18 - 06 - 2012, 10:19 PM | رقم المشاركة : ( 571 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
جبل المريا عندما أراد الله أن يمتحن إيمان إبراهيم، وفي نفس الوقت أن يعطي صورة لمحبته العظيمة التي ستظهر في كونه لا يُشفق على ابنه الوحيد، قاده إلى جبل معين « ذهب إلى الموضع الذي قال له الله » (تك22: 3،9) وفي ذلك المكان بالذات كان يجب أن يبني المذبح الذي يربط إبراهيم إسحاق ابنه عليه، والذي عليه يقدم الكبش بدلاً عنه. ولا يمكن أن يوجد تل أو جبل آخر في فلسطين لائق لذاك العمل لأن المشهد مرتبط بمذبحين آخرين. فقد تراءى الرب لداود في بيدر أرنان اليبوسي في جبل المُريا. وهناك أمر الرب الملاك أن يغمد سيفه، وقال له: « كفى »، كما قال لإبراهيم من قبل: « لا تمد يدك على الغلام ». وكلا المشهدين يُخبراننا عن الذبيحة التي قد أعدها الله. لقد بنى داود المذبح بسرور، والله أنزل النار، ونقرأ أن « داود رأى الرب قد أجابه » وهذا يوافق ما جاء في تكوين22 « حتى أنه يُقال في جبل الرب يُرى ». فهل كان بطريق الصدفة أن هاتين الحادثتين حدثتا في نفس المكان؟ كلا، ولقد أدرك داود في الحال أن ذلك هو المكان المُلائم لبناء الهيكل. فهنا قد غفر الله له خطيته على أساس النعمة، ثم بدأ حالاً في الاستعداد للبناء، مُشترياً ليس فقط البيدر كما في 2صموئيل24: 24 بل كل المكان كما في 1أخبار الأيام21: 25 . وقد بنى سليمان الهيكل فعلاً « في جبل المريا حيث تراءى الرب لداود أبيه » وحيث أظهر « يهوه يرأه » ذاته لإبراهيم. هناك وضع مذبح المُحرقة وقدمت عليه ذبائح لا تُحصى. وكما أن إبراهيم وإسحاق « ذهبا كلاهما معا » وفوق منحدرات جبل المريا قال إسحاق: « هوذا النار والحطب ولكن أين الخروف للمُحرقة؟ ». هذا السؤال الذي تردد صداه كل أزمنة العهد القديم، ويجد جوابه في الصفحات الأولى من الإنجيل حيث يقول المعمدان: « هوذا حَمَل الله » (يو1: 29،36). وحينما نتطلع إلى الجلجثة، ربما نتساءل: « أين النار؟ » إنها قد استنفذت قوتها وقالت « كفى » مع أن الحكيم يقول: « النار لا تقول كفى » (أم30: 16). وعندما قُدمت هذه الذبيحة التي هي أعظم من كل الذبائح طراً، أجاب الله مرة أخرى من السماء، ولكن ليس بواسطة نار أو صوت في هذه المرة، بل بشق حجاب الهيكل. |
||||
18 - 06 - 2012, 10:22 PM | رقم المشاركة : ( 572 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
جثسيماني! جلجثة! اسمان يذكراننا بالآلام التي تحملها الرب يسوع ويقوداننا للسجود ونحن نحكي ما فعل. كانت الحوادث تدور بسرعة في ذلك النهار المظلم الفريد في تاريخ البشرية. كل بُغضة الناس، تحت سلطان إبليس، انطلقت ضد الله، وضد ابنه يسوع المسيح. لكن انطلقت أيضاً محبة الله غير المحدودة للإنسان عند الصليب. كان موت المخلِّص هو الموضوع الأساسي في خطة الله لخلاص خليقته. في جثسيماني قاسى الرب وحده معركة رهيبة، وفي جلجثة قَبِل الكأس وشربها. لقد جاء يهوذا مع فرقته وأخذوا المخلِّص واقتادوه إلى أورشليم. واجتمع السنهدريم، وقرر أولئك القضاة الأثمة أن يسلموا الرب يسوع إلى الوالي بيلاطس البنطي لكي يُصلب. لم يُجب الرب على اتهامات أولئك الناس أمام الوالي، واندهش بيلاطس من ذلك، واعترف أن يسوع لم يفعل شيئاً يستحق الموت بسببه، وكان يريد أن يُطلقه، ولكنه استسلم أخيراً عندما صرخ الجمع مع رؤسائه مراراً: ليُصلب! وهكذا أُسلم الرب إلى أعدائه الحقودين. ومن المؤثر أن نرى نساء متواضعات ينضممن إلى الموكب الذي اتجه حينئذاك إلى مكان العذاب الذي يُدعى جلجثة (أي مكان الجمجمة) حيث نُصب صليب المخلِّص (لو23: 26-32). يا له من مكان كبير قد أخذه في قلوبهن! فبينما كانت بغضة رؤساء الشعب للرب يسوع تزداد، كان تعلقهن به قوياً ومتزايداً. لقد سبق أن تبعنه من الجليل إلى أورشليم وخدمنه (مر15: 41؛ لو23: 49). وهكذا نستطيع أن نفهم دموعهن ونوحهن (مر16: 10) عندما فكرن أنهن سوف يفقدن إلى الأبد هذا الحبيب الذي لا مثيل له. لقد بقين بالقرب من الصليب بقلوب منكسرة. كانت آلامه لا يعبَّر عنها. كان مخلصنا العزيز وحده تماماً أثناء ساعات الظلمة الثلاث التي جاءت على كل الأرض. لقد عرف هذا الألم الفائق، وهو الترْك من الله بسبب خطايانا التي لا حصر لها، التي أخذها على نفسه ليصنع لها الكفارة (مت27: 47؛ مر15: 34). ونحو الساعة التاسعة صرخ بصوت عظيم « إلهي إلهي لماذا تركتني؟ » وليتم الكتاب قال أخيراً « أنا عطشان » (يو19: 28). من أعلى الصليب نطق الرب أيضاً بهذه الكلمة التي لا حدود لمداها « قد أُكمل » (يو19: 30). وأخيراً خاطب من جديد الآب الذي تمجد تماماً بعمله قائلاً: « يا أبتاه في يديك أستودع روحي » (لو23: 46). |
||||
18 - 06 - 2012, 10:23 PM | رقم المشاركة : ( 573 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
جلس بعدما صنع أيهما أعجب يا ترى .. ابن الله في مذود بيت لحم كطفل صغير، أم ابن الإنسان عن يمين الآب في الأعالي؟ وأيهما أعجب وأروع: أن ترى المُشير العجيب الإله القدير رئيس السلام الآب الأبدي، طفلاً يولد لنا وابناً يُعطانا، أم ابن الإنسان، وفيه الناس المصنوعون من تراب الأرض جالساً عن يمين الله؟ لقد صعد يسوع، ابن الإنسان، إلى الأعالي، وبما له من سلطان خاص وحق شخصي مُضافاً إلى تعيين الآب وقضائه الأزلي، تبوأ العرش مُكللاً بالمجد والكرامة. فهو بأجنحة المحبة المطلقة القدرة انحدر من السماء، ولكن لكي يرجع إلى السماء ويجلس في يمين العظمة - كرئيس الخلاص - لم تكن القدرة المطلقة والمحبة بكافيتين. لقد كان من السهل نسبياً على ابن الله أن يخلي نفسه وينزل إلى أرضنا ولكنه لكي يرجع إلى السماء - كمن أكمل العمل الذي لأجله نزل من السماء - كان لزاماً عليه أن يصطبغ بصبغة الآلام وأن يموت موت الصليب على خشبة العار واللعنة. فليس كالنزول كان الصعود، لأن الذي قبل بالنعمة المطلقة أن ينوب منابنا، كان لزاماً عليه أن يحمل حملنا ويرفع جُرمنا ويهزم عدونا، ولذلك انحصرت نفسه أن يصطبغ بصبغته، ومن اللحظة التي ظهر فيها في أورشليم، كان يعلم أن هيكل جسده المقدس سيُنقض، وكان يتطلع إلى الموت الذي سيموته على جبل الجلجثة. وليس كما نزل صعد لأنه جاء كابن الله، ولكنه رجع ليس فقط كابن الله بل كابن الله المتجسد، ابن داود، والبكر بين إخوة كثيرين. وليس كما نزل صعد لأنه جاء وحده كالراعي الصالح مدفوعاً بدافع الحب والعطف الذي لا حد له نحو الخروف الضال الهالك في البرية، ولكنه رجع حاملاً الخروف الخالص على منكبيه فرحاً متهللاً باستحضاره إلى البيت السماوي الأبدي، رجع ليس فقط منتصراً، بل كمن خرج باكياً حاملاً البذار الثمينة (وهو نفسه الذي زُرع إذ وضع حياته إلى التراب والموت)، رجع بالترنم حاملاً حزمه. فبقيامته قد أُعطيت له العروس، الكنيسة، التي أُقيمت معه لتجلس فيه في السماويات. فهو لم يجلس عن يمين الله إلا بعد أن صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا، وبقوة دمه دخل إلى قدس الأقداس، وكالحمل المذبوح رفعه الله وأعطاه اسماً فوق كل اسم. |
||||
18 - 06 - 2012, 10:24 PM | رقم المشاركة : ( 574 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
جمال المسيح كل مقارنة مستحيلة؛ كل عظمة أخرى قد شابها الصغار، وكل حكمة أخرى اعتراها الجهل، وكل صلاح آخر دمغه النقص- أما يسوع المسيح فهو الوحيد الذي يُقال عنه بحق، وبغير إطراء أو مُغالاة « كله جميل ». إن جمال المسيح يبدو أولاً في بشريته الكاملة، إذ صار مثلنا في كل شيء ما خلا الخطية وما خلا الطبيعة الشريرة آلتي فينا، وكان ينمو في القامة والنعمة. وقد تعب وبكى وصلى وأحب وتجرّب في كل شيء مثلنا بلا خطية - كل منا يضم صوته مع توما قائلاً « ربى وإلهي ». إننا نعبده ونجله، ومع ذلك لا يوجد مَنْ اقترب إلى قلوبنا البشرية مثله وصيَّرنا في دالة معه حتى أننا لا نخاف منه. يوحنا الذي رآه يُقيم الموتى ويسكِّن العاصفة، ويتكلم مع موسى وإيليا على الجبل - لا يتردد في أن يتكئ على صدره وقت العشاء. وبطرس يتحدث إليه في دالة رافضاً أن يدعه يغسل رجليه، وبعد ذلك يطلب منه أن يغسل يديه ورأسه أيضاً. والتلاميذ يسألونه أسئلة غبية وينتهرونه أحياناً. وفى الوقت نفسه يجلونه ويعبدونه، وهو يدعوهم بأسمائهم الخاصة بدون ألقاب ويؤكد لهم محبته قائلاً لهم « ثقوا .. لا تخافوا » وهو في كل هذا « كله مشتهيات ». يسوع « يقبل خطاة ويأكل معهم » - خطاة من كل نوع؛ نيقوديموس الخاطئ المتدين، ومريم المجدلية آلتي أخرج منها سبعة شياطين، وهو يعمل في حياة الخطاة، كما يدخل ماء النهر النقي الصافي في البِركة الراكدة الآسنة فينقيها ويطهرها. كان قلب الرب دائماً يتحرك بالشفقة وكان جميلاً في إشفاقه. أشفق على الجموع آلتي لا راعى لها، وعلى أرملة نايين الحزينة، وعلى ابنة يايرس المائتة، وعلى مجنون كورة الجدريين، وعلى الخمسة الآلاف الجياع - كل مَنْ تألم أشفق الرب عليه، حتى غضبه على الكتبة والفريسيين ما كان إلا من زيادة شفقته على أولئك الذين كانوا يعانون من مرض البر الذاتي. لقد شفى الرب جميع المرضى المساكين بدون تفريق. لكن لماذا لمس الأبرص المسكين؟ كان يمكن أن يشفيه بكلمة كما شفى عبد قائد المئة، ولكنه لمسه ليُعيد إليه الشعور بإنسانيته إذ كان قد فقد هذا الشعور وهو منبوذ طوال تلك السنين منقطع من أقربائه حيث كان الاقتراب منه يعتبر نجاسة. إنه مخلصي وحبيبي، وحقاً « كله مشتهيات »! |
||||
18 - 06 - 2012, 10:39 PM | رقم المشاركة : ( 575 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
حبل قرمزي! خيوط القرمز تحدثنا عن حياة قُدمت. فاللون الحقيقي من القرمز لا يوجد إلا بالموت إذ أنه يؤخذ من عُصارة نوع معين من الدود. ديدان صغيرة تافهة كان يجب أن تموت ليُنتج هذا القرمز. وكما أن الموت وحده هو الذي أنتج علامة الخلاص لراحاب، هكذا بالنسبة لنا فإن موت المسيح هو أساس خلاصنا. فبدون الموت لا يمكن الحصول على القرمز. لكنه ليس بالموت العادي، بل بموت ما أقساه. من الناحية البشرية كان موتاً مُرعباً كأقسى ما احتمل الشهداء، لكن من جانب الله كان موتاً كفارياً فيه مات البار من أجل الأثمة ودفع البريء الدين كاملاً نيابة عن المُذنبين وبذلك تم لنا الخلاص. لكننا في هذا الرمز لا نرى فقط حقيقة أن موت بديل يعطي الخلاص، ولكن أيضاً أنه موت دودة بالذات. ألا يعطينا هذا المقابل لموت رب المجد، وهذا ما يجعلنا نخر سجوداً عند قدميه الكريمتين. فشخصه تبارك اسمه هو المتكلم الحقيقي بكلمات مزمور22 « إلهي إلهي لماذا تركتني بعيداً عن خلاصي عن كلام زفيري .... أما أنا فدودة لا إنسان » (مز22: 1-6). وكأنى به، تبارك اسمه، يقول: لقد نزلت إلى دون ما نزل إليه إنسان من قبل « أنا دودة لا إنسان ». إنه الأعلى والأعظم ولكنه وضع نفسه إلى أدنى مقام! أقل من أي إنسان، دودة!! وذلك لكي يعطينا علامة الخلاص والأمان حتى أن كل المحتمين فيه هم في أمان تام، وكل من يتكل عليه يكون له كراحاب « ثقة في يوم الدين ». لقد أخذ المسيح المكان الرهيب، مكان دودة لا إنسان. لم يُعَامل كباقي البشر، لقد كان هو البار الوحيد الذي تُرك من الله (مز22: 4-6). فلم يترك الله باراً قبل ذلك قط. لقد ذهب أبرار كثيرون قبله إلى الموت ولكنهم اجتازوا الموت والرب معهم كراعيهم فلم يخافوا شراً. ولكن كان الأمر يختلف عن ذلك عندما اجتاز المسيح الموت، ذاك الذي لم يكن للموت سلطان عليه. لقد كان الظلام الذي خيّم على مشهد الصليب رمزاً لظلام أعمق أطبق على نفس ذاك الذي كان هناك كفارة لخطايانا. إنها الظلمة بسبب خطايانا التي حملها نيابة عنا على الخشبة. |
||||
18 - 06 - 2012, 10:42 PM | رقم المشاركة : ( 576 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
حتمية الصليب إن الذين ليست لهم دراية بشخصية المسيح، يظنون أن صلبه يرجع فقط إلى كراهية كهنة اليهود له، ولذلك يكون المسيح ـ بناء على رأيهم ـ قد مات شهيد الحق والواجب فحسب. غير أننا إذا رجعنا إلى الكتاب المقدس، نرى أنه لم يمت شهيداً فحسب، بل وكفارة أيضاً. ومع بقاء المسيح في مركزه الذاتي هو الكامل الذي لا ينفصل عن الله على الإطلاق، أصبح كابن الإنسان في مركزه النيابي على الصليب في الساعات الثلاث الكفارية، كما لو كان هو كل المفديين الذين آمنوا به، حاملين خطاياهم وشرورهم، ومحتملين في نفوسهم العذاب المريع الذي يستحقونه بسببها. وطبعاً لم يكن لكائن سوى المسيح أن ينوب عنهم في هذه الحالة المريرة. ولقد كان موت المسيح كفارة هو أكبر خدمة قام بها لأجلنا، لأنه لو كان قد عاش إلى الآن، يعلم الناس ويطعم الجياع ويشفي المرضى ويقيم الموتى، دون أن يكفر عن خطايانا، لكانت هذه الخدمات مع سموها وفائدتها، لا تخلصنا من دينونة خطايانا أو تؤهلنا للوجود مع الله والتوافق معه. ومن ثم كنا نقضي أبديتنا في شقاء، وبئس المصير. فلو كان المسيح قد تجنب الصلب، أو سمح لتلاميذه باستخدام السيف، أو استدعى الملائكة للدفاع عنه، وكان ذلك ميسوراً لديه؛ لظلت خطايانا سائدة علينا. أما الآن فقد انتصرت محبة الله ورحمته على خطايانا انتصاراً تاماً، ومن ثم صار لكل من يؤمن منا إيماناً حقيقياً، امتياز الحصول على الصفح والغفران إلى الأبد. لك المجد للأبد يا يسوعُ ربنا قد حملت في الجسد إثمنا وحُكمَنا نُبتَ عنا يا حبيب حاملَ الحُكمِ الرهيبْ ذاك حكمنا وقد أُكمِلَ على الصليبْ |
||||
18 - 06 - 2012, 10:42 PM | رقم المشاركة : ( 577 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
حتمية كفارة المسيح قداسة الله تعتبر الخطية نجاسة يجب تغطيتها من عيني الله القدوس (حب12:1، 13)، وبر الله يعتبر الخطية تعدياً، وكل تعد يجب أن ينال مُجازاة عادلة (عب2:2) ، وعليه فيلزم ترضية عن التعدي الذي تم. وهذا هو المدلول المزدوج للكفارة؛ تغطية وترضية : بر الله وقداسته استلزما الكفارة التي استحالت أن توجد بين البشر، إذ هم جميعاً خطاة ويحتاجون إلى مَنْ يفديهم (مز7:49،8). وتساءل القديسون قديماً « كيف يتبرر الإنسان عند الله وكيف يزكو مولود المرأة؟ » (أى2:9، 4:25)، ولم يعرفوا حلاً لهذه الأحجية. ولكن ما أروع قول أليهو الذي قدم اقتراحاً لحل هذه العقدة « إن وجد عند <الله> مُرسل وسيط واحد من ألف، ليعلن للإنسان استقامته، يتراءف عليه ويقول اطلقه عن الهبوط إلى الحفرة، قد وجدت فدية » (أى23:33، 24). لكن كيف يبرر الله الإنسان الـمُذنب النجس، أليس مكتوباً « مبرئ المذنب، ومذنّب البريء كلاهما مكرهة الرب »؟ (أم15:17) . يا لها من مُعضلة كبيرة جداً!! ليس لها حل أبداً عند البشر. لكن شكراً لله، فكان الحل الرائع الوحيد هو في موت البديل البريء نيابة عن المذنب « لأن أجرة الخطية موت » (رو23:6) . بهذا الأسلوب أمكن لله أن « يكون باراً ويبرر مَنْ هو من الإيمان » (رو26:3) . فالعدل الإلهي استوفى حقه تماماً من المسيح (2كو21:5) ، فما كان أسهل عند الله القضاء على العالم، كما فعل قديماً، أما أن يبرر الخاطئ فلم يكن الأمر سهلاً. فلقد كان الإنسان محتاجاً للتبرير، وما كان يمكن لله أن يبرر الأثيم إلا على أساس العدل، ومن هنا كانت حتمية الكفارة. عن طريق الصليب، الله تبرر والإنسان الخاطئ تبرر. وفى الصليب اجتمع من صفات الله ما قد يبدو للعيان متعارضاً « الرحمة والحق التقيا، البر والسلام تلاثما » (مز10:85) . كم نسجد لك يا ربنا المعبود .. يا مَنْ في محبتك غير المحدودة قبلت أن تنوب عنا على الصليب وتواجه الله في يوم حمو غضبه، وتحمل في جسدك كل خطايانا على الخشبة!! كم نحن فرحون بفدائك، ولكن فرحتنا الأعظم بك أنت يا فادينا. كم نحن مغبوطون بخلاصك، ولكن غبطتنا الأكثر بك يا مخلصنا. |
||||
18 - 06 - 2012, 10:43 PM | رقم المشاركة : ( 578 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
حلقه حلاوة لقد سدد عمل المسيح احتياجانا كخطاة تحت الدينونة، وقد تمجد الله بهذا العمل، ولذلك أصبح لضمائرنا سلام كامل. ولكن عواطف قلوبنا لها احتياج كما كان لضمائرنا. وهذا الاحتياج هو إلى « شخص » لكي يُشبعها. ولذلك منحنا الله في نعمته عطية ابنه العزيز المكتوب عنه « انسكبت النعمة على شفتيه » (مز45: 2). وحقاً لم يصدر من هاتين الشفتين سوى النعمة لكل خاطئ مسكين عرف شخصه العزيز المبارك. انظر كيف بدأ خدمته كما هو مذكور في إنجيل متى5؟ لقد بدأها بكلمات التطويب « طوبى للمساكين بالروح. طوبى للحزانى. طوبى للودعاء ... إلخ » فلم يكن فيها شيء سوى الطوبى. انظر إليه في مجمع الناصرة، تراه يقرأ جزءاً من أحلى أجزاء كلمة الله (إش61: 1،2) « روح الرب عليَّ لأنه مسحني لأبشر المساكين » وبدلاً من أن يستمر في القراءة حتى يصل إلى « الانتقام » (لو4: 19) طوى السفر. وكان الجميع يشهدون له ويتعجبون من « كلمات النعمة الخارجة من فمه ». الخاطئة المسكينة في لوقا7، وأرملة نايين في نفس الأصحاح، والمفلوج في متى9، والرسل في البحر المضطرب (يو6: 20) والمرأة المذكورة في إنجيل يوحنا8، كل هؤلاء وكثيرون غيرهم يضمون شهادتهم إلى شهادة أعدائه أنفسهم الذين لم يريدوا أن يقبضوا عليه بسبب أنه « لم يتكلم قط إنسان هكذا مثل هذا الإنسان » (يو7: 46). وتأمل أيضاً عندما كان يُصلب وتُدق المسامير فيه، والناس يُعيرونه ويُجدفون عليه. كيف كانت كلماته التي نطق بها في هذا الظرف العصيب لا لطلب اثني عشر جيشاً من الملائكة، بل بكلمات الحنان والعطف قال: « يا أبتاه اغفر لهم » فما أحلى كلامه حقاً. وهكذا وهو في المجد شجع خادمه بولس بالكلمات « لا تخف ... لأني أنا معك ... » (أع18: 9،10). وهو لا يزال يقول « لا أتركك ولا أهملك » (عب13: 5). انظر كيف يقدم نفسه لنا في آخر أصحاح من الكتاب المقدس « أنا يسوع » الذي نعرفه كمخلصنا وصديقنا. وآخر رسالة حُبية منه للكنيسة على الأرض هي « أنا آتي سريعا » (رؤ22: 20). فما أحلى كلامه حقاً. أندرو مولر |
||||
18 - 06 - 2012, 10:44 PM | رقم المشاركة : ( 579 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
حَمَل الله هوذا حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم .... هوذا حَمَل الله (يو1: 29،36)ليوحنا المعمدان عبارتان شهيرتان. الأولى عندما قال « هوذا حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم » ولكنه قال في اليوم التالي « هوذا حَمَل الله ». والمؤمنون البالغون روحياً طالما وجدوا في العبارة الثانية عُمقاً عظيماً. إنها عبارة قصيرة ولكنها تحوّل أنظار السامعين إلى شخص الرب يسوع نفسه، في حين تُشير الأولى إلى عمله. فمن خروج12 نتعلم الكثير عن الحَمَل الكامل، والدم الكريم، والفصح، الأمر الذي حفظ للذكرى لبني إسرائيل على مرّ الأجيال. على أن الكتاب المقدس يُخبرنا عن حَمَل آخر مذكور في خروج29. وقد كان يُقدَّم هذا الحَمَل بصورة أخرى لغرض مختلف. إنه للمحرقة. كل صباح ومساء كانت تُعمل هذه المحرقة؛ المحرقة الدائمة. ويحدثنا الوحي في لاويين6: 8-13 عن إيقاد المحرقة طوال الليل، وكان ينبغي أن لا تُطفأ النيران. ولهذا الحَمَل أهمية عُظمى بالارتباط بالمحرقة الدائمة، إذ عندما تُذكر المحرقات في عددي28،29 بالارتباط بالسبت وبأعياد الرب، نجد أن ما يعطيها جميعها العظمة الفائقة هو أنها موصوفة باعتبارها « المُحرقة الدائمة ». وفي لوقا1: 8،9 نجد زكريا الكاهن وهو يوقد البخور في الهيكل. وقد كان ذلك هو البخور الدائم بحسب ما ورد في خروج30: 1-10 في وقت التقدمة للمحرقة الدائمة. وبالارتباط بذلك أيضاً نجد خروج27: 20 حيث نتعلم هناك شيئاً عن زيت الزيتون الذي يجعل السُرج موقدة ومشتعلة دائماً. والمُحرقة تكلمنا عن القبول أمام الله، والله يُقدِّر جداً المحرقة الدائمة. وبارتباطها بالبخور الدائم والحَمَل الذبيح على الدوام، فكل هذه تحدثنا بصورة رمزية نبوية عن كمالات ربنا يسوع المسيح في شخصه الفريد وفي عمله الكريم. وهكذا يمكننا أن نستنتج أن يوحنا المعمدان قد لخص أمجاد ربنا يسوع المسيح غير المحدودة بعبارته الثانية « هوذا حَمَل الله ». أيها الأحباء: نحن لم نَعُد نستقر على محرقة دائمة، تتكرر مرتين يومياً: صباحاً ومساءاً ـ بل على ذبيحة واحدة إلى الأبد لا يؤثر على قوتها وعطرها المُنعش الدائم، الزمن أو أي عامل آخر. |
||||
18 - 06 - 2012, 10:44 PM | رقم المشاركة : ( 580 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
حَمَل الله، وخطية العالم أقبلت اللحظة التي كان يترقبها المعمدان، وظل يتطلع إلى الجموع ويتأمل لكي يرى ذلك الشخص المبارك. وفجأة رأى الرب يسوع مُقبلاً نحوه، وروح الله يقول له « ها هو يا يوحنا ». وفي الحال فاضت أفراحه قائلاً: « هوذا حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم ». والحَمَل كذبيحة كان معروفاً للشعب الذي قدّم ذبائح كثيرة على مدى سنوات عديدة، ولم تستطع البتة أن تنزع الخطية لأنها كانت من الأمور الرمزية، ولكن لما جاء الكلمة الأزلي في الجسد واتجه إلى المعمدان، ميَّزه بالروح القدس كالمرموز إليه من قديم الزمان، وشهد أنه « حَمَل الله » أي الحَمَل المُرسل من الله وفقاً لأفكاره ومقاصده لكي يتمم عمل الفداء. إن فيه جواب إبراهيم لابنه إسحاق الذي قال لأبيه « هوذا النار والحطب ولكن أين الخروف للمُحرقة » فقال إبراهيم « الله يرى له الخروف للمُحرقة يا ابني » (تك22: 7،8). وإذا تأملنا في قول المعمدان نلاحظ أن المعمدان لم يَقُل إنه « حَمَل الله الذي سيرفع خطية العالم » أو « حَمَل الله الذي رفع خطية العالم » بل ما يقصده المعمدان هو المعنى الشامل الذي لا يعتمد على وقت معين لإتمامه. إنه يقصد أن هذا هو الشخص وهذا هو عمله. وشهادته تنصّب على فاعلية موت المسيح بكل نتائجها التي يتوالى ظهورها الواحدة بعد الأخرى. النتيجة الأولى: هي الإنجيل ورسالة الفداء والخلاص من الخطية والخطايا لكل مَنْ يؤمن حيث نرى تحقيق ما قاله الرسول يوحنا في رسالته الأولى « وهو كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضا » (1يو2: 2). أي أن في الإمكان أن تشمل كفاية دم المسيح كل العالم لو جاء بالإيمان واحتمى في دمه الكريم. النتيجة الثانية لعمل المسيح تظهر عندما يأتي ثانية للمُلك، وعندئذ سيكون لعمل المسيح صورة أعم من الأول، لأن كل الخليقة وقتئذ سوف تتخلص من لعنة الخطية وتُعتق من عبودية الفساد إلى حرية مجد أولاد الله (رو8: 21)، ولو أن كل الذين يخطئون في المُلك سوف يموتون. النتيجة الثالثة والنهائية لعمل المسيح ستكون في السماوات الجديدة والأرض الجديدة، وفي هذه الحالة ستتحقق البركة بتمامها، وتظهر بصورة جلية. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|