03 - 09 - 2014, 03:34 PM | رقم المشاركة : ( 5751 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لماذا جاء السيد المسيح إلى عالمنا؟ جاء ليخلص ما قد هلك هذا يوضحه الإنجيلى بقوله: "لأن أبن الإنسان قد جاء لكى يطلب ويخلص ما قد هلك" (لو10:19) وهذ1 يعنى الخطاة الهالكين. ولماذا جاء يخلصهم؟ السبب أنه أحبهم على الرغم من خطاياهم!! وفى هذا يقول الكتاب: "هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد، لكى لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يو16:3). أذن هو حب أدى إلى البذل، بالفداء قصة ميلاد المسيح إذن، هى فى جوهرها قصة حب. أحب الله العالم، العالم الخاطئ، المقهور من الشيطان، المغلوب من الخطية……العالم الضعيف العاجز عن أنقاذ نفسه! أحب هذا العالم الذى لا يفكر فى حب نفسه حباً حقيقياً، ولا يسعى إلى خلاص نفسه……بل العالم الذى فى خطيته أنقلبت أمامه جميع المفاهيم والموازين، فأصبح عالما ضائعاً. والعجيب أن الله لم يأت ليدين هذا العالم الخاطئ، بل ليخلصه، فقال: "ما جئت لأدين العالم، بل لأخلص العالم" (يو47:12). لم يأت ليوقع علينا الدينونة، بل ليحمل عنا الدينونة. من حبه لنا وجدنا واقعين تحت حكم الموت، فجاء يموت عنا. ومن أجل حبه لنا، أخلى ذاته، وأخذ شكل العبد، وصار إنساناً. كانت محبة الله لنا مملوءة أتضاعاً، فى ميلاده، وفى صلبه. فى هذا الأتضاع قبل أن يولد فى مذود بقر، وأن يهرب من هيرودس، كما فى إتضاعه أطاع حتى الموت، موت الصليب، وقبل كل الآلام والإهانات لكى يخلص هذا الإنسان الذى هلك. رأى الرب كم فعلت الخطية بالإنسان!!! فتحنن عليه….. كان الإنسان الذى خلق على صورة الله ومثاله قد أنحدر فى سقوطه إلى أسفل، وعرف من الخطايا ما لا يحصى عدده، حتى وصل إلى عبادة الأصنام "وقال ليس إله"….."الجميع زاغوا وفسدوا معاً" (مز 1:14-3)….. ووصلت الخطية حتى إلى المواضع المقدسة. الإنسان وقف من الله موقف عداء. ورد الله على العداء بالحب!!!! فجاء فى محبته "يطلب ويخلص ما قد هلك". وطبعاً الهالك هو الإنسان الذى عصى الله وتحداه، وكسر وصاياه، وبعد عن محبته، "وحفر لنفسه آباراً مشققة لا تضبط ماء" (أر 13:2)……ولكن الله – كما أختبره داود النبى "لم يصنع معنا حسب خطايانا، ولم يجازنا حسب أثامنا، وإنما….كبعد المشرق عن المغرب، أبعد عنا معاصينا" (مز10:103-12). ولماذا فعل هكذا؟ يقول المرتل: "لأنه يعرف جبلتنا. يذكر أننا تراب نحن" (مز 14:103). حقاً إن الله نفذ (محبة الأعداء) على أعلى مستوى…. جاء الرب فى ملء الزمان، حينما أظلمت الدنيا كلها، وصار الشيطان رئيساً لهذا العالم(يو30:14) وأنتشرت الوثنية، وكثرت الأديان، وتعددت الآلهة…. ولم يعد للرب سوى بقية قليلة، قال عنها إشعياء النبى:"لولا أن رب الجنود أبقى لنا بقية صغيرة، لصرنا مثل سدوم وشابهنا عمورة"(إش9:1) وجاء الرب ليخلص هذا العالم الضائع، يخلصه من الموت ومن الخطية.وقف العالم أمام الله عاجزاً، يقول له: "الشر الذى لست أريده، إياه أفعل"…… "ليس ساكنا فى شئ صالح" ……"أن أفعل الحسنى لست أجد" (رو 17:7-19). أنا محكوم على بالموت والهلاك. وليس غيرك مخلص (إش 11:43). هذا ما تقوله أفضل العناصر فى العالم، فكم وكم الأشرار الذين يشربون الخطية كالماء، ولا يفكرون فى خلاصهم!! إن كان الذى يريد الخير لا يستطيعه، فكم بالأولى الذى لا يريده؟! إنه حقًا قد هلك ……لم يقل الكتاب عن المسيح إنه جاء يطلب من هو معرض للهلاك، وإنما من قد هلك….لأن "أجرة الخطية هى الموت" (رو 23:6). والرب فى سمائه أستمع إلى آنات القلوب وهى تقول: قلبى قد تغير: الله لم أعد أطلبه. والخير لم أعد أريده. والتوبه لا أبحث عنها ولا أفكر فيها، ولا أريدها. لماذا؟؟ لأن "النور جاء العالم، ولكن العالم أحب الظلمة أكثر من النور، لأن أعمالهم كانت شريرة" (يو19:3). وما دام قد أحب الظلمة أكثر من النور، إذن فسوف لا يطلب النور ولا يسعى إليه!!! هذا العالم الذى يحب الظلمة، جاء الرب ليخلصه من ظلمته. "إلى خاصته جاء، وخاصته لم تقبله" (يو 11:1). وعدم قبولهم له معناه أنهم هلكوا. والرب قد جاء يطلب ويخلص ما قد هلك. رفضهم له لا يعنى أنه هو يرفضهم. بل على العكس يسعى إليهم، لكى يخلصهم من هذا الرفض. "لأنه يريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون" (1 تى 4:2). كذلك جاء يطلب الوثنيين الذين يعبدون آلهه أخرى غيره. هم لا يعرفونه. ولكنه يعرفهمويعرف ضياعهم. وقد جاء لكى يطلبهم "النور أضاء فى الظلمة. والظلمة لم تدركه" (يو 5:1) ولكنه لم يتركهم لعدم إدراكهم له. إنما جاء ليعطيهم علم معرفته. وقد قال للآب عن كل هؤلاء الذين جاء ليخلصهم: "عرفتهم أسمك وسأعرفهم، ليكون فيهم الحب الذى أحببتنى به، وأكون أنا فيهم" (يو 26:17). ما أكثر ما أحتمل الرب لكى يخلص ما قد هلك. لست أقصد فقط ما أحتمله على الصليب ولكنى أقصد أيضًا ما أحتمله أثناء كرازته من الذين رفضوه، حتى من خاصته!!! التى لم تقبله…. حقًا ما أعجب هذا أن يأتى شخص ليخلصك، فترفضه وترفض خلاصه. ومع ذلك يصر على أن يخلصك!!!! حتى الذين أغلقوا أبوابهم فى وجهه، صبر عليهم حتى خلصهم. كان فى محبته وفى طول أناته، لا ييأس من أحد…..جاء يعطى الرجاء لكل أحد، ويفتح باب الخلاص أمام الكل…."يعطى الرجاء حتى للأيدى المسترخية وللركب المخلعة" (عب 12:12). "قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ" (مت 20:12). إنه جاء ليخلص، يخلص الكل. وكل هؤلاء مرضى وضعفاء وخطاة، ومحتاجون إليه. وهو قد قال: "لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى ما جئت لأدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة" (مر 17:2). من أجل هذا، لم يجد المسيح غضاضة أن يحضر ولائم الخطاة والعشارين ويجالسهم ويأكل معهم ويجتذبهم إليه بالحب. ويقول للمرأة التى ضبطت فى ذات الفعل: "وأنا أيضًا لا أدينك" (يو 11:8) لأنه ما جاء ليدينها بل ليخلصها. وهكذا قيل عنه إنه "محب للعشارين والخطاة" (مت 19:11). بل إنه جعل أحد هؤلاء العشارين رسوًلا من الأثنى عشر (متى). وأجتذب زكا رئيس العشارين للتوبة وزاره ليخلصه هو وأهل بيته، وقال: "اليوم حدث خلاص لأهل هذا البيت إذ هو أيضا إبن لإبراهيم" (لو 9:19). فتزمروا عليه قائلين: "أنه دخل ليبيت عند رجل خاطئ" ولكنه كان يطلب ويخلص ما قد هلك. إنه لم يحتقر الخطاة مطلقا، فالأحتقار لا يخلصهم! حتى الذين قالوا إصلبه، قدم لهم الخلاص أيضاً. وقال للآب وهو على الصليب: "يا أبتاه أغفر لهم، لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون" (لو 34:23). ولماذا قال: "أغفر لهم"؟….لأنه جاء يطلب ويخلص ما قد هلك. ولهذا فتح باب الفردوس أمام اللص المصلوب معه….. لم يكن ينظر إلى خطايا الناس، إنما إلى محبته هو.لم ينظر إلى تعدياتنا، إنما إلى مغفرته التى لا تحد. أما تعدياتنا فقد جاء لكى يمحوها بدمه. وحينما كان ينظر إليها، كان يرى فيها ضعفنا. لذلك قال له المرتل: "إن كنت للآثام راصداً يا رب، يا رب من يثبت؟! لأن من عندك المغفرة" (مز 130). إنه درس لنا، لكى لا نيأس، بل نطلب ما قد هلك. هناك حالات معقدة فى الخدمة نقول عنها: "لا فائدة فيها"، فنتركها ونهملها كأن لا حل لها، بل نقول إنها من نوع الشجرة التى لا تصنع ثمراً، فتقطع وتلقى فى النار (يو 10:3). أما السيد المسيح فلم ييأس مطلقاً، حتى من إقامة الميت الذى قال عنه أحباؤه إنه قد أنتن لأنه مات من أربعة أيام (يو 11). وهذا درس لنا أيضاً لكى نغفر لمن أساء إلينا. لأن الرب فى تخليصه ما قد هلك، إنما يغفر لمن أساء اليه. فالذى هلك هو خاطئ أساء إلى الله. والرب جاء يطلب خلاصه……!! كم ملايين والآف ملايين عاملهم الرب هكذا، بكل صبر وكل طول أناة، حتى تابوا وخلصوا. وبلطفه أقتادهم إلى التوبة (رو 4:2). كثيرون سعى الرب إليهم دون أن يفكروا فى خلاصهم.وضرب مثالاً لذلك: الخروف الضال، والدرهم المفقود (لو15). ومثال ذلك أيضا الذين يقف الله على بابهم ويقرع، لكى يفتحوا له (رؤ 20:3). وكذلك الأمم الذين ما كانوا يسعون إلى الخلاص، ولكن السيد المسيح جاء لكى يخلصهم ويفتح لهم أبواب الإيمان. ويقول لعبده بولس: "إذهب فإنى سأرسلك بعيداً إلى الأمم" (أع21:22) لما ذكر القديس بولس هذه العبارة التى قالها له الرب صرخ اليهود عليه قائلين إنه: "لا يجوز أن يعيش" (أع 22:22).ولكن هداية الأمم كانت قصد المسيح الذى جاء يطلب ويخلص ما قد هلك. جاء الرب يغير النفوس الخاطئة إلى أفضل.غير المؤمنين جاء يمنحهم الإيمان.والخاطئون جاء يمنحهم التوبة. والذين لا يريدون الخير جاء يمنحهم الإرادة. والذين رفضوه جاء يصالحهم ويصلحهم. وهكذا كان يجول يصنع خيراً (أع38:10). حتى المتسلط عليهم إبليس جاء ليعتقهم ويشفيهم. لذلك نحن نناديه فى أوشية المرضى ونقول له: "رجاء من ليس له رجاء، ومعين من ليس له معين. عزاء صغيرى النفوس، وميناء الذين فى العاصف". كل هؤلاء لهم رجاء فى المسيح الذى جاء يطلب ويخلص ما قد هلك….إنه عزاء الهالكين وأملهم. لذلك دعى أسمه "يسوع" أى المخلص، لأنه جاء يخلص. ولذلك فإن ملاك الرب المبشر ليوسف النجار، قال له عن العذراء القديسة: "ستلد أبناً، وتدعو أسمه يسوع، لأنه يخلص شعبه من خطاياهم" (مت 21:1). مجرد إسمه يحمل معنى رسالته التى جاء من أجلها، أنه جاء يخلص ما قد هلك……. جاء يبشر المساكين، يعصب منكسرى القلوب. ينادى للمسبيين بالعتق، وللمأسورين بالإطلاق"(إش 1:61). ما أحلاها بشرى جاء المسيح بها. لم يقدم للناس إلهاً جباراً يخافونه….بل قدم لهم أباً حنوناً يفتح لهم أحضانه، يلبسهم حلة جديدة. ويضع خاتماً فى أصبعهم، ويذبح لهم العجل المسمن (لو 15). إلهاً يخلصهم من خطاياهم، ويمسح كل دمعة من عيونهم. وهكذا أرتبط الخلاص بأسم المسيح وبعمله وفدائه. فإن كنت محتاجاً للخلاص، فأطلبه منه: يخلصك من عاداتك الخاطئة، ومن طبعك الموروث، ومن خطاياك المحبوبة، ومن كل نقائصك. ينضح عليك بزوفاه فتخلص، ويغسلك فتبيض أكثر من الثلج. هذه هى صورة المسيح المحببة إلى النفس، الدافعة إلى الرجاء. فإن أردت أن تكون صورة المسيح، أفعل مثله. أطلب خلاص كل أحد. أفتقد سلامة أخوتك. وأولاً عليك أن تحب الناس كما أحبهم المسيح، وتبذل نفسك عنهم – فى حدود إمكاناتك – كما بذل المسيح. وتكون مستعداً أن تضحى بنفسك من أجلهم. بهذا تدخل فاعلية الميلاد فى حياتك. ثم أنظر ماذا كانت وسائل المسيح لأجل خلاص الناس. أستخدم طريقة التعليم، فكان يعظ ويكرز، ويشرح للناس الطريق السليم، حتى يسلكون بالروح وليس بالحرف. وأستخدم أيضاً أسلوب القدوة الصالحة. وبهذا ترك لنا مثالاً، حتى كما سلك ذاك، ينبغى أن نسلك نحن أيضاً ( 1يو 6:2). وأستخدم المسيح الحب، وطول الأناة، والصبر على النفوس حتى تنضج. كما أستخدم الأتضاع والهدوء والوداعة. وأخيرًا بذل ذاته، مات عن غيره، حامًلا خطايا الكل……… فأفعل ما تستطيعه من كل هذا. وأشترك مع المسيح، على الأقل فى أن تطلب ما قد هلك، وتقدمه للمسيح يخلصه. وعلى الأقل قدم صلاة عن غيرك ليدخل الرب فى حياته ويخلصه. والصلاة بلا شك هى عمل فى إمكانك. ولا تكن عنيفاً ولا قاسياً فى معاملة الخطاة، بل تذكر قول الرسول: "أيها الأخوة إن انسيق إنسان، فأخذ فى زلة، فأصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة" (غل 1:6). كما إستخدم الرب روح الوداعة فى طلب الناس وتخليصهم………. |
||||
03 - 09 - 2014, 03:50 PM | رقم المشاركة : ( 5752 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حقاً إن الله نفذ (محبة الأعداء) على أعلى مستوى جاء الرب فى ملء الزمان، حينما أظلمت الدنيا كلها، وصار الشيطان رئيساً لهذا العالم(يو30:14) وأنتشرت الوثنية، وكثرت الأديان، وتعددت الآلهة…. ولم يعد للرب سوى بقية قليلة، قال عنها إشعياء النبى:"لولا أن رب الجنود أبقى لنا بقية صغيرة، لصرنا مثل سدوم وشابهنا عمورة"(إش9:1) وجاء الرب ليخلص هذا العالم الضائع، يخلصه من الموت ومن الخطية.وقف العالم أمام الله عاجزاً، يقول له: "الشر الذى لست أريده، إياه أفعل"…… "ليس ساكنا فى شئ صالح" ……"أن أفعل الحسنى لست أجد" (رو 17:7-19). أنا محكوم على بالموت والهلاك. وليس غيرك مخلص (إش 11:43). هذا ما تقوله أفضل العناصر فى العالم، فكم وكم الأشرار الذين يشربون الخطية كالماء، ولا يفكرون فى خلاصهم!! إن كان الذى يريد الخير لا يستطيعه، فكم بالأولى الذى لا يريده؟! إنه حقًا قد هلك ……لم يقل الكتاب عن المسيح إنه جاء يطلب من هو معرض للهلاك، وإنما من قد هلك….لأن "أجرة الخطية هى الموت" (رو 23:6). والرب فى سمائه أستمع إلى آنات القلوب وهى تقول: قلبى قد تغير: الله لم أعد أطلبه. والخير لم أعد أريده. والتوبه لا أبحث عنها ولا أفكر فيها، ولا أريدها. لماذا؟؟ لأن "النور جاء العالم، ولكن العالم أحب الظلمة أكثر من النور، لأن أعمالهم كانت شريرة" (يو19:3). وما دام قد أحب الظلمة أكثر من النور، إذن فسوف لا يطلب النور ولا يسعى إليه!!! هذا العالم الذى يحب الظلمة، جاء الرب ليخلصه من ظلمته. "إلى خاصته جاء، وخاصته لم تقبله" (يو 11:1). وعدم قبولهم له معناه أنهم هلكوا. والرب قد جاء يطلب ويخلص ما قد هلك. رفضهم له لا يعنى أنه هو يرفضهم. بل على العكس يسعى إليهم، لكى يخلصهم من هذا الرفض. "لأنه يريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون" (1 تى 4:2). كذلك جاء يطلب الوثنيين الذين يعبدون آلهه أخرى غيره. هم لا يعرفونه. ولكنه يعرفهمويعرف ضياعهم. وقد جاء لكى يطلبهم "النور أضاء فى الظلمة. والظلمة لم تدركه" (يو 5:1) ولكنه لم يتركهم لعدم إدراكهم له. إنما جاء ليعطيهم علم معرفته. وقد قال للآب عن كل هؤلاء الذين جاء ليخلصهم: "عرفتهم أسمك وسأعرفهم، ليكون فيهم الحب الذى أحببتنى به، وأكون أنا فيهم" (يو 26:17). |
||||
03 - 09 - 2014, 03:52 PM | رقم المشاركة : ( 5753 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قصة ميلاد المسيح إذن، هى فى جوهرها قصة حب أحب الله العالم، العالم الخاطئ، المقهور من الشيطان، المغلوب من الخطية……العالم الضعيف العاجز عن أنقاذ نفسه! أحب هذا العالم الذى لا يفكر فى حب نفسه حباً حقيقياً، ولا يسعى إلى خلاص نفسه……بل العالم الذى فى خطيته أنقلبت أمامه جميع المفاهيم والموازين، فأصبح عالما ضائعاً. والعجيب أن الله لم يأت ليدين هذا العالم الخاطئ، بل ليخلصه، فقال: "ما جئت لأدين العالم، بل لأخلص العالم" (يو47:12). لم يأت ليوقع علينا الدينونة، بل ليحمل عنا الدينونة. من حبه لنا وجدنا واقعين تحت حكم الموت، فجاء يموت عنا. ومن أجل حبه لنا، أخلى ذاته، وأخذ شكل العبد، وصار إنساناً. كانت محبة الله لنا مملوءة أتضاعاً، فى ميلاده، وفى صلبه. فى هذا الأتضاع قبل أن يولد فى مذود بقر، وأن يهرب من هيرودس، كما فى إتضاعه أطاع حتى الموت، موت الصليب، وقبل كل الآلام والإهانات لكى يخلص هذا الإنسان الذى هلك. رأى الرب كم فعلت الخطية بالإنسان!!! فتحنن عليه….. كان الإنسان الذى خلق على صورة الله ومثاله قد أنحدر فى سقوطه إلى أسفل، وعرف من الخطايا ما لا يحصى عدده، حتى وصل إلى عبادة الأصنام "وقال ليس إله"….."الجميع زاغوا وفسدوا معاً" (مز 1:14-3)….. ووصلت الخطية حتى إلى المواضع المقدسة. الإنسان وقف من الله موقف عداء. ورد الله على العداء بالحب!!!! فجاء فى محبته "يطلب ويخلص ما قد هلك". وطبعاً الهالك هو الإنسان الذى عصى الله وتحداه، وكسر وصاياه، وبعد عن محبته، "وحفر لنفسه آباراً مشققة لا تضبط ماء" (أر 13:2)……ولكن الله – كما أختبره داود النبى "لم يصنع معنا حسب خطايانا، ولم يجازنا حسب أثامنا، وإنما….كبعد المشرق عن المغرب، أبعد عنا معاصينا" (مز10:103-12). ولماذا فعل هكذا؟ يقول المرتل: "لأنه يعرف جبلتنا. يذكر أننا تراب نحن" (مز 14:103). |
||||
03 - 09 - 2014, 03:55 PM | رقم المشاركة : ( 5754 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
السر الجديد والعجيب أنا أنظر سراً جديداً وعجيباً. أُذناي تدوِّي بأنشودة الرعاة، مزمِّرين لا بأغنية رخيمة، بل مرنِّمين بكل قوة ترنيمة السماء. الملائكة يرتِّلون، ورؤساء الملائكة يمزجون أصواتهم في تناغم. الشاروبيم ينشدون تسبحتهم البهيجة، والسيرافيم يمدحون مجده. الكل متآزر في إطراء هذا العيد المقدس، وقد نظروا اللاهوت هنا على الأرض، والإنسان هناك في السماء. الذي هو فوق، الآن يسكن من أجل فدائنا هنا أسفل، والذي كان أسفل ارتفع بموجب الرحمة الإلهية. بيت لحم، في ذلك اليوم، تُماثِل السماء، إذ تسمع من النجوم أصداء الأصوات الملائكية؛ وعِوَضاً عن الشمس، تطوي شمس البر بيت لحم من كل صوب. ولا تَسَلْني كيف؟ فحين يشاء الله، فإن نظام الكون يخضع. لقد شاء، وملك القدرة نزل وافتدى. الكل يتحرَّك طاعةً لله. في هذا اليوم، الكائن الأزلي، يصير على ما لم يكن عليه، إذ ليس نتيجة فقدان اللاهوت صار إنساناً، ولا نتيجة الازدياد تحوَّل الإنسان إلى إله. بل هو الكلمة صار جسداً؛ وطبيعته بسبب عدم تأثُّرها بقيت بلا تغيير (من تعبيرات القديس كيرلس الكبير). حينما وُلد، أنكر اليهود ميلاده المعجزي، والفرِّيسيون بدأوا يُفسِّرون الكتب المقدسة زيفاً، والكتبة تكلَّموا مناقضين لِمَا يقرأون. هيرودس فتش عن الذي وُلد، لا لكي يسجد له، بل لكي يقتله. اليوم الكل يُعلِن العكس. فلأتكلَّم مع صاحب المزامير: «لا نُخفي عن بنيهم إلى الجيل الآخِر» (مز 78: 4). وهكذا أتى الملوك، ونظروا الملك السماوي الذي حلَّ على الأرض دون أن يستحضر معه ملائكة ولا رؤساء ملائكة ولا عروشاً ولا سلاطينَ ولا سيادات، بل خرج من رَحِم طاهر، سالكاً طريقاً جديداً مقفراً. بَيْد أنه لم يتخلَّ عن ملائكته، ولا تركهم معوزين إلى عنايته، ولا بسبب تجسُّده انفصل عن اللاهوت. ها هوذا ملوك يأتون ليسجدوا للملك السماوي الممجَّد، وجنود ليخدموا إله قوات السماء، ونساء ليسجدن لِمَن وُلد من امرأة محوِّلاً آلام الولادة إلى فرح، وعذارى أتين إلى ابن العذراء ليُشاهدن ببهجة ذاك الذي هو واهب اللبن… والأطفال ليعبدوا مَن صار طفلاً صغيراً فيتهيَّأ من أفواه الأطفال والرضعان سُبْحٌ. الأطفال أتوا إلى الطفل الذي أوجد شهداء بسبب غضب هيرودس، ورجالٌ أتوا إلى مَن صار رجلاً ليشفي تعاسات عبيده، ورعاة إلى الراعي الصالح الذي وضع حياته من أجل خرافه، وكهنة إلى مَن صار رئيس كهنة على طقس ملكي صادق، وعبيد إلى مَن «أخذ صورة عبد» حتى يُبارك عبوديتنا بجعالة الحرية، وصيَّادون إلى مَن اختار من وسط الصيَّادين صيَّادين للناس، وعشَّارون إلى مَن دُعِيَ من بينهم إنجيلياً مختاراً، ونساء خاطئات إلى مَن بسط قدميه لدموع التائبة؛ وإني لأجمع الكل معاً. كل الخطاة أتوا حتى يتطلَّعوا إلى حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم. |
||||
03 - 09 - 2014, 03:56 PM | رقم المشاركة : ( 5755 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المولود من الآب قبل كل الدهور، وُلِد من العذراء من أجلي فما دام الكل يفرحون، أنا أيضاً أريد أن أفرح. أنا أيضاً أرغب أن أُشارِك في بهجة المرنِّمين، أن أحتفل بالعيد؛ ولكني سأشترك، ليس بنقر الأوتار، ولا بموسيقى المزمار، ولا بحمل المشاعل، بل بحمل مهد المسيح بين أذرعي. فهذا هو كل رجائي، هذا هو حياتي وخلاصي، مزماري وقيثاري. وعندما أحمله، وأنال من قوته موهبةَ كلامٍ، آتي أنا أيضاً مع الملائكة مرنِّماً: «المجد لله في الأعالي»، ومع الرعاة «وعلى الأرض سلام للناس ذوي المسرَّة». في هذا اليوم، الذي هو مولود الآب بما لا يُنطق به، وُلد من العذراء لأجلي، بطريقة يعجز اللسان عن روايتها. مولودٌ، بحسب طبيعته، من الآب قبل كل الدهور – على أية حالٍ يعرف الذي ولده – وقد وُلد ثانيةً في هذا اليوم من العذراء بما يفوق نظام الطبيعة – على أية حال يعرف قوة الروح القدس – ميلاده السماوي حقيقي، وميلاده هنا على الأرض حقيقي. كإله هو حقاً مولود من الآب، وهكذا كإنسان هو حقاً مولود من العذراء. في السماء هو وحده مولود الآب الوحيد، وعلى الأرض هو وحده مولود العذراء الوحيد. وكما أنه في الولادة السماوية، يُعتبر ادِّعاءُ وجود أُمٍّ هرطقةً؛ هكذا في الولادة الأرضية (بالنسبة لميلاد المسيح)، فإن ادِّعاء وجود أب هو تجديفٌ. الآب وَلَدَ في الروح، والعذراء وَلَدَت بلا دنس. الآب وَلَدَ بدون تحديدات الجسد، لأن الذي ولده هو اللاهوت؛ والعذراء لم تعاني فساداً في وضعها، إذ أنها ولدت معجزياً. مِن ثمَّ فإنه ما دام هذا الميلاد السماوي لا يمكن وصفه، فمجيئه بيننا في هذه الأيام لا يسمح بالتفحُّص بالفضول الشديد. بالرغم من معرفتي بأن عذراءً وَلَدَت ابناً في تلكم الأيام، وبالرغم من اعتقادي بأن الله وَلَدَ الابن قبل كل الأزمان؛ إلاَّ أنني تعلَّمتُ أن أوقِّر طريقة هذا الميلاد في صمت، وأن أقبل ألاَّ أسْبر غور هذا الأمر بفضول الحديث بالكلام. فإنه مع الله نحن لا نفتش عن نظام الطبيعة، بل نسند إيماننا على قوة الله الذي يعمل. لا مراء في أنه من خصائص الطبيعة أن تلد المرأة المتزوجة، لكن حينما تظل عذراء غير متزوجة بكراً حتى بعد أن تحمل طفلاً، فهنا أمر يفوق الطبيعة. أما بخصوص ما يحدث وفقاً للطبيعة، فيحقُّ لنا أن نسأل؛ أما ما يفوق الطبيعة فنحن نكرِّمه في سكون، لا على أنه شيء لابد من تجنُّبه أو تجاوزه، بل كأمر فائق يعلو على كل عقل. |
||||
03 - 09 - 2014, 03:57 PM | رقم المشاركة : ( 5756 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ابن الله الوحيد تجسَّد، لكي يمسك بأيدينا ويقودنا ويُمجِّد طبيعتنا ماذا ترى سأقول لكم؟ وبأي شيء سأُخبركم؟ ها إني أرى أُماً قد وَلَدَت، وأرى طفلاً أتى إلى النور بالميلاد. طريقة الحَبَل به أمر لا أُدركه. لقد غُلِبَت الطبيعة هنا، وحدود النظام الثابت قد تنحَّت جانباً. لقد شاء الله، وليس بحسب الطبيعة قد حدث هذا الأمر (تجسُّد ابن الله). الطبيعة هنا قد استكانت، بينما مشيئة الله تعمل. الابن الوحيد الذي قبل الدهور، الذي لا يمكن أن يُدرَك أو يُفهَم، البسيط اللاجسدي؛ قد لَبِسَ الآن الجسد الذي ألبسه أنا، الذي هو جسد مرئي قابل للفساد. ولأي سبب؟ حتى بمجيئه وسطنا يُعلِّمنا، وحتى بتعليمه يمسك بأيدينا ويقودنا إلى ما لا يمكن أن يراه الناس، إذ طالما يعتقد الناس بأن العيون أكثر صدقاً من الآذان، فهُمْ يشكُّون في كل ما لا يَرَوْنه. لذا فقد تنازَل ليُظهِر نفسه في حضورٍ جسدي حتى يُبدِّد كل شك. لقد وُلد من عذراء، تلك التي لم تكن تعرف قصده، ولا بقيت معه لكي يحدث هذا، ولا ساهمت فيما قد صنعه؛ لكنها كانت الأداة البسيطة لقوته المخفية. هذا هو ما فَعَلَته فقط، والذي تعلَّمته من الملاك غبريال ردّاً على سؤالها: «كيف يكون هذا وأنا لستُ أعرف رجلاً»؟ حينئذ ردَّ عليها الملاك: «الروح القدس يحلُّ عليكِ، وقوة العليّ تُظلِّلكِ». وبأي كيفية كان العليُّ معها، الذي بعد حين خرج منها؟ لقد كان مثل الصانع الماهر الذي يحصل على مادة خام مناسبة، يصيغ لنفسه إناءً جميلاً؛ هكذا المسيح، وقد وجد الجسد والنفس المقدَّسَيْن اللذين للعذراء، يبني لنفسه هيكلاً حياً، وبحسبما كانت مشيئته كوَّن هناك إنساناً من العذراء، وإذ لَبِسه الله وُلِدَ في ذلك اليوم. غير محتسب أي خزي من دناءة طبيعتنا. فإنَّ لِبْسه ما قد صنعه، لم يكن بالنسبة له انحطاطاً. فلتتمجَّد دائماً هذه الصنعة، التي صارت رداءً لخالقها. تماماً مثلما حدث في خلقة الجسد الأولى، لم يكن ممكناً أن يُصنَع الإنسان قبل أن يدخل الطين إلى يدي الله؛ هكذا أيضاً لم يكن ممكناً أن يتمجَّد هذا الجسد الفاسد، إلاَّ بعد أن يصير أولاً ثوباً لخالقه. |
||||
03 - 09 - 2014, 03:59 PM | رقم المشاركة : ( 5757 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تأملات في الميلاد للراهب القمص متى المسكين لا يوجد أعجب من أن يكون المسيح هو: » الله ظهر في الجسد! «(1تي 16:3) ساكن السموات، والسموات غير طاهرة لديه، ورجلاه تطآن أرض شقائنا. النور والساكن في النور، يغْشَى عالمنا ويضيء على الجالسين في الظلمة وظلال الموت. بهاء مجد الله ورسم جوهره، يتشبَّه بنا، ويأخذ شكل العبد. الجالس على كرسي مجده، يتقبَّل تسبيحات ملائكته، ينزل إلى الدروب والحارات يبحث عن الخاطئ بين الطين والأوحال. الوجه المضيء الذي كان لا يراه إنسان ويعيش، نظرناه من خلف غلالة الصليب وذُقنا واشتركنا فيه. مصدر الطهر والقداسة والجلال، يتآخى مع الخطاة ويجلس مع العشَّارين والزناة. الذي لا تثمِّنه تلال من ذهب، وجبال الماس تُسترخص؛ يبيعه الإنسان بثلاثين من الفضة. يُسْكِت ملايين الهاتفين مجداً، ويأمر فتصمت ربوات المسبِّحين؛ ليسمع بكاء مسكين، أو أنين إنسان مظلوم مُهان. والأُمُّ تنسى رضيعها، وهو لا يتخلَّى عمَّنْ اتكل عليه ولا إلى لحظة. راهن عليه الفريسيون والكتبة، وتحدَّاه رؤساء الكهنة أن ينزل عن الصليب إن كان هو ابن الله؛ وكان هو الله، وما نزل. رهانُهم أرادوا به أن يُداروا ظلمهم، وتحدِّيهم كان ليخفوا جريمتهم؛ فقَبِلَ أن يخسر الرهان ليؤكِّد ظلمهم، وتحدَّى التحدِّي بقيامته. ربُّ الحياة ومعطيها، بالحب مات على الصليب، ليهب الحب والحياة لكل خاطئ آمَنَ بالحياة، ومعطيها! فهل يُنسب لله بعد ذلك ظلمٌ بعد أن قَبِلَ بموته الظلم وغفر لظالميه! لا تعجب أن يقبل الله الموت بالجسد ظلماً، بل اعجب: كيف أمات الموتَ لَمَّا قام بجسده حيًّا، وأحيا به المائتين ظلماً!؟ وحياته التي أقام بها الجسد، بالسر أسكنها في خبزة محبة، نأكلها فيسكن فينا سر الحب والقيامة. ثم ليزيد العجبَ عجباً، جعل كلَّ مَنْ يؤمن أن الله قادرٌ أن يغفر للفاجر فجره، يُحسَب له إيمانه برًّا!! لأنك إن آمنتَ بالله وحسب، فالكل يؤمنون؛ ولكن أن تؤمن بأقصى رحمته، يُحسب إيمانك لك برًّا. لذلك، ألبَسَ اللهُ ابنَه جسداً ليحمل على صليبه بالموت أشنعَ الخطايا وعارها؛ فكلُّ مَنْ آمن بموته وعاره، صار إيمانه له برًّا. عجيب هو المسيح هذا الذي صُلِب من أجل الخطاة والزناة والفجَّار، ليؤكِّد لك أن الله رحيمٌ. الله لما رأى أن خطاة الأرض استنفدوا كلَّ حقِّهم في الحياة، أرسل ابنه ليحمل كل خطاياهم ويجدِّد للعالم حقهم في الحياة. عجيب هو المسيح الذي قَبِلَ اتهام رؤساء اليهود، حينما نسبوا إليه جميع الخطايا، وطلبوا أن يُصلَب؛ فقَبِلَ راضياً ولم يحتج، ليدفع على الصليب ثمن كل الخطايا رسمياً، وبحكم القانون. ثم عجبي على الذي يرفض الصليب ويهينه، |
||||
03 - 09 - 2014, 04:03 PM | رقم المشاركة : ( 5758 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس بولس وشرح الرسالة والانجيل القديس بولس اللاهوتي الاول في الكنيسة: كنيسة الله [1] القديس بولس اول لاهوتي كشف سرّ الكنيسة. اللفظة اليونانية الاصلية Ekklesia تعني الاجتماع الداعي اليه الله. وهي اياها باللاتينية Ecclesia، ومنها اشتقت اسماء اللغات التي هي من اصل لاتيني: بالفرنسية Eglise، بالايطالية Chiesa، بالاسبانية Iglesia. المعنى نفسه نجده في لفظة " كنيسة" بالعربية، وهي من الاصل السرياني" كنوشتو"، من فعل " كانش" اي جَمَع، " دعا الجماعة لتلتئم". في العهد القديم، كانت اللفظة تعني " جماعة شعب الله التي كان يدعوها". وكان نموذجها الشعب المجتمع في سفح جبل سيناء. اما في العهد الجديد فهي جماعة المؤمنين بالمسيح الجديدة، التي يجمعها الله امامه من كل الشعوب. بولس الرسول هو اول مؤلف لكتابة مسيحية استعمل فيها لفظة Ekklesia- كنيسة، وهي الرسالة الى اهل تسالونيكي، كتبها سنة 50 من كورنتس، موجّهة الى "كنيسة التسالونيكيين التي في الله الرب يسوع المسيح" (1تسا1/1). وكذلك فعل في رسائل اخرى: الى كنيسة اللودِقيين (كولسي4/16)، الى كنيسة الله التي في كورنتس (1كور1/2؛2كور1/1)، الى الكنيسة التي في غلاطية (غلا1/2). انها كنائس محلية. لكن بولس قال في موضع آخر انه اضطهد " كنيسة الله" التي لا تعني جماعة محلية محددة، بل كنيسة الله عامة. ليست " كنيسة الله" فقط مجموع الكنائس المحلية المختلفة، بل " كنيسة الله" التي تسبق كل الكنائس المحلية، وتتحقق فيها. ولانها " كنيسة الله" وهو يدعوها لتجتمع، فهي واحدة بكل تعابيرها المحلية. ان وحدانية الله هي التي تخلق وحدة الكنيسة في كل الامكنة التي تتواجد فيها. في رسالته الى اهل افسس توسّع بولس الرسول في مفهوم وحدة الكنيسة، فسمّى الكنيسة " عروسة المسيح" (افسس4/4-7، اا-16؛5/23-30). وادرك بولس الرسول ان الكنيسة مرتبطة بالكلمة الحية وباعلان المسيح الحيّ، القائم من الموت، الذي فيه وبه ينفتّح الله على كل الشعوب، ويجمعها في شعب الله الوحيد. نجد في اكثر من موضع من كتاب اعمال الرسل التزامهم " باعلان كلمة الله بجرأة (اعمال4/29 و31)، "بالمناداة بكلمة الرب" (اعمال 8/25). لكن هذه الكلمة هي صليب المسيح وقيامته اللذين يشكّلان السّر الفصحي. هذا السّر أحدث عند شاول تغييراً حاسماً في حياته على طريق دمشق، واصبح محور كرازته، الصليب والقيامة: قررت ان لا اعرف بينكم شيئاً إلاّ يسوع المسيح، واياه مصلوباً" ( 1كور2/2) و " ان كان المسيح لم يقم، فتبشيرنا فارغ، وفارغ ايمانكم" (1كور15/14). ان تحقيق سرّ الفصح فينا، وانتماءنا الى كنيسة الله يتمّان في سرّي المعمودية والقربان، ويدخلاننا في حضارة المحبة المسيحية. وهكذا نكون كنيسة محلية من جهة، ومؤمنين يدعوهم الله ويجمعهم في جماعة واحدة هي كنيسته، من جهة اخرى. |
||||
03 - 09 - 2014, 04:04 PM | رقم المشاركة : ( 5759 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نص الرسالة وشرحها: عبرانيين1/ 1-12. إِنَّ اللهَ كَلَّمَ الآبَاءَ قَدِيْمًا في الأَنْبِيَاء، مَرَّاتٍ كَثِيرَة، وبأَنْواعٍ شَتَّى، وفي آخِرِ هـذِهِ الأَيَّام، كَلَّمَنَا في الابْن، الَّذي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيء. وبِهِ أَنْشَأَ العَالَمِين. وهُوَ شُعَاعُ مَجْدِهِ وصُورَةُ جَوهَرِهِ، وضَابِطُ الكُلِّ بَكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ. فَبَعْدَمَا أَتَمَّ تَطْهِيرَ الـخَطايَا، جَلَسَ عَنْ يَمِينِ الـجَلالَةِ في الأَعَالِي، فصَارَ أَعْظَمَ مِنَ الـمَلائِكَة، بِمِقْدَارِ ما الاسْمُ الَّذي وَرِثَهُ أَفْضَلُ مِنْ أَسْمَائِهِم. فَلِمَنْ مِنَ الـمَلائِكَةِ قَالَ اللهُ يَومًا: "أَنْتَ ابْنِي، أَنَا اليَومَ وَلَدْتُكَ"؟ وقَالَ أَيْضًا: "أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا، وهُوَ يَكُونُ ليَ ابْنًا"؟ أَمَّا عِنْدَمَا يُدْخِلُ ابْنَهُ البِكْرَ إِلى العَالَمِ فَيَقُول: "فَلْتَسْجُدْ لَهُ جَمِيعُ مَلائِكَةِ الله!". وعَنِ الـمَلائِكَةِ يَقُول: "أَلصَّانِعُ مَلائِكَتَهُ أَرْوَاحًا، وخُدَّامَهُ لَهِيبَ نَار". أَمَّا عَنِ الابْنِ فَيَقُول: "عَرْشُكَ يَا أَلله، لِدَهْرِ الدَّهْر، وصَولَجَانُ الاسْتِقَامَةِ صَولَجَانُ مُلْكِكَ. أَحْبَبْتَ البِرَّ وأَبْغَضْتَ الإِثْم. لِذـلِكَ مَسَحَكَ إِلـهُكَ، يا أَلله، بِدُهْنِ البَهْجَةِ أَفْضَلَ مِنْ شُرَكَائِكَ". ويَقُولُ أَيْضًا: "أَنتَ، يَا رَبّ، في البَدْءِ أَسَّسْتَ الأَرْض، والسَّمَاوَاتُ صُنْعُ يَدَيْك. هِيَ تَزُولُ وأَنْتَ تَبْقَى، وكُلُّهَا كَالثَّوبِ تَبْلَى، وتَطْوِيهَا كَالرِّدَاء، وكالثَّوبِ تَتَبَدَّل، وأَنْتَ أَنْتَ وسُنُوكَ لَنْ تَفْنَى". يؤكد بولس الرسول ان المسيح، ابن الله المتجسّد، هو كلمة الآب الوحيدة والكاملة والنهائية. به قال كل شيء، ولن تكون كلمة اخرى غير هذه. ذلك ان الله كشف واوحى كل ذاته بالابن الذي صار انساناً، لانه " شعاع مجد الله وصورة جوهره" (عبرانيين1/3). بينما في الكلمات السابقة المتنوّعة التي " كلّم به الله الآباء قديماً في الانبياء، مرات كثيرة، وبانواع شتَّى"، فقد كشف واوحى ذاته بشكل جزئي. هذه الكلمات المتنوعة كانت احلاماً ورؤىً واختبارات وظهورات في الطبيعة وفي قلب الانسان، وعلى يد انبياء، فضلاً عن موسى وابراهيم. يقول القديس يوحنا الصليبي في شرحه لمطلع هذه الرسالة: " ما قاله الله جزئياً للانبياء، قاله كله وبكامله في ابنه، كاشفاً لنا كل ما هو هذا الابن. من يريد اليوم ان يسأله او يرغب في رؤية او وحي، فهو ليس فقط يرتكب حماقة، بل اساءة الى الله" ( انظر كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية،65). وينكشف لنا وجه آخر من سرّ الكلمة، هو المسيح الفادي الذي " اتمّ تطهير الخطايا"، وهو الملك الثابت ملكه الى الابد، كما اعلن الملاك جبرائيل لمريم (لو1/33). وبعدما اتمّ تطهير الخطايا، جلس عن يمين الجلالة في الاعالي" ( عبرانيين1/3). |
||||
03 - 09 - 2014, 04:05 PM | رقم المشاركة : ( 5760 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تجسّد كلمة الله (لوقا2/1-20) وُلد كلمة الله بحسب الجسد البشري ليرمم صورة الله في الانسان، المخلوق اصلاً على صورته (تكوين1/26)، وقد شوّهها الانسان بخطيئته. فكان كلمة الله المتجسد فادي الانسان ومخلّص العالم. وسيقول آباء الكنيسة: " تأنس الله ليؤلّه الانسان". لوحة الميلاد تكشف مضامين سرّ الكلمة المتجسّد، من خلال الاقوال والاحداث: هذا الكلمة المتجسّد هو " المخلص، المسيح الرب"؛ وهو " مجد الله" الظاهر في صورة الانسان المرممة ببشرية المسيح؛ وهو السلام على الارض" و " الرجاء للبشر". هذه الكلمة قالها الملاك للرعاة، وهؤلاء تنادوا للذهاب الى بيت لحم ليروا الكلمة، وعندما وصلوا أخبروا بالكلمة، ومريم حفظت في قلبها كل ما قيل عن الكلمة. اما الرعاة فعادوا فرحين بالكلمة، ممجّدين الله بها، ومسبحين على ما سمعوا ورأوا بشأنها. يقول القديس مكسيموس المعترف (+662): " وُلد كلمة الله مرة واحدة بحسب الجسد. ولكنه بحبه للبشر يودّ ان يولد باستمرار بالروح في الذين يحبونه. يصبح طفلاً صغيراً ويتكّون فيهم مع الفضائل، ويظهر بمقدار ما يتضّح له ان من يقبله جدير به. غير انه يظلّ مستتراً عن الجميع، بسبب عظمة سرّه". ولكن، كيف يولد عند الذين يحبونه؟ انه مثل حب الزرع، اذا وقع في الارض الطيبة، أثمر "الواحد مئة". الارض الطيبة هي القلب البشري المحب، مثل مريم العذراء التي قبلت كلمة الله، اولاً "بالايمان والرجاء والمحبة"، ثم فبلته جنيناً في حشاها. وكان يكبر فيها وهي فيه " بحفظها الكلمة في قلبها والتأمل فيها" (لو2/19). انها القدوة في كيف نسمع كلام الله: نحفظه في العقل والذاكرة، ثم نتأمله في القلب، فيظهر في الموقف والمسلك. مريم اعطت كلمة الله جسداً بشرياً، اما نحن فنعطيها امتداداً في حياتنا، ونموذجنا بولس الرسول الذي قال: " انا حيّ! لا انا! بل المسيح حيٌّ فيَّ" ( غلا2م20). |
||||