منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21 - 08 - 2014, 04:24 PM   رقم المشاركة : ( 5391 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,904

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصلاة في الكتاب المقدس
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصلاة عند معاصري يسوع

لقد كانت صلوات العهد القديم هي الصلاة المعاصرة ليسوع. وقد ترافقت غالباً مع أعمال طقسية كانت تقام في الهيكل أو المجامع أو البيوت، كالبركات والذبائح والمزامير. إن الميزة الأساسية لهذه الصلوات هي ارتباطها المباشر بتاريخ شعب العهد القديم، بالرغم من أنها كانت، في الكثير من الأحيان، تتأمل عمل الله في الكون. إن صلوات العهد القديم ترتبط بشكل مباشر بالأحداث: "تنبع انطلاقاً مما حدث، أو يحدث، أو لكي يحدث شيء ما، حتى يمنح الله خلاصه للأرض. فمضمون الصلاة يحدّد صلتها بالتاريخ. والتاريخ المقدس من جهته مطبوع على الصلاة: المدهش أننا نلاحظ كيف تبدو الفترات الحاسمة من هذا التاريخ مقرونة بصلاة الوسطاء أو الشعب بأسره، استناداً إلى معرفة قصد الله، طلباً لتدخله في اللحظة الراهنة" . فالصلاة عند معاصري يسوع هي محاولة لتأوين صلوات العهد القديم في اللحظة الحاضرة. أي يود المصلي، من خلال صلاته للكتاب المقدس، أن يشاهد عمل الله الآن، أو يقول له من خلال الصلاة أن يعمل الآن كما عمل في ذلك الزمان، ويرجوه أيضاً العمل في المستقبل. فيُعبر من خلالها عن تمجيده أو شكره أو طلبه أو استغاثته أو توبته. وبذلك "ترافق الصلاة كل تاريخ الخلاص كنداء متبادل بين الله والإنسان" .
 
قديم 21 - 08 - 2014, 04:25 PM   رقم المشاركة : ( 5392 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,904

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصلاة في حياة يسوع

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إن للصلاة مكانة مهمة وأساسية في حياة يسوع. لقد صلّى يسوع كثيراً (مت14/23). وتنوّعت صلواته. فمنها ما كان بمشاركة أهل زمانه، كالمزامير (مت22/44، مز110/1)، وبركات وطقوس الهيكل (يو11/56)، والاحتفال بالأعياد (يو7/14). ومنها، وهي الأكثر، ما كانت خاصة به (لو6/12، مر1/35). لقد كان يصلي في الإصغاء والعزلة (لو9/18)، وغالباً ما يحي الليل كله في الصلاة (لو6/12). واتسمت صلاته بطابع الحمد والشكر (مت11/25)، والثقة (يو11/42)، وتسليم الذات (لو23/46). وكان يتوجه إلى الله بصلاة شخصية عميقة قبل أي عمل يقوم به. فصلّى قبل اعتماده وانطلاقه الرسولي (لو3/21)، وقبل اخياره لتلاميذه (لو6/12)، وعند التجلي (لو9/29)، وقبل صنعه المعجزات وبعدها (يو6/00) وكأن بتمرّسه على الصلاة المستمرّة يود أن يقول: "إنني أعمل أعمال من أرسلني" (يو9/4) لذلك عليَّ اللقاء به بشكلٍ مستمر، فمنه وحده أتلقى المجد، وبه وحده أستطيع كل شيء.

لا نستطيع فهم تجاوز يسوع محنة الألم والموت (إقرأ بعمق: يو17/1-27) وبالتالي غفرانه يسوع لصالبيه (لو23/34) إلا على ضوء فهمنا لمكانة الصلاة عنده. إن الرسالة إلى العبرانيين تشاهد يسوع في حركة مستمرة من الصلاة والتضرع والشفاعة وتربط بين صلاته ورسالته الفصحية التي حققها بالموت والقيامة، "فهو الذي في أيام حياته البشرية رفع الدعاء والابتهال بصراخٍ شديد ودموع ذوارف إلى الذي بوسعه أن يخلصه من الموت، فاستجيب لتقواه" (عب5/7).

"ستبقى صلاة يسوع بالنسبة لنا سراً، بمقدار سر تجسد ابن الله المتأنس. صلاة يسوع كانت مشاهدة للآب وجهاً لوجه لا يشوبها وهن، ولا موضع للحديث عن صعوبات في صلاة يسوع أو عن طريقته في الصلاة. ومع هذا فإنه كان يصلي بصفته إنساناً وإنساناً كاملاً، وصلاته في الجتسمانية هي أبلغ شهادة على ذلك" .

إن يسوع الذي كانت الصلاة محور حياته ومنطلقها دعا إلى ضرورة ممارستها (مت7/7-19، لو21/36) وشدّد على أنه يجب أن تكون نقية ومجانية (مت5/23-24) ومرتبطة بالعمل (مت7/21)، ومملوءة بالإيمان (مر11/24)، ومقترنة بالتواضع (لو18/9-14) والبساطة (مت6/7-8). وأكد على أهمية الصلاة المشتركة وعمق فعاليتها (مت18/19-20، يو14/13، 16/23-24). وأنها مع الصوم سلاح فعّال أمام تجارب الشر (مر9/29، لو22/40).

 
قديم 21 - 08 - 2014, 04:25 PM   رقم المشاركة : ( 5393 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,904

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صلاة الـ"أبانا" نموذج يسوع للصلاة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

"يا رب علمنا أن نصلي".. يهتف التلاميذ نحو يسوع، وهو بدوره، بعد أن يشدّد على عدم التشبّه بصلاة المرائين والوثنيين (مت6/5-8)، أي بعد أن يظهر وجه الصلاة المزيفة والخاطئة، يقول: " وأما أنتم فصلّوا هكذا: أبانا الذي في السماوات.." (مت6/9-00). إنه يعلّم تلاميذه الوجه الحقيقي والصحيح للصلاة.

لم يعد الله، في هذه الصلاة، أباً ليسوع فقط بل هو أبٌ للجميع، وبالتالي فصلاة يسوع تتجه إلى الله باسم البشر كافةً. أن لصلاة يسوع دائماً الطابع الشمولي، فهو نداء البشرية المصالَحة مع الآب. وهذا التوجه هو في البداية من أجل تقديس اسم الله. يقول القديس أثناسيوس: "الإنسان كائن تمجيدي"، ويسوع في صلاة الـ"أبانا" يمثل كل البشر في تمجيد الله الأب. ويعبر عن مجانية العلاقة معه: "ليأتِ ملكوتك"، وعن رغبة الإنسان في العيش انطلاقاً من هذه العلاقة: "لتكن مشيئتك". يحقق يسوع في هذه الصلاة ما لم يرد أدم تحقيقه وهو الارتباط الحر بالله. فآدم فصل ذاته عن الله، وبالتالي عن الآخر (تك3/12)، أما يسوع فهو في عمق كيانه مرتبط بالله ومتضامن مع البشر كافة.

لم يشأ يسوع أن يفصل صلاته عن الواقع اليومي للحياة فيطلب لنا الخبز مع كل ما نحتاجه للحياة. ويطلب لنا المغفرة لنقوم بدورنا بها تجاه المسيئين إلينا، لكي لا نرتهن للخطيئة، لا لتلك التي تصدر عنا أو التي تصدر عن الآخرين.

إن يسوع الذي اختبر التجربة بعمق، وقهر الشرير ببسالة (لو4/1-00)، يطلب لنا أن نحتمي بالله في التجربة، لكي لا تقوى علينا، فالله أقوى من الشرير، له الملك والعزة.
 
قديم 21 - 08 - 2014, 04:26 PM   رقم المشاركة : ( 5394 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,904

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصلاة في حياة الكنيسة الأولى

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يخبرنا كتاب أعمال الرسل عن حياة الكنيسة الأولى. ونستنتج من ذلك خصائص الجماعة المسيحية في بدء انطلاقتها: المواظبة على التعليم، المشاركة، كسر الخبز، والصلاة. لقد تابع الرسل صلواتهم في الهيكل (لو24/53، رسل3/1، 5/12، 10/9) وأقاموا الصلاة فيما بينهم ومع من تبعهم خصوصاً صلاة الافخارستيا. وكيسوع كانوا يصلون قبل البدء بأي عمل، كاختيار البديل ليهوذا (1/24-26)، واختيار الشمامسة السبعة (6/6). وصلّوا أيضاً من أجل إطلاق سراح بطرس (4/24-30)، ومن أجل المعمدين على يد فيلبس في السامرة (8/15). وتدلُنا الدراسات اللاهوتية أن الكنيسة الرسولية الأولى، قبل أن تدوّن ما آمنت به في كتب العهد الجديد، صلّت، واختبرت لقاء الله بالمسيح يسوع، ولقد حفظت لنا بعض نصوص العهد الجديد هذه الصلوات (إقرأ: يو1/1-18، فيل2/6-11،..). ومنذ البداية توجّه المسيحيون للصلاة "إلى الآب وإلى يسوع نفسه" . ونلاحظ أيضاً في كتاب أعمال الرسل مكانة الصلاة الفردية فنرى كلا من بطرس وبولس يصليان (9/40، 10/9، 9/11،13/3، 14/23، 20/36، 21/5،..). ولو درسنا مفهوم الصلاة في فكر القديس بولس لرأينا أنه "يقرن الألفاظ الدالة على الصلاة بعبارة "دون انقطاع" أو "في كل حين" (رو1/10، أف6/18، 2تسا1/13و11، 2/13، فيلم4، كول1/9)، أو "ليل نهار" (1تسا3/10، 1تيمو5/5)" ، وذلك للتأكيد ليس فقط على أهميتها بل على التمرس الدؤوب عليها. فهو يتصوّر الصلاة على أنها فعل جهاد ومواظبة، عليه اختياره في كل مراحل حياته. وهكذا نشأ حوار عميق بين بولس والرب. ويركز بولس أيضاً على صلاة الشفاعة من أجل الآخرين (2كور13/9، 2تسا1/11). وهو بدوره يطلب الصلاة من أجله (فيل1/19، 1تسا5/5). وتتصدر صلوات "الشكر" و"الحمد" في معظم رسائله. ويعترف بتواضع عميق بالحاجة إلى الروح القدس ليعضد ضعفنا ويشفع فينا بأنّات لا توصف، لأننا لا نحسن الصلاة كما يجب (رو8/26).

وتتصف أيضاً صلاة الكنيسة الرسولية الأولى بانتظار ملء الأزمنة والمجيء الثاني للمسيح. وكأن الصلاة هي استباق لهذا المجيء: "ماران أتا.. تعال أيها الرب" (1كور16/22، رؤ22/20).

 
قديم 21 - 08 - 2014, 04:27 PM   رقم المشاركة : ( 5395 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,904

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصلاة في حياتنا

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصلاة.. ما هي؟.. كيف تكون؟..

نصلي بمفردنا. نصلي مع جماعة صغير. نصلي مع جماعة الكنيسة. نمجّد، نتضرّع، نشكر، نطلب، ونتوب. لدينا صلوات نقراؤها وأخرى نسمعها، فتبعث فينا تأملاً، قد ننسى معه كثافة الزمن وحدود الطبيعة. هناك ما نرتله فنصليه مضاعفاً، نسجد، نرسم إشارات ونضع ورود ونحرق بخور ونضيء شموع ونقيم طقوس. ونؤلّف في بعض الأحيان صلواتنا كما ألّف غيرنا ما نقرأه ونصغي إليه، ونتذوق اللقاء إلى الله من خلاله.

هناك إذاً صيغ عديدة للصلاة، لعل أهمها، و"قبل كل شيء، الافخارستيا وهي الصلاة التامة، الصلاة الكاملة، إذ أنها امتداد لصلاة المسيح نفسها، وحول الافخارستيا صلاة الفرض الإلهي كإكليل لآلئ تحيط بألماس" ، حيث أن الافخارستيا هي النموذج والمحور لكل حركة صلاة نختبرها.

إن "التأمل" هو شكل من الأشكال الهامة للصلاة. قد يدعونا مشهداً من الطبيعة للصلاة، أو حدثاً من أحداث الحياة.

أن نشاهد أنفسنا في "تأوين" نصٍ من نصوص الكتاب المقدس هو صلاة، خصوصاً حين ينتزع منّا موقفا نحياه ونجعل الرب مصدراً لعيشه، فيصبح الإنجيل صلاتنا.

ولكن في النهاية، ما هو المعنى لكل ذلك.. ما هي الصلاة؟.. هل يمكن أن نجد تعريفاً نهائياً لها؟... نستعرض بعض الأقوال في الصلاة دون أن ننتهي من البحث عن ماهية الصلاة:

"الصلاة هي رفع العقل إلى الله" (القديس يوحنا الدمشقي). الصلاة التصاق بالله في جميع لحظات الحياة ومواقفها فتصبح الحياة صلاة واحدة بلا انقطاع ولا اضطراب" (القديس باسيليوس الكبير). الصلاة هي ترداد الأقوال المقدسة بشكل أن تصدر من القلب.. هي سجود أمام الله.. هي مزامير تهليل وتمجيد.. هي الإرادة في الحياة مع الله.. (مار اسحق السرياني) .

"يقول القديس يوحنا السلمي، وهو كاتب لاهوتي من القرن السابع، إن الصلاة والكلمات الخاصة بالصلاة هي أشبه بالسهم. ولكن لا يكفي أن يكون لدينا سهم. فإذا شئنا أن نصيب المرمى، ينبغي أن يكون في حوزتنا قوس له حبل من نوع جيد وذراع متين لوتره. فلو كنا نملك القوس الجيد بدون القوة التي تسمح بإطلاقه، فسرعان ما يسقط السهم على بعد أمتار. وإذا لم نرمِ بما يكفي من جهد فسوف لن يبلغ السهم المرمى، ينبغي إذاً أن يكون لنا قوس وسهم وذراع وقوة. وبما أن الصلاة هي سهمنا فعلينا أن نصوب في داخلنا إلى أعمق نقطة حيث يوجد الله" .

علينا في الصلاة "أن نتعرّف أولاً على من نتحدث". وفي ذلك "لا ينبغي الاعتماد على كثرة التفكير بل على وفرة الحب". حيث أن الصلاة "هي التعاطي مع الرب تعاطينا مع أبٍ أو أخٍ أو عروس" (القديسة تيريزيا الأفيلية). الصلاة هي "أعظم نوع من الطاقة يمكننا استعماله".. الصلاة "تجعلنا نؤلف نغماتنا على موجات الله، ونتلقى ما يرسله إلينا" (الأب جيوفاني مارتنتي) . "هناك حوار مع أنفسنا نسميه الفكر، وهناك حوار مع الأشياء أو مع الأحداث نسميه العمل، وهناك حوار مع الآخرين ونسميه الرفقة أو الصداقة أو الحب، وهناك حوار مع الله ونسميه الصلاة".. "ليست الصلاة مجرد تلاوة عبارات، بل هي بالأحرى حديث خاص مع الله. فنعبر عما هي حياتتنا برغباتها ومصاعبها وشدائدها وأفراحها".. وهي أن نسمح بفرح أن يعبر الله لنا عن نفسه.. الصلاة هي التعبير عن المحبة.. الصلاة هي التعبير عن الإيمان.. الصلاة إسرارٌ متبادل بين الله والإنسان.. الصلاة هي تقبل عطية الله.. الصلاة هي تزامن الوعي لما هو الله ولما يعمل في حياتنا.. (الأب فرنسوا فاريون).

لا شكّ أنه توجد تعاريف كثيرة عن الصلاة غير التي ذكرت، ولكن في نهاية الأمر الصلاة هي خبرة لا تُعرف إلا بالتذوق: صلِّ.. فالصلاة تعلّمك كيف تصلي، وما هي الصلاة.. تقول القديسة تيريز: نتكلم كثيراً عن الله، ولكننا بحاجة أن نتكلّم مع الله.
 
قديم 21 - 08 - 2014, 04:28 PM   رقم المشاركة : ( 5396 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,904

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ولكن، هناك صعوبات!.. ما هي؟..

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إن الصور الخاطئة عن الله تنشئ صلاة خاطئة وسرعان ما تظهر الصعوبات. عندما نظن أن الله هو مجرّد "ملبي طلبات"، نأتي إليه فقط في حاجاتنا، سنصدم حتماً حين لا يلبي ما نطلب. وعندما نظنه مراقباً لتصرفاتنا تتصف صلاتنا بالخوف. علينا أن ننقّي فينا صورة الله. فيسوع الذي قال: "أطلبوا تجدوا.." قال أيضاً: "أطلبوا ملكوت الله وبره" (مت6/33). لا شكّ أن صلاة الطلب صلاة، ولكنها ليست هي فقط الصلاة. والطلب إلى الرب هو طلب الدالة البنوية لا الحاجة الاستهلاكية. وما لا شكّ فيه أيضاً، أن الله يهتم لتصرفاتنا، ولكنه لا يراقبنا كأنه شرطي أو قاضي. إن عدالته لا تحجب محبته. هذا لا يعني أن الله، إذا كان كيان محبة، لا يعنيه ما يصدر منا من شر، بل إنه معنا في حمل ما يتسبب الشر فينا من أزمات. يصلي القديس أغسطينوس لله: "لا تحجبك عني ظلمة خواطري القلقة". فلا نصلي لأنه يراقب ويعاقب بل لأننا نتوب ونتنعم بالغفران.

من صعوبات الصلاة أيضاً: كثرة مشاغل الحياة وهمومها واهتماماتها وضيق الوقت، وبالمقابل حين نصلي نشعر بالملل والروتين والتكرار. أو الشعور أننا نخاطب أنفسنا حين نخاطب الله، خصوصاً إن كنا لا نعرف كيف نصمت لكي يتكلّم الله. هناك فخ حقيقي في أن تتحول الصلاة إلى تأمل نرجسي، فيظن المصلي أنه أمام الله، "لكنه في الحقيقة أمام نفسه، ويصبح طرح الأسئلة وإعطاء الأجوبة أمراً سهلاً. ويسمى مشيئة الله ما ليس سوى إرادة النفس، أو، ينصرف الإنسان إلى ثرثرة حميمة مع نفسه" .

قد لا نشعر أحياناً بحضور الله في صلاتنا، وقد تكون صلاتنا حقيقة وصحيحة. وهذه خبرة عاشها كبار القديسين كيوحنا الصليب الذي يتكلم بعمق عن "ليل الإيمان". وقد لا نجد هذا "الليل" و"غياب الله" في المنشورات القديمة لمؤلفات القديسة تيريز خوفاً من تشكيك القراء. ينصح الآباء عادة في هذا الشعور بالصبر ومتابعة الصلاة وكافة الأفعال الروحية ولو كان صاحبها لا يجد لها معنى، يقول أحدهم: "لو كنت تصلي وقت تحب أن تصلي، يأتي يوم لا تصلي أبداً". قد يسمح الرب لنا بأن نشعر بغيابه ، ربما لأننا لا نتوجه إليه بشكل صحيح، أو لكي يقول لنا ما تطلبونه هو إنما من اختصاصكم، أو لكي يساعدنا أن ننمو ونتكل على ذواتنا. وهنا يوجد فخٌ آخر في مسألة تتميم مشيئة الله: "نعلم عن خبرة إلى أي حد يصعب علينا أن نقول حقاً: ليأتِ ملكوتك. فحتى في نشاطاتنا السخية والرسولية، حين نقول بالفم (نصلي): ليأت ملكوتك، نفكر في قلوبنا: لأعمل على مجيء ملكوتك،.. هذا القول قريب من: ليأتِ ملكوتي! ولو أردنا أن نكون قساة القلب إلى أقصى أحد، لأضفنا أننا نقول لله في صميم قلوبنا، من دون أن نشعر: ليأتِ ملكوتي عن طريق ملكوتك!.." . أظن أن هذه الصعوبة في الصلاة هي على الله وليست علينا!

الصعوبة الكبرى، فيما أظن، هي عدم الانسجام بين صلواتنا وحياتنا. هناك ازدواجية بين ما نصلي وما نعيش. هل هذه الازدواجية متأتية بسبب واقع ضعفنا؟ أم هناك مشكلة في القناعة وقلة الإيمان. لقد انتقد يسوع هذا المظهر من الحياة الفريسية (لو18/9-14)، ولعله ألمح طريقاً لتجاوز هذه الصعوبة هو الاتضاع وطلب الرحمة. هناك صلاة عُرفت في التقليد الشرقي باسم "صلاة يسوع" تعبر عن الاتضاع وطلب الرحمة الآنفي الذكر. يصليها المؤمن مع حركة التنفس مرات عديدة حتى تتواصل في حياته كتواصل التنفس: "أيها الرب يسوع المسيح، ارحمني أنا الخاطئ" ، فتصبح حياته صلاة وصلاته حياة.

 
قديم 22 - 08 - 2014, 01:59 PM   رقم المشاركة : ( 5397 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,904

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل تحب الرب حقًا ؟


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

من يحب شخص يعرف ماذا يحب و يفعله و ماذا يكره فييبتعد عنه و هذا هو دليل الحب الحقيقي
و سفر الأمثال وضح لنا الأشياء التي يكرهها الرب
• "هَذِهِ السِّتَّةُ يُبْغِضُهَا الرَّبُّ وَسَبْعَةٌ هِيَ مَكْرُهَةُ نَفْسِهِ:عُيُونٌ مُتَعَالِيَةٌ لِسَانٌ كَاذِبٌ أَيْدٍ سَافِكَةٌ دَماً بَرِيئاً قَلْبٌ يُنْشِئُ أَفْكَاراً رَدِيئَةً أَرْجُلٌ سَرِيعَةُ الْجَرَيَانِ إِلَى السُّوءِ شَاهِدُ زُورٍ يَفُوهُ بِالأَكَاذِيبِ وَزَارِعُ خُصُومَاتٍ بَيْنَ إِخْوَةٍ." ( أم 6 : 16 – 19 )
من يحب الرب خلال هذه الآيات عليه أن يبتعد عن الكبرياء أم الخطايا – الكذب – القتل بأنواعه سواء المادي أو المعنوي الذي ينتج أثرًا أشد من القتل المادي فالإهانة تسبب جرحًا عميقًا في النفس لا يتداوى بسهولة – الحسد و الخصام و الأفكار الرديئة التي تنجس الإنسان كما قال السيد المسيح
أقتباس كتابي وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وَأَمَّا مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ فَمِنَ الْقَلْبِ يَصْدُرُ وَذَاكَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ لأَنْ مِنَ الْقَلْبِ تَخْرُجُ أَفْكَارٌ شِرِّيرَةٌ: قَتْلٌ زِنىً فِسْقٌ سِرْقَةٌ شَهَادَةُ زُورٍ تَجْدِيفٌ.هَذِهِ هِيَ الَّتِي تُنَجِّسُ الإِنْسَانَ. وَأَمَّا الأَكْلُ بِأَيْدٍ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ فَلاَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ ».( مت 15 : 18 – 20 )
– أرجل تسرع لفعل الشر تفرح بسقوط الآخرين دليل عدم وجود محبة التي من ضمن شروطها أنها لا تفرح بالإثم – شاهد زور كسر وصية إلهية و خطيته نتيجة أنانيته و عدم محبته لإخوته فهو يسعى لأذيتهم بزرع شهادة الزور لكن الله عينيه على المظلومين و أذنيه مصغيتين إلى طلبتهم و هو ينصفهم سريعًا لا يبطئ – زارع خصومات بين أخوة هذا يجد المحبة بين الأخوة شديدة فلا يروق له هذا الأمر فيبدأ بشتى الطرق يسعى لتحويل هذه المحبة إلى كراهية و خصومة لأن داخله ليس فيه محبة فيفرح بالإثم و لا يفرح بالحق و يكفي قول معلمنا بولس الرسول الذي يجعل الذين يفعلون هذا يخافون لأنهم لن يرثوا ملكوت الله
أقتباس كتابي وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

"وَأَعْمَالُ الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ: الَّتِي هِيَ زِنىً عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ عَدَاوَةٌ خِصَامٌ غَيْرَةٌ سَخَطٌ تَحَزُّبٌ شِقَاقٌ بِدْعَةٌ
حَسَدٌ قَتْلٌ سُكْرٌ بَطَرٌ، وَأَمْثَالُ هَذِهِ الَّتِي أَسْبِقُ فَأَقُولُ لَكُمْ عَنْهَا كَمَا سَبَقْتُ فَقُلْتُ أَيْضاً: إِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذِهِ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ." ( غل 5 : 19 – 21 )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ

• مَوَازِينُ غِشٍّ مَكْرَهَةُ الرَّبِّ وَالْوَزْنُ الصَّحِيحُ رِضَاهُ. ( أم 11 : 1 )
الغش هو دليل عدم الأمانة الذي يوضح عدم وجود خوف الرب في القلب فهو قال كن أمينًا إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة – الأمين في القليل أمين أيضًا في الكثير – كما أنه بغشه لأخيه كسر إحدى الوصايا " تحب قريبك كنفسك " " كل ما تريدون أن يفعل الناس بكم فافعلوا هكذا أنتم أيضًا بهم "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
• ذَبِيحَةُ الأَشْرَارِ مَكْرَهَةُ الرَّبِّ وَصَلاَةُ الْمُسْتَقِيمِينَ مَرْضَاتُهُ. ( أم 15 : 8 )
الرب قال«إني أريد رحمة لا ذبيحة ومعرفة الله أكثر من محرقات.( هو 6 : 6 )
فالله لا يحتاج إلى عبادتنا كما نقول في القداس الغريغوري " لم تكن أنت محتاجًا إلى عبوديتي بل انا المحتاج إلى ربوبيتك " و لا يستفيد شئ عندما نقدم له لكنه يعطينا الوصايا لفائدتنا فمثلاً العشور هل الله يحتاجها ؟ لكنه قال
أقتباس كتابي وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

"هَاتُوا جَمِيعَ الْعُشُورِ إِلَى الْخَزْنَةِ لِيَكُونَ فِي بَيْتِي طَعَامٌ وَجَرِّبُونِي بِهَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِنْ كُنْتُ لاَ أَفْتَحُ لَكُمْ كُوى السَّمَاوَاتِ وَأُفِيضُ عَلَيْكُمْ بَرَكَةً حَتَّى لاَ تُوسَعَ." ( مل 3 : 10 )
-
أقتباس كتابي وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مَنْ يَرْحَمُ الْفَقِيرَ يُقْرِضُ الرَّبَّ وَعَنْ مَعْرُوفِهِ يُجَازِيهِ. ( أم 19 : 17 )
- فَيُجِيبُ الْمَلِكُ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هَؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ فَبِي فَعَلْتُمْ. ( مت 25 : 40 )- هناك أشرار قدموا صلوات و تقدمات للرب رد عليهم في أول نبوة إشعياء قائلاً " فحين تبسطون أيديكم أستر عيني عنكم وإن كثرتم الصلاة لا أسمع. أيديكم ملآنة دما. "( إش 1 : 15 ) فمقولة ساعة لقلبك و ساعة لربك و مقولة دي نقرة و دي نقرة ليس لها أي محل من الإعراب في التعامل مع الرب فهو يريد كل القلب "يا ابني أعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي."
( أم 23 : 26 ) -
أقتباس كتابي وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ.
( تث 6 : 5 )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
• مَكْرَهَةُ الرَّبِّ طَرِيقُ الشِّرِّيرِ وَتَابِعُ الْبِرِّ يُحِبُّهُ. ( أم 15 : 9 )
لقد أعطى الله الإنسان الحرية ليختار بين الحياة و الموت و البركة و اللعنة و نصحه باختيار الحياة لكي يحيا هو و نسله
أقتباس كتابي وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أُشْهِدُ عَليْكُمُ اليَوْمَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ. قَدْ جَعَلتُ قُدَّامَكَ الحَيَاةَ وَالمَوْتَ. البَرَكَةَ وَاللعْنَةَ. فَاخْتَرِ الحَيَاةَ لِتَحْيَا أَنْتَ وَنَسْلُكَ ( تث 30 : 19 )
– فالله لا يقحم نفسه على الانسان لكنه يقدم النصيحة و المشورة و يترك الحرية للانسان يتصرف كما يشاء كما قال لملاك كنيسة لاودكية" أُشِيرُ عَلَيْكَ أَنْ تَشْتَرِيَ مِنِّي ذَهَباً مُصَفًّى بِالنَّارِ لِكَيْ تَسْتَغْنِيَ، وَثِيَاباً بِيضاً لِكَيْ تَلْبَسَ، فَلاَ يَظْهَرُ خِزْيُ عُرْيَتِكَ. وَكَحِّلْ عَيْنَيْكَ بِكُحْلٍ لِكَيْ تُبْصِرَ. "( رؤ 3 : 18 )
ما الذي يجعل الشرير يختار طريق الشر ؟ إما أن بصيرته لا تميز بين الخير و الشر أو أنه يعلم أنه شر و يريد السير فيه للبعد عن وصية ربنا التي تمثل بالنسبة له قيد يريد أن يسير في الحياة دون رقيب سواء داخلي ( ضميره و صوت ربنا و وصيته ) أو خارجي ( العرف السائد في المجتمع و القوانين ) كما فعل كل من آدم و حواء حين رغبا بغواية الحية أن يصيرا مثل الله عارفين الخير و الشر و بهذا لا يحتاجا إليه فكان السقوط بسبب الكبرياء كما نرى هذا السبب أيضًا متوافر في مثل الابن الضال فهو أراد أن يأخذ نصيبه من الميراث ليتمتع به مع أصدقائه بعيدًا عن رقابه أبوه و هذا المفهوم الخاطئ للحرية بمعنى التسيب و الفوضى لكن الكتاب يوضح هذه النقطة "فَإِنَّكُمْ إِنَّمَا دُعِيتُمْ لِلْحُرِّيَّةِ أَيُّهَا الإِخْوَةُ. غَيْرَ أَنَّهُ لاَ تُصَيِّرُوا الْحُرِّيَّةَ فُرْصَةً لِلْجَسَدِ، بَلْ بِالْمَحَبَّةِ اخْدِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً.
( غل 5 : 13 )

أقتباس كتابي وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وأما الرب فهو الروح، وحيث روح الرب هناك حرية. ( 2 كو 3 : 17 )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
• مَكْرَهَةُ الرَّبِّ أَفْكَارُ الشِّرِّيرِ وَلِلأَطْهَارِ كَلاَمٌ حَسَنٌ. ( أم 15 : 26 )
قبل أن يقوم الشرير بفعل خطية تتكون في عقله فكرة كاملة بالخطية و طريقة تنفيذها و هي النبتة التي تنمو إلى أن تثمر الخطية . فالله يكره النبع الذي تنبع منه الخطية و يريد استئصالها من جذورها و هذا ما فعله في العظة على الجبل أكمل فهم الناموس مثلاً خطية القتل " سمعتم أنه قيل للقدماء لا تقتل ... أما أنا فأقول لكم كل من غضب على أخيه باطلاً يكون مستوجب الحكم " هنا السيد المسيح اقتلع خطية القتل من جذورها فالغضب هو الخطوة الأولى التي يتبعها خطوات أخرى إلى أن تصل إلى القتل و كذلك خطية الزنا " سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزن . و أما أنا فأقول لكم إن كل من ينظر إلى إمرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه " هنا السيد المسيح اقتلع خطية الزنا من جذورها فالخطوة الأولى هي النظرة الشريرة الفاحصة الشهوانية هي التي تبادر بوضع فكر الزنا الذي يتطور إلى أن يتحول إلى زنا فعلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
• مَكْرَهَةُ الرَّبِّ كُلُّ مُتَشَامِخِ الْقَلْبِ. يَداً لِيَدٍ لاَ يَتَبَرَّأُ. ( أم 16 : 5 )
التشامخ و الكبرياء هو الذي يؤدي إلى الكسر و السقوط " قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح. "( أم 16 : 18 ) فحينما يسقط الشيطان الإنسان في خطية الكبرياء يفرح لأنه ضم نفس مدفوع فيها دم ثمين إلى حزبه لذلك فالحرب قائمة بين الله و الشيطان كما يقول الكتاب " للرب حرب مع عماليق من دور إلى دور "
( خر 17 : 16 ) فالله يحب الخاطئ و لكنه يكره الخطية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
• مُبَرِّئُ الْمُذْنِبَ وَمُذَنِّبُ الْبَرِيءَ كِلاَهُمَا مَكْرَهَةُ الرَّبِّ. ( أم 17 : 15 )
هنا يتكلم عن العدل في الحكم فالدينونة هي عمل الله و لكن أعطى الرب عمل الإدانة للقضاة الذين يفترض فيهم العدل و لكن عندما يجدهم لا يطبقونه بأن يظلموا الأبرياء و يحابوا الوجوه و لا يحكموا على المذنبين لأنهم يتقاضون منهم رشوة التي نها عنها الكتاب " ولا تاخذ رشوة لان الرشوة تعمي المبصرين وتعوج كلام الابرار." ( خر 23 : 8 )
فالرب كما أنه كلى الرحمة و لا يرضى بالظلم فهو كلي العدل و يريد تنفيذه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
• مِعْيَارٌ فَمِعْيَارٌ مِكْيَالٌ فَمِكْيَالٌ كِلاَهُمَا مُكْرُهَةٌ عِنْدَ الرَّبِّ. ( أم 20 : 10 )
• معيار فمعيار مكرهة الرب وموازين الغش غير صالحة. ( أم 20 : 23 )
هنا يتحدث الرب عن من يكيل بمكيالين من يحمل النقاوة في داخله، ويسلك في طريق الكمال، تصير معاييره صادقة وأمينة، فلا يكيل لإنسان بكيلٍ، ولآخر بكيلٍ آخر. الله القدوس يبغض الغش في المكاييل والأوزان والمعايير، هكذا أولاده المقدسون فيه لا يطيقون الغش، مهما كانت دوافعه.
سبق فتحدث عن الغش مع الموازيين (11: 1؛ 16: 11)، وسيتحدث أيضًا عنها (20: 23).
V اِهتموا، يا أولادي، بخلاص نفوسكم وارجعوا إلى الرب بتوبةٍ نقيّةٍ من الغشِّ، وببكاءٍ وتضرُّعٍ اِعترفوا بنقائصكم.
القدِّيس مقاريوس الكبير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ

أقتباس كتابي وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

• "هَذِهِ السِّتَّةُ يُبْغِضُهَا الرَّبُّ وَسَبْعَةٌ هِيَ مَكْرُهَةُ نَفْسِهِ:عُيُونٌ مُتَعَالِيَةٌ لِسَانٌ كَاذِبٌ أَيْدٍ سَافِكَةٌ دَماً بَرِيئاً قَلْبٌ يُنْشِئُ أَفْكَاراً رَدِيئَةً أَرْجُلٌ سَرِيعَةُ الْجَرَيَانِ إِلَى السُّوءِ شَاهِدُ زُورٍ يَفُوهُ بِالأَكَاذِيبِ وَزَارِعُ خُصُومَاتٍ بَيْنَ إِخْوَةٍ." ( أم 6 : 16 – 19 )
• مَوَازِينُ غِشٍّ مَكْرَهَةُ الرَّبِّ وَالْوَزْنُ الصَّحِيحُ رِضَاهُ. ( أم 11 : 1 )
• ذَبِيحَةُ الأَشْرَارِ مَكْرَهَةُ الرَّبِّ وَصَلاَةُ الْمُسْتَقِيمِينَ مَرْضَاتُهُ. ( أم 15 : 8 )
• مَكْرَهَةُ الرَّبِّ طَرِيقُ الشِّرِّيرِ وَتَابِعُ الْبِرِّ يُحِبُّهُ. ( أم 15 : 9 )
• مَكْرَهَةُ الرَّبِّ أَفْكَارُ الشِّرِّيرِ وَلِلأَطْهَارِ كَلاَمٌ حَسَنٌ. ( أم 15 : 26 )
• مَكْرَهَةُ الرَّبِّ كُلُّ مُتَشَامِخِ الْقَلْبِ. يَداً لِيَدٍ لاَ يَتَبَرَّأُ. ( أم 16 : 5 )
• مُبَرِّئُ الْمُذْنِبَ وَمُذَنِّبُ الْبَرِيءَ كِلاَهُمَا مَكْرَهَةُ الرَّبِّ. ( أم 17 : 15 )
• مِعْيَارٌ فَمِعْيَارٌ مِكْيَالٌ فَمِكْيَالٌ كِلاَهُمَا مُكْرُهَةٌ عِنْدَ الرَّبِّ. ( أم 20 : 10 )
• معيار فمعيار مكرهة الرب وموازين الغش غير صالحة. ( أم 20 : 23 )










 
قديم 22 - 08 - 2014, 02:27 PM   رقم المشاركة : ( 5398 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,904

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصعود إلى أورشليم السماويّة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الأرشمندريت توما بيطار







باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين.



"وأخذ يسوع تلاميذه الاثني عشر وقال لهم:
هوذا نحن صاعدون إلى أورشليم
".


يسوع وتلاميذه في حركة دائمة. لذلك كل مَن أراد
أن يكون عشيراً ليسوع كان عليه أن يتحرّك صُعُداً إلى أورشليم. طالما نحن في هذا الجسد
فلا مجال للتوقّف ولا مجال للإقامة في هذه الدنيا.


نحن ليست
لنا ههنا مدينة باقية بل نطلب الآتية. يسوع كان في حركة صعود دائمة، لذلك علينا نحن
أيضاً أن نكون نظيره في وضع الصعود الدائم إلى لا أورشليم الأرضيّة بل إلى أورشليم
السماويّة.


أورشليم الأرضيّة
تحوّلت إلى رمز لهذا الدهر، أمّا يسوع فيريدنا دائماً أن نصعد إلى الدهر الآتي، إلى
الملكوت.


ثمّ إنّ يسوع في صعوده إلى أورشليم أنبأ تلاميذه
بأنّ كل ما كُتب عنه بالأنبياء سوف يجد تماماً له. يسوع سيُسلَم إلى الأمم ويُهزأ به
ويُشتَم ويُبصَق عليه، ثمّ يُجلَد ويُقتَل، ولكنّه يقوم في اليوم الثالث. إذاً، يسوع
في صعوده إلى أبيه السماوي سوف يعاني الصليب، لن تكون له كرامة، سوف يُضطهَد وسوف يُقتَل.


تلاميذ الربّ
يسوع سوف يعانون المصير نفسه، سيكونون في العالم بلا كرامة وسيُضطهَدون حتى من أقرب
الأقرباء. حتى نفوسهم سوف تضطهِدهم، أهواؤهم سوف تضطهِدهم. كل ما فيهم وكل ما في العالم
سوف يقف في وجههم، سوف يحاول أن يمنعهم من أن يصعدوا إلى أورشليم. روح العالم الذي
هو روح الخبيث الذي هو الشيطان لن يترك خدعة ولا أسلوباً لإفشال التلاميذ في صعودهم
إلى أورشليم إلاّ ويسلك فيه.


إذاً، مَن
أراد أن يكون عشيراً ليسوع، عليه أن يعرف أنّه ليس تلميذٌ أفضل من معلّمه. إن كانوا
قد اضطهدوني فسيضطهِدونكم أنتم أيضاً. أهلنا يضطهِدوننا، جيراننا يضطهِدوننا، أصدقاؤنا
يضطهِدوننا. للشيطان عملاء كثيرون في هذا الدهر، حتى إنّ له في كل نفْس أكثر من عميل.


الأهواء التي
فينا متحالفة علينا مع الشيطان، من أجل أن تُفسِد علينا صعودنا إلى السماء. فلا عَجَب
إنْ قال الربّ يسوع لتلاميذه:


"أن أراد أحد أن يتبعني فليحمل صليبه ويأتِ
ورائي
".


الصليب من
أجل المسيح هو العلامة أنّنا في الطريق القويم، وهو الضمانة أنّنا سوف نصل بنعمة الله
إلى أورشليم العلويّة. المهم ألاّ يعتبر أحد منّا أنّ الصعود إلى فوق أمر سهل.
"
أعطِ دماً وخذ روحاً".


قبل أن يصعد
الربّ يسوع إلى أبيه بذل دمه. وهو بذل دمه لأنّه أحبّ الآب، لأنّه كان والآب واحد.
علاقتنا بيسوع هي على صورة علاقة يسوع بأبيه السماوي. وما كابده يسوع في صعوده إلى
أبيه لا بدّ أن نكابده نحن أيضاً في صعودنا إلى المنازل التي وعَدَنا يسوع بها.


"في بيت أبي منازل كثيرة، وأنا أذهب وأُعدّ
لكم مكاناً
".


الإنسان في وضع الصعود يكون في وضع التعب والشقاء.
ولكن الله يُرسل ملاكه في الوقت المناسب. في التجربة التي كابدها في البستان. الله
يُرسل ملاكه يشدِّدنا ويشجِّعنا حتى نستمرّ في الصعود، إلى أن نبلغ الى المنتهى. كل
المحاولات التي تُبذَل لجعل المسير الصليبيّ مسيراً مجمَّلاً بجمالات هذا الدهر، كل
هذه محاولات شرّيرة. مَن أراد أن يسلك في إثر السيّد كان عليه أن يعرف، من أوّل الطريق،
أنّه ذاهب كلّ يوم وراء السيّد في صعوده إلى أورشليم العلويّة ليموت.


لهذا السبب
أُعطيت لنا الوصيّة الإلهيّة لكي نتبيَّن معالم درب الصليب. الصبر موت، ولكن يسوع قال:
مَن يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص. الاتضاع موت، لكن يسوع أعطانا نفسه نموذجاً للاتضاع
لمّا قال:


"تعلّموا منّي فإنّي وديع ومتواضع القلب".

أن يتخلّى
الإنسان عن رأيه وعن مشيئته وأن يسلك في الطاعة موت، ولكن يسوع أعطانا نفسه مثالاً
صالحاً لمّا قال لأبيه: "
إذا أمكن أزح عنّي هذه الكأس، ولكن لتكن
لا مشيئتي بل مشيئتك
".
السلوك في الحقّ موت. الإنسان يؤثر أن يسلك في الباطل، لأن هذا ينسجم بصورة أفضل مع
خطيئته. ولكن يسوع قدّم لنا نفسه باعتباره هو الحقّ.


وكل مَن أراد
أن يسلك في إثره كان عليه أن يكون سالكاً في الحقّ. كلّ وصيّة هي، في الحقيقة، للموت،
لموت الإنسان العتيق الذي فينا. كل وصيّة مستحيل علينا أن نسلك فيها إذا لم نكن مستعدّين
لأن نبذل دماً.


لذلك، سلوكنا
في إثر يسوع هو التزام للتعب والشقاء من أجل يسوع كل أيّام حياتنا. نحن لم نُعطَ في
كنيسة المسيح أن نكون في الراحة. طالما نحن ههنا، نحن ههنا في التعب.


وما يزوِّدنا
به روح الربّ هو بقصد أن نتشدّد حتى لا نستسلم، حتى نستمرّ في الصعود. يعطينا الكثير
والقليل، يهتمّ بتفاصيل أمورنا، يَروينا متى بلغنا حدّاً من العطش لا يعود في طاقتنا
معه أن نعين أنفسنا، ساعتئذ هو يعيننا. يطعمنا أيضاً، يقدِّم لنا كل ما نحتاج إليه
في الوقت المناسب. ولكن هذا فقط إذا كنّا مستعدّين لأن نستنفد أنفسنا في مسيرنا إلى
وجهه تعالى. شيمتنا التعب ههنا.


المؤمن بيسوع،
منذ معموديّته، يعتمد لموت السيّد قبل أن يعتمد لقيامته، يموت معه لكي يقوم معه. والضيقات
التي نكابد هي البَرَكات التي نحظى بها لأنّنا نتضايق من أجل يسوع.


ليس أجمل
عند الله من أن يتعب أحد من أجله. في العالم الناس يتعبون من أجل أنفسهم، لذلك يُلاقون
أجرهم من العالم. أمّا الذين يتعبون من أجل الله فلهم ثواب عظيم عند الله. التلاميذ
عندما ضُربوا في سِفْر أعمال الرسل خرجوا فرحين متهلِّلين، لأنّهم حُسبوا مستأهلين
لأن يُهانوا من أجل اسم الله القدّوس.


يا إخوة، إذا كنا نتعب نحن في الحياة المسيحيّة
قليلاً أو كثيراً، فلنعلَم أنّ هذا التعب هو من أجل يسوع. عندما نعين أخاً أو أختاً
مقصِّرة ومتعَبَة في عملها، فإنّنا نعين يسوع فيها. تعبنا، إذ ذاك، ينال أجراً عظيماً
عند الله. مبارَك الإنسان الذي يبادر في الحياة المسيحيّة إلى التخفيف عن إخوته، إلى
بذل نفسه من أجلهم.


هؤلاء الإخوة
والأخوات هم العلامة المنظورة لحضور الله غير المنظور ولكن الدائم. إذا كان كأس ماء
بارد نقدِّمه لعطشان لا يضيع أجرنا عليه عند الله، فتأمّلوا مقدار ما يمكن أن يجمعه
الواحد منّا من بَرَكات عند الله إذا التزم إخوته وإذا التزم التعب على كل صعيد من
أجل يسوع، في الصلاة، في الصوم، في الطاعة، في قطع المشيئة، في قطع الثرثرة، في قطع
الغضب، في الانكسار.


هذا يجمع
لنفسه كنوزاً عظيمة تُدَّخَر له في المخازن السماويّة حيث لا سوس ولا صدأ وحيث لا ينقب
سارقون ولا يسرقون.


حتى الفكر الصالح، إذا ما كنا عاجزين عن القيام
بعمل صالح، يُسجَّل لنا، يُسجَّل لحسابنا عند الله وكأنّه عمل عظيم. الفرصة متاحة لكل
واحد منّا أن يبدأ من جديد وأن يسجِّل لنفسه عند الله بَرَكات من جديد. نخطئ كل يوم؟
هذا أمر لا بدّ منه. نسيء إلى أنفسنا وإلى إخوتنا كل يوم؟ هذا أمر عادي.


المهم ألاّ
يصبح عادياً ألاّ نصلح موقفنا من إخوتنا وألاّ نصلح ذواتنا. كلّما سقطت انهض من جديد.
أنت لا يمكنك إطلاقاً أن تضمن عدم سقوطك، هذا رهن بمشيئة الله، وهذا يأتي بعد كمال.
ولكن المهم أن ننهض دائماً. السقوط مناسبة لا لليأس ولا للاستسلام، بل للنهوض، للقيام،
للصعود إلى أورشليم العلويّة. كل شيء يشاؤه الشرّير لإنزالنا إلى أسافل دركات الأرض،
يشاؤه ربّنا للصعود إلى معالي أعالي السماوات. لهذا السبب نحن نفرح بحسب الإنسان الداخلي.
وفيما ينحلّ جسدنا تعَباً تتكوّن نفوسنا بنعمة الله وتتحلّى وتتجمّل بنور الله. عيوننا
ينبغي أن تكون مسمَّرة على القيامة الآتية وعلى ملكوت السماوات الذي أُعطينا منذ الآن
أن نكون من سكّانه. أليس أنّ الواحد منّا إذا ما كان عنده بيت جميل على شاطئ البحر،
أما يفكّر فيه ويفكِّر بطيِّباته وبالهدأة التي سوف يستمتع بها متى ذهب إلى بيته، إلى
هناك، متى مدّ عينه إلى الأفق، متى استرسل في سمع الأمواج تُلاطِف حضوره؟


ذهنه يكون
في ذلك البيت. ونحن أذهاننا ينبغي أن تكون في ذلك المنزل الذي أعدّه يسوع لنا، لأنّنا
هناك ستكون لنا راحة. ولكن قبل الراحة لا بدّ لنا من أن نتعب.


هذا هو سرّ الخلاص، أنّه
بالصليب، لا من دون الصليب، أتى الفرح إلى كل العالم. تريد أن تفرح؟ إذاً، احمل الصليب
أوّلاً من أجل يسوع. لأنّ هذا الصليب يختزن الفرح الذي لا يمكن لأحد أن ينزعه منك.


هذا كلام قد نقول إنّه جميل. ولكن قوّته تبقى
مخفيّة عنّا طالما نحن لم نسلك في إثر السيّد حاملين عاره وصليبه رغم كل شيء، في وسط
الضيقات، في وسط اضطهاد العالم لنا. وكان هذا الكلام مخفى عن التلاميذ ولم يعلموا ما
قيل لهم. ولكن فُتحت أذهانهم لمّا ثبتوا وذاقوا القيامة، في الحقيقة، قبل القيامة،
لأنّ الربّ الإله أعطاهم عربون محبّته وقيامته عندما أعطاهم روحه القدّوس.


بعد ذلك
سلكوا في الموت، فرحوا، سلكوا في الموت بفرح عظيم لأنّهم باتوا يعرفون من أين أتوا
وإلى أين يذهبون.





فمَن له أذنان للسمع فليسمع


 
قديم 22 - 08 - 2014, 02:30 PM   رقم المشاركة : ( 5399 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,904

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

?المسحة في الكتاب المقدس?

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة













مقدمة:
مرّت عشر سنوات، وهذا يعني أن هناك خبرة تُعاش مدّة عشر سنوات. ليس عندي
مشكلة أنا أن نكون كلّ مرّة جُدُد. لكن ما يهمّني أن يكون هناك جذور. إنّ
عشر سنوات مهمّة جدّاً، فهي تحدّد مسار. هذه الجماعة: ما هويتها، رسالتها،
ما هوَ دورها وما مكانها في الكنيسة. أتصوّر أن كل جماعة مطلوب منها أن
تأتي للكنيسة بشيء جديد وأن تكون بالتقليد معناه حُكماً تأتي بشيء جديد،
وإلاّ تكون مقلّدة؛ وإذا كانت مقلّدة، تصير اصوليّة على الطريقة البشعة.
اتمنّى أن تتألف لجنة من الجماعة تجمع هذه الاختبارات والانطباعات: ما
الذي يُعاش، ماذا اكتشفنا في هذه الجماعة، ماذا رأينا في هذه الجماعة لم
نره في غيرها من الجماعات أو خارجها. وذلك لكي تستطيعوا أن تركزوا هويتكم.
ويبقى سؤال! في كل هذا بما نحنُ نشبه شربل، كل واحد بحالته التي هوَ فيها،
الأم في بيتها الأب في عمله، الشاب في دراسته? بما نشبه شربل؟ هل
أنا أحاول أن انسخه نسخ أم اتشَِرّب من الروح التي عاشها واختبرها. اتصوّر
أنه في هذه العشر سنوات المقبلة تكون لإعلان هوية واضحة: نحن مَن. وما هوَ
دورنا في الكنيسة. وهذه رسالتنا، وطبعاً في ضمن الكنيسة الجامعة. هذه
مقدمة وأسئلة على المحك، أحببتُ أن اقدّمها بدل التهاني بالعشر سنين
لولادة عيلة مار شربل. هذه الجماعة هي ليست كغيرها، وإذا كانت كغيرها
فهناك مشكلة، فإذا لم تتميّز عن غيرها لا لتنافس ولا لتكون احسن، بل
لتؤمّن خدمة وحضور ووجه من وجوه الشهادة المسيحيّة لم يؤمّنها أحد. فتّشوا
على ذاتكم واكتشفوا الثوابت. هذا صوت نبوي يصرخ لكم اليوم.







بعد هذه التهنئة الخاصة نعود إلى الموضوع، موضوع السنة: ?روح الربّ عليَّ، مسحني وأرسلني?.



كلمات أخذها
الربّ يسوع المسيح من النبي أشعيا وأعلنها في ذات الوقت الذي ذهبَ يقول
فيه ?لا يُكرَّم نبي في وطنه?. في مجمع الناصرة، يقول لوقا،
حيث نشأ، هناك أعلَنَ هويته. أعلنَ مَن هوَ. وانتُم ترعرعتم بكنف القديس
العظيم، القديس شربل، حان الوقت لتقولوا مَن أنتُم.



ما أجمل أن يطلع من فوق، من عنايا، من القبر أو المحبسة نص رسميَّ، ?مَن نحنُ عيلة مار شربل?.







نتوقف اليوم عند
كلمة مسحني. وفي المرة الثانية والثالثة، نكون مع المسحة في الأسرار وفكرة
التكرس.







المسحة: أو دمغة. إذا قرأنا الكتاب المقدس، كانت المسحة عادة تصير بالزيت. ليس بأي زيت، بزيت الزيتون. شجرة خضراء، وباخضرار مستمر.



ماذا يعني المسح:



مع الأسف نحن
اليوم صرنا، مثلاً في أربعاء أيوب في أسبوع الألام، عندما نحتفل برتبة
القنديل، يمسحونا بالزيت، وهو بالنسبة إلينا بركة، فيكون الزيت والماء
المصلى عليها نفس الشيء. في الواقع، هذا ليس صحيحاً. المسحة ليست بركة. هي
في آنٍ معاً تكريم ووضع يد، رفع ووضع يد.



مَن الذي يُمسح:



في الأساس كانوا
يمسحون الملوك والكهنة. مسحَهُ، اي وضع عليه علامة تميّزه عن الآخرين، هو
الممسوح. لكن فلننتبه، علامة تميّزه عن الآخرين لكن من أجل الآخرين. نعلم
جيداً أنه في العهد القديم، في سفر صموئيل الأول، أتى الشعب يطلب من
صموئيل أن يضع لهم ملكاً مثل كل الملوك، لأن الشعوب حولهم كان عندها ملك
وكانوا يعانون مشاكل اقل بكثير. فكانوا هم ليحلوا مشكلة ينتظروا ان يجتمع
الأسباط?



للوهلة الأولى صموئيل رفض الأمر، وقال أن لا ملك لكم إلاّ
الربّ، ماذا تريدون من الملك، فهو سيضع بناتكُم في خدمته في القصر، ويأخذ
شبابكم إلى الحرب، ويأخذ منكم الضرائب، الله ملكُكُم يعطيكم ولا يأخذ
شيئاً. لكن بناءً على إصرار الشعب يقول الكتاب، قال الله لصموئيل، أعمل
لهم ما يريدون. فعيَّن صموئيل الملك ومسحهُ بالزيت، وكأنه يقول له: انتَ
ارتفعت لكن انتبه، يد الله دعها فوق يدُكَ، ولا ترفع يدك فوق يد الله، أنت
ممسوح وبالتالي صرت تحمل مسؤولية. يوماً ما ستقف أمام الربّ ليقول لك:
انتَ وكيلي، كيف تصرفت بالوكالة. إن المسح لا يطال فقط الأشخاص، لكن يطال
ايضاً الأشياء التي ستخلق ارتباط بين الله والانسان. المذبح يُدهَن
بالزيت، ليس فقط عند اليهود، فإلى اليوم كلما تُبنى كنيسة جديدة يأتي
المطران لتدشينها ويمسح المذبح بالميرون، وكل الأشياء التي تُستعمَل لخدمة
الربّ تُمسَح. يصير لها قيمة خاصة فيها، ويد الرب موضوعة عليها. وبالتالي
كل إنسان ممسوح هو إنسان واضع ذاته بتصرف الله. انتبهوا، واضع ذاته بتصرف
الله، وهذا ليس فقط انطلاقاً من قرار اخذه لكن انطلاقاً من مسحة اعطاه
اياها الرب.



انتم اليوم لستم هنا لأنكم ترغبون. انتم هنا لأن الربّ دعاكم. ونحن ممسوحين وهذا شيءٌ اكيد.



الرب يسوع المسيح لم يمسح تلاميذه بالزيت ولم يعمدهم بالماء، لكن تلاميذه عمّدوا بعدها. هناك شيء ابعد واعمق من هذا:



المسحة الروحية:
المسحة في العمق هي الروح القدس. مُسحتُ، أي أُخِذْتُ وأفرِزْتُ، صرت في
مرتبه معيّنة من أجل خدمة معيّنة. هذا هو بالضبط دور الروح القدس. أخذني،
أنا ابنُ آدم، وجعل منّي أبن الآب ولأنه دخل فيَّ، صرتُ أنا قادر أن اقول
?أبّا?. نفهم الآن لماذا الرب يسوع قال: ?روح الربّ
عليَّ، مسحَني وأرسلني?. هوَ ابن الله منذ البدء، لكن متى اعُلِنَ
ابناً لله؟ كان هذا في المعموديّة. فُتِحَت السماء ونزل الروح القدس وقال
الآب ?هذا هو ابني الحبيب?? المسيح هو ليس اسمه، اسمه
يسوع. يسوع هوَ الممسوح. وبدون أن احلل شخصية يسوع المسيح اليوم، اقدر أن
اقول كأن يسوع بدأ يختبر دعوته في المعمودية وأرجو أن لا أفهَمَ خطأ. هناك
اشياء خطرة نقولها وتجعلنا نفكر.



والآن لنفكر: أنتَ وأنتِ، مُسِحتُم وانتُم صغاراً ولا أحد
سألكم أو أخذ رأيكُم، هذه وجه جميل جدّاً رغم كل الانتقادات. هذا وجه جميل
لأن الذي يحبّكَ لا يستأذنكَ ليحبكَ، ويسألك أن تقبل حبه. لكن حريتك أن
تعمل بحبه ما تريد. يسوع صلبوه، عملوا بحبه ما يريدون، لكن ولا مرّة قال
لا احبكم. لا يقدر، وأقول لا يقدر لأنه لا يعود الله، الله محبة يعمل كل
شيء ولا ينكر ذاته، لا يقدر أن لا يكون هو، لا يقدر إلاّ أن يحب. لكن ليس
معناها أنه لا يحب بحرية. الشيء الذي لا يقدر عيله لا يريده اصلاً. الله
يجبك لا يقدر إلا أن يحبك. يختارك، يقول لك أريدُكَ لي، أريد أن أضع يدي
عليك. في موضوع الأسرار سنتكلم عن وضع اليد.



أريدُكَ لي، لكن في المقابل أحبكَ، امشي معكَ، وتصير تعرفه وتبدأ تختبر واحيانًا تخطأ.



نأخذ داود مثلاً، احد الممسوحين، عندما احتل داود اورشليم
وعمل منها العاصمة، ولأنه ملك بنى لنفسه قصراً، لكنه ومتأخراً انتبه أنّه
عزّزَ ذاته أكثر ممّا عزّزَ الربّ. فقال هل يجوز أن أقيم أنا في قصر والله
في خيمة. من الممكن أنّه لو فكر في الله قبل ذاته لتغيرت أمورٌ كثيرة في
التاريخ، ممكن. انتبهوا، فالله ما زال يعنيه، ولو متأخراً، لكن لا بأس.
والربّ لم يتدخل حالاً مع ناتان، الذي هو ايضاً فكر مثل داود، أن يبني لله
قصراً. اقول هنا لا تخافوا من إنسانيتكم وإن كنتم مسحاء. ناتان وافق داود،
?نعم قصر لله يوازي قصرك? ? ويأتي الله يكلم ناتان.
ماذا يقول له: سأقولها بلغتي: أنا اريد أن ارافقك، إذا وضعتني في الهيكل
وذهبتَ انتَ إلى الحرب بدوني أو الى أي مكان، أنا اريد خيمة لأن بيتي على
ظهري، لا تحبسني بمكان معيّن? ويوحنا في الآخر ماذا قال:
و?الله صار جسداً، وحل فينا?? صرنا نحن الخيمة.



هذه رسالتك انتَ كممسوح، تجلت اكثر واكثر في خيمة الله الذي
هو الله بالذات الذي صار إنساناً ?يسوع المسيح? الممسوح. وهنا
أيضاً، كما أن المسحة تكرس ملكاً، المسحة تكرس كاهنا.



نتوقف عند فكرة الكهنوت، اولاً في العهد القديم:



مَن هوَ الكاهن:
تعلّمنا أنّ الكاهن هو وسيط بين الله والناس، وتعلّمنا أيضاً أن لا كاهن
إلا الإله الإنسان يسوع المسيح. لكن في العهد القديم، كان كهنوتك ينبع من
انتماءك البيوسوسيولوجي. أي لتكون كاهناً عليك أن تكون من سلالة لاوي،
سلالة كهنوتية. وأخوتنا الأشورييّن كانوا لفترة ليست بعيدة ما زالوا
يتبعون هذا الأسلوب? فإذا كان لأخ المطران ولد، فلا يأكل اللحم
طيلة حياته لأنه وريث، وهذا الأمر خلق كثيراً من المشاكل، فقد تزوج
بطريركهم السابق لأنه وجد نفسه في المكان الغلط، وحدثت مشاكل
وقسمة? هذا كهنوت اللاوي، كهنوت هارون.



وهذه ايضاً لها معنى: مَن هم هؤلاء اللاوييّن.



هم مسحاء
بالكهنوت، وبالتالي لم يأخذوا حصة عندما قسم يشوع بن نون الأراضي على
أسباط إسرائيل. وذلك لأنّهم سيكونوا حيث يكون الشعب، مثل الله في الخيمة،
ممنوع أن يكون عندهم مستقرّ لهم. هذه بحدّ ذاتها فكرة جميلة وروحانية.
صحيح انا انتمي إلى قبيلة او سبط لكن انا في خدمة كل الأسباط، أنا مُسِحت.
واليوم نلاحظ، ما زالت الكنيسة تمنع المكرسين إلا بإذن خاص من المطران،
بأن يقفوا عرّابين لأي ولد. وذلك لأن الكاهن ليس عنده مكان ثابت. كيف يكون
عرّاباً وهو لا يدري متى يرحل أو ينتقل إلى مكان آخر بعيد. مكرّس يعني أخذ
النصيب الأفضل، أي ليس له إلا الله، ولا يريد إلا الله. لهذا اختاروا
حظّاً صالحاً لا يأخذه منه أحد. هذا ما قيل عن كهنة العهد القديم، وهذا ما
قاله يسوع عن مريم عندما كان في بيتهم (لوقا 10)، لن ينزَعَ منها لأنّها
اختارت النصيب الأفضل، اختارب الربّ.



إذا نحن مسيحييّن، ما يعني هذا.



مُسِحتَ: مظاهر المسحة في حياتك كثيرة، المعمودية، التثبيت،
ثم القربان والتوبة، الأسرار كلها مسحة لكن مسحة الزيت هي في المعمودية
والتثبيت والكهنوت الذي اخذناه عن اللاتين اصلاً، في الطقس الماروني لم
يكن في الكهنوت مسح بالزيت.



لهذا يسوع يقول ?انتم في العالم لكن لستم من
العالم?. كما كان يقال لكاهن العهد القديم، انتَ من ارض زبولون،
نفتالي? انت من قبيلة لاوي? تقدر ان تكون في أي مكان. انظر
كيف تتطور الأمور. في الكنيسة رسالة جميلة جدّاً هي الرسالة إلى ديوغنس لا
نعرف من كتبها تقول عن المسيحيين أنهم غرباء في ارضهم? ?يُقيمُ المسيحيّون فيالعالم كما تُقيمُ الروحُ في الجسد. الروحُ منتشرةٌ في أعضاءِ الجسد انتشارالمسيحيينَ في مُدُنِ العالم. الروحُ تُقيمُ في الجسد، إلاّ أنّها ليست منالجسد المنظور??



انت المسيحي لم تعد لذاتك انت لستَ لأحد، صرتَ للكل، هذا شيء
مهم. مسحَكَ الربّ وصرتَ انتَ عطية الله للبشرية. وليس لكَ الحق أن تكون
بشعاً، كرهاً ومجعلكاً، وهذا طبعاً ليس بالخارج. أتكلم عن يسوع الذي
لبسته، انتبه هذه المسحة كم تضعك في خدمة الكل، وكم تضعكَ في واجب غسل
أرجل الكل، مثل يسوع وذلك لأنّكَ انتَ أخذتَ القرار، قرار الخدمة ولا تقبل
أن تُستَخدَم ولا مرّة لأنّكَ ممسوح. قصة شاول وداود. كم مرّة وصل شاول
إلى داود ولم يقتله: هذا مسيح الربّ.



كان هناك صراع كبير جدّاً بين شاول وداود، ولكن بما أن داود
هو مسيح الربّ لم يلمسه شاول. انتَ ممسوح، أي حرّ، عندها ترى كم يختلف
مفهموم الخدمة، وكم تصير الطاعة قمّة الحريّة، لأنّكَ قرّرتَ أن تخدم، أي
أن تعمل ما يحتاجه الآخر.



والرب يسوع، حاولوا أن يعملوه ملكاً عدّة مرّات وكان يرفض،
وأكثر من هذا، الإنجيل يقول عنه أنه ابنُ داود، أمّا هو فقد ابتعد عن هذه
الفكرة بالذات، قال أن داود كان يقول ?قال الربّ لربّي: هناك نوع من
الملك، نوع آخر. ملك العهد القديم فشلَ، وكل ملوك العهد الجديد وملوك هذا
العالم فشلوا، والملك الوحيد الذي فشل في نظر كل الناس لأنّه تعلّق على
الصليب، هو الذي في النهاية انتصر. تعلّق على الصليب وانتصر. هو الذي يقول
لك ?احمل صليبكَ?، فتحمله وأنتَ تغنّي، هوَ الذي أعطاكَ أن
تريد ما يريدُه، طاعتُكَ له صار لها غير نكهة، لهذا قال مملكتي ليست من
هذا العالم. كل طرق الملك في هذا العالم لا تناسب يسوع، لا يقبل أن يكون
ملكاً ومملكته لا تفكر مثله.



ننتقل إلى المسحة التي لم تكن بالزيت: مسحة الأنبياء.



مَن هوَ النبي:



هو الذي دائماً
يوجِّع ويتوجّع. لا أحد ينوجع ويوجِع مثله. لأنّه لا يتحمل أن يرى الخطأ
ولأن الناس يحبّون أن يكونوا مكان الله، فيقول لهم أنتم لستم الله،
فيوجعهم. ونلاحظ أن الأوجه الثلاثة للمسحة، الملوكية والكهنوتية والنبوية
تتكامل وتصبّ كلها في اتّجاه واحد. هم كلهم مكَرّسين وعملهم لأجل الله،
وهذه النماذج الثلاثة اجتمعت في شخص يسوع المسيح، Triplement Christ، هو
النبي والملك والكاهن. هوَ الكاهن لأنّه الله والإنسان، ولأن في الواقع
ليس عنده على الأرض شيئاً، وفي نفس الوقت هو الملك وهو النبي لأنه يقول
الكلمة التي توجعني التي تقول لي اكثر يكفيك اكتفاء في المكان الذي لا يجب
ان تكتفي به، والعكس، يكفيك عدم اكتفاء من خيرات هذا العالم، هنا يقول لك
اكتفِ، لكن إذا لم تصبح إلهاً لا تكتفِ، هناك شيء أهم من المال والشهوات
والرغبات، كم سأجمع، نعم من الممكن أن أكون فقيراً وامرض ولا اقدر ان ادخل
مستشفى فأموت، والذي معه المال يعيش اكثر مني بعشرين او ثلاثين سنة، ثم
ماذا! سيموت.



نقول احياناً أن الله ليس عادلاً، فهناك مَن غرقَ بالمال
وآخرون بأمس الحاجة. أقول: إن أكبر علامة على عدل الله هو الموت. لو لم
يكن عند الله عدلٌ، لكان هناك مَن لا يموتون. واكثر، ما يعني هذا. الله
يهمّه أن يؤلّه كل الناس. وكيف نقول أنّه ليس عادلاً. مغامرة الله مع
الإنسان أبعد من قصة ماذا يملك الإنسان أو عدد السنين التي يعيشها اكثر أو
أقل من غيره.



الممسوح أو المسيح هو إذاً: مَن كُرِّسَ لمهمّةٍ معيّنة. في
العهد القديم، المسحة الملوكية، الكهنوتية والنبويّة، وهذه المهام هي
المهام الملقاة على عاتق كل مسيحيّ. انتَ اليوم عندَكَ دورٌ نبويّ، ملوكي
وكهنوتي في المجتمع. عندما سنتكلّم لاحقاً عن الأسرار سنشرح التفاصيل اكثر.



انتم مُسحتُم، انتم رائحة المسيح الطيبة.



المطلوب للشهر المقبل:



كل مّنا بحسب
الطقس الذي ينتمي إليه يقرأ رتبة العماد والتثبيت. استعداداً للقاء
المقبل. قراءة جيدة مع المقدمة وتدوين الأفكار والتساؤلات.







الأسئلة لحلقات الحوار:



بعد قراءة إنجيل لوقا الفصل 4. عودوا إلى النص عند أشعيا (61) واكتشفوه.







1- من بعد كل ما
سمعته عن دور الممسوح الكهنوتي، الملوكي والنبوي، ماذا تشعر أنّه مطلوب
منكَ اليوم؟ منكَ انتَ وليس منكم! (انطلاقاً من اختبارك، حياتك، ظروفكَ،
وجعكَ او فرحك?)



2- عند لوقا ?اليوم ولدَ لكم مخلّص? لوقا 2




?اليوم تمّت هذه الكلمة
التي تُليَت على مسامعكم? لوقا4




?إنزل يا زكا، اليوم أكون
عندكَ? لوقا 19




?اليوم تمَّ الخلاص لهذا
البيت? لوقا 19




?اليوم تكون معي في
الفردوس? قالها للص التائب. لوقا



ما هوَ مفهوم اليوم؟



وماذا يعني أنت ستعيش رسالتكَ اليوم؟ هل اليوم هو 24 ساعة ام شهر ام لحظة؟







3- كم تشعر أنّكَ
تعيش مسيحيَّتك واجبات، وكم تشعر أنّكَ تعيش مسيحيّتك حريّة؟ ولماذا. هل
بالحرية تخلق مسيحيّتكَ؟
 
قديم 22 - 08 - 2014, 02:32 PM   رقم المشاركة : ( 5400 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,904

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المسيح في حياة أبينا اسحق


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة








إن ربنا يسوع المسيح حاضر بوضوح في حياة آباء وأنبياء العهد القديم، فهو فوق الزمان، وهو خالق الجميع.. وهو الفادي الذي جاء في ملء الزمان ليُخلصنا من خطايانا بصليبه المقدس.


وقد أراد الله أن يُمهد لتجسده الطاهر.. بأن أرسل إلينا النبوات والرموز، بل والأشخاص الذين يتجلى فيهم.. تمهيداً لمجيئه بالحقيقة بالجسد لنرى ونؤمن.





وفي قصة حياة أبينا اسحق.. تقابلنا (سابقاً) مع قصة تقديمه ذبيحة.. كرمز لتقديم السيد المسيح الابن الوحيد المحبوب ذبيحة عن خطايانا، وعودة اسحق حياً هي رمز لقيامة السيد المسيح من الأموات.





وهناك موقف آخر في حياة أبينا اسحق.. يتجلى فيها ربنا يسوع بوضوح.. وهي قصة اختيار زوجة لاسحق:





+ إبراهيم الأب استدعى أليعازر الدمشقي كبير بيته المستولي على كل ما كان له، وأرسله ليخطُب عروساً لابنه اسحق.. إنها رمز للآب السماوي الذي أرسل الروح القدس، ليخطُب الكنيسة عروساً للمسيح الابن.. "لأني خطبتكم لرجل واحد، لأقدم عذراء عفيفة للمسيح" (2كو11: 2).





+ استحلف إبراهيم أليعازر بأن وضع يده تحت فخذ إبراهيم.. وهي إشارة إلى القسم باسم نسل إبراهيم أي المسيح.. وهو نفس الأمر الذي عمله أبونا يعقوب مع ابنه يوسف (راجع تك47: 29).





+ وتنبأ إبراهيم لأليعازر بأن الله "يُرسل ملاكه أمامك، فتأخذ زوجة لابني من هناك" (تك24: 7).. وهي تشبه النبوة التي قيلت عن يوحنا المعمدان السابق للمسيح "ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي، الذي يهيئ طريقك قدامك" (مر1: 2).





إن يوحنا المعمدان هو الملاك صديق العريس، الذي جاء أمامه ليهيئ الطريق، لتقبل العروس أن تتحد به "مَنْ له العروس فهو العريس، وأما صديق العريس الذي يقف ويسمعه فيفرح فرحاً من أجل صوت العريس. إذاً فرحي هذا قد كمل" (يو3: 29).





+ "أخذ العبد عشرة جمال من جمال مولاه، ومضى وجميع خيرات مولاه في يده" (تك24: 10)، وكأنه الملاك جبرائيل.. الذي جاء إلى العذراء مريم، حاملاً خيرات الآب السماوي في يده، مُعلناً إياها في عشر كلمات:





(1) سلام لكِ أيتها الممتلئة نعمة.


(2) الرب معكِ.


(3) مُباركة أنتِ في النساء.


(4) لا تخافي يا مريم.


(5) لأنكِ قد وجدتِ نعمة عند الله.


(6) ها أنتِ ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع.


(7) هذا يكون عظيماً، وابن العلي يُدعي.


(8) ويُعطيه الرب الإله كرس داود أبيه.


(9) ويملِك على بيت يعقوب إلى الأبد.


(10) ولا يكون لمُلكه نهاية. (لو1: 28-33)





+ "وأناخ الجمال خارج المدينة عند بئر الماء وقت المساء" (تك24: 11).. لقد تقابل أليعازر مع رفقة عند بئر الماء وقت المساء، وبئر الماء هو رمز للمعمودية، التي يتقابل عندها الروح القدس مع النفس المنتخبة كعروس للمسيح.. ووقت المساء يشير إلى وقت صلب ربنا يسوع المسيح، وساعة خروج روحه الطاهرة ليد الآب السماوي.





وهناك ارتباط عميق بين المعمودية وصليب المسيح وخطبة الكنيسة.. فالمعمودية هي دفن مع المسيح، وخطبة الكنيسة مرتبطة بعهد الدم.. "إنك عريس دم لي" (خر4: 25).





+ كانت رفقة فتاة "حسنة المنظر جداً، وعذراء لم يعرفها رجل. فنزلت إلى العين وملأت جرتها وطلعت" (تك24: 16).. وهي ترمز للكنيسة المجيدة، التي لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك.. بل هي مُقدسة وبلا عيب.. (راجع أف5: 27).





وكانت "جرتها على كتفها" (تك24: 15).. إشارة إلى استعداد الكنيسة للخدمة، ونزول رفقة إلى العين وطلوعها.. إشارة إلى اغتسال الكنيسة بالمعمودية وبدم المسيح "لكي يُقدسها، مُطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة" (أف5: 26).





+ لم تكن رفقة حاملة جرتها فقط.. بل كانت مستعدة أن تخدم خدمة الميل الثاني "فقالت اشرب يا سيدي. وأسرعت وأنزلت جرتها على يدها وسقته. ولما فرغت من سقيه قالت أستقي لجمالك أيضاً حتى تفرغ من الشرب. فأسرعت وأفرغت جرتها في المسقاة، وركضت أيضاً إلى البئر لتستقي، فاستقت لكل جماله" (تك24: 18-20).





إنها مثال للكنيسة المستعدة أن تبذل كل الجهد من أجل خدمة الناس، متشبهة بعريسها القدوس محب البشر الصالح.





+ سأل أليعازر الفتاة: "هل في بيت أبيكِ مكان لنا لنبيت؟" (تك24: 23).. وكأن الروح القدس يسأل النفس: هل يوجد عندك مكاناً لأبيت فيه؟ "إن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبي، وإليه نأتي، وعنده نصنع منزلاً" (يو14: 23)، "هنذا واقف على الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتي وفتح الباب، أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي" (رؤ3: 20).





إن الروح القدس يبحث عن مكان فينا لسكنى المسيح، لأنه عندما تجسد "لم يكن لهما موضع في المنزل" (لو2: 7).





لقد كانت رفقة مستعدة لاستقبال الغرباء بفيض الكرم.. "قالت له عندنا تبن وعلف كثير، ومكان لتبيتوا أيضاً" (تك24: 25)، "لا تنسوا إضافة الغرباء، لأن بها أضاف أناس ملائكة وهم لا يدرون" (عب13: 2).





+ عندما أراد أهل رفقة أن يستضيفوا أليعازر أياماً أخرى "فقال لهم لا تعوقوني والرب قد أنجح طريقي. اصرفوني لأذهب إلى سيدي" (تك24: 56).. وكأن الروح القدس ينبهنا ألا نتعوق بأمور العالم عن الانطلاق إلى الاتحاد بالمسيح.





إن الروح القدس يسعد بالنفس النشيطة، التي إذا جاءها في زيارة نعمة لينبهها.. تقوم معه في الحال لتذهب إلى العريس وتتحد به.. لماذا نتعوق والرب قد أنجح طريقنا؟





+ لم يكن من اللائق أن تذهب رفقة مع أليعازر دون موافقتها "فدعوا رفقة وقالوا لها هل تذهبين مع هذا الرجل؟ فقالت أذهب" (تك24: 58).. وهكذا أيضًا لابد للنفس أن تعلن عن رغبتها وموافقتها للارتباط بالمسيح.





إن الله يحترم حرية الإرادة الإنسانية.. ويكرس الحب وليس القهر.. إننا نأتي إليه بكامل الحب والرغبة، ونتمسك به مهما كانت المعوقات "مَنْ سيفصلنا عن محبة المسيح؟ أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف؟ (رو8: 35).





+ مرة أخرى تلتقي رفقة عند البئر "بئر لحَي رُئي" (تك24: 62), ولكن هذه المرة مع اسحق العريس الحقيقي.. كمثل التقاء الكنيسة مع المسيح عند المعمودية.





+ كان اسحق قد خرج ليتأمل في الحقل عند إقبال المساء.. إنها اللحظة التي يتقابل فيها المسيح مع الكنيسة على الصليب عند المساء، وهو يتأمل الحقل المقدس، الذي زرعه بدمه الطاهر، لينبت منه الكرمة الحقيقية الكنيسة التي المسيح فيها أصل وجذر ورأس، ونحن أغصان، والآب هو الكرّام.. "أنا الكرمة الحقيقية وأبي الكرَّام" (يو15: 1)، "أنا الكرمة وأنتم الأغصان" (يو15: 5).





إن المسيح يتقابل مع النفس عند إقبال المساء، لكي يحول المساء إلى صباح، والظلمة إلى نور، والخطية إلى بر.





+ "وسكن اسحق عند بئر لحَي رُئي" (تك25: 11).. إن المسيح يسكن في المعمودية، ليقابل كل نفس، ويطهرها.. فتدخل معه في شركة وعشرة وعضوية مقدسة.





إن الأب القديس اسحق هو رمز جميل لربنا يسوع المسيح.. الابن الوحيد.. المحبوب.. المطيع.. الذبيح.. والقائم من الأموات
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:17 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024