منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02 - 11 - 2021, 05:27 PM   رقم المشاركة : ( 56541 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



استخدم هيلفيدس في القرن الرابع العبارة "لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر" (مت 1: 25) كدليل إنجيلي ضد دوام بتولية مريم، مشيرًا إلى أن يسوع هو ابنها البكر، له إخوة، هم أبناء مريم.
يجيبه القديس جيروم بأنه: [هكذا اعتاد الكتاب المقدس أن يستخدم كلمة "بكر" لا للشخص الذي له إخوة وأخوات، بل للمولود الأول[52] (خر 34: 19-20)، حتى ولو لم يكن له إخوة أصاغر.] هكذا يخرج القديس جيروم من الكتاب المقدس بأن: [كل طفلٍ وحيدٍ هو بكر، لكن ليس كل بكرٍ هو طفل وحيد[53].] كذلك فإن العبارة: "لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر"، لا تعني بالضرورة أن القديس يوسف عرفها بعد ولادتها للسيد المسيح، لأن الكلمة (حتى) لا تعني التنبؤ بما يحدث بعد ذلك، وذلك قول الكتاب مثلًا: لم تنجب ميكال ابنة شاول (حتى ماتت) لا تعني أنها ولدت بعد موتها.

 
قديم 02 - 11 - 2021, 05:29 PM   رقم المشاركة : ( 56542 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



إخوة يسوع

في حوالي عام 382 م. كتب هيلفيدس كتابًا يؤكد فيه أن يوسف ومريم قد تَمَّمَا زواجهما بعد ميلاد يسوع، وأن مريم قد أنجبت أبناء آخرين، أشار إليهم الإنجيل بعبارة "إخوة يسوع"، هذا الكتاب مفقود، لكن ما جاء فيه عُرف تباعًا خلال إجابة القديس جيروم عليه.

وبعد أعوام تبنى ذات الفكرة كل من جوفنيانوس[54] وبونيسيوس[55] أسقف Naissus بيوغسلافيا، مستخدمين نفس التعبير "إخوة الرب" (مر 6: 33، مت 13: 55-56).
لكن العلامة أوريجينوس وهو يؤكد تقليدًا كنسيًا يقول: [ليس من أحد أفكاره صادقة نحو مريم يدَّعي بأن لها طفل غير يسوع، فماذا يعني الإنجيل بقوله "إخوة يسوع"؟]



1. النظرية الأبيفانية

دافع كتاب "إنجيل يعقوب" غير القانوني عن بتولية القديسة مريم مشيرًا إلى أن إخوة يسوع ليسوا إلاَّ أبناء القديس يوسف من زواج سابق. هذه الفكرة انتقلت إلى الكتابات القبطية والسريانية واليونانية، كما نادى بها بعض الآباء العظام، فأشار إليها كل من القديس إكليمنضس الإسكندري وغريغوريوس النيسي وكيرلس الإسكندري وأمبروسيوس والعلامة أوريجينوس وهيجيسيوس ويوسابيوس أسقف قيصرية وهيلاري من بواتييه وأبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص الذي دافع عن هذه الفكرة بحماسٍ شديد حتى نُسِبَت إليه: (الأبيفانية)[56]. إلاَّ أن هذا الرأي يرفضه بعض اللاهوتيين للأسباب التالية:
ا. لو أن إخوة يسوع أكبر منه سنًا، إذ جاءوا عن زواج سابق، فلماذا لم يُشر إليهم في قصص الميلاد وخاصة الهروب إلى مصر؟
ب. في (قصة يسوع في الهيكل) ترك لنا الإنجيل (لو 2: 41-52) هذا الانطباع أنه حتى مرور اثني عشر عامًا من ميلاد المسيح كانت العائلة المقدسة تتكوَّن من الثلاثة أشخاص (مريم ويوسف والسيد المسيح).
ج. لو كان يسوع له إخوة لترك أمه لديهم عند الصليب، وما كانت هناك حاجة لتسليمها للقديس يوحنا الحبيب.

2. نظرة القديس جيروم

يرى القديس جيروم أن تعبير (إخوة) استخدم في الكتاب المقدس في الحالات التالية: إخوة حسب الدم، وإخوة بسبب وحدة الجنسية، وإخوة بسبب القرابة الشديدة والصداقة، هذه التقاليد لا زالت متبعة في بعض بلاد الشرق.
وقد اُستخدم تعبير "إخوة الرب" مطابقًا الحالة الثالثة، وذلك كما دعا إبراهيم ابن أخيه لوط "أخاه" (تك 13: 8)، وأيضًا لابان استخدم ذات الكلمة عن زوج ابنته (تك 29: 15).
فمن المعروف لدى اليهود أن أبناء العم والخال والعمة والخالة يدعون إخوة، لأنهم غالبًا ما يعيشون في العائلة الكبيرة تحت سقفٍ واحدٍ. وإلى يومنا هذا لازالت الكلمة مستخدمة في بعض قرى صعيد مصر، فيحسبونه عيبًا أن يدعو الإنسان ابن عمه أو خاله أو عمته أو خالته بلقبٍ غير "أخي". هكذا بحسب نظريه القديس جيروم يكون "إخوة يسوع" هم أولاد القديسة مريم زوجة كلوبا، أخت القديسة مريم العذراء (يو 19: 25).
 
قديم 02 - 11 - 2021, 05:41 PM   رقم المشاركة : ( 56543 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
البابا شنودة الثالث




المحبة لا تنتفخ


عبارة (لا تتفاخر) تعني لا تفتخر علي غيرها، وعبارة (لا تنتفخ) تعني لا تعامل غيرها بانتفاخ، أي لا تتعالى علي الغير. فالذي يحب، يعامل من يحبه بمودة، وليس بعظمة. وقد قيل عن السيد الرب في محبته لنا، لما صار في شبه الناس:
(إن ابن الإنسان لم يأت ليخدم بل ليخدم) (مت28:20).
وهكذا في محبته لتلاميذه، انحني وغسل أرجلهم. وكان هذا أيضًا تعليمًا صالحًا لهم، إذ قال بعد ذلك (فإن كنت وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض. لأني أعطيتكم مثالًا، حتى كما صنعت أنا بكم، تصنعون أنتم أيضًا) (يو13: 14، 15).
(ومحبة الله الآب في الأعالي، والناظر إلي المتواضعات).
إن سكناه في الأعالي، هذا الذي سماء السموات لا تسعه (1مل8: 27). لم يمنعه هذا العلو من أن ينظر إلي البشر، الذي هو (تراب ورماد) (تراب ورماد) (تك27:18). وهو (يعرف جبلتنا، يذكر أننا تراب نحن) (مز14:103). إنها المحبة التي لا تتعالى.





محبة الله التي لا تتعالى علي أولاده في الحوار.
الله الذي يأخذ رأي أبينا إبراهيم في موضوع سادوم، ويقول (هل أخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله؟!) (تك17:18). ويدخل معه في حوار يسمح فيه لإبراهيم أن يقول له (حاشا لك يا رب أن تفعل مثل هذا الأمر، أن تميت البار مع الأثيم.. حاشا لك. أديان الأرض كلها لا يصنع عدلًا) (تك5:18). ولا يغضب الله، ويستمر الحوار..
نعم هو الله المحب الذي يشرك معه موسى هم جهة مصير الشعب الذي عبد العجل الذهبي، ويقول له (أتركني ليحمي غضبي عليهم وأفنيهم..) ولكن موسى لا يتركه. بل يقول له (أرجع عن حمو غضبك، وأندم علي الشر بشعبك. أذكر إبراهيم وإسحق وإسرائيل عبيدك..) (خر32: 10-14). ويستجيب الرب لموسى.
الله الذي في محبته يتنازل ليظهر لعبيده ويكلمهم.

كما فعل مع سليمان، تراءى له مرتين: أحدهما في جبعون، والأخرى في أورشليم (1مل9:3). علي الرغم من الله كلن يعرف بسابق علمه أن سليمان سوف يميل قلبه وراء آلهة أخرى بسبب نسائه (1مل4:11).





ولعل من أبرز الأمثلة علي عدم التعالي، أن السيد الرب في تجسده، دعا تلاميذه إخوته.
وفي ذلك يقول بولس الرسول عنه إنه (لا يستحى لأن يدعوهم أخوة، قائلًا: اخبر باسمك إخوتي) (عب2: 11، 12).. وأنه (كان ينبغي أن يشبه إخوته في كل شيء) (عب17:2). بل أن الرب نفسه يقول للقديسة المجدلية وزميلتها (اذهبا قولا لأخوتي أن يمضوا إلي الجليل وهناك يرونني) (مت10:28).
وهو نفسه يقول لتلاميذه، وقد أحبهم حتى المنتهي (يو1:13).. (لا أعود أسميكم عبيدًا، لكني قد سميتكم أحباء) (يو15:15).. ويستمر هذا الوعد في الأبدية، في أورشليم السمائية، مسكن الله مع الناس، حيث يكون الله في وسط شعبه (رؤ3:20).





بل من أعظم الأمثلة المحبة التي لا تتفاخر ولا تنتفخ هي قول الرب لتلاميذه:
"ومن يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها، يعملها هو أيضًا، ويعمل أعظم منها.." (يو12:14).
عبارة عجيبة في تواضعها، يقف أمامها العقل البشري مبهوتًا.. كما يقف العقل مبهوتًا أمام محبة الله للبشر، التي بسببها يتقدم السيد المسيح إلي يوحنا ليعتمد منه، معمودية التوبة، نيابة عنا..! أين هنا التفاخر والاتضاع..؟! بل المحبة التي تصعد علي الصليب، لكي تحمل كل خطايا العالم، ويحصى وسط آثمة (أش53: 6، 12)..
ليس فقط لا يوجد تفاخر، بل بالأكثر انسحاق..





وكما سلك السيد المسيح، سلك أيضًا تلاميذه بأسلوب المحبة التي لا تتفاخر ولا تنتفخ..
مهما كان الغضب المنصب عاليًا. فهوذا القديس بولس الرسول، يقول في توبيخه لأولاده في كورنثوس (اطلب بوداعة المسيح وحمله، أنا نفسي بولس، الذي في الحضرة ذليل بينكم. وأما في الغيبة فمتجاسر عليكم. ولكن اطلب أن لا أتجاسر وأنا حاضر) (2كو10:1، 2). ويقول في حديثه مع شيوخ كنيسة أفسس (اسهروا متذكرين أني ثلاث سنين ليلًا ونهارًا، لم أفتر عن أن أنذر بدموع كل واحد) (أع31:20).
عبارات عجيبة، يقولها الرسول العظيم الذي اختطف إلي السماء الثالثة، إلي الفردوس، وسمع كلمات لا ينطق بها (2كو12: 2-4).. ومع كل هذه العظمة لا يتفاخر ولا ينتفخ، بل يقول عن نفسه إنه ذليل، ومتجاسر وينذر بدموع.
وفي مجال الافتخار، يقول لا افتخر إلا بضعفاتي.
ويشرح كيف أن ملاك الشيطان لطمه بشوكة في الجسد، وانه تضرع إلي الله ثلاث مرات بسببها ولم يستجب الله صلاة في هذا الأمر، بل قال له تكفيك نعمتي (2كو12: 5-9).





لم يفتخر أحد من الرسل بمنصبه العظيم ولم ينتفخ.
بطرس الرسول يكتب في مقدمة سفر الرؤيا: (أطلب إلي الشيوخ الذين بينكم، أنا الشيخ رفيقهم، والشاهد لآلام المسيح) (1بط1:5).
ويوحنا الرسول يكتب في مقدمة سفر الرؤيا (أنا يوحنا أخوكم، وشريككم في الضيقة، وفي ملكوت يسوع المسيح وصبره) (رؤ9:1). يكتب بهذا الأسلوب في مقدمة الرؤيا التي رأي فيها السيد الرب، ورأي بابًا مفتوحًا في السماء، وعرش الله، وكثيرًا من القوات السمائية التي لم يرها رسول غيره، ومع ذلك لا يتفاخر.. بل يقول: أخوكم وشريككم..
وبولس الرسول يبدأ الكثير من رسائله بعبارة (بولس عبد ليسوع المسيح) (رو1:1) (في1:1).







بل بالأكثر، سمي الرسل رسالتهم خدمة..
فقال القديس بولس الرسول (هكذا فليحسبنا الإنسان كخدام للمسيح) (1كو4: 1). وقال إن الرب (أعطانا خدمة المصالحة) (2كو18:5). (في كل شيء نظهر أنفسنا كخدام في صبر كثير في شدائد في ضرورات) (2كو4:6). وقال القديس بولس الرسول عن عملهم الكرازي إنه (خدمة الكلمة) (أع4:6). وقال القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس الأسقف (أعمل عمل المبشر، تمم خدمتك) (2تي5:4). وقال عن نفسه وعن زميله أبلوس (من هم بولس ومن هو أبلوس؟ بل خادمان آمنتم بواسطتهما) (1كو5:3).
ولعل هذا كله تنفيذًا لوصية الرب لتلاميذه:
(من أراد أن يكون فيكم عظيمًا، فليكمن لكم خادمًا).
وأيضًا (ومن أراد أن يكون فيكم أولًا، فليكن لكم عبدًا) (مت20: 26، 27). وحسما ورد في الإنجيل لمار مرقس الرسول (إذا أراد أحد أن يكون أولًا، فليكن آخر الكل وخادمًا للكل) (مر35:9). وهذا هو عمل الرسولية، الذي لا يتفاخر ولا ينتفخ، بل في محبته لله ولملكوته، وفي محبته للمخدومين يكون آخر الكل وخادم الكل.
ويشبه هذا، صلاة القديس أوغسطينوس من أجل رعيته، التي قال فيها (اطلب إليك يا رب، من أجل سادتي عبيدك..).





وكما كان الآباء في محبتهم لا يتفاخر بالمناصب، كانوا أيضًا لا يتفاخرون بحياة القداسة.
ولا يتفاخرون ولا ينتفخون بالمواهب الإلهية.
ولا يظهرون أما الناس بمظهر من قد أعطاه الله ما لم يعطه لغيره. لأنه إلي جوار الكبرياء في هذا التفاخر، فإنه يوقع الآخرين أيضًا في صغر النفس وفي الغيرة المرة وكل هذا ضد مشاعر المحبة الحقيقية التي تهتم بغيرها أكثر مما تهتم بنفسه.
وهكذا نجد أن الرسل في علو مستواهم الروحي يقولون عن أنفسهم أنهم خطاة. فالقديس بولس الرسول يقول إن (المسيح يسوع جاء إلي العالم، ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا) (1تى 15:1). ويقول (أنا الذي كنت قبلًا مجدفًا ومضطهدًا ومفتريًا ولكنني رحمت لأني فعلت ذلك بجهل في عدم إيمان) (1تى13:1).
والقديس يوحنا الحبيب يقول (إن قلنا إنه ليس لنا خطية، نضل أنفسنا وليس الحق فينا) (1يو8:1). والقديس يعقوب الرسول يقول (لا تكونوا معلمين كثيرين يا أخوتي، عالمين أننا نأخذ دينونة أعظم، لأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعنا) (يع3: 1، 2).





المحبة لا تفتخر بالمواهب، بل تستخدمها في اتضاع لنفع وخدمة الآخرين.
هوذا القديس بطرس الرسول حينما أقام الرجل المقعد الأعرج من بطن أمه المستعطي عند باب الهيكل.. وانذهل الناس من هذه المعجزة، قال لهم بطرس الرسول (ما بالكم تتعجبون من هذا، ولماذا تشخصون إلينا، كأننا بقوتنا أو بتقوانا قد جعلنا هذا يمشي) (أع12:3). وأخذ يحول أنظارهم إلي السيد المسيح الذي أنكروه الذي بالإيمان باسمه تشدد هذا المقعد ومشى..
الذين يتفاخرون وينتفخون بالمواهب، لا يحبون غيرهم، بل لا يحبون أنفسهم أيضًا..
لأن التفاخر بالموهبة، قد يبعدها عن صاحبها، إن كانت موهبة حقيقية من الله. كما يدل ذلك أيضًا علي أن الذي منحه الله الموهبة، لم يستطيع أن يتحملها فارتفع قلبه بسببها علي غيره، وبدأ يتفاخر علي من لم يأخذوها. وليس في هذا الأمر حب وليس فيه تواضع، وليس فهم للموهبة.
فالمواهب يمنحها الله الخير للناس، وليس للكبرياء..
الله يمنحك الموهبة، لمي في محبتك للناس، تستخدم الموهبة لخيرهم.. كمواهب الشفاء مثلًا، أو إخراج الشياطين.. أو مواهب الذكاء والمعرفة، التي تستخدمها في محبة لتعليم الآخرين وهدايتهم، وليس للتفاخر والانتفاخ. وإلا فإنك تكون قد تركت الهدف من الموهبة، وهو محبة الآخرين وخدمتهم، وتحولت إلي التمركز حول الذات بطريقة غير روحية..





قلنا إن المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ، بسبب علو المركز، ولا بسبب المواهب، ولا بسبب العقل..
كذلك لا تتفاخر بسبب الغني ولا التمايز المادي.
المفروض أن الغني يستخدم غناه لخير المحتاجين، وهكذا يكون قد أحبهم وكسب محبتهم له.. ولكن لا يتفاخر عليهم وينتفخ، ويشعرهم بالضعة والمذلة. وإن أعطاهم، لا يجوز أن يعطيهم بارتفاع قلب، ولا بشعور أنه المعطي، وأنهم منه يأخذون. فهو فيما يعطي، إنما يتقاسم معهم مالًا، قد أرسله الله ليتوزع في حب، عليه وعليهم..



المحبة لا تقبح


هنا ونقول: إن التفاخر ضد المحبة، فكم بالأكثر التفاخر الذي يقبح غيره.
الذي يقيم مقارنة بينه وبين غيره، فإذا به هو الأفضل، وغيره الأدنى، مع ذكر مساوئ هذا الغير التي من كذا وكذا..
إن تحقير الآخرين لا يتفق مع المحبة التي يفترض فيها أن تستر عيوب الآخرين لا أن تقبحهم، أو تشهر بهم وتظهر مساوئهم..
بل المحبة بالأكثر تدافع عن الغير، ولا أن تذمه.
عندما تزوج موسى بامرأة كوشية، تكلم ضده هرون ومريم أخواه، ولم يكن في كلامهما عليه حب له. أما الرب الذي يحب موسى، فقد دافع عنه، وذكر أنه أمين علي كل بيته. ووبخ هرون ومريم، وعاقب مريم لأنها تكلمت علي موسى بالسوء (عد12: 1-10).. هذه هي المحبة التي لا تقبح.
مثال من سير القديسين: القديس أبا مقار الكبير الذي ستر علي الأخر الخاطئ وأخفي خطيته. وكذلك القديس موسى الأسود والقديس بيساريون. والشرح في هذا الموضوع يطول..



المحبة لا تطلب ما لنفسها


المحبة لا تفكر في ذاتها، ولكن فيمن تحب.
تفكر في الذي تحبه: كيف ترضيه، وكيف تعطيه، وكيف تريحه وتجلب السرور إلي قلبه.. وفي كل ذلك لا تطلب ما لنفسها. بل قد تبذل نفسها لأجل من تحبه.. ذلك لأنه إن كان من طبيعة الأنانية أنها دائمًا أن تأخذ، فإنه من صفات المحبة أنها تريد أن تعطي..
عنصر المحبة الرئيسيان هما أن تحب الله، وأن تحب الناس. وفي كليهما لا تطلب المحبة ما لنفسها..
وهكذا كانت صلاة التسبيح والتمجيد هي أقدس الصلوات. لأن الذات لا توجد فيها علي الإطلاق، إنما الموجود فقط، هو التأمل في صفات الله وحده. فنحن حينما نقول فيها مثلًا (قدوس قدوس رب الصباؤوت. والسماء والأرض مملوءتان من مجدك) (أش3:6). فإننا هنا لا نطلب شيئًا لأنفسنا. إنما من أجل محبتنا لله، نتأمل صفاته، وكفي..





إذن ما هو مركز الطلب في حياة المحبة؟ إنه:
الله أولًا، والناس بعد ذلك. والذات آخر الكل..

فنحن في الصلاة الربانية، إنما نطلب ما يخص الله أولًا: (ليتقدس اسمك ليأت ملكوتك، لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك علي الأرض).. وحينما نطلب بعد ذلك لأنفسنا، إنما نطلب ما يخص علاقتنا بالله. فكان الله أولًا، ثم الله ثانيًا.. وما أجمل وصية السيد الرب لنا (اطلبوا أولًا ملكوت الله وبره) (مت33:6). وهل بعد ذلك نطلب ما يخصنا من أمور العالم؟ هنا ويكمل الرب وصيته قائلًا (هذه كلها تزدادونها) أي يعطيكم الرب إياها حتى دون أن تطلبوا..
إذن إن كنت تحب الله، لا تجعل صلاتك كلها طلبًا..
أقصد: لا تجعلها كلها طلبًا لنفسك. وكما قال القديس باسيليوس الكبير (لا تبدأ صلاتك بالطلب، لئلا يظن أنه لولا الطلب ما كنت تصلي).. وإن طلبت (لأنه قال: اطلبوا تجدوا) (مت7:7). فاطلب أولًا ملكوت الله وبره.. ثم اطلب أيضًا الخير للغير. ولتكن نفسك آخر الكل. فهذه هي المحبة..
حقًا، ما أجمل قول المرتل في المزمور:
"ليس لنا يا رب ليس لنا. لكن لاسمك القدوس أعط مجدًا" (مز1:115).
إذن إن كنت تحب الله، ففي كل خدمتك، وفي كل ما تعمله، لا تطلب الكرامة لنفسك. وإنما لتكن كل الكرامة لله. كما قال القديس يوحنا المعمدان (ينبغي أن ذلك يزيد، وأني أنا أنقص) (يو30:3). وكل الخير الذي تفعله، ليكن ذلك لمجد الله، إن كنت تحب الله. كما قال الرب في العظة علي الجبل (لكي يروا أعمالكم الحسنه، فيمجدوا أباكم الذي في السموات) (مت16:5).





من أجل محبة الله، قام الآباء والرسل برسالتهم، ولم يطلبوا ما لأنفسهم، بل علي العكس دفعت أنفسهم الثمن..
من أجل محبة الله، شهد المعمدان للحق، وقال لهيرودس الملك (لا يحق لك أن تأخذ امرأة أخيك) (مت14: 3، 4). فهل في ذلك كان يطلب ما لنفسه؟! كلا، بل إن نفسه قاست بسبب ذلك، إذ القي في السجن، ثم قطعت رأسه.
وكل الشهداء والمعترفين، لم يطلبوا ما لأنفسهم، بل في محبتهم لله تعرضوا لكل ألوان التعذيب، ثم الموت أيضًا.
وهكذا كان الكارزون. ولنأخذ القديس بولس الرسول كمثال.
وهو شاول الطرسوسي كانت له سلطه ونفوذ، ويستطيع أن (يدخل البيوت ويجر رجالًا ونساء، ويسلمهم إلي السجن) (اع3:8). ولكنه لما دخل إلي الإيمان، وخسر كل الأشياء وهو يحسبها نفاية لكي يربح المسيح ويوجد فيه (في3: 8، 9).، حينئذ. في محبته للرب ما كان يطلب مطلقًا ما لنفسه. بل صار هو يحتمل السجن والهوان.. جلدوه خمس مرات، وثلاث مرات ضرب بالعصي. وهو يخدم الرب ويقول عن خدمته هو وكل معاونيه (في كل شيء نظهر أنفسنا كخدام لله، في صبر كثير.. في أسهار في أصوام..) (2كو6: 4، 5). (بأسفار مرارًا كثيرة بأخطار سيول بأخطار لصوص، بأخطار في المدينة، بأخطار في البرية، بأخطار في البحر، بأخطار من أخوة كذبة.. في تعب وكد، في جوع وعطش، في برد وعري) (2كو12: 24-27). ولماذا كل هذا العناء؟ إنه من اجل محبة الله، ومحبة ملكوته وإنجيله. والمحبة لا تطلب ما لنفسها.
إنه لم يطلب ما لنفسه، لأنه نفسه قد ماتت مع المسيح (2كو4: 11، 12). وهكذا يقول (مع المسيح صلبت، لأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في) (غل20:2).





حقًا ما أعجب وما أعمق عبارة) أحيا، لا أنا..).
إن الحب الذي لا يطلب ما لنفسه، لا يجد تعبيرًا أعمق من كلمة (لا أنا). هذه هي خدمة الحب، التي لا تطلب لنفسها راحة ولا مجدًا. خدمة الذي لا يعطي لعينيه نومًا، ولا لأجفانه نعاسًا، إلي أن يجد للرب (مز4:132).
إنها خدمة الذي يجد متعة في أتعاب الخدمة، وليس في أمجاد الخدمة! الذي لا يبحث في الخدمة عن ذاته، في مجال الرئاسة أو السلطة أو الظهور.. وهكذا فإن الخدام الذين فشلوا، هم الذين اهتموا بذواتهم أكثر من اهتمامهم بالملكوت.
وعبارة "لا أنا"، يمكن أن تُطْلَق في الروحيات الخاصة:
فالذي يحب الله، يقول له (لتكن لا مشيئتي بل مشيئتك. وأنا لست أطلب شيئًا لذاتي، بل أسلمها تسليمًا كاملًا ليديك، وأنساها هناك، ولا اطلب إلاك أنت، وليس سواك.، ولهذا قال السيد المسيح (إن أراد أحد يأتي ورائي، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني) (مت24:16). وإنكار الذات يعني أنه لا يطلب ما لنفسه.





إن الذات هي أكثر ما يضر الإنسان.
لا يضره العالم ولا المادة، ولا الجسد، ولا الشيطان، بقدر ما تضره ذاته، إن كان يطلب في كل حين ما يرضيها إن كانت هذه الذات، كلما تطلب ما لنفسها تبعده عن محبة الله. وهكذا لخص السيد الرب كل حياتنا علي الأرض في عبارة واحدة خالدة، قال فيها:
(من وجد حياته يضيعها، ومن أضاع حياته من أجلي يجدها) (مت39:10).
إن كان الإنسان يطلب ما لنفسه، فإنه يضيعها. لأنه يركز حول الذات وليس حول الله ومحبته.





ولننظر إلي آبائنا الرهبان والنساك.
الذين سكنوا الجبال والبراري وشقوق الأرض، من أجل عظم محبتهم للملك المسيح.. إنهم لم يطلبوا أبدًا ما لأنفسهم. بل تركوا المال والأهل والوظائف وكل المتع الأرضية. وعاشوا منسيين، بلا طعام بلا راحة، لا يطلبون سوي الله، الذي صار لهم هو الكل في الكل..
هؤلاء الرهبان، صلت عليهم الكنيسة صلاة أموات، لأنهم ماتوا عن العالم وكل ما قيه. وما عادوا يطلبون منه شيئًا لأنفسهم. أتراهم ضيعوا أنفسهم، أم وجدوها..!
ولكن لماذا نتكلم عن الرهبان وحدهم، فلنتكلم أيضًا عن الذين عاشوا في رفاهية العالم، ولكن لأجل محبة الله تركوا كل شيء.





موسى النبي لم يطلب ما لنفسه، بل يبدو أنه أضاعها.
كان أميرًا وقائدًا (ابن ابنه فرعون). وكانت أمامه كل خزائن فرعون. ومع ذلك (فضل أن يذل مع شعب الله، عن أن يكون له تمتع وقتي بالخطية) (عب11). وماذا كانت الخطية سوى تمتعه بحياة القصر، وشعبه مرهق بالعبودية!
لذلك ترك كل شيء، القص، والإمارة، والعظمة، والمال، ولم يطلب لنفسه شيئًا. لذلك رفع الله موسى وجعله سيدًا لفرعون.
مثال آخر هو إبراهيم أبو الآباء.
قال له الرب (أترك أهلك وعشيرتك وبيت أبيك، واذهب إلي الجبل الذي أريك) (فلم يطلب لنفسه أهلًا ولا وطنًا، إنما طلب طاعة الرب وحده. ثم قال له الرب (خذ ابنك وحيدك، الذي تحبه نفسك، إسحق وقدمه لي محرقة علي الجبل الذي أريك إياه}. ومرة أخري لم يطلب إبراهيم ما لنفسه، ولو كان أبنه الوحيد، وأخذ ابنه ليذبحه.. تكفيه محبة الله التي تسعد نفسه..





فلنتناول أيضًا هذه الوصية "المحبة لا تطلب ما لنفسها" في الحياة الاجتماعية، وحياة الأسرة الواحدة.
تعيش الأسرة سعيدة، إن كان الزوج لا يطلب ما لنفسه، طاعة وسيطرة، إنما يطلب سعادة زوجية وأولاده، معتبرًا أن هذه هي رسالته في حياته الزوجية. وكذلك الزوجة إن اعتبرت رسالتها أن تسعد هذا الزوج، دون أن تطلب ما لنفسها مالًا ورفاهية وحرية. كذلك إن جعلت رسالتها أن تتعب من أجل راحة أولادها. كذلك أيضًا الأبناء إن كانوا في محبتهم للأب والأم لا يرهقانهم بكثرة الطلبات، ولا بالمخالفة. ولا يطلبون ما لأنفسهم إلا في حدود قدرة الأسرة..
وفي الحياة الاجتماعية: الذي لا يطلب ما لنفسه، يقدم غيره في الكرامة، ويتخذ المتكأ الأخير.
كما قال القديس بولس الرسول (مقدمين بعضكم بعضًا في الكرامة) (رو12: 10). ليس فقط تنفيذًا لوصية الاتضاع، بل بالأكثر عن حب. إذ يحب غيره ويفضله علي نفسه، فيقدمه في الكرامة علي نفسه، ويسعد إذ يجده مكرمًا..
وإذ يأخذ المتكأ الأخير (لو10:14). وإنما يسعد بأن يترك المتكآت الأولي لغيره ما اجل محبته لهم.
وفي كل ذلك، وسبب محبته للآخرين، فإنه لا ينافس أحدًا، ولا يخاصم أحدًا من أجل شيء عالي، ولا زاحم الآخرين في طريق الحياة بل يترك الفرصة للغير أن يأخذ وينال ما يريد، دون يطلب ما لنفسه..





وتظهر وصية "المحبة لا تطلب ما لنفسها" في مجال العطاء أيضًا.
فالذي يدفع العشور والبكور، ليس فقط وصية الله، بل بالأكثر من أجل محبته للفقراء يفضلهم علي نفسه، مهما كان محتاجًا للمال. بل أنه يدفع أكثر من هذا، بل يعطي من احتياجاته الخاصة. مثال ذلك تلك الأرملة التي أعطيت من أعوازها، ووضعت في الخزينة فلسين هما كل ما كانت تملك. ولهذا استحقت الطوبى من فم الرب، وتسجل عطاؤها في الإنجيل (مر12: 42).
هكذا أرملة صرفة صيدا، التي لم تطلب ما لنفسها في وقت المجاعة. وأعطيت كل ما عندها من زين ودقيق لإيليا النبي (1مل17). فاستحقت بذلك أن يباركها الرب ويبارك خيراتها طول زمن المجاعة.





انظروا إلي السيد المسيح، وكيف أنه لم يطلب ما لنفسه.
بل من أجل محبته للبشر (أخلى ذاته، وأخذ شكل العبد) (في7:2). وابتعد عن كل مجد عالمي. ولم يكن له أين يسند رأسه (لو58:9). وكذلك لم يطلب ما لنفسه، حينما انحني وغسل أرجل تلاميذه (يو13)، وحينما بذل ظهره للسياط، ثم صعد علي الصليب، ولم يدافع عن نفسه. وبذل حياته عنا، البار لأجل الآثمة.. (وبين محبته لنا. لأنه ونحن بعد خطاة مات لأجلنا) (رو8:5).
والمحبة التي لا تطلب ما لنفسها، تحتمل وتغفر.
ولكني أود أن أؤجل هذه النقطة إلي موضع آخر. حيث أن الحديث عنها قد يطول وليس مجاله الآن. ويكفي أن الإنسان الذي يحب، يمكنه في محبته لغيرة أن يتنازل عن حقوقه، وأن يحمل ويغفر..





الذي يحب، لا يطلب ما لنفسه.
والذي لا يطلب ما لنفسه، يستطيع أن يحب.
فإن كنت لا تطلب ما لنفسك، يمكنك أن تتعب من أجل الله والناس.. وتتعب في الصلاة، في الصوم، في السهر، في الخدمة.
لأنك لا تفكر في راحتك وصحتك، إنما تفكر في الله وملكوته، وتفكر في خير الناس وخلاصهم.. وهكذا تحب الله والناس، ويحبك الله والناس. لأنك لا تقول: ذاتي وصحتي وراحتي. إنما تقول ملكوتك يا رب، وكنيستك وشعبك. بل تقول محبتك يا رب وعشرتك قبل كل شيء..





بقي أن نقول نقطة ختامية وهي.
إن الذي يطلب ما لنفسه، إنما يضيع نفسه.
كالرجل الغني الغبي، الذي قال (أهدم مخازني وأبني أعظم منها.. وأقول لك يا نفسي خيرات كثيرة لسنوات عديدة) هذا الغبي ضيع نفسه. وقال له الصوت الإلهي: في هذه الليلة تؤخذ روحك منك، فالذي أعددته لمن يكون؟ (لو12: 18-20). كذلك داود النبي، لما طلب المتعة لنفسه، أضاع نفسه، لولا رحمة الله التي اقتادته إلي التوبة، مع عقوبة شديدة فرضت عليه (2صم12:11).
 
قديم 02 - 11 - 2021, 05:42 PM   رقم المشاركة : ( 56544 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا شنودة الثالث




عبارة (لا تتفاخر) تعني لا تفتخر علي غيرها، وعبارة (لا تنتفخ) تعني لا تعامل غيرها بانتفاخ، أي لا تتعالى علي الغير. فالذي يحب، يعامل من يحبه بمودة، وليس بعظمة. وقد قيل عن السيد الرب في محبته لنا، لما صار في شبه الناس:
(إن ابن الإنسان لم يأت ليخدم بل ليخدم) (مت28:20).
وهكذا في محبته لتلاميذه، انحني وغسل أرجلهم. وكان هذا أيضًا تعليمًا صالحًا لهم، إذ قال بعد ذلك (فإن كنت وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض. لأني أعطيتكم مثالًا، حتى كما صنعت أنا بكم، تصنعون أنتم أيضًا) (يو13: 14، 15).
(ومحبة الله الآب في الأعالي، والناظر إلي المتواضعات).
إن سكناه في الأعالي، هذا الذي سماء السموات لا تسعه (1مل8: 27). لم يمنعه هذا العلو من أن ينظر إلي البشر، الذي هو (تراب ورماد) (تراب ورماد) (تك27:18). وهو (يعرف جبلتنا، يذكر أننا تراب نحن) (مز14:103). إنها المحبة التي لا تتعالى.

 
قديم 02 - 11 - 2021, 05:43 PM   رقم المشاركة : ( 56545 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا شنودة الثالث




محبة الله التي لا تتعالى علي أولاده في الحوار.
الله الذي يأخذ رأي أبينا إبراهيم في موضوع سادوم، ويقول (هل أخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله؟!) (تك17:18). ويدخل معه في حوار يسمح فيه لإبراهيم أن يقول له (حاشا لك يا رب أن تفعل مثل هذا الأمر، أن تميت البار مع الأثيم.. حاشا لك. أديان الأرض كلها لا يصنع عدلًا) (تك5:18). ولا يغضب الله، ويستمر الحوار..
نعم هو الله المحب الذي يشرك معه موسى هم جهة مصير الشعب الذي عبد العجل الذهبي، ويقول له (أتركني ليحمي غضبي عليهم وأفنيهم..) ولكن موسى لا يتركه. بل يقول له (أرجع عن حمو غضبك، وأندم علي الشر بشعبك. أذكر إبراهيم وإسحق وإسرائيل عبيدك..) (خر32: 10-14). ويستجيب الرب لموسى.
الله الذي في محبته يتنازل ليظهر لعبيده ويكلمهم.

 
قديم 02 - 11 - 2021, 05:43 PM   رقم المشاركة : ( 56546 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا شنودة الثالث




الله الذي في محبته يتنازل ليظهر لعبيده ويكلمهم.

كما فعل مع سليمان، تراءى له مرتين:

أحدهما في جبعون، والأخرى في أورشليم (1مل9:3).

علي الرغم من الله كلن يعرف بسابق علمه

أن سليمان سوف يميل قلبه وراء آلهة أخرى بسبب نسائه (1مل4:11).


 
قديم 02 - 11 - 2021, 05:44 PM   رقم المشاركة : ( 56547 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا شنودة الثالث




من أبرز الأمثلة علي عدم التعالي، أن السيد الرب في تجسده، دعا تلاميذه إخوته.
وفي ذلك يقول بولس الرسول عنه إنه (لا يستحى لأن يدعوهم أخوة، قائلًا: اخبر باسمك إخوتي) (عب2: 11، 12).. وأنه (كان ينبغي أن يشبه إخوته في كل شيء) (عب17:2). بل أن الرب نفسه يقول للقديسة المجدلية وزميلتها (اذهبا قولا لأخوتي أن يمضوا إلي الجليل وهناك يرونني) (مت10:28).
وهو نفسه يقول لتلاميذه، وقد أحبهم حتى المنتهي (يو1:13).. (لا أعود أسميكم عبيدًا، لكني قد سميتكم أحباء) (يو15:15).. ويستمر هذا الوعد في الأبدية، في أورشليم السمائية، مسكن الله مع الناس، حيث يكون الله في وسط شعبه (رؤ3:20).


 
قديم 02 - 11 - 2021, 05:46 PM   رقم المشاركة : ( 56548 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا شنودة الثالث




من أعظم الأمثلة المحبة التي لا تتفاخر ولا تنتفخ هي قول الرب لتلاميذه:
"ومن يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها، يعملها هو أيضًا، ويعمل أعظم منها.." (يو12:14).
عبارة عجيبة في تواضعها، يقف أمامها العقل البشري مبهوتًا.. كما يقف العقل مبهوتًا أمام محبة الله للبشر، التي بسببها يتقدم السيد المسيح إلي يوحنا ليعتمد منه، معمودية التوبة، نيابة عنا..! أين هنا التفاخر والاتضاع..؟! بل المحبة التي تصعد علي الصليب، لكي تحمل كل خطايا العالم، ويحصى وسط آثمة (أش53: 6، 12)..
ليس فقط لا يوجد تفاخر، بل بالأكثر انسحاق..




 
قديم 02 - 11 - 2021, 05:47 PM   رقم المشاركة : ( 56549 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا شنودة الثالث




سلك أيضًا تلاميذه بأسلوب المحبة التي لا تتفاخر ولا تنتفخ..
مهما كان الغضب المنصب عاليًا. فهوذا القديس بولس الرسول، يقول في توبيخه لأولاده في كورنثوس (اطلب بوداعة المسيح وحمله، أنا نفسي بولس، الذي في الحضرة ذليل بينكم. وأما في الغيبة فمتجاسر عليكم. ولكن اطلب أن لا أتجاسر وأنا حاضر) (2كو10:1، 2). ويقول في حديثه مع شيوخ كنيسة أفسس (اسهروا متذكرين أني ثلاث سنين ليلًا ونهارًا، لم أفتر عن أن أنذر بدموع كل واحد) (أع31:20).
عبارات عجيبة، يقولها الرسول العظيم الذي اختطف إلي السماء الثالثة، إلي الفردوس، وسمع كلمات لا ينطق بها (2كو12: 2-4).. ومع كل هذه العظمة لا يتفاخر ولا ينتفخ، بل يقول عن نفسه إنه ذليل، ومتجاسر وينذر بدموع.
وفي مجال الافتخار، يقول لا افتخر إلا بضعفاتي.
ويشرح كيف أن ملاك الشيطان لطمه بشوكة في الجسد، وانه تضرع إلي الله ثلاث مرات بسببها ولم يستجب الله صلاة في هذا الأمر، بل قال له تكفيك نعمتي (2كو12: 5-9).

 
قديم 02 - 11 - 2021, 05:47 PM   رقم المشاركة : ( 56550 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا شنودة الثالث




لم يفتخر أحد من الرسل بمنصبه العظيم ولم ينتفخ.
بطرس الرسول يكتب في مقدمة سفر الرؤيا: (أطلب إلي الشيوخ الذين بينكم، أنا الشيخ رفيقهم، والشاهد لآلام المسيح) (1بط1:5).
ويوحنا الرسول يكتب في مقدمة سفر الرؤيا (أنا يوحنا أخوكم، وشريككم في الضيقة، وفي ملكوت يسوع المسيح وصبره) (رؤ9:1). يكتب بهذا الأسلوب في مقدمة الرؤيا التي رأي فيها السيد الرب، ورأي بابًا مفتوحًا في السماء، وعرش الله، وكثيرًا من القوات السمائية التي لم يرها رسول غيره، ومع ذلك لا يتفاخر.. بل يقول: أخوكم وشريككم..
وبولس الرسول يبدأ الكثير من رسائله بعبارة (بولس عبد ليسوع المسيح) (رو1:1) (في1:1).


 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:33 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025