![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 56561 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث حقًا ما أعجب وما أعمق عبارة) أحيا، لا أنا..). إن الحب الذي لا يطلب ما لنفسه، لا يجد تعبيرًا أعمق من كلمة (لا أنا). هذه هي خدمة الحب، التي لا تطلب لنفسها راحة ولا مجدًا. خدمة الذي لا يعطي لعينيه نومًا، ولا لأجفانه نعاسًا، إلي أن يجد للرب (مز4:132). إنها خدمة الذي يجد متعة في أتعاب الخدمة، وليس في أمجاد الخدمة! الذي لا يبحث في الخدمة عن ذاته، في مجال الرئاسة أو السلطة أو الظهور.. وهكذا فإن الخدام الذين فشلوا، هم الذين اهتموا بذواتهم أكثر من اهتمامهم بالملكوت. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56562 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث عبارة "لا أنا"، يمكن أن تُطْلَق في الروحيات الخاصة: فالذي يحب الله، يقول له (لتكن لا مشيئتي بل مشيئتك. وأنا لست أطلب شيئًا لذاتي، بل أسلمها تسليمًا كاملًا ليديك، وأنساها هناك، ولا اطلب إلاك أنت، وليس سواك.، ولهذا قال السيد المسيح (إن أراد أحد يأتي ورائي، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني) (مت24:16). وإنكار الذات يعني أنه لا يطلب ما لنفسه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56563 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث إن الذات هي أكثر ما يضر الإنسان. لا يضره العالم ولا المادة، ولا الجسد، ولا الشيطان، بقدر ما تضره ذاته، إن كان يطلب في كل حين ما يرضيها إن كانت هذه الذات، كلما تطلب ما لنفسها تبعده عن محبة الله. وهكذا لخص السيد الرب كل حياتنا علي الأرض في عبارة واحدة خالدة، قال فيها: (من وجد حياته يضيعها، ومن أضاع حياته من أجلي يجدها) (مت39:10). إن كان الإنسان يطلب ما لنفسه، فإنه يضيعها. لأنه يركز حول الذات وليس حول الله ومحبته. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56564 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث لننظر إلي آبائنا الرهبان والنساك. الذين سكنوا الجبال والبراري وشقوق الأرض، من أجل عظم محبتهم للملك المسيح.. إنهم لم يطلبوا أبدًا ما لأنفسهم. بل تركوا المال والأهل والوظائف وكل المتع الأرضية. وعاشوا منسيين، بلا طعام بلا راحة، لا يطلبون سوي الله، الذي صار لهم هو الكل في الكل.. هؤلاء الرهبان، صلت عليهم الكنيسة صلاة أموات، لأنهم ماتوا عن العالم وكل ما قيه. وما عادوا يطلبون منه شيئًا لأنفسهم. أتراهم ضيعوا أنفسهم، أم وجدوها..! ولكن لماذا نتكلم عن الرهبان وحدهم، فلنتكلم أيضًا عن الذين عاشوا في رفاهية العالم، ولكن لأجل محبة الله تركوا كل شيء. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56565 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث موسى النبي لم يطلب ما لنفسه، بل يبدو أنه أضاعها. كان أميرًا وقائدًا (ابن ابنه فرعون). وكانت أمامه كل خزائن فرعون. ومع ذلك (فضل أن يذل مع شعب الله، عن أن يكون له تمتع وقتي بالخطية) (عب11). وماذا كانت الخطية سوى تمتعه بحياة القصر، وشعبه مرهق بالعبودية! لذلك ترك كل شيء، القص، والإمارة، والعظمة، والمال، ولم يطلب لنفسه شيئًا. لذلك رفع الله موسى وجعله سيدًا لفرعون. مثال آخر هو إبراهيم أبو الآباء. قال له الرب (أترك أهلك وعشيرتك وبيت أبيك، واذهب إلي الجبل الذي أريك) (فلم يطلب لنفسه أهلًا ولا وطنًا، إنما طلب طاعة الرب وحده. ثم قال له الرب (خذ ابنك وحيدك، الذي تحبه نفسك، إسحق وقدمه لي محرقة علي الجبل الذي أريك إياه}. ومرة أخري لم يطلب إبراهيم ما لنفسه، ولو كان أبنه الوحيد، وأخذ ابنه ليذبحه.. تكفيه محبة الله التي تسعد نفسه.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56566 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث لنتناول أيضًا هذه الوصية "المحبة لا تطلب ما لنفسها" في الحياة الاجتماعية، وحياة الأسرة الواحدة. تعيش الأسرة سعيدة، إن كان الزوج لا يطلب ما لنفسه، طاعة وسيطرة، إنما يطلب سعادة زوجية وأولاده، معتبرًا أن هذه هي رسالته في حياته الزوجية. وكذلك الزوجة إن اعتبرت رسالتها أن تسعد هذا الزوج، دون أن تطلب ما لنفسها مالًا ورفاهية وحرية. كذلك إن جعلت رسالتها أن تتعب من أجل راحة أولادها. كذلك أيضًا الأبناء إن كانوا في محبتهم للأب والأم لا يرهقانهم بكثرة الطلبات، ولا بالمخالفة. ولا يطلبون ما لأنفسهم إلا في حدود قدرة الأسرة.. وفي الحياة الاجتماعية: الذي لا يطلب ما لنفسه، يقدم غيره في الكرامة، ويتخذ المتكأ الأخير. كما قال القديس بولس الرسول (مقدمين بعضكم بعضًا في الكرامة) (رو12: 10). ليس فقط تنفيذًا لوصية الاتضاع، بل بالأكثر عن حب. إذ يحب غيره ويفضله علي نفسه، فيقدمه في الكرامة علي نفسه، ويسعد إذ يجده مكرمًا.. وإذ يأخذ المتكأ الأخير (لو10:14). وإنما يسعد بأن يترك المتكآت الأولي لغيره ما اجل محبته لهم. وفي كل ذلك، وسبب محبته للآخرين، فإنه لا ينافس أحدًا، ولا يخاصم أحدًا من أجل شيء عالي، ولا زاحم الآخرين في طريق الحياة بل يترك الفرصة للغير أن يأخذ وينال ما يريد، دون يطلب ما لنفسه.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56567 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث وصية "المحبة لا تطلب ما لنفسها" في مجال العطاء أيضًا. فالذي يدفع العشور والبكور، ليس فقط وصية الله، بل بالأكثر من أجل محبته للفقراء يفضلهم علي نفسه، مهما كان محتاجًا للمال. بل أنه يدفع أكثر من هذا، بل يعطي من احتياجاته الخاصة. مثال ذلك تلك الأرملة التي أعطيت من أعوازها، ووضعت في الخزينة فلسين هما كل ما كانت تملك. ولهذا استحقت الطوبى من فم الرب، وتسجل عطاؤها في الإنجيل (مر12: 42). هكذا أرملة صرفة صيدا، التي لم تطلب ما لنفسها في وقت المجاعة. وأعطيت كل ما عندها من زين ودقيق لإيليا النبي (1مل17). فاستحقت بذلك أن يباركها الرب ويبارك خيراتها طول زمن المجاعة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56568 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث انظروا إلي السيد المسيح، وكيف أنه لم يطلب ما لنفسه. بل من أجل محبته للبشر (أخلى ذاته، وأخذ شكل العبد) (في7:2). وابتعد عن كل مجد عالمي. ولم يكن له أين يسند رأسه (لو58:9). وكذلك لم يطلب ما لنفسه، حينما انحني وغسل أرجل تلاميذه (يو13)، وحينما بذل ظهره للسياط، ثم صعد علي الصليب، ولم يدافع عن نفسه. وبذل حياته عنا، البار لأجل الآثمة.. (وبين محبته لنا. لأنه ونحن بعد خطاة مات لأجلنا) (رو8:5). والمحبة التي لا تطلب ما لنفسها، تحتمل وتغفر. ولكني أود أن أؤجل هذه النقطة إلي موضع آخر. حيث أن الحديث عنها قد يطول وليس مجاله الآن. ويكفي أن الإنسان الذي يحب، يمكنه في محبته لغيرة أن يتنازل عن حقوقه، وأن يحمل ويغفر.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56569 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث الذي يحب، لا يطلب ما لنفسه. والذي لا يطلب ما لنفسه، يستطيع أن يحب. فإن كنت لا تطلب ما لنفسك، يمكنك أن تتعب من أجل الله والناس.. وتتعب في الصلاة، في الصوم، في السهر، في الخدمة. لأنك لا تفكر في راحتك وصحتك، إنما تفكر في الله وملكوته، وتفكر في خير الناس وخلاصهم.. وهكذا تحب الله والناس، ويحبك الله والناس. لأنك لا تقول: ذاتي وصحتي وراحتي. إنما تقول ملكوتك يا رب، وكنيستك وشعبك. بل تقول محبتك يا رب وعشرتك قبل كل شيء.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56570 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث إن الذي يطلب ما لنفسه، إنما يضيع نفسه. كالرجل الغني الغبي، الذي قال (أهدم مخازني وأبني أعظم منها.. وأقول لك يا نفسي خيرات كثيرة لسنوات عديدة) هذا الغبي ضيع نفسه. وقال له الصوت الإلهي: في هذه الليلة تؤخذ روحك منك، فالذي أعددته لمن يكون؟ (لو12: 18-20). كذلك داود النبي، لما طلب المتعة لنفسه، أضاع نفسه، لولا رحمة الله التي اقتادته إلي التوبة، مع عقوبة شديدة فرضت عليه (2صم12:11). |
||||