26 - 08 - 2014, 02:54 PM | رقم المشاركة : ( 5481 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يسوع والخوف قد نتفاجأ من هذه الطريقة لشرح نصّ الأرملة الفقيرة. لكنّ نظرة يسوع إلى الخوف أكيدة. ففي الأناجيل، يدعو يسوع الناس أكثر من عشرين مرّةٍ إلى عدم الخوف، بينما لا يدعو أكثر من ثلاث مرّاتٍ إلى عدم ارتكاب الخطيئة. هذا يعني أنّ يسوع كان يرى في العمق ما يقضّ مضاجع البشر. وقد أتى ليحرّرنا من الخوف المستولي على الجنس البشريّ. الغريب في الأمر هو قلّة عدد المؤمنين الّذين لاحظوا ذلك. ما الّذي كان يقصده من كلمة "لا تخف" أو "لا تخافوا"؟ وكيف يساعدنا يسوع لنتغلّب على مخاوفنا؟ هناك نقطتان تجدر الإشارة إليهما: أوّلاً: استعمل يسوع أسلوباً تربويّاً خاصّاً ليجعل تلاميذه شجعاناً. إنّه أسلوب مدهش. في البداية، يجعل الخوف يظهر. ينقله من ضبابيّة الغمّ إلى وضوح الخوف. وحين يصل الخوف إلى ذروته، يقول كلمته الّتي تجعل الإنسان يتخطّى خوفه. لقد فعل هذا مراراً، وكأنّ كلمته لا مفعول لها إلاّ بعد ظهور كلّ ما يرعِدُ ويخيف: خوف معيّن، غمّ، اكتئاب، اضطراب ... لا يهم. على هذه المخاوف أن تصل الذروة كي يتدخّل. لماذا، ليقتلع الخوف من جذوره. لولا ذلك، لعاد ونما كما ينمو العشب الضارّ إن لم يُقتلع من الجذر. فلنفكّر بأزمة التلاميذ أمام الجموع الجائعة "أعطوهم أنتم ليأكلوا". ولنفكّر في المركب وسط العاصفة، ويسوع نائمٌ على وسادة. "أما تبالي أنّنا نهلك؟" ولنفكّر بأمّه المرتبكة لنفاد الخمر في عرس قانا الجليل: "لم يعد لديهم خمر ... ما لي ولكِ أيّتها المرأة، لم تحِن ساعتي بعدُ". ولعلّ أشهر قصّةٍ تعكس هذا الأسلوب هي حين مشى على الماء ليلاً ليلحق بتلاميذه في المركب (متّى 14/22-33). كان التلاميذ حينها في قمّة الحماس، خصوصاً بعد تخطّيهم أزمة (خوف) إطعام الآلاف من البشر. وأراد يسوع أن يعيدهم إلى الخوف، كي لا يصبحوا مثل أغنياء الهيكل، الّذين يفضل لديهم مال، أرسلهم إلى البحر الهائج. كانوا في نشوة الانتصار، فعميت عيونهم عن رؤية الواقع وما يحمله من خوف: المسيح ليس معهم، واحتمال الغرق في البحيرة وارد. وعندما هبّت الأمواج، استفاقوا من غفوتهم وخافوا. وبلغ خوفهم ذروته حين رأوا خيالاً أبيض يقترب منهم ماشياً على الماء. "واستولى عليهم الخوف وصرخوا". إنّه ذعر يندلع من الخواء. وحاول بطرس أن يتغلّب على خوفه بزيادة المغامرة، ورضي يسوع بدون تردّد. إنّه لم يقل له: "ألا تصدّقني أنّي أنا هو؟ يا لك من شكوك!" بل دعاه إلى أن يمضي بشجاعته حتّى حدودها، حتّى زوالها، حتّى الشك، البذرة الّتي تعطي الخوف. من المهم أن نعرف هذا الأمر كي نحسن التصرّف في الليالي الحالكة، والأيّام السوداء. فحين نعيش أيّاماً صعبة، لا تكون بالضرورة كذلك لأنّ العدوّ يغزونا، بل هي على كلّ حال علامات على اقتراب موعد قدوم الكلمة الأزليّ إلينا. هذا ما اختبره الآباء الروحيّون في حيواتهم. فالربّ في وسط الإعصار. ثانياً: العناية الإلهيّة. ففي العشاء الأخير، ظنّ التلاميذ أنّهم فهموا كلّ شيء. "الآن تؤمنون؟ ها هي ذي الساعة آتية، وإنّها قد أتت، تتفرّقون فيها، فيذهب كلّ واحدٍ في سبيله وتتركوني وحدي" (يو 16/32). فلنحاول الإحساس بثقل كلمة "وحدي". الشعور بالعزلة القاسية. عزلة يسوع في بستان الزيتون، حيث لم تجدِه توسّلاته لتلاميذه كي يبقوا معه ساعة. ويتابع يسوع كلامه ويقول: كلاّ، لستُ وحدي، إنّ الآب معي." فقوّتنا في تجاوز الخوف هي من الآب. هذا هو سرّ شجاعة الشهداء المدهشة. كانوا ينالون من ذكر الله واسم يسوع قوّةً عجيبة. "قلتُ لكم هذه الأشياء ليكون لكم بي السلام. ستعانون الشدّة في العالم، فاصبروا لها، لقد غلبتُ العالم" (يو 16/33). لقد استمدّ يسوع شجاعته من الآب، ونحن نريد أن نستمدّها من ذواتنا. أليس هذا أمراً عجيباً؟ فالمجرّب يخدعنا حين يوحي لنا بصور البطولة الفرديّة: "بإمكانكَ أن تكون قويّاً وحدكَ ... شخصيّتكَ قويّة ... لديك خبرة، إمكانيّات ..." وقد اختبرت القدّيسة تريزا الطفل يسوع هذا فكتبت في يوميّاتها: "أظنّ أنّني قمتُ بأفعال إيمانٍ في أثناء هذه السنة أكثر ممّا قمتُ به طوال حياتي. ففي كلّ صراع، حين يهدّدني العدو، أسلك سلوك الشجعان. ولمّا عرفتُ أنّ الصراع بين اثنين جبن، أدير ظهري لعدوّي وأركض نحو يسوع". استراتيجيّة مدهشة لا تقوم على الاختيار بين المواجهة أو الانسحاب، بل على التحالف. علينا ألاّ نخطئ في اختيار الحليف. فالمسألة ليست تفضيل الإيمان على البطولة أو العكس، بل الشجاعة في الالتجاء إلى يسوع. هذا هو الإيمان الّذي يغلب العالم. إنّه ثقة في الذات، تأتيني من آخر، لأعيش وأموت وأعود إلى الحياة. فكلّ استمرارٍ في الوجود هو هبة من القائم من بين الأموات |
||||
26 - 08 - 2014, 02:57 PM | رقم المشاركة : ( 5482 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الشريعة الأخلاقية الشريعة الأخلاقية هي من عمل الحكمة الإلهية، هي تعليم أبوي وتربية من الله، ترسم للإنسان سبل السلوك وقواعده التي تقوده إلى السعادة الموعودة؛ وتحظر سبل الشر التي تصرف عن الله ومحبته. وهي قاعدة سلوك تضعها السلطة الصالحة لأجل الخير العام؛ وتفترض نظاماً عقلياً قائماً بين الخلائق لأجل خيرهم. وفي سبيل غايتهم، بقدرة الخالق وحكمته وجودته. وكل شريعة تجد في الشريعة الأزلية حقيقتها الأولى والقصوى؛ وهذه الشريعة الأزلية هي، في الله، مصدر جميع الشرائع: الطبيعة والمنزلة (الشريعة القديمة والشريعة الإنجيلية) والمدنّية والكنسية. وتجد الشريعة الأخلاقية في المسيح كمالها ووحدتها، ويسوع المسيح هو بشخصه طريق الكمال. هو غاية الشريعة، لأنه وحده يعلم ويعطي برّ الله: "لأن غاية الناموس هي المسيح الذي يُبرّر كل من يؤمن" (رو10/4). 1 - الشريعة الطبيعيّة: يشارك الإنسانُ الخالقَ في حكمته وجودته، وتُعبّر الشريعة الطبيعية عن الحسّ الأخلاقي الأصلي، الذي يسمح للإنسان أن يميّز بالعقل ما هو الخير والشر والحقيقة والكذب. وتبين للإنسان السبيل الذي عليه أن يسلكه لممارسة الخير وبلوغ غايته، وتعلن الوصايا الأولى والأساسية التي تهيمن على الحياة الأخلاقية ومحورها التوق إلى الله والخضوع له وكذلك الإحساس بالآخر مساوياً للذات. وتدعى هذه الشريعة طبيعيّة لا بالنسبة إلى الكائنات غير العاقلة، وإنما لأن العقل الذي يأمر بها هو من خصائص الطبيعة البشرية. وهذه الشريعة الطبيعية موجودة في قلب كل إنسان، وقد أقامها العقل، فهي شاملة في رسومها، وتمتد سلطتها إلى كل إنسان. إنها تعبّر عن كرامة الشخص وتحدد القاعدة التي تقوم عليها حقوقه وواجباته الأساسية. وهي لا تتغيّر وتستمر في تقلبات التاريخ، إنها تبقى تحت مدّ الأفكار والأخلاق وتساند تقدمها. والقواعد التي تعبّر عنها تبقى قائمة في جوهرها، حتى وإن أنكر الإنسان مبادئها ذاتها، فلا يمكن إزالتها من قلب الإنسان. وهي توفر للإنسان الأساس الصلب الذي يستطيع أن يقيم عليه بناء القواعد الأخلاقية التي ترشد اختياراته. 2 - الشريعة القديمة: اختار الله لنفسه شعباً خاصاً وأوصى بشريعته مهيئاً هكذا مجيء المسيح. وتعبّر شريعة موسى عن حقائق عدة يكن العقل أن يبلغها بوجه طبيعي، وهي معلنة ومُثبتة داخل عهد الخلاص. والشريعة القديمة هي الشريعة الموحى بها في حالتها الأولى. وفرائضها الأخلاقية تختصرها الوصايا العشر، أساس دعوة الإنسان، فتنهى عمّا هو مخالف لمحبة الله والقريب، وتأمر بما هو أساسي لها. الوصايا العشر نور ملقى على ضمير كل إنسان ليكشف له دعوة الله وطرقه، وليصونه من الشر. إن الشريعة القديمة، وفاقاً للتقليد المسيحي، مقدسة وروحية وصالحة ولكنها ما تزال ناقصة. إنها كالمُرّبي تظهر ما يجب عمله ولكنها لا تعطي بذاتها القوة ولا نعمة الروح القدس لفعله، وهي تبقى بسبب الخطيئة شريعة عبودية ومهمتها أن تعلن وتظهر الخطيئة التي هي "شريعة شهوة" في قلب الإنسان. وهي تُهيّئ وتعد الشعب للتوبة وللإيمان بالله المخلص، هي تهيئة للإنجيل، إنباء بعمل التحرير من الخطيئة الذي سُيتمه المسيح وإيماء إليه؛ تعطي العهد الجديد الصور والمُثُل والرموز للتعبير عن الحياة بحسب الروح. 3 - الشريعة الجديدة أو الشريعة الإنجيلية: هي كمال الشريعة الإلهية، الطبيعيّة والموصى بها. إنها من عمل المسيح وتتبيّن على الخصوص في العظة على الجبل، وهي أيضاً عمل الروح القدس، وبه تصبح شريعة المحبة في الداخل. هي نعمة الروح القدس المعطاة للمؤمنين، بالإيمان بالمسيح وهي فاعلة بالمحبة تستخدم عظة الرب لتعلمنا ما يجب عمله، والأسرار لتمنحنا النعمة لفعل ذلك. الشريعة الإنجيليّة تتمّم وتشحذ وتتجاوز وتقود إلى الكمال الشريعةَ القديمة. هي في التطويبات تُتمم المواعيد الإلهية وتسمو بها وتوجهها نحو "ملكوت السموات"؛ كما تتمم وصايا الشريعة، وتُظهِر كل حقيقتها الإلهية والإنسانية. يقود الإنجيلُ الشريعة هكذا إلى كمالها بالإقتداء بكمال الآب السماوي، والمغفرة للأعداء، والصلاة لأجل المضطهدين. على مثال كرم الله. الشريعة الجديدة تمارس أفعال الديانة: الإحسان والصلاة والصوم، وتقتضي الاختيار الحاسم بين "الطريقين"، وتختصر "بالقاعدة الذهبية"، وهي كلها موجودة في وصية يسوع الجديدة: "أن نحب بعضنا بعضاً كما أحبنا. وتدعى هذه الشريعة شريعة محبة لأنها تحمل على تفضيل التصرّف بفعل المحبة التي يبثها الروح القدس على التصرّف بالخوف، وتدعى شريعة نعمة لأنها تمنح قوة النعمة للتصرف بوساطة الإيمان والأسرار، وتدعى شريعة حرية لأنها تحررنا مما في الشريعة القديمة من رسوم طقوسية وقانونية، وتميل بنا إلى التصرف تلقائياً بدافع المحبة، وتجعلنا أخيراً ننتقل من حالة العبد إلى حالة صديق المسيح أو إلى حالة الابن الوارث أيضاً. |
||||
26 - 08 - 2014, 02:58 PM | رقم المشاركة : ( 5483 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
النعمة النعمة هي جميل وعون مجاني يعطينا الله إياهما لتلبية ندائه بأن نصير أبناء الله: "أما الذين قبلوه? فقد مكنّهم أن يصيروا أبناء الله? فمن ملئه نلنا بأجمعنا، وقد نلنا نعمة على نعمة? وأما النعمة والحق، فقد أتيا عن يد يسوع المسيح." (يو1/2-18)، نصير أبناء بالتبني مشاركين في الطبيعة الإلهية وفي الحياة الأبدية. النعمة إذاً مشاركة في حياة الله، تُدخِلنا في صميم الحياة الثالوثية: فبالمعمودية يشترك المسيحي في نعمة المسيح رأس جسده. وبكونه "ابناً بالتبني" يستطيع أن يدعو الله "أبــاً" بالاتحاد مع الابن الوحيد، وهو يتقّبل حياة الـروح الذي ينفخ فيه المحبة والذي يكوّن الكنيسة. هذه الدعوة إلى الحياة الأبدية تفوق الطبيعة. وهي خاضعة تماماً لمبادرة الله المجانية، لأنه وحده يستطيع إظهار ذاته وإعطاءها. وهي تستمر على ما عند البشر، بل كل خليقة، من إمكانات الإدراك وقوى الإرادة. نعمة المسيح هي الموهبة المجّانية التي يمنحنا بها الله حياته، فيسكبها الروح القدس في نفسنا لشفائها من الخطيئة، ولتقديسها: إنها النعمة المبّررة أو المؤلّهة، المقبولة في المعمودية. إنها فينا ينبوع عمل التقديس: "إذاً إن كان أحد في المسيح. فإنه خلق جديد. قد زالت الأشياء القديمة وها قد جاءت أشياء جديدة. وهذا كله من الله الذي صالحنا بالمسيح وأعطانا خدمة المصالحة" (2كور5/17-18).وهذه النعمة المبررة هي موهبة عادية، استعداد ثابت وفائق الطبيعة يكمل النفس ذاتها ليجعلها أهلاً لتعيش مع الله وتعمل بمحبته. وتتميّز النعمة العادية، أي الاستعداد الدائم للعيش والعمل وفاقاً لنداء الله، من النعم الحاليّة التي تُطلق على المداخلات الإلهية إمّا في أساس التوبة وإما في مجرى عمل التقديس. كما وأن إعداد الإنسان لتقبّل النعمة هو أيضاً من عمل النعمة. فهذه ضرورّية لكي تُثير وتساند مساهمتنا في التبرير بالإيمان والتقديس بالمحبة: "أجل نحن نعمل أيضاً، ولكنّنا لا نقوم إلا بالعمل مع الله الذي يعمل. لأن رحمته قد سبقتنا حتى نبرأ، ولأنها تتبعنا أيضاً حتى إذا ما شفينا تنتعش فينا الحياة، لنكون ممجّدين، إنها تسبقنا لنكون مدعوّين، وهي تتبعنا لنحيا حياة التقوى، وتتبعنا لنحيا أبداً مع الله لأننا بدونه لا نستطيع شيئاً" (القديس اوغسطينوس، في الطبيعة والنعمة،31،35). مبادرة الله الحرة هذه تستدعي جواب الإنسان الحر، لأن الله خلق الإنسان على صورته، إذ منحه مع الحرية القدرة على معرفته ومحبته. والنفس لا تدخل إلا بحريتها في وحدة المحبة. فالله يلمس مباشرة ويحّرك مباشرة قلبَ الإنسان. لقد جعل في الإنسان توقاً إلى الحق والخير لا يشبعه سواه. والنعمة هي أولاً وأساساً موهبة الروح القدس الذي يبرّرنا ويقدسنا. ولكن النعمة تحتوي أيضاً على المواهب التي يمنحنا إياها الروح ليشركنا في عمله، ويجعلنا قادرين على المساهمة في خلاص الآخرين، وعلى إنماء جسد المسيح أي الكنيسة. إنها النعم الأسرارية، أي المواهب الخاصة بمختلف الأسرار. إنها، فضلاً عن ذلك، النعم الخصوصية المسّماة "مواهب"، العطية المجانية، الإنعام. والمواهب هذه معّدة للنعمة المبرّرة، وغايتها خير الكنيسة العام. إنها في خدمة المحبة التي تبني الكنيسة. وبما أن النعمة هي فوق الطبيعة، فلا تقع تحت الاختبار ولا نستطيع معرفتها إلاّ بالإيمان. فلا نستطيع إذن الاعتماد على عواطفنا أو أعمالنا لنستنتج أننا مبرّرون أو مخلَّصون. ومع ذلك، فبحسب كلام الرب: "من ثمارهم تعرفونهم" (متى7/20)، يعطينا تبصُّرُ إحسانات الله في حياتنا وحياة القديسين كفالةً بأن النعمة تعمل فينا، ويحفزنا على إيمان يعظم دوماً وموقف مَسْكنة واثقة. |
||||
26 - 08 - 2014, 02:59 PM | رقم المشاركة : ( 5484 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القداسة المسيحية "وإننا نعلم أن جميع الأشياء تعمل لخير الذين يحبون الله، أولئك الذين دعوا بسابق تدبيره. ذلك بأنه عرفهم بسابق علمه وسبق أن قضى بأن يكونوا على مثال صورة ابنه ليكون هذا بِكراً لإخوة كثيرين. فالذين سبق أن قضى لهم بذلك دعاهم أيضاً. والذين دعاهم برّرهم أيضاً، والذين برَّرهم مجّدهم أيضاً" (رو8/28-30). إن الدعوة إلى ملء الحياة المسيحية وكمال المحبة موجَّهة إلى جميع المؤمنين بالمسيح أيا كانت رتبتهم وحالتهم. كلهم مدعوَّون إلى القداسة: "كونوا كاملين كما أن أباكم السماوي هو كامل" (متى5/48). يسعى التقدم الروحي إلى اتحاد بالمسيح يزداد أبداً أُلفة. هذا الاتحاد يُدعى "سرياً"، لأنه يشارك في سر المسيح بوساطة الأسرار، وفي المسيح يشارك في سر الثالوث الأقدس، فالله يدعونا جميعاً إلى هذه الوحدة الأليفة معه، وإن لم تُمنح نِعمٌ خاصة بهذه الحياة السرية، أو علامات خارقة لها، إلاّ لبعض الناس لإظهار العطية المجانية الممنوحة للكل. وطريق القداسة يمر عبر الصليب، وليس من قداسة تخلو من التجرد ومن الجهاد الروحي. والتقدم الروحي يتضمن الجهاد والاماتة اللذين يؤديان تدريجياً إلى العيش في سلام التطويبات وفرحها. "من أراد أن يتبعني، فليكفر بنفسه، وليحمل صليبه، ويتبعني" (متى16/24) |
||||
26 - 08 - 2014, 03:00 PM | رقم المشاركة : ( 5485 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الثالوث القدّوس وجوديّاً
|
||||
26 - 08 - 2014, 04:10 PM | رقم المشاركة : ( 5486 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هكذا احب الله العالم
|
||||
26 - 08 - 2014, 04:18 PM | رقم المشاركة : ( 5487 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لو كنت تعبان وحزين إليك هذا الوعد وَعِنْدَ خُرُوجِ ٱلرَّجُلِ نَحْوَ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْخَيْطُ بِيَدِهِ، قَاسَ أَلْفَ ذِرَاعٍ وَعَبَّرَنِي فِي ٱلْمِيَاهِ، وَٱلْمِيَاهُ إِلَى ٱلْكَعْبَيْنِ. ثُمَّ قَاسَ أَلْفًا وَعَبَّرَنِي فِي ٱلْمِيَاهِ، وَٱلْمِيَاهُ إِلَى ٱلرُّكْبَتَيْنِ. ثُمَّ قَاسَ أَلْفًا وَعَبَّرَنِي، وَٱلْمِيَاهُ إِلَى ٱلْحَقْوَيْنِ. ثُمَّ قَاسَ أَلْفًا، وَإِذَا بِنَهْرٍ لَمْ أَسْتَطِعْ عُبُورَهُ، لِأَنَّ ٱلْمِيَاهَ طَمَتْ، مِيَاهَ سِبَاحَةٍ، نَهْرٍ لَا يُعْبَرُ. (47 حِزْ...قِيَال:3-5 AVD) في كل مرة اقرأ هذة الآيات تنتابني غيرة و رغبة عارمة أن يقيس الروح القدس و يأخذ بيدي و يدخلني الي دهاليز أعماق المسيح. فيأخذ مما لة و يخبرني ويرشدني الي جميع الحق ، بل و بأمور آتية . الدخول الي العمق ...... هل تعبت من أمواج الشاطئ و ضحالة المياة ؟؟ حلك هو ....الدخول الي العمق " لان هذة المياة تأتي الي هناك فتشفي و يحيا كل ما يأتي النهر الية ." أن كنت تعبان و مهموم و حزين ، أن كانت حياتك صعبة و نفسك مكسورة و محبط و جسدك ليس فية صحة ،أن كانت الأمواج قد أنهكت قواك و ضعفت مقاومتك ، فأطلب من الروح القدس أن يقيس و يعبر بك . فأن هذة المياة شافية و محيية . سيجدد الروح مثل النسر شبابك و يعطيك يا معيي قوة و يكثر الشدة ، فتركض و لا تتعب و تمشي دون أي أعياء . امين |
||||
26 - 08 - 2014, 04:19 PM | رقم المشاركة : ( 5488 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المسيحي و الإضطهاد
|
||||
26 - 08 - 2014, 04:20 PM | رقم المشاركة : ( 5489 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الكلام المستقيم في زمن لا يحتمل فيه الناس التعليم الصحيح، بل ويصرفون مسامعهم عن الحق، وينحرفون إلى الخرافات، و«الَّذِينَ يَقُولُونَ لِلرَّائِينَ: «لاَ تَرَوْا»، وَلِلنَّاظِرِينَ: «لاَ تَنْظُرُوا لَنَا مُسْتَقِيمَاتٍ. كَلِّمُونَا بِالنَّاعِمَاتِ. انْظُرُوا مُخَادِعَاتٍ. حِيدُوا عَنِ الطَّرِيقِ. مِيلُوا عَنِ السَّبِيلِ. اعْزِلُوا مِنْ أَمَامِنَا قُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ» (إشعياء30: 10-11). لذلك ما أشد الحاجة إلى: الكلام المستقيم «تُقَبَّلُ شَفَتَا مَنْ يُجَاوِبُ بِكَلاَمٍ مُسْتَقِيمٍ.» (أمثال 24: 26). يأتي هذا القول بعد القول «مَنْ يَقُولُ لِلشِّرِّيرِ: «أَنْتَ صِدِّيقٌ» تَسُبُّهُ الْعَامَّةُ. تَلْعَنُهُ الشُّعُوبُ.» (أمثال 24: 24) في إحدى الجنازات دُبِّرت مكيدة لأحد المؤمنين المعروفين باستقامتهم قولاً وعملاً؛ فنصبوا له الشبكة لعلّهم يصطادونه ويسقطونه في الكلام فسألوه، على مسمع ومرآى من المُعزّين، وأهل المتوفي بالطبع حاضرين: أين ذهب المرحوم فلان؟ وقد كانت حياة فلان الميت لها وجهان: وجه مليح وآخر قبيح، وجه مضيء و كريم، حسنٌ وشهٌم في المناسبات والاحتفالات، أمام وجهاء القوم؛ ووجه آخر مظلم وفاسق، طماع ومخادع. أمثال هؤلاء الذين وصفهم الرب يسوع المسيح بأنهم: تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ (أمام الناس) وَيَبْلَعُونَ الْجَمَلَ. (بعيدًا عنهم) (متى23: 23 ،24). فأجاب المؤمن المجرَّب قائلاً: «يَعْلَمُ الرَّبُّ الَّذِينَ هُمْ لَهُ». وَ«لْيَتَجَنَّبِ الإِثْمَ كُلُّ مَنْ يُسَمِّي اسْمَ الْمَسِيحِ». (2تيموثاوس2: 19). ثم عادوا يسألون: لكن أين هو الآن؟ فأجاب: إن المرحوم الآن مع حبيبه. فالذي أحبه هنا وعبده وخدمه وعاش له وضحى لأجله هو الآن معه، بل وسيظل معه إلى أبد الآبدين. فكانت إجابته حكيمة مستقيمة لأنه إن جاملهم وقال: في النعيم ربما يُغضب الله، وإن قال: في الجحيم، أغضب الناس. سفر الملوك الأول 22 نقرأ عن نبي يدعى ميخا بن يملة، عندما ذهب إليه رسول قائلاً له: «هُوَذَا كَلاَمُ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ (400 نبي) بِفَمٍ وَاحِدٍ خَيْرٌ لِلْمَلِكِ، فَلْيَكُنْ كَلاَمُكَ مِثْلَ كَلاَمِ وَاحِدٍ مِنْهُمْ، وَتَكَلَّمْ بِخَيْرٍفَقَالَ مِيخَا: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، إِنَّ مَا يَقُولُهُ لِيَ الرَّبُّ بِهِ أَتَكَلَّمُ». وهكذا تكلم ميخا بكلام الرب مخالفًا بذلك كلام الأنبياء الـ400. ليتنا نحن أيضًا لا نقول إلا ما يقوله لنا الرب مهما كانت التكلفة. جاء إلى المسيح ليلاً رجل شيخ اسمه نيقوديموس، وهو معلم ورئيس لليهود ومن الفريسيين، فجامل المسيح وحيّاه تحية رقيقة إذ قال له: «يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللهِ مُعَلِّمًا، لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللهُ مَعَهُ». (يوحنا3: 2). أما المسيح فلم يتأثّر بالمجاملة أو يعلّق على التحية بل قال له: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ». (يوحنا 3: 3). فما أحوجنا فى هذه الأيام، التي امتلأت بالمجاملات والمداهنات، إلى كلام مستقيم وفي الصميم! لكن مِمَن نتعلم الكلام المستقيم وكيف نتعلمه؟ نتعلم الكلام المستقيم من: * الرب يسوع المسيح: إن الإتيان للمسيح، والإيمان به، هو السبيل الوحيد لتعلم الكلام المستقيم. فما أعجب ما صنع المسيح لإنسان أصم أعقد اذ شفاه «وَلِلْوَقْتِ انْفَتَحَتْ أُذْنَاهُ، وَانْحَلَّ رِبَاطُ لِسَانِهِ، وَتَكَلَّمَ مُسْتَقِيمًا. » (مرقس7: 35). * الكتاب المقدس: « وَصَايَا الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ تُفَرِّحُ الْقَلْبَ. » (مزمور19: 8). * الحكماء: «اَلْمُسَايِرُ الْحُكَمَاءَ يَصِيرُ حَكِيمًا، وَرَفِيقُ الْجُهَّالِ يُضَرُّ.» (أمثال13: 20). والحكمة هنا هي الحكمة التي من فوق، الإلهية وليست الأرضية. أما بركات الكلام المستقيم فهي كالآتي: * الاحترام والتوقير: « تُقَبَّلُ شَفَتَا مَنْ يُجَاوِبُ بِكَلاَمٍ مُسْتَقِيمٍ. » (أمثال24: 26). * الفرح الغزير: «يَا ابْنِي، إِنْ كَانَ قَلْبُكَ حَكِيمًا يَفْرَحُ قَلْبِي أَنَا أَيْضًا، وَتَبْتَهِجُ كِلْيَتَايَ إِذَا تَكَلَّمَتْ شَفَتَاكَ بِالْمُسْتَقِيمَاتِ.» (أمثال23: 15-16). * النجاة من الشرير: « كَلاَمُ الأَشْرَارِ كُمُونٌ لِلدَّمِ، (يتربص لسفك الدم) أَمَّا فَمُ الْمُسْتَقِيمِينَ فَيُنَجِّيهِمْ.» (أمثال12: 6). حب القدير: «وَالْمُتَكَلِّمُ بِالْمُسْتَقِيمَاتِ يُحَبُّ.» (أمثال16: 13). فالكلام المستقيم هو: كلام «بِالْحَقِّ. لَيْسَ فِيهَا عِوَجٌ وَلاَ الْتِوَاءٌ.» (أمثال8: 8)، كلام لا نفاق فيه (هوشع14: 9)، ولا عسل يحلّيه (والعسل صورة للمجاملات الإنسانية) . هو كلام ينبه الغافلين، ويوقظ النائمين «عَسَى أَنْ يُعْطِيَهُمُ اللهُ تَوْبَةً لِمَعْرِفَةِ الْحَقِّ، فَيَسْتَفِيقُوا مِنْ فَخِّ إِبْلِيسَ إِذْ قَدِ اقْتَنَصَهُمْ لإِرَادَتِهِ.» (2تيموثاوس2: 25-26). |
||||
26 - 08 - 2014, 04:23 PM | رقم المشاركة : ( 5490 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا تواجه العدو بل أهرب منه كثيرين باندفاع وحماسة زائدة في عدم خبرة روحية سليمة ووعي تعليمي، بسبب تذوق حلاوة التوبة والشعور بقوة الله في بداية علاقتهم مع الله، فأنهم يظنوا أنهم يملكون قوة فائقة تأصلت فيهم وهم قادرون على كل شيء ويستطيعوا أن يواجهوا بتحدي عدو كل خير: الشيطان، فيتحدونه بالقول الشهير الذي نسمعه من كثيرين: أتحداك يا شيطان.. الخ، وهذا نتاج التعليم الحماسي الذي نسمعه من البعض حينما يقولون [ اقف قدام الشيطان وقول اتحداك يا شيطان واتحدى مملكتك.. الخ ]، ويظنوا بذلك أنهم يهزون مملكته وينتصرون عليه ويزرعون الرجاء في أولاد الله ويحفزوا فيهم القوة، وبذلك دون أن يدروا يسقطون في حبائله ويبقى ذكره على أفواههم وينسون ذكر الرب مخلصهم، وبسبب عدم التمرس في قراءة كلمة الله حسب إعلان الحق بالروح، فهم لا يدرون كيف ينتصرون بقوة الله التي نالوها، لأن ليس هم الذين ينتصرون أو يحاربون بقوتهم، بل الرب بنفسه فيهم:
[ أهرب من كل مناورة شيطانية، ولا تثق بالتنين الجاحد الذي غيَّر طبيعته الصالحة بملء إرادته، والذي يستطيع أن يُغري إرادتك دون أن يُكرهها على شيء. لا تسمع إلى أقوال الفلكيين والمنجمين وكل من يُدعون بهذه الأسماء، ولا تثق بتكهنات الوثنيين الخرافية (الخزعبلات والأفكار المشوشة حسب أفكار الناس وتقاليدهم ونبواتهم الكاذبة)، ولا تهتم بالمشروبات السحرية ولا بالسحر ولا باستحضار الأرواح. ابتعد عن الشراهة ولا تسعَ وراء الملذات (الشهوة والراحة والتنعم). اقتلع من نفسك البخل والربا الفاحش... ولا تستخدم الأحجبة في مرضك. إياك وقذارة الملاهي (يقصد الملاهي الوثنية التي يقام فيها الحفلات الصاخبة بالرقص وعري الجسد والممارسات التي تدعم الشهوة والخطية وتسبب عثرة كبيرة للنفس وتخرجها خارج التقوى والقداسة)، ولا تُميز بين الأطعمة بحجة أنها ملوثة وغير طاهرة، ولا تشترك في اجتماعات الهراطقة. واحفظ نفسك في كل وقت بالصوم والحسنات ومطالعة أقوال الله، (حتى) إذا قضيت البقية الباقية من زمان حياتك (1بطرس 4: 2) في ممارسة العفة والعقائد المقدسة، يُمكنك أن تتمتع بالعماد الخلاصي (الكلام موجه للموعوظين الذين لم يتقبلوا بعد نعمة المعمودية)، وهكذا يُسجل الله الآب اسمك في السماوات، وتُصبح جديراً بالأكاليل السماوية في المسيح يسوع ربنا الذي له المجد إلى أبد الدهور آمين ] (عظات القديس كيرلس الأورشليمي لطابي العماد) __________________
لكن بمجيئ المخلص، رُفع ضمير الخطايا (عبرانيين 10: 2) ولم يعد هناك شعور بالمرارة بعد التوبة، لأن للموت مرارة خاصة، تزول فقط بالدخول في سرّ الإيمان الحي، والإقامة في النعمة: [ الذي به أيضاً قد صار لنا الدخول بالإيمان إلى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون ونفتخر على رجاء مجد الله ] (رومية 5: 2) ولذلك لا نجد إنسان تائب ويدخل في حالة من تذكار الخطية في ذاتها، لأن كثيرين يفهمون آية داود النبي خطأ، ويظنوا أن عليهم ان يتذكروا الخطية ويضعوها أمامهم في كل حين، ويبكون وينحون عليها بلا رجاء حي بشخص ربنا يسوع المسيح، وهذه ليست توبة حقيقية، بل ضمير مثقل بالخطية لم يدخل بعد في سرّ عمل النعمة المُخلِّصة، لأن التوبة هي تذوق سرّ التجديد المستمر، لأن أساس قاعدتها روح قيامة يسوع، لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع أعتقنا من ناموس الخطية والموت (أنظر رومية 8)، لأن كل من دخل في سرّ التجديد أصبح خليقة جديدة، ولا ينفع أن نأخذ من الخليقة القديمة مثال أو ندخل جزء منها على الخليقة الجديدة، لأن كيف لشخص حي أن يذهب لقبر ويرتدي ثوب الميت الذي أنتن، كيف يحتمل هذا و كيف يعيش !!! فما معنى أن أذكر خطيئتي حسب مفهوم العهد الجديد: [ عندي عليك أنك تركت محبتك الأولى، فأذكر من أين سقطت وتب وأعمل الأعمال الأولى وإلا فإني آتيك عن قريب وأُزحزح منارتك من مكانها إن لم تتب ] (رؤيا 2: 5)، إذن المعنى هو أن نذكر من أين سقطنا لكي نتب ونعود بقوة أعظم، ولذلك يقال في القداس الإلهي: [ ونجنا من تذكار الشرّ الملبس الموت ]، لأن الخطية تحمل في ذاتها الموت، وحين نذكر تفاصيلها لا بُدَّ من أن نُصاب بشيء ما من الموت، فننعزل عن الله وندخل في ضيق عميق ونفقد فرح الرجاء الحي، فلا يصح أبداً أن يلهج مؤمن حي بالله في تذكار خطيئته، بل عليه أن ينظر من أين سقط ويتوب ويرجع لله الحي سريعاً ولا يُبطئ كما شرحنا سابقاً... عموماً، في الحقيقة والواقع الاختباري من جهة معرفة الله وإعلانه عن نفسه لنا، فهو إله كل نعمة، إله صالح يُريد خلاص الكل بلا استثناء، قدرته الالهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى (2بطرس 1: 3)، فخلصنا ودعانا دعوة مقدسة لا بمقتضى أعمالنا بل بمقتضى القصد والنعمة التي أُعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية (2تيموثاوس 1: 9)، وقد أعلن بروح النبوة عن نفسه قائلاً: [ أنا أنا هو الماحي ذنوبك لأجل نفسي وخطاياك لا أذكرها ] (إشعياء 43: 25) فالله الذي غفر الخطايا، لم يغفرها بمجرد كلمة، بل محاها بدمٍ كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح (1بطرس 1: 19)، الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله (رومية 3: 25)، وهو كفارة لخطايانا، ليس لخطايانا فقط، بل لخطايا كل العالم أيضاً (1يوحنا 2: 2)، فالذي أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا (1يوحنا 4: 10)، لم يعد أمامه تذكاراً لخطايانا قط لأنه يرانا الآن بعدما آمنا ودخلنا في سرّ التوبة: "في ابنه" خليقة جديدة، لذلك يرانا في بره، لأن المسيح الرب بنفسه صار لنا براً وقداسة وفداء (1كورنثوس 1: 30):
فمثلاً إذا كان هناك ملك عظيم للغاية التقى على قارعة الطريق بإنسانة فقيرة مملوءة بالقروح والجروح المُدمرة لكل قوى الجسد، وليس لها ما تقتات به إلا من مخلفات القمامة، ولا ترتدي إلا الرداء الرث التي تفوح منه روائح أموات القبور، فنظر إليها وتحنن فأشفق عليها وأخذها لنفسه ابنه، فغسلها وطهرها وعالجها، ثم ألبسها زي الملكات المُطرَّز وزينها بكل زينة ثمينة باهظة الثمن، ثم علمها وقومها، وأجلسها على مائدته وأعطاها خاتمه وأعلنها ابنته، وهي بدورها سطرت في فكرها ما فعله بها بشرف ومحبة عظيمة، فحفظت كل ما فعله في قلبها وأخذت تتذكر كل حين أنها في أصلها وذاتها لم يكن لها شرف ولا كرامة ولا أي شيء تستطيع أن تفتخر به، أو حتى أن لها فضل فيما نالت، فشرفها في محبة سيدها الذي صار لها أباً، والآن تقف أمامه في خضوع المحبة الهادئ بتقوى ووداعة في حياء تواضع، فخرها كله بعمله معها، وهكذا النفس التي شَرَّفها الله بسكناه وأعطاها نعمة ودخلت معه بالتوبة والإيمان الحي في شركة، فأنها تضع عمله تذكاراً لها أمام أعينها ليلاً ونهاراً، ولو تعثرت أو سقطت فأنها تقوم فوراً وتركض إليه بمحبة وثقة شديدة بسبب وضعها الجديد، وضع التبني في المسيح، فهي لا تذكر الخطية في ذاتها، بل تذكر جزيل رحمته عليها وتتكل على نعمته، لأن كل نفس دخلت في شركة مع الله تدرك تماماً أننا طالما في الجسد فمازال هناك بعض الشوائب التي نحتاج أن نتطهر منها، ولكننا لا نذكر حياة الخطية بل نهرب منها ونحتمي في دم حمل الله الذي يطهرنا من كل شوائب تتعلق بنا:[ أن سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية. أن قلنا أنه ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا. ان اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم. أن قلنا اننا لم نخطئ نجعله كاذباً وكلمته ليست فينا ] (1يوحنا 1: 7 – 10) فمن المُمكن أن نضعف ونقع لأن من منا لا يعثر !!!، ولكننا لا نعيش في الخطية ونضعها أمام أعيُننا تذكار ونتكلم عنها وفيها، لأن لو فعلاً آمنا بالله أبانا الذي خلصنا فأننا لا نذكر أمامنا سوى عمله معنا فنكرمه ونعيش لمدح مجد نعمته التي أنعم بها علينا في المحبوب (أفسس 1: 6) فنحن إذن لا نتذكر خطايانا كأنها تحتاج منا جهد لكي نتخلص منها ونتبرر، لأن برّ الله مجاني بربنا يسوع المسيح، ولا يحتاج منا لشيء ما قط، بل توبة وإيمان حي فقط، أما كل ما ينبغي أن ننظر إليه هو من أين سقطتنا لكي نتوب ولا نعود نقع في نفس ذات الفخ، بمعنى اننا نتعلم ونعرف من أين تأتي الضربة لنتجنبها، طبعاً مع طلب مستمر للمعونة الإلهية، التي بدونها لن ينفعنا أي تعليم أو معرفة، لأنه ماذا ننتفع ان تعملنا مسك السلاح والدفاع به عن أنفسنا، وهو ليس بين أيدينا ولا نعرف من أين نحصل عليه... يقول القديس أمبروسيوس: [ اعترفوا بها (الخطية) تتبررون، لأن الاعتراف بخطاياكم في خجل يفك رباطها. هل رأيتم ماذا يطلب الله منكم؟! أن تتذكروا نعمته عليكم، ولا تنتفخوا كأبرار بذواتكم (أو من أنفسكم أو بسبب عملكم أو مجهودكم أو توبتكم). إنكم ترون كيف جذبكم (الله) إلى الاعتراف بالخطية بوعده لكم بالغفران الكامل، فاحذروا لئلا تقاوموا وصاياه فتسقطوا فيما سقط فيه اليهود العُصاة، الذي قال لهم: "زمرنا لكم فلم ترقصوا، نُحنا لكم فلم تبكوا" (لوقا 7: 32). هذا القول يحمل كلمات عادية، لكنه يحوي سراً غريباً، لهذا فلنحذر لئلا نأخذ بالتفسير العامي. فقد يظن البعض أنهُ يقصد بالرقص تلك الرقصات التي للعابثين أو الخاصة بجنون المسارح، لأن مثل هذه مملوءة بشرور الصبا. لكن الرقص هُنا إنما كرقصات داود أمام تابوت العهد، فكل شيء إنما وُجِدَ لأجل العبادة... فهنا لا يتحدث الرب عن الرقص المصاحب للملذات والترف، بل الرقص الروحي الذي فيه يسمو الإنسان بالجسد الشهواني، ولا يسمح لأعضائه أن تتنعم بالأرضيات، بولس رقص روحياً، إذ... امتد إلى قدام ناسياً ما هو وراء، ساعياً نحو ما هو أمامه: جعالة المسيح (فيلبي 2: 13 و14) هذا هو السرّ إذاً، إننا "زمرنا لكم" بأغنية العهد الجديد فلم ترقصوا، اي لم تسمعوا بعد بأرواحكم بواسطة النعمة الإلهية. "نُحنا لكم فلم تبكوا" أي لم تندموا عندما جاءكم يوحنا (المعمدان) مُنادياً بالتوبة بنعمة المسيح. فالرب مُعطي النعمة وإن كان يوحنا قد أعلنها كخادم لهُ، أما الكنيسة فتحتفظ بالأثنين، حتى تُدرك النعمة دون أن تطرد عنها التوبة. فالنعمة هي عطية الرب الذي وحده يهبها (مجاناً) والتوبة (أيضاً عطيته مبنية على النعمة) وهي علاج الخاطئ ] |
||||