منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19 - 10 - 2021, 08:54 AM   رقم المشاركة : ( 54901 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





مَثَلُ الحِنطَة والزُّوان

(متَّى 13: 24- 30؛ 36- 42)

مَثل القمح والزوان
(متى ف13 - 24) وَضَرَبَ لَهُمْ مَثَلاً آخَرَ، قَالَ: يُشَبَّهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ بِإِنْسَانٍ زَرَعَ زَرْعاً جَيِّداً فِي حَقْلِهِ. 25 وَبَيْنَمَا النَّاسُ نَائِمُونَ، جَاءَ عَدُوُّهُ، وَبَذَرَ زَوَاناً فِي وَسَطِ الْقَمْحِ، وَمَضَى. 26 فلَمَّا نَمَا الْقَمْحُ بِسَنَابِلِهِ، ظَهَرَ الزَّوَانُ مَعَهُ. 27 فَذَهَبَ عَبِيدُ رَبِّ الْبَيْتِ، وَقَالُوا لَهُ: يَاسَيِّدُ، أَمَا زَرَعْتَ حَقْلَكَ زَرْعاً جَيِّداً؟ فَمِنْ أَيْنَ جَاءَهُ الزَّوَانُ؟ 28 أَجَابَهُمْ إِنْسَانٌ عَدُوٌّ فَعَلَ هَذَا! فَسَأَلُوهُ: أَتُرِيدُ أَنْ نَذْهَبَ وَنَجْمَعَ الزَّوَانَ؟ 29َ أجَابَهُمْ: لاَ، لِئَلاَّ تَقْلَعُوا الْقَمْحَ وَأَنْتُمْ تَجْمَعُونَ الزَّوَانَ. 30 اُتْرُكُوهُمَا كِلَيْهِمَا يَنْمُوَانِ مَعاً حَتَّى الْحَصَادِ. وَفِي أَوَانِ الْحَصَادِ، أَقُولُ لِلْحَصَّادِينَ: اجْمَعُوا الزَّوَانَ أَوَّلاً وَارْبُطُوهُ حُزَماً لِيُحْرَقَ. أَمَّا الْقَمْحُ، فَاجْمَعُوهُ إِلَى مَخْزَنِي.»
مَثل بزرة الخردل
31 وَضَرَبَ لَهُمْ مَثَلاً آخَرَ، قَالَ: «يُشَبَّهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ بِبِزْرَةِ خَرْدَلٍ أَخَذَهَا إِنْسَانٌ وَزَرَعَهَا فِي حَقْلِهِ. 32 فَمَعَ أَنَّهَا أَصْغَرُ الْبُذُورِ كُلِّهَا، فَحِينَ تَنْمُو تُصْبِحُ أَكْبَرَ الْبُقُولِ جَمِيعاً، ثُمَّ تَصِيرُ شَجَرَةً، حَتَّى إِنَّ طُيُورَ السَّمَاءِ تَأْتِي وَتَبِيتُ فِي أَغْصَانِهَا».
مَثل الخميرة
33 وَضَرَبَ لَهُمْ مَثَلاً آخَرَ، قَالَ: «يُشَبَّهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ بِخَمِيرَةٍ أَخَذَتْهَا امْرَأَةٌ وَأَخْفَتْهَا فِي ثَلاَثَةِ مَقَادِيرَ مِنَ الدَّقِيقِ، حَتَّى اخْتَمَرَ الْعَجِينُ كُلُّهُ». 34 هَذِهِ الأُمُورُ كُلُّهَا كَلَّمَ بِهَا يَسُوعُ الْجُمُوعَ بِأَمْثَالٍ. وَبِغَيْرِ مَثَلٍ لَمْ يَكُنْ يُكَلِّمُهُمْ، 35 لِيَتِمَّ مَا قِيلَ بِلِسَانِ النَّبِيِّ الْقَائِلِ: «سَأَفْتَحُ فَمِي بِأَمْثَالٍ، وَأَكْشِفُ مَا كَانَ مَخْفِيّاً مُنْذُ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ».

المسيح فسر مثل القمح والزوان فقال:

36 الزَّارِعُ الزَّرْعَ الْجَيِّدَ هُوَ ابْنُ الإِنْسَانِ وَالْحَقْلُ هُوَ الْعَالَمُ. وَالزَّرْعُ الْجَيِّدُ هُوَ بَنُو الْمَلَكُوتِ. وَالزَّوَانُ هُوَ بَنُو الشِّرِّيرِ. 39 أَمَّا الْعَدُوُّ الَّذِي زَرَعَ الزَّوَانَ فَهُوَ إِبْلِيسُ. وَالْحَصَادُ هُوَ نِهَايَةُ الزَّمَانِ. وَالْحَصَّادُونَ هُمُ الْمَلاَئِكَةُ. 40 وَكَمَا يُجْمَعُ الزَّوَانُ وَيُحْرَقُ بِالنَّارِ، هَكَذَا يَحْدُثُ فِي نِهَايَةِ الزَّمَانِ: 41 يُرْسِلُ ابْنُ الإِنْسَانِ مَلاَئِكَتَهُ، فَيُخْرِجُونَ مِنْ مَلَكُوتِهِ جَمِيعَ الْمُفْسِدِينَ وَمُرْتَكِبِي الإِثْمِ، 42 وَيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ النَّارِ، هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ. 43 عِنْدَئِذٍ يُضِيءُ الأَبْرَارُ كَالشَّمْسِ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ، فَلْيَسْمَعْ!


نعم خلق الله الانسان خالداََ وفي احسن حال, إلا أن إبليس زرع الشر في نفوس البشر, فاصبح الله أمام خيارين:

الاول أن يفني الشر من وجه الارض تماما ويترك الخير لينمو ويترعرع .

والثاني أن يترك الخير والشر يعيشان معاََ إلى وقت النهاية (الدينونة) ثُم يفصل بينهما.

فإختار الله الخيار الثاني لئلا يستأصَل بعض الاخيار أثناء إستأصال الشر ولكن في الدينونة ستفصل الملائكة بين الاخيار الذين سيذهبوا إلى ملكوت السماء وبين الاشرار الذين سيذهبون إلى الهلاك الابدي في جهنم النار.

وهذا يشبِهْ تماماََ عمل الفلاح الذي يترك الزوان ينمو جنباََ إلى جنب مع القمح إلى يوم الحصاد ثُم يفصل بينهما فيضع القمح في خزائِنهِ أما الزوان فيحرقَهُ بالنار ويتخلصَ منهُ.

تفسير مَثل الخميرة:
كل من يعجن الدقيق يضيف كمية قليلة من الخميرة إليه وبعد فترة قصيرة يختمر العجين كلهُ, وهكذا الحال أيضاََ مع البشر فوجود الاخيار المؤمنين في وسط العالم يعمل على نشر كلمة الله والإيمان ويجعل المجتمع خيراََ ومؤمناََ.

تفسير مَثل بذرة الخردل :
بذرة الخردل صغيرة جدا إلا أنها تنمو حتى تصبح شجرة تبيت الطيور في أغصانها, وقد إستعمل يسوع هذا المثل ليُبين أن الملكوت يبدأُ صغيراََ ولكنهُ ينمو ويأتي بنتائجِ عظيمة وهكذا كنيسة المسيح إبتدأت صغيرة مكونةََ من التلاميذ ومؤمنين قلائِل وبعد مدة يسيرة نمت حتى أصبحت اليوم تعدُ بالمليارات والملايين. ِ.

 
قديم 19 - 10 - 2021, 09:00 AM   رقم المشاركة : ( 54902 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





مثلا الزوان والشبكة

نواصل تأملنا في أمثال الرب يسوع، وفي هذه المرة سنلقي الضوء علي مثلين هما: مثل الزوان، ومثل الشبكة المطروحة في البحر (اقرأ متى 13: 24-50)، لوجود تشابه بينهما وهو:

في المثلين نجد الجيد والرديء معًا: زوان + حنطه، سمك رديء + سمك جيد.
في المثلين عبارة كرَّرها الرب مرتان «هكذا يكون في انقضاء العالم».
في المثلين ستقوم الملائكة بفرز: الرديء من الجيد، الأشرار من الأبرار.
في المثلين وصف لدينونة الأشرار: أتون نار، بكاء وصرير الاسنان.
في المثلين رمز للعالم : الحقل، والبحر.
الهدف: من المثلين نخرج بفكرة عن الحالة الحاضرة والآتية للمسيحية بصفة عامة، واهتمام المسيح بالكنيسة، وعداوة الشيطان لها، والخليط الموجود فيها، والفصل بينهما قريبًا.

مفاتيح المثلين: زارعان يزرعان في ذات المكان:



1- ابن الإنسان: وهو الرب يسوع، الزارع الزرع الجيد، الذي جاء إلى العالم، ومات علي الصليب كحبة الحنطة. وإن كان قد ترك العالم إلى حين، لكنه ما زال يزرع بواسطة خدّامه.

المكان: الحقل أو البحر؛ هو العالم أو الناس أو المسيحية الاسمية. مجال زرع الكلمة الإلهية واصطياد النفوس.

2- العدو: هو الشيطان، الشرير، وعداوته الواضحة للمسيح - نسل المرأة - من يوم دخول الخطية للعالم «وأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها» (تكوين 3: 15). ولأنه لم ولن يقدر أن يمنع أو يقلع زرع المسيح الجيد، لذا يستخدم مكره وخبثه وعملته المزيفة في زرع الزوان، مستغلاً نوم المؤمنين. مثلما زرع اللفيف وسط شعب الله عندما عجز عن منعهم من الخروج من مصر (عدد 11: 4).
زارعان يزرعان نوعين:
زرع جيد: من مثل الزارع نفهم أن البذار هي كلمة الله، والزرع الجيد هنا هو نتاج كلمة الله.
زوان: حبوب لا يمكن تمييزها بسهولة عن الحنطة، في شكلها وحجمها، ولكنها عكسها في ثمرها ومذاقها، فهي حبوب سامة إذا اختلطت بالطعام. وهذا ما عمله إبليس من البداية؛ إذ يكتب الرسول بولس في أوائل رسائله «لأن سر الإثم الآن يعمل» (2تسالونيكي 2: 7). ففي ظلمة الليل وغفلة الأتقياء، زرع رسل كذبة وأنبياء كذبة ومعلمين كذبة وإخوة كذبة وتعاليم كاذبة. والهدف إيجاد صورة زائفة لعمل الله «لهم صورة التقوى». ومن حكمة الرب وطول أناته علي الأشرار أنه يترك الزوان والرديء مع الحنطة والجيد، يتمتعان بنفس التربة والشمس والمطر لعلهم ينتبهون.
طلبان للتلاميذ من الرب:

أتريد ان نذهب ونجمعه؟
فسِّر لنا مثل الزوان.
والرب أجاب بـ“لا” عن الأول و“نعم” عن الثاني كالآتي:

من طلب التلاميذ الأول نرى غيرتهم علي تحرير الحقل من الزوان. كغيرة المؤمنين أن يحرِّر الرب العالم من الشر والأشرار. لكن هذا سيتم في الوقت المحدد.
في تفسير المثل نري أن الجموع سمعوا وانصرفوا، وقليلون سألوا ليفهموا. وإنه لأَمر محزن أن يسمع الكثيرون المواعظ ويخرجوا كما دخلوا دون أن يستفيدوا. أما التلاميذ، فاغتنموا الفرصة وانفردوا بالرب في البيت، ودارت الأسئلة حول ما سمعوا ليفهموا. وحسنًا يفعل كثيرون من الشباب مع الخدام، إذ ينفردوا بهم وتدور الأسئلة وتزداد المعرفة، بدلاً من الأحاديث الجانبية العقيمة، «ومن له سيُعطى ويزاد».

للفرز أوان
سيأتي يوم الحصاد الذي فيه يكون كل شيء قد نضج، وجهز للجمع، سواء للمخازن أو للحريق. للحياة الأبدية أو للازدراء والعار الأبدي. يوم أن يحصد كل إنسان ثمار ما زرعه في حياته. يوم أن يفرز الرب - الذي يعرف خفايا القلوب - الزوان من الحنطة، والرديء من الجيد.
مصير الأبرار والزوان
الأبرار: سيضيئون كالشمس. ويا له من مجد! هم الآن مستترون وغير معروفين، ومع ذلك فهم كأنوار في العالم تضيء شهادة للمسيح ولمجده. وقريبًا سيلمعون كالشمس (والمسيح هو شمس البر)، لمجدهم وإظهارهم للعالم «متى أُظهِر المسيح حياتنا، فحينئذ تُظهرون أنتم أيضًا معه في المجد» (كولوسي 3: 4).
الزوان: سينطفئون كالليل. وإن كانوا الآن ظاهرين ومشهورين في العالم، ولكن في يوم قادم قريب سيتم جمعهم حزمًا حزمًا للحريق. الآن يوجد حزم - اتحادات - مختلفة لكل فئة ومهنة بين الناس، وفي يوم الدينونة سيكون الاشرار أيضًا حزمًا؛ فهناك حزمة اللصوص، وحزمة السكيرين، وحزمة الزناة، وحزمة المتدينين...
وبالمثل أربعة صفات لمصيرهم:

يطرحونهم: كلمة تُقال عن الشيء المكروه والعفن وعديم النفع.
أتون النار: المقرّ الأخير للأشرار. إشارة لقسوة العذاب.
بكاء: كرب وحيرة وحزن شديد.
صرير الأسنان: تعبير عن الغيظ والندم الشديد.

كلمتان لمن له أذنان:
صديقي القارىء.. أعطاك الرب أذنان للسمع، فماذا تسمع؟ ولمن تسمع؟ هل أعطيت أذنيك للشرير والأشرار؟ للخادعين وكلامهم المعسول؟ تذكّر أن بداية دخول الخطية للعالم كانت من خلال أذني حواء إذ اعطتهما لغواية ومكر الحية. فاحذر وانتبه لهذه الكلمات «يا ابني اصغ إلى حكمتي. أمل أذنك إلى فهمي... لأن شفتي المرأة الأجنبية تقطران عسلاً، وحنكها أنعم من الزيت، لكن عاقبتها مُرّة كالأفسنتين، حادة كسيف ذي حدين» (أمثال 5: 1-4).
وإن كنت - حتي الآن - لست من المخدوعين بخطية معينة، فاحذر من الخدعة الكبرى، وهي الديانة الظاهرية. فإن كنت حذرًا من طريق الفاسدين، فقد تكون مخدوعًا وسائرًا في طريق المتدينين. بل قد تكون من المرنمين أو وسط المصلّين أو حتى في صفوف الخادمين وفي السخاء أول المتبرعين؛ ومع هذا فأنت من الزوان والسمك الرديء!
قد تسأل: كيف أعرف إن كنت جيدًا أم رديئًا؟ زوان أم حنطة؟ صلِّ للرب يسوع قائلاً «اختبرني يا الله، واعرف قلبي. امتحني، واعرف أفكاري. وانظر إن كان فيَّ طريق باطل، واهدني طريقًا أبديًا» (مزمور 139: 23، 24).

 
قديم 19 - 10 - 2021, 09:10 AM   رقم المشاركة : ( 54903 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





لماذا منع صاحب الحقل عبيده من أن ينتقوا الزوان بحرص من الأرض عوضًا عن الإضرار بالزرع الجيد (مت 13: 29)؟

وهل معنى هذا أن نترك الأشرار يرعون في الكنيسة؟ وكيف يقول السيد المسيح، وهو الإله العالِم بكل شيء، أن حبة الخردل أصغر جميع البذور مع أن هناك بذار أخرى أصغر منها مثل بذور الأوركيد، كما أن شجرة الخردل أصغر من أن تأوي إليها الطيور، فهيَ قصيرة جدًا بجوار أشجار أخرى؟ وكيف يُشبّه السيد المسيح ملكوت السموات بالخميرة (مت 13: 33) مع أن الخميرة ترمز للشر؟





لماذا منع صاحب الحقل عبيده من أن ينتقوا الزوان بحرص من الأرض عوضًا عن الإضرار بالزرع الجيد (مت 13: 29)؟ وهل معنى هذا أن نترك الأشرار يرعون في الكنيسة؟ وكيف يقول السيد المسيح، وهو الإله العالِم بكل شيء، أن حبة الخردل أصغر جميع البذور مع أن هناك بذار أخرى أصغر منها مثل بذور الأوركيد، كما أن شجرة الخردل أصغر من أن تأوي إليها الطيور، فهيَ قصيرة جدًا بجوار أشجار أخرى؟ وكيف يُشبّه السيد المسيح ملكوت السموات بالخميرة (مت 13: 33) مع أن الخميرة ترمز للشر؟




1ــ قال صاحب الحقل لعبيده الذين أرادوا جمع الزوان: "لا. لِئَلاَّ تَقْلَعُوا الْحِنْطَةَ مَعَ الزَّوَانِ وَأَنْتُمْ تَجْمَعُونَهُ" (مت 13: 29) ولا سيما أن نبات الزوان في مراحل نموه الأولى يشبه نبات الحنطة، كما أن جذور هذا تتشابك مع جذور ذلك، لذلك نهى السيد عبيده عن قلع الزوان لئلا يقلعوا معه الحنطة. ويقول "تومسون" في كتابه "الأرض والكتاب" عن الزوان: "إن نوع هذه النباتات يتفق تمامًا مع هدف المَثَل، فعندما ينمو النبات وتظهر رؤوس السنابل يمكن لأصغر طفل أن يميز بين الحنطة والزوان، ولكن في بداية نمو السنابل، فقد تخطى العين المدقّقة في التمييز بين الحنطة والزوان. وحتى بعد التمييز بين الحنطة والزوان فإن قلع الزوان يُعرّض القمح أيضًا للقلع، لأن جذور النباتات تتشابك بعضها البعض. كان المزارعون يتركون الزوان مع الحنطة إلى وقت الحصاد" . وبسبب التشابه الكبير بين الزوان والحنطة دعوا الزوان بِاسم "القمح الكاذب" أو "القمح النغل"، والكلمة العربية المُترجمة إلى "زوان" هيَ "زونيم" وهيَ مشتقة من كلمة "زنا" بالعبرية، وفي وقت الحصاد والدرس كانت تختلط بعض حبات الزوان بحبات الحنطة، فتقوم النسوة بفرز هذا عن ذاك، لأن حبوب الزوان تغيّر طعم الخبز.
وفي هذا المَثَل تشير الحنطة للأبرار والزوان للأشرار،فالمسيح يزرع القديسين في حقل هذا العالم، وعدو الخير يزرع الأشرار ليفسدوا طرق اللَّه المستقيمة، وكثيرًا ما يتشبه الأشرار بالأبرار، فيتخذون صورة التقوى ولكنهم ينكرون قوتها، ومن الصعوبة بمكان التمييز بين العذارى الجاهلات والحكيمات في هذه الحياة، بل أن الجاهلات قد تكنَّ مشهورات أكثر من الحكيمات. واللَّه في عدله يعطي الفرصة كاملة للأبرار والأشرار، وهو يشرق بشمسه ويمطر على هذا وذاك، وقد يتوب بعض الأشرار فيتحوَّلون من زوان إلى حنطة، وربما في أواخر حياتهم، لذلك يجب أن يأخذ كل إنسان فرصته بالكامل. ويقول "القديس أوغسطينوس": "كثيرون يكونون في البداية زوانًا، لكنهم يصيرون بعد ذلك حنطة، فإن لم نحتملهم بالصبر وهم خطاة لما يمكن بلوغهم إلى هذا التحوُّل المستحق لكل تقدير" .
فعلى الأبرار أن لا يبدّدوا طاقاتهم وأوقاتهم في إدانة الأشرار، بل الصلاة والتضرع للَّه القادر أن يحوّل الزوان إلى حنطة، عالمين أن اللَّه لا يسعى لإبادة المعاندين المتكبرين، فوقت الفصل بين الأشرار والأبرار، ومكافأة الأبرار ومجازاة الأشرار لم يحن بعد، ولكن الدينونة ستُعلَن في وقت الحصاد. ويقول "الأب متى المسكين": "ولكن للمسيح قصدًا أن لا يخلع الزوان من مكانه قبل الآوان لئلا يؤذي الحنطة، فحكمة المسيح ترى أنه يلزم أن ينميا معًا، الصالح والطالح تحت شمس واحدة. ولكن ليس كل أبناء المسيح أبناء الملكوت ولا كل الذين ليسوا أبناء المسيح أبناء العدو. فسمة أهل العالم شيء وسمة أولاد العدو شيء آخر. لذلك فأبناء الملكوت يعيشون وسط أبناء العالم لا يُفرَّقون من بين الناس، لأن التفرقة الوحيدة ستكون في نهاية الدهور" .


2ــ في مَثَل الزوان فإن "الحقل" يشير للعالم وليس للكنيسة كقول السيد المسيح في تفسيره للمَثَل: "اَلزَّارِعُ الزَّرْعَ الْجَيِّدَ هُوَ ابْنُ الإِنْسَانِ. وَالْحَقْلُ هُوَ الْعَالَمُ. وَالزَّرْعُ الْجَيِّدُ هُوَ بَنُو الْمَلَكُوتِ. وَالزَّوَانُ هُوَ بَنُو الشِّرِّيرِ" (مت 13 " 37، 38)، وهدف المَثَل توضيح صبر اللَّه على الأشرار ومنحهم الفرصة كاملة، وليس هدف المَثَل ترك الأشرار يرعون في الكنيسة، فإن الكتاب حضَّ على تجنب المصّرين على شرهم: "إِنْ كَانَ أَحَدٌ مَدْعُوٌّ أَخًا زَانِيًا أَوْ طَمَّاعًا أَوْ عَابِدَ وَثَنٍ أَوْ شَتَّامًا أَوْ سِكِّيرًا أَوْ خَاطِفًا أَنْ لاَ تُخَالِطُـوا وَلاَ تُؤَاكِلُوا مِثْلَ هذَا" (1 كو 5: 11). ويقول "القديس أغسطينوس": "إن كان أحد المسيحيين وهو ثابت في الكنيسة قد أُخذ في خطية من نوع يستحق أن يُحرَم من الكنيسة، فليتم هذا: تجنب حدوث إنشقاق، بمعالجة الأمر بالحب فتصحح عوضًا أن تقتلع، فإن لم يأت إلى معرفة خطأه ولم ينصلح بالتوبة يُطرَد، ليقطع بإرادته من شركة الكنيسة، لأن قول الرب "دعوهما ينميان كلاهما معًا" قد أضيف إليه السبب وهو "لئلا تقلعوا الحنطة مع الزوان" مقدمًا تفسيرًا واضحًا، أما هنا فالسبب غير موجود، فبقطعه لا يوجد قلق على سلامة الحنطة متى كان جريمته واضحة ويظهر لكل واحد أنه ليس من يدافع عنه أو على الأقل أنه ليس له مدافعون يسبّبون إنقسامًا" .

3ــ عندما قال السيد المسيح عن بذار الخردل: "وَهِيَ أَصْغَرُ جَمِيعِ الْبُزُور" قصد أنها أصغر جميع البذار التي يستخدمها الفلاح اليهودي والمعروفة في أرض فلسطين فقط، وجاء في "الكتاب المقدَّس الدراسي": "أصغر البذور.. ليست حبة الخردل أصغر الحبوب المعروفة اليوم، ولكنها كانت أصغر الحبوب التي استعملها المزارعون والبستانيون آنذاك في تلك البيئة. وفي ظل ظروف مؤاتية يمكن أن يصل ارتفاع الشجرة إلى أكثر من ثلاثة أمتار. تصير شجرة حتى أن طيور السماء تأتي وتبيت في أغصانها" . ولأن حبة الخردل أصغر البذار التي عُرِفت في تلك المنطقة لذلك ضُرِب بها المَثَل دليل على الصغر، فقال السيد المسيح: "لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل.." (لو 17: 6)، وقال اليهود: "كسر للشريعة في نقطة صغيرة كحبة الخردل"، وجاءت بنفس المعنى الدال على الصغر في القرآن: "وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ" (الأنبياء 21: 47).. " يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّه إِنَّ اللَّه لَطِيفٌ خَبِي" (لقمان 33: 16).
وتبلغ شجرة الخردل نحو 3,3 مترًا، وطيور السماء مثل العصافير أو اليمام يضعن أعشاشهن فيها، ولم يقل السيد المسيح أنها أطول جميع الأشجار، لأن هناك أشجارًا طويلة جدًا تبلغ أضعاف شجرة الخردل، ولذلك قال عنها السيد المسيح: "وَلكِنْ مَتَى نَمَتْ فَهِيَ أَكْبَرُ الْبُقُولِ وَتَصِيرُ شَجَرَةً، حَتَّى إِنَّ طُيُورَ السَّمَاءِ تَأْتِي وَتَتَآوَى فِي أَغْصَانِهَا" (مت 13: 32). ويقول "الأب متى المسكين" أن السيد المسيح: "اختار حبة الخردل التي يتعامل معها الفلاح، وشجرتها الصغيرة التي يراها أمامه كل يوم. ولكن سر اختيار المسيح لهذه الشجرة الصغيرة بالذات هو نموها السريع الظاهري أحيانًا، بحيث يمكن أن يراقبها الفلاح كل يوم وهيَ تنمو أمامه وتكبر. حتى تبلغ طولها الكامل الذي قد يصل أحيانًا بحسب خبراء كثيرين الثلاثة أمتار.. فلو قسَّمنا عمر الشجرة الذي لا يزيد عن أربعة أشهر على طولها الذي يمكن أن يكون 300 سم نجد أن نموها اليومي يبلغ حوالي 3 سم مما يمكن أن تلحظه عين الفلاح بسهولة، وهكذا استطاع المسيح أن يطبع على عقلية السامعين معنى وكيفية نمو الملكوت وحده دون عوامل بشرية، كبذرة الخردل التي يستيقظ الفلاح كل يوم فيجد أنه استطالت ونمت بوضوح. وهذا درس لا يستهان به لنفوس البسطاء في كيفية نمو ملكوت السموات" .


4ــ تختلط الخميرة بالعجين، فتنشط وتنتشر وتخمر العجين كله، فصارت الخميرة ترمز للانتشار سواء للخير (مت 13: 33) أو للشر (لا 2: 11)، وقد شبه السيد المسيح ملكوت السموات أيضًا بالسمك ومنه الجيد ومنه الردئ. وكما استخدم السيد المسيح الخميرة في هذا المَثَل لإنتشار الملكوت، فإنه استخدم أيضًا الخميرة كإشارة لانتشار الشر عندما قال لتلاميذه: "أَوَّلًا تَحَرَّزُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَمِيرِ الْفَرِّيسِيِّينَ الَّذِي هُوَ الرِّيَاءُ" (لو 12: 1)، وبنفس المعنى استخدمها بولس الرسول قائلًا: "أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ خَمِيرَةً صَغِيرَةً تُخَمِّرُ الْعَجِينَ كُلَّهُ. إِذًا نَقُّوا مِنْكُمُ الْخَمِيرَةَ الْعَتِيقَةَ لِكَيْ تَكُونُوا عَجِينًا جَدِيدًا كَمَا أَنْتُمْ فَطِيرٌ" (1 كو 5: 6، 7). وليس عجيبًا أن التشبيه الواحد نجد له أكثر من جانب، فالسيد المسيح شُبه بالأسد الخارج من سبط يهوذا: "هُوَذَا قَدْ غَلَبَ الأَسَدُ الَّذِي مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا" (رؤ 5: 5) ووجه الشبه هنا الرئاسة والقوة والنصرة، وأيضًا شبه الكتاب إبليس بالأسد في توحشه وافتراسه: "لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ" (1 بط 5: 8).
 
قديم 19 - 10 - 2021, 09:11 AM   رقم المشاركة : ( 54904 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




قال صاحب الحقل لعبيده الذين أرادوا جمع الزوان: "لا. لِئَلاَّ تَقْلَعُوا الْحِنْطَةَ مَعَ الزَّوَانِ وَأَنْتُمْ تَجْمَعُونَهُ" (مت 13: 29) ولا سيما أن نبات الزوان في مراحل نموه الأولى يشبه نبات الحنطة، كما أن جذور هذا تتشابك مع جذور ذلك، لذلك نهى السيد عبيده عن قلع الزوان لئلا يقلعوا معه الحنطة. ويقول "تومسون" في كتابه "الأرض والكتاب" عن الزوان: "إن نوع هذه النباتات يتفق تمامًا مع هدف المَثَل، فعندما ينمو النبات وتظهر رؤوس السنابل يمكن لأصغر طفل أن يميز بين الحنطة والزوان، ولكن في بداية نمو السنابل، فقد تخطى العين المدقّقة في التمييز بين الحنطة والزوان. وحتى بعد التمييز بين الحنطة والزوان فإن قلع الزوان يُعرّض القمح أيضًا للقلع، لأن جذور النباتات تتشابك بعضها البعض. كان المزارعون يتركون الزوان مع الحنطة إلى وقت الحصاد" . وبسبب التشابه الكبير بين الزوان والحنطة دعوا الزوان بِاسم "القمح الكاذب" أو "القمح النغل"، والكلمة العربية المُترجمة إلى "زوان" هيَ "زونيم" وهيَ مشتقة من كلمة "زنا" بالعبرية، وفي وقت الحصاد والدرس كانت تختلط بعض حبات الزوان بحبات الحنطة، فتقوم النسوة بفرز هذا عن ذاك، لأن حبوب الزوان تغيّر طعم الخبز.
وفي هذا المَثَل تشير الحنطة للأبرار والزوان للأشرار،فالمسيح يزرع القديسين في حقل هذا العالم، وعدو الخير يزرع الأشرار ليفسدوا طرق اللَّه المستقيمة، وكثيرًا ما يتشبه الأشرار بالأبرار، فيتخذون صورة التقوى ولكنهم ينكرون قوتها، ومن الصعوبة بمكان التمييز بين العذارى الجاهلات والحكيمات في هذه الحياة، بل أن الجاهلات قد تكنَّ مشهورات أكثر من الحكيمات. واللَّه في عدله يعطي الفرصة كاملة للأبرار والأشرار، وهو يشرق بشمسه ويمطر على هذا وذاك، وقد يتوب بعض الأشرار فيتحوَّلون من زوان إلى حنطة، وربما في أواخر حياتهم، لذلك يجب أن يأخذ كل إنسان فرصته بالكامل. ويقول "القديس أوغسطينوس": "كثيرون يكونون في البداية زوانًا، لكنهم يصيرون بعد ذلك حنطة، فإن لم نحتملهم بالصبر وهم خطاة لما يمكن بلوغهم إلى هذا التحوُّل المستحق لكل تقدير" .
فعلى الأبرار أن لا يبدّدوا طاقاتهم وأوقاتهم في إدانة الأشرار، بل الصلاة والتضرع للَّه القادر أن يحوّل الزوان إلى حنطة، عالمين أن اللَّه لا يسعى لإبادة المعاندين المتكبرين، فوقت الفصل بين الأشرار والأبرار، ومكافأة الأبرار ومجازاة الأشرار لم يحن بعد، ولكن الدينونة ستُعلَن في وقت الحصاد. ويقول "الأب متى المسكين": "ولكن للمسيح قصدًا أن لا يخلع الزوان من مكانه قبل الآوان لئلا يؤذي الحنطة، فحكمة المسيح ترى أنه يلزم أن ينميا معًا، الصالح والطالح تحت شمس واحدة. ولكن ليس كل أبناء المسيح أبناء الملكوت ولا كل الذين ليسوا أبناء المسيح أبناء العدو. فسمة أهل العالم شيء وسمة أولاد العدو شيء آخر. لذلك فأبناء الملكوت يعيشون وسط أبناء العالم لا يُفرَّقون من بين الناس، لأن التفرقة الوحيدة ستكون في نهاية الدهور" .
 
قديم 19 - 10 - 2021, 09:12 AM   رقم المشاركة : ( 54905 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


في مَثَل الزوان فإن "الحقل" يشير للعالم وليس للكنيسة كقول السيد المسيح في تفسيره للمَثَل: "اَلزَّارِعُ الزَّرْعَ الْجَيِّدَ هُوَ ابْنُ الإِنْسَانِ. وَالْحَقْلُ هُوَ الْعَالَمُ. وَالزَّرْعُ الْجَيِّدُ هُوَ بَنُو الْمَلَكُوتِ. وَالزَّوَانُ هُوَ بَنُو الشِّرِّيرِ" (مت 13 " 37، 38)، وهدف المَثَل توضيح صبر اللَّه على الأشرار ومنحهم الفرصة كاملة، وليس هدف المَثَل ترك الأشرار يرعون في الكنيسة، فإن الكتاب حضَّ على تجنب المصّرين على شرهم: "إِنْ كَانَ أَحَدٌ مَدْعُوٌّ أَخًا زَانِيًا أَوْ طَمَّاعًا أَوْ عَابِدَ وَثَنٍ أَوْ شَتَّامًا أَوْ سِكِّيرًا أَوْ خَاطِفًا أَنْ لاَ تُخَالِطُـوا وَلاَ تُؤَاكِلُوا مِثْلَ هذَا" (1 كو 5: 11). ويقول "القديس أغسطينوس": "إن كان أحد المسيحيين وهو ثابت في الكنيسة قد أُخذ في خطية من نوع يستحق أن يُحرَم من الكنيسة، فليتم هذا: تجنب حدوث إنشقاق، بمعالجة الأمر بالحب فتصحح عوضًا أن تقتلع، فإن لم يأت إلى معرفة خطأه ولم ينصلح بالتوبة يُطرَد، ليقطع بإرادته من شركة الكنيسة، لأن قول الرب "دعوهما ينميان كلاهما معًا" قد أضيف إليه السبب وهو "لئلا تقلعوا الحنطة مع الزوان" مقدمًا تفسيرًا واضحًا، أما هنا فالسبب غير موجود، فبقطعه لا يوجد قلق على سلامة الحنطة متى كان جريمته واضحة ويظهر لكل واحد أنه ليس من يدافع عنه أو على الأقل أنه ليس له مدافعون يسبّبون إنقسامًا" .
 
قديم 19 - 10 - 2021, 09:13 AM   رقم المشاركة : ( 54906 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


عندما قال السيد المسيح عن بذار الخردل: "وَهِيَ أَصْغَرُ جَمِيعِ الْبُزُور" قصد أنها أصغر جميع البذار التي يستخدمها الفلاح اليهودي والمعروفة في أرض فلسطين فقط، وجاء في "الكتاب المقدَّس الدراسي": "أصغر البذور.. ليست حبة الخردل أصغر الحبوب المعروفة اليوم، ولكنها كانت أصغر الحبوب التي استعملها المزارعون والبستانيون آنذاك في تلك البيئة. وفي ظل ظروف مؤاتية يمكن أن يصل ارتفاع الشجرة إلى أكثر من ثلاثة أمتار. تصير شجرة حتى أن طيور السماء تأتي وتبيت في أغصانها" . ولأن حبة الخردل أصغر البذار التي عُرِفت في تلك المنطقة لذلك ضُرِب بها المَثَل دليل على الصغر، فقال السيد المسيح: "لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل.." (لو 17: 6)، وقال اليهود: "كسر للشريعة في نقطة صغيرة كحبة الخردل"، وجاءت بنفس المعنى الدال على الصغر في القرآن: "وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ" (الأنبياء 21: 47).. " يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّه إِنَّ اللَّه لَطِيفٌ خَبِي" (لقمان 33: 16).
وتبلغ شجرة الخردل نحو 3,3 مترًا، وطيور السماء مثل العصافير أو اليمام يضعن أعشاشهن فيها، ولم يقل السيد المسيح أنها أطول جميع الأشجار، لأن هناك أشجارًا طويلة جدًا تبلغ أضعاف شجرة الخردل، ولذلك قال عنها السيد المسيح: "وَلكِنْ مَتَى نَمَتْ فَهِيَ أَكْبَرُ الْبُقُولِ وَتَصِيرُ شَجَرَةً، حَتَّى إِنَّ طُيُورَ السَّمَاءِ تَأْتِي وَتَتَآوَى فِي أَغْصَانِهَا" (مت 13: 32). ويقول "الأب متى المسكين" أن السيد المسيح: "اختار حبة الخردل التي يتعامل معها الفلاح، وشجرتها الصغيرة التي يراها أمامه كل يوم. ولكن سر اختيار المسيح لهذه الشجرة الصغيرة بالذات هو نموها السريع الظاهري أحيانًا، بحيث يمكن أن يراقبها الفلاح كل يوم وهيَ تنمو أمامه وتكبر. حتى تبلغ طولها الكامل الذي قد يصل أحيانًا بحسب خبراء كثيرين الثلاثة أمتار.. فلو قسَّمنا عمر الشجرة الذي لا يزيد عن أربعة أشهر على طولها الذي يمكن أن يكون 300 سم نجد أن نموها اليومي يبلغ حوالي 3 سم مما يمكن أن تلحظه عين الفلاح بسهولة، وهكذا استطاع المسيح أن يطبع على عقلية السامعين معنى وكيفية نمو الملكوت وحده دون عوامل بشرية، كبذرة الخردل التي يستيقظ الفلاح كل يوم فيجد أنه استطالت ونمت بوضوح. وهذا درس لا يستهان به لنفوس البسطاء في كيفية نمو ملكوت السموات" .
 
قديم 19 - 10 - 2021, 09:25 AM   رقم المشاركة : ( 54907 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مولود من عذراء !



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


هوذا العذراء تحبل وتَلِد ابنًا، ويدعون اسمه

عمانوئيل الذي تفسيره: الله معنا

( مت 1: 23 )




إن مولد المسيح من امرأة كان تتميمًا لوعد الله في الجنة، الوعد الذي وَرَد في تكوين3: 15 عن نسل المرأة الذي يسحق رأس الحية. فنحن نذكر قصة السقوط في الجنة، وكيف استخدم الشيطان المرأة ـ باعتبارها الإناء الأضعف ـ لإدخال الخطية والبؤس والشقاء والموت إلى العالم. وفي الحال أتى الرد الإلهي على ذلك. فالمرأة التي أدخلت الخطية إلى العالم، هي نفسها التي أعطى الله فورًا وعدًا بأنها ستُدخل المخلِّص، الذي سيهزم الشيطان ويسحق رأسه!

إذًا فنحن في أول العهد القديم نسمع الوعد بنسل المرأة، وفي أول العهد الجديد نجد تحقيق هذا الوعد!

لكن المسيح لم يُولد فقط من امرأة، بل وُلد ـ ويا للعجب ـ من عذراء! ولهذا المولد العذراوي العديد من الدلالات الهامة.

أول مدلول هو تميز المسيح عن كل البشر الذين قبله والذين بعده. فلم يدخل قط إنسان إلى العالم بهذه الطريقة.

والأمر الثاني؛ إن دخول المسيح إلى العالم لم يكن من تخطيط إنسان، لا من طلبه ولا من تصوره أيضًا. بل إنه جاء بناءً على خطة الله الأزلية، وفي التوقيت الذي اختاره الله ( غل 4: 4 ).

والأمر الثالث؛ ليكون المسيح بمنأى عن خطية آدم التي نسميها الخطية الوراثية. فإن كان المسيح أتى ليرفع الخطايا، فينبغي أن يكون هو نفسه بلا خطية، في حياته الفريدة يكون قدوة بلا خطية، وفي موته الكفاري يكون ذبيحة بلا خطية.

صحيح من آن لآخر تدخَّل الله في مَسَار التاريخ البشري وأرسل أنبياءه، الذين قيل عن بعضهم إنهم كانوا مقدَّسين لله قبل ولادتهم، ومُخصصين لخدمته من أرحام أمهاتهم، مثل إرميا ويوحنا المعمدان، ومع ذلك فإن الكل، بما فيهم هؤلاء الأنبياء، عليهم الاعتراف بما اعترف به داود «هأنذا بالإثم صوِّرت، وبالخطية حبلت بي أمي» ( مز 51: 5 ). لكن المولد العذراوي كان إجابة على الأحجية: كيف يكون المخلِّص إنسانًا، يشاركنا الطبيعة البشرية، ولا يشاركنا الخطية. يشاركنا الإنسانية، ولا يكون له حصة في هذه التِركة الثقيلة، أعني الخطية الموروثة التي ناء بثقلها ظهور كل بني آدم؟
 
قديم 19 - 10 - 2021, 09:26 AM   رقم المشاركة : ( 54908 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


هوذا العذراء تحبل وتَلِد ابنًا، ويدعون اسمه

عمانوئيل الذي تفسيره: الله معنا

( مت 1: 23 )




إن مولد المسيح من امرأة كان تتميمًا لوعد الله في الجنة، الوعد الذي وَرَد في تكوين3: 15 عن نسل المرأة الذي يسحق رأس الحية. فنحن نذكر قصة السقوط في الجنة، وكيف استخدم الشيطان المرأة ـ باعتبارها الإناء الأضعف ـ لإدخال الخطية والبؤس والشقاء والموت إلى العالم. وفي الحال أتى الرد الإلهي على ذلك. فالمرأة التي أدخلت الخطية إلى العالم، هي نفسها التي أعطى الله فورًا وعدًا بأنها ستُدخل المخلِّص، الذي سيهزم الشيطان ويسحق رأسه!

إذًا فنحن في أول العهد القديم نسمع الوعد بنسل المرأة، وفي أول العهد الجديد نجد تحقيق هذا الوعد!

لكن المسيح لم يُولد فقط من امرأة، بل وُلد ـ ويا للعجب ـ من عذراء! ولهذا المولد العذراوي العديد من الدلالات الهامة.
 
قديم 19 - 10 - 2021, 09:27 AM   رقم المشاركة : ( 54909 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


هوذا العذراء تحبل وتَلِد ابنًا، ويدعون اسمه

عمانوئيل الذي تفسيره: الله معنا

( مت 1: 23 )


أول مدلول هو تميز المسيح عن كل البشر الذين قبله والذين بعده. فلم يدخل قط إنسان إلى العالم بهذه الطريقة.

والأمر الثاني؛ إن دخول المسيح إلى العالم لم يكن من تخطيط إنسان، لا من طلبه ولا من تصوره أيضًا. بل إنه جاء بناءً على خطة الله الأزلية، وفي التوقيت الذي اختاره الله ( غل 4: 4 ).

والأمر الثالث؛ ليكون المسيح بمنأى عن خطية آدم التي نسميها الخطية الوراثية. فإن كان المسيح أتى ليرفع الخطايا، فينبغي أن يكون هو نفسه بلا خطية، في حياته الفريدة يكون قدوة بلا خطية، وفي موته الكفاري يكون ذبيحة بلا خطية.

 
قديم 19 - 10 - 2021, 09:28 AM   رقم المشاركة : ( 54910 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


هوذا العذراء تحبل وتَلِد ابنًا، ويدعون اسمه

عمانوئيل الذي تفسيره: الله معنا

( مت 1: 23 )


صحيح من آن لآخر تدخَّل الله في مَسَار التاريخ البشري وأرسل أنبياءه، الذين قيل عن بعضهم إنهم كانوا مقدَّسين لله قبل ولادتهم، ومُخصصين لخدمته من أرحام أمهاتهم، مثل إرميا ويوحنا المعمدان، ومع ذلك فإن الكل، بما فيهم هؤلاء الأنبياء، عليهم الاعتراف بما اعترف به داود «هأنذا بالإثم صوِّرت، وبالخطية حبلت بي أمي» ( مز 51: 5 ).

لكن المولد العذراوي كان إجابة على الأحجية: كيف يكون المخلِّص إنسانًا، يشاركنا الطبيعة البشرية، ولا يشاركنا الخطية. يشاركنا الإنسانية، ولا يكون له حصة في هذه التِركة الثقيلة، أعني الخطية الموروثة التي ناء بثقلها ظهور كل بني آدم؟
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025