منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29 - 08 - 2014, 02:40 PM   رقم المشاركة : ( 5621 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اقوال مأثورة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
- ان الحكيم لا يبغض احداً ، وان ابغض فإنما يبغض الجاهل . اما الجاهل فلا يحب احداً فانّه يحب رفيقه الجاهل
- اقتن الذهب بمقدار امّا العلم فاكتسبه بلا حد ، لان الذهب يكثر الآفات واما العلم فيورث الراحة والنعيم
- كن في فتوتك متواضعاً لترتفع في شيخوختك
- انّ الحكمة افضل من الزينة ، والعلم خير من الاموال ، وفتى حدثاً حكيماً خير من ملك شيخ جاهل
- الحسد سهم نافذ يقضي على راميه
- من يمتلك ذهباً خالصاً لا يخشى من امتحانه بالنار
- ليس بكثرة البنين تكون الحياة للآباء
- اذا شاء ربّ البرايا قام الولد الواحد مقام الكثيرين
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قالوا في مار افرام



قال القديسغريغوريوس النوسي(+ 396)
" افرام كرمة الله الكثيرثمرها .. ان ضوء سيرته وعلمه قد انار العالم وصار افرام معروفاً عند كل منتطلع الشمس عليه ولن يجهله الاّ من جهل باسيليوس الكبير الذي هو كوكبالكنيسة المنير"

وقال القديسيوحنا فمّ الذهب (+407)
"افرام كنارة القدس ، ومخزن الفضائل ، معزى الحزانى ومرشد الشبّان ، وهادي الضالين ، كان على الهراطقة كسيف ذي حدّين"

وقالسوزومينالمؤَرخ اليوناني (+ 423)
"انه ارفع من كل ثناء وقد زيّن الكنيسة كلّها افخر زينة ، وفاق الكتّاب اليونانيين ورونق كلامه واصالة رأيه وسداد برهانه"

وقال القديسهيرونيموس (+ 430)
"افرام شماس كنيسة الرهاالّف كتباً كثيرة في اللغة السريانية وقد بلغ من الشهرة والتوقير ان بعضالكنائس تتلو ما كتبه على الشعب في الكنائس ، بعد تلاوة منتخبات الاسفارالمقدسة . وقد طالعت في اليونانية كتابه في الروح القدس مترجماً منالسريانية ووجدت فيه قمة الذكاء السامي في الترجمة ايضا"

وقال القديسيعقوب السروجي (+ 521)
"مار افرام الينبوع الفياضالذي روت مياهه ارض الايمان ، والخمرة المعتّقة التي اخذت صفاتها من دماءالجلجلة... النسر الذي انتصب بين الحمامات الوديعة... الذي ضارع موسىالكليم واخته مريم بتلقينه العذارى والفتيات ولفيف المؤمنين ، انغاماًمحكمة بثّ فيها تعاليم الكنيسة الحقّة ، واحرز بواسطتها اكليل الظفروالانتصار على اعدائها ..... الشاعر المبدع الذي جاش قلبه كالبحر الخضمبالميامر التي لا تحصى والمداريش التي لا تعد .. انه تاج الامة السريانيةجمعاء
 
قديم 29 - 08 - 2014, 02:42 PM   رقم المشاركة : ( 5622 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

البراءة الرسولية في إعلان مار أفرام ملفانًا للكنيسة

البابابندكتسالخامس عشر

الى البطاركة ورؤَساء الأَساقفة والمطارنة ولأَساقفة ولفيف الإِكليروس المنتمين الى الكرسي الروماني الرسولي والمتحدين معه

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ايها الاخوة الموقّرون

السلام والبركة الرسولية

قرر آباء الكنيسة قاطبة ان السيد المسيح عزّ شانه اسس كنيسته على بطرس امام الرسل المعصوم ( لو 22:32 ) مكافاة لايمانه الوطيد ومحبته الخالصة . وقلّده رعايتها (مت 16: 18) واولاه سلطة ثابتة دائمة تتسلسل في خلفائه . وعلى صخرته المعنوية يدور محور شركة الايمان الكاثوليكي والحب المسيحي

تقلّد بطرس الرئاسة العليا ليذيع في الملأ هذا الايمان وهذه المحبة ويتعهّد بثباتها . وهذه الرئاسة ايّدها القديس اوغناطيوس النوراني اسقف انطاكية (+107) في رسالة بديعة كتبها في طريقه الى رومية مصرحاً للرومانيين بقدومه وارتياحه الى الاستشهاد حباً ليسوع الفادي . مؤدياً شهادة ثمينة بشان اولية الرئاسة الرومانية وتقدمها على سائر الكنائس اذ قال : " الى الكنيسة المتبوئة كرسي الرئاسة الاولى بالمحبة " . موضحا ان الكنيسة الجامعة المنظورة هي كنيسة المحبة الالهية التي جاهد بطرس في اضاءة اشعتها في قلوب المؤمنين طرا . وخلف في هذا الكرسي الروماني رئاسته العليا بمثابة تراث محبته للسيد المسيح ودعمها باجوبته الثلاثة (يوحنا 21: 15 - 17)

براهين الاباءالشرقيين

واستحق بطرس لاجل ايمانه ومحبته ان يتولى الرئاسة الاولية في الكنيسة على ما قرره مشاهير الآباء الاقدمين الذين زينوا كراسي المشرق اذ كانوا حينما تتهددهم عواصف البدع والاضطهاد يبادرون الى الاستغاثة باصحاب الكرسي الروماني استغاثتهم بالمصدر الوحيد الذي يساعدهم في اهوال الخطوب . هكذا راينا باسيليوس الكبير (316- 379) واثناسيوس البطل (296 - 373) المحامي عن عقيدة المجمع النيقاوي . ويوحنا فم الذهب (344 - 407) وغيرهم من ائِمة الايمان الارثوذكسي يلوذون باحبار رومية مستندين في ذلك الى ما قررته القوانين البيعيّة القديمة وفي جملتها قوانين مجمع سرديقية (3 و 4 و 5)

محاماة البابوات

وهل يسع كائنا من كان ان يدعي بان احبار رومية تغاضوا ولو هنيهة عن رسالتهم في تثبيت اخوتهم ؟ لا لعمري بل واصلوا مهمتهم في المحاماة عمن استنجد بهم حتى ان فريقا منهم كالبابا ليباريوس (352 - 6) والبابا سلوسطرس (314 - 337) والبابا مرتينوس (649 - 655) كابدوا ما كابدوا من العذاب في منفاهم بسبب محاماتهم عن الدين القويم ومناضلتهم عمن استغاث بهم . وما برح خلفائهم يتمشون طبقا لخطتهم هذه حتى اليوم . ثم ان ثئودوريط اسقف قورس (420 - 458) صرّح في تاريخه (ف 34) بان البابا انوكنتيوس الاول (402 - 417) تقدم الى اساقفة المشرق بان يدرجوا في الدبتيخة اسم يوحنا فم الذهب اسوة بسائر الآباء الارثوذكسيين كي يجري ذكره نظيرهم في الذبيحة المقدسة

الداعي الى اصدار البراءة

نحن على بيِّنة تامة من ان اسلافنا بذلوا مثلنا الاهتمام بالطوائف الشرقية والعطف عليها ويطيب لنا ان نجاهر بانها افلتت من غوائل حرب طاحنة بمدافعتنا عن حريتها واستقلالها. حتى اخذت كل منها تنظم حياتها الاجتماعية في محيط موافق لتقاليدها واليوم راينا ان نبدي لها ما يلائم حالتها الحاضرة بعرضنا عليها انموذجا من القداسة والعلم وحب الوطن. نريد به القديس افرام الذي مثّله غريغوريوس اسقف نيصص (+935) بنهر فراتي يرتشف منه المؤمنون فيثمرون ثمارا شهية بدلا من الواحد مائة ضعف. (حياة مار افرام 1: 4). واتفق الآباء والملافنة الارثوذكسيون قاطبة على تقريض مناقب مار افرام كباسيلوس الكبير وايرونيمس وفم الذهب وغيرهم حتى فرنسيس سالس (1567 - 1622) والفونس دي ليغوري (1696 - 1787)

ويلذّ لنا جدا ان نضم صوتنا الى اصوات هؤلاء ابطال الايمان الحق فانهم على اختلاف نزعاتهم وعصورهم واوطانهم اتفقوا بلهجة واحدة على تقريض مار افرام . وبراءتنا هذه ايها الاخوة المحترمون توافق كذلك البراءة التي اصدرناها عام 1920 بفرصة مرور خمسة عشر قرنا على وفاة القديس ايرونيمس (340 - 420) متوخين التصريح بان ايرونيمس وافرام كانا متماثلين وعاشا تقريبا في عصر واحد واقاما في سوريا وامتازا بعلمهما وتبحرهما في الاسفار المقدسة حتى اصبحا "منارتين قائمتين امام رب الارض" (رؤيا 11: 4) . لاح احدهما في بلاد المغرب وثانيهما في بلاد المشرق . واصبح كل ما كتباه ممتازا وموحى من روح واحد ينيرهما شعاع تعليم واحد هو تعليم آباء اللاتين وآباء المشرق معا . ولذا فاستحقاقهما واحد وكأنهما باقة واحدة بهيّة مجيدة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


اولا: خلاصة حياة مار افرام

افرام الفتى المتّعظ

تفتخر نصيبين والرها مدينتا ما بين النهرين الشهيرتان بإنتماء مار افرام اليهما . وقرر القديس غريغوريوس نيصص ان دم الشهداء تغلغل في اسرة افرام . وتثقّف منذ نعومة اظفاره تثقيفا مسيحيا. ولم يكن اهله ممن تقلبوا في رغد العيش والرفاهية لكنهم امتازوا بسمعة حسنة وشرف جزيل. وجاهروا بايمانهم المسيحي في المحكمة علنا كما صرح مار افرام عينه في كتاب اعترافه (ف9) . واعرب فيه كذلك عن اسفه وندامته على مافرط منه حين فتوته من الضعف والفشل في مناهضة الاهواء التي تحدث غالبا للشبان في عنفوان عمرهم. وكان لافرام حاد الطبع سريع الغضب . لكنه لمّا القي في السجن بسبب جرم كان بريئا منه كتب على نفسه ان يقلع عن زهو الدنيا وملاهيها الزائلة . وينقطع الى عبادة اللـه تعالى . ومن ثم برأَه القاضي من تلك التهمة فتوشّح بالثوب الرهباني وتفرّغ لاعمال التقوى ومطالعة الاسفار المقدسة

افرامالناسك

كان مار يعقوب اسقف نصيبين (309 - 338) في جملة آباء المجتمع النيقاوي الثلاثمائة والثمانية عشر . ودحض نظيرهم بدعة آريوس الملحد. وسبق فانشأَ في نصيبين مدرسة يتلقن فيها الطالب مختلف العلوم في طليعتها شروح الكتاب العزيز . وما ان توسم الاسقف الجليل في افرام الناسك امارات النجابة والتقوى حتى نصبه معلما في تلك المدرسة. فحقّق التلميذ رغائِب معلمه واحرز رضاه بما ابداه من حدة الذهن واصالة الراي في التلقين والتثقيف حتى انه فاق الاساتذة جميعا واستاهل ان يدعى "ملفان السريان" . واتفق ان الفرس زحفوا يوم ذاك الى نصيبين وحاصروها فاضطر افرام ان يكف برهة عن التدريس ويحرض الاهالي على مناهضة العدو الفارسي ريثما زال عنهم الخطر . وعلى اثر وفاة مار يعقوب زحف الفرس تكرارا الى نصيبين عنوة . فنزح عنها افرام وقصد الرها واعتكف على العبادة والتصنيف وتلقين الحقائق الدينية

افرام اليف الكتب المنزلة

اقام مار افرام اول بدء في مغارة بجبل الرها . وطفق المؤمنون يتوافدون اليه زرافات ويصغون الى تعاليمه وشروحه . وما لبثوا ان اصطفوه معلما للمدرسة الكبرى فانجبت على يده علماء نبلاء نذكر منهم زينوب وآبا واسحق الآمدي الذي استحق ان يدعى اسحق الكبير نظرا الى وفرة تآليفه ودقة تعاليمه . وذاعت اخبار عبقرية مار افرام وقداسته في الآفاق وتشوق ان يزور باسيليوس الكبير . وما ان علم الحبر بالهام سماوي ان زائره هو افرام حتى رحب به بعاطفة التجلة والتكريم . وجرت بينهما محادثات عذبة لذيذة في الشؤون الالهية. وذكر بعض المؤرخين ان مار باسيليوس قلّد افرام رتبة شماس انجيلي

افرام مثيل اسطفانس

انقطع افرام إِلى الخلوة في صومعته اياما معلومة . ثم تفرغ لالقاء المواعظ على المؤمنين والدفاع عن حقائق الدين وتفنيد مزاعم الهراطقة الملحدين ، مضارعا في جهاده ورتبته اسطفانس الشماس معتبرا انه غير اهل للرتبة الكهنوتية فاكب على شرح الكتب المنزلة وعلى الوعظ والارشاد دون كلل . الى تفنيد آراء زعماء الهرطقات المتفشية في عصره وامتاز خصوصا بتلقين العذارى والراهبات اناشيد مقدسة . وبذل قصاراه في مساعدة المنكوبين والمعوزين وبالجملة مارس ما كان يعلمه متمما وصية مار اغناطيوس النوراني للمسيحيين الاولين اذ يدعوهم "انجيليين " يبشرون بالسيد المسيح

افرام ابو المساكين

وحدث في الرها غلاء شديد دفع مار افرام وهو في سن الشيخوخة ان يتخلى عن منسكه ويشمر عن ساعد الجد ليحض الاغنياء ويحرّض المحتكرين كي يغيثوا اخوتهم المساكين. فاتعضوا بارشاده ولبوا طلبه حتى انتهت سنة المجاعة واقبل زمان الحصاد فعاد الى صومعته

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وصية مار افرام

لا نرى بدا من الالماح الى الوصية السامية التي خلّفها مار افرام لاهل وطنه فهي تبرهن على ايمانه وتواضعه وصدق وطنيته. قال ما خلاصته : يا ايها الرهاويون اني انا افرام مائِت لا محالة. فاستحلفكم بكل احترام ان لا تدفنوني في بيت الله تعالى ولا تحت المذابح اذ لا يليق بجسد يرعاه الدود ان يرقد في هيكل مقدس . ادفنوني في ثوبي وقبعي الرهباني . شيعوني بصلواتكم وترانيمكم وتقريب الذبيحة المقدسة مرارا جمة تكفيرا عن شقائي ، ان افرام لم يقتن دراهم ولا عصا ولا كيسا ولم يملك ذهبا ولا فضة . ارسخوا في تعليمي وكملوا وصاياي بامانة. واثبتوا دائما في الايمان الكاثوليكي احذروا الهراطقة الملحدين خصوم ايماننا القويم. احذروا فعلة الاثم الذين يأَتونكم بكلمات معسولة فاسدة . ولتكن مباركة الرها مدينة الحكماء وحاضرهم

بعد هذا فاضت روح افرام بيد خالقها وظلت ذكراه العاطرة ممزوجة بالبركة في الكنيسة جمعاء. قال القديس غريغوريوس : " ذاع جمال حياة افرام البهي وسداد تعاليمه في العالم طرا . ولاح اسمه في الاصقاع مثل الشمس في رائعة النهار

تآليفمار افرام

كثيرة هي تآليف مار افرام ولا مجال لاحصائها وعلى قول سوزمين المؤَرخ ان ابيات شعره اربت على 30 ربوة انطوت كلها على زبدة تعاليم الكنيسة ومبادئها وعلى تفاسير الكتاب الكريم واسرار الايمان وفروض المسيحي والحياة الباطنة . وخلف قصائد جمّة في الطقوس الكنسية والاعياد المارنية وتقاريض العذراء المغبوطة وبعض القديسين . وصنف منظومات شتى في التوبة والتعازي . ويتلألأ في كتاباته باسرها بهاء نفسه الطاهرة وذكائه المفرط. وبالجملة نقول انه اصبح"سراجا موقدا ومنيرا" (يوحنا 5: 5). فقد تلقن الحقيقة ولقنها وحبب السير بموجبها وذكر مار ايرونيمس : ان المؤمنين جعلوا يتلون تآليف مار افرام في زمانه تلاوتهم تآليف ائِمة آباء الكنيسة ومشاهير علمائها . وقد اطلع ايرونيمس على ترجمتها اليونانية وصرح بانها تبرهن على ذكاء مؤَلفها وعلى قريحته الوقادة

مار افرام كنارة الروح القدس

يستحق افرام شماس الرها ثناء جما لانه لم يقتصر في مواعظه وتصانيفه على انتفاء مواضيع سامية يلتقطها من الاسفار الموحاة من الروح القدس فحسب بل برع خاصة في فن الموسيقى والشعر المقدس فاستوجب من ثم أَن يلقّب " بكنارة روح القدس ". ويتجلى لنا ايها الاخوة الموقرون نموذج هذا القديس من الفنون الشتّى التي استعملها ليحمل المؤمنين ويحثهم على السلوك في محجة القداسة . فقد عاش في محيط اغرم بالموسيقى وكلّف بالشعر وتثقف في كليهما. وغير خاف ان زعماء الهرطقات توصلوا منذ القرن الثاني للميلاد الى نشر اضاليلهم بتلك الوسيلة فنهض مار افرام نهضة داود الملك في مصارعة جليات بسيفه عينه وقابل الفن بالفن ووشّح التعاليم الكاثوليكية بحلّة قشيبة من موسيقاه وشعره . لقّن الفتيان والفتيات قصائده الشائقة محبّرة بالتعاليم المسيحية القويمة يلتقفها المؤمنون دون تكليف . وبهذه الذريعة المباركة غذّى المؤمنين حقائق الدين القويم وشرّبهم مناهل التعليم الصحيح . وتيسر له ان يسد الطرق تجاه الاراتقة الملحدين ويقي جماعة المؤمنين غوائِلها ومخاطرها. قال ثئودوريط: ان الاسلوب الذي استعمله مار افرام في الحفلات البيعيّة قد زادها رونقا وبهاء . ويؤيد ذلك ان آباء اليونان واللاتين انفسهم نقلوا اوزانهم الشعرية الدينية عن مار افرام السرياني . وفي وسعنا ان نقرر بان الاناشيد الطقسية الموزونة وما ادمج فيها من روعة وابهة قد اقتبست عن مار افرام وعنه نقلها يوحنا فم الذهب الى قسطنطينية ومار امبرسيوس (333 - 397) الى ميلان ومنها ذاعت في الاقطار الايطالية ، وهذا الاسلوب الشرقي عينه قد اثر في قلب مار اوغسطينوس (354- 430) قبل عماده . ثم صححه مار غريغوريوس الكبير (590-604) وبلغه منتهى الرونق والكمال والفضل الاول في ذلك على ما رواه رجال النقد المحققون عائد الى مار افرام فهو اول من ابتكر فن الموسيقى البيعيّة وعنه نقله آباء اليونان واللاتين معا

مجد مار افرام بعد وفاته

بناء على ما تقدم لسنا نستغرب اذا شاهدنا اولاد الكنيسة يقدّرون قدر افرام ويتبارون في تبجيله وتكريمه . قال مار غريغوريوس اسقف نيصص : " ان مار افرام اعمل الرويّة في العهدين القديم والجديد ودقّق في دراستهما وعمّق اكثر ممن سبقه في شرح معانيها كلمة فكلمة بمنتهى الدقة والضبط مذ سفر التكوين حتى آخر كتاب العهد الجديد والقى النور على الآيات العويصة الغامضة " . وقال مار يوحنا فم الذهب : " ان مار افرام هو منبه الغافلين ومعزي الحزانى ومهذّب الشبان ومثقفهم وعاضدهم . وهو مرآة للرهبان وقدوة للتائبين وسلاح ذو حدين لردع الملحدين ومجموعة الفضائل وهيكل لمثوى الروح القدس "

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ثانيا - مدرسة مار افرام

الفائدة من تصانيفه

شاء الله تعالى الذي "يرفع المتواضعين ان يتوّج مار افرام بمجد وسيم ويعرضه على عصرنا هذا ملفانا في الحكمة الربانية وقدوة للفضائل المسيحية . ولسنا نرى وقتا انسب لتعظيمه وتبجيله من وقتنا هذا وقد نجونا من افظع الحروب واصبحنا على ابواب نظام جديد فتحت تجاه الامم جميعها ولا سيما الشرقية . ومن ثم يترتب علينا وعليكم ايها الاخوة الموقرون وعلى جميع ذوي الارادة الصالحة ان نسعى بمعونة سيدنا يسوع المسيح لتجديد آثار الحضارة الاجتماعية واعادة البشرية الزائغة الى كنسية اللـه الواحدة اعني الكنيسة الكاثوليكية التي ثبتت دون سائر الكنائس والدول راسخة الاركان . وقد اعلن مؤسسها الالهي للقديس بطرس قائلا : " على هذه الصخرة ابني كنيستي وابواب الجحيم لن تقوى عليها "

مار افرام قدوة الواعظين

ليت جميع الذين انيط بهم تثقيف القريب يتلقنون من القديس افرام ما يلزمهم من الغيرة والتفاني والثبات في الوعظ والارشاد . لانه يتعذر على المؤمنين الحقيقيين ان يثمروا وان تدوم ثمارهم ان لم يرتكزوا على دعامة العقائد الدينية الراسخة ومبادئها القومية


مار افرام قدوة المعلمين


ويجب على من يتفرغون لتدريس الكتب المنزلة ان يتلقنوا عن الملفان الرهاوي احترام تلك الاسفار الكريمة وان لا يتصرفوا في شرحها طبقا لآرائهم وخلافا لتقاليد الكنيسة : " عالمين قبل كل شيء ان كل نبوة عن ارادة بشر بل انما تكلم رجال اللـه القديسون محمولين بالهام الروح القدس " (2 بط 1: 20 و 21) . وهذا الروح الذي تكلم بفم الانبياء هو عينه يفتح اذهان الرسل لكي يفهموا الكتب (لو 24: 45) وهو كذلك اقام الكنيسة لتشرح الوحي وتحافظ عليه لانها عمود الحق وقاعدته (الميم 3: 15)

مار افرام قدوة الرهبان

وبين طبقات الاسرة المسيحية يحق للطبقة الرهبانية خاصة ان تتباهى بالقديس افرام لانه فيها يتلألأ بهاؤه ومجده مثلما سبق فتلألأ في القديس انطونيوس والقديس باسيليوس . ومن الشرق امتدت فروع الرهبنة الى الغرب وادت للهيئة الاجتماعية خدمات جلى . فعلى الرهبان اذن ان يوجهوا الحاظهم الى مار افرام راهب الرها وينسجوا على منواله

مار افرام قدوة محبي الوطن

ولا باس ان نلفت انظار كل من تشملهم رعايتكم ايها الاخوة الموقرون سواء كانوا اكليركيين ام مؤمنين عامة وخاصة كي يتلقنوا من القديس افرام ان محبة الوطن الدنيوي يجب ان لا تتغلب على محبة الوطن السماوي. وليس الوطن الحقيقي الاّ ملك الله العلي في نفوس الابرار. فهو ملك الهي بدؤه في الارض واكتماله في السماء

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ثالثا - اهم ما امتاز به مار افرام من العبادات

تعبده للاسرار ولا سيما لسر القربان الاقدس

يُعلمنا مار افرام ان نبحث عن ينابيع الحياة الباطنة ومصادرها في الاسرار البيعيّة وفي حفظ الوصايا الالهية وفي الطقوس الكنسية . ومرادنا الآن ان نعرض لكم ايها الاخوة الموقرون بعض خواطر هذا الملفان في ما ينوط بالذبيحة السرية. فهو يقول: " ان الكاهن يضع المسيح على المذبح ليتحول طعاما لنا " . ثم يوجه خطابه الى الأَب الأَزلي فيقول : " ارسل روحك القدوس ليحل على المذبح ويقدّس الخبز الموضوع فوقه فيصير جسد ابنك الوحيد ." ويردف مفيضا في ذكر آلام المخلص وموته ويضع امام عينيه جروحه مصرحا بان الاب الازلي يتقبلها فيقول : " ان هذا المعلَّق على الصليب هو ابنك وهذه ثيابه مضرجة بدمائه . وهذا جنبه مثقوب بالحرية " . فيصغي الاب السماوي الى صوت الكاهن ويستجيب لصلاته . (مفاخر الكنيسة الانطاكية البطريركية بقلم البطريرك افرام رحماني)

وقد وصف مار افرام تأثير الاسرار بعد الموت وصفا بديعا متفقا اتفاقا تاما مع تعليم الكنيسة على ما حدده المجمع الفلورنتيني عام 1439 قال : " ان الله عز وجل يقود نفس المتوفي ويدخلها ملكوته السماوي فتحظى برؤيته وتترصع كحجر كريم في اكليل السيد المسيح. وهكذا تستقر تلك النفس بالقرب من الله تعالى وقديسيه"... (نشيد نصيبين)

تكريم مار افرام للعذراء المجيدة

لا يسع أَي لسان مهما كان فصيحاً بليغاً ان يصف شغف مار افرام بالعذراء مريم والدة الله فقد كتب عنها في احدى منظوماته يقول: " فيك يا ربي وفي امك اجتمعت الكمالات برمتها من كل وجوهها . فلا عيب فيك ولا دنس البتة في امك " (نشيد نصيبين). ولقد تغنّى كنارة روح القدس هذا بمدائح مريم العذراء غناء حلوا عذبا لا نظير له فوصف الحبل بها بلا دنس وبتوليتها الدائمة وامومتها الالهية وحمايتها المفعمة حنوا وعطفا على البشرية باسرها

تكريم مار افرام لأَحبار رومية

تلوح حماسة القديس افرام وعبقريته في تكلمه عن رومية وعن رئاسة مار بطرس على الرسائل اذ يهتف قائلا : "عليكم السلام ايها الولاة رسل السيد المسيح عليكم السلام يا نور العالم فان نبراسكم هو يسوع المخلص اما حامل النبراس فهو بطرس وزيته هو صنع روح القدس في النفوس عليك السلام يا بطرس الفاتح ابواب التوبة للخطاة . يا لسان التلاميذ وصوت المرسلين. يا عين الرسل وحارس السماء وحامل مفاتيح الملكوت" . ثم يردف قوله بقوله : “طوبى لك يا شمعون كيفا فانت الرئيس واللسان للجسد المركب من الرسل انت رأسه وابنا زبدي عيناه"

ولمار افرام قصيدة ذهبية ينشدها بفم يسوع المخلص موجها الخطاب الى نائبه على الارض فيقول : “جعلتك يا تلميذي بطرس ركنا للكنيسة المقدسة . سبقت فسميتك كيفا (الصخرة) لتحمل جميع الابنية . انك انت هو المفتش المنتقد للمزمعين ان يبتنوا لي كنيسة في الارض - غير الكنيسة التي اشيدها عليك - فاذا ابتنوا بناء مشوّها مشوّسا لزم اساسك ان يعارضهم ويردعهم . انك انت مصدر ينبوع تعليمي. وانت رئيس تلاميذي . بك اسقي جميع الامم واسقيهم سلسبيل حياة الخلاص . اياك اصطفيت الاول في تلمذتي لتكون وارثا لخزائني. اياك استودعت مقاليد مملكتي . فاصبحت منذ الآن فصاعدا مسلطا على كنوزي باجمعها. (مجموعة لامي 11: 41)

فلدى تبحرنا في هذه البينات الساطعات الصادعات ينتقل فكرنا الى ابناء المشرق الاعزاء فنشعر بكآبة شديدة عندما نشاهدهم منفصلين عن كرسي مار بطرس المقدس مخالفين في ذلك مبادىء آبائهم وتعاليم ملافنتهم . ونوجه انقى عواطف قلبنا الى ابي المراحم لينعم عليهم كافة بالعودة الى حظيرة بطرس الرومانية . وقد كتب القديس ايريناوس في القرن الثاني للميلاد نقلا عن معلمه القديس بوليفربس تلميذ القديس يوحنا الرسول الحبيب يقول : "نظرا الى ما للكنيسة الرومانية من المقام الاول يترتب على سائر الكنائس وعلى المؤمنين قاطبة في كل الاقطار ان ينضموا ايها " (ايريناوس 1: 3 – 3)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


رابعا - العرائض المرفوعة الينا بشأن اعلان مار افرام ملفانا للكنيسة

وردت علينا هذه الغضون عريضة وقعها الاخوة الموقرون افرام الثاني رحماني بطريرك السريان الانطاكي والياس بطرس حويّك بطريرك الموارنة الانطاكي ويوسف عمنوئيل توما بطريرك بابل الكلداني يطلبون الينا بالحاح مستندين الى حجج مقنعة لنمنح بسلطاننا الرسولي مار افرام السرياني شماس الرها لقب " ملفان الكنيسة جمعاء" نضم اليه ما يتبع ذلك من الامتيازات

ووصلت الينا في الوقت عينه عرائض جمّة وقعها كرادلة الكنيسة الرومانية المقدسة وفريق من الاساقفة ورؤساء الرهبنات من كلا الطقسين اليوناني واللاتيني وفيها يرومون ان ندعم عريضة البطاركة المشار اليهم ونؤيدها ولقد كانت هذه البادرة الجميلة اشهى ما نتمناه ونتوق اليه بكل جوارحنا فرأَينا من ثم ان نرمقها بعين الاعتبار

القاب الملفان الجديد

ونحن على بيّنة تامة من ان الآباء الشرقيين الموما اليهم قد اعتبروا مار افرام وما برحوا يعتبرونه رسولا من لدنه تعالى ومعلما للحقائق الراهنة وملفانا للكنيسة. وفي يقيننا ان هذا القديس يتمتع بشهرة واسعة منذ القدم لا عند السريان وعند اخوتهم الكلدان والارمن والموارنة فحسب بل عند اليونان ايضاً. وقد نقلوا الى لغاتهم تصانيف شماس الرها وما فتئوا يترنمون بها في كنائسهم وطقوسهم ويطالعونها في بيوتهم . وما عدا ذلك فان التصانيف الافرامية ذاعت لدى السلافيين والاقباط والحبش ولا سيما لدى السريان اليعاقبة والنساطرة . هذا فضلا عما لهذا القديس من المقام الشريف في الكنيسة الرومانية وقد ادرجت اسمه منذ القرون الاولى في سنكسارها في اول شباط. وما برحت تفيض في وصف قداسته وعلومه . وفي رومية عينها كنيسة متيمنة باسم العذراء المغبوطة واسمه تأسست في القرن السادس عشر على اكمة فيمينال

وسبق ملفانا السعيد الذكر غريغوريوس الثالث عشر (1572 - 1585) وبندكتس الرابع عشر (1740 - 1758) فابديا من الصنائع المجيدة في سبيل الشرقيين ما حملهم على اجلالها وابداء عواطف الشكر الحميم لهما . لأَنهما سبقا ففوضنا الى قوسيوس والسمعاني ان يتفرغا لجمع مؤلفات مار افرام وينشراها بالطبع تعزيزا للايمان الكاثوليكي وتغذية لتقوى المؤمنين

ولما افتتح الرهبان البندكتيون مؤسستهم في القدس الشريف تيمنا باسم مار بندكتس ومار افرام اثبت سالفنا بيوس العاشر صلاة قانونية يرتلونها تكريما لشماس الرها يوم عيده اقتطفوا اغلب اجزائها من الطقس السرياني

ونحن بعدما انعمنا النظر في كل ما سبق استعذبنا ان تضمّ الى اكليل مار افرام الناسك القديس زنبقة جديدة مبرهنين عما يخالج قلبنا من الحب الرسولي للشعوب الشرقية المسيحية والتفاني في خيرهم وتعزيز شأَنهم. ولذا فوضنا إِلى جمعية الطقوس ان تدرس العرائض المشار اليها وتجري ما يوافق ضوابط القوانين المقدسة طبقا للاصول المرعية. فكان جواب الاخ الموقر الكردينال فيكو سكرتير تلك الجمعية محبذا ومؤيدا ما رأَيناه. ثم توسل الينا أَن نلبي طلب اصحاب العرائض المنوه بهم

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


اعلان مار افرام ملفانا

بناء على ما تقدم وبعد استمداد ايد الروح القدس المعزي راينا ان نمنح بسلطاننا الرسولي القديس افرام السرياني شماس الرها لقب " ملفان الكنيسة الجامعة " مع كل ما يتبع هذا اللقب من تكريم وتشريف. وحددنا كذلك ان تحتفل بعيده في 18 حزيران جميع الكنائس بمجالي التكريم اسوة بسائر ملافنة الكنيسة الكاثوليكية

آمالنا

على ان قلبنا يطفح بهجة وحبورا ايها الاخوة الموقرون بمنحنا شرف الملفنة ومجدها للقديس افرام السرياني. معتقدين ان الاسرة المسيحية المنتشرة في الاصقاع باسرها تجد فيه شفيعا مشفعا ومحاميا قديرا في المراحم الالهية . ولا ريب ان اولادنا كاثوليكي المشرق يلاحظون في تقديرنا هذا برهانا جديدا على عنايتنا الخصوصية ويرددون في اذهانهم تعطف الاحبار الرومانيين على الكنائس المنفصلة عنهم . ومن ثم نبتهل اليه تعالى بكل قلبنا ان يزيل بشفاعة مار افرام الملفان الحواجز التي تعترض قسما كبيرا من القطيع المسيحي وتقصيه عن الصخرة البطرسية السرية التي عليها اسس يسوع الفادي كنيسته . ليت شموس ذلك اليوم السعيد تلوح قريبا فتتخذ القلوب جميعها وتصبح الحظيرة كلّها واحدة وراعيها واحد

وعربونا للنعم السماوية وبرهانا على مودتنا الابوية نمنحكم البركة الرسولية بكل قلبنا ايها الاخوة الموقرون ونمنحها كذلك للاكليروس وللفيف المؤمنين المستودعين لعنايتكم اجمالاً وافرادا





اعطي في رومية قرب القديس بطرس في الخامس من تشرين الاول 1920 وهي السنة السابعة لحبريتنا



البابا بندكتس الخامس عشر
 
قديم 29 - 08 - 2014, 02:45 PM   رقم المشاركة : ( 5623 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

دخول السيد المسيح إلى الهيكل
وعيد شمعون الشيخ





وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وكان الصبي ينمو ويتقوى بالروح ممتلئاً حكمة وكانت نعمة الله عليه
لو 2: 40



ستحتفل الكنيسة المقدسة يوم الاثنين 2 شباط بعيد سمعان "شمعون" الشيخ وتقدمة السيد المسيح إلى الهيكل. والإنجيل بحسب القديس لوقا(لو 2: 21 ? 40) يسمح لنا بأن نتأمل بموضوعين اثنين وهما: أولاً: قصة سمعان الشيخ وماتحمله لنا من دروس وعبر هامة... فكما تعلمون، سمعان الشيخ هو واحد من السبعين الذين كلفوا بترجمة العهد القديم من اللغة العبرية إلى اليونانية وذلك في مدينة الاسكندرية فلما وصل إلى الآية التي تقول :
"ها هي العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل" رفض هذا القول فأراد أن يبدل كلمة (العذراء، بالفتاة) ولثلاث مرات ولكنه في كل مرة يعود ليراها مكتوبةً (العذراء) فظهر له ملاك الرب بوحي من الروح القدس قائلاً له:


"أنه لن يموت إلى أن يرى مولود العذراء هذا (مسيح الرب)".
فتتحقق بذلك نبؤة إشعياء النبي ويرى بأم عينيه تحقيق مواعيد الله الصادقة... وهذا ما حصل ونحن اليوم نحتفل بتحقيق مواعيد الله الصادقة بإيمان متين فالإيمان هو الإيقان بأمور لا ترى كما يقول بولس الرسول وطوبى للذين آمنوا ولم يروا كما قال الرب يسوع له المجد. أما الموضوع الثاني الذي نستطيع أن نركز عليه فهو موضوع تقديم يسوع للهيكل وتقديم ذبيحة كفارية عنه وهذا التقديم هنا يحمل في طياته معنى التكريس.
كما أن هذا التقديم أو التقدمة يحمل معنى فداء وشراء الطفل من الله فالطفل أي طفل وخاصة البكر ما هو إلا مكرس للرب وما على الأهل إلا أن يقدموا فدية عنه لشرائه من الله والاهتمام به في هذه الحياة الزمنية.
نحن هنا أمام أمر في غاية الأهمية ألا وهو تقديم أولادنا للرب وتكريسهم له والاعتراف أنهم أمانة في أعناقنا علينا أن نحسن تربيتهم وأن ندعهم ينشأون في كنف الكنيسة ويتغذوا من أسرارها المقدسة...
أنا أعرف أن كل رجل وامرأة عندما ينجبون الأولاد يبدأون بتخطيط المشاريع لهم... وفي معظم الحالات يريدون أن يحققوا بواسطة أولادهم ما لم يستطيعوا أن يحققوا هم لأنفسهم...
ويغيب عن بال الأهل بأن هؤلاء الأولاد وقبل أن يكونوا أولادهم، هم أولاد الله وأنهم أمانة وضعها الله بين أيديهم. ما يقدمونه لأولادهم مهم ولكن الأهم هو أن نسعى لتربية روحهم كما يليق بأبناء الله فينموا بالقامة والحكمة والنعمة عند الله والناس.
يقول القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم، في عظة له لمناسبة تقدمة المسيح إلى الهيكل، إنّ من واجب كلّ مسيحيّ أن يصير سمعان آخر يحمل يسوع على ذراعيه ويقدّمه للعالم، وبهذا فقط ينبغي أن يفرح الإنسان:
"إذا أراد الإنسان الانعتاق من كلّ عبوديّة، فعليه أن يحمل المسيح بين ذراعيه (كسمعان الشيخ) ويضمّه إلى صدره، وقبل كلّ شيء أن يحمل المسيح في قلبه، وحينئذ فقط يفرح ويذهب إلى حيث يرغب قلبه".
ويتابع الذهبيّ الفم حاثّاً الإنسان على الاجتهاد بأن "يكون الروح مرشدك وقائداً لك للدخول إلى هيكل الربّ، الهيكل المصنوع بحجارة حيّة، أي الكنيسة".
وهكذا باهتمامنا بتربية أولادنا تربية مسيحية صالحة نكون قد وضعنا أنفسنا في طريق الملكوت السماوي الحالة التي أتمناها لي ولكم بنعمته تعالى آمين






 
قديم 29 - 08 - 2014, 02:46 PM   رقم المشاركة : ( 5624 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

دخول المسيح للهيكل
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صعد الهيكل ووفى فرضاً بأفضل تدبير
بعد ان عبرت اربعون يوماً لميلاده الجهير
هكذا لوقا قال حين انقضى زمان التطهير
صعدوا بالطفل الى اورشليم المقام الشهير
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صعدوا لكيما يُقيموا المولود كما في الناموس
أن كل ذكر بِكر يُدعى للرب قدوس
وليتقدم عنه فدية نذرٌ محسوس
زوجا يمام وفرخا حمام لإتمام الطقوس
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
باري الهيكل دخل الهيكل نظير المحتاج
هل من نجم تطلب الضيا شمس وتحتاج
يرى محمولا وهو الحامل من دون اختلاج
وهو المقدّم وهو القابل ذاته بابتهاج
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مريم دخلت معه الهيكل لتُثبت نقاها
دعوى برجوع ما لم يفقد فمن لدعواها
القاضي على دعاوي الطهارة من شركاها
أيخصُم ذاته أو يَقضي لها بطهر دِماها
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سمعان الشيخ من اورشليم الحبرُ النبيل
كان تقياً يرجو أن يَرى عزاء اسرائيل
أنبأه الروح أنه يحيا لزمان طويل
حتى يعاين رب حياته مُقبلاً بتبجيل
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هذا وافى نحو الهيكل عندما أقبلا
بالطفل ابواه ليَقضيا عنه فرضاً ونفلا
على ذراعيه حملهُ وبارك رباً في العلا
قائلاً أطلِق سيدي عبداً اتاك مبتهلا
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أطلق عبدك بسلام كما سلفت الوعود
ها ان عينيّ ابصرت خلاصك ذاك الموعود
للخلاص الذي قد أعددته قدام الوفود
نوراً ساطعاً لجميع الامم ومجداً لليهود
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سمعان ما تقول وانت القابل والطفل مقبول
عليك الإطلاق وتقول أطلق وهو منك محمول
تدعوه سيدك وتقبل نذره ما هذا القبول
أذهلت العقول في الخلاف بين ما تفعل وتقول
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يوسف ومريم زاداً تعجباً من ذاك المقال
من اجل الصبي لطفاً غريباً رموزاً وامثال
ثم باركهما الكاهن الشيخ بسلطانه وقال
لمريم هذا يكون لإدبار قوم وإقبال
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ذا موضوعٌ لسقوط وقيام كثيرين عددا
من اسرائيل وعلما للشعوب والضلال والهُدى
ويجوز رمحٌ بنفسك مؤلم جداً
لتظهر افكار القلوب التي امتلأت حدا
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وحنة النبية المشهود لها بالنسك المديد
وسُكنى الهيكل وطُهر الترمل العمر المزيد
بدت تتكلم عنه لكل من يرجو ويُريد
خلاص اسرائيل إنه الرجا والخلاص العتيد
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وعندما اكملوا ما في الناموس عادوا راجعين
الى مدينتهم ناصرة الجليل الوطن الحنين
وكان هذا الحال سروراً وبراً لفخرِ العالمين
مريم أمه لعلمها الاسرار العلم اليقين
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مريم افرحي بما حظيت من فرح مشهور
بتقدمة الحبيب والوفا عنه من ديون النذور
بجاه من قد وفى ديناً لم يكن عليه مسطور
تفضّلي لديون عبدٍ قد كسره الفتور
 
قديم 29 - 08 - 2014, 02:47 PM   رقم المشاركة : ( 5625 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عيد تقدمة الرب إلى الهيكل
عيد مار شمعون الشيخ
الأب أفرام عدا - الولايات المتحدة
ܒܫܡܐܒܐܘܒܪܐܘܪܘܚܐܚܝܐܩܕܝܫܐܚܕܐܠܗܐܫܪܝܪܐܐܡܝܢ
الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام لأن عينيّ قد أبصرتا خلاصك. لوقا 2: 29-30
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحبائي بالمسيح يسوع الذي له المجد إلى الأبد.
تحتفل الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في اليوم الثاني من شهر شباط بعيد تقدمة الرب إلى الهيكل ومتذكرين مار شمعون الشيخ البار الذي حمله على ذراعيه وأدخله الهيكل.
هل تعلم لماذا نُعيد هذا العيد في كنيستنا، أو ما هي المنفعة الروحية من هذا العيد؟
رتب أباء الكنيسة السريانية الأرثوذكسية هذا العيد في الكنسية ليكون في عداد الأعياد السيدية أي الأعياد المخصصة بالرب يسوع المسيح والروح القدس والصليب.
ثم إن كل هذه الأعياد لها مهمة واحدة وهي إعلان خلاص الرب لبني البشر، ننظر إلى خلاص نفوسنا من عدّة نوافذ، نتذكر من خلالها عمل الله الخلاصي لبني البشر، أما في عيد تقدمة الرب إلى الهيكل له نافذة خاصة من خلالها نتأكد عن إلوهية يسوع الإله المتجسد لخلاصنا،
ومن خلال هذه النافذة نرى السيد المسيح الطفل الإله المتجسد من العذراء مريم، وشاهد قديم الأيام مار شمعون (سمعان) الشيخ يشهد على إلوهيته، وكيفية تجسده، فالشاهد والمشهود له يجب أن يكونان في الصورة ليكمل المنظر الواضح لهوية يسوع الإلهية، والهوية البشرية المنحدرة من السلالة الملوكية الداؤدية حسب النبوة، ثم قبل أن ننظر إلى هوية يسوع الإلهية والبشرية، علينا أن نبدأ في تثبيت كفاءة الشاهد البشري مار شمعون الشيخ للشهادة على إلوهية الطفل يسوع.
1-مار شمعون الشيخ:
جاء في كتاب شرح الأناجيل الأربعة المقدسة لمار يعقوب ابن الصليبي، يذكر أكثر من قصة تقليدية عن مار شمعون الشيخ، وإن مار شمعون هو أحد مترجمي العهد القديم بما تسمى الترجمة السبعينية، ويدور الموضوع حول النبوة التي قالها اشعيا النبي لآحاز ملك يهوذا (ولكن يعطيكم السيد نفسه آية. ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل) اشعيا 7: 14 ففي اللغة العبرية هي على الشكل التالي
לָכֵןיִתֵּןאֲדֹנָיהוּא, לָכֶם?אוֹת: הִנֵּההָעַלְמָה, הָרָהוְיֹלֶדֶתבֵּן, וְקָרָאתשְׁמוֹעִמָּנוּאֵל
قال اشعيا النبي: ها علَيمه أي الشابة فأراد مار شمعون الشيخ أن تترجم كما هي المرأة الشابة بدل العذراء وإذ كان محتاراً في الترجمة أوعز إليه الروح القدس بأنه لن يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب.
ولكن نعود إلى كلمة ها عليمه الشابة:
علماء الديانة الموسوية لا يرون ما اقتبسه مار متى الرسول من الترجمة السبعينية (هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل) في إنجيله عن ولادة الرب هي ترجمة صحيحة لكلمة ها عليمه بمعنى عذراء، حيث إن المعنى الصحيح هو الشابة.
لكي نتفهم الموضوع جيدا يجب أن نبدأ من عند اشعيا النبي قبل أن يملك آحاز على يهوذا، أخذ رصين ملك أرام يجهز لنفسه جيشا لمحاربة مملكة يهوذا، ثم ليس بعد جلوس آحاز على العرش بكثير يصعد عليه رصين بالاتفاق مع ملك إسرائيل فقح بن رمليا، فوقع خوفا عظيما على آحاز، حاصروه طويلاً دون أن يقتحموه،
ولكن آحاز يرسل رسلاً إلى تغلث فلاسر ملك آشور يطلب النجدة بعد أن قدم له ذهباً من الهيكل، فصعد تغلث فلاسر إلى دمشق وسباها وقتل رصين ملكها وهكذا تنتهي مضايقة رصين ملك آرام لآحاز ملك يهوذا.2: ملوك إصحاح 15- 16
أما اشعيا النبي يُرسله الرب إلى آحاز لأنه خاف خوفاً عظيماً من هذه المحاصرة فكان كلام الرب لآحاز كلام تشجيع، بأن الله سوف ينصره على أعدائه، ثم يعود الرب ويكلمه ثانية قائلاً له.
?اطلب لنفسك آية من الرب الهك. عمق طلبك أو رفعّه إلى فوق. فقال آحاز: لا أطلب ولا أجرب الرب. فقال اشعيا: اسمعوا يا بيت داود! هل هو قليل عليكم أن تضجروا الناس حتى تضجروا الهي أيضاً، ولكن يعطيكم السيد نفسه آية. ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل اشعيا 7: 11- 14.
1- هل يمكن أن تكون هذه العلامة ولادة طفل من فتاة، سند واطمئنان للانتصار على رصين ملك أرام؟
آ- أي علامة هي هذه؟ أليس كل الفتيات يتزوجن ويجبلن ويلدن!
ب- آحاز يلزمه عوناً في الحال وليس في المستقبل القريب أو البعيد.
ج- إلى أي فتاة من بنات الملك أشار الرب، لأن ابن الملك آحاز كان مولودا آنذاك.
د- وإذا كانت هذه الفتاة واحدة من بنات الملك آحاز لماذا لم يقل تسميه أنت أيها الملك إكراماً له، ولما كان هذا المولود ليس أبن الملك أو أحفاد الملك، قال الرب بفم اشعيا تسميه أي الأم تسميه، ونفهم أيضا بأن لا دور للأب الجسدي في هذه الحالة، ليعطيه اسماً وينسبه لنسبه كما هو الحال في التقليد اليهودي، كما لم يسجل العهد القديم بان إحدى بنات السلالة الملكية الداؤدية أنجبت ابناً وأسمته عمانوئل.
ه- نفهم من التقليد اليهودي إن كلمة فتاة تدّل أيضا على عذراء كما جاء في سفر التكوين عندما ذهب خادم إبراهيم ليأخذ زوجة لإسحاق وهو واقف على العين إن الفتاة عليمه التي تخرج لتستقي هي تكون زوجة. تكوين 24: 43 أخت موسى النبي دُعيت فتاة عليمه لأنها صغيرة وغير متزوجة عندما كانت تراقب ابنة فرعون وهي تنشل أخيها من النيل. خروج 2: 8 وضاربات الدفوف في الهيكل هنّ فتيات عذارى ولسن متزوجات كما لسن معنسات عذارى.
2 - يتحججون حاخامات اليهود بأن العلامة التي تكلم عنها اشعيا إن عنت ولادة المسيح من العذراء مريم فيكون آحاز وكل قومه ماتوا وانحلت أجسادهم لأن الفترة مابين آحاز ومجيء المسيح الرب أكثر من سبعمائة سنة، فهل من المنطق أن يجمد الزمان إلى أن يأتي المسيح ليخلص آحاز من أعدائه؟ طبعاً لا! وقال آخرون: إن هذا الصبي كان ابن اشعيا كما جاء في الإصحاح الثامن 3-4 (فاقتربت إلى النبية فحبلت وولدت ابناً. فقال لي الرب ادعو اسمه مهير شلال حاش بز لأنه قبل أن يعرف الصبي أن يدعو يا أبي ويا أمي تُحمل ثروة دمشق وغنيمة السامرة قدام ملك آشور.) نلاحظ الأم ليست فتاة لكنها سيدة متزوجة، واسم الصبي ليس عمانوئيل، ومن قراءتنا لسفر الملوك الثاني الإصحاح السادس عشر إن الذي ساعد آحاز على أعدائه كان تغلث فلاسر ملك أشور. الأمر الذي يعود بنا من حيث انطلقنا.
إن هذه النبوة لا تشير إلى علامة خلاص إلا من جهة واحدة وهي:
أولا: وعد الله لإبراهيم (وأكثر نسلك كنجوم السماء وأعطي نسلك جميع هذه البلاد وتتبارك في نسلك جميع أمم الارض) تكوين 26:4.
ويتنبأ يعقوب على ابنه يهوذا: فيقول يهوذا إياك يحمد اخوتك. يدك على قفا أعدائك يسجد لك بنو أبيك يهوذا جرو أسد. من فريسة صعدت يا ابني. جثا وربض كأسد وكلبوة. من ينهضه لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتي شيلون صاحب السلطة وله يكون خضوع شعوب) تكوين 49:8-10.
ثم ينتقل هذا الانحدار ليتخصص بنسل الملك داود حيث يعده الرب قائلاً: يأمن بيتك ومملكتك إلى الأبد أمامك. كرسيك يكون ثابتاً إلى الأبد. 1صموئيل7: 16. وفُهم من هذه الوعد بأن المسيّا سوف يأتي من صلب الملك داود، فاشعيا النبي أراد أن يؤكد لآحاز بأن بيت داود هو محصن من قبل الرب إلى مجيء المسيح، فلماذا لا تؤمنون بوعد الله وتضجرون الناس والله له المجد، وبهذا الشكل تظهر النبوة علامة الثقة بحماية الله لبيت داود ولكن اشعيا يزيد على الثقة بالرب بكيفية مجيء المسايا الموعود به، الملك الأبدي هو من نسل الفتاة مريم بنت داود الملك.
2-شهادة مار شمعون الشيخ على إلوهية الطفل يسوع المسيح:
أوعز الروح القدس لمار سمعان الشيخ بقدوم المسايا المنتظر إلى الهيكل، لقد ميّز مار شمعون الطفل يسوع من بين باقي الأطفال بشكل إعجازي فحمله على ذراعيه وقال: الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام لأن عينيّ قد أبصرتا خلاصك، الذي أعددته قدام وجه جميع الشعوب نور اعلان للأمم ومجداً لشعبك اسرائيل. لوقا 2: 30- 32.
يعقوب إسرائيل وهو يتنبأ على أولاده فجأة يقول: لخلاصك انتظرت يا رب تكوين 49: 18. واشعيا النبي يقول: قد شمر الرب عن ذراع قدسه أمام عيون كل الأمم فترى كل أطراف الأرض خلاص الهنا? اشعيا 52: 10.
لقد ُلقب المسيّا المنتظر بالخلاص، من كل آباء العهد القديم الذين كانوا ينتظرون الخلاص في شخص المسيّا، وإن الله هو الخلاص.
أراد الشعب الإسرائيلي فهم الخلاص بالمسيح يسوع أو المسيّا، خلاصاً من أعداء محاصرين للشعب الإسرائيلي فيكون بهذا الشكل عمل المسيّا عمل محصور في جغرافية محددة وأيضاً زمن محدد، أو شعب معين من بين شعوب كثيرة، وإذا كانت نظرة اليهود لله أو المسيّا نظرة محدودة بهذا الشكل، فما هو الفرق بينهم والأوثان،
لأنه في معتقدهم هذا يكون الله إلها محدوداً في شعب معين وليس إلها مطلقاً، أو الشعب الإسرائيلي يعرفه كإله يدافع عنهم، والرب يعرفهم ويجب يدافع عنهم لكي يحافظ على منصبه الإلهي بينهم، وكأنه صراع آلهة مع بعضها البعض على تعظيم نفسها بين أكبر عدد ممكن من الشعوب لتعبدهم،
ولكن هذا لا يتفق مع الله خالق الكل له المجد، الله لا يمّيز بين خليقته، والخلاص الإلهي ليس عملاً محصوراً في زمن ولا في منطقة جغرافية محدودة، ولا في شعب معين لأن الله ليس محدوداً بل مطلقاً، ففي بدء عمله الخلاصي أكد لكل الأمم مدى محبته لهم وليس كقائد عسكري يحرر شعب واحد ضد شعوب،
ففي العهد القديم كم من مرة نصرهم الرب أو خلصهم الرب من أعدائهم ولكن كانوا يرجعون ويخونون العهد، فإذا كان المسيّا يأتي ليخلصهم من مضايقيهم نرى بأن هذا الأمر كان ساري المفعول الرب يقوم به وقد قام به مراراً وتكراراً، ولكن مع كل هذا الرب وعدهم بالمسيّا فما هو عمل المسيّا؟
لا بد من أن ننظر إلى عمل الخلاص المنتظر من النظرة الإلهية لنفهم معنى الخلاص، إن كان الله يخلص شعب واحد من بين شعوب فهذا يعني أحد الأمرين.
أ‌- يخلص شعب من شعوب شريرة، ولكن ماذا عن الشعوب المبتلية بالشر؟ ألا تستحق الخلاص من الشر؟
ب‌-تفضيل شعب على شعوب هو خلق كراهية بين الشعوب، كما فعل يعقوب أحب يوسف فكرهه إخوته.
عمل الخلاص هو إعتاق الإنسان من أسر الشر وإبليس الذي أظلم عيون بني البشر كي لا يرون النور الإلهي ويتجهون إليه كما جاء في رسالة مار بولس: الذين فيهم إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم إنارة انجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله. 2كور 4:4. بل يبقيهم منغمسين في تحصيل ملذات جسدية ميتة من عمل الشر بكافة أنواعه المؤدي إلى الموت الجسدي والروحي معا، إذا صراع المسيح ليس مع بني البشر بل مع إبليس كما عبر عنها مار بولس الرسول قائلاً:
فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع أجناد الشر الروحية في السماويات. افسس 6: 12. الرب سفك دمه من أجل كل من قَبله وآمن به ليعتقه من الظلام وعبودية إبليس التي هي فعل الشر لإغاظة الرب، إلى النور إلى المحبة وحنان الآب القدوس الأبدي.
إن الذي رآه سمعان الشيخ في المسيّا هو الخلاص الروحي المرتب من قِبل الرب مباشرة بعد سقوط الإنسان في شبكة إبليس عندما قال الرب نسل المرأة يسحق رأس الحية أي إبليس، وليس رؤوس شعوب، بل النور أو الخلاص الذي أعده الرب أمام وجه كل الشعوب والأمم.
 
قديم 29 - 08 - 2014, 02:47 PM   رقم المشاركة : ( 5626 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تاريخية عيد دخول السيد الى الهيكل

يعود هذا العيد إلى القرون الأولى للمسيحية (350) وأول إشارة تذكر الاحتفال الليتورجي به موجودة في كتاب الرحالة إيثيريا ( رحلات الحج إلى الأماكن المقدسة ) إذ تخبرنا :
" اليوم الأربعين بعد عيد الظهور يحتفل به في اورشليم بأبهة فخمة . وفي هذا اليوم ذاته يصير طواف في كنيسة القيامة مثل يوم الفصح"
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لكن لم يكن هناك أي اسم خاص يطلق على هذا العيد إنما كان ذكرى تقدمة المسيح إلى الهيكل هذا ما عرفناه من خلال العظات التي كانت تتمحور حول النص الإنجيلي : ( لوقا 2: 22-40 ) إذ يتكلم عن تقدمة المسيح إلى الهيكل وسبب تعلق كنيسة اورشليم بهذا الاحتفال الزائد إلى اعتباره ذكرى أول مجيء للمسيح المتجسد إلى اورشليم ،

ومنها انطلقت فكرة العيد وعمم في كافة المدن والكنائس في الشرق والغرب .

في القسطنطينية ثبته وتبنه وساهم في انتشاره الإمبراطور يوستنيانوس بالاتفاق مع البطريرك القسطنطينية . فهناك إشارة في سجلات المجمع المسكوني الخامس (553) تخبرنا بان " الإمبراطور أمر أن تعيّد الأرض كلها للقاء المخلص ، كما فعل يوستينوس بخصوص الميلاد " .
كان يحتفل بالعيد في 14 شباط ولكن أعيد إلى 2 شباط لمرور أربعين يوما على ميلاد المخلص لان عيد الميلاد لم يكن ثابتا
وعيد اللقاء ( عيد دخول السيد إلى الهيكل ) مرتبط من حيث تاريخ الاحتفال به بعيد الميلاد وما زالت الكنيسة الأرمنية تعيد هذا العيد في 14 شباط
في القرن السادس أخذت الكنيسة الانطاكية تحتفل بالعيد اللقاء في 2 شباط وأيضا دخل إلى كنيسة روما في القرن السابع كما يتضح من نص ورد في " الكتاب الحبروي " وهو كتاب يتكلم عن سير وأخبار الباباوات الرومانيين فانه في كلامه عن البابا سرجيوس الأول (687- 701م ) الذي أمر بإنشاء صلوات وابتهالات وزيادة في إكرامه وأضاف إليه زياح ليتورجي
مع العلم ان هذا العيد كان معروفا في روما على عهد البابا غريغريوس الكبير (590 ? 604 م )

تحتفل كنيستي بهذا العيد أسبوع كاملا من 2 شباط إلى التاسع منه 0 وكتب له أباء الكنيسة نشائد وتراتيل كثيرة ما زلنا ننشدها حتى الآن منهم أسقف القسطنطينية اناطوليس ( القرن الخامس ) واندراوس الكريتي ( القرن السابع ) وقزما ويوحنا الدمشقي وغيرهم .
 
قديم 29 - 08 - 2014, 02:48 PM   رقم المشاركة : ( 5627 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

دخول السيد المسيح الى الهيكل

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ينفرد الإنجيلي لوقا بذكر تقدمة يسوع إلى الهيكل وهو ما تسميه كنيستنا "دخول السيد إلى الهيكل".
يأتي هذا في سياق انفراد القديس لوقا بذكر أحداث عدة حصلت قبلاً لا يذكرها دون غيره من الإنجيليين، "ختانة الرب" عند تمام يومه الثامن في آية وحيدة (لو ٢: ٢١ ).
ويندرج الحدثان ضمن إطار تشديد لوقا على طاعة مريم ويوسف والطفل يسوع للشريعة.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة تحتفل الكنيسة بدخول الرب إلى الهيكل حسب تسلسل الأحداث الزمني يوماً على ولادة الطفل الإله.لقد كان إتمام هذه الشريعة واجباً بحسب اليهودية كما يقول الإنجيلي:
"ولما تمت أيام تطهيرها (أي تطهير مريم) حسب شريعة موسى صعدوا به إلى أورشليم ليقدّموه للرب" ( ٢:٢٢).

ويتابع القديس لوقا أن متطلبات هذا الأمر كانت "كما هو مكتوب في ناموس الرب إن كل ذكر فاتح رحم يدعى قدوساً للرب" ( ٢:٢٣ ).
هذا الطقس مذكور في سفر الخروج ( ١٣ :٢) الذي أمر بأن يتم هذا عقب خروج العبرانيين من "مصر" كدليل على خضوعهم لله.
وقد أمر الرب أن يكون مترافقاً مع تقديم ذبيحة كما قيل في ناموس الرب "زوج يمام أو فرخي حمام" (لو ٢:٢٤).

إن تكريس كل ذكر بكراً لله هو التذكار الدائم للعبور القديم الذي أتمه العبرانيون من العبودية في مصر إلى الحرية في أرض كنعان.وتفسير الأمر يعود إلى خلفيته التاريخية..
فقد أنزل ملاك الرب عقاباً هائلاً بالمصريين قضى بموت كل بكر من كل عائلة.
لذا وفداء عن أبكار العبرانيين قامت كل عائلة بذبح حمل عمره سنة واحدة ورش دمه على باب البيت لكي إذا ما مرَّ الملاك يحفظ ذلك البيت.
وعندما أعطى الله موسى الارشادات بخصوص الفصح (العبور) أمره بأن يكرّس كل ذكر بكراً لله كتذكار لهذا العبور على أن يقدّم عوضاً عنه حيوانات هي أبكار بطون أمهاتها عربون شكر الله على ما صنع (راجع سفر الخروج ١٣:١٣-١١).

إن الكنيسة تعطي المغزى العميق لهذا الحدث في صلاة سَحَر العيد عندما تقول:

"إن المولود من الآب قبل كل الدهور قد ظهر بكراً من فتاة عذراء ماداً يديه إلى آدم".

فابن مريم البكر الذي فتح المستودع البتولي لوالدة الإله الدائمة البتولية، يقدَّم حسب ما تأمر به الشريعة وهو واضع الشريعة.
هذا الأمر العجيب يثير الدهش في ضمير الكنيسة التي تتعجب قائلة:"اقبل يا سمعان من سبق موسى فرآه في سيناء تحت الغمام واضعاً الشريعة صائراً طفلا خاضعاً للشريعة.هذا هو الناطق بالشريعة هذا هو المرموز إليه بالأنبياء الذي تجسّد من أجلنا وخّلص الإنسان فله نسجد" (من صلاة غروب العيد).

أما مركز "سمعان" في الحدث فتشرحه الأيقونة التي تضعه مقابلاً للعذراء ويوسف فيما يسوع يمتد ليصل في ذاته العهدين القديم ممّثلاً بسمعان والجديد ممّثلاً بمريم ويوسف..
هو العهدان بمعنى كامل فيما سمعان يمّثل توق العهد القديم إلى الفجر الذي يظهر النور البازغ من شمس العدل "المسيح الرب".

سمعان هنا هو كموسى يعاين الرب وجهاً لوجه.إلا أن "موسى" رآه في الغمام واضطر إلى حجب وجهه من بهاء نوره فيما سمعان أخذ الرب الإله في ذراعيه..لهذا هناك تقليد يسمّي هذا العيد "اللقاء المقدس" الذي فيه كل منا مدعو إلى لقاء ابن الله "الكلمة"
إن "سمعان" الشيخ رأى بالروح ما سيحدث نتيجة لبزوغ هذا الفجر.فالذين استمروا على عنادهم لم يستطيعوا قبول المسيح المخّلص والذين "أبصروا" النور "المسيح المتجسد" ارتفعوا إلى مصاف المختارين الذين خلصوا بالإيمان به.

هذا الانقسام أدى بابن الله إلى الصلب وجعل نبوءة الشيخ لمريم تتحقق..
"وقال لمريم أمه:إن هذا وُضع لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل ولعلامة تقاوَم..
وأنتِ أيضاً يجوز في نفسك سيف لُتعَلن أفكار من قلوب كثيرة
" (لو ٢:٣٥-٣٤).
وهناك تقليد في الكنيسة يقول إن دور "سمعان" النبوي لم يكتمل أثناء حياته فنقل بشارته إلى المسجونين في الجحيم ليخبرهم بالخلاص العتيد أن يستعلن:"أنا ذاهب صرخ سمعان، لأزف خبر البشارة إلى آدم وحواء القابعين في الجحيم" (من صلاة السَحَر).
أما "حنَّة النبيّة" فهي كسمعان معاينة للنور الإلهي وشاهدة على قيامته العتيدة.لذا يقول لوقا عنها إنها "وقفت تسبّح الرب وتكّلمت عنه مع جميع :المنتظرين فداء في أورشليم" (لو ٢:٣٨ )، تماماً كما فعلت مريم المجدلية وحاملات الطيب عند صليب المخلص.
أما يوسف خطيب البتول فنراه يقدّم زوجَي حمام كما أمر سفر اللاويين ( ١٢: ٦-٨) وهما في تفسير الكنيسة يمثلان جماعة "العبرانيين" و"الأمم" الذين أصبحوا واحداً في المسيح.وعدم تقديم يوسف ومريم حملاً عمره سنة إلى الهيكل سببه فقرهما ولكن أيضاً كون يسوع هو الحمل الذي سيّذبح فداءً وخلاصاً للمؤمنين هو حمل نقي بريء من العيب وفي الوقت ذاته الكاهن الأعظم الذي سيتقبّل الذبيحة.
هو كما نقول في الصلاة التي يتلوها الكاهن أثناء التسبيح الشاروبيمي "المقرِّب والمقرَّب القابل والموزَّع" وهو، كما نرنم في سبت النور "يوافي ليُذبح ويُدفع طعاماً للمؤمنين".

كل من يعاين مجد الرب في ضميره وقلبه وحياته يكون مستحقاً ليطلق زفرات "سمعان الشيخ":
"الآن أطلق عبدك أيها السيد
لأن عينيّ أبصرتا خلاصك الذي أعددته أمام كل الشعوب
"..
 
قديم 29 - 08 - 2014, 02:50 PM   رقم المشاركة : ( 5628 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

طقس عيد دخول المسيح الهيكل
يذكر تاريخ الكنيسة أن سمعان الشيخ الذى حمل السيد المسيح هو أحد السبعين شيخا الذين ترجموا التوراة من اللغة العبرية إلى اللغة اليونانية في مصر بأمر ملكها بطليموس.
فلما وصل إلى قوله (هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا) داخله الشك قائلا: أنه لآمر ممتنع أن تلد عذراء، فألقى الله عليه سباتا فرأى في رؤيا يقول له أنك لن تموت حتى ترى المسيح الرب مولودا من عذراء.
وعاش نحو ثلاثمائة سنة حتى حمل السيد على ذراعيه اذا أعلمه الروح القدس به فبارك الله قائلا (الان يا سيد تطلق عبدك بسلام.. (لو 2: 29)
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لقد فرح به سمعان الشيخ وحنه البنية التى كانت ايضا تتعبد في الهيكل منتظرة خلاص الرب.. وقيل (هذا وضع لسقوط وقيام كثيرين) (لو 2: 32) فالذين يؤمنون به ينهضون من الخطية والذين يرفضون يسقطون..
أيضا تنبأ سمعان الشيخ عن مشاركة السيدة العذراء الآم ابنها
وانت يجوز في نفسك سيف..(لو 2: 25)
قبل هذا أتم السيد الختان حسب الشريعة حتى يمكنه دخول الهيكل واندماجه معهم لتعليمهم وأن نحفظ وصاياه ونتممها.. كان دخول السيد المسيح مع أمه في اليوم الاربعين وذلك اتماما للناموس (لا 12: 2 -)
بدخول السيد المسيح الهيكل تحققت أمنية سمعان الشيخ اذ كان متوقعا تعزية اسرائيل وتوقف ما يقرب من ثلاثمائة عام لذا حمله على ذراعيه وبارك الله قائلا: الان يا سيدى تطلق عبدك بسلام حسب قولك لأن عينى قد أبصرتا خلاصك(لو 2: 29 ? 20)
ويردد الكاهن تسبحة سمعان الشيخ عند دورته حول المذبح بعد أوشية الانجيل حاملا البشارة (الانجيل) الذى هو الخلاص كما حمله سمعان على ذراعية. كما تقال يوميا في التسبحة قبل القطعة السابعة من ثئوطوكية الاحد.
هنا ليتنى أسال نفسى..؟! لقد كان سمعان الشيخ بارا نقيا متوقعا (راجيا) تعزية اسرائيل فاستمع أن يحمل السيد المسيح على ذراعيه.
فهل لى هذه الفضائل حتى أحمل السيد المسيح؟! بل وأكثر من هذا حمله على ذراعية أما أنا فانه داخلى !.. لقد أقبل بالروح إلى الهيكل وكان على استعداد تام لاستقبال السيد المسيح بالهيكل اذ تحمله أمه العذراء فهل قبل إلى الكنيسة بالروح القدس الساكن داخلى وهل أنا على استعداد تام لاستقبال وتناول جسد ودم السيد المسيح من أبى الكاهن؟!
فى تواضع تام سمع الرب يسوع لسمعان ان يحمله بينما هو محمول على مركبة الشاروبيم بل وسمح أن يباركه (لو 2: 34) مع أنه هو وحده الذى يبارك الجميع وهكذا يسمح الان لكل كاهن أن يقدمه على المذبح ذبيحة غير دموية وحياة امنة لكل من يتناول منه بأستحقاق.. لقد قدم فرخى حمام ذبيحة بينما هو الذى تقدم له الذبائح.
. ان فرخى الحمام تقدمة اثنان الفقير بينما هو معطى الكل..! ان سمعان الشيخ بعد ان حمل السيد انفتحت عيناه وأبصر المخلص الاتى لخلاص العالم فهتف قائلا: (عينى قد أبصرتا خلاصك..) فطلب لوقته الانحلال من الجسد ومتاعبه لتمتع بحياة أفضل مرددا مع معلمنا بولس (لى أشتهاء أن أنطلق واكون مع المسيح ذاك أفضل جدا(فى 1: 23) فأعطى يا الهى تلك البصيرة الروحية التى بها أستطيع أن أنطلق معك كل حين فأنطلق بقلبى حيث النقاوة، وأسبح بفكرى حيث السماء مع حبيبها الرب يسوع المسيح.
ليعطنا الرب طهارة السيدة العذراء التى استحقت أن تحمل السيد المسيح فى أحشائها، وتقوى سمعان الشيخ الذى أستحق أن يحمله على ذراعية، ورجاء حنه البنية التى تنبآت بايمان عن مجيئه... آمين.
طقس العيد (8أمشير):
لا توجد له ابصاليات بل تقال الابصاليات الموافقة (واطسوآدام) من إبصالية عيد الختان السابق الاشارة اليهما.. له ربع من أرباع الناقوسوذكصولوجية خاصة بكتاب الابصلمودية السنوية. كذلك له مرد مزمور ومرد انجيل.
 
قديم 29 - 08 - 2014, 02:53 PM   رقم المشاركة : ( 5629 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كلمة البابا بندكتس بمناسبة
عيد تقدمة يسوع الى الهيكل، ويوم الحياة المكرسة :
"كم كان العالم فقيراً، لولا الحياة المكرسة"
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بازيليك القديس بطرس، خلال احتفاله بصلاة الغروب

بمناسبة عيد تقدمة يسوع الى الهيكل واليوم الرابع عشر للحياة المكرسة.

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء!
في عيد تقدمة يسوع الى الهيكل نحتفل بسر حياة المسيح، المتعلق بشريعة موسى التي كانت تنص على أنه ينبغي على الوالدين، وبعد مضي 40 يوماً على ولادة ابنهما البكر، أن يصعدا الى الهيكل ليقدما ابنهما للرب، ولتنقية الأم (راجع خر 13: 1-2؛ 11: 16).
مريم ويوسف يتبعان هما أيضاً هذا التقليد، ويقدما بحسب الشريعة زوجي حمام أو زوجي يمام. من خلال قراءة عميقة لهذه الأمور، نفهم أنه في تلك اللحظة، الله نفسه يقرب ابنه الوحيد للبشرية، بواسطة كلمات سمعان الشيخ والنبية حنة.
والواقع أن سمعان يعلن أن يسوع هو "خلاصالبشرية، "نور للأمم"
و"آية معرضة للرفضلأنه سيكشف الأفكار عن قلوب كثيرة(راجع لو 2: 29-35).
في الشرق كان يُطلق على هذا العيد اسم "عيد اللقاء": سمعان وحنة الذين التقيا بيسوع في الهيكل وفيه تعرفا على المسيح المنتظر، يمثلان البشرية التي تلتقي ربها في الكنيسة. امتد هذا العيد فيما بعد الى الغرب، مع تركيز أكبر على رمز النور، والزياح بالشموع.
هذا الرمز الحسي يشير الى أن الكنيسة تلتقي بالإيمان من هو "نور البشر" وتقبله بكل حماسة الإيمان لتنقل هذا "النور" للعالم.
تزامناً مع هذا العيد الليتورجي، أراد الموقر يوحنا بولس الثاني، وابتداء من عام 1997، أن يُحتفل في الكنيسة كلها بيوم الحياة المكرسة. في الواقع، إن تقدمة ابن الله المرموز إليها في التقدمة الى الهيكل - هي نموذج لكل رجل وامرأة يكرسان حياتهما بكاملها للرب. لهذه اليوم ثلاثة أهدف: أولاً، تسبيح الرب وشكره على عطية الحياة المكرسة؛
وثانياً، تعزيز المعرفة والتقدير من قبل شعب الله كله؛ وأخيراً، دعوة أولئك الذين كرسوا حياتهم بالكامل لقضية الإنجيل، ليحتفلوا بالعجائب التي صنعها الرب لهم.
أشكر لكم حضوركم بهذه الأعداد الكبيرة في هذا اليوم المخصص لكم؛ أوجه تحية خاصة لكل منكم: الرهبان والراهبات والأشخاص المكرسين، وأعرب لكم عن قربي وتقديري الحار للعمل الذي تقومون به في خدمة شعب الله.

القراءة من الرسالة الى العبرانيين التي سمعناها منذ قليل، تجمع جيداً بين الأسباب التي وراء هذه المناسبة الهامة والجميلة، وتتيح لنا فرصة للتفكير ببعض النقاط. هذا النص آيتان فقط ولكن بالغتا الأهمية يفتتح القسم الثاني من الرسالة الى العبرانيين، ويسلط الضوء على موضوع محوري: المسيح عظيم الكهنة. في الحقيقة، لا بد أيضاً من الأخذ بعين الاعتبار الآية التي تسبق هاتين الاثنتين والتي تقول:
" ولما كان لنا عظيم كهنة قد اجتاز السموات، وهو يسوع ابن الله، فلنتمسك بشهادة الإيمان"(عب 4: 14). هذه الآية تظهر يسوع الذي يصعد الى الآب؛ والآية التي تليها، تظهره ينحدر نحو البشر. المسيح هو الوسيط: إنه إله حق وإنسان حق، ولذلك فهو ينتمي واقعياً الى العالم الإلهي وذلك البشري.

فقط انطلاقاً من هذا الإيمان بالذات، انطلاقاً من إعلان الإيمان هذا بيسوع المسيح، الوسيط الوحيد والنهائي، تجد الحياة المكرسة معناها في الكنيسة، حياة مكرسة لله بواسطة المسيح.
للحياة المكرسة معنى فقط إذا كان هو حقيقةً الوسيط بين الله وبيننا، وإلا لكان الأمر ضرباً من ضروب التسامي أو التهرب. لو لم يكن المسيح اللهَ حقاً، ولو لم يكن، في الوقت عينه، إنساناً بالملء، لما كان هناك أساس للحياة المسيحية بحد ذاتها، وبنوع خاص، لما كان هناك أساس لأي تكريس مسيحي لذات الرجل والمرأة.

الحياة المكرسة تشهد وتعبر بطريقة "قوية" عن البحث المتبادل بين الله والإنسان، عن المحبة التي تجذبهما؛ الشخص المكرس، بحكم كونه، هو "جسر" بين الله وجميع الذين يلتقونه، إنه دعوة ونداء. وكل ذلك بحكم وساطة يسوع المسيح، مكرَّس الآب. إن "هو" الأساس! "هو" الذي تقاسمَنا الضعف، لنستطيع بدورنا أن نشاركه طبيعته الإلهية.

هذا النص يشدد على "الثقة" التي بها نتقدم من "عرش النعمة"، أكثر منه على الإيمان، لأن عظيم كهنتنا نفسه "امتُحن في كل شيء مثلنا". يمكننا ان نتقدم لـ "ننال الرحمة"، لـ "نجد النعمة"،
ولـ "يأتينا الغوث في حينه". يبدو لي بأن هذه الكلمات تحتوي على حقيقة كبيرة، وفي الوقت عينه على تعزية كبيرة لنا نحن الذين نلنا هبة وواجب تكريس مميز في الكنيسة. أفكر بنوع خاص بكم أيها الإخوة والأخوات.

أنتم تقدمتم بثقة تامة من "عرش النعمة" الذي هو المسيح؛ تقدمتم من صليبه، من قلبه، من حضوره الإلهي في الافخارستيا. لقد تقدم كل واحد منكم كمن يتقدم من ينبوع المحبة الصافي والأمين، محبة كبيرة وجميلة لدرجة أنها تستحق كل شيء، أو بالحري، أكثر من الكل، لأن حياةً أبديةً لا تكفي لنبادل المسيح ما فعله لأجلنا. ولكنكم تقدمتم، وكل يوم تتقدمون منه، ليمنحكم الغوث في حينه، وفي ساحة التجربة.

الأشخاص المكرسون مدعوون بنوع خاص ليكونوا شهوداً لرحمة الرب هذه. فإنهم يحافظون على خبرة غفران الله حيةً، لأنهم واعين لكونهم مخلصين، واعين لكونهم كباراً عندما يعترفون بضعفهم، وبشعورهم بالتجدد وغمرة قداسة الله عندما يعترفون بخطيئتهم.
ولذلك، وبالنسبة لإنسان اليوم أيضاً، تبقى الحياة المكرسة مدرسة متميزة "لندم القلب"، للاعتراف المتواضع بالبؤس الشخصي، ولكنها، على حد سواء، مدرسة ثقة برحمة الله، بمحبته التي لا تهمل أبداً. في الواقع، كلما اقتربنا من الله، كلما كنا قريبين منه، وكلما زادت منفعتنا للآخرين. الأشخاص المكرسون يختبرون نعمة ورحمة وغفران الله، ليس فقط لهم، بل أيضاً لإخوتهم، لانهم مدعوون ليحملوا في قلوبهم وفي صلواتهم هموم وتطلعات البشر، وبخاصة البعيدين منهم عن الله.

الجماعات المحصنة بنوع خاص، وهي تتميز بالأمانة لـ "البقاء مع الرب"، لـ "البقاء عند اقدام الصليب"، غالباً ما تلعب هذا الدور، متحدة بمسيح الآلام، وآخذة على ذاتها معاناة وتجارب الآخرين، وتقدم كل شيء بفرح لخلاص العالم.
ختاماً، أيها الأصدقاء الأعزاء، فلنرفع نشيد الشكر والتسبيح للرب على هبة الحياة المكرسة. فلو لم تكن هذه الأخيرة، لكم كان العالم فقيراً! بغض النظر عن التقييمات العملية السطحية، تكمن أهمية الحياة المكرسة في كونها علامة للمجانية وللمحبة، فكم بالحري في مجتمع يكاد يختنق في دوامة الأشياء الزائلة والربح (إرشاد رسولي ما بعد السينودس، في الحياة المكرسة، 105).

الحياة المكرسة، تشهد لفيض المحبة الذي يحث على "خسارة" الحياة الخاصة، كجواب على فيض محبة الرب، الذي كان اول من "خسر" حياته لأجلنا. أفكر في هذا الوقت بالأشخاص المكرسين الذي يشعرون بعبء التعب اليومي ولا ينعمون بالأمور البشرية؛ أفكر بالرهبان والراهبات الطاعنين في السن، والمرضى، والذي يمرون بصعوبات في رسالتهم... لا يشعرنّ أحد منهم بأنه غير نافع، لأن الرب يضمه الى "عرش النعمة". إنهم هبة ثمينة للكنيسة وللعالم المتعطش لله ولكلمته.

فلنجدد نحن أيضاً، وبكل ثقة وعرفان، هذه التقدمة التامة للذات مقدمين ذواتنا للهيكل. ولتكن السنة الكهنوتية حافزاً آخراً، للكهنة، ليكثفوا مسيرة التقديس، ولجميع المكرسين والمكرسات، ليعززوا خدمتهم في الصلاة الحارة. سنة النعمة هذه ستتوَّج في روما، في يونيو المقبل، خلال اللقاء العالمي للكهنة، والذي أدعو إليه جميع ممارسي هذه الخدمة المقدسة.
فلنتقدم من الله مثلث القداسة، لنقدم حياتنا ورسالتنا، الشخصية والجماعية، حياة ورسالة رجال ونساء مكرسين لملكوت الله. فلنقم بهذا العمل الداخلي في شراكة روحية حميمة مع العذراء مريم:
فبينما نتأملها تقدم يسوع الطفل الى الهيكل، نكرمها كأول وأكمل مكرسة، يحملها ذلك الإله الذي تحمله بين ذراعيها؛
إنها العذراء، الفقيرة والطائعة، كلها لنا لأنها كلها لله.
في مدرستها، وبواسطة عونها الوالدي،
نجدد الـ "هاأنذا" والـ "نعم". آمين.
 
قديم 29 - 08 - 2014, 02:54 PM   رقم المشاركة : ( 5630 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عيد تقدمة يسوع للهيكل

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الشماس نوري إيشوع مندو


الفكرة الطقسية: تحتفل الكنيسة في هذا الأحد بعيد ختان المسيح وتقديمه للتطهير إلى الهيكل. هذا الختان يظهر إنتماءه إلى الشعب المختار، وأنه وريث العهد مع إبراهيم والآباء. ترك المسيحيون الختان كعلامة ظاهرة للإنتماء ليبينوا أن الإنتماء الحقيقي، هو إنتماء القلب، وأن الخلاص هو للجميع يهوداً كانوا أم وثنيين، وهذا يتم بالعماد. وفي هذا العيد نستمع إلى كلمة الله تعلن لنا من خلال ثلاث قراءات هي: الأولى من سفر أشعيا ( 49 / 1 _ 6 ) تروي دعوة خادم الرب ومجال نشاطه.
والثانية من رسالة بولس إلى تلميذه طيموتاوس ( 2 / 16 _ 26 ) تشير إلى أهمية السلوك اللائق بالدعوة الجديدة.
والثالثة من إنجيل لوقا ( 2 / 21 _ 52 ) تحكي خبر تقديم يسوع إلى الهيكل على يد شمعون الشيخ وحنة النبية.[1]
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تقدمة يسوع إلى الهيكل:
كان الله قد فرض على بني إسرائيل بواسطة موسى شريعتين، تقضي الأولى أن كل امرأة تلد ولداً ذكراً أو أنثى، لا تكون شرعاً طاهرة حتى تكمل الأربعين يوماً للولد الذكر، والثمانين يوماً للأنثى.
ومن بعد ذلك تأتي تلك الوالدة إلى الكاهن وتقدم عن طفلها حملاً أو زوجي يمام أو فرخي حمام، فيرضى الله عنها وعن مولودها.
وتقضي الثانية أن يقدم لله كل بكر من الذكور ليكون مقدساً له. ولما كان الله لا يرضى بالذبائح البشرية حتى يأتي ابنه الحبيب، ويقدم ذاته ذبيحة عن آثام البشر، أبدل ذبيحة الأبناء الأبكار بمالٍ يدفعه الأهل للهيكل، به يشترون حياة أبكارهم، فلا يموتون كما أمات الرب أبكار المصريين قبل خروج بني إسرائيل من ديارهم.
أما البتول مريم وأبنها الحبيب يسوع فكان يحق لهما أن لا يخضعا لتلك الشريعة، لأن مريم كانت شرعاً طاهرة في ولادتها،
ولأن حبلها كان بفعل الروح القدس الذي حل عليها،
ولأنها بقيت بتولاً عذراء في الولادة وبعد الولادة، كما كانت قبل الولادة، لما كانت في الهيكل تخدم مع سائر العذارى. ولأن يسوع هو الكلمة ابن الله الأزلي،
وهو الذي سوف يسفك دماءه الزكية حتى آخر نقطة ليهدئ غضب الله عن البشرية الأثيمة الساقطة، ويفتدي الأجيال بذبيحة الصليب الخلاصية.



لكن يسوع ومريم أذعنا لتلك الوصية.


أولاً: من أجل محبتهما لله الآب الذي وضعها، إكراماً لعزته الإلهية وسلطانه السامي. ثانياً:لكي يتشبها بسائر البشر الخطأة، ويكونا لنا مثال التواضع العميق في أطوار الحياة.
ولقد أوضح ذلك لوقا الإنجيلي بقوله: " ولما تمت أيام تطهيرها بحسب ناموس موسى، صعدا به إلى أورشليم ليقدماه للرب، على حسب ما كتب في ناموس الرب، من أن كل ذكر فاتح رحمٍ يدعى مقدساً للرب، وليقربا ذبيحة على حسب ما قيل في ناموس الرب زوجي يمام أو فرخي حمام ".

ورغم ما أراد يسوع ومريم من التواضع العميق في الامتثال لمراسيم الشريعة الموسوية، دبر الله لهما الرفعة والتمجيد: " وكان رجل في أورشليم اسمه سمعان، وهو رجل صديق تقي كان ينتظر تعزية إسرائيل، والروح القدس كان عليه. وكان قد أوحي إليه بالروح القدس أنه لا يرى الموت حتى يعاين مسيح الرب. فاقبل بالروح إلى الهيكل. وعندما دخل بالطفل يسوع أبواه ليصنعا له بحسب عادة الناموس، حمله هو على ذراعيه، وبارك الله وقال:


الآن تطلق عبدك أيها الرب على حسب قولك بسلام. فإن عينيَّ قد أبصرتا خلاصك، الذي أعددته أمام وجوه الشعوب كلها، نوراً ينجلي للأمم ومجداً لشعبك إسرائيل ".




ومع سمعان الشيخ الصديق جاءت تسرع تلك العجوز التقية حنة النبية. " هذه كانت قد تقدمت في الأيام كثيراً، وقد عاشت مع رجلها سبع سنين بعد بكوريتها، ولها أرملة نحو أربع وثمانين سنة لا تفارق الهيكل، متعبدة بالأصوام والصلوات ليلاً ونهاراً، ففي تلك الساعة حضرت تعترف للرب، وتحدث عنه كل من ينتظر فداء إسرائيل ". إن الضعة والرفعة تتزاحمان في حوادث هذا النهار. فالابن الكلمة النور المنبثق من النور الأزلي، يأتي إلى الهيكل مع أمه البتول النقية الطاهرة نظير سائر الناس الخطأة، هو للتفكير وهي للتطهير.
لكن الله مجدهما بفم أثنين من كبار صديقيه وأصفيائه. جاءت مريم فقيرة تحمل فرخي حمام لتفتدي بهما أبنها خالق الدنيا ومخلص العالم، فأقبل سمعان يباركها ويهنئها، ويعظم ذلك الطفل المولود منها.


إن لله أحكاماً غامضة لا تدركها العقول. فبينما مريم تتهلل في داخلها كشف لها سمعان سراً وهو يباركهما: " ها أن هذا قد جعل لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل وهدفاً للمخالفة. وأنتِ سيجوز سيف في نفسك حتى تكشف أفكار من قلوب كثيرة ".
أما يوسف فكان واقفاً صامتاً متعجباً، يبارك الرب في قلبه ويسبح عظائمه. فلما أتم هو ومريم كل شيء على حسب الناموس، عادت العائلة المقدسة إلى بيت لحم.2
وتصلي كنيسة المشرق في ليل هذا العيد هذه الترتيلة: " يعطيك الرب حسب رغبتك: شمعون البار والصديق بقوة الروح جاء للهيكل. وحمل على ذراعيه ربنا. واحتضنه مبتهجاً، وبارك الرب وقال: أطلق عبدك بسلام، كما وعدت يا رب.".[3]
وأيضاً: " لسانه ينطق بالحق: شمعون الشيخ تنبأ. على يسوع الملك الكبير. هذا جعل لسقوط. وقيام الكثيرين. في إسرائيل والعالم. وسيجوز في نفس أمه. سيف الضيق والآلام. ".[4]
وتحتفل كنيسة المشرق بعيد تقدمة يسوع إلى الهيكل في الأحد الثاني بعد عيد الميلاد.


 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:41 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024