منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13 - 11 - 2021, 04:42 PM   رقم المشاركة : ( 58191 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,194

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة








هذا الموضوع دقيقٌ وهامٌّ، دقيقٌ لأنَّه ما زال يُعْتَبَرُ في المجتمع -بشكل عامٍّ- شَوَاذًا، وكثيرًا ما يُمَارَسُ في الخَفَاءِ، وهو هامٌّ لأنَّه ينتشِرُ أكثر فأكثر في مجتمعِنا.
ما هي النَّظرة المسيحيَّة لمثل هذا الموضوع، وبالأخصّ لمثل هؤلاء الأشخاص الَّذين يمارسونه أو على الأقلّ يَمِيلُون إليه؟
ليس لنا المجال هنا أن نستعرِضَ الموضوعَ بإسهاب، لذا نكتفي بالتَّوجيهات العامَّة الأساسيَّة.
لا شكَّ أنَّ البيئة السُّلوكِيَّة تلعَبَ دورًا هامًّا في خَلْقِ وتَزْكِيَةِ مثل هذا الميل الجِنْسِيّ.
في العهد القديم لدينا إقصاءٌ لمثل هذه الممارسة، راجِع قصَّة لوط (تكوين 19: 4-8) وكذلك (سفر اللاويين 18: 22 و20: 13). أمّا المرجع المهمّ في العهد الجديد فهو لدى الرَّسول بولس حيث يُشَدِّدُ على أنَّ مثل هؤلاء (المثليين) لا يَرِثُونَ ملكوت السَّماوات، راجع (رومية 1: 24 16-27) و(1كورنثوس 6: 9).
نتعلَّم من هذين المرجَعَيْنِ أنَّ أسباب هذه الممارسة (الـشاذَّة بحسب إيماننا) تعود أساسًا إلى أهواء الإنسان وشهواته الجسديَّة.





+ أفرام

مطران طرابلس والكورة وتوابعهما


 
قديم 13 - 11 - 2021, 04:43 PM   رقم المشاركة : ( 58192 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,194

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة








الخُطُوات العِلاجِيَّة ترتَكِزُ على الإرشاد وعلم النَّفس إلى جانب النَّاحية الرُّوحيَّة السُّلوكيَّة. لا بدَّ لنا أن نذكِّر المراهق أنَّ اللهَ خلقَنَا على صورته ومثاله، خلقنا ذكرًا وأُنْثَى (متَّى 19: 4-6). وأنَّ الممارسة المِثليَّة تُخَالِفُ الـمَسَارَ الطَّبيعيَّ للحياة الزَّوجيَّة الَّتي أرادها الله للإنسان.


أمَّا النَّاحية السُّلوكيَّة كعلاجٍ فهي تستندُ إلى عدم التَّكرار في الممارسة، وإلى تَذَكُّرِ كلِّ ما يثيرُ القلقَ والنُّفورَ من هذه الممارسة وصولاً إلى إيقافها كُلِّيًّا، وذلك بالتَّعاون مع الطَّبيب النَّفسيّ وإعطاء بعض الأدوية (إن احتاج الأمر لذلك). كما لا بُدَّ من جلساتٍ إرشادِيَّة لتدريبِ هؤلاء الأشخاص كي يَسْلُكُوا طُرُقاً مناسِبَة تُحَوِّلُ الممارسة الشَّاذَّة إلى ممارسة سَوِيَّة، وهذا يَتَطَلَّبُ تعاونًا وثيقًا ومستمِرًّا بين المرشِدِ الرُّوحيِّ والطَّبيب النَّفسيّ.
* * *





+ أفرام

مطران طرابلس والكورة وتوابعهما


 
قديم 13 - 11 - 2021, 04:44 PM   رقم المشاركة : ( 58193 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,194

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة








هذه التَّوْعِيَة يَصْعُبُ الوصول إليها عند الإنسان البالِغ والَّذي تَأَصَّلَتْ فيه هذه الممارسة المِثليَّة للجنس، لكنَّها ممكِنَة وغير مستحيلة، هنا الموضوع يتطلَّبُ صبرًا طويلًا ومحبَّةً كبيرةً دون الإستسلام لتبرير السُّلوك على أساس مفاهيم وِرَاثِيَّة أو بيولوجِيَّة. قناعتنا أنَّ الإنسان الـمُتَسَلِّحَ بإيمانه المسيحيِّ وبصلاتِه ومطالعتِه لكلمة الله، يستطيعُ أن يضبطَ نفسَه وأهواءَه على الأقلّ، وأكثر من ذلك يستطيعُ بإرادته وبمعونة الله ، أن يستفيقَ من كَبْوَتِهِ ويعودَ إلى الممارسة الصَّحيحة، ولو عانى في البداية من الألم وغصب النَّفس.


إِنْ وَعَى الشَّخصُ أنَّه استسلَمَ وقتًا ما لشهوات الجسد، وحَزِنَ حُزْنًا عميقًا لوضعِه، ليس بسبب نَبْذِ المجتمعِ له وحسب، إِنَّمَا لأسبابٍ داخِلِيَّة إيمانِيَّة وأَخلاقِيَّة ومحبَّةً بالرَّبِّ، عندها يحمِلُ صليبَهُ ويَعْبُرُ بنعمةِ الله إلى ميناءِ الخلاص.





+ أفرام

مطران طرابلس والكورة وتوابعهما


 
قديم 13 - 11 - 2021, 04:47 PM   رقم المشاركة : ( 58194 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,194

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة












“يا بَني البشر حتّى متى أنتم ثقيلو القلوب؟
لماذا تحبّون الباطل وتبتغون الكذب؟”
بهذه الكلمات الحارّة يستنهض داؤود النبيّ نفوسنا! إنّها كلماتٌ تتعرّض تماماً إلى حقيقة الإنسان، الذي يرى نفسه يوماً يحبّ الباطل فيسقط ويوماً يحبّ الحقّ فينهض. ما هذا السرّ الإنسانيّ، هناك مَيلان، الأوّل نحو الباطل والثاني نحو الحقّ؟ مرّات يثقل قلب الإنسان فيبتغي الكذب، ومرّات تُنهض قلبه قوّة غريبة “فيذبح ذبيحة الصّدق”!
هناك عوالم ثلاثة: الله، الإنسان، والعالم الماديّ. الله روح مجرّد عن المادّة، والعالم الماديّ مجرّد عمّا هو روحيّ، والإنسان كائن حدوديّ يشترك في العالمَين. يستطيع الإنسان وهو مادّة –خليقة أن يناجي الخالق وأن يتّصل بالله، وهذه فرادته الحقيقيّة عن عناصر الكون والعالم الماديّ الأخرى كلّها. وحقيقةً، إنّ الإنسان في حوار دائم مع هاتَين الجهتَين: الله والعالم الماديّ؛ وكلُّ طرف يشدّه إليه. الإنسان كائن تشدّه الرغبات، فتارّةً تشدّه رغباته إلى الله وتارّةً إلى الدنيا. لا يمكن للإنسان أن يبقى على الحدود. إنّ حياته تتميّز بالديناميكيّة. الإنسان كائن الرغبات. والرغبة دائماً عكس الستاتيكيّة. الرغبة تسحب إلى خارج الواقع الحاليّ، إنّها جاذبيّة. لذلك الإنسان متبدّل وليس جامداً، وليست مواقفه ثابتةً دوماً.




المطران بولس يازجي متروبوليت حلب

 
قديم 13 - 11 - 2021, 04:54 PM   رقم المشاركة : ( 58195 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,194

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة








يحمل الإنسان إذن في طبيعته قدرة الاتّصال بالله وكذلك بعناصر الدنيا الماديّة. فحين يميل إلى الطرف الأول يتطاير في العشق الإلهيّ، فيصير مثل الله بالنعمة وليس بالطبيعة؛ وعندما يميل إلى الطرف الثاني يفقد روحانيّته ويصير أقرب إلى المادّة لا حياة فيه، كذلك بالحالة وليس بالطبيعة. يمكن للإنسان أن يصير روحانيّاً أو ماديّاً بقدر ما يميل إلى الله أو المادّة، يمكنه بطبيعته أن يسلك في أحد الاتجاهَين.
هذا التحوّل نحو الروح أو نحو المادّة ليس طبيعيّاً ولا عفويّاً ولا أوتوماتيكيّاً ولا بالصدفة! يقدر الإنسان على ما هو روحيّ كما يقدر على ما هو ماديّ، هذا في طبيعة الإنسان نعم، لكن أن يلتفت إلى ما هو روحيّ ويطلبه أو إلى ما هو ماديّ ويشتهيه ويجذبه، هذا في إرادته. إذ تلعب حريّة الإنسان الدورَ الأساسيّ في اختيار أحد الاتجاهَين وتقبّل جاذبيّة أحد الطرفَين، الروحيّ أو الماديّ.




المطران بولس يازجي متروبوليت حلب

 
قديم 13 - 11 - 2021, 04:55 PM   رقم المشاركة : ( 58196 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,194

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة








نعم للعالم جاذبيّة متأصّلة في حاجات الحياة وطبيعة الإنسان، وهذه حقيقة أوجدها الله فيه كيما يميل إلى استخدام العالم والعناية به؛ وهذا هو دافع كلّ تطوّر وتحسين ومسؤوليّة ورغبة في احترام الماديّات وتأهيلها لاستخدامات أمثل وبمردود أفضل. لكن المسألة تصبح مشكلةً حين يميل الإنسان بأشواقه إلى الدنيويّات لدرجة يستسلم إليها وتصبح موضع عبادة ورجاء وعشق، وليس مجرّد أداة ثمينة للحياة.
عندئذ تتدنّى الأبعاد الإنسانيّة إلى حدود قيمة الأمور الدنيويّة، وذلك على حساب سموّ الدعوة الروحيّة المنتظَر من الإنسان التزامها. كلّ استخدام للدنيا “خدَمِيّ” هو حقّ، ويرفع من قيمة الإنسان الروحيّة. لكن أيّ استخدام “عباديّ- عشقيّ” يهبط بالإنسان، ويقتل فيه رِفعتَه الروحيّة فيتدنّى.




المطران بولس يازجي متروبوليت حلب

 
قديم 13 - 11 - 2021, 04:56 PM   رقم المشاركة : ( 58197 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,194

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة








الله جذّاب جدّاً للإنسان. فبلُغَةِ النسّاك يتطاير الأبرار بالعشق الإلهيّ. وسها داؤود عن أكل خبزه حين تأمّل بالله.

والحالات عديدة، التي عند الضرورة ضحّى فيها بشرٌ بكلّ ما هو ماديّ من أجل ما هو روحيّ. يشكّل الشهيد الصورة المطلقة لغلبة خيار الروح على خيار المادّة عند الإنسان، ولهذا للشهيد كرامة خاصّة.
لا ننسى أنّ حالات الشهادة هذه تتلوّن وتتعدّد، وكما قال بولس الرسول “من أجلك نُماتُ النّهار كلّه”، إنّه موت شهادة الحياة.
الموت الذي يطلبه الكتاب منّا ثمناً لكي نحيا: “مَن أمات نفسه من أجلي يجدها”.

هذه الحركة مِن تعشُّق الماديّات إلى عشق الإلهيّات هي ما يسمّيه بولس خَلْعُ الإنسان القديم (موته) ولِبْسُ الإنسان الجديد (قيامته)..




المطران بولس يازجي متروبوليت حلب

 
قديم 13 - 11 - 2021, 04:56 PM   رقم المشاركة : ( 58198 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,194

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة








هناك عشقٌ بشريّ داخليّ يلفت نظرَ الإنسان إلى كلّ ما هو صالح وإلهيّ وسامٍ، وهذه هي ساحة اللّقاء وحيز التواصل بين الله والإنسان؛ وهذه اللقاءات تسحب الإنسان من وضعيّته الراهنة إلى “ما هو أكثر” في العلاقة مع الله. هذه الجاذبيّة الروحيّة تجعل حياة الإنسان في حركة دائمة روحيّاً أيضاً. لذلك يظهر الإنسان دائماً مندفعاً بسبب هذه الدوافع إلى الله. جاذبيّة الله بالنسبة للإنسان هي جماله وصلاحه. تجيب الصورةُ الإلهيّة على عشق الإنسان الداخليّ الحقيقيّ. وجاذبيّة العالم بالنسبة للإنسان هي الحاجة إليه. ويحقّق العالم للإنسان وسيلة الحياة.
إنّ استمراريّة الحياة تضطرّ الإنسان حكماً أن يلتفت إلى العالم، لكن أحياناً بعد أن يستخدمه يشتهيه. كما أنّ اللهَ يتحرّك بصلاحه نحو الإنسان بالكشف الإلهيّ والعناية الدائمة، على الأبرار والأشرار؛ وهذا ما يولّد عند الإنسان، عندما يعي ذلك، الشعورَ بالانكسار والامتنان لله الذي يتذكّره حتّى عندما ينساه هو. يستنهض الروحُ القدس الرغبةَ فينا إلى الإلهيّات ويحرّك الصورةَ الراقدة فينا والرغبة المؤجّلة أو المجمّدة نحو طلب السماويّات. يثير الروحُ ما يلفت نظرنا إلى ذلك العالم الذي ننساه أو نتناساه؛ لعلّنا نعود “نتوب” إلى الله. وإذا ما حصل هذا وتحرّكت الرغبةُ فينا نحو الله يحرّكها الروح ويقودها بالنعمة. لكن كلّ ذلك دون أن يغصب حريّة الإنسان. الروح يستدعي، وإذا ما استجبنا يساعد. لكن الروح لا يغصب. لأنّ شرط الحبّ هو أوّلاً الحريّة! والحبّ بالغصب هو خنوع. لا حبّ إلاّ بحريّة الاختيار.



المطران بولس يازجي متروبوليت حلب

 
قديم 13 - 11 - 2021, 04:57 PM   رقم المشاركة : ( 58199 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,194

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة








العطش الإنسانيّ، إلى الله أو إلى المادّة، هو في طبيعة الإنسان، لكن الالتفات إلى هذا الطرف أو ذاك هو خيار بشريّ.
هكذا يأتي التزامنا بالصوم وممارستِه رياضةً تنمّي فينا الالتفاتَ إلى الله والتجرّد عن شهوة العالم؛ الصوم يجعلنا نختار لأشواقنا المحبّة الإلهيّة. يقبل الصومُ أن نستخدم العالمَ، لكنّه يحفظ القلب لله. العالم غير شهوته. ونحن صائمون نبقى في العالم، لكن شهوتنا تكون مشدودة نحو الله. بالصوم، نحاول – ونحن نحيا في العالم – أن نتّحد بالله.
يروّض الصومُ ما فينا وما لنا من العالم. يشعل الصومُ فينا العشقَ الإلهيّ، الذي كتب عنه القدّيس اغناطيوس المتوشّح بالله قائلاً: “أكتبُ لكم وأنا بعد حيّ، أنّني أشتهي الموت، إنّ هيامي قد صُلب وليس فيَّ بعدُ عشقُ الماديّات، إنّما ماء حيّ رقراق يتدفّق فيَّ ويقول هلمَّ إلى الآب”.
هذا الماء الروحيّ الدفّاق الذي يُحييه الروح يشدّنا إلى الآب وإلى القريب أيضاً، ويخلق فينا ديناميكيّة الحياة الصالحة، آمين.



المطران بولس يازجي متروبوليت حلب

 
قديم 13 - 11 - 2021, 05:02 PM   رقم المشاركة : ( 58200 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,194

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تأثير الخطية بالنسبة للبشر

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




إذا نقلنا حيواناً من المنطقة الحارة إلى المتجمدة أو العكس، اضطرب جسمه وتعرض للموت. وهكذا الحال إذا نقلنا حيواناً بحرياً إلى البر أو برياً إلى البحر. لكن إذا ظل كل حيوان في المجال الذي خُلق ليعيش فيه، نما جسمه وعاش حياة طيبة. وعلى هذا النسق نقول: بما أن اللّه خلقنا لنعيش بالقرب منه، في رفقته ومعيّته. وبما أن كل كائن يبتعد عن المجال الذي خُلق للعيش فيه، لا يمكن أن يهنأ أو يستريح، فمن البديهي أن كل من يبتعد عن اللّه يتعرض للتعب والشقاء. وقد أشار اللّه إلى هذه الحقيقة فقال: من يخطئ عني يضرّ نفسه (أمثال 8: 36) . والأضرار التي يتعرض لها الإنسان في العالم الحاضر بسبب الخطية ثلاثة أنواع: أضرار نفسية، وأضرار أخلاقية، وأضرار مادية:
1 - الأضرار النفسية:
من يركض وراء الخطية، يحيا حياة القلق وعدم الاستقرار، كما يتعرض أحياناً للأمراض النفسية التي يتعذر شفاؤها، لأنه لا يجد في نهاية جهاده على الأرض هدفاً ثابتاً ولا رجاءً منيراً أمامه.
وإذا لم يتعرض لهذه الأمراض، فإنه يحصر غايته في ثروة لا يلبث أن يتركها أو تتركه، أو في لذة أو نشوة سرعان ما يهجرها أو تهجره. أو في ولد إذا امتد به العمر فإنه يُبكيه إذا تُوفي، ثم لا يلبث أن يهتم بشؤونه الخاصة وينساه. لذلك قال الوحي عن الخطية إنها تحني النفس (مزمور 44: 25) وتملؤها بالذل والهوان (مزمور 123: 4) ، وتحرمها من الراحة والسلام (إشعياء 48: 22) ، وتسلبها الوعي الروحي فتصبح أحط من نفس الحيوان (إشعياء 1: 3) .
2 - الأضرار الأدبية:
ولوجود الطبيعة الخاطئة في الإنسان، يصبح (إذا لم يتلقَّ حياة روحية من اللّه) عاجزاً عن الارتقاء فوق خطاياه. فإذا تعهد يوماً بالإقلاع عنها، وبذل جهده في سبيل تنفيذ تعهده هذا، سرعان ما يُغلب على أمره. فإن لم يفعل الخطية في الظاهر قد يفكر فيها ويشتهيها في الباطن، ومِن ثمَّ يعود من حيث أتى. ومثل الإنسان في مقاومة الخطية بقوته الذاتية، مثل الماء الذي لا يستطيع الارتفاع من تلقاء ذاته إلى مستوى أعلى من المستوى الذي هبط منه في أول الأمر، كما نرى في تجارب الأواني المستطرقة. أو مثل الطائر الذي يسعى إلى الانطلاق نحو السماء وهو مقصوص الجناح، فإنه مهما حاول وجاهد لا يستطيع أن يرتفع فوق الأرض شبراً واحداً. وأول من شعر بهذه الحالة المريرة هو آدم وحواء، فعندما أخطئا، فقدا الصلة الروحية باللّه، كما أحسَّا بأنهما لا يستطيعان العودة إلى حالة البراءة التي كانا يتمتعان بها من قبل (تكوين 3: 8) . ويُطلَق على هذا العجز وذاك الفقدان اسم الموت الأخلاقي الذي هو أشر موت لمن يقدّر أهمية التوافق مع اللّه. ولذلك قال الرسول للمؤمنين عن حياتهم السابقة في الخطية: وأنتم إذ كنتم أمواتاً بالذنوب والخطايا (أفسس 2: 1) . كما قال عن نفسه قبل تمتُّعه بخلاص اللّه الكامل الخطية قتلتني (أخلاقياً) ، وأنها عاشت فمتُّ أنا (أخلاقياً) (رومية 7: 9-11) . كما قال بعد ذلك: لأن الإرادة (لحياة الصلاح) حاضرة عندي، وأما (عن القدرة التي تؤهِّلني) أن أفعل الحُسنى (كما يريدها اللّه) فلست أجد (إليها سبيلاً) . لأني لستُ أفعل الصالح الذي أريده، بل الشر الذي لستُ أريده إياه أفعل (بسبب الطبيعة الخاطئة الكامنة فيَّ) . فإني أُسرّ بناموس اللّه بحسب الإِنسان الباطن (بسبب إخلاصي للحق) ، ولكن أرى ناموساً آخر في أعضائي يحارب ناموس ذهني (الذي يريد الصلاح) ، ويسبيني إلى ناموس الخطية الكائن في أعضائي. وَيْحي أنا الإنسان الشقي، من ينقذني من جسد هذا الموت؟! (رومية 7: 18-24) .
هذا اختبار الرسل والقديسين، كما أنه اختبار كثيرين من الفلاسفة والمفكرين. فمن المأثور عن هكسلي أنه قال: برهن الإنسان على أنه خاضع لعنصر وضيع يسيطر على كيانه بقوة هائلة. إذ أنه فريسة عمياء لدوافع نفسية متعددة تقوده إلى الشر والدمار، وتجعله ضحية مسكينة لأوهامٍ لا حصر لها .
3 - الأضرار المادية:
(أ) وبسبب الخطية كم من قويٍّ تهدمت صحته، وشاب في مقتبَل العمر ذبلت نضارته، ومثقف كان يزدان به المجتمع فقَدَ مكانته! وكم من غني أصبح فقيراً وعظيم أضحى حقيراً، ومحترم أمسى ذليلاً. وبسبب الخطية كم من خصام دبَّ بين العائلات راح ضحيته كثير من الأبرياء، وكم من أمّة انحلّت عُراها فدالت دولتها وأصبحت أثراً بعد عين. لذلك قال الوحي إن الأهواء التي تجيش في نفوس الناس هي السبب في قيام الحروب والخصومات بينهم (يعقوب 4: 1) ، وإنه بسبب امرأة زانية يفتقر الإنسان إلى رغيف خبز (أمثال 6: 26) ، وإنه بسبب الخمر يحل الشقاء والكرب (أمثال 23: 29 و30) وإن الخطية بصفة عامة تمنع الخير عن الناس (إرميا 5: 25) ، وتجلب عليهم العار (أمثال 14: 34) ، وتسبِّب لهم العلل والأمراض (تثنية 28: 22) .
لا ننكر أن أشراراً كثيرين يحيون حياة الرغد والسعة في العالم الحاضر، وأن أتقياء كثيرين يحيون حياة الضيق والضنك. لكن ليس هذا دليلاً على أن الخطية لا تورِّث المتاعب والآلام (لأن هذا أمر لا يختلف فيه اثنان) ، بل هو دليل على أن اللّه في حكمته السامية يعامل كل إنسان بالمعاملة التي تُصلِح من شأنه. فقد يُحسِن بخير جزيل إلى إنسانٍ شرير، ليتأثَّر ضميره ويتوب عن شره. وقد يسمح بالتجارب لإِنسان يتَّقيه إذا وجد أن حياة الرغد والسعة تحول بينه وبين التقدم في حياة التقوى، التي هي أعظم حياة في الوجود.
(ب) كما أن الموت الجسدي الذي نرتعد لذكره وتتحطم عنده آمالنا وأمانينا، ويورثنا الكثير من الحزن والأسى، هو النتيجة الختامية للخطية في العالم الحاضر. فقد قال اللّه لآدم عن الشجرة المنهيّ عنها: لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت (تكوين 2: 17) ، كما قال له بعد الأكل منها: لأنك ترابٌ وإلى تراب تعود (تكوين 3: 19) .
الاعتراضات التي تُوجَّه ضد الحقائق السابقة والرد عليها
1 - إذا كان الموت هو قصاص الخطية، فلماذا لم ينفذ اللّه هذا القصاص في آدم بعد عصيانه مباشرة؟.
الرد: لم يفعل الله ذلك لسببين: (أ) بعد قيادته لآدم إلى التوبة والإِيمان برحمته عن طريق نسل المرأة الذي سيسحق رأس الشيطان (تكوين 3: 15) ، نفذ حكم الموت الجسدي الذي كان يجب أن يحل بآدم في حيوان عوضاً عنه. وهذا الحيوان وإن كان في حد ذاته ليس كافياً للتعويض عن آدم لأنه أقل قدراً منه، لكن لأنه كان رمزاً إلى كفارة أسمى منه بما لا يُقاس (كما يتضح بالتفصيل في البابين الثالث والرابع من هذا الكتاب) ، اكتسب وقتئذٍ القدرة الكافية للتعويض عن آدم أمامه. فأطال الله عمر آدم ما شاء، كما لو كان مخلوقاً جديداً. (ب) لم يخلق الله الأرض عبثاً بل هيأها للسكن (إشعياء 45: 18) ، فكان بديهياً أن يُبقي آدم بعد فدائه، ليأتي بنسل يملأ الأرض وينعَم فيها بفضله من جهة الأمور الروحية والمادية معاً.
2 - كان موت آدم أمراً طبيعياً ولم يكن قصاصاً على الخطية التي ارتكبها، لأن جسده قابل للموت من تلقاء ذاته مثل أجسادنا.
الرد: لا نستطيع الجزم بما كان عليه جسد آدم في أول الأمر، ولكن ما نستطيع الجزم به، وهو أن جسده أصبح، بعد السقوط في الخطية، مثل أجسادنا تماماً، قابلاً للموت والانحلال. فقد قال الوحي: بإنسانٍ واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع (رومية 5: 12) .
ولو فرضنا جدلاً أن جسد آدم كان قد خُلق من أول الأمر قابلاً للموت، وأنه عاش بعد ذلك في الجنة دون أن يعصى اللّه، لكان الله قد حوّل جسده إلى جسد غير قابل للموت، وذلك للأسباب الآتية:

(أ) لم يكن هذا التحول يتعارض مع ناموس الطبيعة الثابت، فدودة القز مثلاً تتحول إلى عذراء ثم إلى فراشة تطير في الهواء، دون أن يعتريها بذلك أي تغيير في ذاتيتها.

(ب) خُلِق آدم بجسمه وروحه أصلاً للبقاء، ويكفينا دليلاً على ذلك أن كل الأديان تنادي بأن البشر عامة سيقومون بعد موتهم بأجساد تبقى إلى الأبد. فلا غرابة لو كان اللّه قد حوَّل جسد آدم إلى جسد غير قابل للفناء، لو كان آدم قد استمر في حالة الطاعة.

(ج) سجل الوحي لنا أن اللّه قبل أن يخلق آدم، كان قد أعدَّ له وسيلة يمكن أن يحيا بها إلى الأبد، في شجرة وضعها في الجنة أطلق عليها اسم شجرة الحياة (تكوين 3: 22) .
(د) أنبأنا العلم أنه من الممكن إطالة عمر الإِنسان كثيراً بمحاربة أمراض الشيخوخة التي يتعرض لها. وقدرة اللّه على إطالة عمر الإِنسان، بل وإطالته إلى الأبد، تفوق قدرة العلم بدرجة لا تحد.

مذكرة توضيحية عن جنة عدن، وعن شجرة الحياة:
كانت الجنة التي خلقها اللّه لآدم جنةً مادية بها طعام وشراب ماديان، وقد اندثرت تماماً بواسطة الكوارث، ولا سيما الطوفان الذي حلّ بالأرض في أيام نوح، فلم يبقَ لها أثر. ولذلك فالمؤمنون الحقيقيون لا يذهبون إلى الجنة بعد انتقالهم من العالم الحاضر كما يظن بعض الناس، بل يذهبون إلى الفردوس، أو بالحري إلى السماء الثالثة (2كورنثوس 12: 2-4) ، وفي هذه السماء لا مجال للمتع الجسدية على الإِطلاق. فقد قال الوحي عن الذين سيحظون بالوجود هناك، إنهم لا يزوجون ولا يتزوجون كما أنهم لا يأكلون ولا يشربون، إذ أن متعهم هناك ستكون من أولها إلى آخر متعاً روحية محضة (متى 22: 30 ورومية 14: 17) لأنها هي التي تتوافق مع الأجساد الممجَّدة التي سيلبسونها في السماء، كما تتوافق مع روحانية اللّه المطلقة.
ولم تكن شجرة الحياة هي شجرة معرفة الخير والشر التي نهى اللّه آدم عن الأكل منها من قبل، بل كانت شجرة غيرها (تكوين 2: 9) . كما أن شجرة الحياة هذه لم تكن في ذاتها هي التي ستمنع الموت عن آدم وزوجته لو كانا قد أكلا منها، لأنها كانت شجرة مادية، والأشياء المادية لا تستطيع أن تهب حياة أبدية لمن يأكل منها، لكنها كانت رمزاً إلى المسيح (رؤيا 22: 14) الذي يستطيع أن يهب هذه الحياة، لكل من يتغذى روحياً به (يوحنا 6: 51) . وطبعاً لم يسمح اللّه لآدم بالأكل من شجرة الحياة بعد سقوطه في الخطية (تكوين 3: 24) ، لئلا يحيا إلى الأبد في خطاياه، فيكون ذلك وبالاً عظيماً عليه وعلى نسله إلى الأبد.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025