منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17 - 05 - 2012, 10:02 AM   رقم المشاركة : ( 51 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي

"وولد آدم ولدا على شبهه كصورته." (تكوين3:5)

إنها حقيقة أساسية في الحياة بأننا نُنجب أطفالاً على شبهنا ومثالنا. لقد أنجَب آدم إبناً على شبهه كصورته ودعا إسمه شيثا. وعندما رأى الناس شيثا قالوا ما يُردِّده الناس منذ ذلك الحين «كما الأب هكذا الإبن».
إنها أيضاً حقيقة واقعية في الحياة الروحية إذ نلد أولاداً كصورتنا. عندما نعتاد على تعريف الآخرين على الرَّبّ يسوع، فإنهّم يأخذون خصائص شبيهة بالتي فينابشكل تلقائي، وهذه ليست مسألة وراثية بل تقليداً، فهم ينظرون إلينا كمثال لما يجب أن يكون عليه المسيحي، وبدون وعي يُشكِّلون سلوكهم مثلنا، وسرعان ما يُظهرون شَبَه العائلة،
وهذا يعني أن المكانة التي أعطيها للكتاب المقدس في حياتي ستضع المعايير لأولادي في الإيمان، كما أن تشديدي على الصلاة سينطبع فيهم أيضاً، وإذا كنتُ عابداً سينكشف ذلك عليهم أيضاً. أمّا إذا كنت ألتزم بمطالب التلمذة الصارمة فسيعرفون أن هذا هو المقياس لجميع المؤمنين، ومن ناحية أخرى إن كنت لا أهتم بكلام المُخلّص وأحيا لأجل المال والشهرة والملذات فعلي أن أتوقّعهم يحذون حذوي.
رابحو النفوس الحماسيون يتوقعون إنجاب عاملين حماسيين، والذين يجدون متعة وفائدة من حفظ آيات الكتاب يمررون هذه الرؤيا لأولادهم الروحيين.
فإذا كنت متقاعساً عن حضور إجتماعات الكنيسة فقلَّما تستطيع أن تتوقّع من حُماتُك أن يختلفوا عنك، وإذا إعتدت التأخر فمن المتوقع أن يتأخروا هم أيضاً، وإذا جلست في الصفوف الخلفية فلا تستغرب إن كان هذا يؤثر عليهم ليفعلوا نفس الشيء.
من ناحية أخرى، إن كنت منضبطاً ويُعتمد عليك ومدققاً في الوقت ومشاركاً فعّالاً فسيُقلِّدُك تلاميذُك.
إن السؤال المهم لكل منا هو؛ «هل أرضى بإنجاب أولاد كصورتي؟» يقول بولس الرسول، «كونوا متمثّلين بي» (كورنثوس الأولى16:4). هل يمكنك قول هذا؟
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 05 - 2012, 10:04 AM   رقم المشاركة : ( 52 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي

"كيف تقدرون أن تُؤمنوا وأنتم تقبلون مجدا بعضكم من بعض؟ والمجد الذي من الإله الواحد لستم تطلبونه؟" (يوحنا44:5)

يشير لنا الرَّب بهذه الكلمات أننا لا يمكننا السعي لطلب إستحسان الناس ومصادقة ﷲ في آن واحد. إنه يؤكد لنا أيضاً أنه ما أن نبدأ في السعي للإعتماد على الإنسان، نكون قد وجّهنا ضربة شديدة لحياة الإيمان.
وفي سياق مماثل عبَّر بولس الرسول عن التناقض الأخلاقي بين التطلع لإستحسان البشر وإستحسان ﷲ؛ «فَلَوْ كُنْتُ بَعْدُ أُرْضِي النَّاسَ لَمْ أَكُنْ عَبْداً لِلْمَسِيحِ» (غلاطية10:1).
إسمحوا لي بالتوضيح التالي؛ هنا شاب مؤمن يريد الحصول على درجة متقدمة في بعض حقول اللاهوت، لكنه يريد الشهادة من جامعة مُعترَف بها، وللأسف فإن الجامعات المعتمدة التي تقدِّم هذه الشهادة هي تلك التي تُنكر الحقائق العظيمة والأساسية للإيمان. ولكي يحصل على شهادة تحمل إسمه يعني أنه مستعد أن يستلمها من أُناس، مع أنهم علماء معروفون، إلا أنهم أعداء صليب المسيح، فلا محالة أنه سيتنجَّس في هذه الدراسة ولن يعود للحديث الروحي بنفس الثقة.
إن الرغبة التي تستحوذ عليك لكي يعرف العالم أنك متعلمٌ أو عالم مشهور مبنية على مخاطر. هنالك خطر متربِّص للتنازل والتضحية بمبادئ الكتاب المقدس من أجل إتخاذ موقف أكثر تحرراً، فتصبح أكثر نقداً للمعلمين الأصوليين بدل إنتقاد التعليم الحديث.
إن المعاهد المسيحية تواجه خيارات مؤلمة عند التفكير في السعي للإعتراف بها من مؤسسات معتمدة في عالم الثقافة، ثم إن الرغبة الشديدة التي تساورك لتكون حامل شهادة معترف بها ستقودك في النهاية إلى التقليل من التركيز على الكتاب المقدس وإعتماد مبادئ دنيوية كتبها أناس يفتقرون إلى الروح القدس.
إن الشيء الذي ينبغي أن نرغب فيه هو «أَنْ تُقِيمَ نَفْسَكَ ِللّهِ مُزكّى»، على أن البديل عن ذلك مكلِفٌ جداً لأن «العملة التي نبيع بها الحق، تحمل دائماً صورة ضدّ المسيح مهما بدت باهتة» (ف.و. جرانت).
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 05 - 2012, 10:05 AM   رقم المشاركة : ( 53 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي

"إختار الله ضعفاء العالم ليخزي الأقوياء." (كورنثوس الأولى27:1)

إذا استطاع نجارٌ صنع قطعة أثاث جميلة من فضلات الخشب والنجارة فهو يكتسب لنفسه مديحاً أكثر مما لو صنع تلك القطعة من أفضل المواد، وعندما يستخدم ﷲ أشياء هي حماقة لا قيمة لها وضعيفة لتحقيق نتائج مجيدة، فهذا يأتي بالمجد لمهارته وقدرته. لا يمكن للناس أن يعزو النجاح للمواد الخام، إنهم مجبرون على الإعتراف بأنه لا يمكن إلاّ أن يكون الرَّب هو الذي يستحق المجد.
يوفّر سِفر القضاة لنا أمثلة توضيحية متكررة عن كيف أن ﷲ يستخدم ضعفاء العالم ليخزي الأقوياء، وعلى سبيل المثال كان إهود رجلاً أعسر من سبط بنيامين، واليَد اليسرى في الكتاب المقدس تشير إلى الضعف، لكن إهود استطاع أن يقتل عجلون ملك موآب ويجلب الراحة لبني إسرائيل لمدة ثمانين سنة (قضاة12:3-30).
قاتَل شَمخر بن عناة الفِلسطينيين مستخدماً مِنخس البقر واستطاع بهذا السلاح الغريب أن يقتل ستمائة فلسطيني ويُنقذ بني إسرائيل (قضاة31:3)، ومع أن دبورة كانت تنتمي إلى «الجنس اللطيف» فقد استطاعت مع ذلك، وبقوة ﷲ أن تفوز بالنصر الكبير على الكنعانيين (قضاة1:4 حتى 31:5). كان جيش باراق المؤلّف من عشرة آلاف جندي ضعيفاً بالمقارنة مع تسعمائة من المركبات الحديدية التي كانت لسيسرا، ومع هذا كان النصر في الميدان لباراق (قضاة10:4، 13)، وقامت ياعيل، وهي عنصرٌ آخر من «الجنس اللطيف» بقتل سيسرا بسلاح ما هو بسلاح – بوتد خيمة (21:4)، وتقول الترجمة السبعينية أنها أمسكت بالوتد بيدها اليسرى. سار جدعون لمقاتلة المديانيين بجيش خفَّضه ﷲ من 32000 جندي إلى 300 (قضاة1:7-7). يُصوَّر جيشه على شكل رغيف من طحين الشعير، وبما أن هذا الخبز كان طعام الفقراء فتكون الصورة عبارة عن الفقر والضعف (13:7)، وقد كانت أسلحة جدعون غير تقليدية مصنوعة من الجرار الخزفية والمشاعل والأبواق (10:7). وبدا وكأن هذه لا تكفي لضمان الغلبة فكان ينبغي أن تُكسر الجرار (19:7). قُضي على أبيمالك بحجر رحى أُلقي على رأسه بواسطة إمرأة (53:9)، وكان المنقذ العسكري يحمل اسم تولع، الذي معناه دودة (1:10). لم تكن أم شمشون تحمل إسماً عندما نسمع عنها للمرة الأولى إذ كانت عاقراً (2:13)، وأخيراً قتل شمشون ألف فلسطيني بسلاح غير فتاك لم يكن سوى فك حمار (15:15).
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 05 - 2012, 10:05 AM   رقم المشاركة : ( 54 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي

"هو يبيدهم… فتطردهم وتهلكهم." (تثنية3:9)

نرى في جميع معاملات ﷲ مع البشر إندماجاً غريباً بين كل ما هو إلهي وما هو بشري.
خُذ الكتاب المقدس على سبيل المثال، هنالك الكاتب الإلهي وهنالك كُتاب بشريون كتبوا منقادون بالروح القدس.
وبقدر ما يتعلَّق الأمر بالخلاص، فقد قام به الرَّب من بدايته وحتى نهايته. لا يستطيع الإنسان القيام بأي عمل لينال الخلاص أو ليستحقه، ولكن عليه أن يقبله بالإيمان. من الواضح أن ﷲ يختار أفراداً للخلاص، لكن عليهم أن يدخلوا من الباب الضيّق، وهكذا يكتب بولس إلى تيطس قائلاً؛ «…إيمان مختاري ﷲ» (تيطس1:1).
من وجهة نظر إلهية نحن «بِقُوَّةِ ﷲِ مَحْرُوسُونَ». ومن الناحية البشرية – «بِإيمَانٍ» (بطرس الأولى5:1) «أَنْتُمُ الَّذِينَ بِقُوَّةِ ﷲِ مَحْرُوسُونَ، بِإِيمَانٍ».
إن ﷲ فقط من يستطيع أن يقدّسني، لكنه لا يقدّسني دون تعاون من جهتي،
ولا بدَّ أن أضيف إلى إيماني فضيلة ومعرفة وتعفّفاً وصبراً وتقوى ومودّة أخوية، ومحبة (بطرس الثانية5:1)، ويجب أن ألبس سلاح ﷲ الكامل (أفسس13:4-18)، وعلي أن أخلع الإنسان العتيق وألبس الإنسان الجديد (أفسس22:4-24)، ينبغي أن أسلك بالروح (غلاطية16:5).
في الواقع أنك تجد دمجاً ما بين الإلهي والبشري في كل ناحية في الخدمة المسيحية؛ فبولس يزرع، وأبلّوس يسقي وﷲ الذي ينمّي (كورنثوس الأولى6:3).
وعندما نأتي لموضوع القيادة في الكنيسة المحلية نتعلَّم أن ﷲ وحده يستطيع أن يجعل من الشخص شيخاً، ويُذكِّر بولس شيوخ أفسس أن الروح القدس قد أقامهم أساقفة (أعمال28:20)، ولكن إرادة الإنسان تلعب دوراً، إذ ينبغي أن يَبتغي ممارسة الأسقفيّة (تيموثاوس الأولى1:3).
أخيراً، نرى في القطعة التي بدأنا بها، أن ﷲ هو الذي يبيد أعداءنا، لكن يجب علينا نحن أن نطردهم ونهلكهم (تثنية3:9).
لكي تكون مؤمناً متّزناً، ينبغي أن تعترف بهذا الدمج ما بين الألوهية والإنسانية، يجب أن نصلي وكأن كل شيء معتمِدٌ على ﷲ، لكن نعملَ وكأن كل شيء يعتمدُ علينا، أو نستغل الحَضّ في المعركة «سبِّح الرّب ومرِّر السلاح»، وقد قال أحدهم أننا يجب أن نصلّي لحصاد جيّد بينما نستمر في حراثة الأرض.
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 05 - 2012, 10:17 AM   رقم المشاركة : ( 55 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي

«أَلَيْسَتْ سَاعَاتُ النَّهَارِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ؟» (يوحنا9:11)


لقد ذُعر التلاميذ عندما اقترح يسوع أن يعود إلى أرض يهوذا، فقد حاول اليهود مؤخراً أن يرجموه وها هو يتكلم الآن عن زيارة أخرى، ورداً على تخوُّف التلاميذ قال يسوع: «أليست ساعات النهار إثنتي عشرة؟» للوهلة الأولى يبدو السؤال وكأن لا علاقة له البتّه بموضوع الحديث، فالذي كان يريد أن يقوله المخلّص هو التالي: إن يوم العمل يتكوّن من إثنتي عشرة ساعة، وعندما يكون الشخص مُسَلِّماً ذاته للّه، عندها يكون لكل يوم برنامجه الخاص ولا يمكن لأي شيء أن يُعيق تتميم ذلك البرنامج، وحتى لو عاد يسوع إلى أورشليم وحتى لو كان اليهود يحاولون قتله مرة أخرى فلن ينجحوا ذلك لأن عمله لم يكتمل وساعته لم تأتِ بعد.
إنها لحقيقة أن كل إبن ٍللّه«لا يموت إلى أن يتم عمله»، هذا يجب أن يُعطينا سلاماً وإتزاناً لحياتنا، فإذا كنّا نحيا ضمن إرادة ﷲ، وإذا تتبعنا قوانين معقولة في الصحة والأمان، فلن نموت ولو دقيقة واحدة قبل الميعاد، لا شيء يضرُّنا إلا بما تسمح به مشيئته.
إن العديد من المسيحيين يمرضون قلقاً بسبب الطعام الذي يتناولونه والماء الذي يشربونه والهواء الذي يستنشقونه. ففي مجتمعنا المتيقّظ لمشكلة التلوّث يوجد دائماً ما يوحي بأَنَّ الموت يتربّص بهم على الأبواب، لكن لا داعي لهذا القلق «أليست ساعات النهار إثنتي عشرة ساعة؟» ألم يُسيّج ﷲ حول المؤمن (أيوب10:1) بما لا يقوى الشيطان على اختراقه؟
إن كنّا نؤمن بهذا فسيوفِّر علينا الكثير من التخمين ثانيةً. سوف لا نقول «لو وصلت سيارة الإسعاف بسرعة أكبر» أو «لو وَجدَ الطبيب هذا الورم الخبيث قبل أربعة أسابيع» أو «لو استقل زوجي طائرة شركة أخرى». لقد تم التخطيط لحياتنا بحكمة مُطلقة وقوة مُطلقة ولدى ﷲ توقيت كامل لكل منّا وقطاراته تسير وِفق جدولٍ متكامل.
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 05 - 2012, 10:22 AM   رقم المشاركة : ( 56 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي

«وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ» (غلاطية22:5)


تُعلّمنا عبارة «ثَمَرُ الرُّوحِ» في البداية أنّ الفضائل التي سيأتي ذِكرها تتأتى فقط بواسطة الروح القدس، والإنسان غير المتجدد لا يمكنه إظهار أيّ من هذه النِعَم، وحتى المؤمن الحقيقي لا يمكنه أن ينسخها بقواه الذاتية، لذلك فعندما نفكر بهذه النِعَم يجب علينا أن نتذكر أنهّا خارقة وليست من العالمَ.
إن المحبة التي نتكلم عنها هنا، على سبيل المثال، ليست الشغف العاطفي «eros»، بل المحبة المُضحِية، «agape»، إنها نوع المحبة التي أظهرها ﷲ لنا ويريدنا أن نُظهرها للآخرين.
إسمحوا لي بالتوضيح التالي: كان الدكتور ت.أي. ماكولي والد إد. ماكولي أحد المرسلين الخمسة الذين قُتلوا على يد قبيلة الأوكا-الهنود الحُمر في الإكوادور، ففي إحدى الليالي وبينما كنت والدكتور ماكولي الأب خاشعين على ركبنا نُصلّي في مدينة أوك بارك- ألينويز، عاد بأفكاره إلى الإكوادور إلى حيث نهر الكوراري الذي يُخفي سِرّ مكان جثّة إبنه إد؛ وصلّى: «يا ربّ دعني أعيش بما فيه الكفاية لأرى أولئك الذين قتلوا أولادنا قد حصلوا على الخلاص كيما ألقي بذراعيّ حول أعناقهم وأقول لهم أني أحبهم لأنهم أحبوا مسيحه»، وعندما قمنا رأيت فيضاً من الدموع ينساب متدحرجاً على خدّيه.
لقد استجاب ﷲ لصلاة المحبة هذه. وأقرَّ بعضٌ من أولئك الأوكا الهنود إيمانهم بالرَّب يسوع المسيح. سافَر ماكولي إلى الإكوادور والتقى بالذين قتلوا إبنه وألقى ذراعيه حول أعناقهم وأخبرهم كم يحبهم لأنهم يحبون مسيحه.
هذه هي المحبة المضحّية «أجابي»، إنها غير متحيّزة، بل إنها تطلب الخير الأسمى للجميع، القبيح والجميل، الصديق والعدو، إنها لا تضع شروطاً ولا تطلب شيئاً مقابل عطائها الدائم، إنها مُضحِّية ولا يهمها أبداً كم يكلِفُها ذلك، وهي غير أنانية وتهتم أكثر لإحتياجات الغير دون نفسها، إنها طاهرة ولا أثر فيها لنفاذ الصبر أو الحسد أو الكبرياء أو الإنتقام أو التفاخر.
المحبة هي أعظم فضيلة في الحياة المسيحية وبدونها تكون أَنبَل مساعينا بلا قيمة.
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 05 - 2012, 10:23 AM   رقم المشاركة : ( 57 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي

«وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: …فَرَحٌ» (غلاطية22:5)

لن يجد الإنسان الفرح الحقيقي إلا إذا وجَد الرَّبّ أولاً، عندها يدخل في ما يُسمّيه بطرس «فَرَحٍ لاَ يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ» (بطرس الأولى8:1).
عندما تكون الظروف مُواتية يمكن لأي شخص أن يبتهج، لكن الفرح الذي هو ثمر الروح لا يتأتى نتيجة الظروف الأرضية، إنه ينبع عن علاقتنا بالرَّب وعن الوعود الثمينة التي أعطاها لنا. ولكي تُسلَب الكنيسة من فرحها نهائياً ينبغي أولاً خلع المسيح عن عرشه.
يمكن للفرح المسيحي أن يتعايش مع الآلام، ويربط الرسول بولس ما بين الإثنين عندما يقول، «لِكُلِّ صَبْرٍ وَطُولِ أنَاةٍ بِفَرَحٍ» (كولوسي11:1)، وقد تَسَلَّم القديسون في تسالونيكي الكلمة «فِي ضِيقٍ كَثِير، بِفَرَحِ الرُّوحِ الْقُدُسِ» (تسالونيكي الأولى6:1)، كما شهد القدّيسون المتألموّن على مرّ القرون كيف ألهمهم الرّب ترنيمات في حُلكة الليل.
يمكن للفرح أن يتعايش مع الحزن، وبإمكان المؤمن أن يقف إلى جانب قبر عزيز عليه ويذرف دموع الحزن لخسارته، ومع هذا يفرح لمعرفته أن هذا المحبوب موجود في حضرة الرَّب. لكن لا يمكن للفرح أن يتعايش مع الخطيئة. فكلما أخطأ المسيحي يفقد ترنيمته، ولا يمكن أن يعود إليه الفرح بخلاصه إلا بعد الإعتراف بالخطيئة وتركها.
لقد قال الرَّب يسوع لتلاميذه أن يفرحوا عندما يُشتمون ويُضطهدون ويُتّهمون زوراً (متى5: 11، 12)، وقد فعلوا! ونقرأ عنهم أنّهم قد غادروا قاعة المحكمة بعد سنوات قليلة «لأنهم حُسِبوا مُستأهّلين أن يُهانوا من أجل إسمه» (أعمال41:5).
يزداد فرحنا كلّما ننمو في معرفة الرَّب، ففي البداية، قد نفرح بالمضايقات البسيطة أو بالأوجاع المزمنة، أو بمتاعب طفيفة، لكن روح ﷲ يرغب بأن يأتي بنا إلى النقطة حيث نرى ﷲ عندما تكون الظروف في أسوأ حالاتها، ونبتهج، مع علمنا بأن طرقه كاملة. نكون ناضجين روحياً عندما نستطيع أن نقول مع حَبَقُّوق «فَمَعَ أَنَّهُ لاَ يُزْهِرُ التِّينُ وَلاَ يَكُونُ حَمْلٌ فِي الْكُرُومِ يَكْذِبُ عَمَلُ الزَّيْتُونَةِ وَالْحُقُولُ لاَ تَصْنَعُ طَعَاماً. يَنْقَطِعُ الْغَنَمُ مِنَ الْحَظِيرَةِ وَلاَ بَقَرَ فِي الْمَذَاوِدِ فَإِنِّي أَبْتَهِجُ بِالرَّبِّ وَأَفْرَحُ بِإِلَهِ خَلاَصِي» (حَبَقُّوق17:3، 18).
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 05 - 2012, 10:23 AM   رقم المشاركة : ( 58 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي

«وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: …سَلاَمٌ» (غلاطية22:5)


حالما نتبرر بالإيمان نحصل على السلام مع ﷲ بربِّنا يسوع المسيح (رومية1:5)، وهذا يعني نهاية العداوة التي كانت بيننا وبين ﷲ لأن المسيح قد عالج ما سبَّبَ هذه العداوة، أي خطايانا.
يكون عندنا أيضاً سلام في ضمائرنا إذ نَعلَم أن العمل قد أُكمل، لقد دفع المسيح عقاب خطايانا وأن ﷲ قد نسيها، ولكن بعد ذلك يريدنا الروح القدس أيضاً أن نتمتّع بالسلام مع ﷲ في قلوبنا، وهذا هو الهدوء والسكينة التي تأتي من معرفة أن أوقاتنا هي بين يدي ﷲ وأنه لن يحدث لنا أي أمر دون أن تسمح إرادته.
وهكذا نحافظ على هدوئنا عندما تنفجر إحدى عجلات سيارتنا على الطريق السريع، ولا نفقد هدوئنا عندما يكون إزدحام في حركة السير مما يسبب فوات موعد إقلاع الطائرة، فالسلام يعني المحافظة على هدوئنا حين يحدث تحطُّم السيارة، أو عندما يشتعل زيت المقلى في المطبخ.
ثمر الروح هذا مكَّنَ بطرس من النوم عميقاً وهو في السجن، ومكَّنَ إستيفانوس من الصلاة لأجل قاتليه المعتدين، ومكَّنَ بولس من طمأنة الآخرين عند تَحَطًُم السفينة.
عندما تمرّ الطائرة في إضطراب هوائي وتتمايل كريشة في مهب الريح، وعندما يتأرجح جناحا الطائرة المرِنين 4 أمتار صعوداً ونزولاً، وعندما يبدأ معظم الركاب في الصراخ من الهلع بينما الطائرة تترنَّح، تنخفض وترتفع، يُمكِّن سلام المؤمن أن يحني رأسه ويستودع روحه بين يدي ﷲ ثم يُسبِّحه لكل ما يمكن أن يحدث.
ولنأخذ توضيحاً آخر؛ يستطيع روح ﷲ أن يعطينا سلاماً بينما نجلس في عيادة الطبيب ونسمعه يقول: «يحزنني أن أخبرك أن مرضك خبيث»، يُمكِّننا ﷲ من أن نجيب قائلين: «أنا مستعد لأترك يا دكتور، لأني بنعمة ﷲ مخلَّص وبالنسبة لي ما هذا سوى ترك جسدي لأكون مع الرَّب».
وبكلمات ترنيمة بيكيرستث الجميلة؛ «سلام، سلام كامل، في عالم الخطيئة المظلم، بكثرة واجباته المُلحِّة وبالأحزان العاصفةِ حولنا، وأحباءٌ بعيدون عنا، ومستقبل غير معروف، لأننا نعرف يسوع وأنه على العرش جالس».
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 05 - 2012, 10:24 AM   رقم المشاركة : ( 59 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي

«وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: …طُولُ أَنَاةٍ» (غلاطية22:5)


إن طول الأناة هو الفضيلة التي تتحمّل بصبر بل وبإنتصار عندما تكون تحت أوضاع الحياة المتفاقمة، وبينما يُقصد منها التجاوب بصبر مع الظروف السيئّة، فإنها عادة ما تعني، تحمُّل إستفزازات الناس برحمة.
إنّها طول أناة مع الناس، فكَّر للحظة بضخامة خطايا الجنس البشري في وقتنا الحاضر؛ تشريع الدعارة، وشيوع اللِّواطة (الشذوذ الجنسي)، والقوانين التي تسمح بالإجهاض، وإنهيار الزواج والبيت، ورفض جملة من المعايير الأخلاقية، وطبعاً، خطيئة الرفض المطلق لتتويج إبن ﷲ الوحيد رباًّ ومخلّصاً، فإنه قلّما يستطيع المرء أن يلوم ﷲ لو أراد أن يبيد الجنس البشري بضربة قاضية، لكنه لا يفعل هذا، لأن صلاحه يهدف ليقود الإنسان إلى التوبة، ولأنه لا يشاء أن يهلِك أحداً.
ومشيئته هي أن طول أناته يُنتَج ثانية في حياة شعبه بينما هم يرضخون للروح القدس، وهذا يعني أننا ينبغي ألاّ نكون سريعي الغضب، وأن لا نفقد إنضباطنا بسهولة وأن لا نحاول الإنتقام من الناس الذين يخطئون بحقّنا وبدلاً من ذلك، وكما قال شخص ما؛ نعرض «نوعاً من الصبر المُنتصر».
بينما كانت الشقيقتان كوري وبتسي تن بوم، تتحمّلان آلاماً لا توصف في أحد معسكرات الإعتقال النازي، كانت بتسي غالباً ما تقول بأنه ينبغي عليهما أن تساعدا هؤلاء الأشخاص بعد إطلاق سراحهما، كان عليهما ببساطة أن تجدا طريقة لمساعدتهم، وكانت كوري تعتقد أن شقيقتها تخطّط بعض البرامج لإعادة تأهيل ضحايا النازية. لكن لم تدرك كوري بأن بتسي تقصد بذلك المُضطَهِدين إلا لاحقاً. لقد أرادت أن تجد طريقة لتُعلِّمهم بأن يُحبوا، وعلَّقت كوري على ذلك؛ «كنت أتساءل، وليس للمرة الأولى، أي نوع من الأشخاص كانت أختي هذه؟ وأي طريق تتبع بينما أنا أسير إلى جانبها على طريق الأرض القاسية؟ إن الطريق الذي إتبعته بتسي كان طريق طول الأناة، وسارت عليه كوري كذلك بالرغم من إنكارها المتواضع.
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 05 - 2012, 10:25 AM   رقم المشاركة : ( 60 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي

«وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: …لُطْفٌ.» (غلاطية22:5)


إن ميزة اللطف توصَف وبترتيبٍ بأنها: اللطافة، الكرم، السخاء التي ينتج عنها عمل الإحسان وإظهار الرحمة وإضفاء الخير على الغير، ثمّ إن الشخص اللطيف يكون عادة كريماً وغير قاس، متعاطفاً، لا يُظهِر عدم مبالاة، ونافعاً لا يتأبى عن المساعدة، ومُراعياً لشؤون الغير، شفوقاً ومُحسناً.
هنالك اللطف الطبيعي الذي يُبديه حتى أهل العالم لبعضهم البعض، لكن اللطف الناتج عن الروح هو خارق للطبيعة، إنه يفوق ويزيد عن أي عمل يستطيع أن يقوم به الإنسان من ذاته، إنه يُمكِّن المؤمن من أن يُقرِضَ دون توَقُّع شيء بالمقابل، ويُمكِّنه من إظهار حسن الضيافة لمن لا يستطيع أن يعامله بالمِثل، كما ويُمكّنه من الرد على كل إهانة بأدب.
لقد أظهر أحد الطلاب الجامعيين المسيحيين هذا اللطف الخارق للطبيعة نحو طالب آخر مدمن على الكحول. لقد أصبحت الأوساخ كريهة لدرجة أنه طُرد من قِبل زملائه وأخيراً طُرد من مقر إقامته. كان لدى المسيحي سرير إضافي في غرفته، فدعا ذلك السِّكير ليقيم معه، وكان على المؤمن أن يقوم كل يوم بتنظيف قيء زميله، وأن يخلع عنه ثيابه ويُدخله إلى الحمّام ومن ثم يضعه في سريره. لقد كان عمله هذا إستعراضاً عظيماً للُّطفْ المسيحي. لنُكمِل القصة؛ لقد أتت المكافأة أخيراً، ففي إحدى فترات الصحو سأل الشاب المنغمس في الملذات زميله بغضب، أنت، أنظر إلي، لماذا تفعل كل هذا لأجلي، وعلام تسعى؟ فأجابه المسيحي «أسعى وراء نفسك»، فحصل عليها.
عندما كان الدكتور أيرونسايد ينظِّف مخزن بيته ذات يوم، دعى تاجر خردوات واتفق معه على أجرة نقل الورق والمجلات والسجاد والمعادن، لقد تظاهر دكتور أيرونسايد أنه يُساومه على سعر معقول لنقل الخُردة، لكن رجُل الخردة ربح المساومة أخيراً، وعندما كان ينقل آخر حزمة إلى سيارته، دعاه الدكتور وأرجعه قائلاً له؛ «لقد نسيت شيئاً، أريد أن أعطيك هذه بإسم الرَّب يسوع» وناوله عشرة دولارات. إبتعد تاجر الخردة وهو يقول: «لم يعطني أحد من قبل شيئاً بإسم يسوع».
«وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: …لُطْفٌ».
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس تبدأ بحرف التاء ت
اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس تبدأ بحرف الباء ب
اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس تبدأ بحرف الحاء ح
اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس تبدأ بحرف الألف أ
مجموعة ايات من الكتاب المقدس


الساعة الآن 12:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024