منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03 - 11 - 2021, 01:03 PM   رقم المشاركة : ( 56591 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجلس (إيليا) تحت رتمة وطلب الموت لنفسه،

وقال: قد كفى الآن يا رب. خُذ نفسي
( 1مل 19: 4 )




يا للعجب! هذا الرجل الذي صلى لكي تُغلق السماء ثم تُفتح فأطاعته السماء، وصلى فعادت الحياة إلى الولد الميت، وصلى لكي ترجع قلوب الشعب إلى الله، وصلى فنزلت النار على الذبيحة. هذا الرجل الذي صلى تلك الصلوات التي ما أسماها، الجديرة بخادم الله العلي، نجده الآن وقد تركزت صلاته في ذاته، والاستسلام! "صلى من أجل نفسه...". ما أحقر النُطق الذي يصدر عنا بدافع الانشغال بأنفسنا! وإنه من دواعي سرورنا أن صلاته هذه كان نصيبها الرفض، ولا بد أن إيليا أيضاً قد سُرّ وشكر الله على إغفالها.
 
قديم 03 - 11 - 2021, 01:04 PM   رقم المشاركة : ( 56592 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجلس (إيليا) تحت رتمة وطلب الموت لنفسه،

وقال: قد كفى الآن يا رب. خُذ نفسي
( 1مل 19: 4 )




إن الرب لم يُجب على هذه الصلاة حتى "بلا" ولكنه تجاهلها. وكم يدين الكثيرون بالشكر لله لتجاهله بعض صلواتهم السخيفة الحمقاء، إلا أنه من الخطأ أن نتوهم أن إيليا لم يكن جاداً في طلبته وأنه ما عنى ما تفوَّه به. لقد كان مُخلصاً عندما قال للرب: "كفى..." لقد كان فوق طاقة البشر ما قاسى وما احتمل، فطلب من مراحم الله أن يعفيه من مزيد من الانسحاق، ويتركه ليمضي في سلام. ولكن لا ... ليس لخادم الرب أن يتوقف في منتصف الطريق، ولا عندما تلوح له النهاية، بل لا بد له من مواصلة الركض حتى نهاية الشوط.
 
قديم 03 - 11 - 2021, 01:04 PM   رقم المشاركة : ( 56593 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجلس (إيليا) تحت رتمة وطلب الموت لنفسه،

وقال: قد كفى الآن يا رب. خُذ نفسي
( 1مل 19: 4 )




هكذا أمسك الله عن إيليا مطلبه، وألزمه على مواصلة السير زمناً أطول حتى يُعِّد ويدرب خلفه. ليس طريق الخروج سهلاً ميسوراً. فما كان الله ليوافق على مطلبه إذ قد أعدّ له في النهاية أموراً أفضل تفوق كل ما كان يمكن أن يطلب أو يفتكر. ثم في الحال وُهب له أن يرى تعبيراً مجيداً لمحبة الله، فإن ملاكاً تولى حراسته وإطعامه بحنان مُفرط. لم يحمل إليه ملامة أو توبيخاً، بل كلَّمه بكلمات المواساة والتعضيد. ألم يكن هذا أفضل من تلك الميتة الموحشة التي ابتغاها لنفسه. وبعدئذ سار إلى حوريب ليصغي إلى الصوت الهادئ الخفيض، وفي الختام لم يَمُت إطلاقاً، وإنما أُخذ إلى المجد ظافراً في مركبة من نار. نعم لقد ادخر الله لخادمه الأمين شيئاً أفضل. وجدير بالذكر أن هذا الرجل كموسى، مُنح الامتياز عينه بالظهور مع الرب على جبل التجلي.
 
قديم 03 - 11 - 2021, 01:09 PM   رقم المشاركة : ( 56594 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المعمدان وإنكار الذات



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


«ينبغي أن ذلكَ يزيد، وأني أنا أنقصُ»

( يوحنا 3: 30 )




رسالة مفخخة: أرسل تلاميذ المعمدان برسالة مفخخة، بها قنابل لمُعلِّمهم، ليُثيروا غَيرته. فقالوا له: ”هوذا ..الذي شهدت له ..يُعمِّد“. إن مَن صنعت له أعظم معروف، بشهادتك له، لم يُراعِ جميلك، ويتعدَّى حدود خدمته (نقولها بكل احترام)، ويعمِّد. والجميع يأتون إليه، تاركينك. إنه يزيد وأنت تنتهي.

فماذا كانت إجابة أعظم مولودي النساء؟: (1) أكد المعمدان بكل اتضاع، أنه مجرَّد مُرسَل أمام المسيح ”لست أنا المسيح، إني مُرسَل أمامه“. ما أجمله خادمًا يوسِّع للملك الطريق! شاغلاً وظيفة الحاجب برئاسة الجمهورية قديمًا، مَن اعتاد تقديم الضيوف للرئيس ثم ينحني وينصرف، تاركًا الرئيس مع ضيفه. وما أكفأ خادمًا يَصل بالنفوس للمسيح، ثم ينحني وينصرف.

(2) وبعدها يؤكد المعمدان أنه صديق العريس، وليس العريس. ولصديق العريس مُهمة مزدوجة؛ تجهيز العروس لعريسها، وإبراز العريس لعروسِه. وهذا ما أتمَّه المعمدان بمعموديته. فجهز العروس؛ أتقياء الأُمة، فاصلاً إيَّاهم بمعمودية التوبة. وبالمعمودية أيضا أبرَز العريس. ومن الطبيعي أن يفرح صديق العريس لسماعه صوت وصول العريس.

(3) ثم قال المعمدان مَقولته الخالدة: «ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقُصُ»، إنها ضرورة حتمية. بدأ المعمدان شهادته للمسيح بالنقصان؛ إذ تركه اثنان من تلاميذه البارزين، أندراوس ويوحنا، ليتبعوا المسيح فور شهادته. وطوال شهادته كان المسيح يزيد، وهو ينقص. حتى تعظَّم المسيح وصار مشهورًا ( مر 6: 14 )، والمعمدان مطروحًا في سجنه. أخيرًا دُفن المعمدان ناقصًا؛ دون رأس. نفَّذ مَقولته في حياته: ”ينبغي أن ذلك يزيد وأنا أنقُصُ“، ونُفِذت فيه في مَماته. لسنا نعلم ماذا صُنع بهذا الرأس، ولكن قريبا ستُلبَس الأكاليل بيد السيد العظيم، ليزيد المعمدان.

عظماء آخرون: في موسى وإيليا، لنا نموذجان آخران. فموسى رفض الغيرة من ألداد وميداد ( عد 11: 27 ) يوم تنبأا في المحلة. وإيليا اذ أمره الرب أن يمسح ثلاثة أشخاص ( 1مل 19: 15 ، 16)، مضى ومسحَ أليشع بن شافاط نبيًا عوضًا عنه. وما أصعبها على نفس أبي النبوَّة، إيليا، أن يصنع هذا بيديه، راضيًا أن يُنهي خدمته بيديه، خاضعًا لسيده، إذ خدمَهُ بأمانة وشرف؛ تاركًا لأليشع مسح الآخرين! قارئي المبارك: هل تغَار للرب، أم تغَار من أولاد وخدام الرب.
.
 
قديم 03 - 11 - 2021, 01:10 PM   رقم المشاركة : ( 56595 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


«ينبغي أن ذلكَ يزيد، وأني أنا أنقصُ»

( يوحنا 3: 30 )




رسالة مفخخة: أرسل تلاميذ المعمدان برسالة مفخخة، بها قنابل لمُعلِّمهم، ليُثيروا غَيرته.
فقالوا له: ”هوذا ..الذي شهدت له ..يُعمِّد“.
إن مَن صنعت له أعظم معروف، بشهادتك له، لم يُراعِ جميلك، ويتعدَّى حدود خدمته (نقولها بكل احترام)، ويعمِّد. والجميع يأتون إليه، تاركينك.
إنه يزيد وأنت تنتهي.
 
قديم 03 - 11 - 2021, 01:11 PM   رقم المشاركة : ( 56596 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


«ينبغي أن ذلكَ يزيد، وأني أنا أنقصُ»

( يوحنا 3: 30 )



أكد المعمدان بكل اتضاع، أنه مجرَّد مُرسَل أمام المسيح ”لست أنا المسيح، إني مُرسَل أمامه“. ما أجمله خادمًا يوسِّع للملك الطريق! شاغلاً وظيفة الحاجب برئاسة الجمهورية قديمًا، مَن اعتاد تقديم الضيوف للرئيس ثم ينحني وينصرف، تاركًا الرئيس مع ضيفه. وما أكفأ خادمًا يَصل بالنفوس للمسيح، ثم ينحني وينصرف.
 
قديم 03 - 11 - 2021, 01:11 PM   رقم المشاركة : ( 56597 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


«ينبغي أن ذلكَ يزيد، وأني أنا أنقصُ»

( يوحنا 3: 30 )



يؤكد المعمدان أنه صديق العريس، وليس العريس. ولصديق العريس مُهمة مزدوجة؛ تجهيز العروس لعريسها، وإبراز العريس لعروسِه.
وهذا ما أتمَّه المعمدان بمعموديته. فجهز العروس؛ أتقياء الأُمة، فاصلاً إيَّاهم بمعمودية التوبة.
وبالمعمودية أيضا أبرَز العريس. ومن الطبيعي أن يفرح صديق العريس لسماعه صوت وصول العريس.
 
قديم 03 - 11 - 2021, 01:45 PM   رقم المشاركة : ( 56598 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


«ينبغي أن ذلكَ يزيد، وأني أنا أنقصُ»

( يوحنا 3: 30 )



قال المعمدان مَقولته الخالدة: «ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقُصُ»، إنها ضرورة حتمية. بدأ المعمدان شهادته للمسيح بالنقصان؛ إذ تركه اثنان من تلاميذه البارزين، أندراوس ويوحنا، ليتبعوا المسيح فور شهادته. وطوال شهادته كان المسيح يزيد، وهو ينقص. حتى تعظَّم المسيح وصار مشهورًا ( مر 6: 14 )، والمعمدان مطروحًا في سجنه. أخيرًا دُفن المعمدان ناقصًا؛ دون رأس. نفَّذ مَقولته في حياته: ”ينبغي أن ذلك يزيد وأنا أنقُصُ“، ونُفِذت فيه في مَماته. لسنا نعلم ماذا صُنع بهذا الرأس، ولكن قريبا ستُلبَس الأكاليل بيد السيد العظيم، ليزيد المعمدان.
 
قديم 03 - 11 - 2021, 01:45 PM   رقم المشاركة : ( 56599 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


«ينبغي أن ذلكَ يزيد، وأني أنا أنقصُ»

( يوحنا 3: 30 )



عظماء آخرون: في موسى وإيليا، لنا نموذجان آخران. فموسى رفض الغيرة من ألداد وميداد ( عد 11: 27 ) يوم تنبأا في المحلة. وإيليا اذ أمره الرب أن يمسح ثلاثة أشخاص ( 1مل 19: 15 ، 16)، مضى ومسحَ أليشع بن شافاط نبيًا عوضًا عنه. وما أصعبها على نفس أبي النبوَّة، إيليا، أن يصنع هذا بيديه، راضيًا أن يُنهي خدمته بيديه، خاضعًا لسيده، إذ خدمَهُ بأمانة وشرف؛ تاركًا لأليشع مسح الآخرين! قارئي المبارك: هل تغَار للرب، أم تغَار من أولاد وخدام الرب
 
قديم 03 - 11 - 2021, 01:48 PM   رقم المشاركة : ( 56600 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

النهرُ الذي يَبسَ



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


«فَأقَامَ عِندَ نهْرِ كَرِيثَ ...

وَكَانَ بَعْدَ مُدَّةٍ مِنَ الزَّمَانِ أَنَّ النهْرَ يَبِسَ»

( 1ملوك 17: 5 - 7)


لكي يكون إيليا آنية مُهيأة لخدمة السيد كان عليه أن يوجد مُنفردًا، يسير في طرق شاقة، ليتعلَّم ضعفه، وقوة الله. وكل خادم للرب لا بد له أن يمرّ على كريث، وصِرفة ليصل إلى الكرمل. يوسف مرّ على البئر التي طُرح فيها، والسجن الذي أُلقيَ فيه، قبل أن يكون ثاني فرعون. وموسى تدَرَّب وراء البرية أربعين سنة، ليُصبح قائدًا للشعب في البرية.

وربنا يسوع نفسه، أ لم يمكث أربعين يومًا في البرية يُجرَّب من الشيطان، وكان مع الوحوش قبل أن يخرج إلى خدمته الجهارية للناس؟ لكن لم يكن الغرض، كما هو معنا لإظهار ضعفنا وللتخلُّص من الثقة في ذواتنا، حاشا. بل كان الغرض لإعلان كمالاته المُطلَقة، وإثبات أهليته للعمل الذي لم يكن في قدرة غيره أن يُكمله. فالظروف التي كانت ضرورية لإعلان كمالات المسيح، هي لازمة لإظهار نقائصنا للحكم عليها في حضـرة الرب، فنصبح أواني صالحة للخدمة.

هذا هو الدرس الأول الذي كان إيليا في حاجة أن يتعلَّمه: «اخْتَبِئْ عِنْدَ نَهْرِ كَرِيثَ». أما الدرس الثاني الذي كان عليه أن يتعلَّمه فهو درس الاتكال على الله يومًا فيومًا، فالنهر والغربان كانت في خدمة إيليا، لكن ثقته كان ينبغي أن تكون في الله الغير منظور، وليس في الأشياء المنظورة.

«قَدْ أَمَرْتُ» هكذا قال الرب، والإيمان يستند على كلمة الرب. وكان عليه أيضًا أن يكون في المكان الذي أعدَّهُ له الرب «قَدْ أَمَرْتُ الْغِرْبَانَ أَنْ تَعُولَكَ هُنَاكَ». فلم يكن لإيليا أن يختار لنفسه المكان. والطاعة لكلمة الرب هي طريق البركة. لقد أطاع إيليا «فَانْطَلَقَ وَعَمِلَ حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ».

بقيَ درس آخر - درس صعب - كان على إيليا أن يتعلَّمَهُ من النهر الذي يَبس. لقد سبق الرب وقال له: «فَتَشْـرَبَ مِنَ النَّهْرِ»، وقد شرب فعلاً، لكن الآن النهر يبس، فهل كان إيليا مُخطئًا لمَّا أتى إلى النهر؟ كلا. لقد كان إيليا مُصيبًا فيما فعل، إذ كان مطيعًا للرب. لكن النهر يبس. هذا اختبار مؤلم بلا شك، لقد كان امتحانًا لإيمان إيليا الذي قال للملك: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي وَقَفْتُ أَمَامَهُ». فهل يبقى إيمانه بالله الحي قويًا مع جفاف النهر؟ نعم، ما دام الله حيًا فلا يهم إذا جف النهر، لأن الله أعظم من جميع المراحم، فالمراحم تُؤخذ أو تتوقف، لكن الله يبقى.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:15 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025