![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 5721 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الكنيسة والفكر السياسي ![]() للخروج من الانحطاط في مفهوم السياسة والممارسة السياسية، نواصل تعليم الكنيسة حول الشأن السياسي، وكيفية تصرّف السياسيين والحزبيين في خدمة الخير العام. موضوع اليوم: الخلقية السياسية. ليس للمسيحي حياتان متوازيتان : حياة روحية قائمة بذاتها وحياة علمانية لها نهجها الخاص، وتجهل الواحدة الاخرى. بل ينبغي على الاولى ان تروحن الثانية وتملأها قيما" روحية وانسانية وخلقية ، فتضحي الحياة واحدة ببعدين: الواحد عامودي متصل بقيم الروح، والثاني أفقي متصل بالافعال اليومية، حيث المسيحي يبث الروح المسيحية في النظام الزمني. ذلك ان البشرى الانجيلية تنير جميع الشؤون البشرية، من اقتصاد وسياسة وتجارة وقضاء وادارة واعلام وسواها، وهي كلها وسائل معدة، في آن معا"، لان تبني الاسرة البشرية ، وتقودها الى خيرها وسعادتها وكرامتها (الارشاد الرسولي: رجاء جديد للبنان،112). وفيما الكنيسة تعترف باستقلالية الشؤون الزمنية، فانها بتعليمها، وحكمها الادبي على صلاح الافعال وشرها، تدعو الذين يقومون بخدمة الشأن العام ان يحسنوا التصرف بعقل سليم، انسجاماً مع الحياة الفائقة الطبيعة التي تسمو هذا العالم بقيمها الروحية والانسانية والخلقية ما يجب ان يقوموا به او لا يقومون (البابا يوحنا بولس الثاني: تألق الحقيقة،59). يمتاز لبنان بخصائص سياسية ثلاث على المستويين الافقي والعامودي. افقياً، لبنان دولة ديموقراطية يريدها كل ابنائها، وديموقراطيته قائمة على امكانية العيش المشترك كهدف واساس للسلطة الشرعية ( مقدمة الدستور اللبناني). عامودياً، على مستوى توزيع السلطات، لبنان يعتمد العدالة والانصاف في توزيع السلطات بموجب الميثاق الوطني والصيغة اللبنانية وفقاً للمادة 95 من الدستور، يتم التوزيع بحسب نسبة الطوائف اللبنانية. هي الممارسة السياسية السليمة التي تجمع دائماً بين الافقي والعامودي. فان فُقد احدهما وقع الخلل في الكيان اللبناني، وانهارت الهوية والرسالة. لا بدّ، على مستوى الفكر السياسي، من فهم ما يسمى " بالطائفية السياسية" كتعبير عن توزيع السلطات. الديموقراطية والطائفية مترابطتان. لولا التعدد الطائفي لما كانت الديموقراطية التي هي نظام سياسي يقوم على التعددية والعيش المشترك. لقد علّمنا الاختبار، في سنوات الحرب، ان لا المسيحيون لوحدهم ولا المسلمون لوحدهم معدّون لممارسة الديموقراطية ضمن حدودهم. كفانا انتقاداً غبياً للطائفة (المطران انطوان حميد موراني: الارشاد الرسولي " رجاء جديد للبنان" في ابعاده اللاهوتية والروحية والانتروبولوجية، صفحة 239). من الضرورة تحديد الديموقرتطية ومعرفة الجانب الذي تعوق فيه الطائفة الديموقراطية السليمة. الديموقراطية هي ارادة العيش معاً والاتحاد بين الجميع، لكن الطائفية تحول الى حدّ ما دون الوحدة الافقية في العيش المشترك. فكيف التوفيق بين الطائفية، التي هي اساس الديموقراطية، وشرها الذي يعيق فعلياً الديموقراطية؟ السبيل الاول، توعية جميع اللبنانيين الى واقعهم السياسي في خيره وشره، واعطاؤهم ثقافة سياسية شاملة وموضوعية، ينشأ على اساسها الالتزام السياسي والانتماء الكامل الى لبنان في بُنيته، لا على اساس تعصّبي او جزئي. فيكون العمل بموجب العقل الساعي الى الخير العام، والى تجاوز الحدود الطائفية لصالح الكفاءة والخير العام. السبيل الثاني، تحويل التعددية الطائفية الى اساس تعددي للدولة يحمي الديموقراطية والحرية الدينية. وتبقى الممارسة السياسية وفقاً للدستور بعيدة عن التجاذبات والحسابات الطائفية. السبيل الثالث، جعل الثقافة معياراً للحصول على وظيفة، فلا يعود الفرد محتاجاً اللجوء الى طائفته لهذه الغاية. هذا السبيل يقتضي افراغ الطائفية من مضمونها، وجعلها في حالة عدم النفع على مستوى الحصول على وظيفة. كل هذه المعايير تدعو المواطنين لحسن اختيار ممثليهم في السلطة السياسية، ولتقييم عملهم ومحاسبتهم ومساءلتهم. **** |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 5722 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الغطاس او اعتماد المسيح ![]() نمجّد ونشكر سرّ تدبيرك يا يسوع الحبيب يا من تنازلت من ملكوتك باتضاع عجيب تَهابُ الملائك أمرَ لاهوتك السامي الرهيب وتجثو امامك بخوفٍ وارتعاد واحترام مهيب ![]() وأحنيت ذاتك نحو التجسد واقتبلت العار واتلدتَ بالفقر متردياً في ثوب الاحتقار وقد صرت مثلنا ومعنا ترددت نحنُ الاشرار لكي ترفعنا من حضيض الظلام لدار الانوار ![]() يا باري الكل يا من كابدت من اجل الانام فقراً وعُرياً وجوعاً وتعباً باكمل اهتمام ايها المجوب عن السارافيم صفوف الاضطرام واليوم اقبلت نحو الاعتماد بورع واحترام ![]() ولما عاينك النبيّ البتول ابن العاقر آتياً تعتمد وانت القدوس النقي الطاهر فمانعَ قائلاً إني لمحتاج ايها القادر ان اعتمد منك لكي تكسوني ثوباً فاخر ![]() فجاوبتَ البتول فخرَ القصّاد باحتشام عظيم دعني اعتمد لانقذ آدم من سجن الجحيم احنيتَ رأسك واعتمدتَ منه باتضاع جسيم وفتحت لنا بسرّ اعتمادك ابواب النعيم ![]() يا لسرٍّ عجيب كيف المصنوع يمنحُ الصانع سرّ الاعتماد وهذا امرٌ يُذهلُ المسامع وكيف العالي فوق الاردن ينحني خاضع ومن يوحنا يَقبل العماد ساجداً طائع ![]() والآن نطلب من فيضِ رحمتك وجودِكَ العميم بسرِّ اعتمادك إغفرْ خطايا جمعنا الاثيم واحفظ كنيستك وأبعد عنها كل رأي سقيم وامنح بنيها ان يتشبثوا برأيها المستقيم ![]() وشرّف رأسها الحبر الاعظم اساس الايمان واحفظ بنيها المسيحيين من كل طغيان واشف المرضى وامنح الخطأة صفحاً وغفران واذكر الموتى في ملكوتك كنز الاحسان |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 5723 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() قليلون هم من يعرفون أن في ليلة 5-6 كانون الثاني عيد يسمآ بالعامية : الدايم دايم أو الغطاس وبالفصحى تسميه الكنائس المسيحية الدنح او ذكرى إعتماد السيد المسيح في نهر الأردن أعزائي القرّاء على العادات الشعبية في هذه الليلة التي هي عادات جميلة توارثنها من أجدادنا و ما زلنا نورثها للأحفاد على أمل ألا تضيع منا هذه العادات اللطيفة - تسمى هذه الليلة بالدايم دايم لأن روايات الأقدمين تقول أن في مثل هذه الليلة يزور المسيح كلّ الأرض التي تنحني لإستقباله حتى بشجرها إلا شجرة التين التي سبق أن لعنها لذا تعجن الأمهات في البيوت عجينة صغيرة دون إضافة الخميرة لها و تعلفنها في الشجر دون شجرة التين طبعا.. أملا بإلتماس البركة من المسيح المار عند منتصف الليل و استعمالها لتبريك للمعجن الذي كان عمود البيت القروي و رأسماله . - ومن العادات الأخرى أن يفتح القرويون في مثل هذه الليلة كل ما يملكون من خوابي زيت وحبوب و كل موؤنهم و ذلك لإلتماس البركة و دوام وجودها في البيت و مثل كلّ عيد من الأعياد ، يقدم المحتفلين بهذا العيد انواع شتى من الحلويات و أكثرها شهرة هة : العوامات و الزلابية التي تغطٍ في الزيت المغلي ثم بالقطر لتصبح من ألذ الأنواع التي يتهافت عليها الكبار قبل الصغار.. و من المعروف ان الأجراس تدق عند منتصف الليل و تقام القداديس الإحتفالية أحتفالا بالذي سيمر في هذه الليلة.. سيمر دون أن يترك أحد إلا أن يزروه.. و يزور كل منزل و كلّ قلب.. مهم أن يستقبل بالترحاب فيطيل زيارته. و دايم دايم في دياركم كلّ محبة و سلام و طمأنينة هذه الليلة |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 5724 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() التنشئة المسيحية عيد الغطاس ![]() عيد الغطاس أو الدنح والأحد الأوّل من زمن الدنح لوقا 3: 15-22 يوحنا 1: 29-34 يحمل هذا العيد بعدين تدلّ إليهما اللفظتان: لفظة غطاس تعني نزول الرب يسوع الى مياه الأردن ليقبل المعمودية من يد يوحنا. ولفظة دنح السريانية، تعني ظهوره عند معموديته ابناً لله ومن جوهر الإله الواحد والمثلث الأقانيم. رواية الحدث يوردها إنجيل لوقا 3: 15-22: وفيمَا كانَ الشَّعْبُ يَنتَظِر، والجَمِيعُ يَتَسَاءَلُونَ في قُلُوبِهِم عَنْ يُوحَنَّا لَعَلَّهُ هُوَ المَسِيح، أَجَابَ يُوحَنَّا قَائِلاً لَهُم أَجْمَعِين: «أَنَا أُعَمِّدُكُم بِالمَاء، ويَأْتي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، مَنْ لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحُلَّ رِبَاطَ حِذَائِهِ. هُوَ يُعَمِّدُكُم بِالرُّوحِ القُدُسِ والنَّار.في يَدِهِ المِذْرَى يُنَقِّي بِهَا بَيْدَرَهُ، فيَجْمَعُ القَمْحَ في أَهْرَائِهِ، وأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لا تُطْفَأ. وبِأَقْوَالٍ أُخْرَى كَثيرَةٍ كانَ يُوحَنَّا يَعِظُ الشَّعْبَ ويُبَشِّرُهُم. لكِنَّ هِيرُودُسَ رئِيسَ الرُّبْع، وقَد كانَ يُوحَنَّا يُوَبِّخُهُ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا ٱمْرَأَةِ أَخِيه، ومِنْ أَجْلِ كُلِّ الشُّرُورِ الَّتي صَنَعَها، زَادَ على تِلْكَ الشُّرُورِ كُلِّهَا أَنَّهُ أَلقَى يُوحَنَّا في السِّجْن. ولمَّا ٱعْتَمَدَ الشَّعْبُ كُلُّهُ، وٱعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضًا، وكانَ يُصَلِّي، ٱنفَتَحَتِ السَّمَاء، ونَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ القُدُسُ في صُورَةٍ جَسَديَّةٍ مِثْلِ حَمَامَة، وجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: “أَنْتَ هُوَ ٱبْنِي الحَبِيب، بِكَ رَضِيت.” 1. يسوع ينزل الى مياه الأردن ويقبل المعمودية من يد يوحنا، أسوة بالشعب كله. هذا هو عيد الغطاس. كان الشعب يتقاطر من كل فلسطين إلى يوحنا المعمدان لسماع كرازته وكان عندهم بمثابة نبي كبير، حتى اعتقدوا أنه المسيح الآتي. كان يعلن لهم إقتراب ملكوت الله، ويدعوهم إلى التوبة عن الخطايا، وتغيير المسلك. وكان يمنحهم المعمودية بماء الأردن، التي كانت علامة للتوبة وتدعو إلى الرجوع عن الخطيئة. لم تكن لمعمودية يوحنا قيمة اسرارية كالتي هي اليوم لسرّ المعمودية. فأسرار الخلاص السبعة، ومنها سرّ المعمودية، تفجرت وتأسست من موت المسيح الفادي وقيامته، وكذلك وُلدت الكنيسة، اداة الخلاص الشامل وعلامته. أمّا معمودية يوحنا فكانت فقط فعل توبة وتواضع أمام الله بإقرار التائب أنّه ارتكب الخطايا، ويطلب التنقية منها، ويعد بتغيير مسلكه المنحرف، وكأنه يموت عن خطاياه بنزوله الى الماء، ويقوم لحياة جديدة بخروجه منها. هكذا وصف يوحنا معموديته: "أنا أعمّدكم بالماء". أما عن معمودية يسوع فيقول: "يأتي من هو أقوى مني، هو يعمّدكم بالروح القدس والنار" (لو 3: 16). الماء يرمز الى الولادة الجديدة، والنار ترمز الى قوة الروح القدس التي تمحو الخطايا، والروح القدس هو الحياة الإلهية فينا على صورة المسيح. 2.المعمودية المسيحية هي "الولادة الثانية من الماء والروح"، كما حدّدها الرب يسوع لنيقوديمس. وهي التي بواسطتها " يدخل المعمَّد والمعمَّدة ملكوت الله" (يو 3 : 5)، أي في شركة المحبة والإتحاد مع الله من خلال محبّته التي تنسكب بالروح القدس في قلوب المعمّدين ، وفي شركة مع جميع الناس بواسطة الكنيسة التي هي سرّ الشركة، وهم فيها أعضاء حيّة. مفاعيل سرّ المعمودية هي الولادة لحياة جديدة بالمسيح ونيل النعمة الإلهية التي تتضمن: محو الخطيئة الأصلية وغفران الخطايا الشخصية، البنوّة لله بالإبن الوحيد، العضوية في جسد المسيح التي تجعل المعمّد او المعمّدة هيكل الروح القدس، الإنتماء الى الكنيسة والمشاركة في كهنوت المسيح العام المثلث: النبوءة والكهنوت والملوكية، فالتكرّس للعبادة المسيحية. في عيد الغطاس، نجدد مواعيد المعمودية ونلتزم بعيش مفاعيلها. 3. يسوع يظهر بألوهيته على نهر الأردن، ويظهر سرّ الله الثالوث. هذا هو عيد الدنح. "فلمَّا ٱعْتَمَدَ، ٱنفَتَحَتِ السَّمَاء، ونَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ القُدُسُ في صُورَةٍ جَسَديَّةٍ مِثْلِ حَمَامَة، وجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: «أَنْتَ هُوَ ٱبْنِي الحَبِيب، بِكَ رَضِيت" (لو 3: 22). هذه شهادة إلهية ليسوع الذي مشى بين الخطأة، وكأنه واحد منهم، وطلب معمودية التوبة من يوحنا، هو الذي لم يعرف خطيئة. وكشفت هذه الشهادة كل مضامينها وأبعادها.يسوع أراد بهذه المبادرة أن يكون واحداً منا في كل شيء، ويضع نفسه في عداد الخطأة، وهو بدون خطيئة، لكي يحمل على كتفه ثقل خطيئة البشرية جمعاء. اراد أن يقيم شركة كاملة مع الجنس البشري، وأن يحقق تضامناً حقيقياً مع الأنسان، ومع حالته. لقد استبق بذلك سرّ الصليب، أي قبول الموت فدىً عن خطايا كل أنسان. بإخلائه ذاته الى هذا الحدّ، أراد يسوع أن يعيش بالكلية تصميم محبة الآب، التي هيا إرادة ونيّة لدى أقانيم الثالوث الأقدس. بفعل الحب هذا ظهر الروح القدس بشبه حمامة، واستقّر فوق يسوع، وكان صوت الآب على مسمع الجميع :" أنت هو إبني الحبيب". الكل فعل حب من الله : تصميم الآب، وتجسّد الإبن كفعل طاعة للآب محب، وحلول الروح القدس، محبة" في قلب انسانية يسوع وقلب كل أنسان مؤمن. ثانياً، الأحد الأول من زمن الدنح- شهادة يوحنا المعمدان يوم معمودية يسوع كانت الشهادة الالهية عن الوهيته، وعن تكريس ذاته فادياً للبشر، محققاً سرّ محبة الله الخلاصية. وفي اليوم التالي كانت شهادة يوحنا المعمدان، كما يرويها إنجيل يوحنا 1: 29-34. في الغَدِ رأَى يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ فَقَال: «هَا هُوَ حَمَلُ اللهِ الَّذي يَرْفَعُ خَطِيئَةَ العَالَم. هذَا هُوَ الَّذي قُلْتُ فِيه: يَأْتِي ورَائِي رَجُلٌ قَدْ صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلي. وأَنَا مَا كُنْتُ أَعْرِفُهُ، لكِنِّي جِئْتُ أُعَمِّدُ بِٱلمَاء ِ لِكَي يَظْهَرَ هُوَ لإِسْرَائِيل». وشَهِدَ يُوحَنَّا قَائِلاً: «رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلاً كَحَمَامَةٍ مِنَ السَّمَاء، ثُمَّ ٱسْتَقَرَّ عَلَيْه. وأَنَا مَا كُنْتُ أَعْرِفُهُ، لكِنَّ الَّذي أَرْسَلَنِي أُعَمِّدُ بِٱلمَاءِ هُوَ قَالَ لي: مَنْ تَرَى الرُّوحَ يَنْزِلُ ويَسْتَقِرُّ عَلَيْه، هُوَ الَّذي يُعَمِّدُ بِٱلرُّوحِ القُدُس. وأَنَا رَأَيْتُ وشَهِدْتُ أَنَّ هذَا هُوَ ٱبْنُ ٱلله. يشهد يوحنا المعمدان أن يسوع هو "ابن الله" الذي أصبح "حمل الله الذي يحمل خطيئة العالم"، والذي "سيعمّد بالروح القدس". من أين هذه الشهادة وما هي أبعادها؟ 1. شهادته أن يسوع هو ابن الله، أتته من الصوت الذي سمعه ساعة اعتماد يسوع: "أنت إبني الحبيب، بك سررت" (لو22:3) ومن رؤيته "الروح النازل من السماء والمستقرّ عليه" (يو 32:1). ولهذا، لما رأى يسوع في صف الخطأة، آتياً اليه لطلب المعمودية، تردد يوحنا، كما يروي متى الانجيلي: "كان يوحنا يمانعه قائلاً: انا المحتاج ان اعتمد منك! وانت تأتي اليّ؟ فأجاب يسوع: دعني الآن، فهكذا يحسن بنا أن نتمّ كل برّ. حينئذ تركه يعتمد" (متى 14:3-15). نحن بالمعمودية أصبحنا أبناء لله بالإبن الوحيد. فيجدر بنا أن نعيش مقتضيات بنوّتنا لله من خلال الإتحاد الكامل معه بالصلاة وسماع كلام الحياة وتقديس بنعمة الأسرار. 2. وشهادته ان يسوع هو "حمل الله الذي يحمل خطيئة العالم"، فاستمدّها من جواب يسوع على ممانعته ومن سببها. وقد ادرك ان المسيح هو قدوس الله الذي هو بدون خطيئة، وجاء الى العالم ليصنع ارادة الذي أرسله، ليتمّم ما طلبه اليه الآب فعله. فمن أجل طاعة الآب، إرتضى أن يصير إنساناً. أخلى ذاته وتواضع من أجلنا، لكي يكون واحداً منا، وأطاع حتى الموت على الصليب (راجع فيليبي 7:2)، حاملاً خطايا كل انسان، مكفّراً عنه، ومتمّماً عدالة الله، وفادياً للجنس البشري بأسره. اما وصفه بحمل الله فمأخوذ من العهد القديم، من حمل الفصح (خروح:12) ومن نبوءة اشعيا عن "عبد يهوه" الذي "حمل آلامنا ... وطُعن بسبب معاصينا، وسُحق بسبب خطايانا، ونزل به العقاب من أجل سلامنا، وبجرحه شفينا" (أش 4:53-5). المسيح هو حمل الله، حمل الفصح الجديد، الذي يقدم ذاته لكي يخرجنا من ظلمة الموت، و"يفتدينا من سيرتنا الباطلة" (1بطرس 18:1). ولقد سمع يوحنا صوت الملائكة يقول: " مستحقّ هو الحمل المذبوح ان يأخذ القوة والغنى والحكمة والقدرة والكرامة والمجد والبركة" (رؤيا 12:5). إننا مدعوون لنفتح نفوسنا لنعمة الغفران بممارسة سرّ التوبة. وبالتالي نحمل رسالة الغفران والمصالحة تجاه جميع الناس. 3. وشهادته انه "سيعمّد بالروح القدس"، أتته من وحي إلهي: "انا ما كنت أعرفه. لكن الذي أرسلني لاعمّد بالماء هو قال لي: من ترى الروح ينزل ويستقر عليه، هو الذي يعمّد بالروح القدس" (يو 23:1). استخلص يوحنا شهادته من إدراكه ان الروح الذي استقرّ على يسوع كان علامة ان المسيح يمتلك الروح القدس بملئه منذ الازل. المسيح لم يقبل الروح القدس يوم معموديته، لانه كان مستقراً عليه دائماً. كان يدرك يوحنا من خلال مناداته : "توبوا فقد اقترب ملكوت السماء"، انه بمنح معمودية الماء للتوبة، بذلك يعدّ طريق المسيح الى القلوب، من خلال المسلك الصالح (راجع متى 2:3-3). لكن تغيير القلب الداخلي، بمحو الخطايا ومنح الحياة الجديدة، هو بقوة الروح القدس الذي يحقق ثمار الفداء. هذه رسالتنا نحن المسيحيين ان يعمل كلٌ من موقعه، بالكلمة والعمل والمسلك، لاعداد طريق المسيح الفادي الى القلوب. والذين هم مقامون في الاسقفية والكهنوت، فانهم بشخص المسيح وبإسمه يكرزون بكلمة الانجيل ويقيمون الاسرار الخلاصية، لكن المسيح هو نفسه الكلمة التي تولّد الايمان وتصلح التفكير والتصرّف، وهو نفسه يؤتي الاسرار ثمارها ونعمها، اما الروح القدس فيحقّق مفاعيل الكلمة وثمار الاسرار ونعمها في نفوس المؤمنين. لذلك نحن نعيش حالة رجاء وانتظار لتجلّيات عمل الروح في الكنيسة والمؤمنين والعالم. ولهذا السبب، ننتظر ونعمل جاهدين من أجل مستقبل أفضل في حياتنا وفي الكنيسة والعالم. ثالثاً، رسالة البابا بندكتوس السادس عشر في يوم السلام العالمي (اول كانون الثاني 2012) موضوع الرسالة: تربية الشبيبة على العدالة والسلام. في الأحد الماضي تكلمنا عن التربية ومضامينها. أما اليوم فنتكلّم عن المسؤولين عن هذه التربية. وهم: 1. العائلة تشكل المكان الأوّل للنضوج في التربية على العدالة والسلام، لأنّ الوالدين هم أوّل المربّين، ولأن العائلة هي الخلية الأصلية للمجتمع. فيها يتعلّم الأولاد القيم الإنسانية والمسيحية التي تمكّنهم من العيش معاً بشكل سلمي وبناّء، في العائلة نتعلم التضامن واحترام القواعد والغفران وقبول الآخر. وهي المدرسة الأولى للتربية على العدالة والسلام. إن حضور الأهل عنصر أساسي لتأمين هذه التربية. 2. المؤسسات التربوية لها دور خاص في تربية الأجيال الطالعة على العدالة والسلام. إنها تربي على احترام كرامة كل شخص وإعطائه قيمته في كل المناسبات. تساعد كل طالب على اكتشاف دعوته، وتواكبه في تثمير العطايا التي أنعم الله بها عليه. وفيها يُفسح المجال للإنفتاح على السمو فوق شؤون الأرض. والمؤسسة التربوية هي مكان الحوار والإصغاء والإتحاد، وتذوّق فرح العيش معاً بالمحبة والحنان والعطف على الآخر، وبالمشاركة الفعلية في بناء مجتمع اكثر أنسانية وأكثر أخوّة. 3. المسؤولون السياسيون يلعبون دورهم في تربية الشبيبة على العدالة والسلام، بمساعدتهم الفعلية للعائلات والمؤسسات التربوية، لتتمكن من ممارسة حقها وواجبها في التربية؛ وبالدعم الملائم للأمومة والأبوة؛ وبتعزيز الوسائل المعيشية لحاجات الأهل؛ بتقديم صورة صافية عن العمل السياسي كخدمة حقيقية لخير المجتمع. 4. وسائل الإعلام تساهم في تربية الشبيبة على العدالة والسلام : فهي ليس فقط تنقل الخبر، بل تكوّن الرأي العام وذهنيات السامعين والمشاهدين والقرّاء. بين التربية والإعلام رباط وثيق، ينبغي العمل على أن يكون هذا الرباط إيجابياً. 5. الشبيبة نفسها مسؤولة عن تربيتها الذاتية على العدالة والسلام، بقبول ما يُقدّم لها من سائر المسؤولين عن التربية، وبحسن إستعمال حريتها. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 5725 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يوبيل القديس بولس وشرح الرسالة والانجيل ![]() ما عرف القديس بولس عن حياة يسوع على الارض[1] معرفة يسوع، كما معرفة كل شخص، نوعان: خارجية وداخلية. المعرفة الخارجية تقف عند مظهره الخارجي واقواله وافعاله وتصرفاته، ويسميها بولس الرسول " المعرفة حسب الجسد" (2كور5/16). اما المعرفة الداخلية فهي معرفة الشخص بالقلب من خلال حياة الصداقة معه. انها معرفته في داخله وجوهره، وهي المعرفة الحقيقية. هذا التمييز أجراه يسوع بسؤاله المزدوج لتلاميذه: " من يقول الناس اني انا ابن البشر؟ - وانتم، من تقولون اني هو؟" (متى16/13 و15). كم من علماء يعرفون يسوع في تفاصيل شخصيته واقواله وافعاله! وكم من اشخاص بسطاء امّيين عرفوه في صميم حقيقته من دون ان يعرفوا تلك التفاصيل! " فالقلب يكلّم القلب". الى هذه المعرفة التي بلغها بولس، يدعونا هذا الرسول. فهو عرفه اولاً بالقلب، ثم بالتفصيل من الرسل والكنيسة الناشئة. عرف بولس الرسول تفاصيل من كلمات يسوع وافعاله، فجعلها قاعدة حياة منتقلاً هكذا من معرفة العقل الى محبة القلب والتزام الحياة. نعطي بعض الامثلة: أ- مجانية الخدمة ومساندة المؤمنين فيما يسوع يطلب من الجماعة ان تعتني بمعيشة من هو مكرّس لحمل انجيله اليها بقوله: " كونوا في ذلك البيت تأكلون وتشربون مما عندهم. لان الفاعل يستحق اجرته" (لو10/7)، يؤكد بولس هذا الحق بقوله: " ان الذين يخدمون الهيكل، فمن الهيكل يقتاتون. والذين يخدمون المذبح، فالمذبح يقاسمون. وربنا ايضاً هكذا امر: ان الذين ينادون ببشارته، فمن بشارته يعيشون". لكنه يعلن تخلّيه عن هذا الحق، للتأكيد على واجب التبشر بالانجيل، لانه مفروض عليه من الله، ولا يقوم به عن هوى شخصي، من اجل مكسب وأجر. وهذه هي مدعاة فخره. ولهذا يقول: " الويل لي ان لم ابشّر" (1كور9/13-17). ب- قوة الرسالة من الله يستوحي بولس الرسول من كلام الرب يسوع عن " المساكين بالروح" (متى5/3) و"البسطاء الاطفال" (متى11/25)، فاكّد ان الله يختار جهّال العالم ليخزي الحكماء، وضعفاء العالم ليخزي الاقوياء، والوضيعة أحسابهم في العالم، والمنبوذين، والذين ليسوا بشيء، ليبطل المعدودين، لكي لا يفتخر بين يديه كل ذي جسد" ( 1كور1/27-29). وبهذا يتوجّه الى المسيحيين والمكرسين في الكهنوت والحياة الرهبانية بالقول: " انظروا دعوتكم، يا اخوتي، فانه ليس فيكم كثيرون حكماء بحسب الجسد، ولا فيكم كثيرون اقوياء، ولا فيكم كثيرون من ذوي الحسب الشريف" ( 1كور1/26). لقد اختبر بولس في عمله الرسالي ان الودعاء وبسطاء القلوب هم المنفتحون على معرفة يسوع. ج- الجهوزية في تتميم ارادة الله من تاكيد الرب يسوع عن جهوزيته لتتميم ارادة الآب عندما قال: " طعامي ان اعمل بمشيئة الذي ارسلني، وان اتمم عمله" (يو4/34)، وعن روابط القرابة الروحية معه من خلال هذا العمل، بقوله: " ان من يعمل بمشيئة الله، فذاك هو اخي واختي وامي" (مرقس4/35)، كانت دعوة بولس الرسول الى التشبّه باخلاق المسيح الذي " واضع نفسه وأطاع الآب حتى الموت على الصليب" (فيليبي2/5 و8). فجعل الصليب محور كرازته على انه " حكمة الله وقدرته". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 5726 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() رسالة بولس الرسول الى تلميذه تيطس:2/11-3/7 ![]() الولادة الجديدة بنعمة الرحمة والفداء لأَنَّ نِعْمَةَ اللهِ قَدْ ظَهَرَتْ خَلاصًا لِجَمِيعِ النَّاس، وهِيَ تُؤَدِّبُنَا لِنَحْيَا في الدَّهْرِ الـحَاضِرِ بِرَزَانَةٍ وبِرٍّ وتَقْوَى، نَابِذِينَ الكُفْرَ والشَّهَوَاتِ العَالَمِيَّة، مُنْتَظِرِينَ الرَّجَاءَ السَّعِيد، وظُهُورَ مَجْدِ إِلـهِنَا ومُخَلِّصِنَا العَظِيمِ يَسُوعَ الـمَسِيح، الَّذي بَذَلَ نَفْسَهُ عَنَّا، لِيَفْتَدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْم، ويُطَهِّرَنَا لِنَفْسِهِ شَعْبًا خَاصًّا، غَيُورًا على الأَعْمَالِ الصَّالِحَة.تَكَلَّمْ بِهـذِهِ الأُمُورِ وَعِظْ بِهَا، ووَبِّخْ بِكُلِّ سُلْطَان. ولا يَسْتَهِنْ بِكَ أَحَد. ذَكِّرْهُم أَنْ يَخْضَعُوا لِلرِّئَاسَاتِ والسَّلاطِين، ويُطِيعُوهُم، ويَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِح، ولا يُجَدِّفُوا على أَحَد، ويَكُونُوا غَيْرَ مُمَاحِكِين، حُلَمَاء، مُظْهِرِينَ كُلَّ ودَاعَةٍ لِجَميعِ النَّاس. فَنَحْنُ أَيْضًا كُنَّا مِنْ قَبْلُ أَغبِيَاء، عَاقِّين، ضَالِّين، مُسْتَعْبَدِينَ لِشَهَواتٍ ولَذَّاتٍ شَتَّى، سَالِكِينَ في الشَّرِّ والـحَسَد، مَمْقُوتِين، مُبْغِضِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا. ولـكِنْ لـَمَّا تَجَلَّى لُطْفُ اللهِ مُخَلِّصِنَا، ومَحَبَّتُهُ لِلبَشَر، خَلَّصَنَا، لا بِأَعْمَالِ بِرٍّ عَمِلْنَاهَا، بَلْ وَفْقَ رَحْمَتِهِ، بِغَسْلِ الـمِيلادِ الثَّاني، وتَجْدِيدِ الرُّوحِ القُدُس، الَّذي أَفَاضَهُ اللهُ عَلينَا بِغَزَارَة، بِيَسُوعَ الـمَسِيحِ مُخَلِّصِنَا. فإِذا تَبَرَّرْنَا بِنِعْمَتِهِ، نَصِيرُ وَارِثِينَ وَفْقًا لِرَجَاءِ الـحَياةِ الأَبَدِيَّة. عرف بولس الرسول الرب يسوع معرفة القلب. يتحدث عن " نعمة الله التي ظهرت لنا بالمسيح". وهي نعمة الفداء بسرّ موته وقيامته: لقد بذل نفسه عنا، ليخلّصنا من كل اثم، ويطهرّنا لنفسه شعباً جديداً يتنافس بالاعمال الصالحة". انه يشرح في ذلك قول يوحنا المعمدان عن يسوع " هذا هو حمل الله الذي يحمل خطيئة العالم" (يو1/29). ونعمة الله هي " الرحمة" التي من فيضها تبررنا، لا من اعمالنا، بل من الفداء بالمسيح هذا الذي غسل خطايانا بدمه وافاض علينا الحياة الالهية بالروح القدس، بقيامته. ويُجري ذلك في انسان كل زمن وجيل ومكان بالمعمودية التي هي " غسل الميلاد الجديد والتجدد بالروح القدس". ان بولس يشرح شهادة يوحنا المعمدان الذي قال: " انا اُرسلت لاعمّد بالماء، اما الآتي بعدي، وكان قبلي، لانه أقدم مني، فهو يعمّد بالروح القدس" (يو1/30 و33). اما مفاعيل النعمة الالهية والميلاد الجديد من المعمودية فهي: الطاعة والخضوع للرؤساء، الاستعداد لكل عمل صالح، الامتناع عن الشتم والخصومة والعصيان والاستعباد للشهوات، وعن الحسد والضغينة والحقد (تيطس3/1-3). ميزات " شعب الله الجديد"، المولود بالمعمودية المتفجّرة من موت المسيح وقيامته، هي: التنافس بالاعمال الصالحة، تقديس الذات بالنعمة، العيش في الرجاء واستحقاق ميراث الحياة الدائمة (تيطس2/14؛3/7). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 5727 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() بالمعمودية اصبحنا ابناء الله بالابن الوحيد (يو1/29-34) ![]() شهد يوحنا المعمدان ان يسوع الذي يعمّد بالروح القدس هو ابن الله الذي اشركنا ببنوته للآب، لا في الطبيعة والجوهر، بل بالنعمة والهبة. ماذا تعني بنوتنا لله من الناحية اللاهوتية، وماذا تقتضي منا على مستوى الحياة، وما الهدف الذي ينير دربنا؟ لقب ابن الله يعني في شهادة يوحنا المعمدان ما كان يعنيه في العهد القديم، أي البنوة بالتبني التي تقيم بين الله وخليقته علاقات مودة وحياة حميمة خاصة . فلا يتعدى اللقب بشرية الانسان. وقد كان يطلق على الملوك مثل سليمان: " يا داود أقيم من يخلفك من نسلك، وانا اثبّت عرش ملكه الى الابد . انا اكون له اباً وهو يكون لي ابناً" (2صموئيل 7/12-14)؛ وعلى ابناء شعب الله: " انتم ابناء للرب الهكم....لانك شعب مقدس للرب الهك ، وقد اختارك الرب لتكون له شعباً خاصاً من بين جميع الشعوب التي على وجه الارض" ( تثنية 14/1-2)؛ وعلى الشعب المختار: اسرائيل هو ابني البكر . قلت لك ( الرب لفرعون بلسان موسى ): "اطلق ابني ليعبدني ، وان أبيت ان تطلقه فهاءنذا قاتل ابنك البكر " ( خروج4/22-23)، وعلى ملائكة الله التي تشكل بلاطه الملوكي: " واتفق يوماً ان دخل بنو الله ليمثلوا امام الرب " (ايوب1/6). بهذا المعنى نحن اصبحنا بالعمودية " ابناء الله "، حسب لاهوت القديس بولس الرسول. هو الروح القدس الحال فينا يجعلنا خاصة الله: " من لم يكن فيه روح المسيح فما هو من خاصته " (روم8/9)، ويجعلنا ابناء الله: " ان الذين ينقادون لروح الله يكونون ابناء الله. انتم لم تتلقوا روح العبودية، بل روح التبني به ننادي: ابّا، يا ابتِ؛ وهذا الروح نفسه يشهد مع ارواحنا بأننا ابناء الله " (روم8/14-16)، وورثة الله وشركاء المسيح في الميراث: " اذا شاركناه في آلامه، نشاركه في مجده ايضاً " (روم8/17). بنوتنا لله تأتينا من ابن الله المتأنس: " ارسل الله ابنه مولوداً لامرأة، مولوداً في حكم الشريعة ليفتدي الذين هم في حكم الشريعة، فنحظى بالتبني " ( غلاطية 4/4-5). هذا ما تفعله فينا المعمودية. لكن شهادة يوحنا تضيف على مفهوم العهد القديم وجهاً الهياً يسمو الحدود البشرية : " يأتي بعدي رجل قد تقدمني، لانه كان قبلي". لم يكن قبله من ناحية التاريخ البشري، بل من ناحية الوجود الالهي، وشهادته تستند الى اعلان الصوت من السماء: "انت ابني الحبيب". وعندما يعترف سمعان ? بطرس ان يسوع " هو المسيح ابن الله الحي" ( متى 16/16)، فأنه بفضل الوحي الالهي يعلن كل الوهيته (متى16/17). والسيد المسيح يسمينفسه "الابن " بمفهوم البنوة الالهية الكاملة : هو الابن الذي يعرف الآب (متى11/27)، ويفوق كل الخدام الذين ارسلهم الله قبله (متى21/33-39). ويميز بين بنوته وبنوة التلاميذ: " اني صاعد الى ابي وابيكم " (يو20/17). لم يستعمل قط صيغة ابانا لتشمله معهم بل اباهم وحدهم: " كونوا انتم كاملين، كما ان اباكم السماوي كامل هو" (متى5/48)، " لان اباكم يعلم ما تحتاجون اليه قبل ان تسألوه " (متى6/8)، " صلوا انتم هذه الصلاة: ابانا الذي في السموات ..." (متى6/9). عندما يعنيه الامر يقول " ابي": ليس من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات ، بل من يعمل بمشيئة ابي الذي في السموات " ( متى7/21). من الناحية الخلقية علينا كأبناء واجب الخضوع والطاعة لله، والاتكال على عنايته الوالدية، والبحث عن ارادته، والسماع لنداءاته، والقيام بالرسالة التي أوكلها الينا، والمحافظة على الشبه الالهي فينا، ولنا في " الابن الوحيد"، الابن بالامتياز ، كل القدوة. من الناحية الاسكاتولوجية نعلم اننا الى الله خالقنا ومخلصنا ومقدسنا نحج في مسيرة الدنيا. الكنيسة المنظورة ترمز الى البيت الابوي الذي يسير نحوه شعب الله. انها بيت جميع ابناء الله، المفتوح على مصراعيه ليستقبل الجميع. في هذا البيت نعيش بنوتنا لله بكل ابعادها ومقتضياتها. وفي طقوسها نستبق ليتورجيا السماء، كما يرويها يوحنا الرسول في كتاب الرؤيا (الفصل 19). *** |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 5728 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() انجيل القديس لوقا 3: 15-22، معمودية يسوع ![]() وفيمَا كانَ الشَّعْبُ يَنتَظِر، والـجَمِيعُ يَتَسَاءَلُونَ في قُلُوبِهِم عَنْ يُوحَنَّا لَعَلَّهُ هُوَ الـمَسِيح، أَجَابَ يُوحَنَّا قَائِلاً لَهُم أَجْمَعِين: "أَنَا أُعَمِّدُكُم بِالـمَاء، ويَأْتي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، مَنْ لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحُلَّ رِبَاطَ حِذَائِهِ. هُوَ يُعَمِّدُكُم بِالرُّوحِ القُدُسِ والنَّار. في يَدِهِ الـمِذْرَى يُنَقِّي بِهَا بَيْدَرَهُ، فيَجْمَعُ القَمْحَ في أَهْرَائِهِ، وأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لا تُطْفَأ". وبِأَقْوَالٍ أُخْرَى كَثيرَةٍ كانَ يُوحَنَّا يَعِظُ الشَّعْبَ ويُبَشِّرُهُم. لـكِنَّ هِيرُودُسَ رئِيسَ الرُّبْع، وقَد كانَ يُوحَنَّا يُوَبِّخُهُ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا امْرَأَةِ أَخِيه، ومِنْ أَجْلِ كُلِّ الشُّرُورِ الَّتي صَنَعَها، زَادَ على تِلْكَ الشُّرُورِ كُلِّهَا أَنَّهُ أَلقَى يُوحَنَّا في السِّجْن. ولـمَّا اعْتَمَدَ الشَّعْبُ كُلُّهُ، اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضًا. واذ كانَ يُصَلِّي، انفَتَحَتِ السَّمَاء، ونَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ القُدُسُ في صُورَةٍ جَسَديَّةٍ مِثْلِ حَمَامَة، وجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: "أَنْتَ هُوَ ابْنِي الـحَبِيب، بِكَ رَضِيت". تنبأ يوحنا المعمدان، بفعل الروح القدس الذي كان يملاءه، عن الفرق بين معموديته ومعمودية يسوع المسيح العتيدة. معمودية يوحنا " بالماء"، كرمز للتوبة الداخلية من دون ان تغسل النفس من الخطايا، ومن دون ان تملأها بالحياة الجديدة، خلافاً لمعمودية يسوع العتيدة التي ستتم " بالروح القدس والنار". ما يعني ان الروح القدس ينقي النفس ويطهّرها من خطاياها، كما تفعل النار؛ ويعطي الحياة الجديدة بحلوله على المعمّد. عن هذه المعمودية تكلّم يسوع عندما قال: " جئت ألقي على الارض ناراً، واودّ ان تكون اشتعلت" ( لو12: 49). ويوم معمودية الكنيسة في العنصرة، ظهر الروح القدس على الكنيسة الناشئة " بألسنة من نار وملأ الحاضرين" ( اعمال 2: 3-4). اراد الرب يسوع ان يعتمد من يوحنا، لا لانه خاطىء ويلتمس التوبة لغفران خطاياه، بل لكي يتضامن مع كل الخطأة، ليحمل خطاياهم، فيكفّر عنها بموته على الصليب، ويجري المصالحة مع الله، ويستحق الغفران لكل انسان يتوب. بهذه المبادرة اراد ان يخضع بالكلية لارادة ابيه الخلاصية، قابلاً معمودية موته لمغفرة خطايانا. فكان حلول الروح القدس عليه، بشكل حمامة، ليعضد بشريته في عملية الفداء، وكان صوت الآب، جواباً على قبوله لارادته: " انت هو ابني الحبيب، بك رضيت" (لو3: 22). وهكذا كان " الدنح" او ظهور يسوع المسيح للعالم على انه ابن الله وفادي الانسان، وظهور الآب الذي ارسله لتحقيق تصميم الخلاص، وظهور الروح القدس قدرة الله التي مكنت يسوع الانسان من تتميم عمل الفداء بموته على الصليب. واتسّع هذا " الظهور" ليشمل حقائق اخرى. فالمسيح الممتلىء من الروح القدس سيصبح ينبوع عطية هذا الروح للجنس البشري باسره. و"انفتاح السماوات" عند اعتماده يعني ان يسوع فتحها للشركة الكاملة بين الله والبشر بطاعته، من بعد ان اغلقها آدم بمعصيته. و" نزول يسوع في الماء وحلول الروح القدس" يعلنان الخلق الجديد [1]. *** |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 5729 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() انجيل القديس يوحنا 1: 92-34، يسوع حمل الله ![]() في الغَدِ رأَى يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ فَقَال: "هَا هُوَ حَمَلُ اللهِ الَّذي يَرْفَعُ خَطِيئَةَ العَالَم. هـذَا هُوَ الَّذي قُلْتُ فِيه: يَأْتِي ورَائِي رَجُلٌ قَدْ صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلي. وأَنَا مَا كُنْتُ أَعْرِفُهُ، لـكِنِّي جِئْتُ أُعَمِّدُ بِالـمَاء ِ لِكَي يَظْهَرَ هُوَ لإِسْرَائِيل". وشَهِدَ يُوحَنَّا قَائِلاً: "رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلاً كَحَمَامَةٍ مِنَ السَّمَاء، ثُمَّ اسْتَقَرَّ عَلَيْه. وأَنَا مَا كُنْتُ أَعْرِفُهُ، لـكِنَّ الَّذي أَرْسَلَنِي أُعَمِّدُ بِالـمَاءِ هُوَ قَالَ لي: مَنْ تَرَى الرُّوحَ يَنْزِلُ ويَسْتَقِرُّ عَلَيْه، هُوَ الَّذي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ القُدُس. وأَنَا رَأَيْتُ وشَهِدْتُ أَنَّ هـذَا هُوَ ابْنُ الله". هي شهادة ثانية ليوحنا المعمدان يعلن فيها سرّ المسيح انه " حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم" ( يو1: 29)، بعد شهادته الاولى عن معمودية يسوع بالروح القدس والنار (لو3: 16). ويرفقها بشهادة ثالثة ان يسوع هو "ابن الله" ( يو1: 34). المسيح حمل الله بوحي من الروح القدس غداة اعتماد يسوع في نهر الاردن، حيا المعمدان يسوع بأنه " حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم" ( يو1: 29). بيسوع تكتمل المعمودية التي كان يمارسها يوحنا للتوبة، كعلامة خارجية وممارسة تقوية، لانه " سيعمّد بالروح القدس" ( يو1: 33) لمغفرة الخطايا والولادة الجديدة. المسيح " حمل الله" هو الذي يكفّر عن خطايا الجنس البشري برمّته، بقبول صليب الفداء، وكأنه الخاطىء بامتنياز ( انظر 2 كور 5: 21). لقد حمل خطايا جميع البشر مع صليبه، ومحاها بدمه، وصالح الآب مع البشرية باسرها، وأفاض بقيامته الروح القدس الذي يحقق ثمار الفداء في التائبين، فيمنحهم الحياة الجديدة بقيامة القلوب. والكل بواسطة خدمة الكهنة التي تسلّمتها الكنيسة يوم احد قيامة الرب من بين الاموات: " ظهر على التلاميذ في مساء الاحد، ونفخ فيهم وقال: خذوا الروح القدس من غفرتم خطاياهم غُفرت لهم، ومن أمسكتم خطاياهم اُمسكت عليهم" ( يو 20: 19 و22 و23). ب- بالمسيح تمت المصالحة مع الله الانتماء الى الكنيسة يجعل المسيحيين، بحكم دعوتهم ورسالتهم، " سفراء المسيح للمصالحة" ( 2 كور 5: 20). انها مبادرة الهية حرة ومجانيّة يقوم بها الله تجاه البشر اجمعين، من اجل ترميم الشركة معهم، من بعد ان جرحتها الخطيئة وكسرتها وافسدتها. فكانت نتيجتها، على ما يقول بولس الرسول في رسالته هذا الاحد، الكبرياء الذي يحول دون معرفة الله وطاعة المسيح، والمعصية التي تنكر الطاعة لله ولوصاياه، والافكار الخاطئة (انظر 2 كور 10: 4-6). المصالحة هي ثمرة الفداء الذي أجراه يسوع ابن الله بآلامه وموته على الصليب تكفيراً عن خطايا جميع الناس. وهي الغفران الجاري من صدر يسوع المطعون بالحربة، والمرموز اليه بالدم والماء، علامة الافخارستيا والمعمودية ( يو19/35)، وها يوحنا المعمدان الذي أعلن ان يسوع هو " حمل الله" الذي يرفع خطيئة العالم" ( يو1: 29)، عاد واضاف انه " ابن الله" ( يو1: 34). هكذا تكتمل بشريته بالوهيته. " فلو لم يأخذ المسيح الاله الطبيعة البشرية، لَما تمّ الخلاص لنا. فلا فائدة لنا من القول انه انسان بدون الالوهية، كما انه لا خلاص لنا، اذا فصلنا الطبيعة البشرية عن الالوهية" ( القديس كيرللس الاورشليمي، العظة 12، 1). هذه المصالحة الالهية هي عمل الله الثالوث: فالآب ابو المراحم ارادها لانه امين لعهده الخلاصي ولذاته، والابن، المرسل من الآب، استحق بموته غفران الخطايا، والروح القدس، الذي أفاضه الآب، حققها في التائبين الآن وهنا. وقد سلّم الله كنيسته خدمة الكهنوت لتمنح الحلّ والغفران للتأئبين. ان " ظهور" الله الثالوث عند معمودية يسوع من يوحنا في نهر الاردن، جعل المعمدان يشهد ان يسوع " هو الذي سيعمّد بالروح القدس" ( يو 1: 33)، ما يعني انه يجري، بقوة الروح القدس، ولادة الانسان الجديدة، بالموت عن الخطيئة والقيامة لحياة النعمة. هذا ما اكدّه بولس الرسول: " من كان في المسيح، فهو خليقة جديدة: لقد زال القديم، وصار كل شيء جديداً. والكل من الله الذي صالحنا مع نفسه بالمسيح، وأعطانا خدمة المصالحة" ( 2كور 5: 17-18). من يختبر المصالحة يصبح أداتها وسفيرها. اختبرها الرسل اولاً يوم قيامة الرب يسوع، اذ اعطاهم " سلام" الخلاص ونفخ فيها الروح القدس، روح القيامة، مبدأ الحياة الجديدة (يو20/19 -21). ثم منحهم خدمة المصالحة ليوزّعوها كسفراء له ( 2 كور 5: 20). ومن ينالها من الله ملزم بمنحها للمسيء اليه شخصياً، كما علّمنا الرب يسوع في الصلاة الربيّة: " اغفر لنا ذنوبنا وخطايانا، كما نحن نغفر لمن خطىء الينا" ( متنى6: 12). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 5730 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() واجب الشهادة للمسيح ![]() انجيل القديس يوحنا 1: 35-42 في الغَدِ أَيْضًا كَانَ يُوحَنَّا وَاقِفًا هُوَ واثْنَانِ مِنْ تَلاميذِهِ. ورَأَى يَسُوعَ مَارًّا فَحَدَّقَ إِليهِ وقَال: "هَا هُوَ حَمَلُ الله". وسَمِعَ التِّلْمِيذَانِ كَلامَهُ، فَتَبِعَا يَسُوع. والتَفَتَ يَسُوع، فرَآهُمَا يَتْبَعَانِهِ، فَقَالَ لَهُمَا: "مَاذَا تَطْلُبَان؟" قَالا لَهُ: "رَابِّي، أَي يَا مُعَلِّم، أَيْنَ تُقِيم؟". قالَ لَهُمَا: " تَعَالَيَا وانْظُرَا". فَذَهَبَا ونَظَرَا أَيْنَ يُقِيم. وأَقَامَا عِنْدَهُ ذـلِكَ اليَوم، وكَانَتِ السَّاعَةُ نَحْوَ الرَّابِعَةِ بَعْدَ الظُّهر. وكَانَ أَنْدرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ أَحَدَ التِّلمِيذَيْن، اللَّذَيْنِ سَمِعَا كَلامَ يُوحَنَّا وتَبِعَا يَسُوع. ولَقِيَ أَوَّلاً أَخَاهُ سِمْعَان، فَقَالَ لَهُ: "وَجَدْنَا مَشيحَا، أَيِ الـمَسِيح". وجَاءَ بِهِ إِلى يَسُوع، فَحَدَّقَ يَسُوعُ إِليهِ وقَال: "أَنْتَ هُوَ سِمْعَانُ بْنُ يُونا، أَنتَ سَتُدعى كيفا، أَي بُطرُسَ الصَّخْرَة". تظهر من هذا النص أهمية الشهادة للمسيح، وهي حفظ الايمان به، وعيشه، وإعلانه، واتّباعه على طريق اعلان الحقيقة بشجاعة، وصنع الخير لجميع الناس، وقبول الصليب وسط الاضطهادات التي تنالها الكنيسة باستمرار. ومعلوم ان الخلاص الابدي منوط بالشهادة للمسيح، على ما يقول الرب في الانجيل: "من يعترف بي امام الناس، اعترف به امام أبي الذي في السماء. ومن ينكرني امام الناس، انكره امام أبي الذي في السماء" (متى 10: 32-33). اعتبر يوحنا المعمدان من واجبه ان يشهد للمسيح امام تلاميذه، على انه "حمل الله" الذي سيفتدي العالم. ويعلمنا انه من واجبنا نحن ايضاً ان نشهد لله في القول والعمل، معربين بذلك عن ايماننا الذي من طبعه ان يُشرك الغير بحقيقة الله المتجلّية في شخص المسيح. امام بيلاطس، يسوع أعلن أنه اتى الى العالم ليشهد للحقيقة (يو 37:18). على المسيحي، يقول بولس الرسول "ألاّ يخجل من اداء الشهادة للربّ (2 طيم 8:1). من واجبه اذن الشهادة لايمانه بدون التباس بوجه الجميع. ان يشهد المسيحي للحقيقة هو واجب عدالة، لانه بالمعمودية لبس المسيح، وبالميرون نال قوة الروح القدس (كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 2471-2472). الاستشهاد هو الشهادة العليا لحقيقة الايمان. انه شهادة تبلغ الى الموت. فالشهيد يشهد للمسيح، المائت والقائم، لاتحاده به برباط الحب. يشهد لحقيقة الايمان والعقيدة المسيحية. يحتمل الموت بفعل القوة الروحية. لنا في البطريرك القديس اغناطيوس الانطاكي خير مثال بقوله وهو في طريقه الى الاستشهاد: "دعوني اصبح مأكلاً للوحوش. فبواسطتها يُعطى لي الوصول الى الله" (رسالته الى اهل روما، 1:4). ان أعمال شهداء الكنيسة تشكل ارشيف الحقيقة المكتوب بالدم. |
||||