو في أفواهها وفى أذنابها، لأن أذنابها شبه الحيات ولها رؤوس وبها تضر" [17-19]. يظهر من هذا الوصف التصوري الاستعاري أن الحرب تخفي أعمال شيطانية، فالمحاربون: أ. لهم دروع نارية مرهبة يفترسون بقوة إبليسيّة. ب. وأسمانجونيّة أي دروع تبدو كأنها سماويّة، وهى بسماح من الله. ج. وكبريتيّة أي للانتقام والإهلاك. وأما الخيل نفسها فهي: 1. لها رؤوس كرؤوس الأسد، لا تكف عن الافتراس. 2. من أفواهها يخرج نار ودخان وكبريت، غايتها الحرق والتبديد. 3. أذنابها شبه الحيات التي أفقدت الإنسان الأول كل ما له. هذه الحروب يسمح بها الله ليقتل البعض لعل البقية تتوب لكن يقول الوحي: "وأما بقية الناس الذين لم يُقتَلوا بهذه الضربات فلم يتوبوا عن أعمال أيديهم حتى لا يسجدوا للشياطين وأصنام الذهب والفضة والنحاس والحجر والخشب التي لا تستطيع أن تبصر ولا تسمع ولا تمشى. ولا تابوا عن قتلهم ولا عن سحرهم ولا عن زناهم ولا عن سرقتهم" [20-21]. هذه البقيّة من أتباع ضد المسيح الباقية بعد هلاك البعض في الحرب لم تتب عن: 1. عبادتهم للأصنام، إذ يقيم ضد المسيح لنفسه تمثالاً ويطلب العبادة له. 2. مناهضتهم للكنيسة بالقتل المستمر، ويتعقبونها حتى في البراري. 3. سحرهم: في صنع الأعاجيب للخداع، وهذا يكشف مدى انتزاع خوف الله من القلب وفقدانهم روح التوبة والانسحاق، فيستخدمون السحر في تحقيق مأربهم، منهمكين في الزنا وكل دنس سالبين الناس حياتهم. 1 ثم بوق الملاك الخامس فرايت كوكبا قد سقط من السماء الى الارض و اعطي مفتاح بئر الهاوية 2 ففتح بئر الهاوية فصعد دخان من البئر كدخان اتون عظيم فاظلمت الشمس و الجو من دخان البئر 3 و من الدخان خرج جراد على الارض فاعطي سلطانا كما لعقارب الارض سلطان 4 و قيل له ان لا يضر عشب الارض و لا شيئا اخضر و لا شجرة ما الا الناس فقط الذين ليس لهم ختم الله على جباههم 5 و اعطي ان لا يقتلهم بل ان يتعذبوا خمسة اشهر و عذابه كعذاب عقرب اذا لدغ انسانا 6 و في تلك الايام سيطلب الناس الموت و لا يجدونه و يرغبون ان يموتوا فيهرب الموت منهم 7 و شكل الجراد شبه خيل مهياة للحرب و على رؤوسها كاكاليل شبه الذهب و وجوهها كوجوه الناس 8 و كان لها شعر كشعر النساء و كانت اسنانها كاسنان الاسود 9 و كان لها دروع كدروع من حديد و صوت اجنحتها كصوت مركبات خيل كثيرة تجري الى قتال 10 و لها اذناب شبه العقارب و كانت في اذنابها حمات و سلطانها ان تؤذي الناس خمسة اشهر 11 و لها ملاك الهاوية ملكا عليها اسمه بالعبرانية ابدون و له باليونانية اسم ابوليون 12 الويل الواحد مضى هوذا ياتي ويلان ايضا بعد هذا 13 ثم بوق الملاك السادس فسمعت صوتا واحدا من اربعة قرون مذبح الذهب الذي امام الله 14 قائلا للملاك السادس الذي معه البوق فك الاربعة الملائكة المقيدين عند النهر العظيم الفرات 15 فانفك الاربعة الملائكة المعدون للساعة و اليوم و الشهر و السنة لكي يقتلوا ثلث الناس 16 و عدد جيوش الفرسان مئتا الف الف و انا سمعت عددهم 17 و هكذا رايت الخيل في الرؤيا و الجالسين عليها لهم دروع نارية و اسمانجونية و كبريتية و رؤوس الخيل كرؤوس الاسود و من افواهها يخرج نار و دخان و كبريت 18 من هذه الثلاثة قتل ثلث الناس من النار و الدخان و الكبريت الخارجة من افواهها 19 فان سلطانها هو في افواهها و في اذنابها لان اذنابها شبه الحيات و لها رؤوس و بها تضر 20 و اما بقية الناس الذين لم يقتلوا بهذه الضربات فلم يتوبوا عن اعمال ايديهم حتى لا يسجدوا للشياطين و اصنام الذهب و الفضة و النحاس و الحجر و الخشب التي لا تستطيع ان تبصر و لا تسمع و لا تمشي 21 و لا تابوا عن قتلهم و لا عن سحرهم و لا عن زناهم و لا عن سرقتهم |
||||
08 - 10 - 2012, 06:50 PM | رقم المشاركة : ( 58 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل لتفسير سفر الرؤيا كتابيا
الأصحاح العاشر
ظهور السفر المختوم إذ جاء بنا إنذار الله المعلن في فترة ضد المسيح خلال قيام حروب للتأديب، فإننا نتساءل وما هو موقف الحمل منه وخاصة من أجل عروسه؟ في الأصحاح العاشر الذي بين أيدينا يوضح لنا شخص الرب كملاك متسربل بالسحاب ممسكًا في يده سفرًا صغيرًا مفتوحًا يعلن مقاصده تجاه البشريّة، خاصة في فترات الضيق، وعلى وجه أكثر تخصصًا في فترة ضد المسيح الشديدة الظلمة. وفي الأصحاح الحادي عشر يوضح إرساله نبيين - إيليا وأخنوخ - كشاهدين يعينان الكنيسة على الهروب إلى البراري ما أمكن ويقفان أمام ضد المسيح لمقاومته. نعود إلى الملاك الممسك بالسفر لنجد في هذا الأصحاح: 1. الملاك المتسربل بالسحاب 1 - 4. 2. قسم الملاك 5 - 7. 3. ابتلاع السفر 8 - 11. 1. الملاك المتسربل بالسحاب "ثم رأيت ملاكًا أخرًا قويًا نازلاً من السماء، متسربلاً بسحابة، وعلى رأسه قوس قزح، ووجهه كالشمس، ورجلاه كعمودي نار. ومعه في يده سفر صغير مفتوح، فوضع رجله اليمنى على البحر واليسرى على الأرض. وصرخ بصوت عظيم كما يُزمجر الأسد، وبعدما صرخ، تكلمت الرعود السبعة بأصواتها" [1-3]. إنه "ملاك العهد" الذي يتجلى في القلوب، يطمئن اضطرابها، قائلاً لمؤمنيه :"أنا هو لا تخافوا". ويؤكد الأسقف فيكتورينوس أنه ربنا يسوع المسيح وهو: 1. نازل من السماء: سماوي يهتم لا برفع الضيق أو الأتعاب عن مؤمنيه بل ببلوغهم السماء. 2. قوي: يتجلى أمام عروسه قويًا ليشددها حتى لا يخور من يرتبط به. حقًا إن المؤمنين يدركون أنهم ليسوا كفاة من أنفسهم أن يحتملوا الضيق لكنهم بالرب القوي كفاة (2 كو 3: 5). فالمؤمن بذاته ضعيف وبالرب قوي. بنفسه يخور، لكنه يلبس الرب الغالب والذي يغلب. 3. متسربل بسحابة: تشير السحابة إلى حلول الله وحضوره، كما ترمز إلى مجده وجلاله. فإذا اقترب وقت مجيئه الثاني ليملك إلى الأبد يتجلى للمؤمنين بمجده حتى لا يفترون في انتظارهم له بل يسمعونه، قائلاً: "نعم. أنا آتي سريعًا". فلا يكفوا عن مناداته: "آمين، تعال أيها الرب يسوع" (رؤ 22: 20)، ولا يهدأون عن ترجِّيه قائلين: "ليأت ملكوتك". وللسحابة قصة قديمة، فعندما قاد الله الشعب القديم في البرية كان يظلل عليهم بسحابة، وكانت سحابة المجد تحل بين الكروبين في خيمة الاجتماع وفي هيكل سليمان. لكنه إذ تنبأ حزقيال النبي عن رفض اليهود بسبب شرِّهم، رأى السحابة تغادر قدس الأقداس إلى الدار الخارجية، ثم تزحزحت إلى سور المدينة، وأخيرًا صعدت إلى السماء. وبمجيء الرب يسوع عند تجليه رأى التلاميذ "سحابة نيرة" تظللهم. وها هي الكنيسة الآن تعيش تحت السحابة في مجد سماوي، لكن في عربون، منتظرة كل المجد إذ يأتي عريسها "على سحاب السماء بقوة ومجد عظيم" (مت 24: 30). 4. على رأسه قوس قزح: مجده الذي يتوج به رأسه هو المصالحة التي وهبنا إياها مع الله الآب. هذه المصالحة هي موضوع تسبيح السمائيّين والبشريّين، إذ يقفوا إلى الأبد مندهشين أمام هذا الحب العظيم! 5. وجهه كالشمس: ويرى الأسقف فيكتورينوس أن هذا الوصف الاستعاري يشير إلى بهجة القيامة، والقيامة هي الغلبة على الموت. هكذا ينير الرب لأولاده الطريق، مبددًا الظلمة أمام وجوههم واهبًا لهم حياة الغلبة والنصرة حتى الموت. 6. ورجلاه كعمودي نار: إذ نلبس الرب يسوع فإننا به ندك العثرات، كما بعمودي نار، فلا نتعثر في الطريق مهما اشتدت الضيقة. 7. وفي يده سفر صغير مفتوح: هذا هو كلمة الله الحية المفتوحة لكل من يريد الدخول فيها والاستمتاع بها باللهج فيها. هو سفر يعلن مقاصد الله تجاه البشر، به تطمئن النفوس وتستريح متأكدة من سلطان الله وإمكانياته في حفظ أولاده في أشد الضيقات. وهو سفر صغير لأن الدينونة صارت على الأبواب وبقيت نبوات قليلة لم تتحقق بعد، وصار ما يحتمله المؤمنون هو إلى زمن يسير. 8. وضع رجليه اليمنى على البحر، واليسرى على الأرض: يقول الأسقف فيكتورينوس إن رجليه هما تلاميذه الذين يملأون البر والبحر شاهدين له وكارزين. ففي فترة ضد المسيح يظن كثيرون أن الكل قد انحرف ولم يعد بعد يوجد مؤمنون بالرب. هذا الشعور كفيل ببث روح اليأس لتحطيم المؤمنين أو الذين يريدون الرجوع عن انحرافهم. لهذا يؤكد لهم الملك الحقيقي أن له "الأرض وملؤها. المسكونة وكل الساكنين فيها" فلا يعدم شهودًا له في البر أو البحر. إنه حاضر على الأرض لحفظ كنيسته، وعامل بأولاده الغيورين من أجل الضعفاء. 9. صرخ مزمجرًا كالأسد: يا للعجب! في الوقت الذي فيه تمتلئ الأرض بتجديفات ضد المسيح وأتباعه على الرب، ويظن الكثيرون أنه لم يعد للرب بقية من أعضائه ككنيسة مجاهدة اللهم إلا حفنة خائرة هاربة ضعيفة، إذا بالله يصرخ على فم أولاده مزمجرًا كالأسد، إذ به "كالجبار يسرع في طريقه" (مز 19: 5) "يرعد بصوته عجبًا. يصنع عظائم لا ندركها" (أي 37: 5). "وبعدما صرخ تكلمت الرعود السبعة بأصواتها. وبعدما تكلمت الرعود السبعة بأصواتها كان مزمعًا أن أكتب فسمعت صوتًا من السماء قائلاً لي: اختم على ما تكلمت به الرعود السبعة، ولا تكتبه" [4]. إذ صرخ استجابت الرعود السبعة، أيّ رعدت الطبيعة مستجيبة لندائه حتى ننتبه لندائه، إذ يقول الكتاب: "اسمعوا سماعًا رعد صوته... يرعد بصوت جلاله" (أي 37: 2) "أرعد الرب من السماوات والعليّ أعطى صوته" (مز 18: 13). أما ماذا قالت الرعود، فيكفينا قول الرب: "اختم على ما تكلمت به" ليوقف فينا كل تساؤل. إننا متأكدون أنه لأجل خلاصنا وخيرنا طلب الرب هذا، فربما عن طريق هذه الأصوات عرف الرسول من هو ضد المسيح واسمه بالكامل ومولده وانكشاف هذا الأمر بوضوح له خطورته. وربما تكلمت الرعود بتوسع عن أمور محزنة مُرّة تحدُث في أيام ضد المسيح. ذكرها بالتفصيل يدفع بالمعاصرين له إلى اليأس... إذن لنصمت مادام الرب يريد هذا! 2. قَسَمْ الملاك "والملاك الذي رأيته واقفًا على البحر وعلى الأرض رفع يده إلى السماء. وأقسم بالحي إلى أبد الآبدين، الذي خلق السماء وما فيها، والأرض وما فيها، والبحر وما فيه أن لا يكون زمان بعد. بل في أيام صوت الملاك السابع متى أزمع أن يبوق يتم أيضًا سرّ الله، كما بشر عبيده الأنبياء" [5-7]. رفع يده إلى السماء، ورفْعْ اليد هو تأكيد للمؤمنين عن خطورة ما يعلنه، موجهًا أنظارهم إلى السماء مصدر التعزية. وماذا أعلن؟ إنه يعلن بقسم "أن لا يكون زمان بعد"، أيّ قد انتهي وقت الضيقة العظمى، وقت ضد المسيح. هذا القسم يكشف لنا مدى المرارة التي يعانيها المؤمنون، وكما يقول الرب: "ولو لم تقصر تلك الأيام لم يخلص جسد. ولكن لأجل المختارين تقصر تلك الأيام" (مت 24: 22). إنه يوجه الأنظار إلى البوق السابع الذي يعلن سرّ الله الذي بشر به عبيده الأنبياء. وما هذا السر ّإلا انقضاء الدهر ومجيء الرب للدينونة، كما سبق أن أنبأ به الأنبياء. 3. ابتلاع السفر "والصوت الذي كنت قد سمعته من السماء كلمني أيضًا، وقال: اذهب، خذ السفر الصغير المفتوح في يد الملاك الواقف على البحر وعلى الأرض. فذهبت إلى الملاك، قائلاً له: اعطني السفر الصغير. فقال لي خذه وكله، فسيجعل جوفك مُرًا، ولكنه في فمك يكون حلوًا كالعسل. فأخذت السفر الصغير من يد الملاك وأكلته، فكان في فمي حلوًا كالعسل، وبعدما أكلته صار جوفي مُرًا. فقال لي: يجب أنك تتنبأ أيضًا على شعوب وأمم وألسنة وملوك كثيرين" [8-11]. يحمل هذا السفر الذي يعلن مقاصد الله تجاه كنيسته في طياته الآلام المرة التي ستعانيها خاصة في فترة ضد المسيح. هذا السفر الصغير رآه مفتوحًا، ولم يطلب منه أن يختم على ما يقرأه فيه كما طلب منه بخصوص ما تكلمت به الرعود السبعة [4] حيث أمر أن يأخذه ويأكله، أيّ يدركه ويعلنه للبشر. وكان السفر حلوًا في فمه، لأنه يتحدث عن الشاهدين الآتيين في فترة ضد المسيح كما سنرى في الأصحاح التالي. وفي جوفه مُرًا لأنه يحمل فترة شديدة المرارة. ويعلل الأسقف فيكتورينوس حلاوته بسبب مكافأته التي ينالها لكرازته به. أما مرارته في جوفه فبسبب ما احتواه من آلام مُرّة. لقد طلب من إرميا أن يأكل "كلمة الله" فقال: "وجدت كلامك فأكلته فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلب" (15: 16). وحزقيال أيضًا لما أكل السفر كان في فمه حلوًا كالعسل لكن في داخله مرارة ونحيب وويل (حز 2: 8-9؛ 3: 1-10). حلو من أجل إدراكنا قصد الله أولاده، وتزكية الكثيرين في شدة الضيقة، وهو مُرّ من أجل ما يعانوه من ضيقات، ومن أجل حزنهم على المنحرفين، إذ يقولون كما قال المرتل: "الكآبة ملكتني من أجل الخطاة الذين حادوا عن ناموسك". 1 ثم رايت ملاكا اخر قويا نازلا من السماء متسربلا بسحابة و على راسه قوس قزح و وجهه كالشمس و رجلاه كعمودي نار 2 و معه في يده سفر صغير مفتوح فوضع رجله اليمنى على البحر و اليسرى على الارض 3 و صرخ بصوت عظيم كما يزمجر الاسد و بعدما صرخ تكلمت الرعود السبعة باصواتها 4 و بعدما تكلمت الرعود السبعة باصواتها كنت مزمعا ان اكتب فسمعت صوتا من السماء قائلا لي اختم على ما تكلمت به الرعود السبعة و لا تكتبه 5 و الملاك الذي رايته واقفا على البحر و على الارض رفع يده الى السماء 6 و اقسم بالحي الى ابد الابدين الذي خلق السماء و ما فيها و الارض و ما فيها و البحر و ما فيه ان لا يكون زمان بعد 7 بل في ايام صوت الملاك السابع متى ازمع ان يبوق يتم ايضا سر الله كما بشر عبيده الانبياء 8 و الصوت الذي كنت قد سمعته من السماء كلمني ايضا و قال اذهب خذ السفر الصغير المفتوح في يد الملاك الواقف على البحر و على الارض 9 فذهبت الى الملاك قائلا له اعطني السفر الصغير فقال لي خذه و كله فسيجعل جوفك مرا و لكنه في فمك يكون حلوا كالعسل 10 فاخذت السفر الصغير من يد الملاك و اكلته فكان في فمي حلوا كالعسل و بعدما اكلته صار جوفي مرا 11 فقال لي يجب انك تتنبا ايضا على شعوب و امم و السنة و ملوك كثيرين |
||||
08 - 10 - 2012, 06:50 PM | رقم المشاركة : ( 59 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل لتفسير سفر الرؤيا كتابيا
الأصحاح الحادى عشر إرسال النبيين برز في هذا الأصحاح اهتمام الله بإرسال الشاهدين لمقاومة ضد المسيح 1. إحصاء المؤمنين 1 - 2 . 2. إرسال النبيين 3 - 14 . 3. البوق السابع 15 - 19. 1. إحصاء المؤمنين ثم أُعطيت قصبة شبه عصا، ووقف الملاك قائلاً لي: قم وقس هيكل الله والمذبح والساجدين فيه. وأما الدار التي هي خارج الهيكل فاطرحها خارجًا ولا تقسها، لأنها قد أعطيت للأمم، وسيدوسون المدينة المقدسة اثنين وأربعين شهرًا" [1-2]. سينادي ضد المسيح بنفسه إلهًا "حتى أنه يجلس في هيكل الله كإله، مظهرًا نفسه أنه إله" (2 تس 2: 4)، وسيأخذ مدينة أورشليم "المدينة المقدسة" مركزًا لبث أفكاره الشيطانية. ويرى القديس كيرلس الأورشليمي أن اليهود الأشرار يتقبلونه مسيحًا لهم، ويتعبدون له، ظانين أنه يقدر أن يبني لهم هيكل سليمان ويعيد إليهم مجدهم القديم، منخدعين وراءه بسبب الآيات والعجائب التي يصنعها. وسينخدع وراءه أيضًا بعض المسيحيين الذين ينتظرون ملكوتًا أرضيًا، فيحسبونه السيد المسيح جاء ليملك على الأرض الماديّة. لهذا يحذرنا الرب قائلاً: "حينئذ إن قال لكم أحد هوذا المسيح هنا أو هناك فلا تصدقوا" (مت 24: 23). وهنا يطمئنا الرب يسوع أن أولاد الله الحقيقيين الذين تعلقت نفوسهم بالرب منتظرين ملكوتًا أبديًا سماويًا، هؤلاء محفوظون ومعروفون لديه. لقد سبق أن أعطى لحزقيال قصبة قياس (حز 40: 5)، وهنا أخذ الرائي قصبة شبه عصا، أيّ قصبة قويّة وثابتة ليقيس أولاد الله "هيكل الله"، هؤلاء الذين يسجدون بالروح والحق ليس ابتغاء مجد زمني مادي، بل حياة أبديّة خالدة مع ربنا يسوع. أما الذين هم خارج الهيكل، أيّ غير المؤمنين، فلا يقسهم، لأن برفضهم السكنى مع الله لا يعرفهم الرب كأبناء أخصاء. ويرى الأسقف فيكتورينوس أن الهيكل يشير إلى المؤمنين الثابتين في الكنيسة، والدار الخارجية هم الخارجون عن الكنيسة. أما مدة الاثنين والأربعين شهرًا فهي المدة التي يضلل فيها المُخادع "ضد المسيح". 2. إرسال النبيين "وسأعطي لشاهديَ فيتنبآن ألفًا ومائتين وستين يومًا لابسين مسوحًا" [3]. في الوقت الذي فيه يظلم العالم بسبب مجيء ضد المسيح وانتشار أضاليله، يرسل الله شاهديه "إيليا وأخنوخ" اللابسين مسوحًا، الزاهدين في أمور هذا الزمان، ليُقاوما ذاك الذي يُنَصِّب نفسه ملكًا وهو مترفه مع أتباعه. وقد نادى الآباء الأولون بأن الشاهدين هما إيليا وأخنوخ وفي مقدمتهم يوستينوس الشهيد وهيبوليتس وأغناطيوس النوراني والعلامة" ترتليان وأغسطينوس ومار أفرام السرياني والأب يوحنا الدمشقى. يقول الأسقف هيبوليتس: [إنه لأمر طبيعي أن يظهر أولاً (قبل الدينونة) سابقاه كما قال على لسان ملاخي: "أٌرسل إليكم إيليا النبي قبل مجيء يوم الرب اليوم العظيم والمخوف، فيرد قلب الآباء على الأبناء وقلب الأبناء على آبائهم لئلا آتي وأضرب الأرض بلعن" (4: 5-6)]. يقول العلامة ترتليان "لقد انتقل أخنوخ (تك 5: 24، عب 11: 5) وأيضًا إيليا (2 مل 2: 11) دون أن يذوقا الموت. لقد أُرجئ موتهما إذ هما محفوظان ليحتملا الموت حتى أنه بدمهما يسحقا ضد المسيح" (رؤ 11: 13). هكذا يهب لهما الرب روح النبوة "فيتنبآن" وتكون لهما القدرة على صنع المعجزات والوعظ ومحاورة ضد المسيح وشيعته. أما فترة شهادتهما فهي 1260 يومًا إلى يوم إستشهادهما. أما فترة ضد المسيح فهي 42 شهرًا أو ثلاث سنين ونصف أيّ 1278 أو 1279 يومًا، فيبقى 18 أو 19 يومًا بين إستشهادهما وموت ضد المسيح وانتهاء مملكته. أما النبيان فيصفهما الوحيّ هكذا: 1. صانعا السلام: "هذان هما الزيتونتان" [4]، إذ يشير الزيتون إلى السلام والبناء، لا إلى التخريب والهدم. فكما جاءت حمامة نوح معلنة بغصن الزيتون نهاية الطوفان هكذا يعلن الروح القدس خلال الشاهدين عن حفظه للكنيسة وفرحها الداخلي وسلامها الذي لن يُنزع من قلبها. وكما حمل الشعب أغصان الزيتون متهللين بالرب داخل أورشليم ليُذبح عن عروسه، هكذا يتقدم إيليا وأخنوخ كغُصني زيتون تتهلل بهما الكنيسة المنتصرة التي تُذبح من أجل عريسها. 2. شاهدان للنور الحقيقي: "المنارتان القائمتان أمام رب الأرض" [4]. في شهادتهما له لا يفارقهما الرب بل يكونان على الدوام قائمين أمامه. وهذا يعطيهما الشجاعة والحكمة في خدمتيهما. يكونان كمنارتين، ونحن نعلم أن المنارة كانت في الهيكل تُضاء بالزيت الذي يشير إلى الروح القدس. هكذا لا يشهد إيليا وأخنوخ من ذاتهما، بل ينير فيهما الروح القدس روح أبيهم الذي يتكلم فيهما (مت 10: 20). أنهما بروح الرب يُعينان الكنيسة في عملها الإلهي، أيّ الشهادة للرب. فنتأكد من وعد الرب أنه ليس بالقدرة ولا بالقوة لكن بروحه (زك 4: 6) تشهد له. 3. غيوران: "وإن كان أحد يريد أن يؤذيهما، تخرج نار من فمهما، وتأكل أعداءهما، وإن كان أحد يريد أن يؤذيهما فهكذا لابد أنه يُقتل" [5]. هذا يذكرنا بما صنعه إيليا مع قائديّ الخمسين وجنودهما حين طلب نارًا من السماء فأحرقتهم (2مل 1: 10-12). سيتكلم الشاهدان بكلمة الله النارية التي تحرق قش البدع والهرطقات التي يبثها ضد المسيح وأتباعه، وذلك كوعد الرب لإرميا النبي: "أليست هكذا كلمتي كنار يقول الرب وكمطرقة تحطم الصخرة؟" (إر 23: 29)، "هأنذا أجعل كلامي في فمك نارا وهذا الشعب حطبًا فتأكلهم" (إر 5: 14). هكذا تتسلح الكنيسة دومًا بكلمة الله الناريّة التي تحرق في داخلنا قش الخطيّة وتبدد أيضًا كل قوات إبليس وتلاشي كل ظلمة. 4. يصنعان معجزات: "هذان لهما السلطان أن يغلقا السماء، حتى لا تمطر مطرًا في أيام نبوتهما. ولهما سلطان على المياه، أن يُحوِّلاها إلى دم، وأن يضربا الأرض ضربة كلما أرادا" [6]. يهبهما الله سلطانًا واسعًا لا كإبراز قوة أو سلطان، لكن لأجل رد النفوس وخلاص الذين انحرفوا وراء ضد المسيح. إنهما يصنعان ما فعله إيليا مع الشعب المرتد إلى عبادة الأصنام (1 مل 17-18) وما صنعه موسى بسبب قسوة فرعون. شهادتهما "ومتى تمما شهادتهما، فالوحش الصاعد من الجحيم سيصنع معهما حربًا، ويعذبهما ويقتلهما" [7]. الحرب قائمة طوال مدة شهادتهما، والرب حافظهما. وفي الوقت المحدد الذي يرى فيه أنهما قد تمما رسالتهما، وبقي أن يثبتاها بالاستشهاد، يسمح لضد المسيح الصاعد من الجحيم إذ يسكنه إبليس أن يغلبهما ويقتلهما. وفى قتلهما لا تموت شهادتهما بل تتأكد أكثر فأكثر، لأنهما شهدا للحق حتى الموت. وفى قتلهما تستكين نفوس المجدِّفين ظانين أنه قد مات اللذان كانا يعذبان ضمائرهم وقلوبهم بكلمة الحق. "وتكون جثتاهما على شارع المدينة العظيمة، التي تدعى روحيًا سدوم ومصر حيث صلب ربنا أيضًا" [8]. يستخدم ضد المسيح حيلاً شيطانيّة للتنكيل بهما فيترك جثتهما في الشارع لمدة ثلاثة أيام ونصف. وجاء النص اليوناني "جثتاهما" بصيغة المفرد، إشارة إلى أن ما يحدث بجثتيهما ليس عن عداء شخصي بل هو عداء ضد الكنيسة الواحدة، فإذ عملا بروح واحد نالا نصيبًا واحدًا، هو نصيب الشاهد الأمين للحق أن يُهان ويُرذل من الأشرار. لكن الله يحوِّل الشر إلى خير، فيجعل من هذا التصرف الصبياني فرصة لإعلان شهادتهما حتى يتمجد فيهما بعد قليل. والعجيب أن شهادتيهما تكونان في أورشليم التي تمتعت بوجود الرب بالجسد، فإنها: 1. تُدعى عظيمة لا في قداستها، لكن في الشر الذي يبثه ضد المسيح هناك. 2. تُدعى روحيًا سدوم، إشارة إلى شدة انحطاطها وفسادها (إش 1: 10)، ومصر بسبب القسوة التي أظهرها فرعون. 3. وهي التي صلب فيها ربنا، فإذ سبق أن احتقرت الرب، ها هي تحتقر أولاده. "وينظر أناس من الشعب والقبائل والألسنة والأمم جثتيهما ثلاثة أيام ونصف، لا يدعون جثتيهما توضعان في قبور. ويشمت بهما الساكنون على الأرض، ويتهللون ويرسلون هدايا بعضهم لبعض، لأن هذين النبيين كانا قد عذَّبا الساكنين على الأرض" [9-10]. إنهم يهينون جثتيهما بتركهما منظرًا للشماتة. وإذ يكون في مملكة ضد المسيح مندوبون من كل الشعوب والقبائل والألسنة والأمم في مدينة أورشليم مركز بث أفكاره الشيطانية، يسرعون بالتطلع إليهما في شماتة، ويمتلئ قلب الأشرار تهليلاً وتشفيًا لأنه كان معذبًا بتوبيخهما. ستستكين قلوبهم ويتبادلون الهدايا والتهاني، ولكن إلى حين! إقامتهما وصعودهما "ثم بعد الثلاثة أيام والنصف دخل فيهما روح حياة من الله، فوقفا على أرجلهما، وقع خوف عظيم على الذين ينظرونهما" [11]. لا يقوما بسلطانهما الشخصي، لأنهما مخلوقان عاديان، وليس كالإله المتجسد الذي له سلطان أن يضع نفسه وأن يقيمها، بل ذاك الذي سمح باستشهادهما وترك الناس يشمتون فيهما حوَّل هذا لتأكيد رسالتيهما، إذ وهب لهما "روح حياة". هذا العمل أعاد الرجاء في النفوس التي خارت وانحرفت، لأن رجاء الكنيسة المفرح يتركز في القيامة (1تس 4: 16-18) إذ تختم دستور إيمانها بالقول: "وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي". بهذا العمل تترنم الكنيسة قائلة "عند المساء يبيت البكاء وفي الصباح الترنم" (مز 30: 5). لكن لكي لا يجترئ أحد فيظن أنهما يقومان بفعل شيطاني، سمع الواقفون "صوتًا عظيمًا من السماء قائلاً لهما: اصعدا إلى ههنا. فصعدا إلى السماء في السحاب،ة ونظرهما أعداؤهما" [12]. وزاد التأكيد بأنه "في تلك الساعة حدثت زلزلة عظيمة، فسقط عُشر المدينة، وقٌتل بالزلزلة أسماء من الناس سبعة آلاف، وصار الباقون في رعبةٍ وأعطوا مجدًا لإله السماء" [13]. تؤكد الزلزلة سمائيّة رسالتهما، ويشهد بذلك بقية الناس الذين لم يُقتَلوا بالزلزلة، لكنهم للأسف لا يتوبون، بل يرهبون ويعطون مجدًا "لإله السماء" دون أن يقبلوه "إلهًا لهم". سيشهدون له، لكنهم لا يريدون الانتساب إليه، يعرفون قوته، لكنهم لا يختبرونها، يرهبونه لكنهم لا يحبونه. بهذا يختتم الشاهدان رسالتيهما، وقد بقي لنا أن نعرف عنهما: أولاً: أنهما اثنان لأنه "على فم شاهدين تقوم كل حجة". ثانيًا: جاءا بروح السيد المسيح فاديهما، متمثلين به في أمور كثيرة: 1. أن مدة خدمتهما حوالي ثلاث سنين ونصف، وهي مدة خدمة السيد المسيح العلنية. 2. صلب الرب من أجل الحق، ووهب لهما أن يستشهدا في نفس المدينة. 3. قام الرب بسلطانه ووهب لهما "روح حياة" لتأكيد رسالتهما. 4. صعد الرب أمام الكنيسة ليعلق قلبها بالسماء، لأنه حيث يكون الرأس تكون الأعضاء أيضًا، أما النبيان فيصعدهما الرب والكنيسة كلها مشتتة في البراري، لكنه يصعدهما أمام أتباع ضد المسيح والمنحرفين لكي يبكتهم. 5. عند صلب الرب حدثت زلزلة، فقام قديسون في المدينة فرحين متهللين بالخلاص. وعند إصعاد الشاهدين تحدث زلزلة يموت فيها عُشر الناس المعروفين بغلاظتهم لتقديم فرصة لتوبة البقية. وهكذا يكون "الويل الثاني مضى، وهوذا الويل الثالث يأتي سريعًا" [14]. 3. البوق السابع: مجيء الرب للدينونة يُعلن البوق الأخير عن الأحداث الأخيرة الخاصة بمجيء ربنا يسوع على السحاب، أيّ بعد ضد المسيح مباشرة. "ثم بوق الملاك السابع، فحدثت أصوات عظيمة في السماء، قائلة، قد صارت ممالك العالم لربنا ومسيحه، فسيملك إلى أبد الآبدين. والأربعة والعشرون قسيسًا الجالسون أمام الله على عروشهم خروا على وجوههم وسجدوا له، قائلين: نشكرك أيها الرب الإله القادر على كل شيء، الكائن والذي كان والذي يأتي، لأنك أخذت قدرتك العظيمة وملكت. وغضبت الأمم، فأتى غضبك وزمان الأموات ليدانوا، ولتعطى الأجرة لعبيدك الأنبياء والقديسين والخائفين اسمك، الصغار والكبار، وليهلك الذين كانوا يُهلكون الأرض" [15-18]. ما أن ارتفع إيليا وأخنوخ حتى سادت السماء أناشيد النصرة التي لا يكف الأربعة وعشرون قسيسًا وكل السمائيّين عن التسبيح بها. لقد بلغت مقاصد الله غايتها، وكل شيء قد تم لكي يظهر الرب منتصرًا بعد ما تزول السماء والأرض الماديتان، لهذا نطق الأربعة والعشرون قسيسًا بتسبحة الشكر، كما ينطق الأربعة المخلوقات الحية بالشكر أيضًا (رؤ 4: 9). لهذا لا تكف الكنيسة عن أن تعلمنا "تسبحة الشكر" في كل وقت وفى كل مناسبة، فنصلي بصلاة الشكر في صلواتنا الفردية والعائلية والكَنََسيّة، في القداسات، وفى الأفراح وفى الأحزان، وبهذا نتدرب على لغة السماء "التسبيح والشكر"! والعجيب في التسبحة المذكورة أنها تنسب للرب على ما يهبنا إياه، فإذ ننال نحن القدرة العظيمة ونملك معه إلى الأبد، تسبحه الملائكة: "لأنك أخذت قدرتك العظيمة وملكت". والجميل أيضًا أن الله يجازي خائفيه "الصغار والكبار"، مبتدئًا بالصغار (مز 115: 13)، إذ هو لا ينسى أحدًا! أما غضبه على الأشرار وإهلاكه لهم فليس إلاّ ثمرة طبيعية لفعلهم الذي يرتد عليهم إذ "كانوا يهلكون الأرض". ليس في الله بغضة ولا حب انتقام بانفعالات بشريّة، لكنه في عدله يترك الأشرار فيهلكهم شرهم الذي اختاروه وأحبوه وارتبطوا به. منظر آخر "وانفتح هيكل الله في السماء وظهر تابوت عهده في هيكله" كلمة "هيكل" في اليونانية تعني هنا "قدس الأقداس"، الموضع الذي لا يدخله إلاّ رئيس الكهنة مرة واحدة في السنة. لأول مرة ينفتح بيت العرس ويدخل الإنسان ليرى الله وجهًا لوجه في كمال أمجاده وعظمته، ويرى تابوت عهد الرب، أيّ يدرك وجود الله في أروع صورة. ويبقى هناك متأملاً هائمًا من لحظة إلى لحظة - إن صح التعبير - كأنه لأول مرة يراه ويبقى هكذا إلى الأبد. ليقف القلم وليبكم اللسان ولتنتهِ التعبيرات، ولنتأمل وعد الله الأمين، أن ندخل إلى فرح سيدنا ويكون لنا الله إلهًا، ونحن نكون له أبناء. هذا هو الجانب المُفرح للدينونة، أما بالنسبة لدينونة الأشرار فيقول: "وحدثت بروق وأصوات ورعود وزلزلة وبرد عظيم" [19]. إنها ثورة عارمة يراها الأشرار ويلمسونها بسبب شرِّهم وإثمهم فلا يطيقونها. 1 ثم اعطيت قصبة شبه عصا و وقف الملاك قائلا لي قم و قس هيكل الله و المذبح و الساجدين فيه 2 و اما الدار التي هي خارج الهيكل فاطرحها خارجا و لا تقسها لانها قد اعطيت للامم و سيدوسون المدينة المقدسة اثنين و اربعين شهرا 3 و ساعطي لشاهدي فيتنبان الفا و مئتين و ستين يوما لابسين مسوحا 4 هذان هما الزيتونتان و المنارتان القائمتان امام رب الارض 5 و ان كان احد يريد ان يؤذيهما تخرج نار من فمهما و تاكل اعداءهما و ان كان احد يريد ان يؤذيهما فهكذا لا بد انه يقتل 6 هذان لهما السلطان ان يغلقا السماء حتى لا تمطر مطرا في ايام نبوتهما و لهما سلطان على المياه ان يحولاها الى دم و ان يضربا الارض بكل ضربة كلما ارادا 7 و متى تمما شهادتهما فالوحش الصاعد من الهاوية سيصنع معهما حربا و يغلبهما و يقتلهما 8 و تكون جثتاهما على شارع المدينة العظيمة التي تدعى روحيا سدوم و مصر حيث صلب ربنا ايضا 9 و ينظر اناس من الشعوب و القبائل و الالسنة و الامم جثتيهما ثلاثة ايام و نصفا و لا يدعون جثتيهما توضعان في قبور 10 و يشمت بهما الساكنون على الارض و يتهللون و يرسلون هدايا بعضهم لبعض لان هذين النبيين كانا قد عذبا الساكنين على الارض 11 ثم بعد الثلاثة الايام و النصف دخل فيهما روح حياة من الله فوقفا على ارجلهما و وقع خوف عظيم على الذين كانوا ينظرونهما 12 و سمعوا صوتا عظيما من السماء قائلا لهما اصعدا الى ههنا فصعدا الى السماء في السحابة و نظرهما اعداؤهما 13 و في تلك الساعة حدثت زلزلة عظيمة فسقط عشر المدينة و قتل بالزلزلة اسماء من الناس سبعة الاف و صار الباقون في رعبة و اعطوا مجدا لاله السماء 14 الويل الثاني مضى و هوذا الويل الثالث ياتي سريعا 15 ثم بوق الملاك السابع فحدثت اصوات عظيمة في السماء قائلة قد صارت ممالك العالم لربنا و مسيحه فسيملك الى ابد الابدين 16 و الاربعة و العشرون شيخا الجالسون امام الله على عروشهم خروا على وجوههم و سجدوا لله 17 قائلين نشكرك ايها الرب الاله القادر على كل شيء الكائن و الذي كان و الذي ياتي لانك اخذت قدرتك العظيمة و ملكت 18 و غضبت الامم فاتى غضبك و زمان الاموات ليدانوا و لتعطى الاجرة لعبيدك الانبياء و القديسين و الخائفين اسمك الصغار و الكبار و ليهلك الذين كانوا يهلكون الارض 19 و انفتح هيكل الله في السماء و ظهر تابوت عهده في هيكله و حدثت بروق و اصوات و رعود و زلزلة و برد عظيم |
||||
08 - 10 - 2012, 06:51 PM | رقم المشاركة : ( 60 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل لتفسير سفر الرؤيا كتابيا
المرأة المتسربلة بالشمس
v مقاومة التنين للكنيسة ص 12. v مقاومة ضد المسيح للكنيسة ص 13. v الجانب المفرح للكنيسة ص 14. مقدمة جاءت هذه الرؤيا "المرأة الملتحفة بالشمس وأعداؤها الثلاث" كملحق للأبواق السبعة ومقدمة للجامات السبع. فإذ تكشف الأبواق السبعة عن عدم مبالاة الناس لصوت الله، وفي الجامات السبع عن الضربات التي يؤدب بها، لهذا أعلن بينهما هذه الرؤيا كاشفًا: 1. حال الكنيسة المنيرة وجهادها ضد الشيطان منذ وُجد الإنسان خارج الفردوس، وخاصة في الفترة الأخيرة التي سيأتي فيها ضد المسيح حيث يصوب إبليس آخر سهم له قبل طرحه في البحيرة المتقدة بالنار. 2. هذه الحرب في حقيقتها هي بين "الله والشيطان" لهذا يستخدم العدو كل خداع للتضليل فيظهر في ثالوث دنس: أولاً: التنين يحاول أن يتشبه بالآب! ثانيًا: الوحش الأول (ضد المسيح) يحاول أن يتشبه بالابن. ثالثًا: الوحش الثاني (النبي الكذاب) يحاول أن يتشبه بالروح القدس. 3. الجانب المبهج للمؤمنين أن الرب آتٍ كعريس للكنيسة، وكديان لإبليس ومن استعبد نفسه له. الأصحاح الثاني عشر مقاومة التنين للكنيسة في هذا الأصحاح تظهر الكنيسة المجاهدة: 1. مقاومة إبليس للكنيسة 1 - 6. 2. مساندة السماء للكنيسة 7 - 12. 3. اشتداد المقاومة 13 - 17. 1. مقاومة إبليس للكنيسة "وظهرت آية عظيمة في السماء، امرأة متسربلة بالشمس، والقمر تحت رجليها، وعلى رأسها إكليل من اثني عشر كوكبًا. وهى حُبلى تصرخ متمخضة ومتوجعة لتلد" [1-2]. من هي هذه المرأة التي لها هذا الوصف؟ والتي ولدت الابن؟ والتي قاومها إبليس وقد هربت منه؟ والتي لا يزال يقاومها ويقاوم نسلها إلى أن يُطرح في البحيرة المتقدة بالنار؟ أقرَّ آباء الكنيسة الأولى أن هذه المرأة التي ولدت لنا الرب يسوع هي الكنيسة التي هي جماعة المؤمنين منذ عهد الآباء، أي منذ آدم إلى نهاية الدهور. يقول الأسقف فيكتورينوس: [إنها كنيسة الآباء والأنبياء والقديسين والرسل التي كانت تتسم بالتنهدات والآلام حتى رؤية السيد المسيح، ثمرة شعبها بالجسد الذي وعدوا به زمنًا طويلاً، آخذًا الجسد من نفس الشعب. والتحافها بالشمس يشير إلى رجاء القيامة في ظلمتهم. والقمر (تحت رجليها) يشير إلى سقوط أجساد القديسين تحت إلزاميّة الموت غير المنتهي... وهم منيرون كالقمر في ظلمتهم. والأكاليل من الإثنى عشر كوكبًا هو جوقة الآباء الذين منهم أخذ السيد المسيح جسدًا.] لكن للأسف أخذ بعض المحدثين الغربيين ونقل عنهم بعض الشرقيين مثل هذا التفسير بصورة مشوهة فنادوا بأن هذه المرأة هي الشعب اليهودي وأن ما يتبع هذا خلال الإصحاحات (12-14) إنما يخص الشعب اليهودي. لكن يليق بنا أن نفهم "الكنيسة" في المفهوم الآبائي السليم من نفس التفسير السابق أنها كنيسة الآباء والأنبياء والقديسين والرسل. بدأت الكنيسة بآدم ودخل في عضويتها الآباء مثل إبراهيم واسحق ويعقوب وأخنوخ... وفي وقت الناموس انضم إلى عضويتها الشعب اليهودي ومعه بعض الأممين الداخلين الإيمان. في هذه الفترة جاء ربنا يسوع متجسدًا من الكنيسة، كنيسة العهد القديم، من اليهود، لكن خرج اليهود كيهودٍ من العضوية في الكنيسة، إذ انحرفوا عن الإيمان رافضين الخلاص، وبهذا لم يعودوا شعبًا مؤمنًا أو كنيسة أو إسرائيل، بل صاروا غير مؤمنين، وهم بهذا لم يغلقوا باب الكنيسة ولا ماتت بموتهم ولا انحرفت، لكن دخل الأمم كامتداد للكنيسة. وبهذا فإن الحديث عن المرأة يخص الكنيسة الواحدة التي فوق حدود الزمن والجنس. فالحديث في هذا الأصحاح يخص الكنيسة منذ نشأتها إلى نهاية الأجيال. وحينما نقول "الكنيسة" لا نستطيع أن نفصلها عن العذراء مريم التي ارتبطنا بها في شخص السيد المسيح كأم جميع الأحياء. فهي أيضًا كما يقول الآباء الأولون هي المرأة الملتحفة بالشمس والقمر تحت رجليها، إذ سكنها ربنا يسوع شمس البرّ، ونالت مجدًا سماويًا... التي ولدت الابن البكر. وبنفس الروح وبغير أي تعريج نقول إن ما رآه الرسول في هذا الإصحاح يخص كنيسة العهد الجديد، لأنها غير منفصلة عن كنيسة العهد القديم، ولا مستقلة عنها، بل ينسب لها آباء العهد القديم والأنبياء والناموس والمواعيد. فإذ جاء ربنا يسوع متجسدًا من العذراء مريم أو من اليهود، إلا أنه يمكننا أن نقول أنه جاء متجسدًا من الكنيسة التي تعتز بعضوية العذراء مريم، والتي امتدت إلى الوراء حتى حملت في عضويتها جميع الذين جاء الرب منهم متجسدًا. ويقول الأب هيبوليتس: [واضح جدًا أنه قصد بالمرأة المتسربلة بالشمس الكنيسة التي أمدها بكلمة الآب إذ بهاؤها يفوق الشمس.] ويشير بقوله "القمر تحت رجليها" إلى كونها قد تجلت بمجد سماوي يفوق القمر. كما تشير العبارة "وعلى رأسها إكليل من اثني عشر كوكبًا" إلى الإثنى عشر رسولاً الذين أقاموا الكنيسة. وأما القول بأنه من أجل ابنها "تصرخ متمخضة ومتوجعة لتلد" فيعني أن الكنيسة لن تكف عن أن تحمل في قلبها "الكلمة" الذي يضطهده غير المؤمنين في العالم. هذه هي الكنيسة التي وصفها ربنا قائلاً: "من هي المشرقة مثل الصباح جميلة كالقمر. طاهرة كالشمس. مرهبة كجيش بألوية" (نش 6: 10). هذه الكنيسة يقاومها إبليس، إذ يقول: "وظهرت آية أخرى في السماء، هوذا تنين عظيم أحمر له سبعة رؤوس وعشرة قرون وعلى رؤوسه سبعة تيجان" [3]. إنه منذ خلقة الإنسان ولا يكف إبليس "التنين" عن حسده له. هذا التنين العظيم "أحمر" وكما يقول الأسقف فيكتورينوس إن هذا اللون بسبب عمله، لأنه "كان قتَّالاً للناس من البدء" (يو 8: 44)، فهو لا يكف عن التخريب والتدمير بين البشرية محاولاً إهلاك أولاد الله. وله سبعة رؤوس، أي دائم التفكير في هذا القتال. وله عشرة قرون، أي يستخدم كل شدة قوته وسلطانه الممتد على الأرض لإفساد الإيمان. وعلى رؤوسه سبعة تيجان، إذ ينصب نفسه ملكًا في قلوب الأشرار مسيطرًا على أفكارهم ونيَّاتهم وحواسهم وتصرفاتهم ... ويرى الأسقف فيكتورينوس أنه عندما يأتي ضد المسيح في أواخر الأزمنة سيخدع 10 ملوك (10 قرون) يستخدمهم في تحطيم الإيمان. "وذنبه يجر ثُلث نجوم السماء، فطرحها إلى الأرض، والتنين وقف أمام المرأة العتيدة أن تلد، حتى يبتلع ولدها متى ولدت" [4]. يري البعض أن في هذا إشارة إلى أن ضد المسيح يخدع ثلث المؤمنين ويضللهم، لكن الأسقف فيكتورينوس يُرجح أن التفسير الأصوب هو أن الشيطان في سقوطه جذب إليه عددًا كبيرًا من الملائكة فسقطوا معه من السماء (يه 6). وفي هذا ينكشف لنا خطورته وتحفزه للإهلاك والإفساد. ولم يقف عند إسقاطه لبعض الملائكة وتضليله للبشر، بل ظن أنه يُميت الرب يسوع، لكنه إذ هو ليس من زرع البشر لم يغلبه الموت، بل قام الرب من الأموات في اليوم الثالث، مقيمًا إيانا من قبر الخطية، مُصعدًا مؤمنيه إلى حيث هو قائم. لهذا يقول الرائي: فولدت ابنًا ذكرًا عتيدًا أن يرعى جميع الأمم بعصا من حديد، واختطف ولدها إلى الله وإلى عرشه" [5]. هذا الذي أراد إبليس افتراسه، هو راع يضم في حظيرته جميع الأمم، يسحق قوى الشر بعصا من حديد. وها هو في العرش الإلهي يرفع فيه البشرية الساقطة إلى الأعالي. هذا بالنسبة للسيد المسيح أما عن حال الكنيسة في غربتها فيقول الرائي: "والمرأة هربت إلى البرية، حيث لها موضع معد من الله، لكي يعولها هناك ألفًا ومئتين وستين يومًا" [6]. إنها الكنيسة الهاربة دومًا من وجه إبليس لتعيش متقشفة في برية هذا العالم، تنتظر مسكنها الجديد، أورشليم السمائية، المعد لها من الله. ومدة الألف ومائتين وستين يومًا أي حوالي ثلاث سنين ونصف ترمز إلى كل أيام الغربة التي يقضيها المؤمنون على الأرض. في كنيسة العهد القديم نجد إيليا هاربًا من وجه ايزابل ثلاث سنين ونصف. وفي كنيسة العهد الجديد نجد العذراء مريم مع ربنا يسوع يرافقهما يوسف النجار هاربين من وجه هيرودس الذي أثاره إبليس (وقد قيل أنهم بقوا ثلاث سنين ونصف). وفي فترة ضد المسيح أيضًا تعاني الكنيسة منه حوالي ثلاث سنين ونصف هاربة في البراري والجبال من شدة الضيق. 2. مساندة السماء للكنيسة "وحدثت حرب في السماء: ميخائيل وملائكته حاربوا التنين، وحارب التنين وملائكته. ولم يقووا، فلم يوجد مكانهم بعد ذلك في السماء" [7-8]. يرى الأسقف فيكتورينوس أن هذه هي بداية فترة "ضد المسيح" إذ يحارب رئيس الملائكة ميخائيل إبليس، فيقوى عليه ويُسقطه من السماء حتى لا يشتكي ضد المؤمنين. وهنا يجدر بالمؤمنين أن يقفوا قليلاً يتأملون في محبة "رئيس جند الرب" الملاك الجليل الذي يحامي عن أولاد الله (دا 12: 1؛ 1 تس 4: 16؛ يه 9). إذ هو كملاك نوراني يشتهي أن نصير نورانيين، مقاتلاً عنا ملائكة الظلمة! على أثر هذه الحرب يسقط إبليس محتضرًا لهذا يبث كل سمومه، باذلاً كل طاقاته للانتقام فيما تبقى له من وقت يسير لكي يُطرح في جهنم إلى الأبد. وبهذا تبدأ فترة ضد المسيح ويأتي الشاهدان. "فطرح التنين العظيم الحيَّة القديمة المدعو إبليس، والشيطان الذي يضل العالم كله طُرح إلى الأرض، وطُرحت معه ملائكته" [9]. يا لها من نصرة عظيمة أن يسقط إبليس من السماء لكي لا يشتكي علينا، لكنه في اللحظات الأخيرة له لا يكف عن التضليل وهو يُدعى: 1. التنين العظيم، أي ضخمًا قاسيًا مرعبًا. 2. الحية القديمة، له خبرة طويلة في الخداع، وعداوته لنا منذ وجدت البشرية (تك 3: 2، 15). 3. إبليس أي "المفتري ظلمًا"، إذ يفتري على الكنيسة دومًا. 4. الشيطان، أي المُعاند. 5. "الذي يضل العالم كله"... وهذه هي طبيعة عمله. إذ سقط العدو في أنفاسه الأخيرة يقول الرسول: "وسمعت صوتًا عظيمًا ً في السماء: الآن صار خلاص إلهنا وقدرته وملكه وسلطان مسيحه، لأنه قد طُرح المشتكي على إخوتنا، الذي كان يشتكي عليهم أمام إلهنا نهارًا وليلاٌ. وهم غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم، ولم يحبوا حياتهم حتى الموت. من أجل ذلك افرحي أيتها السماوات والساكنون فيها. ويل لساكني الأرض والبحر، لأن إبليس نزل إليكم، وبه غضب عظيم، عالمًا أن له زمانًا قليلاً" [10-12]. لقد تكشف للسمائيون ضعف إبليس وظهرت هزيمته عندما أُلقيَ من السماء. لقد ابتهجوا باقتراب إعلان نصرة الإنسان في يوم الدينونة المجيد، وذلك بالدم الثمين. وفي بهجتهم وحبهم للبشر دعوا الكنيسة التي لا تزال في الأرض مجاهدة "إخوتهم"، إذ سيصيرون مثلهم تقريبًا كملائكة الله. لقد امتزجت مشاعر الترنيم والفرح بالإشفاق من أجل ما ستعانيه الكنيسة من إبليس بنزوله إليها لمحاربتها في شخص ضد المسيح وأتباعه. لكن لتترنم السماء، وليفرح أيضًا الذين في الفردوس، ولتستعد الأبدية للعرس الأبدي، لأنه قد اقتربت الساعة للغاية وبقي زمان قليل! 3. اشتداد المقاومة "ولما رأي التنين أنه طرح إلى الأرض، اضطهد المرأة التي ولدت الابن الذكر. فأُعطيت المرأة جناحي النسر العظيم، لكي تطير إلى البرية إلى موضعها، حيث تُعال زمانًا وزمانين ونصف زمان من وجه الحيَّة" [13-14]. إذ يشن التنين هجومًا شيطانيًا ضد الكنيسة، يهب الله لها "جناحيّ نسر"، فتكون كالنسر هاربة من ضد المسيح لا في خزي وعار بل بقوة هائمة في البرية بعيدًا عن أدناسه. وكما يقول النبي: "وأما منتظرو الرب فيجددون قوة. يرفعون أجنحة كالنسور. يركضون ولا يتعبون، يمشون ولا يعيون" (إش 40: 31). ويرى الأسقف فيكتورينوس أن جناحي النسر هما النبيان اللذان ينذران المؤمنين بالذهاب إلى البراري. ويرى الأب هيبوليتس أنهما الإيمان بالسيد المسيح، الذي يشبه نفسه بالدجاجة التي تجمع أولادها تحت جناحيها. ويتأمل كثيرون في هذين الجناحين ليروهما لازمين في كل عصر، وفي حياة كل مؤمن، لكي يطير هائمًا في السماويات بعيدًا عن شهوات العالم. فمنهم من نادى أنهما الإيمان والأعمال، أو محبة السماويات والاستهانة بالأرضيات، أو محبة الله ومحبة القريب، أو الرغبة في مجد الله والرغبة في خلاص الناس. على أي الأحوال لننتفع بهذين الجناحين ولنصعد بربنا يسوع لنجلس معه في السماويات. لكن الحيَّة القديمة لن تتوقف عن الزحف وراءنا ومقاومتنا: "فألقت الحيَّة من فمها وراء المرأة كنهر، لتجعلها تُحمل بالنهر" [15]. يرى الأسقف فيكتوريانوس أن هذا الماء [يشير إلى الجموع التي يسيطر عليها ضد المسيح وتضطهد الكنيسة.] ويبدو أن المقاومة ستكون في منتهى الشدة، فإذا طبقنا ما جاء في دانيال النبي (11: 31-35) على هذه الفترة، فإننا نعلم أن ضد المسيح يدخل إلى الكنائس ويُدنس الهياكل ويفسد ويُخرب ولا تُقدم الذبيحة، ويستخدم كل وسائل التملق لإغواء المؤمنين، حتى أن بعض الفاهمين يتعثرون. لكن الله لا يترك أولاده هكذا يهلكون، بل "أما الشعب الذين يعرفون إلههم فيقْوون ويعملون والفاهمون من الشعب يعلمون كثيرين" (دا 11: 32- 33). يقول الرائي: "فأعانت الأرض المرأة، وفتحت الأرض فمها، وابتلعت النهر الذي ألقاه التنين من فمه. فغضب التنين على المرأة، وذهب ليصنع حربًا مع باقي نسلها، الذين يحفظون وصايا الله، وعندهم شهادة يسوع المسيح" [16-17]. ولعل الإعانة تكون بإثارة الحرب بين بعض الممالك مما يفسد قوة ضد المسيح ويهز كيانه (راجع تفسير رؤ 9). 1 و ظهرت اية عظيمة في السماء امراة متسربلة بالشمس و القمر تحت رجليها و على راسها اكليل من اثني عشر كوكبا 2 و هي حبلى تصرخ متمخضة و متوجعة لتلد 3 و ظهرت اية اخرى في السماء هوذا تنين عظيم احمر له سبعة رؤوس و عشرة قرون و على رؤوسه سبعة تيجان 4 و ذنبه يجر ثلث نجوم السماء فطرحها الى الارض و التنين وقف امام المراة العتيدة ان تلد حتى يبتلع ولدها متى ولدت 5 فولدت ابنا ذكرا عتيدا ان يرعى جميع الامم بعصا من حديد و اختطف ولدها الى الله و الى عرشه 6 و المراة هربت الى البرية حيث لها موضع معد من الله لكي يعولوها هناك الفا و مئتين و ستين يوما 7 و حدثت حرب في السماء ميخائيل و ملائكته حاربوا التنين و حارب التنين و ملائكته 8 و لم يقووا فلم يوجد مكانهم بعد ذلك في السماء 9 فطرح التنين العظيم الحية القديمة المدعو ابليس و الشيطان الذي يضل العالم كله طرح الى الارض و طرحت معه ملائكته 10 و سمعت صوتا عظيما قائلا في السماء الان صار خلاص الهنا و قدرته و ملكه و سلطان مسيحه لانه قد طرح المشتكي على اخوتنا الذي كان يشتكي عليهم امام الهنا نهارا و ليلا 11 و هم غلبوه بدم الخروف و بكلمة شهادتهم و لم يحبوا حياتهم حتى الموت 12 من اجل هذا افرحي ايتها السماوات و الساكنون فيها ويل لساكني الارض و البحر لان ابليس نزل اليكم و به غضب عظيم عالما ان له زمانا قليلا 13 و لما راى التنين انه طرح الى الارض اضطهد المراة التي ولدت الابن الذكر 14 فاعطيت المراة جناحي النسر العظيم لكي تطير الى البرية الى موضعها حيث تعال زمانا و زمانين و نصف زمان من وجه الحية 15 فالقت الحية من فمها وراء المراة ماء كنهر لتجعلها تحمل بالنهر 16 فاعانت الارض المراة و فتحت الارض فمها و ابتلعت النهر الذي القاه التنين من فمه 17 فغضب التنين على المراة و ذهب ليصنع حربا مع باقي نسلها الذين يحفظون وصايا الله و عندهم شهادة يسوع المسيح |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
شرح اضافة موضوع جديد بالتفصيل وبالصور |
إبراهيم ..(موضوع متكامل) |
موضوع متكامل لتفسير المزامير لابونا تادرس يعقوب الملطى |
موضوع متكامل عن التوبة |
موضوع متكامل عن القداس وبالصور |