![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 56501 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الاعتياد: مشكلة تُقابل الخدام وحتى الرهبان, وهي أن الراهب قَبل الرهبنة, يكون الدير بالنسبة له هو الأمل والمكان المُقدس جدًا له, ويتمنى تقبيل تراب وأعتاب الدير, ويتوسل الآباء لِقُبوله. ويتلهف على تقبيل أجساد القديسين, وينظر للآباء الرهبان بكل هيبة ووقار واحترام, ويشعر بعدم استحقاقه لهؤلاء, ويتوسل إلى رئيس الدير بالدخول إلى الدير, ولو كخدام وبدون شكل وهكذا. وبعد أن يُقّبَل في الدير, يعتاد المكان ويفقد هيبته للرهبان, ورمل البرية الذي كان يشتهيه يصبح مُزعج بالنسبة له, وأجساد القديسين الذي كان يشتهي أن يتبارك منهم, قد يمر عليه أسابيع بل وشهور لا يقترب منهم. الاعتياد في الخدمة قد يعوق النمو .. كذلك الكاهن بعد رسامته, وبالأخص إن كان مِنْ الخدام, وليس مِنْ الشمامسة, في بداية دخول الهيكل يشعر بمهابته, ثم يعتاد المكان, فمن الممكن يزعق ويعلي صوته ويتنرفز, وكأن الله غير موجود. وقد يكون المخدوم لديه مخافة أكثر منا. اعتيادنا الجو والناس والكهنة ومن الممكن أن نتعامل مع الكاهن, أنه أقل مِنا, والنِد بالنِد, بل الرؤوس تساوت!! كذلك بعد التكريس والخدمة, قد يدخل عليك روح التعالي, كل هذا يعوق النمو والتقدم للأمام. كل هذا يرجع إلى الذات لأن المُتَضِع يشعر طول حياته أنه تلميذ, وأنه صغير, وأن ضعفات الآخرين هينة بالنسبة لضعفاته, فلا يُدين أحد, ولا يحتقر أحد, ولا يعتاد أحد من الناس حتى مع العِشرة الطويلة. أشعر أن الآخرين أفضل مني وليس بِصغر نَفس أو إحباط. ضعفاتي لا تجعلني أُحبَط, وضعفات الآخرين لا تجعلني أحتقرهم, نحن ننمو معًا, نتعالج معًا كأننا في مستشفى وكل واحد له مشكلته. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56502 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الاحتراف: كُنا في الخدمة هواة ثم أصبحنا محترفين. قد يخدم أحد الأشخاص خدمة تطوعية, ويبذل كل جهده, ثم يخدم في الكنيسة ويصبح له شأن. الخادم يخدم بروح التكريس وليس بروح الموظفين, قد يهمنا الأجر ليس كفلوس ولكن تقدير ورضا وماذا يقول الناس عني, وهذا يجعل النمو معوق "فلو كُنتُ بَعدُ أُرضي الناسَ، لم أكُنْ عَبدًا للمَسيحِ" (غل1: 10), الذي يُرضي الناس يصير عَبد للناس, والذي يُركز على المسيح يسلك بكل نقاوة وقفزات روحية, ومهما يَكُن حوله ضيقات فالهدف أمامه هو المسيح, ولا يُبالي بالضيقات. القديس استفانوس ناظر للسيد المسيح, والحِجارة تتراكم عليه. فإن كنا مركزين على المسيح فالحِجارة مِنْ كل شيء لا تُعطلني عن المسيرة, وأنطلق في انطلاقتي مع الله. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56503 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ضياع الهدف: رسمة كلب الصيد الذي يجري بسرعة هائلة وراء فريسته (الأرنب) ثم يجري وراءه بقية الكلاب, الثاني ليس في سرعة الأول والثالث ليس في سرعة ما يليه, وهكذا حتى نصل إلى الأخير نجده تحول للخلف. حيث أن الأول أمامه الهدف, بينما ما يليه ينظر إلى الكلب وليس إلى الهدف, بالتالي تقل هِمَته وهكذا نحن .. الإنسان عندما يرى الله يجري لأن الهدف أمامه. قد نكون في بداية حياتنا نجري وراء الأسقف, وعيني ليست على الهدف. مِنْ الممكن أن بعد ذلك الانضمام للخدمة ثم نندم لكن لو مِنْ الأصل كان نظرنا نحو المسيح يَهون كل شيء مِنْ أجله. ولدينا أعظم مَثَل لذلك: هي القديسة دميانة التي تركت أبوها والمملكة لكي تسكن في قصر بناه أبوها لها, لتخد المسيح ولما أدى الأمر أن تموت مِنْ أجل شركة المسيح, لم تعترض بل وأكثر مِنْ ذلك أن تُرسل لأبيها توبخه مِنْ أجل المسيح لأن المسيح الهدف كان واضحًا أمام أعينها. ضياع الهدف يُعطلني عَن الانطلاق في الطريق, وأقل شيء ممكن يُعطلني ويعثرني, ونزعل لأشياء تافهة, لكن في الطريق قد تكون زلطة ولأن أمامي الهدف فلا أُبالي بها, مثلاً إذا كان إنسان مسافر للتنزه مع أسرته ممكن أثناء الطريق أي شيء يعطلهم, لكن لو أن المسافر كاهنًا مثلاً وله ميعاد عِظة في مكان ما فيكون تركيزه على الطريق وأمامه الهدف أن يصل في الموعد ولا يسمح بشيء يعطله. جيد لنا أن نختلي مرة في السنة ونَبعِد عن الخدمة ونسأل أنفسنا أين نحن مِنْ الهدف الأصلي؟ قداسة البابا عند رسامة أي راهب يقول لهم حافظوا على الروحانية التي دخلتم بها, على الأقل إن لم تتقدموا لا ترجعوا للوراء. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56504 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ضياع البرنامج الروحي: يشتكي البعض مِنْ كثرة العمل وعدم وجود اعترافات, قُداسات, صلوات, البرنامج الروحي غير موجود, العمل كثير. نحتاج إلى تنظيم وقت وترتيب للأولويات, حسب قناعاتك تهتم بالخدمة لكي تنجح أما الصلاة فمقدور عليها لما أفضى, عندما نهتم بالخدمة أكثر مِنْ الصلاة أي أنا مُهتم بذاتي وكرامتي أكثر مِنْ خلاص نفسي ومِنْ المسيح نفسه. اهتمامي بالصلاة وبخدمة ما يحكمهم هو نظرتي لذاتي, هل الخدمة معطلاني عَن الصلاة, أي أن ذاتي أهم مِنْ ربنا, اهتمامي بصلاتي الخاصة في مخدعي بالمقارنة بحضوري الصلاة في الكنيسة, أي أن ذاتي أهم مِنْ ربنا بمعنى أني أريد أن أَظهَر مُلتزم في الكنيسة, وقد يكون لك فرصة قيادة التسبحة بصوتك الحلو, لذلك لابد أن أكون حريص على الحضور, وغيابك سيؤثر فغياب البرنامج الروحي يجعل الإنسان يتعوق عن نُموه وعن علاقته بالله, إذا كنا روحانيين والمفروض أن نكون كذلك, وإن كنا خدام لخدمة الله وليس لشيء آخر, لابد أن يكون لنا برنامج روحي لا يتأثر ولا يهتز, مِنْ جهة الصلاة الفردية والجماعية, ومِنْ جهة قراءة الإنجيل والشَبع بالمسيح مِنْ جهة التأمل, القراءة الروحية, الخلوة, التناول, الاعتراف, قد نُحدث أولادنا عنها ونحن نُقَصِر فيها, مِنْ الجميل أن نَخلط العمل بالصلاة مهما كانت الأعمال مُحتاجة إلى تركيز ذهن, يجب فيما نحن نعمل مِنْ آن لآخر نتنهد ونتنفس اسم يسوع مِنْ خلال الصلاة السهمية (صلاة يسوع) حينئذ لا نسأل لماذا حياتنا الروحية في النازل. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56505 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الناس وتأثيرهم السلبي: قد أكون مِنْ النوع الذي لا يحتك بأحد. الاحتكاك بالناس مُفيد ورائع, لكن لابد أن ننتبه لأن الاحتكاك بالناس قد يأتي بتأثير سلبي, نجد الغضب يظهر, الحقد, الحسد يظهر, ممكن أخذ صفات سلبية فيَّ, قد أتأثر مِنْ أحد قد يكون عنيفًا فأشرب هذه الروح وأتعامل مع المخدومين بمثل ذلك الشيء, الذي أنت تتعب منه لا تُعامل به الآخرين. الطِباع الشخصية, إنسان هادي بطبعه, وإنسان حامي, إنسان ذكي وإنسان قليل الذكاء, وقلته ممكن يَعوقني, لا أقول أنا هكذا ولا أُصلِح مِنْ نفسي لأن بهذا أحكم على نفسي بوقف النمو ولكن أقول أنا وحش, ولكن بنعمة المسيح حتى الطِباع الرديئة فيَّ ممكن المسيح يستخدمها لمجد اسمه القدوس, قد يكون الذكاء مكروه لكن مِنْ الممكن أن تكسب إخوتك بهذا الذكاء, بطرس مُندفع ولبق استخدمه الرب لخدمة الكرازة. يوحنا ويعقوب ابنيَّ الرعد استطاع المسيح أن يُهذب هذه الأخلاق ويصبح يوحنا الحبيب. توما شكاك وبشكه برهن لنا صدق القيامة. المسيح لم يُغير مِنْ طِباع الناس ولكن استغل كل الشخصيات لمجده. القديس موسى الأسود كان زعيمًا أصبح زعيم الرهبان. الصفات الطبيعية التي فينا لو وضعناها في يد الله, تكون عوامل نمو وليس عوائق, لا تقول أنا كده, ولكن قُل أن لديَّ عيوب أريد أن تتحسن, نقول لله في الصلاة استخدمني يارب بعيوبي, بهوان ومجد بصيت حسن وصيت رديء. في النهاية اجعلني لمجد اسمك القدوس. فمن فوائد الضعفات تجعلني إنسانًا مُتضِعًا عندما يُحاربك الشيطان في نجاح في خدمة أو أي عمل أو أي شيء تَذكر ضعفاتك. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56506 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() في لحظات فقدان الأمل هاتي في الهزيع الرابع في كل لحظات الضعف هيتسجب |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56507 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() حياته يعتبر الانبا انطونيوس اب للرهبان . وهو ولدحوالي عام 251م لأبوين يعيشون في كوم العروس في وسط مصر . ولما بلغ الثامنة عشر منالعمر مات ابواه وتركاه مسئولا عن اخته الوحيدة ديوس وهى كانت اصغر منه سنا . وبعدذلك بحوالي ستة اشهر دخل الانبا انطونيوس الكنيسة وسمع الانجيل وكان السيد المسيحيكلم الشاب الغني (ان اردت ان تكون كاملا اذهب بع كل مالك واعطي الفقراء وتعالىاتبعني) متى 19 - 21 فأعتبر هذه الوصية دعوة شخصية له من الله . فذهب وباعحوالي 300 فدان من الاراضي الخصبة ووزع معظم الاموال على الفقراء واحتفظ بجزء ضئيلمنها لاخته . ثم اودع اخته تحت مسؤلية جماعة من العذارى . واصبح بذلك حرا لتكريسحياته للسير حسب ارشاد رجل قديس يعيش بالقرب من بلدته الكومه |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56508 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() دعوته للدخول الى البرية . في أحد الأيام نزلت سيدة إلى النهر لتغسل رجليها هي وجواريها ، وإذ حول القديس نظره عنهن منتظرا خروجهن بدأن في الاستحمام . ولما عاتبها على هذا التصرف ، أجابته ( لو كنت راهبا لسكنت البرية الداخلية ، لأن هذا المكان لا يصلح لسكنى الرهبان ) وإذ سمع القديس هذه الكلمات قال في نفسه ( إنه صوت ملاك الرب يوبخني ) وفي الحال ترك الموضع وهرب إلى البرية الداخلية ، وكان ذلك حوالي عام 285م . استقر القديس في هذه البرية ، وسكن في مغارة على جبل القلزم شمال غربي البحر الأحمر ، يمارس حياة الوحدة . هناك حاربته الشياطين علانية تارة على شكل نساء وأخرى على شكل وحوش مفترسة . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56509 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() عاش الانبا انطونيوس حياة الوحدة وكان يحارب بالملل والضجر و تثبيت العزيمة . وعندما كانت روحه تمتليء بالضجر و التشكيك كان يصلي قائلا ( يا الله انا اريد ان انجو ولكن هذه الافكار الشريرة لا تتركني . فماذا افعل ؟ ) وأعتراه الملل ذات يوم فسمع صوتا يقول له ( اخرج خارجا وأنظر ) فخرج ورأى ملاكا متوشحا بزنار صليب مثال الأسكيم المقدس ، وعلى رأسه قلنسوة ، وهو جالس يضفر ، ثم يقوم ليصلي ، ثم يجلس ليضفر أيضا . وأتاه صوت يقول له ( ياأنطونيوس افعل هكذا وأنت تستريح ) فاتخذ لنفسه هذا الزي من ذلك الوقت وصار يعمل الضفيرة ولم يعد إليه الملل . وتنبأ عن الأضطهاد الذي سيحل بالكنيسة وتسلط الهراطقة عليها ، ثم أعادتها إلى حالتها الأولى ، وعلى أنقضاء الزمان . ولما زاره القديس مقاريوس ألبسه زي الرهبنة وأنبأه بما سيكون منه . حياة الوحدة جعلت الانبا انطونيوس اب روحي يسبق جميع الآباء . هرب من اهتمامات ومشتهيات العالم ولكن ليس من حب اخوته . لذلك كان يزور الاسكندريه وقت اضطهاد المسيحيين من ماكسيميان داجا سنة 316 . كان يقضي وقته في خدمة المظلومين والمعذبين والمتألمين في السجون. وعندما انتهى الاضطهاد عاد لمكانه ليحارب بشجاعة كل يوم كشهيد للحق بضمير يقظ في المعارك المستمرة من اجل الخلاص . مرة اخرى زار الاسكندرية ليدعم البابا اثانسيوس الرسولي امام بدعة اريوس عام 352 . الوثنيين والمسيحيين على حد سواء تزاحموا في المدينه ليرحبوا بالقديس العجوز . ولكنه بسرعة عاد الى الصحراء لانه شعر كسمكة خارج المياه |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56510 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() تذكار القديس انطونيوس الكبير وُلد هذا القديس العظيم في مدينة كوما في صعيد مصر نحو السنة 251.وقد كتب سيرته القديس اتناسيوس بطريرك الاسكندرية معاصره، قال: وُلد انطونيوس في مصر من ابوين مسيحيَّين تقيَّين. توفي والداه تاركَين له أختاً دونه سِنّاً، فكان لها الاخ الشفيق المحب. سمع يوماً كلام الانجيل المقدس:" ان كنت تريد ان تكون كاملاً فاذهب وبع كل شيء لك واعطيه للمساكين فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني" ( متى19: 21). فكان لهذه الآية وقعُها العميق في قلبه، فمضى فباع ما يملك، تاركاً لشقيقته نصيبها، ووزَّع ما خصَّه على الكنائس والفقراء. واعتزل الدنيا. وأخذ يزور النسّاك، صارفاً أكثر أوقاته بالصلاة والتأمّل ومطالعة الاسفار المقدّسة. فحسده الشيطان واخذ يجرِّبه. امَّا انطونيوس فكان ينتصر على هذه التجارب بالصوم والصلاة والتأمل. ولم يكن يقتات بسوى الخبز والملح وقليل من الماء. وبالرغم من انتصاراته على التجارب، لو يكن الشيطان لينفكَّ عن منازلته. وانفرد في الصحراء ودخل قبراً قديماً اقام فيه اشهراً. وما زال الشيطان يهاجمه بصور حيوانية مرعبة، لكنه كان يقاومها بمعونة الله. وفي هذا العراك الهائل اشرق في ذلك الكهف نورٌ سماوي وظهر الرب يسوع. فصرخ انطونيوس:" اين كنت يا سيدي؟" فاجابه الرب:" كنتُ هنا، يا انطونيوس، اشاهد جهادك". ثم توغل في صميم الصحراء، واستأنف حياة التأمل ومناجاة الخالق مدة عشرين سنة، الى ان عرف الناس بمقرّه فأخذوا يأتونه من كل صوب. وطلب الكثيرون منهم ان يقبلهم في عداد تلاميذه، فاجاب طلبهم ونزل معهم الى ضفاف النيل، حيث انشأ لهم ديورة عديدة. وكثُر عدد الرهبان جداً وانتشر عبير الفضائل المسيحية في تلك البراري. وكان انطونيوس يزور الاديار ويثبِّت الرهبان في دعوتهم. ومن اقواله المأثورة:" يا بني لا تهمل ذكر الابدية؛ قل لنفسك في كل صباح انك ربما لا تعيش الى المساء، وعند المساء انك ربما لا ترى نور النهار. قاوم التجربة بشجاعة، ان الشيطان ضعيف امام الصوم والصلاة واشارة الصليب". وفي السنة 311 ثار الاضطهاد بشدة على المسيحيين، فهبَّت نار الغيرة في قلب انطونيوس فسار الى الاسكندرية يشدد عزائم الشهداء ويرافق المسيحيين الى المحاكم ويشجّعهم على الثبات في الايمان. ولما خمدت نار الاضطهاد، عاد الى صومعته يتابع حياته النسكية. ومنَّ الله عليه بموهبة شفاء الامراض وطرد الشياطين، فتقاطر الناس اليه افواجاً فخاف من روح الكبرياء، فهرب الى برِّية تيبايس العليا. وبعد ان عثر رهبانه عليه زار ادياره وحثَّ الرؤساء والرهبان على مواصلة السير في طريق الكمال، وعاد الى خلوته. ثم زار القديس بولا اول النساك كما ذكرنا في ترجمة هذا القديس. وفي السنة 325 ازدات هرطقة الاريوسيين تفشياً في الاسكندرية، فدعاه القديس اتناسيوس اليها فلبَّى انطونيوس الدعوة، رغم كبر سنه، فخرجت المدينة لاستقباله. فأخذ يحذرَّهم من الهرطقة الاريوسية، ويبَّين لهم انَّ المسيح اله حق وانسان حق. ثم عاد الى جبله. وكانت له المنزلة الكبرى لدى العظماء والملوك، لا سيما الملك قسطنطين الكبير الذي كتب اليه يطلب صلاته وشفاعته. وفي المرحلة الاخيرة من حياته، زار اديرة رهبانه محرِّضاً الجميع على الثبات في طريق الكمال. ورقد بسلام في 17ك2 سنة 356 وله من العمر مئة وخمس سنين. من تركته الروحية سبع رسائل شهيرة كان قد وجهها الى بعض اديرة المشرق. وقد نقلت من القبطية الى اليونانية واللاتينية وطبعت مندمجة بين تآليف الاباء. وحسبنا ان نذكر المناسك والنساك الكثر الذين اقتدوا به متخذين طريقته في لبنان. وما وادي قاديشا، ودير مار انطونيوس قزحيا التاريخي الشهير بمعجزاته في طرد الشياطين الا دليل على ما لهذا القديس من الشفاعة لدى الله ومن الثقة والكرامة في قلوب اللبنانيين. والرهبانيات المارونيات الثلاث أبت إِلا ان تدعى باسمه المبارك منذ نشأتها وان تتبع طريقته النسكية. ولذلك حق له ان يدعى "كوكب البرية" ومجد الحياة الرهبانية وشفيع الجماعات والافراد في كل مكان وزمان. صلاته معنا. آمين |
||||