![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 51 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الآباء والروحانية الأرثوذكسية ![]() 1 غاية حياتنا المسيحية أن نصير واحدًا مع الله. ويلخصها القديس أثناسيوس الرسولي هكذا: "ابن الله صار ابن البشر، ليصير بنو البشر أبناء لله بالنعمة". 2 إن النعمة المقدسة هي العامل الأساسي في تجديد حياتنا وإصلاحها "بنعمة الرب يسوع نؤمن أن نخلص" (أع11:15). * يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: "الله لا يعمل فوق إرادتنا، حتى لا تتحطم حريتنا" العظة 12 في شرح الرسالة إلى عبرانيين. 3 لا يمكن أن تكون الحياة الروحية بدون صلاة. فإن صلوات الآباء كانت عبارة عن حديث مستمر مع الله، يمارسونها بفرح وابتهاج. لقد كانت صلوات يمكن أن تقودنا إلى السلام الباطني الكامل والفرح الروحاني العميق. 4 أن مشاركة المؤمن في أسرار الكنيسة هي بحسب رأى آباء الكنيسة ذات أهمية بالغة، لأننا من خلالها نتواجه لا مع رموز غامضة، بل هي عملية روحية واحدة تقودنا في طريق الخلاص. 5 الحياة الروحية للإنسان هي، في عرف الآباء، لا يمكن أن تكتمل بدون "شركة القديسين"،والسبب في هذا أن القديسين لم يكونوا مؤلفي نظريات عن الإيمان، بل عائشين في هذا الإيمان على أساس يومي. وبهذا يمكننا أن نتخذهم مرشدين شخصيين وناصحين لنا، طالما أنهم قد سبق وعاشوا في هذا العالم دون أن يكونوا من هذا العالم. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 52 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() نماذج من المسيحية على مستوى التطبيق ![]() 1 القديس أغناطيوس الملقب بـ"حامل الإله" أو باليونانية: "ثيئوفوروس"، وهو يقول: (سوف أختار المسيح... إني أريد أن أعطى كل ما لي مقابل أن أناله... أريد أن أكون قمحًا يطحن من أجل نعمته. إني ابذل كل شيء حتى يمكنني أن أربح المسيح). 2 حينما صار غريغوريوس أسقفًا، لم يكن هناك في الإيبارشية التي يقيم عليها إلا 17 مؤمنًا بالمسيح فقط. وبعد حياة حافلة بالخدمة والكرازة والإيمان والحق وبكلمة الله تنيح ولم يكن بها إلا 17 غير مؤمن بها. ها هو شخص واحد غير إيبارشية أو إقليم بأكمله. (شخص واحد حينما يلتهب بالغيرة الإلهية يمكنه أن يحول مدينة بأكملها للمسيح) هكذا قال الآباء على فم القديس ذهبي الفم. 3 نموذج آخر يمكننا أن نتمعن فيه، وهو القديس أثناسيوس الكبير. ففي جهاده الذي لم يكل فيه يومًا واحدًا، كان ينحى جانبًا كل شيء من أجل هدفه الواحد، وهدفه هذا كان هو " الحق". وهذا جعله أحد القلائل جدًا من حماة الأرثوذكسية العظام. 4 القديس يوحنا ذهبي الفم. ما أجمل هذه الجوهرة التي تحتفظ بها الكنيسة في داخل أعماقها من خلال ذلك الوجه الناري لهذا القديس. لقد كان يرعى ضبط نفسه، ويدرب ويرعى كهنته حسنًا، ويوالى الكرازة بإيمانه، أو بالحري إيماننا جميعًا، حتى وهو في النفي. كان يأتي بكل من ينصت إليه نحو المسيح، كان يفكر في كل واحد ويعتني بكل واحد يدخل في دائرة الاتصال به. 5 هؤلاء مجرد أمثلة نسوقها من بين خضم كنوز تراثنا، ومهما كان الأب أو القديس الذي نسوق حياته، فهو دائما يعلن نفس المبادئ. * ولا ينبغي أن ننسى أن الغالبية العظمى من الآباء عاشوا في عالم مادي، لكنهم غلبوا الخطية بنعمة الله،لقد عاشوا آلام ومحن مجتمعهم. ولم يكن همهم أن يأتوا المعجزات الباهرات إلا معجزة حياتهم في المسيح. * لذلك فإن المساهمة الفعالة الحية لآباء الكنيسة التي يقدمونها لإنسان العصر الحديث هي أنهم كانوا النماذج الحية للمسيحية الحقة. إنهم هم الصورة الحية لآية إنجيل متى 19:5 "من عمل وعلم فهذا يدعى عظيمًا في ملكوت السموات". |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 53 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() آباء الكنيسة وما يسمى بـ"التربية الدينية" * الأب يحيا العقيدة الأرثوذكسية في توازن، أي أن يختبر واقعية وغنى الحياة الأرثوذكسية وتقديسها لظروف الإنسان وتكريس هذه الظروف كلها لله، دون أن تعوق حيوية جانب من جوانب الحياة أو تتفوق على حساب جانب آخر. ![]() * وكمثال لهذا، فالكنيسة قديمًا رأت من خلال الآباء أن تبنى الكنائس بالفن المعماري الكنسي المميز. والذي ظل محتفظًا بأصالته في الكنائس القديمة إلى الآن. وتبع ذلك الفن المعماري الكنسي فن الأيقونات الذي استخدم الألوان والفرشاة للتعبير عن الحقائق اللاهوتية. وهكذا قدمت الكنيسة "كتابًا مفتوحًا لإيماننا ليقرأه من لا يعرف القراءة " كما قال أحد الآباء. * وأيضًا، تناول الآباء ورقًا وقلمًا وألفوا السيمفونية الجديدة وصنفوا تعليم الآباء المكتوب والمنطوق بصورة ألحان جديدة وترانيم جديدة بأوزان وطرائق تثير النفس لأن تتعبد وتتخشع في حضرة الله. * ثم أخذت الكنيسة، من خلال الآباء أيضًا، الزهرة من البستان وصنعت منها بخورًا زكيًا وأعطته للإنسان لتعلمه ما هي الصلاة وماذا يعنى الفرح الروحي، وماذا تكون رائحة المسيح الزكية. * وأخذت الشمع من خلايا النحل وصنعت منه الشمع، لتعليم الإنسان ماذا يكون "نور المسيح" الذي "يشرق" على الكل. * وأخذت الخيوط ونسجت منها الملابس الكهنوتية البيضاء لتبين كيف يمكن أن يتبارك التراب إذا توشح بالقداسة والنقاء. وهكذا جعلت الكنيسة من الكون كله هيكلًا مقدسًا لله. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 54 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() سلطان الآباء في الكنيسة ![]() * إن كل مسيحي ملتزم بتعليم الآباء، كما تحدد في المجامع المسكونية، وقوانين الإيمان، وكافة القوانين المجمعية. كما أن كل مؤمن يشترك في الإفخارستيا فإنه يشارك في الصلاة مع هؤلاء القديسين الذين وضعوا الصيغة النهائية لليتورجيات، فهو مرتبط بهم تمامًا كما يرتبط الراهب بالقوانين الرهبانية ومؤسسيها. * للآباء إذن، سلطان تعليمي يسرى على كافة المؤمنين في الكنيسة في المسكونة بأسرها وعلى مدى الأجيال. ولا يحق لأي جيل مهما كانت الأسباب؟ أن يتحلل من قوانين الآباء أو المجامع، لأن في هذا تفريطًا في التقليد الكنسي الذي هو التراث الثمين الغالي القيمة التي تعتز به الكنيسة. * ولم يترك الآباء موضوعًا أو مشكلة تختص بالإيمان أو بنظام الكنيسة إلا وكتبوا عنها أو أشاروا إليها، وغالبًا ما تتفق آراؤهم وكأنهم خورس واحد مجتمع من مشارق الأرض على مغاربها ومن أزمنة مختلفة لكي تعلن هذا الحق الإلهي. فإذا تعددت الآراء في الكنيسة حول موضوع ما، فالرجوع يكون للآباء والاحتكام إليهم في نصوص القوانين وفي كافة مصادر التقليد الكنسي. _____ (*) المرجع: منهج إعداد الخدمة كنائس وسط القاهرة. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 55 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مقدمة عن الآباء الرسوليون
التعريف بهم - وملامح عصرهم:- أولًا: 1- من هم الآباء الرسوليون: أ - الآباء الرسوليون هم الجيل التالي لعصر الرسل، ذلك العصر الذي انتهى بانتقال القديس يوحنا الرسول 100 م. ب - وأشرق القرن الثاني الميلادي على الكنيسة بسحابة جديدة من الشهود حملوا الرسالة التي تسلموها من الرسل لكي يسلموها لكل العالم وعبروا بكتاباتهم ورسائلهم عن إيمانهم وعقيدتهم أمام المسكونة كلها. ج - والكنيسة قد أعطت القديس أثناسيوس والذي عاش في القرن الرابع الميلادي لقب "الرسولي" نظرًا لتمسكه بالإيمان الذي استلمته من الرسل. د - ويمكننا القول بأن تعبير الآباء الرسوليين ينطبق حرفيًا فقط على ثلاثة هم كليمندس الروماني، والشهيد بوليكاربوس والقديس أغناطيوس الأنطاكى. * وبالنسبة للكاتب المجهول لـ"رسالة برنابا" ومؤلف "هرماس الراعى" وبابياس والكاتب المجهول لـ"رسالة ديوجينتيس" وأيضًا كاتب "الديداكية"، فمن غير المؤكد معرفتهم بالرسل ومن المؤكد أنهم لم يحملوا بإستمرار نفس فكرهم. ![]() * تم إنتاج تلك الحقبة في الفترة ما بين عام 95 وعام 150 وتشمل هذه الكتابات الأتي: 1- الرسالة المنسوبة لبرناباس. ![]() 3- رسالة لكليمندس الروماني وعظة منسوبة إليه. 4- سبع رسائل للقديس أغناطيوس الأنطاكي (الثيوفورس) وثمان رسائل أخرى منسوبة إليه 5- رسالة لبوليكاربوس ومقال عن استشهاده. 6- رسالة إلى ديوجينيتس (لا يعرف كاتبها). 7- مقتطفات لبابياس وكودراتس. 8- الديداكية "تعليم الرب للأمم كما نقله الاثني عشر رسولًا" ![]() 1- لقد كان تطور علم اللاهوت المسيحي هو نتيجة لثلاثة مراحل: أ - تعرف الكنيسة على ذاتها وبنيانها لعقيدتها الذاتية (95-150 م) الآباء الرسل. ب - مواجهة العالم الخارجي (120-220 م.) الآباء المدافعون. ج - مقاومة موجات الهرطقات (180-325 م.) الآباء مقاومي الهرطقات. 2- خصائص كتابات حقبة الآباء الرسوليين: أ - جاءت كتابات هذه الحقبة لتعبر عن احتياجات الكنيسة والتي يمكن أن نجملها في الأتي: 1- الحاجة إلى وحدة الكنيسة وسلامها الداخلي بعد أن كثرت الانقسامات والشيع. 2- الحفاظ على الإيمان وتنقيته من الأفكار الغريبة وخصوصًا من الأفكار الوثنية (اليونانية) واليهودية. فنجد مثلًا: أ - الرسالة الأولى لكليمندس: تعالج موضوع النزاع والانقسام الذي ساد في كنيسة كورنثوس. ب - الرسالة المنسوبة لبرناباس: عبارة عن شرح لعلاقة العهد القديم بالمسيحية. ج - رسائل أغناطيوس الأنطاكي: تغطى موضوعات وحدة الكنيسة والحياة في المسيح، والإيمان المستقيم وتقاوم أفكار الهرطقات التي سادت في عصره. د - الرسالة إلى ديوجينيتس: هي مقال في صيغة أسئلة وأجوبة لعرض حقيقة المسيحية وتعتبر من الكتابات ذات الصفة الدفاعية أيضًا. ه كتاب الراعي لهرماس: مجموعة من الرؤى والوصايا وهى تعالج موضوع التوبة بعد المعمودية. و - رسالة بوليكاربوس: وهى رسالة تشهد بعمق الإيمان وموقف المؤمن من الاستشهاد والشهداء وموقف الكنيسة من رفات القديسين. ى - الديداكية: إرشادات للمؤمنين في حياتهم الجديدة في المسيح يسوع بما يناسب الكنيسة في مرحلة نموها الأول. ب - عدم الاعتماد على الفلسفة اليونانية السائدة في ذلك العصر. بل كانت هذه الكتابات ذات أسلوب بسيط يعكس غيرة متقدة في قلوب من قاموا بكتابتها. ![]() 1- المشاكل الاجتماعية - السياسية: * لقد وُلدت فكرة المسيا المخلص في الأوساط اليهودية وتطورت هذه الفكرة على مر العصور وفي كل حقبة من حقبات تاريخهم كانوا ينتظرون ذلك المسيا، على أن هذه العقيدة أي ظهور مسيا محارب يدافع عن الشعب اليهودي المُضطهد المُستعمر، ويسحق أعداؤه ويدوسهم تحت قدميه انتشرت على نطاق واسع في القرن الأول أي أثناء وجود السيد الرب على الأرض حيث كان الصراع على أشده بين السلطات الرومانية والشعب اليهودي. * كان من نتيجة التمسك بهذه العقيدة أن أخذ كثيرين من اليهود في الانضمام إلى الأحزاب السياسية الدينية التي كانت تحارب الرومان للحصول على الاستقلال السياسي الذي كان يرمى إلى تأسيس دولة ثيوقراطية. * ولهذا اعتبرت السلطات الرومانية أن كل حركة مسيانية هي حركة معادية للسلطات الرومانية والإمبراطورية الأمر الذي قاد إلى عمليات القمع والاضطهاد الذي شهده المجتمع اليهودي والمسيحي فيما بعد وعانت منه الكنيسة في القرون الأولى. ![]() * لم تكن المشاكل الفلسفية واللاهوتية التي عالجها الآباء الرسوليون، وليدة عصرهم بل يرجع بعضها إلى ما قبل الميلاد والبعض الآخر إلى القرن الأول الميلادي، ولقد كان على المسيحية أن تتعامل مع ثقافتين مختلفتين تمامًا هي اليونانية واليهودية الأمر الذي أدى إلى ظهور بعض الأفكار المتأثرة بهاتين الثقافتين: أ - الغنوسية: * من الأصل اليوناني بمعنى معرفة. انتشرت في حوض البحر الأبيض وكانت مصر أرضًا خصبًا لها... * يعتقد كل من يؤمن بها أن المعرفة هي الطريق الوحيد للخلاص، فهي التي تنيره وترشده إلى الطريق الحقيقي. * وهى خليط من الأفكار الفلسفية الهلينية والازدواجية الفارسية واليهودية والمسيحية. حاولت شرح أصل ومصدر الروح التي كانت من البداية في عالم سماوي ولكنها سقطت فجأة من هذا العالم المنير إلى الأرض حيث أصبحت سجينة الجسد المادي، ولقد تأثر الإله الأعظم تأثرًا كبيرًا لسقوط الروح إلى عالم المادة وسجن الشرارات الإلهية فيه ولذلك فقد أرسل المخلص لكي يخلصها من هذا السجن وأتخذ هذا المخلص شكل إنسان، لأن الإله لا يمكنه أن يتحد بالمادة المرئية واستطاع بهذه الطريقة أن يعلن للعارفين (الغنوسيين) أصلهم السماوى وعندما أتم هذه المهمة صعد بالقرب من الآب وبذلك فتح الباب أمام الشرارات المنيرة التي ستصعد بدورها أيضًا إلى المخلص عندما تتخلص من سجن الجسد المادى. * ويعتقد أن الغنوسية بدأت في القرن الأول ثم ازدهرت وانتشرت في القرن الثاني وهناك من يظن بأن عقيدة الغنوسية انتشرت وسط الشعب اليهودي المسبي في بابل. ب - الإبيونية: * بدعة نادى بها فريق من اليهود الذين اعتنقوا المسيحية لكنهم لم يشاءوا أن يتركوا الطقوس والعادات التي فرضتها شريعة موسى في العهد القديم. * وقد ظهرت هذه البدعة في أيام المسيحية الأولى ولكنها لم تصبح مذهبًا له أتباع إلا في أيام حكم الإمبراطور تراجان (92-117 م). ج - الدوسيتيين (الخياليين): * فكر ظهر في القرن الأول وتدعم من خلال الهرطقة الغنوسية كان ينادى بأن المسيح لم يكن له جسد حقيقي بل ظاهري وبالتالي لم يتألم ولم يصلب وبالتالي أنكروا التجسد والصليب وبالتالي الإفخارستيا. _____ (*) المراجع: 1- المدخل في علم الباترولوجى - الآباء الرسوليون - القمص تادرس يعقوب - الإسكندرية 1991 م. 2- مدخل إلى الآباء الجزء الأول - الأب ميشال نجم - معهد البلمند - لبنان 1980 م. 3- سلسلة آباء الكنيسة (1) الآباء الرسوليون - تعريب مطران حلب ألياس معوض - منشورات النور لبنان 1970 م. 4- الآباء الرسوليون المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 56 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس كليمندس الروماني: سيرة - تعاليم - أقوال
أولًا: سيرته: 1- هويته: هناك آراء متضاربة عن هويته: الرأي الأول: هو أحد معاوني القديس بولس في الخدمة، فيلبى (3:4). الرأي الثاني: هو القنصل تيطس فلافيوس كليمندس، العضو في العائلة الملكية، حفيد الإمبراطور وابن عم الأمبراطور دومتيان، الذي أعدمه دومتيان عام 95، 96 بدعوى الكفر (قبوله المسيحية) ونفى زوجته دومتيلا إلى أحد الجزر. لكن غالبية المؤرخين رفضوا هذا الرأي. الرأي الثالث: هو إنسان شريف له قرابة مع القنصل كليمندس، من أصل يهودي. الرأي الرابع : قيل أنه عبدًا أو ابن عبد يهودي للقنصل المذكور، أعتقه فحمل اسم سيده. ![]() القديس كليمندس الروماني كان أسقف على كنيسة روما. خدم في كنيسة روما ما بين (92-101 م). ![]() الرسالة تُظهر صفات القديس كليمندس على النحو التالي: أ- شخصية قوية. ![]() ج- دارس ممتاز للعهد القديم. د- حامل للتقليد الرسولي. ه مُحبًا للكنائس المحلية. و- حريصًا على وحدة الكنيسة. ![]() أما عن نياحته، أيضًا تضاربت الأقوال: * ذكر جيروم أنه مات ميتة طبيعية، وقال عنه الكُتاب الأولون أنه تنيح بعد خدمة الأسرار المقدسة. * رأى آخر أنه استشهد ولكن لو حدث ذلك لما أغفله الكُتاب الأولون. * رأى يقول: أنه طرحوه في البحر ومات غرقًا عام 101 وذلك في عهد تراجان. ![]() 1- رسالة إلى كورنثوس 2- أعمال أخرى نُسبت إلى القديس * رسالة كليمندس المسماة الثانية. * رسالتان على البتولية. * القوانين الرسولية. * الإكليمنديات المزورة وهى مجموعة كتابات منسوبة للقديس كتبها جماعةُ من الآبيونيين الهراطقة. ![]() 1- سبب كتابة الرسالة: * حدثت حركة تمرد وعصيان في كنيسة كورنثوس، أراد بعض الغيورون أن يُغيروا أو يستبدلوا الإكليروس بآخرين، فطردوا كثيرين وأحدثوا قلق وتمرد بين الشعب. * المشكلة تتلخص في موقف البعض المريب تجاه ديمومة عمل الإكليروس في الكنيسة ظانين أن رسالة الإكليروس وعملهم الليتورجى يتوقف فقط على أعضاء الكنيسة. * بحسب رأى القديس كليمندس أن المشكلة سببها الغيرة والحسد التي ليست بحسب الحق والحماس الزائد لدى بعض الكورنثيون. 2- موقع الرسالة: * جاءت الرسالة في المخطوط الإسكندري للكتاب المقدس بعد سفر الرؤيا، كوثيقة آبائية لعصر تلى الرسل مباشرة. 3- مكانة الرسالة: * وتعتبر من أول الكتابات الآبائية التي احتلت مكانه خاصة في حياة الكنيسة الأولى وعبادتها. * أشار إليها ديونيسيوس الكورنثي عام 170 بأنه قد صارت هناك عادة قائمة منذ عدة سنوات أن تُقرأ رسالة كليمندس في الكنيسة في يوم الرب،كما كتب المؤرخ الكنسي يوسابيوس أن قراءة رسالة كليمندس في كثير من الكنائس صار أمرًا عامًا. 4- زمن كتابة الرسالة: كتبت الرسالة ما بين (95-98 م). 5- أقسام الرسالة ومحتوياتها: * الرسالة تنقسم إلى 65 فصل، تحتوى على نصائح ووصايا عملية لحياة المؤمنين في الكنيسة، في البداية يمدح القديس كنيسة كورنثوس لإيمانهم ثم بعد ذلك شخص الاضطرابات الحادثة في حضن كنيسة كورنثوس، أعطى نصائح كثيرة عن الطاعة والتواضع وحياة الوفاق والسلام وشدد على الخضوع للقيادة الكنسية وحث على التداريب الروحية ضاربًا أمثلة كثيرة من العهد القديم والجديد وفي آخر الفصول (4:59-61) هناك صلاة ليتورجية بلا شك من صلوات الكنيسة الأولى التي كانت موجودة آنذاك في روما والإسكندرية - وهى مثل ترنيمة أو نص شعري، وتعد أقدم صلاة ليتورجية في الكنيسة. أ - مقدمة الرسالة: * تذكرنا المقدمة في أسلوبها ومحتواها بمقدمات رسائل العهد الجديد: (من كنيسة الله التي في رومية إلى كنيسة الله التي في كورنثوس، إلى المختارين المتقدسين بإرادة الله ليسوع المسيح مخلصنا، فلتكثر نعمة الله الكلى وسلامه بيسوع المسيح). ب- القديس يمدح كنيسة كورنثوس: * يؤكد القديس في بداية رسالته على إيمان الكنيسة الراسخ وتقواها وفضائلها الغنية. * وكان لابد وهو يستعرض فضائلهم أن يشدد على خضوعهم للرؤساء وباحترامهم للشيوخ (فصل 3:1). * هنا نلاحظ طريقة معالجة مشاكل الرعية لا بإصدار قوانين جامدة أو صارمة بحكم موقعه كأسقف وهذا من حقه ولكن الأولوية دائمًا للتوجيه والإرشاد والاحتضان والتركيز على النقاط البيضاء التي تتميز بها الرعية. ج- معالجة المشكلة: * يعطى القديس كليمندس أمثلة من العهد القديم عن نتائج الحسد الظالم ويبدأ من أول شجار عرفته الإنسانية بين "قايين وهابيل" وانتهى بمقتل الأخير بيد أخيه قايين كل هذا بسبب الغيرة والحسد لأن الرب قبل تقدمة هابيل ورفض تقدمة قايين. الحسد الذي بسببه هرب يعقوب من وجه أخيه. بالحسد أُضطهد يوسف حتى الموت، وبالحسد أُجبر موسى على الهروب من وجه فرعون مصر... * ولا يكتفي كليمندس بذكر الأمثلة من العهد القديم بل يذكر أمثلة من العهد الجديد إذ يقول "أن الرسل العِظام هم المثل الأعلى الذي نضعه نصب أعيننا. إن بطرس حُسد لا مرة واحدة بل مرارًا وسبب له العذابات الكثيرة حتى إنتهى إلى الاستشهاد وذهب إلى المجد الذي أُعد له. الحسد والشقاقات سمحا لبولس ليبرهن كيف ننال جائزة الصبر" (فصل 3:5-5). * وسط هذه الأمثلة من العهد القديم والجديد وعهد الرسل يدعونا كليمندس إلى التوبة طالبين رحمة الله وصلاحه ولأن التوبة عنده عمل إيجابي يقوم به المؤمن، يشدد على ترك الأعمال البطالة والخصومة والحسد متخذين هذه الأمثلة قدوة لنا نحتذي بهم متعلمين منهم سر النصرة فأخنوخ مثال للطاعة ونوح للإيمان وإبراهيم للثقة في مواعيد الله ولوط لتقواه ومحبته لضيافة الغرباء. ويعطى القديس أروع تفسير للحبل القرمزي في قصة راحاب الزانية مُعلنًا أنه يرمز لدم يسوع المسيح الذي يعتق كل الذين يؤمنون ويرجون الله ويدعونا القديس بالتمثل بإيمان راحاب الزانية ومحبتها للغرباء لأن بهما خلصت. * ويستمر القديس في سرد تعاليم وأمثلة كثيرة مقنعًا كنيسة كورنثوس بأن التواضع الحقيقي هو مفتاح الحل لكل مشاكلنا معلًنا "أن المسيح هو مسيح المتواضعين" (فصل 1:16) وذاكرًا مقاطع كثيرة من إشعياء النبي عن اسحاق الرب وقبوله الآلام من أجلنا. * الكون نفسه عند كليمندس يعطى لنا درسًا في الطاعة إذ أن الشمس والقمر والنجوم تجتاز الطريق المرسوم لها بدون أي انحراف والأرض تخصب بحسب إرادته (الله) في الفصول المواتية، تعطى خيراتها بغزارة للإنسان والحيوانات وإلى كل الكائنات الحية فوق سطحها دون تردد ولا تغير شيئًا مما هو مرسوم لها.." (فصل 1:20-12). * ويحذر كليمندس من خطورة عدم الاستفادة من مراحم الله الكثيرة لئلا تصير مجالًا لدينونتنا. * في فصل 28 يرى القديس كليمندس أن الإيمان بالبعد الأسخاتولوجى يدفعنا لترك الأعمال الشريرة القذرة.... في الفصول السابقة (فصل 8) يؤكد على القيامة ويشرحها بأمثلة كثيرة ويأخذ أسطورة الطائر فينيكس Phoenix مثالًا توضيحيًا على القيامة وهنا لا يتردد القديس بأن يأخذ أمثلة خارج الكتاب حتى لو كانت قصة أسطورية معروفة لعصره لكي يبرهن بها على حقائق إيمانية مثل القيامة فالهدف هنا هو تقريب الفهم وليست القصة الأسطورية في حد ذاتها. * قبل أن يخاطب كليمندس بصفته أسقف له سلطة كنسية الذين سببوا فوضى وطردوا أناس من الإكليروس يشرح برفق معنى التسلسل الرسولي وديمومة الكهنوت ابتداءًا من فصل 41 موضحًا كيف أن الرسل بشرونا بيسوع المسيح أرسله الله. المسيح من الله والرسل من المسيح وكلاهما ينبعان من إرادة الله بترتيب منظم. هؤلاء الرسل أقاموا مختاري الروح القدس أساقفة وشمامسة ويضرب لهم مثل الخلاف الذي دار حول كهنوت موسى وكيف أن عصا موسى أفرخت وذلك لكي يفهموا أنه منذ البدء كان هناك رتبة كهنوتية مختارة من الله لتخدم الشعب والرعية وأنه لا سلطان لأحد بأن يطرد أو يبدل الإكليروس في الكنيسة. * يُظهر كليمندس سلطانه الرسولي مخاطبًا هؤلاء الذين سببوا هذه الفوضى بكل ثقة آمرًا: "يا من كنتم سببًا للفوضى اخضعوا لشيوخكم. أصلحوا نفوسكم بالتوبة احنوا ركب قلوبكم، تعلموا الطاعة (فصل 1:53-3). * والعبارة الأخيرة تشخص الداء والسبب الحقيقي لكل هذه الفوضى وهى الشهرة والكبرياء وطلب المجد الباطل لذلك يحذرهم القديس من أنه لا جدوى لخلاصهم خارج الرجاء المسيحي حتى لو أصبحوا مشهورين. ![]() من الرسالة نورد بعض الأقوال الجميلة للقديس كليمندس الروماني: * كنتم تنتبهون إلى نفوسكم وتحتضنون كلام الرب في قلوبكم وتضعون نصب أعينكم آلامه (فصل 2-1). * المسيح هو مسيح المتواضعين (فصل 16-1) * " فلندن منه بروح نقية ولنرفع نحوه الأيادي النقية التي لا دنس فيها ولنحب هذا الآب الرؤوف الرحيم الذي جعلنا من مختاريه" (كليمندس الروماني فقرة 29). _____ (*) المراجع: 1- المدخل في علم الباترولوجى - الآباء الرسوليون - القمص تادرس يعقوب - الإسكندرية 1991 م. 2- مدخل إلى الآباء الجزء الأول - الأب ميشال نجم - معهد البلمند - لبنان 1980 م. 3- سلسلة آباء الكنيسة (1) الآباء الرسوليون - تعريب مطران حلب ألياس معوض - منشورات النور لبنان 1970 م. 4- الآباء الرسوليون المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 57 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس إغناطيوس الأنطاكي: سيرة - تعاليم - أقوال أولًا: سيرته: ليس لدينا أية مصادر عن حياته إلا من رسائله: 1- بيئته:نما وتربى في بيئة وثقافة على الأكثر يونانية، كما يتضح من أسلوبه اللغوي العميق في رسائله. فنصوص أغناطيوس تظهر لا ثقافة عالية فقط لكن موهبة قيمة في الكتابة. ويميل أسلوبها إلى الشعر. 2- تعليمه:وفي أنطاكية (حاليًا على الحدود بين تركيا وسوريا) تعرف أغناطيوس على العلوم الفلسفية والدينية السائدة في عصره. 3- وظيفته:كان القديس أغناطيوس ثانى أسقف لأنطاكية. بدأ أسقفيته في سنة 70 م. علاقته بالآباء الرسل أكيدة. غير معلوم كم كان عمره وقت سيامته أسقفًا. غير أنه من المؤكد أن مهابته وسلطته الروحية قد تجاوزت حدود أنطاكية إلى كل منطقة سوريا، وبلغت شهرته أبعد من ذلك أيضًا. وهذا يتضح من الاحترام الشديد والثقة غير المحدودة التي كان يكنها له كل مسيحيي آسيا الصغرى وروم. 4- استشهاده:أثناء الاضطهاد الذي شنه تراجان (98-117) الإمبراطور الروماني قبض عليه وحُكم عليه بالموت كفريسة للأسود في كولوسيوم روما. لا نعرف بالضبط متى كان هذا، لكن بالتأكيد بين عاميّ 107-117 م. وهكذا أقتيد أغناطيوس إلى روما محاطًا بالحراس الذين أطلق هو نفسه عليهم اسم " النمور " لسوء معاملتهم له. وفي أثناء رحلته هذه إلى روما توقف في مدن آسيا الصغرى فلادلفيا، سميرنا، طروادة، والتي منها أكمل رحلته عبر فيلبى (مكدونية) دراخويا (ألبانيا)، وبرنيزى (إيطاليا). وفي روما صار طعامًا للأسود بعد أن توسل إلى مسيحيي روما أن لا يبدلوا طريقة شهادته هذه بطريقة أخرى. 5- لقب حامل الإله:أطلق القديس أغناطيوس لقب "حامل الإله" على نفسه لكنه لم يعطى لذلك تفسيرًا، فحسب التقليد كان هو ذلك الطفل الذي أقامه المسيح بين يديه كمثال للبراءة والصلاح (مت 1:18). * كما أن هناك تفسيرًا آخر حسب التقليد أيضًا يقول إن المسيحيين شاهدوا بعد استشهاده اسم المسيح ظاهرًا على صدره. * غير أنه من الواضح أن أغناطيوس أطلق على نفسه هذا الاسم لأنه عاش حياته في المسيح في قناعة عميقة بعلاقة حية وشركة مع الرب يسوع. ![]() 1- نظرة عامة: القديس أغناطيوس الأنطاكي (حامل الإله) هو أول أب ومعلم للكنيسة: * وهو أول لاهوتي عظيم من بعد الرسل. فما تحمله كتاباته وتعاليمه من حقيقة وإقناع وموضوعية تعطى عنه انطباعًا حقيقيًا كرجل ينتمي لعصر الآباء الرسوليين. * وبواسطة القديس أغناطيوس استطاعت الكنيسة أن تتقدم في البناء اللاهوتي لمسيرتها وأن تواجه المشاكل لا بشكل مؤقت (كليمندس) ولا بشكل عملي (الديداكية) لكن وفي الأساس بشكل لاهوتي. فلقد تأسس إذن بواسطة القديس أغناطيوس المبدأ الذي أصبح ساريًا في تاريخ الكنيسة كلها ألا وهو من المشاكل الحساسة يجب أن تواجه بحلول لاهوتية لكي تتضح الحقيقة المتعلقة بهذه الأمور. ![]() * ففي شخص القديس أغناطيوس تخطو الكنيسة بالفعل مرحلة الحلول السهلة التي اعتمدت على الأخلاق والفضيلة والتي انبثقت من اليهودية واليونانية، بل وعلى نطاق أوسع أثبت أغناطيوس أن اللاهوتي المسيحي يستطيع استخدام اللغة الفكرية لعصره (يهودية غنوسية يونانية) بدون أن يتأثر بها جوهريًا. فاللاهوت الكنسي له طريقه الخاص بافتراضاته وأهدافه والتي يستطيع المرء أن يلتمسها في إطار الحق الكنسي. * وهكذا عبر القديس أغناطيوس أو (الكنيسة كلها في شخصه) نهائيًا المناخ اليهودي وتقدم نحو إيجاد تعاليم أخرى هي تعاليم لاهوتية عن الكنيسة، تلك التعاليم التي لا تحوى ما يمكن تسميته بلغة العصر بـ"اللاهوت المدرسي" في عرض المعاني والموضوعات. ![]() يمكن تقسيم تعاليمه اللاهوتية إلى النقاط الآتية: أ - ما يختص بخدمة الأسقف وعمله.* ولقد انشغل القديس أغناطيوس بالموضوع الأول لأن كثير من المؤمنين اعتقدوا بأنه من غير الضروري أن يشتركوا في الإفخارستيا التي يقيمها الأسقف المحلى وبالتالي فأن المؤمنين تشككوا وترددوا في قبول فرادة مسئولية الأسقف المحلى المطلقة، وعليه أقدموا على تكوين جماعات تقسم الكنيسة، وإقامة قداسات خاصة بهم. * وهكذا كان يمكن أن يصبح الأسقف وخدمته الرعوية (كأسقف) في الكنيسة خدمة ظاهرية بدون أساس لاهوتي (بل وصار هذا الأمر مشكلة كبيرة منذ وقت كليمندس الروماني). *لقد واجه القديس أغناطيوس هذه المشكلة بطريقة جذرية ولاهوتية وذلك بتوضيح ارتباط شرعية الإفخارستيا بالأسقف. ذلك أن الأسقف "مرتبط" بالمسيح وعليه يجب أن يرتبط المؤمنين بالأسقف فدور الأسقف في الكنيسة لا يمكن لآخر أن يقوم به وذلك لأنه يعمل فيها كممثل لله حيث أنه هو "مثل للآب" (ترالة 1:3) وهو استمرار لعمل الرب والرسل. ب - ما يختص بوحدة الكنيسة* إهتم بموضوع وحدة الكنيسة. ففي شخص الأسقف -حسب رأيه- تكون وحدة الكنيسة الاعتبارية والحقيقية فارتباط الإنسان بالله يحتم عليه ارتباطه بشخص الأسقف وهو في نفس الوقت دليل على أرتباط هذا الإنسان بالكنيسة، ولو لم يكن لدينا هذا الارتباط بين المؤمنين والأسقف لم يكن لدينا بالتالي "الكنيسة الجامعة" (فحيثما يكون الأسقف، فهناك الرعية، كما أنه حيثما يكون المسيح فهناك تكون الكنيسة الجامعة) " سميرنا 8". * والقديس أغناطيوس هو أول كاتب كنسي يستخدم التعبيرات الآتية ذات الأهمية الكبرى في علم اللاهوت مثل "الكنيسة الجامعة"، "المسيحية" (مغنيسيا 3:10) أيضًا تعبير " الإنجيل" (سميرنا 2:7) وذلك لوصف النصوص التي كتبها البشيرون الأربعة. ج- حقيقة سر الإفخارستيا* كانت تعاليمه عن حقيقة سر الإفخارستيا لمواجهة الأفكار الخاطئة للدوستيين والتي اخترقت الكنيسة ونادت بأن آلام السيد المسيح كانت آلام ظاهرية فقط،فقد علّم أغناطيوس بأن آلام السيد المسيح الفعلية وقيامته هي حتمية جوهرية لحضور المسيح الفعلي في الإفخارستيا. ويصف القديس أغناطيوس واقعية وحقيقة العلاقة -بصفة عامة- بين المؤمن والمسيح والتي تصبح في الإفخارستيا "اتحادًا" بالفعل بأنها "الواقعية الإفخارستية" أو "الحقيقة الإفخارستية". ملاحظات على تعاليمه اللاهوتية:* لم يكن أغناطيوس أول أب ومعلم للكنيسة فحسب بل كان أول كاتب كنسي يعتمد في تعاليمه اللاهوتية وكتاباته على استنارة وقيادة الروح القدس له. * فالتعاليم اللاهوتية للقديس أغناطيوس تحتم بالتالي، لا الاهتمام الشخصي فقط بالمشاكل الحيوية للمؤمنين، لكن أيضًا وجود استنارة الروح القدس. * وبصفة عامة فكتابات القديس أغناطيوس تمثل خطوط هامة وجريئة في مسيرة حياة الكنيسة وعلى عكس كتابات كليمندس والديداكية، فهنا نلاحظ وضوح ترتيب الرتب الكنسية وذلك لأنه ولأول مرة يظهر تميز عمل كل من الأسقف والقس والشماس. وأيضًا فإن فكرة مجيء المسيح العاجل والتي كانت منتشرة في القرن الأول نجدها قد تراجعت تمامًا في التعاليم اللاهوتية الخاصة بوحدة الإنسان مع المسيح. والعهد الجديد يصبح المصدر الأساسي للكتاب الكنسيين والتعاليم الخاصة بشخص المسيح هي أشمل وأعمق. ![]() كتب القديس أغناطيوس سبعة رسائل في أواخر أيام حياته: * والرسائل هي: الرسائل إلى أهل أفسس، إلى مغنيسية، إلى ترالة، وإلى أهل رومية كُتبت من سميرنا (أزمير). أما الرسائل إلى فلادلفيا وسميرنا والرسالة إلى بوليكاربوس فكُتبت من طروادة (ترواس). * أول من حدثنا عن نصوص هذه الرسائل هو بوليكاربوس أسقف سميرنا والتي أرسلها (ماعدا رسالة رومية) إلى أهل فيلبى (فيلبى 2:13). * وهناك رسائل أخرى تنسب إلى القديس أغناطيوس، ولكنها ترجع إلى القرن الرابع وليست من كتاباته. ![]() أ- أعطت تلك الرسائل تقديرًا واحترامًا عظيمين للقديس أغناطيوس كأول لاهوتي عظيم من بعد الرسل وأول أب ومعلم للكنيسة. ب- أوضحت الرسائل أنه له خبرة واسعة في الكتابة من قبل. فالرسائل تعكس فكرًا عميقًا وواسعًا وأيضًا فرادة وسبقًا في التعبير عن هذا الفكر، وعن مقدرة في استخدام الأساليب اللغوية. ![]() مفهومها، وخصائصها وصفاتها عند القديس أغناطيوس. أ- الكنيسة هي الصورة المنظورة كنموذج لملكوت الله الأبدي غير المنظور: * افعلوا كل شيء تحت رئاسة أسقفكم كرمز لله والقسوس كرمز لمجمع الرسل والشمامسة كمؤتمنين على خدمة يسوع المسيح، الذي إذ هو مولود من الآب قبل الدهور، فهو الله الكلمة، الابن وحيد الجنس، ويظل كما هو إلى الأبد، لأنه ليس لملكه نهاية. لا تدعو شيئًا ينسل إلى داخلكم ليفرقكم، بل اتحدوا مع أسقفكم ورؤسائكم وليكن اتحادكم "رمز وأمثولة للخلود" (مغنيسية 6). * لا يجب أن تكون حداثة أسقفكم مدعاة لكثير من الألفة معه. عليكم أن تحترموا فيه كمال قوة الله. إن شيوخكم القديسين يقفون من أسقفكم موقف الإجلال. إنهم لا يستغلون حداثته الظاهرة، بل يخضعون له مستوحين في ذلك حكمة الله. ماذا أقول، إن طاعتهم لا توجه إليه إلى الله أسقفنا جميعًا، إلى آب يسوع المسيح. يجب أن تكون طاعتنا خالية من كل شائبة، لأن احترامنا هو لله الذي أحبنا. فإذا خدعنا الأسقف فإننا نكذب على الأسقف غير المنظور. وفي هذه الحالة، عملنا ليس مع إنسان بل مع الله، الذي يعرف كل الأشياء الخفية (مغنيسية 3). * من هذه العبارات يبدو كيف أن القديس أغناطيوس ينظر إلى الكنيسة المنظورة من خلال ملكوت الله غير المنظور ولذلك يستعمل العبارات التالية: * الأسقف رمز الله. * القسوس رمز لمجمع الرسل. * الشمامسة خدام ليسوع المسيح. * الاتحاد (في الكنيسة) رمز وأمثولة للخلود. * عبارة "كمال قوة الله" التي ينعت بها الأسقف. * الطاعة للأسقف هي طاعة لله. * الله أسقفنا جميعًا. * التعامل مع الأسقف المنظور هو تعامل مع الأسقف غير المنظور أي الله، فعملنا إذن ليس مع إنسان بل مع الله. ب - توصف الكنيسة تحت رئاسة الأسقف بأنها " كنيسة جامعة ": * اتبعوا جميعكم الأسقف كأتباع يسوع المسيح، والكهنة كاتباعكم للرسل، وأما الشمامسة فاحترموهم كناموس الرب. لا يفعلن أحد منكم شيئًا يتعلق بالكنيسة بدون إرادة الأسقف. سر الشكر هو السر الذي يتممه الأسقف أو من أوكل إليه ذلك،حيث يكون الأسقف هناك يجب أن تكون الرعية، كما أنه حيث يكون المسيح هناك تكون الكنيسة الجامعة. بدون الأسقف لا يجوز العماد ولا ولائم المحبة. ما يوافق عليه الأسقف هو المقبول عند الله، وكل ما يفعله يكون شرعيًا (أزمير 8). * وهكذا سجل الكرسي الأنطاكي - فيما يقول المطران اسحق ساكا، هذه المأثرة الخالدة في تاريخ الكنيسة، وأعلن على العالم المسيحي "الكنيسة المسيحية الجامعة". * وفي شرح موضوع " الكنيسة الجامعة عند القديس أغناطيوس، يقول الأب يوحنا رومانيدس: إن كل فرد يصبح عضوًا في جسد المسيح روحيًا وجسديًا في زمن معين ومكان محدد بحضور الذين سينضم إليهم، أي أولئك الذين سيشتركون في الخبز الواحد لا يتم على نحو عام، بل محليًا فقط. لكن هناك مراكز ليتورجية متعددة كل منها يكسر الخبز الواحد، إذ لا توجد أجساد متعددة للمسيح. بل يوجد جسد واحد له. إذن كل جماعة بامتلاكها ملء الحياة الليتورجية لا ترتبط بالجماعات الأخرى بمشاركة أكبر في الحياة الإفخارستيا المحلية، لكن بوحدة وجود المسيح.... (حيث يكون المسيح هناك تكون الكنيسة الجامعة). ![]() من خلال رسائله نقتطف هذا النص الرائع ليوضح من هو القديس أغناطيوس: * ".... إنني ذاهب بملء رضاي إلى الموت لأجل الله، راجيًا ألا تقفوا عائقًا في سبيلي أتوسل لكم ألا تكون شفقتكم في غير وقتها المناسب. دعوا الوحوش تأكلني لأني عن طريقها سأصل إلى الله، أنا حنطة الله أطحن تحت أنيابها لأصبح خبزًا نقيًا للمسيح. هيجوا هذه الوحوش الضارية لتكون ضريحي، ولا تترك شيئًا من جسدي لئلا أثقل على أحد في رقادي الأخير. حينئذ أصبح تلميذا حقيقيًا ليسوع المسيح عندما لا يرى العالم جسدي. صلوا إلى المسيح لأجلى حتى أغدو بفضل الوحوش الضارية ضحية إلهي. لا أمركم مثل بطرس وبولس، فهما رسولان وأنا محكوم علىّ بالموت هما طليقان، وأنا عبد أسير. لكن إذا تألمت، أعتقني يسوع المسيح، وفيه سأقوم حرًا. أما الآن فقد تعلمت ألا أشتهى شيئا" (القديس أغناطيوس الثيوفورس من رسالته إلى رومية فقرة 4) _____ (*) المراجع: 1- المدخل في علم الباترولوجى - الآباء الرسوليون - القمص تادرس يعقوب - الإسكندرية 1991 م. 2- مدخل إلى الآباء الجزء الأول - الأب ميشال نجم - معهد البلمند - لبنان 1980 م. 3- سلسلة آباء الكنيسة (1) الآباء الرسوليون - تعريب مطران حلب ألياس معوض - منشورات النور لبنان 1970 م. 4- الآباء الرسوليون المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 58 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس بوليكاربوس سيرة - تعاليم - أقوال أولًا: سيرته: 1- ميلاده: * عندما حوكم قال " أن له 86 سنة يخدم المسيح"، وهذا يعنى أن عمره عندئذ كان يتجاوز المائة عام. وإذا علمنا أن المحاكمة كانت حوالي سنة 156 م. فيكون ميلاده حوالي سنة 50 م. على اعتبار أنه آمن بالمسيح في سن الشباب أي حوالي سنة 70 م. 2- تلمذته:* عاصر بوليكاربوس يوحنا الرسول وتتلمذ على يده وعرف الذين عاينوا الرب وسمعوا كلماته ورددوها على مسمعه فثبت عنده أن التعليم الحقيقي هو التعليم المأخوذ عن الرسل. 3- وظيفته:* وأن الرسل أقاموه أسقفًا على أزمير (سميرنا)، (ضد الهرطقات 3:3-4). 4- مكانته:![]() * بوليكاربوس "رجل رسولي" من جهة التاريخ كما من جهة التعليم. لذلك اتخذه إيريناؤس حجة لا ترد لتثبيت تقليد الكنيسة في مواجهة البدعة الغنوسية، قال إيريناؤس عنه أنه قابل مرقيون الغنوسى يومًا فلما سأله مرقيون: "أتعرفني؟" أجابه بوليكاربوس "طبعًا إني أعرف بكر الشيطان" (ضد الهرطقات 3:3،4). * وجه إليه أغناطيوس الأنطاكى "حامل الإله" إحدى رسائله الشهيرة وهو في طريق الاستشهاد (سنة 110 م). ويظهر من هذه الرسالة تقدير أغناطيوس الكبير لبوليكاربوس ووصفه بأنه "رجل رسولي، وراع صالح حقيقي" ولذلك وثق به واسند إليه رعاية قطيعه في أنطاكية. 5- استشهاده:* وصلنا خبر استشهاد بوليكاربوس في رسالة أرسلتها كنيسة أزمير إلى كنيسة فيلوميليوم بفريجيا الكبرى سنة 156 م. بآسيا الصغرى. فلما اشتعل الاضطهاد ضد كنيسة أزمير وثبت أبناؤها على الإيمان أوغر الحقد صدور الوثنيين وطلبوا إحضار أسقف أزمير بوليكاربوس. كان بوليكاربوس قد خرج من المدينة بناء على إلحاح الشعب وكان في بيت بالقرب منها، ووشى به أحد الخدام. لما سمع بوليكاربوس صوت وصول الشرطة نزل ليتحدث معهم، أما هم فأعجبوا بشجاعته وشيخوخته. وأمر بوليكاربوس بتقديم الطعام والشراب لهم فورًا رغم تأخر الوقت ليلًا، وطلب منهم مهلة ليصلى. فأمهلوه، فوقف يصلى ساعتين بصوت مسموع. * ولما أحضروه إلى الملعب وطلب منه الوالي أن يجدف على المسيح "يسوع أناثيمًا" (1كو3:12) أجابه بوليكاربوس: "86 سنة وأنا أخدم المسيح ولم يسئ إلى قط فكيف أجدف على ملكي الذي خلصني؟". * ولما ألح عليه الوالي أن يحلف بحياة قيصر أجاب: "أنا مسيحي، أما إذا كنت تريد أن تعرف تعاليم المسيحية فعين لي يومًا لكي أشرحها لك". * وهدده الوالي بالوحوش فرحب بوليكاربوس، ثم هدده بالنار فرد بوليكاربوس: "أنت تهدد بنار تحرق لوقت قصير وتُطفأ سريعًا ولكنك لا تعرف نار الدينونة الآتية التي تنتظر الأشرار فهى نار أبدية. هيا لا تتوانى ونفذ ما تريده. * كانت كلماته مملوءة بالشجاعة والفرح، وتشع النعمة من وجهه، ولم يبد عليه أثر للاضطراب. ولما أعلن المنادى ثلاث مرات وسط الملعب أن بوليكاربوس أعترف أنه مسيحي صرخ جمهور الوثنيين واليهود الذين من سميرنا: "هذا هو معلم آسيا وأب المسيحيين ومحطم آلهتنا". وطلبوا جميعًا أن يُحرق بوليكاربوس حيًا. * ربطوه في عامود. وعندما حاولوا تسميره قال لهم "دعوني حرًا لأن الذي أعطاني القوة لملاقاة النار دون اضطراب سوف يعطيني القوة لأظل فيها دون أن أتحرك وبدون أن تشدنى المسامير". وأما هو فنظر إلى فوق إلى السماء وقال: "أيها الرب الإله ضابط الكل أبا ابنك المحبوب المبارك يسوع المسيح، الذي به تقبلنا معرفة كاملة لك يا إله الملائكة والسلاطين وكل الخليقة وكل عشيرة القديسين الذين يعيشون في حضرتك. أباركك لأنك أهلتني لهذا النهار ولهذه الساعة، كيما اشترك في كأس مسيحك مع عداد الشهداء، وأقوم للحياة الأبدية بالنفس والجسد في عدم الموت الذي للروح القدس. ليتك تقبلني اليوم مع شهدائك لأكون أمامك ذبيحة ثمينة ومرضية أمامك، كما سبقت وأعددتها وأعلنتها وتممتها أيها الإله الحق الذي لا يكذب ولذلك أسبحك لأجل كل هذه الأمور، أباركك وأمجدك في رئيس الكهنة الأعظم الأبدي السماوي يسوع المسيح ابنك الحبيب الذي به لك المجد معه ومع الروح القدس الآن وإلى الدهور الآتية" آمين. * وبعد ذلك أشعلوا النار فارتفعت النار مثل قوس وأحاطت بجسد الشهيد مثل حائط وخرجت منها رائحة زكية كبخور أو عطور نادرة.. وأخيرًا طعنه جلاد بحربة فظهرت حمامة من الجسد وسالت دماء كثيرة حتى أطفأت النار. وكان استشهاده يوم 22 فبراير 156 م. ![]() * تعاليم بوليكاربوس نجدها في رسالته التي كتبها إلى كنيسة فيلبى وهى الرسالة الوحيدة التي حُفظت من بين الرسائل التي كتبها إلى سائر الكنائس كما يعرفنا بذلك القديس إيريناؤس تلميذه إذ قال "هناك رسالة كتبها بوليكاربوس إلى كنيسة فيلبى تطلعنا على ميزة الإيمان وكرازة الحق" (ضد الهرطقات 3،4). ![]() التعاليم التي تحتويها هذه الصلاة: 1- فهو يفرح فرحًا عظيمًا في المسيح بإيمان أهل فيلبى القوى ويستخدم عبارات الرسول بطرس "وإن كنتم لا ترونه لكن تؤمنون به بفرح عظيم لا يُنطق به" (انظر 1بط8:1) كما استخدم عبارة بولس: "بالنعمة انتم مخلصون" (أف5:2). 2- ويؤكد على الإيمان بقيامة المسيح ويقول إن الآب سيسأل الناس الذين يرفضون الإيمان بابنه، عن دمه وأنه سيقيمنا مع المسيح ويقتبس كثيرًا من وصايا الرب في الموعظة على الجبل (انظر رسالة فيلبى فقرة 2). 3- وفي فقرة 3 يتحدث عن الإيمان والرجاء والمحبة ويذكر أن المحبة لله والقريب تسبق الإيمان والرجاء "فمن كانت عنده المحبة يتفادى الخطية" (فيلبى 3). 4- ويحذر بوليكاربوس من محبة المال أصل كل الشرور لأننا لم ندخل العالم بشيء ولا نستطيع أن نخرج منه بشيء (أنظر فقرة 4 من الرسالة). 5- ويذكر بوليكاربوس واجب الزوجات أن يحببن أزواجهن بكل أمانة،أما الأرامل فيقول عنهن أنهن مذابح الله وينبغي أن يرفعن الصلوات دون انقطاع لأجل جميع الناس. 6- ويحث الشباب أن يكونوا بلا عيب حافظين الطهارة وليخضعوا للقسوس والشمامسة كخضوعهم للآب والمسيح. أما العذارى فليعشن بضمير نقى بلا عيب (فقرة 5). 7- ويحث القسوس على الرأفة بالجميع وليرشدوا الضالين ويفتقدوا المرضى وليهتموا بالأرامل والأيتام والفقراء وليتجنبوا العثرات والإخوة الكذبة. 8- ويوصى بالصلاة لأجل الملوك والرؤساء "ولاسيما الذين يضطهدونكم وأيضًا لأجل أعداء الصليب لكي تكون ثماركم ظاهرة لكل الناس وتكونوا كاملين في المسيح يسوع" (فقرة 12). 9- تعاليمه عن التجسد: ويؤكد على تعليم الرسول يوحنا عن التجسد فيقول "من لا يعترف بأن يسوع المسيح قد جاء في الجسد فهو ضد المسيح، ومن لا يعترف بشهادة الصليب فهو من الشيطان، وكل من يفسد معاني كلمات الرب لتتفق مع شهواته ويقول لا قيامة ولا دينونة فهو بكر الشيطان (فقرة 7). فهو بهذا يرد على بدعة "الخيالية" ويحث على القناعة التي تؤهلنا للصلاة ولنثابر على الأصوام متضرعين إلى الله أن لا يخضعنا للتجربة (أنظر فقرة 7). 10- ويحث على الإقتداء بصبر المسيح والشهداء والرسل وجميع الذين تألموا معه "ولم يحبوا هذا الدهر بل أحبوا الذي مات عنهم وقام من أجلنا" (أنظر فقرة 8،9). 11- كما يوصى بوليكاربوس بالمحبة الأخوية واحتمال الآخرين بلطف الرب وعدم احتقار أحد وعدم تأجيل البر عن الاستطاعة (أنظر فقرة 10). 12- ويظهر من الرسالة تواضع بوليكاربوس الشديد فيقول في فقرة 3 أنه لم يكتب عن البر من تلقاء نفسه بل "أنتم دفعتموني إلى ذلك"، أما في فقرة 12 فيقول لأهل فيلبى أنهم أكثر منه مهارة في معرفة الكتب المقدسة وأنه ليست له هذه الموهبة. ![]() 1- الإله الذي يلجأ إليه وقت الاستشهاد هو الإله ضابط الكل والقادر على كل شيء. والقدرة الكلية صفة الله الملازمة لشخصه في الكتاب المقدس، وهو يلجأ إليه مسلمًا ذاته له ملقيًا كل اتكاله على قدرته. 2- هذا الإله القدير ضابط الكل هو "أبو يسوع المسيح"، "ابنك المحبوب المبارك"، "فالاعتراف بالله أبًا وبالمسيح ابنًا له يربط العهد الجديد بالقديم ويجمع الإيمان بوحدانية الله مع الإيمان بسر الثالوث المسيحي". ويتردد هذا الاعتراف بالآب والمسيح ابنه كثيرًا في رسائل الرسول بولس وفي رسالة بطرس الأولى التي اقتبس منها بوليكاربوس عدة مرات في رسالته. 3- يوضح بوليكاربوس في صلاته أننا نلنا معرفة الله، بالمسيح الذي كشف لنا سر الآب. وبالمسيح يشرب الشهيد كأس آلامه ويحصى في عداد الشهداء ويصير ذبيحة مرضية لله فيبلغ إلى قيامة الحياة الأبدية بالنفس والجسد في عدم الموت، وذلك بالروح القدس ويسبح بوليكاربوس الله لأجل كل هذه الأمور أي صيرورته ضمن الشهداء، وذبيحة مقدمة أمام الله. * ويختم بوليكاربوس صلاته بأن يقدم تمجيده وشكره للآب "في رئيس الكهنة الأعظم الأبدي السمائي يسوع المسيح ابنك الحبيب". وينهى صلاته بتمجيد الثالوث الآب والابن والروح القدس إذ يقول "ابنك الحبيب الذي به لك المجد معه ومع الروح القدس الآن وإلى كل الدهور آمين. ![]() من أقواله الجميلة: * 86 سنة وأنا أخدم المسيح ولم يسئ إلى قط فكيف أجدف على ملكي الذي خلصني؟ * دعوني حرًا لأن الذي أعطاني القوة لملاقاة النار دون اضطراب سوف يعطيني القوة لأظل فيها دون أن أتحرك وبدون أن تشدني المسامير. _____ (*) المراجع: 1- المدخل في علم الباترولوجى - الآباء الرسوليون - القمص تادرس يعقوب - الإسكندرية 1991 م. 2- مدخل إلى الآباء الجزء الأول - الأب ميشال نجم - معهد البلمند - لبنان 1980 م. 3- سلسلة آباء الكنيسة (1) الآباء الرسوليون - تعريب مطران حلب ألياس معوض - منشورات النور لبنان 1970 م. 4- الآباء الرسوليون المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 59 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الديداكية: تعاليم الرب للأمم كما نقله الرسل الأثنى عشرة
أولاُ اكتشاف: الديداكية * نص الديداكية تم اكتشافه من قبل المطران فيلوثيوس فريينيوس سنة 1883 في مجموعة قوانين 1056. ![]() كاتب نص (الديداكية) غير معروف ![]() * أما عن زمن كتاب هذا النص فهناك اختلاف بين الباحثين حول زمن الكتابة، البعض وضعه بين سنة 50-70، والبعض الآخر بين 60-70، والبعض الآخر بعد سنة 110 م. ![]() * وقد وجدت بعض مقتطفات لهذا العمل باللغة اليونانية وترجمة باللغة الچورچية ومقتطفات قبطية وترجمة أثيوبية. ![]() * وأهمية هذا النص وُجدت في الجزء الثاني منه والتي يؤكد فيها الكاتب أن الكنيسة قد عانت من الأنبياء الكذبة وأنها احتاجت لمعايير محددة لتمييز الأنبياء الحقيقيين والذين صاروا إلى حد كبير قليلون جدًا. العنصر الهام والشخصي الذي يقدمه الكاتب في هذا العمل هو تلك الوصية "ارسموا من هؤلاء أساقفة وشمامسة يكونوا مستحقين للسيد الرب لكي يخدمونكم خدمة الأنبياء والمعلمين"،وعليه فإن الديداكية بهذه الوصية عن رسامة الأساقفة تُظهر أن الكنيسة قد مرت من عصر الرسل إلى عصر الرعاة الثابتين أو المستمرين في أماكنهم وواضح أن هذا الانتقال قد تم بلا شك بصعوبات ومتاعب كثيرة. ![]() ![]() الباحثون يقسمون الديداكية إلى أربعة أقسام: 1- ملخص تعاليم أخلاقية من فصل 5-6 يبدأ بوصف عن الطريقين (الحياة والموت) وهو موجه للأمم والموعوظين. 2- القسم الثاني من فصل 7-10 يعرض لإرشادات عن الأسرار - الصلاة - الطقوس وأهم جزء في الديداكية الفصول 9، 10، 14 والتي تتحدث على سر الإفخارستيا. 3- القسم الثالث من فصل 11-15 يتحدث عن العلاقات بين الكنائس ويميز المعلمين الحقيقيين من الكذبة وفصل 14 يتحدث عن سر الإفخارستيا يوم الأحد. 4- القسم الرابع يحتوى على نصائح للتيقظ والسهر وانتظار الدهر الأتي. _____ (*) المراجع: 1- بروفيسور بانيوتى خريسوستومس " البترولوﭽيا اليونانية ج3" 2- بروفيسور خريستوس كريكونيس " الآباء الرسوليون". 3- بروفيسور فاسيلى بسفتونجاس " مختارات لأعمال آبائية " 4- الخريدة النفيسة. 5- الآباء الرسوليون - منشورات النور. 6- بروفيسور بورذوراموس أكانثوبلس " القانون الكنسي " 7- ستليانوس بابا دبلوس - باترولوﭽيا ج1 8- الآباء الرسوليون المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 60 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() بابياس أسقف هيرابوليس سيرة - تعاليم - أقوال أولًا سيرته: 1- ميلاده: (وُلد ما بين 60، 70 م.). 2- تلمذته: ويوسابيوس القيصرى يرى الأول أن بابياس تلميذ القديس يوحنا الحبيب، ورفيق القديس بوليكاربوس أسقف أنطاكية. 3- وظيفته: صار أسقفًا على هيرابوليس في فريجية بآسيا الصغرى. ![]() 1- يذكر القديس إيريناؤس المعاصر له أنه وضع كتاب ذو خمسة مقالات، في نهاية حياته ما بين عام 130، 140 م. وقد مدح هذا العمل جدًا إذ تطلع إليه أنه على اتصال بأزمنة الرسل. قد وُجد هذا العمل حتى القرن الرابع عشر ما لم يكن بعد ذلك، لكنه لم يُعثر بعد على نسخة. وذلك لأن بابياس تلميذ القديس يوحنا الحبيب عمد إلى جمع التقليد الذي تلقاه من أفواه من وعى أحاديث الرسل والتلاميذ، فوضع كتابه هذا ذا الخمسة مقالات في "تفسير كلام الرب". 2- كتاباته وأفكاره غالبًا من خلال كتابات القديس إيريناؤس. 3- اهتمامه بالتقليد: بابياس سجل لنا تفضيله (الصوت الحي) عن الكتب: * مع ما لهذا العمل من عيوب لكنه يحمل قيمة خاصة من جهة اهتمامه بالتقليد بما يحويه من تعليم الرسل الشفوي. * فقد لخص بابياس عمله هذا في المقدمة قائلًا: "لا أتردد في أن أضيف ما تعلمته وما أتذكره جيدًا من تفاسير تسلمتها من الشيوخ، لأني واثق من صحته تمامًا. أنا لم أفرح، كمعظم الناس، بالذين قالوا أشياء كثيرة بل بمن يعلمون الحق، ولا أفرح بمن يرددون وصايا الآخرين، بل بأولئك الذين أعادوا ما أعطاه الرب للإيمان واستقوا من الحق نفسه. وإذا جاءني أحد ممن تبع القسوس نظرت في كلام الشيوخ مما قاله أندراوس أو بطرس أو فيلبس أو توما أو يعقوب أو يوحنا أو متى أو أحد تلاميذ الرب، أو أرستون أو يوحنا الشيخ. فإنني ما ظننت أن ما يُستقى من الكتب يفيدني بقدر ما ينقله الصوت الحي الباقي" هكذا يهتم بابياس بصوت التقليد الشفوي الحي الذي سُلم خلال تلاميذ الرب بكونه صوتًا إنجيليًا يعلن عن الحق. ويلاحظ في هذا النص الأتي:1- استخدم كلمة شيوخ هنا بالمعنى العام كقول Lightfoot ليشير إلى آباء الكنيسة في الجيل السابق له. ![]() 2- كرر اسم "يوحنا" مرتين، الأولى مع بطرس ويعقوب ومتى وبقية الرسل، والآخر خارج دائرة الرسل ذكره بعد أرستيون، الأول القديس يوحنا الإنجيلي والثاني شخصية مشهورة، وقد وجدت في أفسس مقبرتان باسم يوحنا حتى أيام يوسابيوس القيصري. لم يتوخ بابياس الدقة، خاصة في أمرين: أ- حسب القديس مرقس الإنجيلي مترجمًا للقديس بطرس، وقد فند قداسة البابا شنودة الثالث في كتابه "القديس الإنجيلي ناظر الإله مرقس" هذا الرأي. ب- أنتقد يوسابيوس القيصري على ما تحدث به من قيام مُلك ألفى زمني بعد القيامة من الأموات، بصورة خيالية متوهمًا أن السيد المسيح يعود إلى الأرض وفي مملكته توجد 10,000 كرمة كل كرمة بها 10,000 غصن، وكل غصن به 10,000 عنقود وكل عنقود يحوى 10,000 حبة من العنب، وكل حبة عصيرها يملأ 25 مكيالًا من الخمر! صورة خيالية سقط فيها خلال دفاعه عن المسيحية ضد اليهود، متخيلًا أن ما ورد في العصر المسياني من سلام وبركات إنما هي أمور حرفية زمنية تتحقق في مجيئه الثاني،وقد أخذ بعض الآباء هذه الفكرة عنه لا كعقيدة مدروسة وإنما خلال أحاديثهم العابرة، من بينهم القديس أغسطينوس الذي تدارك الأمر فيما بعد ودرسه في جدية بالروح الإنجيلي الكنسي وحسب ما يعتنق هذه العقيدة إنما يحسب منحرفًا عن الإيمان. ![]() . أنا لم أفرح، كمعظم الناس، بالذين قالوا أشياء كثيرة بل بمن يعلمون الحق. _____ (*) المراجع: 1- المدخل في علم الباترولوجى - الآباء الرسوليون - القمص تادرس يعقوب - الإسكندرية 1991 م. 2- مدخل إلى الآباء الجزء الأول - الأب ميشال نجم - معهد البلمند - لبنان 1980 م. 3- سلسلة آباء الكنيسة (1) الآباء الرسوليون - تعريب مطران حلب ألياس معوض - منشورات النور لبنان 1970 م. 4- الآباء الرسوليون المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية |
||||
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|