وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

[Mary Naeem]

الترنيم والموسيقى في الهيكل

يُعدّ تنظيم الترنيم والموسيقى في بيت يهوه من اهم مآثر داود.‏ فقد اقام آساف وهيمان ويدوثون (‏الذي يدعى ايضا إيثان كما يظهر)‏ على رأس ظ*ظ*ظ*‏,ظ¤ مرنم وموسيقي،‏ بينهم ظ¢ظ¨ظ¨ خبيرا تولَّوا مهام التدريب والاشراف.‏ وكان هؤلاء المرنمون والموسيقيون يحضرون جميعا الى الهيكل لتسبيح يهوه في الاعياد السنوية الثلاثة.‏ فتخيل عظمة هذه الجوقة المهيبة!‏ —‏ ظ، اخبار الايام ظ¢ظ£:‏ظ¥؛‏ ظ¢ظ¥:‏ظ،،‏ ظ¦،‏ ظ§.‏

اقتصر الترنيم في الهيكل على الذكور.‏ اما العبارة «على لحن الصبايا» في عنوان المزمور ظ¤ظ¦،‏ فتشير الى اصوات او آلة موسيقية عالية الطبقة.‏ وكان المرنمون يرنمون في اتحاد النغمات،‏ «كواحد» بحسب ظ¢ اخبار الايام ظ¥:‏ظ،ظ£.‏ وغالبا ما كانت الترانيم تؤدّى بمرافقة موسيقية،‏ مثل العديد من مزامير داود كالمزمور ظ£.‏ كما تضمّن البعض منها لازمة مثل اللازمة في المزمور ظ¤ظ¢:‏ظ¥،‏ ظ،ظ، و ظ¤ظ£:‏ظ¥.‏ وراجت ايضا الترانيم التي تؤدَّى على طريقة التجاوب،‏ حيث تتناوب جوقتان او جوقة ومرنم منفرد ترنيم ابيات القصيدة.‏ وهذا ما نجده في المزمور ظ¢ظ¤ الذي وضعه داود بمناسبة اصعاد تابوت العهد الى صهيون.‏ —‏ ظ¢ صموئيل ظ¦:‏ظ،ظ،-‏ظ،ظ§.‏

ولكن الترنيم لم يكن حكرا على الذين خدموا في الهيكل.‏ بل كان الشعب ايضا يرنمون خلال صعودهم الى اورشليم للاحتفال بالاعياد السنوية،‏ ولعل هذا هو المقصود بالعنوان:‏ «ترنيمة المصاعد».‏ (‏مزمور ظ،ظ¢ظ* الى ظ،ظ£ظ¤)‏ ففي المزمور ظ،ظ£ظ£ مثلا،‏ تغنّى داود بالاخوَّة التي تمتع بها الاسرائيليون في تلك المناسبات.‏ فقد استهله بالكلمات التالية:‏ «هوذا ما احسن وما احلى ان يسكن الاخوة معا في وحدة!‏».‏ تخيل صوت الموسيقى التي رافقت هذه الترنيمة.‏

[Mary Naeem]

الموسيقى في عبادة يهوه

تؤلف الترانيم والاغاني عُشر الكتاب المقدس،‏ وسفر المزامير يشجع كل الناس على تسبيح يهوه.‏ (‏مزمور ظ،ظ¥ظ*)‏ فيمكن للموسيقى ان تنسينا همومنا وللغناء ان يبلسم جراحنا.‏ ولكنها لا تؤثر في الحزانى فقط،‏ فالكتاب المقدس يشجع المسرورين ايضا على ترنيم المزامير.‏ —‏ يعقوب ظ¥:‏ظ،ظ£.‏

ان الترنيم وسيلة للتعبير عن ايماننا ومحبتنا لله.‏ ففي الليلة التي سبقت اعدام يسوع،‏ اختتم ورسله عشاءهم بترنيم التسابيح.‏ (‏متى ظ¢ظ¦:‏ظ£ظ*)‏ ومن المرجح انهم رنموا مزامير الـ‍ هلِّل،‏ وهي المزامير ظ،ظ،ظ£ الى ظ،ظ،ظ¨.‏ وإذا صحَّ ذلك،‏ فالرسل،‏ الذين كانوا يجهلون الاحداث الوشيكة،‏ سمعوا يسوع ينشد الكلمات التالية:‏ «احببتُ،‏ لأن يهوه يستمع الى صوتي وتوسلاتي .‏ .‏ .‏ حبال الموت اكتنفتني،‏ وشدائد شيول ادركتني .‏ .‏ .‏ ‹آه يا يهوه،‏ نجِّ نفسي!‏›».‏ ويا لجمال صوت ابن داود الذي سبق فتمتع بالترانيم المجيدة في السماء!‏ —‏ مزمور ظ،ظ،ظ¦:‏ظ،-‏ظ¤.‏

ليست الموسيقى اختراعا بشريا.‏ فالكتاب المقدس يأتي على ذكر الموسيقى والترانيم في السموات عينها،‏ حيث تعزف مخلوقات روحانية على قيثارات مجازية وترنم ترانيم حول عرش يهوه.‏ (‏رؤيا ظ¥:‏ظ©؛‏ ظ،ظ¤:‏ظ£؛‏ ظ،ظ¥:‏ظ¢،‏ ظ£)‏ ويهوه الله وهب الموسيقى للبشر ووضع في قلوبهم حسًّا موسيقيا ورغبة قوية في التعبير عن مشاعرهم عزفا او غناء.‏ فالموسيقى،‏ لدى كل مؤمن،‏ هي عطية الهية من لدن الله.‏ —‏ يعقوب ظ،:‏ظ،ظ§.‏



«في يوم فرحكم وفي مواسم اعيادكم .‏ .‏ .‏ تنفخون في البوقين».‏ —‏ عدد ظ،ظ*:‏ظ،ظ*



«يهوه راعيَّ،‏ فلا يعوزني شيء.‏ في مراعٍ خصيبة يربضني،‏ الى مياه الراحة يقودني».‏ —‏ مزمور ظ¢ظ£:‏ظ،،‏ ظ¢



‹منهم اربعة آلاف مسبحون ليهوه على الآلات التي قال داود:‏ «قد صنعتها للتسبيح»›.‏ —‏ ظ، اخبار الايام ظ¢ظ£:‏ظ¤،‏ ظ¥

[النبذة في الصفحة ظ¢ظ©]

عبَّر داود عن احاسيسه المختلفة شعرا وعزفا

[النبذة في الصفحة ظ£ظ*]

«سبحوا ياه!‏ سبحوه بالدف وبالرقص في حلقات.‏ كل نسمة فلتسبح ياه».‏ —‏ مزمور ظ،ظ¥ظ*:‏ظ،،‏ ظ¤،‏ ظ¦

[Mary Naeem]

الآلات الموسيقية في ازمنة الكتاب المقدس

شملت الآلات الوترية العود والقيثارة وآلات ذات عشرة اوتار.‏ (‏مزمور ظ©ظ¢:‏ظ£)‏ وكانت تُضبَط على دوزان علاموت وشمينيت،‏ وهما لفظتان ربما تشيران الى الديوان الاعلى والاخفض.‏ (‏ظ، اخبار الايام ظ،ظ¥:‏ظ¢ظ*،‏ ظ¢ظ،،‏ الحاشية)‏ اما آلات النفخ الخشبية والنحاسية،‏ فشملت الناي والمزمار والقرن،‏ اضافة الى الابواق التي كان عزفها «عاليا».‏ (‏ظ¢ اخبار الايام ظ§:‏ظ¦؛‏ ظ، صموئيل ظ،ظ*:‏ظ¥؛‏ مزمور ظ،ظ¥ظ*:‏ظ£،‏ ظ¤)‏ وفي تدشين الهيكل،‏ كان المرنمون والنافخون في الابواق «يُسمِعون صوتا واحدا في التسبيح».‏ (‏ظ¢ اخبار الايام ظ¥:‏ظ،ظ¢،‏ ظ،ظ£)‏ وقد يشير ذلك الى الدوزنة والتناغم وعدم وجود تنافر في النغمات.‏ اما آلات القرع فشملت الدف والصلاصل،‏ وهي عبارة عن آلة تصدر خشخشة،‏ فضلا عن «كل انواع الآلات المصنوعة من خشب العرعر».‏ كما استُعملت ايضا الصنوج:‏ الصغيرة منها «الطيبة النغمات»،‏ والكبيرة المسماة «الصنوج الطنانة».‏ —‏ ظ¢ صموئيل ظ¦:‏ظ¥؛‏ مزمور ظ،ظ¥ظ*:‏ظ¥.‏

[Mary Naeem]

أمومتها وكلمة الله

يقول القديس أغسطينوس: [حبلت به مريم في ذهنها قبل أن تحبل به في جسدها[81].] حقًا مُطوَّبة هي القديسة مريم لأنها قد اُختيرت أُمًّا لكلمة الله، لكنه قبل أن تحبل به جسديًا حملته روحيًا بالإيمان. فقد كانت مثالية في سماعها الكلمة والإنصات لها وإطاعتها، وحفظها متفكرة بها في قلبها.



* أمومة مريم ما كانت بذي فائدة لها لو لم تحمل السيد المسيح في قلبها بفرحٍ



القديس أغسطينوس






* إن كان رجل واحد قد جُرِح جرحًا مميتًا بامرأة، الآن العالم كله قد خلص خلال امرأة. أنتم تذكرون حواء، تأملوا في مريم. الأولى طردتنا خارج الفردوس، والأخيرة قادتنا (بالمسيح ابنها) إلى السماء[83].

القديس جيروم

[Mary Naeem]

* أمومة مريم ما كانت بذي فائدة لها
لو لم تحمل السيد المسيح في قلبها بفرحٍ

القديس أغسطينوس

[Mary Naeem]

إن كان رجل واحد قد جُرِح جرحًا مميتًا بامرأة،

الآن العالم كله قد خلص خلال امرأة.
أنتم تذكرون حواء، تأملوا في مريم.

الأولى طردتنا خارج الفردوس،
والأخيرة قادتنا (بالمسيح ابنها) إلى السماء

القديس جيروم

[Mary Naeem]

أمومة مريم البتول وأمومة البتول




القديسة مريم عذراء وزوجة (عروس) في نفس الوقت،
وهي تُمثِّل العضو الأول في الكنيسة العذراء عروس المسيح،
وكما يقول القدّيس أمبروسيوس:

[كانت مريم الزوجة والعذراء في آن واحد

وهي تُمثِّل الكنيسة العروس التي بلا عيب.

فالكنيسة عروس المسيح البتول،

حبلت بنا بالروح القدس وولدتنا بغير ألم،
ومريم حبلت بالروح لا بالزواج.]

[Mary Naeem]

أمومة النفس للسيد المسيح



القديسة مريم كوالدة الإله تُمَثِّل الكنيسة التي يحمل أعضاؤها الله روحيًا في قلوبهم،هكذا يتطلَّع آباء الكنيسة إلى الحياة الروحية للمسيحي بعد عماده كحالة نمو للمسيح نفسه في داخل قلوبهم التي تتَّسم بالأمومة له.


* كما يتشكَّل الطفل في الرحم، هكذا يبدو لي أن كلمة الله يتشكَّل في قلب النفس التي تَقْبَل نعمة المعمودية لتدرك في داخلها كلمة الإيمان الأكثر مجدًا والأكثر وضوحًا.

* يبدو أنه من الخطأ أن نتحدَّث عن تجسد ابن الله من القديسة العذراء ولا نشير إلى تجسده أيضًا في الكنيسة.. إذ يليق بكل واحدٍ منَّا أن يعرف مجيء ابن الله في الجسد بواسطة العذراء الطاهرة، وفي نفس الوقت أن يدرك مجيئه بالروح في كل واحدٍ منا.

العلامة أوريجينوس

* ما حدث لمريم التي بلا عيبٍ حين أشرق فيها كمال اللاهوت الذي في المسيح يتحقَّق في كل نفس تمارس البتولية كمنهجٍ لها. حقًا لا يعود يأتي السيد ليحل حلولًا جسديًا، "فإننا لسنا نعرفه بعد حسب الجسد" (2 كو 5: 6). إنما يسكن فينا روحيًا ويُحضر معه أباه، كما أخبرنا في الإنجيل في موضع آخر.
* جاء هذا الميلاد من الله، وهو يتحقَّق في كل وقتٍ فيه يحبل بخلود الروح في قلب الإنسان الحيّ، فيُعطي ميلادًا للحكمة والعدل والقداسة والنقاوة الكاملة.
بهذا يستطيع كل مسيحيٍ أن يصير أمًّا لذلك الذي هو في كل شيء، إذ يقول ربنا نفسه "من يصنع مشيئة أبي الذي في السماوات فهذا هو أمي" (مر 3: 25، مت 12: 50).

القديس غريغوريوس أسقف نيصص

* (كل مسيحي) يحبل بالله في قلبه.

القديس أغسطينوس

* تستطيع أن تكون أمًّا للرب على مثال الطوباوية مريم، التي استحقَّت بطهارة كهذه أن تكون أمًّا لله.

القديس جيروم

* ينادي على النفس التي تبدأ في الاتجاه نحو السيد المسيح هكذا: "يا مريم"، أي تتقبل اسم المرأة التي حملت به في أحشائها، إذ تلده النفس بمفهومٍ روحيٍ.
* أِحرص أن تُتَمِّم مشيئة الآب لكي تكون أمًّا للمسيح (مر 3: 35).

القدّيس أمبروسيوس

* من يبشر بالحق يُحسَب فوق كل شيءٍ أمًّا للمسيح، إذ يلد ربنا الذي يحضره في قلوب سامعيه. يصير أمًّا للمسيح، إذ يوحي بحب ربّنا في روح قريبة خلال كلماته له.


البابا غريغوريوس (الكبير)

* اسمعوا هذا يا رعاة الكنائس يا رعاة الله،
ففي هذا الوقت يأتيكم الملاك مُبَشِّرًا إياكم: أنه ولد لكم اليوم وفي كل يومٍ المسيح الرب!



العلامة أوريجينوس

* الكنيسة في حالة تمخض إلى أن يتشكَّل المسيح ويُولَد داخلنا، فكل قديس يتمتَّع بشركة مع المسيح كأنما يولد المسيح فيه من جديد!

ميثودوسيوس

[Mary Naeem]

القديسة مريم كوالدة الإله تُمَثِّل الكنيسة

التي يحمل أعضاؤها الله روحيًا في قلوبهم،

هكذا يتطلَّع آباء الكنيسة إلى الحياة الروحية للمسيحي

بعد عماده كحالة نمو للمسيح نفسه
في داخل قلوبهم التي تتَّسم بالأمومة له.

[Mary Naeem]

كما يتشكَّل الطفل في الرحم،

هكذا يبدو لي أن كلمة الله يتشكَّل في قلب النفس
التي تَقْبَل نعمة المعمودية لتدرك في داخلها
كلمة الإيمان الأكثر مجدًا والأكثر وضوحًا.



العلامة أوريجينوس