منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06 - 11 - 2021, 02:03 PM   رقم المشاركة : ( 57191 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,023

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





كارز كنسي

كان القديس يوحنا الذهبي الفم واعظًا كنسيًا، عاش في الكنيسة عضوًا حيًا، ينعم بإنجيلها، ويمارس عبادتها، ويسلك بروحها. إذا ما اعتلى المنبر إنما يعتلي منبر الكنيسة التي يعشقها، يكرز من خلاله بمسيح الكنيسة ومخلصها، حاملًا سامعيه إلى الحياة الكنسية الإنجيلية التعبدية النسكية السرائرية الحاملة للسمة السماوية مع واقع حيً، لقد اعتلى الكنيسة ليقود أولاده في مراعي كنيسة المسيح الأصلية التي يعيش هو فيها.
لكننا نتساءل:
ما هو مفهومه للكنيسة؟
وما هي أبعادها؟
وما هو مركز الإنجيل فيها؟
وما هي رسالتها؟
وما هي علاقتها بالمذبح والذبيحة المحيية؟
كيف تمارس طبيعتها السماوية وهي سالكة على الأرض؟
هذه التساؤلات وما على شاكلتها يصعب تحديد الإجابة عليها في نقاط مستقلة، فهي في مجموعها إنما تعلن عن "حياة كنسية واحدة"، هي محصلة لقاء المؤمن الحقيقي مع السيد المسيح داخل الكنيسة، أي كعضوٍ حيّ في جسد الرب خلال الإنجيل والمعمودية والمذبح والليتورجيَّات والمنبر. يعيشها المسيحي داخل جدران الكنيسة كما في مخدعه وخلال معاملاته مع الآخرين وسلوكه اليومي. هي حياة واحدة جديدة يمارسها المؤمن خلال اتحاده بمسيح الكنيسة أي رأسها، أينما وجد.
هذه الحياة الكنسية لم يسجلها لنا القديس يوحنا الذهبي الفم في مقالات معينة بطريقة دراسية منظمة ومنسقة، لكنها تنبعث من خلال الأسطر دون تدبير أو تخطيط من جانبه، يحسها القارئ في عظاته ومقالاته البسيطة العملية غير الفلسفية، ويلمسها بصورة حية تتجلى في كل موضوع يتحدث عنه القديس.
والآن لنبدأ بالتعرف على مفهومه للكنيسة أو الحياة الكنسية وأبعادها.

 
قديم 06 - 11 - 2021, 02:09 PM   رقم المشاركة : ( 57192 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,023

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





يقول القديس يوحنا الذهبي الفم:
[الكنيسة هي رجاؤك وخلاصك وهي ملجأ لك.
هي أعلى من السماء، وأكثر اتساعًا من المسكونة.
إنها لن تشيخ، إنما تبقى في كمال حيويتها بغير توقف.
يشير الكتاب المقدس إلى قوتها وثباتها، فيدعوها "جبلًا"،
وإلى طهارتها، فيدعوها "العذراء"،
وإلى سلطانها، فيدعوها "الملكة"،
وإلى انتسابها لله، فيدعوها "الابنة"،
وإلى نموها، فيدعوها "العاقر التي لها سبعة بنين"...
تحمل الكنيسة أسماء عدة لتُعبر عن سموها، فهي مثل سيدها الذي يُلقب بأسماء كثيرة... إذ هل يقدر اسم بمفرده أن يعبر عن حقيقتها الكاملة؟ "مستحيل!]

هذا ما سجله لنا القديس الذهبي الفم في إحدى عظاته عندما هرب أتروبيوس من الكنيسة مرتعبًا، فسقط بين يديّ الإمبراطور، ونفيَ ثم أعدم. خلال هذه المناسبة انطلق القديس يكشف لشعبه عن "مفهوم الكنيسة" كما يدركه ويتلمسه، فوجد اللغة عاجزة عن أن تعبر، أو بمعنى أدق أوقفته بشريته عن قياس أبعاد كنيسة المسيح.

1. تارة يتطلع إليها كحياة إنجيلية إيمانية علوية، يهبها لنا الآب في ابنه خلال الصليب بالروح القدس، فيقول عنها: "الكنيسة هي رجاؤك وخلاصك وهي ملجأ لك".
هذا ما أكده في نفس العظة حين قال: "عندما أقول الكنيسة، لا أقصد مجرد المكان بل طريق الحياة. لا أقصد حوائطها بل شرائعها... الكنيسة هي إيمان وحياة".

2. مرة ثانية يتطلع إلى الكنيسة من جهة رسالتها في هذا العالم، "الأم الولود" أو كما دعاها "العاقر التي لها سبع بنين". هي أم تلد أولادًا لله خلال حبها للبشرية وكرازتها للعالم وتعميد القابلين للإيمان... تلدهم مقدسين للرب وتهتم بهم بالنعمة الإلهية.

3. مرة ثالثة يفحص الكنيسة في طبيعتها: هل هي سماوية أم أرضية؟ فإذا به يدعوها "أعلى من السماء، وأكثر اتساعًا من الأرض".
أخيرًا غُلب القديس على أمره، إذ تطلع إليها من خلال الصليب دعاها "جبلًا"، لا تقدر قوات الظلمة أن تحطمه، وإن تلامس مع عفتها ونقاوتها دعاها "العذراء" العفيفة المهيأة للعرس الأبدي، وإن رفع عينيه إلى أمجادها الأبدية ونسبتها لله وجدها "الابنة والملكة" الجالسة عن يمين الله، شريكة المسيح في المجد. وإن أراد أن يعرف نهايتها يجدها "لن تشيخ، بل تبقى في كمال حيويتها بغير توقف"...
في عظاته تارة يدعوها "حياة وإيمان"، وأخرى "جسد المسيح وعروسه" وثالثة يدعوها "هيكل الله المقام من نفوس المؤمنين" إلخ.
أخيرًا أحسب أن كتابًا كهذا لا يكفي لسرد كل ما ورد في كتابات القديس عن الكنيسة، إنما اكتفى بذكر مقتطفات من كلمات تكشف عن نظرته للكنيسة في جوانبها الثلاث:
1. الكنيسة كحياة إنجيلية إيمانية.
2. الكنيسة حب وكرازة.
3. الكنيسة سماء أرضية.




1. الكنيسة حياة إنجيلية إيمانية

ارتبطت الكنيسة في ذهن القديس بالإنجيل العملي، كل منهما يسند الآخر ويقوم به. الإنجيل هو سور الكنيسة(2) يحوط بها ويحفظها لتعيش كنيسة المسيح الإنجيلية، وفي نفس الوقت الكنيسة هي التي "تعطي الإنجيل مفهومه الحقيقي وتفسيره السليم(3) حتى لا ينحرف به أحد عن مفهومه الأصيل.
الكنيسة هي حياة إنجيلية عملية جادة، إذ يقول: "ليست الكنيسة مسرحًا، تأتون إليه للاستماع من أجل التسلية، إنما يليق بكم أن تخرجوا حاملين نفعًا، مقتنين فائدة جديدة وعظيمة... اظهروا ما أقوله لكم بأعمالكم(4)".

2. الكنيسة حب وكرازة

"ما هي الكنيسة إلا بيت مبني من نفوسنا نحن البشر؟!(5)"
هذا هو مفهومه للكنيسة، إنها البيت، قوامه نفوسنا التي هي حجارة حية، أي بناء حي ينمو بغير توقف، يرتبط معًا ويرتفع نحو السماء. ليصير بيت المسيح الواحد والمتكامل.
بهذا نفهم كنيسة المؤمن أنها "حب إنجيلي عامل لبناء نفسه ونفوس إخوته"، هي عمل مستمر لا يتوقف حتى يقوم البناء متكاملًا، خلال الولادة المستمرة لأولاد الله.
بمعنى آخر الروح الكنسية هي روح الانفتاح نحو الآخرين لجذب غير المؤمنين إلى الإيمان، للتمتع بالميلاد الكنسي الجديد، وجذب المؤمنين المتراخين والدفع بهم إلى تيار الحياة العاملة من أجل بناء الله الحي.
سبق لي الحديث عن هذا الروح المنفتح للخدمة أثناء عرضي لمنهجه الكرازي، والآن أكتفي بمثالين من عظاته.
عندما تحدث عن التحرر من خطية القسم قال: "لنلاحظ هذه النقطة، ليس أننا قد تحررنا من هذه الخطية، بل وأن نُخلص آخرين منها أيضًا، ليتنا لا نتوقف عن العمل، بل يقدم كل منا لله عشرة أصدقاء يُصلح حالهم(6).
وفي حديثه عن الغائبين عن الاجتماعات قال(7):
[كم أنا مغموم...؟ يا له من جزء كبير من جسد الكنيسة أشبه بجثة هامدة.
أتقولون ما لنا وهذا الأمر؟ أقول: لديكم إمكانية عظيمة بخصوص إخوتكم. أنكم مسئولون إن كنتم لا تنصحونهم وتصدوهم عن الشر، وتجتذبونهم بقوة إلى هنا، وتسحبونهم من تراخيهم الشديد، إذ لا يليق بالإنسان أن يهتم بنفسه فقط بل يلزمه أن يهتم بالآخرين أيضًا... فإنه أي فائدة لمصباح لا يضيء للجالسين في الظلمة؟ وأي نفع للمسيحي الذي لا يفيد غيره؟ ولا يرد أحدا إلى الفضيلة...؟
مداومة النصيحة والتعليم يحثان الإنسان على الاجتهاد وإصلاح حاله. في هذا أؤكد الحقيقة، مقتبسًا المثل العام القائل: "قطرات الماء المتواترة تشق الصخر".
لا يكن اجتماعكم هذا باطلًا، فإني لا أكف عن التوسل إليكم بكل غيرة قائلًا لكم "تعالوا بإخوتكم إلى هنا ارشدوا الضالين. علموهم بالعمل لا بالكلام فقط..." فإنه يليق بكم وأنتم خارجون من هذا الموضع أن تعلنوا عنه أنه موضع مقدس. تخرجون كأناس نازلين من السماء عينها، مملئون وقارًا وحكمة، ناطقين وعاملين كل شيء بلياقة.
عندما ترى الزوجة رجلها قادمًا من الاجتماع، ويرى الأب ولده، والصديق صديقه، والعدو عدوه... يرون فيهم آثار البركات الحالة عليهم، يدركون أنكم قد صرتم ودعاء وحكماء ومتزنين.
تأملوا أية امتيازات تنعمون بها في الأسرار المقدسة؟
علموا الذين في الخارج أنكم في صحبة السيرافيم. علموهم أنكم محصون مع السمائيين، معدون في مصاف الملائكة، تتحدثون مع الرب وتكونون في صحبة السيد المسيح...
وإذ يتطلعون إلى جمال نفوسكم المتلألئة تلتهب قلوبكم بمظهركم الصالح، مهما بلغ غباؤكم، لأنه إن كان جمال الجسد يغري ناظره كم بالحري جمال النفس وتناسقها يهز ناظريها ويجذبها إلى ذات الغيرة؟]




3. الكنيسة سماء أرضية


الكنيسة "هي أعلى من السماء وأكثر اتساعًا من المسكونة(8)". هي عودة إلى الحياة الفردوسية الأولى، بل وأعظم منها، إذ صارت كجنةٍ مغروسةٍ في جنب المسيح السماوي ترتوي من ينابيع فمه المحيي.
يقارن بين الحياة الكنسية الجديدة والحياة الفردوسية الأولى قائلًا:
[لا أعود أذكر حواء الأولى علة السقوط، إنما أرى كنيسة قائمة.
لا أنظر أوراقًا تستر العري، بل ثمار الروح.
لا أجد أسوارًا من الأشواك، بل كرمة مخصبة(9).]
مرة أخرى يتحدث على لسان السيد المسيح، فيقول(10):
[لقد غرستك في الفردوس، والشيطان طردك.
انظري، ها أنا أغرسك فيَّ.
إني أسندك، فلا يعود يقوى الشيطان على الاقتراب منك.
لا أرفعك إلى السماء، بل إلى هنا حيث رب السماء.
أحملك في داخلي أنا رب السماء.
يحملك الراعي، فلا يقدر الذئب أن يقترب إليكِ، أو بالحري لا أسمح أنا له بذلك.]




الكنيسة... عرس سماوي

في عظته الثانية على أتروبيوس، وسط أحداث مثيرة وجو عاصف صاخب(11)، استطاع القديس يوحنا الذهبي الفم أن يرتفع بشعبه من الأحداث الزمنية القاتمة إلى العرس الإلهي المفرح. يكشف لهم عن الكنيسة وهي تسير على الأرض تنطلق من يومٍ إلى يومٍ نحو العرس الأبدي. لقد كشف أن الكنيسة في أصلها قبل تمتعها بالخلاص كانت متدنسة بالخطايا أو كما يلقبها "زانية" ارتبطت بعريسٍ آخر غير الله، فجاءها الكلمة الإلهي متجسدًا ليخطبها. جاءها على الأرض، متخفيًا في الناسوت حتى لا ترهبه وتهرب منه، ودخل بها من حياتها الدنسة إلى سمواته في استحقاقات الدم لتحيا كملكةٍ سمائيةٍ وعروسٍ فريدة، مقدمًا لها روحه مهرًا، ومواهبه كثوب عرسٍ لها، وسمواته بيت الزوجية الروحي، كاشفًا لها عن دورها الإيجابي في هذا العرس.




فيما يلي مقتطفات من أقواله في هذا الشأن:
زانية تصير عذراء

[دعيت الكنيسة عذراء، هذه التي كانت قبلًا زانية.
هذه هي المعجزة التي صنعها العريس: أخذها زانية، وجعل منها عذراء.
يا له من أمر عجيب وجديد، فنحن بالزواج نفقد بتوليتنا، أما الله فبالزواج يعيد للكنيسة عذراويتها. بالنسبة لنا من كانت عذراء بزواجها تفقد بتوليتها، أما بالنسبة للسيد المسيح، فبزواجه من النفس البشرية يجعل منها عذراء، حتى وإن كانت قبلًا زانية...
عندما تسمع هذه الأمور، لا تفهمها بصورة مادية، بل حلق بفكرك عاليًا. لا لتفهمها بصورة جسدية... فإن الكنيسة التي نعيشها روحية لا مادية. ففي مجال الجسديات تفهم هذه الأمور بفكر ضيق، أما في الروحيات فتفهمها على مستوى متسع.]




كيف صارت ملكة وعروسا سماوية؟


[كيف صارت ملكة، هذه التي كانت عند موطئ القدمين وفقيرة؟
إلى أين صعدت؟ لقد جلست بجوار الملك(14) في الأعالي، كيف تحقق ذلك؟
صار الملك خادمًا... رغب العظيم القوي في الزانية، فلم يرسل لها أحد خدامه: لم يرسل ملاكًا ولا رئيس ملائكة، ولا شاروبًا ولا ساروفًا، بل نزل بنفسه إليها، اقترب إليها ذاك الذي يحبها.
مرة أخرى أقول حين تسمع كلمة "يحبها" لا تنظر إلى ذلك (بفكر جسداني ضيق)، بل أذكر ما تعنيه كلمة "الحب"...
الله يرغب في الزانية، فماذا يفعل؟ إنه لا يقودها إلى العلا وهي زانية، فهو لا يريد أن يدخل بها إلى السماء وهي على هذا الحال، جاء إلى الزانية، ولم يخجل من أن يمسك بها وهي في سكرها...
كيف جاء إليها؟ لم يأتِ بجوهر طبيعته مجردًا بل صار مثلها، لا بالنية بل بالفعل. صار مثلها حتى لا ترتعب منه عند النظر إليه، فتجري وتهرب، جاء إلى الزانية وصار إنسانًا... لقد حُبل به في الرحم، ونمى قليلًا قليلًا مثلي من جهة النمو البشري...
الله ظهر، لكن اللاهوت لم يُعلن، جاء في شكل العبد لا السيد. له الجسد الذي لي، أما جوهر طبيعته فلم يظهره. كان ينمو قليلًا قليلًا مقيمًا العلاقات مع البشرية. اقترب إليها مع أنه وجدها زانية ومملوءة قروحًا ومستوحشة وخاضعة للشياطين... وإذ رأته يقترب إليها هربت، فاستدعى الحكماء قائلًا: لماذا تخافون مني؟ إني لم آتِ ديانًا بل كطبيبٍ، ما جئت لأدين العالم بل لأخلصه(15).]

المعمودية كتهيئة للعرس

[قد تقول: لكنني خاطئة ونجسة.
لا تضطربي، فإني طبيب. أنا أعرف الإناء الذي لي. أعرف كيف فسد، فأعيد تشكيلكِ في جرن المعمودية، مسلمًا إياكِ لعمل النار (الروح القدس).
=تأمل، لقد أخذ الله ترابًا من الأرض، وخلق الإنسان وشكّله، فجاء الشيطان وأفسده. عندئذ جاء الرب وأخذه من جديد وعجنه، وأعاد تشكيله في المعمودية، فلم يعد بعد ترابًا بل صار صلبًا شديدًا. خضع التراب اللين لنار الروح القدس: "سيعمدكم بالروح القدس ونار(17)"... هكذا يتعمد الإنسان فيعاد تشكيله بالماء، وبالنار يتقوى...




مهر العروس

إذ أقام المسيح معنا عقدًا عين لي مهرًا، لا من المال بل بالدم، هذا المهر هو عربون الأمور الصالحة: "ما لم تر عين ولم تسمع إذن ولم يخطر على بال إنسان" (كو 2: 19). عين لي الأمور التالية مهرًا: الخلود، تسبيح الملائكة، الخلاص من الموت، التحرر من الخطية، ميراث الملكوت العظيم، البر، التقديس، الخلاص من الشرور الحاضرة، اكتشاف البركات المقبلة.
عظيم هو مهري...
جاء وأخذني، وعين لي المهر، قائلًا لي: أعطيك غناي.
هل فقدت الفردوس؟ أرده لك...
ومع ذلك فهو لم يعطني المهر كله هنا: لماذا؟
لكي أعطيه لك عندما تدخل الوضع الملوكي.
هل أنت أتيت إليَّ؟ لا، بل أنا الذي جئت إليك... لا لكي تمكث في موضعك، إنما آخذك معي، وأرجع بك. فلا تطلب مني المهر وأنت هنا في هذه الحياة، بل كن مملوءًا رجاءًا وإيمانا(19).
أما تعطيني شيئًا في هذا العالم؟
يجيب: أعطيك هنا الغيرة، لكي تثق فيَّ بخصوص الخيرات العتيدة.
أعطيك خاتم الخطبة وهدايا الخطبة، لهذا يقول بولس "لأني خطبتكم(20)". هدايا الخطبة هي البركات الحاضرة التي تثير فينا الاشتياق نحو البركات العتيدة. أما كمال المهر فنناله في الحياة الأخرى.
كيف يكون ذلك...؟
هنا أصير كهلًا، أما هناك فلن أشيخ.
هنا أموت، أما هناك فلا موت.
هنا أحزن، أما هناك فلا أحزن.
هنا يوجد فقر ومرض ومكائد، أما هناك فلا وجود لشيء من هذا...

هنا الحياة محدودة، أما هناك فحياة بلا نهاية.
هنا توجد الخطية، أما هناك فبِرّ...
هنا يوجد الحسد، أما هناك فلا يوجد شيء من هذا.
قد يقول قائل: هب لي هذه الأمور ههنا. لا، بل اِنتظر حتى يخلص العبيد رفقاؤك. وأقول اِنتظر ذاك الذي يثبتنا ويعطينا عربون الروح، وأي عربون هذا؟ إنه الروح القدس بمواهبه...
لقد أعطى خاتم الخطبة للرسل قائلًا: خذوا هذا، أعطوه للجميع... أخذ بطرس عربون الروح القدس، وأيضًا بولس. حال بطرس في العلم يغفر الخطايا ويشفي المقعدين ويكسي العراة، ويقيم الموتى ويطهر البرصى ويُخرج شياطين ويتحدث مع الله ويعمل في الكنيسة ويزيل معابد ويهدم مذابح ويبيد رذائل ويقيم من البشر ملائكة... فملأ الروح العالم كله. وأيضًا انطلق بولس إلى هنا وهناك كطائر ذي أجنحة، وبفم واحد حارب العدو وحمل خاتم الخطبة.
رأى البشر الله يخاطب طبيعتنا. رأى الشيطان ذلك فتقهقر. رأى العربون فارتعب منسحبًا. رأى ثياب الرسل فهرب(21). يا لقوة الروح القدس...
تأمل: ماذا فعل الروح؟ لقد وجد الأرض مملوءة شياطين فجعل منها سماءً...

ثوب العرس


يقول النبي: "قامت الملكة عن يمينك بثوب موشَّى بالذهب(23)". لا يقصد هنا ثوبًا حقيقيًا بل الفضيلة، إذ يقول الكتاب المقدس في موضع آخر للذي حضر الوليمة في غير لباس العرس: "لماذا أتيت إلى هنا لا يقصد عدم ارتدائه ثوب معين، إنما يقصد حياته المملوءة نجاسة. وكما يشير الثوب الموشَّى بالذهب إلى الفضيلة. هذا الثوب الخاص بالملك قد وهبه لها، إذ كانت قبلًا عارية وقبيحة...
انظر إلى التعبير: "ثوب موشَّى بالذهب"، فإنه لم يقل "ثوب ذهبي" بل "موشَّى الذهب"...
الثوب الذهبي يكون بكامله ذهبيًا، أما الموشَّى (المنسوج) بالذهب فإن جزءًا منه ذهبي والآخر حريري... بهذا يشير إلى التنوع في الكنيسة فمنا من هو بتول، والبعض أرامل، وآخرون مكرسون...
ربنا يعلم أنه لو رسم لنا طريقًا واحدًا فقط لضل الكثيرون، لهذا رسم طرقًا كثيرة.
أنت لا تقدر أن تدخل الملكوت عن طريق البتولية، أدخل إليه بزواج واحد، وربما بزواج ثان (بعد وفاة الزوجة الأولى)...
أنت لا تقدر أن تدخل الملكوت عن طريق الزهد، أشفق على الآخرين مقدمًا عطاءًا أو قدم صيامًا...
إن لم تكن ذهبًا، فكن حريرًا، فإني أقبلك ما دمت منسوجًا في ثوبي. هكذا يقول بولس "إن كان أحد يبني على هذا الأساس ذهبًا، فضة، حجارة كريمة(24)...".
وفي موضع آخر يقول "مجد الشمس شيء ومجد القمر آخر، ومجد النجوم آخر(25)". أنت لا تقدر أن تكون شمسًا كن قمرًا، وإلا فكن نجمًا... اِقبل أن تكون أصغر شيء، إنما يلزمك أن تكون في السماء...




بيت الزوجية


"إنني أعدك بالملكوت... نعم لقد وهبتك النصيب الأعظم. أعطيتك حتى رب الملكوت". لأن الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين كيف لا يهبنا أيضًا معه كل شيء؟(27)".




دور العروس

بماذا أقدر أن أساهم؟ اَخبرني.
ساهمي بإرادتك وإيمانك.
ماذا تريدني أن أفعل؟
"اِنسي شعبك(28)"...
وأي نوع هو هذا الشعب؟
الشياطين وعبادة الأوثان ودخان الذبائح والدم...
اتركي أباك وتعالي اتبعيني... فإنني كمن ترك أباه وجاء إليك، أفلا تتركي أباك؟

 
قديم 06 - 11 - 2021, 02:15 PM   رقم المشاركة : ( 57193 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,023

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





يقول القديس يوحنا الذهبي الفم:
[الكنيسة هي رجاؤك وخلاصك وهي ملجأ لك.
هي أعلى من السماء، وأكثر اتساعًا من المسكونة.
إنها لن تشيخ، إنما تبقى في كمال حيويتها بغير توقف.
يشير الكتاب المقدس إلى قوتها وثباتها، فيدعوها "جبلًا"،
وإلى طهارتها، فيدعوها "العذراء"،
وإلى سلطانها، فيدعوها "الملكة"،
وإلى انتسابها لله، فيدعوها "الابنة"،
وإلى نموها، فيدعوها "العاقر التي لها سبعة بنين"...
تحمل الكنيسة أسماء عدة لتُعبر عن سموها، فهي مثل سيدها الذي يُلقب بأسماء كثيرة... إذ هل يقدر اسم بمفرده أن يعبر عن حقيقتها الكاملة؟ "مستحيل!]

هذا ما سجله لنا القديس الذهبي الفم في إحدى عظاته عندما هرب أتروبيوس من الكنيسة مرتعبًا، فسقط بين يديّ الإمبراطور، ونفيَ ثم أعدم. خلال هذه المناسبة انطلق القديس يكشف لشعبه عن "مفهوم الكنيسة" كما يدركه ويتلمسه، فوجد اللغة عاجزة عن أن تعبر، أو بمعنى أدق أوقفته بشريته عن قياس أبعاد كنيسة المسيح.

1. تارة يتطلع إليها كحياة إنجيلية إيمانية علوية، يهبها لنا الآب في ابنه خلال الصليب بالروح القدس، فيقول عنها: "الكنيسة هي رجاؤك وخلاصك وهي ملجأ لك".
هذا ما أكده في نفس العظة حين قال: "عندما أقول الكنيسة، لا أقصد مجرد المكان بل طريق الحياة. لا أقصد حوائطها بل شرائعها... الكنيسة هي إيمان وحياة".

2. مرة ثانية يتطلع إلى الكنيسة من جهة رسالتها في هذا العالم، "الأم الولود" أو كما دعاها "العاقر التي لها سبع بنين". هي أم تلد أولادًا لله خلال حبها للبشرية وكرازتها للعالم وتعميد القابلين للإيمان... تلدهم مقدسين للرب وتهتم بهم بالنعمة الإلهية.

3. مرة ثالثة يفحص الكنيسة في طبيعتها: هل هي سماوية أم أرضية؟ فإذا به يدعوها "أعلى من السماء، وأكثر اتساعًا من الأرض".
 
قديم 06 - 11 - 2021, 02:16 PM   رقم المشاركة : ( 57194 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,023

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





أخيرًا غُلب القديس على أمره، إذ تطلع إليها من خلال الصليب دعاها "جبلًا"، لا تقدر قوات الظلمة أن تحطمه، وإن تلامس مع عفتها ونقاوتها دعاها "العذراء" العفيفة المهيأة للعرس الأبدي، وإن رفع عينيه إلى أمجادها الأبدية ونسبتها لله وجدها "الابنة والملكة" الجالسة عن يمين الله، شريكة المسيح في المجد. وإن أراد أن يعرف نهايتها يجدها "لن تشيخ، بل تبقى في كمال حيويتها بغير توقف"...
في عظاته تارة يدعوها "حياة وإيمان"، وأخرى "جسد المسيح وعروسه" وثالثة يدعوها "هيكل الله المقام من نفوس المؤمنين" إلخ.
أخيرًا أحسب أن كتابًا كهذا لا يكفي لسرد كل ما ورد في كتابات القديس عن الكنيسة، إنما اكتفى بذكر مقتطفات من كلمات تكشف عن نظرته للكنيسة في جوانبها الثلاث:
1. الكنيسة كحياة إنجيلية إيمانية.
2. الكنيسة حب وكرازة.
3. الكنيسة سماء أرضية.



 
قديم 06 - 11 - 2021, 02:16 PM   رقم المشاركة : ( 57195 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,023

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





الكنيسة حياة إنجيلية إيمانية

ارتبطت الكنيسة في ذهن القديس بالإنجيل العملي، كل منهما يسند الآخر ويقوم به. الإنجيل هو سور الكنيسة(2) يحوط بها ويحفظها لتعيش كنيسة المسيح الإنجيلية، وفي نفس الوقت الكنيسة هي التي "تعطي الإنجيل مفهومه الحقيقي وتفسيره السليم(3) حتى لا ينحرف به أحد عن مفهومه الأصيل.
الكنيسة هي حياة إنجيلية عملية جادة، إذ يقول: "ليست الكنيسة مسرحًا، تأتون إليه للاستماع من أجل التسلية، إنما يليق بكم أن تخرجوا حاملين نفعًا، مقتنين فائدة جديدة وعظيمة... اظهروا ما أقوله لكم بأعمالكم(4)".
 
قديم 06 - 11 - 2021, 02:18 PM   رقم المشاركة : ( 57196 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,023

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





الكنيسة حب وكرازة

"ما هي الكنيسة إلا بيت مبني من نفوسنا نحن البشر؟!(5)"
هذا هو مفهومه للكنيسة، إنها البيت، قوامه نفوسنا التي هي حجارة حية، أي بناء حي ينمو بغير توقف، يرتبط معًا ويرتفع نحو السماء. ليصير بيت المسيح الواحد والمتكامل.
بهذا نفهم كنيسة المؤمن أنها "حب إنجيلي عامل لبناء نفسه ونفوس إخوته"، هي عمل مستمر لا يتوقف حتى يقوم البناء متكاملًا، خلال الولادة المستمرة لأولاد الله.
بمعنى آخر الروح الكنسية هي روح الانفتاح نحو الآخرين لجذب غير المؤمنين إلى الإيمان، للتمتع بالميلاد الكنسي الجديد، وجذب المؤمنين المتراخين والدفع بهم إلى تيار الحياة العاملة من أجل بناء الله الحي.
سبق لي الحديث عن هذا الروح المنفتح للخدمة أثناء عرضي لمنهجه الكرازي، والآن أكتفي بمثالين من عظاته.
عندما تحدث عن التحرر من خطية القسم قال: "لنلاحظ هذه النقطة، ليس أننا قد تحررنا من هذه الخطية، بل وأن نُخلص آخرين منها أيضًا، ليتنا لا نتوقف عن العمل، بل يقدم كل منا لله عشرة أصدقاء يُصلح حالهم(6).
وفي حديثه عن الغائبين عن الاجتماعات قال(7):
[كم أنا مغموم...؟ يا له من جزء كبير من جسد الكنيسة أشبه بجثة هامدة.
أتقولون ما لنا وهذا الأمر؟ أقول: لديكم إمكانية عظيمة بخصوص إخوتكم. أنكم مسئولون إن كنتم لا تنصحونهم وتصدوهم عن الشر، وتجتذبونهم بقوة إلى هنا، وتسحبونهم من تراخيهم الشديد، إذ لا يليق بالإنسان أن يهتم بنفسه فقط بل يلزمه أن يهتم بالآخرين أيضًا... فإنه أي فائدة لمصباح لا يضيء للجالسين في الظلمة؟ وأي نفع للمسيحي الذي لا يفيد غيره؟ ولا يرد أحدا إلى الفضيلة...؟
مداومة النصيحة والتعليم يحثان الإنسان على الاجتهاد وإصلاح حاله. في هذا أؤكد الحقيقة، مقتبسًا المثل العام القائل: "قطرات الماء المتواترة تشق الصخر".
لا يكن اجتماعكم هذا باطلًا، فإني لا أكف عن التوسل إليكم بكل غيرة قائلًا لكم "تعالوا بإخوتكم إلى هنا ارشدوا الضالين. علموهم بالعمل لا بالكلام فقط..." فإنه يليق بكم وأنتم خارجون من هذا الموضع أن تعلنوا عنه أنه موضع مقدس. تخرجون كأناس نازلين من السماء عينها، مملئون وقارًا وحكمة، ناطقين وعاملين كل شيء بلياقة.
عندما ترى الزوجة رجلها قادمًا من الاجتماع، ويرى الأب ولده، والصديق صديقه، والعدو عدوه... يرون فيهم آثار البركات الحالة عليهم، يدركون أنكم قد صرتم ودعاء وحكماء ومتزنين.
تأملوا أية امتيازات تنعمون بها في الأسرار المقدسة؟
علموا الذين في الخارج أنكم في صحبة السيرافيم. علموهم أنكم محصون مع السمائيين، معدون في مصاف الملائكة، تتحدثون مع الرب وتكونون في صحبة السيد المسيح...
وإذ يتطلعون إلى جمال نفوسكم المتلألئة تلتهب قلوبكم بمظهركم الصالح، مهما بلغ غباؤكم، لأنه إن كان جمال الجسد يغري ناظره كم بالحري جمال النفس وتناسقها يهز ناظريها ويجذبها إلى ذات الغيرة؟]


 
قديم 06 - 11 - 2021, 02:19 PM   رقم المشاركة : ( 57197 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,023

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





الكنيسة سماء أرضية


الكنيسة "هي أعلى من السماء وأكثر اتساعًا من المسكونة(8)". هي عودة إلى الحياة الفردوسية الأولى، بل وأعظم منها، إذ صارت كجنةٍ مغروسةٍ في جنب المسيح السماوي ترتوي من ينابيع فمه المحيي.
يقارن بين الحياة الكنسية الجديدة والحياة الفردوسية الأولى قائلًا:
[لا أعود أذكر حواء الأولى علة السقوط، إنما أرى كنيسة قائمة.
لا أنظر أوراقًا تستر العري، بل ثمار الروح.
لا أجد أسوارًا من الأشواك، بل كرمة مخصبة(9).]
مرة أخرى يتحدث على لسان السيد المسيح، فيقول(10):
[لقد غرستك في الفردوس، والشيطان طردك.
انظري، ها أنا أغرسك فيَّ.
إني أسندك، فلا يعود يقوى الشيطان على الاقتراب منك.
لا أرفعك إلى السماء، بل إلى هنا حيث رب السماء.
أحملك في داخلي أنا رب السماء.
يحملك الراعي، فلا يقدر الذئب أن يقترب إليكِ، أو بالحري لا أسمح أنا له بذلك.]

 
قديم 06 - 11 - 2021, 02:19 PM   رقم المشاركة : ( 57198 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,023

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





الكنيسة... عرس سماوي

في عظته الثانية على أتروبيوس، وسط أحداث مثيرة وجو عاصف صاخب(11)، استطاع القديس يوحنا الذهبي الفم أن يرتفع بشعبه من الأحداث الزمنية القاتمة إلى العرس الإلهي المفرح. يكشف لهم عن الكنيسة وهي تسير على الأرض تنطلق من يومٍ إلى يومٍ نحو العرس الأبدي. لقد كشف أن الكنيسة في أصلها قبل تمتعها بالخلاص كانت متدنسة بالخطايا أو كما يلقبها "زانية" ارتبطت بعريسٍ آخر غير الله، فجاءها الكلمة الإلهي متجسدًا ليخطبها. جاءها على الأرض، متخفيًا في الناسوت حتى لا ترهبه وتهرب منه، ودخل بها من حياتها الدنسة إلى سمواته في استحقاقات الدم لتحيا كملكةٍ سمائيةٍ وعروسٍ فريدة، مقدمًا لها روحه مهرًا، ومواهبه كثوب عرسٍ لها، وسمواته بيت الزوجية الروحي، كاشفًا لها عن دورها الإيجابي في هذا العرس.



 
قديم 06 - 11 - 2021, 02:20 PM   رقم المشاركة : ( 57199 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,023

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





زانية تصير عذراء

[دعيت الكنيسة عذراء، هذه التي كانت قبلًا زانية.
هذه هي المعجزة التي صنعها العريس: أخذها زانية، وجعل منها عذراء.
يا له من أمر عجيب وجديد، فنحن بالزواج نفقد بتوليتنا، أما الله فبالزواج يعيد للكنيسة عذراويتها. بالنسبة لنا من كانت عذراء بزواجها تفقد بتوليتها، أما بالنسبة للسيد المسيح، فبزواجه من النفس البشرية يجعل منها عذراء، حتى وإن كانت قبلًا زانية...
عندما تسمع هذه الأمور، لا تفهمها بصورة مادية، بل حلق بفكرك عاليًا. لا لتفهمها بصورة جسدية... فإن الكنيسة التي نعيشها روحية لا مادية. ففي مجال الجسديات تفهم هذه الأمور بفكر ضيق، أما في الروحيات فتفهمها على مستوى متسع.]

 
قديم 06 - 11 - 2021, 02:21 PM   رقم المشاركة : ( 57200 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,023

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





كيف صارت ملكة وعروسا سماوية؟

[كيف صارت ملكة، هذه التي كانت عند موطئ القدمين وفقيرة؟
إلى أين صعدت؟ لقد جلست بجوار الملك(14) في الأعالي، كيف تحقق ذلك؟
صار الملك خادمًا... رغب العظيم القوي في الزانية، فلم يرسل لها أحد خدامه: لم يرسل ملاكًا ولا رئيس ملائكة، ولا شاروبًا ولا ساروفًا، بل نزل بنفسه إليها، اقترب إليها ذاك الذي يحبها.
مرة أخرى أقول حين تسمع كلمة "يحبها" لا تنظر إلى ذلك (بفكر جسداني ضيق)، بل أذكر ما تعنيه كلمة "الحب"...
الله يرغب في الزانية، فماذا يفعل؟ إنه لا يقودها إلى العلا وهي زانية، فهو لا يريد أن يدخل بها إلى السماء وهي على هذا الحال، جاء إلى الزانية، ولم يخجل من أن يمسك بها وهي في سكرها...
كيف جاء إليها؟ لم يأتِ بجوهر طبيعته مجردًا بل صار مثلها، لا بالنية بل بالفعل. صار مثلها حتى لا ترتعب منه عند النظر إليه، فتجري وتهرب، جاء إلى الزانية وصار إنسانًا... لقد حُبل به في الرحم، ونمى قليلًا قليلًا مثلي من جهة النمو البشري...
الله ظهر، لكن اللاهوت لم يُعلن، جاء في شكل العبد لا السيد. له الجسد الذي لي، أما جوهر طبيعته فلم يظهره. كان ينمو قليلًا قليلًا مقيمًا العلاقات مع البشرية. اقترب إليها مع أنه وجدها زانية ومملوءة قروحًا ومستوحشة وخاضعة للشياطين... وإذ رأته يقترب إليها هربت، فاستدعى الحكماء قائلًا: لماذا تخافون مني؟ إني لم آتِ ديانًا بل كطبيبٍ، ما جئت لأدين العالم بل لأخلصه(15).]
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025