منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02 - 11 - 2021, 04:24 PM   رقم المشاركة : ( 56511 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




القديس الأنبا أنطونيوس ( أب كل الرهبان )


+الأنبا أنطونيوس كان اول مسيحي يعيش حياة مقدسة منعزلة في مكان مقفر. عاش مدة طويلة في قداسة وطهارة كناسك في الصحراء وكان له تاثير قوي على عدد غير محدود من الناس سواء المعاصرين له أو في الاجيال التالية حتى يومنا هذا. حياة هذا القديس كان لها تأثير كبير على تاريخ المسيحية الاولى والتي تمثل تاريخ الكنائس المسيحية في جميع انحاء العالم. سيرة حياة القديس الانبا انطونيوس كتبها احد اعمدة المسيحية المعروفين وهو القديس الانبا اثناسيوس الرسولي وهو كان تلميذه وقريب جدا من الانبا انطونيوس. يعتبر الانبا انطونيوس اب الرهبان. وهو ولد حوالي عام 251م لأبوين يعيشون في كوم العروس في وسط مصر. ولما بلغ الثامنة عشر من العمر مات ابواه وتركاه مسئولا عن اخته الوحيدة ديوس وهى كانت اصغر منه سنا. وبعد ذلك بحوالي ستة اشهر دخل الانبا انطونيوس الكنيسة وسمع الانجيل وكان السيد المسيح يكلم الشاب الغني (ان اردت ان تكون كاملاً اذهب بع كل مالك واعطي الفقراء وتعالى اتبعني) متى 19: 21 فأعتبر هذه الوصية دعوة شخصية له من الله. فذهب وباع حوالي 300 فدان من الاراضي الخصبة ووزع معظم الاموال على الفقراء واحتفظ بجزء ضئيل منها لاخته. ثم اودع اخته تحت مسؤلية جماعة من العذارى. واصبح بذلك حرا لتكريس حياته للسير حسب ارشاد رجل قديس يعيش بالقرب من بلدته الكومه. وكانت هذه عادة حديثي الخروج للتكريس ان يدرسوا تحت اشراف معلم حتى يستطيعوا تعلم المبادىء الروحية والصلاة والصوم. وبعد فترة ذهب الانبا انطونيوس متوحدا في الصحراء الغربية. واتخذ لنفسه مسكنا قبر مهجور في كهف في جانب جبل. وكان صديق جيد يحضر له خبز وماء من وقت لآخر. وفي عزلته كان يحارب بغواية النساء ومهاجمة الشياطين. كان عمره حوالي خمسة و ثلاثون عاما عندما ترك مكانه الى الضفة الشرقية للنيل الى الجبال الخارجية في بسبير وفي هذا المكان عاش في وحدة تامه. وبعد عشرين سنة ذاع صيته وجذب عدد كبير من حديثي الوحدة وسكنوا بجواره متمنيين ان يسلكوا حياه مقدسه مثله. واصبح الانبا انطونيوس المعلم الروحي لهم يعلمهم ويرشدهم بكلامه ويتمثلوا بحياته المتقشفه. وبعد خمس سنوات اتجه للوحدة في جبل داخلي هو جبل القلزم. عاش الانبا انطونيوس حياة الوحدة وكان يحارب بالملل والضجر و تثبيط العزيمة. وعندما كانت روحه تمتليء بالضجر و التشكيك كان يصلي قائلاً "يا الله انا اريد ان انجو ولكن هذه الافكار الشريرة لا تتركني. فماذا افعل ؟ " وبعد مدة قصيرة بدء يمشي في الصحراء فنظر انسان شبيه له يجلس ويعمل، كان يصنع حصيرة من افرع النخيل ثم بعد ذلك يقف ويصلي. كان هذا ملاك مرسل من الله ليعلم القديس كيف يعيش في الصحراء. وكرر الملاك ماعمله في السابق عدة مرات حتى فهم القديس ان عليه ان يدمج العمل اليدوي مع الصلاة حتى لايشعر بالملل والضجر. حياة الوحدة جعلت الانبا انطونيوس اب روحي يسبق جميع الآباء. هرب من اهتمامات ومشتهيات العالم ولكن ليس من حب اخوته. لذلك كان يزور الاسكندريه وقت اضهاد المسيحيين من ماكسيميان داجا سنة 316. كان يقضي وقته في خدمة المظلومين والمعذبين والمتألمين في السجون. وعندما انتهى الاضطهاد عاد لمكانه ليحارب بشجاعة كل يوم كشهيد للحق بضمير يقظ في في المعارك المستمرة من اجل الخلاص. مرة اخرى زار الاسكندرية ليدعم البابا اثانسيوس الرسولي امام بدعة اريوس عام 352. الوثنيين والمسيحيين على حد سواء تزاحموا في المدينه ليرحبوا بالقديس العجوز. ولكنه بسرعة عاد الى الصحراء لانه شعر كسمكة خارج المياه. الانبا انطونيوس لم يبني اديرة. واكن تعاليمه تتألف من صلاة بسيطة وعمل يدوي. وهو علم تلاميذه انه مثل السيد المسيح كان نجارا وبولس كان صانع خيام فعليهم ان يجعلوا ايديهم تعمل بعمل يدوي لكي يهربوا من اغواء الشياطين. وكذلك حدد ملابس موحده للرهبان. وكانت تكسو الى تحت الرقبة مصنوعة من الكتان الابيض. وحزام عريض وسميك من الجلد ليساعد الراهب ليظل منتصب. وهذا المثال يرى الى اليوم في كثير من الاديرة حول العالم. من كل مكان حول العالم جاء الناس اليه وحتى في اعمق جزء في الصحراء باحثين عن شفاء لاجسادهم وعقولهم وارواحهم. وكما حدث في بسبير كان الرهبان يأتون اليه ليتتلمذوا له ويستفيدوا من نصائحه العملية. في احدى المرات دعاه الانبا اثناثيوس لزيارة الاسكندرية واجتمع معهم القديس ديديموس وهو ذو علم عظيم وفاقد بصره. وكان الحديث بينهم عن الكتاب المقدس والانبا انطونيوس لم يستطيع الا ان يعجب ببراعة الرجل الاعمى واثنى عليها. وبعد ذلك قال "انت لم تأسف على فقدان عينيك اليس كذلك؟ " القديس ديديموس تهرب من الاجابه ولكن لما كرر السؤال له اعترف بصراحه ان العمى هديه عظيمة له. وعندئذ فال الانبا انطونيوس " انا متعجب ان رجل حكيم مثلك يجب ان يحزن على فقدان الاعضاء المادية التي تجعله يشارك مع كل الناس ولكنه يفضل الابتهاج بعطايا القديسين والرسل وهم يعلمون قيمتها" تنيح القديس الانبا انطونيوس عام 356 عن عمر مائه وخمس اعوام ولكن مكان قبره عرف تقريبا بواسطة اثنان من الرهبان هم مرقريوس و اماتاس الذين دفناه. خرج من دير الانبا انطونيوس العديد من القديسين مثل القديس هيلاريون والقديس مكاريوس الاسقيطي و القديس امون و القديس بولس كمثال بسيط لقربه من الله الذي جعل الانبا انطونيوس عطوف وحنون وكمعلم وخادم ولذلك تأثيره استمر الى ما بعد حياته. و كنائس العالم توقره كواحد من اعظم القديسين. كتب سيرة حياته الانبا اثناسيوس عندما كان في روما وكانت سبب مؤثر في انتشار فكرة الرهبنة في العالم المسيحي. وبحسب كلام الانبا اثناسيوس كان الانبا انطونيوس رجل ذو معرفة وحكمة الهية وكذلك نعمة الهية بالرغم من انه لم يتعلم القراءة والكتابة على الاطلاق. اليوم يوجد الدير المسمى على اسم الانبا انطونيوس في الصحراء الشرقية. والكهف النى امضى فيه القديس معظم حياته بالقرب من الدير. العديد من الرهبان يعيشون هناك وكذلك يأتى اناس كثيرين لزيارة الدير. صلوات وطلبات القديس العظيم الانبا انطونيوس اب جميع الرهبان تكون معنا. آمين.
 
قديم 02 - 11 - 2021, 04:30 PM   رقم المشاركة : ( 56512 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




نبذة عامَّة

من أوّل الشُّهود على قيامة المسيح، من مجدل على الضِّفَّة الغربيَّة من بحر الجليل. ليست هي المرأة الزَّانية. يذكُرُ الإنجيل، فقط، أنَّ يسوع أَخْرَجَ منها سبعة شياطين. شفاها يسوع من أرواح خبيثة وأمراض (لوقا 8: 1-3).
يُعَيَّدُ لها مع النِّسوة حاملات الطِّيب في الأحد الثَّاني من الفصح وفي20 تموّز. رافقَتْ يسوع إلى حيث صُلِبَ (متَّى 27: 55-56). هي شاهِدَة لقيامة المسيح. لقد ذاقت مريم المجدليَّة قوّة القيامة قبل القيامة العامَّة، كما ذاقت معاناة الآلام والصَّلب. اشتهَرَتْ بشجاعتها مع مريم الأخرى. كان لها يسوع بديلاً عن كلِّ مخلوق.

* * *

أفــرام، مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 
قديم 02 - 11 - 2021, 04:31 PM   رقم المشاركة : ( 56513 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الإيوثينا الثَّامِنَة

“أمّا مريمُ فكانَتْ واقفة عند القبر خارجًا تبكي”. وفيما هي تبكي انحنَتْ إلى القبر، فَعَلَتْ كما فَعَلَ يوحنَّا قبلها “انحنى ونظر الأكفان موضوعة” (يو 20: 5).
كانت مريم المجدليَّة وحدها بعد انصراف التِّلميذَين بطرس ويوحنا التِّلميذ الآخَر الَّذي كان يسوع يحبُّه. قالت للملاكَين بثياب بيض: “إنَّهم أَخذوا سيِّدي ولست أعلم أين وضعوه” (يوحنا 20: 13).
“اِنحنَتْ إلى القبر وهي تبكي” (يوحنا 20: 11).
“لست أعلم” تُذَكِّرُنا بحادثة قانا الجليل حيث “رئيس المتَّكأ لم يكن يعلم من أين هي الخمر”.
وكذلك السَّامريَّة، بحسب كلام يسوع، لم تكن تعلم عطيَّة الرَّبّ (يو 4: 10).
تُذَكِّرُنا أيضًا بتلميذَي عمواس حين كان يسوع سائِرًا معهما دون أن يعرفاه (لوقا 24: 16).
الرَّدُّ على هذا السُّؤال يأتي قريبًا جدًّا.
الجواب هو يسوع بالذَّات، “مَنْ تَطْلُبِين”. ظنَّت أوَّلاً أنَّه البستانيُّ، أَتَى أخيرًا الجواب: “مريم”. قالت له: “رابُّوني”، الَّذي تفسيره يا معلِّم، وكأنَّ المجدليَّة تأخذ مكانَنا نحن الَّذين نفتِّشُ عن المسيح شوقًا إليه فيتراءَى لنا في لحظةِ صَحْوَةِ صلاة، في لقاء سرِّيّ، ونقول له: “ربّي وسيّدي!”.
هذا يذكِّرنا بموقفٍ مشابِه، موقف توما عند صراخه: “ربّي وإلهي”.
ربَّما عند هتافها “رابُّوني” ارتَمَتْ مريم المجدلية عند قدمَي يسوع لتقبِّلَهُما كما في الماضي (راجع متى 28: 9)، أو أنَّها أَسْرَعَتْ لتلمسَه. لذلك قال لها يسوع: “لا تلمُسِيني”!. عليكِ أوَّلاً أن تذهبي إلى إخوتي وتقولي لهم إنِّي أَصْعَدُ إلى أبي. أين أنت يا يسوع الآن؟ الآنَ أعلم أين تمكُث. هذا الَّذي سوف يُحَوِّلُ دموعَ مريم إلى فرح ودموعي أيضًا. هناك سنمكث مع أحبَّائنا إن كنَّا جديرين برحمة الله.
فهل نقول معها: “قد رأيتُ الرَّبَّ وبأنَّه قال لي هذا”؟!..
* * *

أفــرام، مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 
قديم 02 - 11 - 2021, 04:33 PM   رقم المشاركة : ( 56514 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فوائد الصلاة: الأدبية

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يعترف الكثيرون من الطلبة عن التردد على الصلاة وخاصة في المرحلة الثانونية والجامعية ثم يعتادون البعد عن بيوت الله في المراحل اللاحقة من حياتهم، إلا القليلون منهم. ويحتجّون: أما أنهم لا يدركون ما يتلى في المعابد فتصبح الصلاة لا معنى لها بالنسبة لهم أو إنما هي تكرارٌ واجترار. والبعض يحتج بسبب الإنشغال بالإستعدادات المدرسية والانهماك بالتحضير للفحوصات والامتحانات. وقليلة جداً هي أوراق الامتحانات التي تتناسب لغتها مع المستوى العلمي أو المدرسي وقد تأتي التعابير هابطة محبّة لا تنتمي إلى لغة العلم ولا الآداب. لأن الطلاب عادة يتوجهون إلى أدوات السمع بصرية ذات النصوص الركيكة والمخلوطة بالأخطاء اللغوية.
من أهم الأشياء التي تنقذ الطلبة من هذا الفراغ اللغوي الأدبي هي الصلاة. وهنا لا أقصد الصلاة الفرديّة التي يقيمها الإنسان أمام الله بل الصلاة الجماعية. تشكلت الصلاة الجماعية من نصوص الصلوات الفرديّة. فالجماعة المسيحية الأولى كانت تعتبر الصلاة الفرديّة شيء مهم بالنسبة للإنسان المؤمن. كان بين المؤمنين عدد من الكتاب والفلاسفة والأدباء والشعراء وغيرهم من أصحاب الملكات الأدبية والعلمية والفلسفية، هؤلاء عندما كانوا يؤدون أدوارهم في الصلاة الفرديّة كان المؤمنون يستلذون بما يقولون ويشعرون أن هذه النصوص تعبر أفضل تعبير عمّا يجول في خواطرهم ويطرق أبواب مشاعرهم، وموسيقيةُ النصوص صارت تحرك أحاسيسهم وتريهم جمالات الايمان التي لا ترى ولا يشعر بها بالنصوص البسيطة الركيكة فرأت الكنيسة أن تتلى هذه النصوص المنتقاة في الاجتماعات العامة تعويضاً عن النصوص الفرديّة العرضية (مع أنها لم تغيب الصلاة الفرديّة) إذ بعد أذكر يا رب أولاً أبانا ومتروبوليتنا… يقول الشماس متوجها نحو الشعب (والخاطرين في فكر كل واحد منّا جميعهم وجميعهن قاطبة) واعتبرت هذه النصوص مادة علمية في المدارس اللاهوتية وغيرها وأدبية، فعلِّمت اللغات من خلالها. وعشقها المؤمنون وحفظوها غيباً لأنهم كانوا يتلونها بشغفٍ وتركيز وتأكيد على المعاني والفحوى والمحتوى. ولما صارت الصلوات الجماعية عبارة عن نصوص ثابتة وحصلت على موافقة الكنيسة عامّة، احتوت نصوصها كل أشكال الأدب وضمَّت إليها نصوص من الكتب المقدَّسة. فصارت حاوية على التاريخ –والشعر –والنثر –والوصف –والسجع –والاستعارات والكنايات. وتعبر عن الحكمة والخبرة الإنسانية من خلال كتب الحكمة والأمثال والأنبياء. حاوية طرق التحليل في قبول المعلومات وسرد الحوادث لا يفرِّقها عن النصوص العلمية والأدبية شيء إلا ارتباط نصوص الصلاة بالحضرة الالهية وما تسكبه هذه الحضرة من نعمة تجعل من هذه النصوص أدبيّة بامتياز ولكن أيضاً مؤدِّبه. قد يظن إنسان أن هذه النصوص كغيرها، ولكن الذين عاشوها ويعيشونها بما تستحق من أبعاد ومفاهيم وحضور يعرفون أنها كلمات ونصوص تعبر عن واقع لا يدركه من لم يخترق حجبَهُ.
صارت الصلاة، بنصوصها التي تطول في بعض الأحيان، مدعاة للملل وعدم الحيويّة. هذا لأن الذين يصلون لا يعيشون الكلمات كما يجب ولا يتركون النعمة تفعِّلُها في عقولهم ولا أن تنزلها إلى قلوبهم.
هذه النصوص لم تكتب باديء ذي بدء نصاً أدبياً للمطالعة بل كتبت بهذه الروعة الأدبية محَّملة على أكف الحياة والمشاعر والعواطف وصدق المحبة نحو الله. كما أن عزوف الكثيرين عن الجديّة في تعلم اللغة وتلقف الأداب جعلها ليست بذات قيمة عند غير الجديين.
أيّ نص في الدنيا أكثف من نص صلاة أبانا الذي… أي الصلاة الربيّة. أيَّ صلاة أو قطعة أدبية ذات صيغة توسلية أكثف من صلاة القديس افرام السرياني (أيها الرب وسيد حياتي أعتقني من روح البطالة… وأن لا أدين إخوتي. لأنك المبارك إلى أبد الدهور أمين).
هل يعرف المؤمنون اليوم شيئاً عن كُتَّاب هذه الصلوات والأناشيد والأشعار. هل يعرفون الأنواع الشعرية والأدبية التي تحلَّوا بها فسكبوها في هذه القوالب العبادية المليئة بالحياة والحركة عامودياً وأفقياً.
لقد كتب هذه النصوص داود الملك والشاعر والموسيقي. وسليمان الملك الذي أعطي حكمة من السماء.
كتبها القديسون العظام والآباء معلمي المسكونة. باسيليوس الكبير، غريغوريوس الثاولوغوس، غريغوريوس النيصصي، يوحنا الذهبي الفم، يوحنا الدمشقي، مكسيموس المعترف، سمعان اللاهوتي الحديث وصفرنيوس الدمشقي وغيرهم كثيرون من الشرق والغرب عبر أجيالٍ عديدة تمتد على مساحة أربعة آلاف عام.
نسأل شبابنا وشاباتنا على استنباط محتويات هذه النصوص والصلوات لكي يسموا جميعاً بملكاتهم الأدبية ويغنوا معاجمهم الذهنية. فتكون التعابير ملك ايمانهم يستخدمونها كما يحبون ويليق وسيستعملون اللائق والصحيح وليس العبارات والرموز وكلمات واردة من الغريب عن اللغة. لأن نصوص الصلاة كتبت مضبوطة على قواعد الإعراب والصرف والنحو. وقد افتخر اليازجي عندما ترجم الكتاب المقدس أن يجد فيه أيٌّ كان خطأ لغوياً واحداً وكذلك فعل غيره، وهذا كان همُّ المترجمين والكتاب. والاعتياد على قراءة الصحيح والسليم واستخدامه يقود الإنسان إلى اكتساب ملكة اللغة الصحيحة والسليمة واستخدامها في أوقاتها وكما يجب. وهذه الفائدة اللغوية والعلمية هي من الكثير من فوائد الصلاة، الاجتماعية والصحية والروحية والنفسية إلخ.
فليعطنا الرب الإله جميعاً أن ندرك عظم محبته بما أعطانا ونثبت عليه ليثبت معنا خيره وتدوم علينا جميعاً نعمته لأننا بفكره تتفتح أذهاننا وبنوره نعاين النور.


باسيليوس، مطران عكار وتوابعها
 
قديم 02 - 11 - 2021, 04:34 PM   رقم المشاركة : ( 56515 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يعترف الكثيرون من الطلبة عن التردد على الصلاة وخاصة في المرحلة الثانونية والجامعية ثم يعتادون البعد عن بيوت الله في المراحل اللاحقة من حياتهم، إلا القليلون منهم. ويحتجّون: أما أنهم لا يدركون ما يتلى في المعابد فتصبح الصلاة لا معنى لها بالنسبة لهم أو إنما هي تكرارٌ واجترار. والبعض يحتج بسبب الإنشغال بالإستعدادات المدرسية والانهماك بالتحضير للفحوصات والامتحانات. وقليلة جداً هي أوراق الامتحانات التي تتناسب لغتها مع المستوى العلمي أو المدرسي وقد تأتي التعابير هابطة محبّة لا تنتمي إلى لغة العلم ولا الآداب. لأن الطلاب عادة يتوجهون إلى أدوات السمع بصرية ذات النصوص الركيكة والمخلوطة بالأخطاء اللغوية.
من أهم الأشياء التي تنقذ الطلبة من هذا الفراغ اللغوي الأدبي هي الصلاة. وهنا لا أقصد الصلاة الفرديّة التي يقيمها الإنسان أمام الله بل الصلاة الجماعية. تشكلت الصلاة الجماعية من نصوص الصلوات الفرديّة. فالجماعة المسيحية الأولى كانت تعتبر الصلاة الفرديّة شيء مهم بالنسبة للإنسان المؤمن. كان بين المؤمنين عدد من الكتاب والفلاسفة والأدباء والشعراء وغيرهم من أصحاب الملكات الأدبية والعلمية والفلسفية، هؤلاء عندما كانوا يؤدون أدوارهم في الصلاة الفرديّة كان المؤمنون يستلذون بما يقولون ويشعرون أن هذه النصوص تعبر أفضل تعبير عمّا يجول في خواطرهم ويطرق أبواب مشاعرهم، وموسيقيةُ النصوص صارت تحرك أحاسيسهم وتريهم جمالات الايمان التي لا ترى ولا يشعر بها بالنصوص البسيطة الركيكة فرأت الكنيسة أن تتلى هذه النصوص المنتقاة في الاجتماعات العامة تعويضاً عن النصوص الفرديّة العرضية (مع أنها لم تغيب الصلاة الفرديّة) إذ بعد أذكر يا رب أولاً أبانا ومتروبوليتنا… يقول الشماس متوجها نحو الشعب (والخاطرين في فكر كل واحد منّا جميعهم وجميعهن قاطبة) واعتبرت هذه النصوص مادة علمية في المدارس اللاهوتية وغيرها وأدبية، فعلِّمت اللغات من خلالها. وعشقها المؤمنون وحفظوها غيباً لأنهم كانوا يتلونها بشغفٍ وتركيز وتأكيد على المعاني والفحوى والمحتوى. ولما صارت الصلوات الجماعية عبارة عن نصوص ثابتة وحصلت على موافقة الكنيسة عامّة، احتوت نصوصها كل أشكال الأدب وضمَّت إليها نصوص من الكتب المقدَّسة. فصارت حاوية على التاريخ –والشعر –والنثر –والوصف –والسجع –والاستعارات والكنايات. وتعبر عن الحكمة والخبرة الإنسانية من خلال كتب الحكمة والأمثال والأنبياء. حاوية طرق التحليل في قبول المعلومات وسرد الحوادث لا يفرِّقها عن النصوص العلمية والأدبية شيء إلا ارتباط نصوص الصلاة بالحضرة الالهية وما تسكبه هذه الحضرة من نعمة تجعل من هذه النصوص أدبيّة بامتياز ولكن أيضاً مؤدِّبه. قد يظن إنسان أن هذه النصوص كغيرها، ولكن الذين عاشوها ويعيشونها بما تستحق من أبعاد ومفاهيم وحضور يعرفون أنها كلمات ونصوص تعبر عن واقع لا يدركه من لم يخترق حجبَهُ.
صارت الصلاة، بنصوصها التي تطول في بعض الأحيان، مدعاة للملل وعدم الحيويّة. هذا لأن الذين يصلون لا يعيشون الكلمات كما يجب ولا يتركون النعمة تفعِّلُها في عقولهم ولا أن تنزلها إلى قلوبهم.
هذه النصوص لم تكتب باديء ذي بدء نصاً أدبياً للمطالعة بل كتبت بهذه الروعة الأدبية محَّملة على أكف الحياة والمشاعر والعواطف وصدق المحبة نحو الله. كما أن عزوف الكثيرين عن الجديّة في تعلم اللغة وتلقف الأداب جعلها ليست بذات قيمة عند غير الجديين.

أيّ نص في الدنيا أكثف من نص صلاة أبانا الذي… أي الصلاة الربيّة. أيَّ صلاة أو قطعة أدبية ذات صيغة توسلية أكثف من صلاة القديس افرام السرياني (أيها الرب وسيد حياتي أعتقني من روح البطالة… وأن لا أدين إخوتي. لأنك المبارك إلى أبد الدهور أمين).





باسيليوس، مطران عكار وتوابعها
 
قديم 02 - 11 - 2021, 04:35 PM   رقم المشاركة : ( 56516 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


هل يعرف المؤمنون اليوم شيئاً عن كُتَّاب هذه الصلوات والأناشيد والأشعار. هل يعرفون الأنواع الشعرية والأدبية التي تحلَّوا بها فسكبوها في هذه القوالب العبادية المليئة بالحياة والحركة عامودياً وأفقياً.
لقد كتب هذه النصوص داود الملك والشاعر والموسيقي. وسليمان الملك الذي أعطي حكمة من السماء.
كتبها القديسون العظام والآباء معلمي المسكونة. باسيليوس الكبير، غريغوريوس الثاولوغوس، غريغوريوس النيصصي، يوحنا الذهبي الفم، يوحنا الدمشقي، مكسيموس المعترف، سمعان اللاهوتي الحديث وصفرنيوس الدمشقي وغيرهم كثيرون من الشرق والغرب عبر أجيالٍ عديدة تمتد على مساحة أربعة آلاف عام.
نسأل شبابنا وشاباتنا على استنباط محتويات هذه النصوص والصلوات لكي يسموا جميعاً بملكاتهم الأدبية ويغنوا معاجمهم الذهنية. فتكون التعابير ملك ايمانهم يستخدمونها كما يحبون ويليق وسيستعملون اللائق والصحيح وليس العبارات والرموز وكلمات واردة من الغريب عن اللغة. لأن نصوص الصلاة كتبت مضبوطة على قواعد الإعراب والصرف والنحو. وقد افتخر اليازجي عندما ترجم الكتاب المقدس أن يجد فيه أيٌّ كان خطأ لغوياً واحداً وكذلك فعل غيره، وهذا كان همُّ المترجمين والكتاب. والاعتياد على قراءة الصحيح والسليم واستخدامه يقود الإنسان إلى اكتساب ملكة اللغة الصحيحة والسليمة واستخدامها في أوقاتها وكما يجب. وهذه الفائدة اللغوية والعلمية هي من الكثير من فوائد الصلاة، الاجتماعية والصحية والروحية والنفسية إلخ.
فليعطنا الرب الإله جميعاً أن ندرك عظم محبته بما أعطانا ونثبت عليه ليثبت معنا خيره وتدوم علينا جميعاً نعمته لأننا بفكره تتفتح أذهاننا وبنوره نعاين النور.





باسيليوس، مطران عكار وتوابعها
 
قديم 02 - 11 - 2021, 04:37 PM   رقم المشاركة : ( 56517 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المخلّع والقيامة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تعيّد الكنيسة اليوم لأحد المخلّع، وفي الوقت نفسه، للقدّيس جاورجيوس العظيم في الشهداء. ماذا يعني هذا لنا؟
عندما تذكر الكنيسة مخلّع بركة سلوان في هذه الفترة الفصحيّة، وكلمة سلوان تعني المنتشَل، فهي تفعل ذلك لتقول لنا إنّ يسوع هو الذي ينتشلنا من كلّ وقعة وسقطة. المهمّ أن تلجأ إليه وتطلب بإلحاح: “‍اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ” (متّى 7: 7). لذلك، يجب ألاّ يكون يسوعُ ثانويًّا في حياتنا، وأكثرَ من ذلك، ألاّ تذكره إلاّ في الضيق؛ يجب أن يكون هو حياتَنا. المخلّع انتظر طويلاً مَنْ يُلقي به في البركة أو يساعده كي يدخل في البركة. هذا يذكّرني بالسؤال: “هل نحن الوسيلة لنُدْخِلَ أحدًا من الباب إلى الكنيسة: تلك البركة الخلاصيّة، أم نكون كالفرّيسيّين أو الكتبة الذين لا يَدخلون ولا يَدَعون أحدًا يَدخل؟”. وهنا، أتذكّر أنّ البعض منّا يحلو له، فقط، الانتقاد وتناول الناس، أيًّا كانوا وفي أيّ موقع كانوا: أمِن عامّة الشعب أم من ذوي المراكز المرموقة في المجتمع.
ألا يكونون مثل الكتبة والفرّيسيّين الذين كانوا أداة عثرة بدلاً من أن يكونوا أداة خلاص. يسوع يريدنا أن نعمل بصمت وألاّ تدري شِمالنا ما تفعل يميننا. المهمّ أن أكون ذاك الانسان الحامل نور القيامة في شخصه ليستهديَ الناس به. وهنا، تبرز أهمّيّة أحد المخلّع، الذي يرتبط بذكرى القيامة، ليقول لنا إنّ كلّ واحد منّا مخلّع بطريقة ما، وهو بحاجة إمّا إلى أن يساعده أحد أو أن يقوم يقوم بذاته بنعمة الروح
أخيرًا، لنكن كما القدّيس جاورجيوس الذي نفض الخطيئة وفضّل أن يكون مقتولاً بدلاً من أن يكون قاتلاً، ليكون شهيدًا وشاهدًا للربّ القائم من بين الأموات

الأسقف غطّاس (هزيم)
 
قديم 02 - 11 - 2021, 04:40 PM   رقم المشاركة : ( 56518 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يسوع… من هو؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




من هو يسوع؟ سؤال يتردد على كل لسان ويطرقه كل إنسان مؤمن وغير مؤمن… يسوع هو الخلاص، يسوع هو المحبة والمحبة هي كل شيء هي الكون الكامل والكون الكامل هو المسيح لأنه محبة وبالمحبة قاد البشر إلى الخلاص ولما اتكأ التلميذ الحبيب على صدر المعلم سمع دقات قلبه المحب وما يوحنا المتكئ على صدر المسيح إلا البشرية التي تتكئ كل لحظة على صدر المخلص فتسمع أنغام روحه فلا تفهمها وإذا فهمتها فلا تعمل بها فكأنها ما فهمت ولا أدركت.
لقد لقي يسوع الناصري، الذي يعرفه الإيمان ويقره التاريخ، من رجال الفكر ما لم يلاقه رجل في التاريخ، فالفلسفة اليونانية بماضيها وحاضرها قامت تحاربه والدولة الرومانية بقوتها وجبروتها جربت أن تقضي عليه فلا الفلسفة تمكنت ولا القوة تمكنت من ذلك، ولمعرفة ما لاقاه المعلم الناصري من المعاكسات يكفي أن نلقي النظر على ما حصل من المناقشات بين رجال يسوع وبين الفلاسفة الوثنيين، فأصحاب المعرفة في القرن الثاني والثالث للمسيح مزجوا مع فلسفتهم تعاليم مسيحية بغية تضليل المسيحيين عن معتقدهم وهناك طوائف كثيرة من الفرق الفكرية التي استندت إلى الدين المسيحي في نظرياتها بقصد التأثير على المجاهدين في سبيل هذا الدين الناشئ الهازي بقيمة الفكر وقوة المنطق الفلسفي، دين يرتكز على الإيمان والإيمان صخرته المسيح فلا أعاصير ولا زوابع وعواصف تستطيع أن تؤثر فيه وعليه، لقد تجند الفكر كله واصطف في صف واحد وتجند الإيمان وهو شراذم متفرقة لا يملك غير قوته بعكس الفكر الذي يملك كل مجهود البشر فكانت النتيجة أن دحر الفكر وانتصر الإيمان وإذا بالمملكة السماوية تشق سيرها في أرض قاحلة محدبة فتحرثها وتغير قيم الحياة وتقلبها رأساً على عقب.
ورغم هذا الانتصار فلا يزال الناس يفكرون بأن شخصية المسيح هي أسطورة من الأساطير فهل يعقل أن يسيطر الدين المسيحي على العالم ويموت الألوف في سبيل تحقيق تعاليمه إذا كان كذلك، أيعقل أن ينتصر صيادو السمك على فلاسفة الأجيال ومعلميها وهل من يسلم بأن الإثني عشر رسولاً تمكنوا عن طريق هذه الأسطورة أن يقوضوا أسس أعظم امبراطورية في العالم.
إن إنساناً كهذا هل يمكن أن يكون رجلاً أسطورياً كالخاتم الذي يلبسه أفلاطون لعدالته! وما عدالة أفلاطون إلا وليدة وحي وهي الكلمة التي تجسدت وأظهرت للعالم أن العدالة الكاملة هي مستقرة في التعليم المسيحي والمجتمع السعيد هو المجتمع المبني على أساس الاعتراف بإلوهية المسيح وما ينتج عن هذا للاعتراف من واجبات. فالإيمان يفهمنا من هو يسوع وتعليم المخلص يرفعنا على أجنحة الإيمان وبغير الإيمان لا يمكننا أن ندركه إدراكاً تاماً.
فلينكر من أراد أن ينكر على يسوع ألوهيته فالزمن أقوى من الفكر، والزمن كان ليسوع ويسوع أقوى من الزمن ويسوع ندركه بإيماننا ونفهمه بأرواحنا، وأرواحنا تقول لنا أن يسوع هو الألف والياء، وكل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان، فيسوع الإله تجسد والمحبة هي أساس هذا التجسد والقادر أن يقول للكون كن فيكون ويعطيه نظامه يستطيع أن يصبح إنساناً كاملاً له ما للإنسان من عواطف وميول إلا الخطيئة فهو يميل في حياته كإنسان إلى الملكوت السماوي وكل خطوة كان يخطوها على الأرض كانت بمثابة حجر منحوت لبناء صرح الإنسان الروحي الذي تهدم تحت ثقل مفعول الخطيئة، فالمسيح الإله الذي جمع الإنسانية في قلبه أخذ الجسد الإنساني كدليل واضح على محبته القصوى لها وتفانيه الزائد في سبيل خلاصها فتألم كما تألمت وجاع كما جاعت وعطش وقاسى أهوال الأسفار ونام في البراري والقفار وعذب وامتهن وجرب من الأفكار الخبيثة وهذا ما يجري لكل إنسان، غير أن الإله المتجسد لم يكن ليبالي بكل هذه لأن مملكته من غير هذا العالم وما جاء إلى العالم إلا ليعلم العالم أن موطنه غير هذا العالم، في قلب يسوع المتجسد يدفع الإنسان إلى مملكته السماوية، إن الإيمان يستطيع أن يدرك كل ذلك أما العقل فلا يستطيع لأنه واهن عاجز عن ارتياد العالم السماوي ويسوع الإله في تاريخ حياته ما تكلم عن العقل بل عن حبة الخردل من الإيمان فهي التي تستطيع أن تقول للجبل انتقل فينتقل وما حياة الإله على الأرض إلا تمجيد لهذا الإيمان الذي فينا والذي به نستطيع أن نرى ملكوت الله السرمدي، فمن أراد أن يلج إلى هيكل الألوهة فليعتمد على إيمانه ومتى اعتمد على هذا الإيمان لاح له كل شيء وراء هذا الكون المنظور واضحاً جلياً ونقله إلى قلبه فعاش سعيداً في المسيح ومع المسيح، يقيم العقل جبالاً من الاعتراضات على هذه الألوهية ويشك في هذا الحدث التاريخي حتى إذا انتهى من اعتراضاته وشكوكه وظن نفسه أنه حقق لعقله ما يصبو إليه وانتهت من دائرة تفكيراته السؤالات وشبع رأسه بالجوابات السلبية عاد فرأى أن ألوهية السيد المسيح التي حاربها ويحاربها ازدادت رسوخاً حتى في عقله المتغطرس الذي يعترف في سره بعجزه ويصرح عن ضعفه علانية بقوة جبروته، فالمسيح الإله للعقل كالمخرز للعين والعين لا تقاوم المخرز، لقد قال المسيح الإله أنا هو الطريق والحياة والحق فهل يستطيع العقل أن يقول أنا الحقيقة،أما الإيمان فيستطيع أن يقول ذلك لأن الإيمان هو من المسيح أما العقل فيستطيع أن يقول أن الزعم غير مقبول ولكنه لا يستطيع أن يبرهن ذلك ولا يجسر أن يفعله.
فالإيمان فقط يستطيع أن يقودنا إلى ذلك وبواسطته نستطيع أن نفهم من هو الله، وكيف هو مثلث الأقانيم فالمسيح هو الكون الروحي الذي لا حد له، هو الشمس المشرقة في عالم أرواحنا وتجسده هو الحلول الدائم فينا بطريقة جعلنا أن نلمسها في أيدينا ونراها في أعيننا ونشم عبقها بأنافنا ولكي نلج أكثر إلى هذه الشخصية الإلهية فلنقف على تعليمها السامي ونتذوق لذته ونطير على أجنحتها في الفضاء الذي تتكلم عنه وتدعو إليه.


الأرشمندريت الياس (معوّض)
 
قديم 02 - 11 - 2021, 04:41 PM   رقم المشاركة : ( 56519 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





من هو يسوع؟

سؤال يتردد على كل لسان ويطرقه كل إنسان مؤمن وغير مؤمن… يسوع هو الخلاص، يسوع هو المحبة والمحبة هي كل شيء هي الكون الكامل والكون الكامل هو المسيح لأنه محبة وبالمحبة قاد البشر إلى الخلاص ولما اتكأ التلميذ الحبيب على صدر المعلم سمع دقات قلبه المحب وما يوحنا المتكئ على صدر المسيح إلا البشرية التي تتكئ كل لحظة على صدر المخلص فتسمع أنغام روحه فلا تفهمها وإذا فهمتها فلا تعمل بها فكأنها ما فهمت ولا أدركت.\\




الأرشمندريت الياس (معوّض)
 
قديم 02 - 11 - 2021, 04:42 PM   رقم المشاركة : ( 56520 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






لقد لقي يسوع الناصري، الذي يعرفه الإيمان ويقره التاريخ، من رجال الفكر ما لم يلاقه رجل في التاريخ، فالفلسفة اليونانية بماضيها وحاضرها قامت تحاربه والدولة الرومانية بقوتها وجبروتها جربت أن تقضي عليه فلا الفلسفة تمكنت ولا القوة تمكنت من ذلك، ولمعرفة ما لاقاه المعلم الناصري من المعاكسات يكفي أن نلقي النظر على ما حصل من المناقشات بين رجال يسوع وبين الفلاسفة الوثنيين، فأصحاب المعرفة في القرن الثاني والثالث للمسيح مزجوا مع فلسفتهم تعاليم مسيحية بغية تضليل المسيحيين عن معتقدهم وهناك طوائف كثيرة من الفرق الفكرية التي استندت إلى الدين المسيحي في نظرياتها بقصد التأثير على المجاهدين في سبيل هذا الدين الناشئ الهازي بقيمة الفكر وقوة المنطق الفلسفي، دين يرتكز على الإيمان والإيمان صخرته المسيح فلا أعاصير ولا زوابع وعواصف تستطيع أن تؤثر فيه وعليه، لقد تجند الفكر كله واصطف في صف واحد وتجند الإيمان وهو شراذم متفرقة لا يملك غير قوته بعكس الفكر الذي يملك كل مجهود البشر فكانت النتيجة أن دحر الفكر وانتصر الإيمان وإذا بالمملكة السماوية تشق سيرها في أرض قاحلة محدبة فتحرثها وتغير قيم الحياة وتقلبها رأساً على عقب.


الأرشمندريت الياس (معوّض)
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:57 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025