مُعَلِّمة التسبيح
* تقول الفتاة: تُعَظِّم نفسي الرب الذي صنع بي العجب العظيم،
وبنعمته ملأني من الدهشة (لو 1: 46-56).
لأنه منذ الآن كل قبائل العالم تطوبني في كل الأوقات.
في العالم سأكون مثلًا مملوءً بالعجب، ستتكلم عني كل الأفواه بإسهابٍ.
البحر والأرض وكل العالم سيُقَدِّم شكرًا لله عني،
لأن فمي أصغر من أن يُسبح تلك الأمور.
سيُعرَف اسمي في أراضٍ بعيدةٍ، كل التخوم ستتحدث عني بتعجبٍ.
كل طغمة الأمهات في كل العالم سيُسرّون بي،
لأن الثمرة التي ولدتها قد حجبت الموت عن أبنائهن.
منذ الآن سيتبارك بي جنس النساء،
لأن بي أُزيل الخزي عن حواء وكل بناتها.
الجنين الذي بداخلي سيسحق رأس الحية العظيمة،
وبه يعود آدم إلى ميراثه بعد أن كان مطرودًا.
والآن تستطيع حواء التي كانت في عارٍ أن تكشف عن وجهها، وترفع رأسها،
لأن ربّ السماء سكن بداخلي.
سيرقص الأجنة بالفرح، وبعدهم بقليلٍ يرقص الأموات،
لأن ربّ كل الناس زارهم في منازلهم.
لتقدم له كل النسوة الحوامل تاج المجد،
لأنه سكن في الرحم حتى يتبارك أبناؤهن به.
وأيضا ليمجد الفقراء اسم ابن الغني،
الذي شاء أن يختلط بالفقراء ليغنيهم.
لتُسبّحه كل جموع العذارى بعجبٍ، لأن المُخَلِّص العظيم يشرق منهن على كل العالم.
لترفع الفتيات الصغيرات أصواتهن بالتسبيح،
لأن بواحدةٍ منهن أتى الرجاء إلى العالم.
لترسل السماء تاجًا عظيمًا إلى العالم، إلى الأرض شقيقتها،
لأن رب السماء أصبح محمولًا من قبل الأرضية (مريم).
يا لهذه الكلمات المفرحة التي قيلت في بيت الكاهن،
بسبب حمل الابنة الطوباوية.
كم كان هذان الحضنان الحاملان الأجنة عجيبَين ومليئين بالاندهاش،
لأن كل العالم تزيَّن بهما.
أُعلن سرّ الآب في بيت الطاهرتَين،
وهو مُسبح بمحبة من قبل كلتيهما.
ثم أصبح بيت الكاهن العظيم قدس الأقداس،
لأنه هناك أُقيمت الخدمة بتواضعٍ من أجل العظمة الإلهية.
كل الأمور العجيبة حدثت للمرة الأولى:
طفل يرقص! عذراء تحبل! يا لها من أعاجيب!
فرحت العاقر برقص الجنين مما كان يحيرها،
والعذراء مبتهجة بالحبل المجيد الذي حلّ فيها.
إنه منزل يسكن فيه كل الثروات،
كل تفسير للأسرار، كل شرح لكتب الأنبياء.
القديس مار يعقوب السروجي