منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28 - 10 - 2021, 09:56 AM   رقم المشاركة : ( 55791 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أبيشاي بن صروية .. محبته وإخلاصه


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فقال أبيشاي لداود قد حبس الله اليوم عدوك في يدك.
فدعني الآن أضربه بالرمح إلى الأرض دفعة واحدة ولا أثني عليه
( 1صم 26: 8 )




حينما قال داود لأخيمالك الحثي وأبيشاي بن صروية مَنْ ينزل معي إلى شاول إلى المحلة ( 1صم 26: 6 ) قال أبيشاي على الفور "أنا أنزل معك" فقد وقف بجانب الملك مُظهراً حُباً وإخلاصاً وولاءً للملك مُخاطراً بنفسه غير حاسب عواقب المخاطرة. نعم فهذه هي سمة المحبة التي لا تحسب قيمة التكاليف مهما كانت التضحيات.

لكن وإن كان أبيشاي له تلك المحبة الشديدة نحو داود إلا أنه كان، كالكثيرين اليوم، يحتاج لأن يكون له فكر وروح داود؛ إذ عندما رأى أبيشاي شاول مضجعاً عند المتراس وهو ما يُشبه الخندق، قال لداود على الفور "قد حبس الله اليوم عدوك في يدك. فدعني الآن أضربه بالرمح إلى الأرض دفعة واحدة ولا أثني عليه" ( 1صم 26: 8 ). ألم يَقُل الكتاب عن هذا الجبار إنه هز رمحه على ثلث مئة فقتلهم ( 2صم 23: 18 ). فإن ضربة واحدة كافية لتتويج داود ملكاً. لكن داود أدرك أن هذا البطل لا يدرك أنه ليس بهذه الطريقة يعتلي داود العرش، وأنه لم يَحُن الوقت بعد للمُلك، لأن داود لم يكن من هذا الطراز الذي يتحرك وفقاً للظروف المواتية بل كان عنده فكر الله من جهة الوقت المناسب للجلوس على عرش إسرائيل كملك. كما أن داود كان يسعى ـ بعكس أبيشاي ـ لا لكي يقتل شاول بل لكي يربح قلب شاول، وهذا الأمر لم يتفهمه أبيشاي الذي تميّز في حياته بروح القضاء والحكم.

وهكذا نحتاج في أيامنا لأن يكون لنا روح وفكر داود الحقيقي (ربنا يسوع المسيح) الذي يسعى لربح الآخرين مهما اشتدت عداوتهم. فإن كنا نقف في صف المسيح بحق فلا بد أن تكون لنا تلك الروح التي تربح القلوب له. أما إن كنا نتصرف بروح أبيشاي، فسنجد الكثيرين حتى من أولاد الله ينفرون من هذه الروح والتي تدفعهم بعيداً عن الشركة الصحيحة معنا، وهذا راجع لأننا أحياناً نقدم الحق صحيحاً، لكن بالأسلوب الذي معه قد يُرفض الحق، وبالروح التي لا تسعى ولا تعمل على كسب القلوب للمسيح وترغيبهم في محبة الحق.

يا ليت تصرفاتنا مع الآخرين تتميز بروح النعمة التي تسعى لربح القلوب للرب، معبرين بذلك عن لطف سيدنا ومحبته، فنُسِر قلبه إذ يجد أواني استطاعت أن تعبر عن فكره وروحه وأسلوبه الفريد.
 
قديم 28 - 10 - 2021, 09:57 AM   رقم المشاركة : ( 55792 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فقال أبيشاي لداود قد حبس الله اليوم عدوك في يدك.
فدعني الآن أضربه بالرمح إلى الأرض دفعة واحدة ولا أثني عليه
( 1صم 26: 8 )





حينما قال داود لأخيمالك الحثي وأبيشاي بن صروية مَنْ ينزل معي إلى شاول إلى المحلة ( 1صم 26: 6 ) قال أبيشاي على الفور "أنا أنزل معك" فقد وقف بجانب الملك مُظهراً حُباً وإخلاصاً وولاءً للملك مُخاطراً بنفسه غير حاسب عواقب المخاطرة. نعم فهذه هي سمة المحبة التي لا تحسب قيمة التكاليف مهما كانت التضحيات.
 
قديم 28 - 10 - 2021, 09:58 AM   رقم المشاركة : ( 55793 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فقال أبيشاي لداود قد حبس الله اليوم عدوك في يدك.
فدعني الآن أضربه بالرمح إلى الأرض دفعة واحدة ولا أثني عليه
( 1صم 26: 8 )





إن كان أبيشاي له تلك المحبة الشديدة نحو داود إلا أنه كان، كالكثيرين اليوم، يحتاج لأن يكون له فكر وروح داود؛ إذ عندما رأى أبيشاي شاول مضجعاً عند المتراس وهو ما يُشبه الخندق، قال لداود على الفور "قد حبس الله اليوم عدوك في يدك. فدعني الآن أضربه بالرمح إلى الأرض دفعة واحدة ولا أثني عليه" ( 1صم 26: 8 ). ألم يَقُل الكتاب عن هذا الجبار إنه هز رمحه على ثلث مئة فقتلهم ( 2صم 23: 18 ). فإن ضربة واحدة كافية لتتويج داود ملكاً. لكن داود أدرك أن هذا البطل لا يدرك أنه ليس بهذه الطريقة يعتلي داود العرش، وأنه لم يَحُن الوقت بعد للمُلك، لأن داود لم يكن من هذا الطراز الذي يتحرك وفقاً للظروف المواتية بل كان عنده فكر الله من جهة الوقت المناسب للجلوس على عرش إسرائيل كملك. كما أن داود كان يسعى ـ بعكس أبيشاي ـ لا لكي يقتل شاول بل لكي يربح قلب شاول، وهذا الأمر لم يتفهمه أبيشاي الذي تميّز في حياته بروح القضاء والحكم.
 
قديم 28 - 10 - 2021, 09:59 AM   رقم المشاركة : ( 55794 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فقال أبيشاي لداود قد حبس الله اليوم عدوك في يدك.
فدعني الآن أضربه بالرمح إلى الأرض دفعة واحدة ولا أثني عليه
( 1صم 26: 8 )





هكذا نحتاج في أيامنا لأن يكون لنا روح وفكر داود الحقيقي
(ربنا يسوع المسيح) الذي يسعى لربح الآخرين مهما اشتدت عداوتهم.

فإن كنا نقف في صف المسيح بحق فلا بد أن تكون لنا تلك الروح التي تربح القلوب له.

أما إن كنا نتصرف بروح أبيشاي، فسنجد الكثيرين حتى من أولاد الله ينفرون من هذه الروح والتي تدفعهم بعيداً عن الشركة الصحيحة معنا، وهذا راجع لأننا أحياناً نقدم الحق صحيحاً، لكن بالأسلوب الذي معه قد يُرفض الحق، وبالروح التي لا تسعى ولا تعمل على كسب القلوب للمسيح وترغيبهم في محبة الحق.
 
قديم 28 - 10 - 2021, 10:00 AM   رقم المشاركة : ( 55795 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فقال أبيشاي لداود قد حبس الله اليوم عدوك في يدك.
فدعني الآن أضربه بالرمح إلى الأرض دفعة واحدة ولا أثني عليه
( 1صم 26: 8 )




يا ليت تصرفاتنا مع الآخرين تتميز
بروح النعمة التي تسعى لربح القلوب للرب،
معبرين بذلك عن لطف سيدنا ومحبته،

فنُسِر قلبه إذ يجد أواني استطاعت

أن تعبر عن فكره وروحه وأسلوبه الفريد.
 
قديم 28 - 10 - 2021, 10:02 AM   رقم المشاركة : ( 55796 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فقال أوريا لداود: إن التابوت وإسرائيل ويهوذا،
ساكنون في الخيام ... وأنا آتي إلى بيتي لآكل وأشرب
وأضطجع مع امرأتي؟ ... لا أفعل هذا الأمر
( 2صم 11: 11 )





كانت نقطة مُظلمة في حياة داود، شوَّهت فترة مُلكه على إسرائيل، عندما أخطأ إلى الرب وأخذ امرأة أوريا، ثم أراد أن يستر خطأه ويخفيه، فأرسل إلى يوآب رئيس الجيش ليستدعي أوريا الحثي. وعندما أمره داود بأن يذهب إلى بيته، نجد موقف أوريا النبيل، فلقد استنكر على نفسه أن يذهب إلى بيته ليستريح ويأكل ويشرب ويضطجع مع امرأته، بينما التابوت وإسرائيل ويهوذا ساكنون في خيام، ويوآب والجيش نازلون على وجه الصحراء.
 
قديم 28 - 10 - 2021, 10:05 AM   رقم المشاركة : ( 55797 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فقال أوريا لداود: إن التابوت وإسرائيل ويهوذا،
ساكنون في الخيام ... وأنا آتي إلى بيتي لآكل وأشرب
وأضطجع مع امرأتي؟ ... لا أفعل هذا الأمر
( 2صم 11: 11 )





ونلاحظ في كلمات أوريا ثلاثة أمور جميلة:

أول كلمة خرجت من فمه لداود الملك هي: "التابوت".
ويا له من أمرٍ مُعزٍ أن يكون التابوت هو موضوع المشغولية بصفة دائمة في كل الأحوال والظروف ..

ذلك التابوت الذي يُرى فيه مجد الله، حضور الله، إعلان الله عن ذاته.

حقًا إن وجود التابوت بين شعب الله هو أعظم امتياز لهم.
 
قديم 28 - 10 - 2021, 10:06 AM   رقم المشاركة : ( 55798 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فقال أوريا لداود: إن التابوت وإسرائيل ويهوذا،
ساكنون في الخيام ... وأنا آتي إلى بيتي لآكل وأشرب
وأضطجع مع امرأتي؟ ... لا أفعل هذا الأمر
( 2صم 11: 11 )





ونلاحظ في كلمات أوريا ثلاثة أمور جميلة:



ردد ذات تعبيرات داود (وهو في قمة حالته الروحية) عندما قال إن «تابوت الله ساكن داخل الشقق (أي في خيمة)» ( 2صم 7: 1 ). فلقد قال أوريا «التابوت وإسرائيل ... ساكنون في الخيام». وكأن ما سبق وأعلنه داود لناثان عن وضع التابوت داخل خيمة، وجد صدى كبيرًا في قلب أوريا التقي، وها هو يعلن عما يجول في خاطره في الوقت المناسب.
 
قديم 28 - 10 - 2021, 10:06 AM   رقم المشاركة : ( 55799 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فقال أوريا لداود: إن التابوت وإسرائيل ويهوذا،
ساكنون في الخيام ... وأنا آتي إلى بيتي لآكل وأشرب
وأضطجع مع امرأتي؟ ... لا أفعل هذا الأمر
( 2صم 11: 11 )


أبى على نفسه الراحة، بينما شعب الله نازل على وجه الصحراء. فكيف ينشد الاسترخاء في بيته، بينما الحرب دائرة بين شعب الله والأعداء. وهنا نتذكّر كلمات الرسول بولس: «فأقوال هذا أيها الأخوة: الوقت منذ الآن مُقصّر، لكي يكون الذين لهم نساء كأن ليس لهم، والذين يبكون كأنهم لا يبكون، والذين يفرحون كأنهم لا يفرحون، والذين يشترون كأنهم لا يملكون، والذين يستعملون هذا العالم كأنهم لا يستعملونه. لأن هيئة هذا العالم تزول» ( 1كو 7: 29 - 31). من أجل ذلك لا نتعجب من أن يَرِد ذكر أوريا بين أسماء أبطال داود ( 2صم 23: 39 ؛ 1أخ11: 41)، فلقد كانت حياته مع ما يحمله اسمه من معنى جميل "يهوه نوري". ولا شك أن سر عظمة أوريا تكمن في ما أعطاه للتابوت من مجد وكرامة، وما كان التابوت إلا صورة ورمزًا للرب يسوع المسيح في شخصه العجيب.
 
قديم 28 - 10 - 2021, 10:08 AM   رقم المشاركة : ( 55800 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ترفقوا لي بالفتى


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


«ترفَّقوا لي بالفتى أبشالوم»
( 2صموئيل 18: 5 )





ربما فكَّر داود أن وجوده في المعركة يُمكن أن يُساعـد في حماية ابنه، لأن داود ذا القلب الرقيق لا يمكن أن يتخلَّى عن مشاعره الأبوية حتى نحو ابن مُتمرِّد. ولذلك لا نجد صلاة في فم داود ضد أبشالوم، كما كانت ضد أخيتوفل.

لكن شعبه لا يُذعنون لرغبته هذه في الخروج معهم؛ وهذا عن استحقاق بكل تأكيد، فهو واحد من أكثر الرجال جاذبية، وكان محبوبًا بحق من شعبه. «فقال الشعب: لا تخرُج ... أنتَ كعشرَة آلاف منَّا» ( 2صم 18: 2 ، 3). وقد أظهروا نفس الشعور فيما بعد في المعركة مع الفلسطينيين، حيث حلَف رجاله له قائلين: «لا تخرج أيضًا معنا إلى الحرب، ولا تُطفئ سراج إسرائيل» ( 2صم 21: 17 ). وفي الحقيقة أنه كان سراجهم وفرحهم وقائدهم؛ الشخص المُكرَّم والمحبوب في زمانه، له نعمة لدى الله والناس. لكن نراه الآن يخضع لكلمة شعبه. ورغم أن قلبه لا يزال نحو أبشالوم، إلا أنه لا يخرج، لكنه يُعطي آخر وصية لقوَّاده عندما أرسلهم إلى المعركة «ترَفَّقوا لِي (for my sake) بالفتى أبشالوم». أَوَ ليس في هذا تحريض لنا أن نترفَّق بالخطاة الضالين من أجل خاطـر محبوبنا؛ الرب يسوع؟

ظاهريًا أظهرَ رجال داود محبتهم وتقديرهم لقائدهم المحبوب، فلم يسمحوا له بالخروج معهم للحرب، ولكن في الحقيقة كانت يد الرب الصائبة المُتحكِّمة، والتي لا تُرَدّ، وراء هذا الترتيب، حتى لا يتداخل داود بعواطفه الأبوية لإنقاذ أبشالوم من مصيره المحتوم الذي يستحقه. ومرةً أخرى نلمَح داود يحني رأسه خاضعًا للتأديب الإلهي، مُتدرِّبًا به، مُنتظرًا تدخُّل الرب في الأمر أخيرًا بحسب مشيئته الصالحة. وهنا أيضًا نرى داود يُقابل الشر بالخير! إن كل ما كان يسعى إليه أبشالوم هو أن يرى داود مقتولاً، لكن داود كان يشتاق أن يرى أبشالوم حيًّا. ويا لها من صورة عن شر الإنسان تجاه المسيح، ورحمة المسيح من نحو الإنسان!

وبقلب مُمتلئ بمثل هذه العواطف «وقف الملك بجانب الباب» لكي ينتظر نتيجة المعركة. إن النصر والهزيمة سيَّان بالنسبة لداود لأن أيَّة نتيجة لا بد أن تُعيد إلى ذهنه الذكرى الحزينة لتلك المعركة التي سقط فيها شخص آخر هو ”أُورِيَّا الحثِّيِّ الأمين“، الذي تسبَّب هو في قتله، رغم أنه كان كل الوقت ماكثًا في المدينة، لكن الرب لم يكن يقصد إلا تنقيته وليس تحطيمه.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:35 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025