![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 56421 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يوحنا المعمدان وفرحه ![]() فَجَاءُوا إِلَى يُوحَنَّا وَقَالُوا لَهُ: ... الَّذِي أَنْتَ قَدْ شَهِدْتَ لَهُ، هُوَ يُعَمِّدُ، وَالْجَمِيعُ يَأْتُونَ إِلَيْهِ ( يوحنا 3: 26 ) كان هذا اختبارًا لقلب المعمدان وقد آن الأوان لامتحانه عمليًا؛ هل يقدر أن يحتمل فقدان كل تلاميذه؟ وهل هو مستعد لحرمانه منهم؟ وهل حقيقةً مستعد أن ينفذ تصريحاته وأقواله بالحرف الواحد؟ وهل هو فعلاً مجرَّد صوت، بل ولا شيء أيضًا؟ هذه كانت أسئلة لازمة ومُلائمة أيضًا لأننا جميعنا نعرف أن التكلُّم بصفة التواضع شيء، والسير فعلاً في طريق التواضع شيء آخر. والتكلُّم بخصوص إخلاء الذات شيء، وكون الإنسان يُخلي نفسه فعلاً هذا شيء آخر. فلنسأل أنفسنا: هل وصل المعمدان فعلاً إلى آخر حد لتصريحاته أم قصَّر عن إحراز الدرجة القصوى التي كانت ترمي إليها اعترافاته؟ وهل زعَم في أية لحظة أنه عمل شيئًا ما من جميع الأشياء التي عملها؟ أَصغِ إلى جوابه وتأمل فيما يقول: «أجابَ يوحنا وقال: لا يقدر إنسانٌ أن يأخذ شيئًا إن لم يكن قد أُعطيَ من السماءِ» (ع27)، وأنه لا يقدر أن يفعل شيئًا. مثل هذا لا يُنتَظَر منه أن يكون فخورًا أو مُدَّعيًا أو مشغولاً بذاته، بل وليس له أدنى حق في ذلك. ولا ننسى أن حصر أفكارنا دائمًا في كلمة “لا شيء” يجعلنا متواضعين. وحصر أفكارنا في إحسانات الله وأعماله فينا وبنا، تجعلنا دائمًا مسرورين. «كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق، نازلة من عند أبي الأنوار» ( يع 1: 17 )، وتَذكُّرنا ذلك يجعلنا دائمًا ناظرين إلى فوق. فكل ما هو صالح فينا أو حولنا إنما هو من السماء؛ آتٍ من الله الذي هو المصدر الحي والينبوع الدائم الجريان لكل بركة ونعمة وصلاح. ووجودنا بقُربه، وجعله أمام قلوبنا وأنظارنا دائمًا، وخدمتنا في حضرته المقدسة هو سر السلام الحقيقي والحاجز المنيع ضد الغيرة والحسد. هنا السر العميق لسعادة يوحنا وسلامه، ففرحه لم يكن في أعماله ولا في جمع عدد من التلاميذ حوله، ولا في نجاحه وقبول خدمته، ولا في نفوذه الشخصي، ولا في أي شيء من هذه الأشياء، ولا في جميعها، ولكن فرحه المقدس الحقيقي هو أن يقف ويسمع صوت العريس، ويرى الجميع يأتون إلى حَمَل الله ويُحيطون به، وأن يرى حتى نفس تلاميذه يتركونه ويأتون إلى الرب يسوع، وأن يرى “حَمَل الله” يزيد وأما هو فينقص ( يو 3: 25 -30)، هذا هو تقدير يوحنا لنفسه وللرب سَيِّده. ينبغي (أنَّكْ تَزيدْ) فأمُرَنْ (ماذا تُريدْ) يا حَبيبْ حُبَّكْ عَجيبْ يا حَبيبْ حُبَّكْ عَجيبْ |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56422 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فَجَاءُوا إِلَى يُوحَنَّا وَقَالُوا لَهُ: ... الَّذِي أَنْتَ قَدْ شَهِدْتَ لَهُ، هُوَ يُعَمِّدُ، وَالْجَمِيعُ يَأْتُونَ إِلَيْهِ ( يوحنا 3: 26 ) كان هذا اختبارًا لقلب المعمدان وقد آن الأوان لامتحانه عمليًا؛ هل يقدر أن يحتمل فقدان كل تلاميذه؟ وهل هو مستعد لحرمانه منهم؟ وهل حقيقةً مستعد أن ينفذ تصريحاته وأقواله بالحرف الواحد؟ وهل هو فعلاً مجرَّد صوت، بل ولا شيء أيضًا؟ هذه كانت أسئلة لازمة ومُلائمة أيضًا لأننا جميعنا نعرف أن التكلُّم بصفة التواضع شيء، والسير فعلاً في طريق التواضع شيء آخر. والتكلُّم بخصوص إخلاء الذات شيء، وكون الإنسان يُخلي نفسه فعلاً هذا شيء آخر. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56423 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فَجَاءُوا إِلَى يُوحَنَّا وَقَالُوا لَهُ: ... الَّذِي أَنْتَ قَدْ شَهِدْتَ لَهُ، هُوَ يُعَمِّدُ، وَالْجَمِيعُ يَأْتُونَ إِلَيْهِ ( يوحنا 3: 26 ) فلنسأل أنفسنا: هل وصل المعمدان فعلاً إلى آخر حد لتصريحاته أم قصَّر عن إحراز الدرجة القصوى التي كانت ترمي إليها اعترافاته؟ وهل زعَم في أية لحظة أنه عمل شيئًا ما من جميع الأشياء التي عملها؟ أَصغِ إلى جوابه وتأمل فيما يقول: «أجابَ يوحنا وقال: لا يقدر إنسانٌ أن يأخذ شيئًا إن لم يكن قد أُعطيَ من السماءِ» (ع27)، وأنه لا يقدر أن يفعل شيئًا. مثل هذا لا يُنتَظَر منه أن يكون فخورًا أو مُدَّعيًا أو مشغولاً بذاته، بل وليس له أدنى حق في ذلك. ولا ننسى أن حصر أفكارنا دائمًا في كلمة “لا شيء” يجعلنا متواضعين. وحصر أفكارنا في إحسانات الله وأعماله فينا وبنا، تجعلنا دائمًا مسرورين. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56424 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فَجَاءُوا إِلَى يُوحَنَّا وَقَالُوا لَهُ: ... الَّذِي أَنْتَ قَدْ شَهِدْتَ لَهُ، هُوَ يُعَمِّدُ، وَالْجَمِيعُ يَأْتُونَ إِلَيْهِ ( يوحنا 3: 26 ) «كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق، نازلة من عند أبي الأنوار» ( يع 1: 17 )، وتَذكُّرنا ذلك يجعلنا دائمًا ناظرين إلى فوق. فكل ما هو صالح فينا أو حولنا إنما هو من السماء؛ آتٍ من الله الذي هو المصدر الحي والينبوع الدائم الجريان لكل بركة ونعمة وصلاح. ووجودنا بقُربه، وجعله أمام قلوبنا وأنظارنا دائمًا، وخدمتنا في حضرته المقدسة هو سر السلام الحقيقي والحاجز المنيع ضد الغيرة والحسد. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56425 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فَجَاءُوا إِلَى يُوحَنَّا وَقَالُوا لَهُ: ... الَّذِي أَنْتَ قَدْ شَهِدْتَ لَهُ، هُوَ يُعَمِّدُ، وَالْجَمِيعُ يَأْتُونَ إِلَيْهِ ( يوحنا 3: 26 ) هنا السر العميق لسعادة يوحنا وسلامه، ففرحه لم يكن في أعماله ولا في جمع عدد من التلاميذ حوله، ولا في نجاحه وقبول خدمته، ولا في نفوذه الشخصي، ولا في أي شيء من هذه الأشياء، ولا في جميعها، ولكن فرحه المقدس الحقيقي هو أن يقف ويسمع صوت العريس، ويرى الجميع يأتون إلى حَمَل الله ويُحيطون به، وأن يرى حتى نفس تلاميذه يتركونه ويأتون إلى الرب يسوع، وأن يرى “حَمَل الله” يزيد وأما هو فينقص ( يو 3: 25 -30)، هذا هو تقدير يوحنا لنفسه وللرب سَيِّده. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56426 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يوحنا المعمدان وتفريغ الذات ![]() فقالوا له: مَنْ أنت؟ .. ماذا تقول عن نفسك؟ قال أنا صوتُ صارخٍ في البرية قوّموا طريق الرب ( يو 1: 22 ،23) لنا في يوحنا المعمدان مَثَل جميل عن المعنى الحقيقي لتفريغ الذات. أرسل اليهود كهنة ولاويين من أورشليم ليسألوه "مَنْ أنت؟ ماذا تقول عن نفسك؟" فماذا كان جوابه؟ بكل بساطة إنه مجرد "صوت". هنا أخذ يوحنا مكانه الحقيقي. مجرد "صوت" ليس فيه مكان للافتخار. فهو لم يَقُل إنه "شخص" صارخ في البرية، بل قال إنه "صوت شخص صارخ" ولم يكن يطمع في أن يكون أكثر من ذلك. هذا هو تفريغ الذات. وماذا كانت النتيجة؟ أنه وجد في المسيح موضوع تبجيله وتعظيمه. "وفي الغد أيضاً كان يوحنا واقفاً هو واثنان من تلاميذه، فنظر إلى يسوع ماشياً، فقال هوذا حَمَل الله" ( يو 1: 35 ). وما كل هذا؟ أليس هو ملء الله يترقب إناءً فارغاً؟ فيوحنا لم يكن شيئاً والمسيح كان كل شيء ولذلك عندما تركه تلاميذه ليتبعوا يسوع، لم تصدر منه كلمة تذمر ولا بَدَت عليه أية علامة لكبرياء مجروحة. كلا، ليس هناك حقد أو حسد في القلب المتفرغ من ذاته. وليس هناك أثر لإحساس مجروح أو مساس للشعور عند الشخص الذي تعلَّم أن يأخذ مكانه الحقيقي. فلو كان يوحنا يحسب نفسه شيئاً لكان تذمر عندما وجد نفسه مهجوراً، ولكن آه أيها القارئ عندما يجد الإنسان موضوع شبعه "حَمَل الله" لا يهتم أبداً إذا ما فقد بضعة تلاميذ. ولنا أيضاً في الأصحاح الثالث من إنجيل يوحنا صورة أخرى للمعمدان المتفرغ من ذاته "فجاءوا إلى يوحنا وقالوا له: يا معلم هوذا الذي كان معك في عبر الأردن الذي قد شهدت له، هو يعمِّد والجميع يأتون إليه". هذه عبارات مرتبة وفي أسلوب من شأنه أن يثير حقد وحسد القلب البشري المسكين، ولكن لاحظ الجواب "لا يقدر إنسان أن يأخذ شيئاً إن لم يكن قد أُعطي من السماء ... ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقص. الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع، والذي من الأرض هو أرضي ومن الأرض يتكلم. الذي يأتي من السماء هو فوق الجميع" ( يو 3: 27 ، 30،31). ما أعظمها شهادة لِما عليه المسيح من مجد وعظمة غير محدودة، كذلك ما أعظمها شهادة لِما عليه يوحنا من تفريغ الذات تفريغاً كُلياً. فهو "صوت" و "لا شيء" أما المسيح فهو "فوق الجميع". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56427 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فقالوا له: مَنْ أنت؟ .. ماذا تقول عن نفسك؟ قال أنا صوتُ صارخٍ في البرية قوّموا طريق الرب ( يو 1: 22 ،23) لنا في يوحنا المعمدان مَثَل جميل عن المعنى الحقيقي لتفريغ الذات. أرسل اليهود كهنة ولاويين من أورشليم ليسألوه "مَنْ أنت؟ ماذا تقول عن نفسك؟" فماذا كان جوابه؟ بكل بساطة إنه مجرد "صوت". هنا أخذ يوحنا مكانه الحقيقي. مجرد "صوت" ليس فيه مكان للافتخار. فهو لم يَقُل إنه "شخص" صارخ في البرية، بل قال إنه "صوت شخص صارخ" ولم يكن يطمع في أن يكون أكثر من ذلك. هذا هو تفريغ الذات. وماذا كانت النتيجة؟ أنه وجد في المسيح موضوع تبجيله وتعظيمه. "وفي الغد أيضاً كان يوحنا واقفاً هو واثنان من تلاميذه، فنظر إلى يسوع ماشياً، فقال هوذا حَمَل الله" ( يو 1: 35 ). وما كل هذا؟ أليس هو ملء الله يترقب إناءً فارغاً؟ فيوحنا لم يكن شيئاً والمسيح كان كل شيء ولذلك عندما تركه تلاميذه ليتبعوا يسوع، لم تصدر منه كلمة تذمر ولا بَدَت عليه أية علامة لكبرياء مجروحة. كلا، ليس هناك حقد أو حسد في القلب المتفرغ من ذاته. وليس هناك أثر لإحساس مجروح أو مساس للشعور عند الشخص الذي تعلَّم أن يأخذ مكانه الحقيقي. فلو كان يوحنا يحسب نفسه شيئاً لكان تذمر عندما وجد نفسه مهجوراً، ولكن آه أيها القارئ عندما يجد الإنسان موضوع شبعه "حَمَل الله" لا يهتم أبداً إذا ما فقد بضعة تلاميذ. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56428 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فقالوا له: مَنْ أنت؟ .. ماذا تقول عن نفسك؟ قال أنا صوتُ صارخٍ في البرية قوّموا طريق الرب ( يو 1: 22 ،23) لنا أيضاً في الأصحاح الثالث من إنجيل يوحنا صورة أخرى للمعمدان المتفرغ من ذاته "فجاءوا إلى يوحنا وقالوا له: يا معلم هوذا الذي كان معك في عبر الأردن الذي قد شهدت له، هو يعمِّد والجميع يأتون إليه". هذه عبارات مرتبة وفي أسلوب من شأنه أن يثير حقد وحسد القلب البشري المسكين، ولكن لاحظ الجواب "لا يقدر إنسان أن يأخذ شيئاً إن لم يكن قد أُعطي من السماء ... ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقص. الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع، والذي من الأرض هو أرضي ومن الأرض يتكلم. الذي يأتي من السماء هو فوق الجميع" ( يو 3: 27 ، 30،31). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56429 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فقالوا له: مَنْ أنت؟ .. ماذا تقول عن نفسك؟ قال أنا صوتُ صارخٍ في البرية قوّموا طريق الرب ( يو 1: 22 ،23) ما أعظمها شهادة لِما عليه المسيح من مجد وعظمة غير محدودة، كذلك ما أعظمها شهادة لِما عليه يوحنا من تفريغ الذات تفريغاً كُلياً. فهو "صوت" و "لا شيء" أما المسيح فهو "فوق الجميع". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56430 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يوحنا المعمدان ![]() يُوحَنَّا ... يَكُونُ عَظِيمًا أَمَامَ الرَّبِّ، وَخَمْرًا وَمُسْكِرًا لاَ يَشْرَبُ ( لوقا 1: 13 ، 15) كان التكليف المُعطى لجبرائيل أن يُعلِن بشارتين؛ الأولى لزكريا الكاهن، والثانية للمطوَّبة مريم. ولكن فحوى هاتين الرسالتين وظروفهما، تُبرِز لنا المفارقة أكثر من المشابهة. فقد قيل عن زكريا وامرأته إنهما «كانا كلاهما بارَّين أمام الله، سالكين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم» ( لو 1: 6 )، وبالرغم من ذلك فقد زحفت الشيخوخة لكليهما، وأمسَت «أليصابات عاقرًا». أ فلا نرى فيهما صورة لأتقياء إسرائيل؛ فعلى الرغم من إيمانهم، كانوا غير قادرين على الإطلاق أن يأتوا بثمر، وهم تحت الناموس؟ وفضلاً عن ذلك فلم تنشأ فيهم الموَّدة والألفة الحميمة مع الله. فزكريا الذي يُمثل أتقياء إسرائيل، لمَّا رأى الملاك «اضطرب ووقعَ عليهِ خوفٌ». وفي النهاية لم تُنشئ فيه البشارة ثقة، فهذه تتولَّد بالنعمة فقط. وبقيَ الكاهن تحت الناموس غير مُصدِّق لبشارة النعمة التي تكلَّم بها جبرائيل. وهكذا بقيَ الذي يُمثل الناموس صامتًا، لا يقدر أن يتكلَّم، حتى اليوم الذي تحقق فيه وعد الله بالنعمة، وأمكنه بعد ذلك – مثل البقية – أن يُسبِّح مَن منحَهُ الخلاص. أما المُطوَّبة مريم فلم تكن تقية فقط، بل متواضعة وبسيطة أيضًا، إذ كانت غرضًا للنعمة، وليست مُعبِّرة عن الناموس. لقد قال لها جبرائيل: «أيتها المُنعَم عليها! .. لا تخافي .. قد وجدتِ نعمةً عند الله». ولقد كانت خاضعة، فقالت: «هوذا أنا أَمَةُ الرب»، وثقتها كانت في كلام الله، فأضافت: «ليكن لي كقولك» ( لو 1: 30 - 38). والمُفارقة بين الرسالتين تستوجب الملاحظة؛ فلقد قيل عن يوحنا: «لأنهُ يكون عظيمًا أمام الرب»، ولكن قيل عن يسوع: «هذا يكون عظيمًا». لقد قامت كل عظمة المعمدان على الشخص الذي كان سفيرًا ومُناديًا له، بينما كان يسوع عظيمًا في ذاته وبذاته. كان يوحنا عظيمًا بسبب الكرامة التي حظى بها لكونه مُرسَلاً لمَن قال عنه جبرائيل: «لا يكون لمُلكهِ نهاية». ولكن كلمات جبرائيل عن يوحنا «يكون عظيمًا أمام الرب»، لا تُعبِّر عن كل صفات المعمدان، فيُضيف: «وخمرًا ومُسكِرًا لا يشرب»؛ وهذا هو النذير الذي يَحرِم نفسه من الخمر، علامة فرح القلب للإنسان الطبيعي مع نُظرائه. ولكن في قلبه حلَّ فرح الشركة مع إلهه؛ الفرح الإلهي. والعلامة المعجزية التي ميَّزته أنه وهو في بطن أُمهِ ابتهج عندما وصلت تحية أُم ربه وسَيِّده إلى أَلِيصَابَات ( لو 1: 44 )، وفي نهاية حياته قال: «فرحي هذا قد كَمَلَ» ( يو 3: 29 ). . |
||||