![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 53851 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كان بولس الرسول قد اقتيد وكانت هناك قوات كبيرة ومعدات حربية، فجاءوا به الوالي. ولما اقترب بولس من محكمة الأمير وتكلم عن الطهارة والإيمان كعادته، عمل ثاميريس الترتيبات لكي يزج ببولس الرسول في السجن. أما تكلا، من ناحية أخرى، فقد أتت ليلاً لتقف بجانب السجين الحكيم في قيوده –لأنها سمعته أيضاً يقول: “لكن كلمة الله لا تقيد” (2تي 2: 9). وكانت تغترف بغزارة من فيض تعاليمه التي تناب مواردها وتقبل قيوده التي تجري منها القداسة. جرها ثاميريس إلى القاضي، كما جر معها ذلك السجين المقيد في السلاسل والتبشير في نفس الوقت. فجلد بولس الرسول ثم طرده، ومن جهة أخرى سلم تكلا – وقد عرفت من قيود معلمها كيف تتألم من أجل المسيح- إلى نار متقدة. ولم يصدر هذا الحكم ضدها من قبل القاضي وحده، ولكن قبل كل شيء كان المستول عنه والدة تكلا أيضاً وجمهور المدينة من الرجال والنساء، إذ يدعون عليها كسر الزواج ومخالفة قوانين الطبيعة. أما هي قبلت الإله الذي تجسد من العذراء وتأنس بدون استحالة – ووهبت له بتوليتها وكرست نفسها له: رسمت علامته في مواجهة النار فسارت فوق الحطب، وتجرأت أن تواجه اللهيب وفي الحال حدث برق وزوبعة زعزعت الأرض، وانفصلت سحابة من فوق هطل منها الغيث غزيراً، مخلوطاً بالبرد، فأطفأ النار، وكان بعض الذين حولها قد هلك والبعض الآخر هرب، وخلصت تكلا. لأن ما أراده الله فهو فاعله. أترون كيف أن الشهيدة في نهاية الأمر شابهت الأم، أقول لا بل شابهت الكنيسة في رفعتها، ويقول مخلصنا “وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لتن تقوى عليها، (مت 16: 18). لذلك فإن اللهيب لم يغلب الشجاعة تكلا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 53852 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() “فيم كانت الفتاة صورة مصغرة من صورة الأم؟” نعم، كانت بجانب الملك وكان عملها كاملاً. ألم ترتد مثل الملكة؟ تنوعت محاسن ثيابها، فكانت مغطاة بكل ثياب وكل زينة الفضائل، وحينما سارت هكذا وسط النار، ألم يثبت أن كل ما لها من الذهب الخالص، وأن النار امتحنه وما هو بكاذب؟ وفي تمثل الفتيات بالأم اشتهت كثيرات بتولية القديسة تكلا وشهادتها، وأن قصرن عن أن يكن مثلها في كل شيء. ورنم داود النبي سلفاً وقال: “وفي أثرها العذارى صاحباتها. مقدمات إليك يحضرن بفرح وابتهاج. يدخلن إلى قصر الملك” (مز 45: 14 – 15). وقوله “في أثرها” يبين أنهن ذاهبين وراءه أمهاتهن؛ لأنه هكذا كان النبي داود يصرخ أيضاً لله: “كما يشتاق الإيل إلى جداول المياه هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله” (مز 42: 1) وفي قوله “صاحباتها” تبيان أقرب الشبه، فلم يأتين إلى هيكل بطريقة غيرها. بعد أن رُفعت تكلا إلى هذا الشرف، وتحملت عذاب اللهيب وشهدت المسيح، كانت تسمع مع التلاميذ من جديد تعليم بولس الرسول، إذ كانت تريد أن تتعلم وتعرف أنه يجب أن تتألم كثيراًً من أجل عمانوئيل إلهنا. وفعلاً قصت شعرها بسبب الأذى الذي يأتيها من جمالها، فجعلت لروحها الشجاعة الهيئة الخارجية التي تتناسب معها. وكانت تتعلق بالحق وتعظ في نفس الوقت معه. وكانت هي أيضاً تلميذته، فكان لها استعداد المعلم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 53853 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لا يقل أحد: “وكيف كان بولس الرسول يكتب إلى أهل كورنثس “لتصمت نساؤكم في الكنائس لأنه ليس مأذوناً لهن أن يتكلمن بل يخضعن كما يقول الناموس أيضاً” (1كو 14: 34). أوامر حكام الكنائس المقدسة قائلين: “لا يجوز للمرأة أن تقص شعرها ولا تلبس ملابس رجل؟، فإن هذه التوصيات وقد عملت بعناية قائمة بالنسبة للبعض القليل ولا تكون بالنسبة للآخرين. وأن القوانين يؤخذ بها عدد كبير، ولا تتقرر حسب فرد أو اثنين بل هي لكل الناس عامة. كانت تكلا تمتلك فعلاً القوة الواقعية قبل الشكل الخارجي؛ أما الآخرون فكان ينقصهم التدريب. وبعد الخطر، حتى بالنسبة لمن في استطاعتهن أن يتشبهن بالشهيدة، لا يكون بعد مسموحاً لهن أن يفعلن ما فعلته. لأن عليهن الخضوع للأحكام العامة. إذ أن وصية الناموس تأمرنا: “لا تنقل تحتم صاحبك الذي نصبه الأولون في نصيبك الذي تناله في الأرض التي يعطيك الرب إلهك لكي تمتلكها” (تث 19: 14). وافت القديسة الشجاعة في شكل رجل ثابتة من أجل الديانة إلى أنطاكية لم يستطيع أن تختبئ. لأن مطاردي جمالها ومضطهدي دينها هاجموها. الأولون يحاولون أن يدفعوها نحو النجاسة، والآخرون نحو عبادة الأصنام، وكانوا يختلفون لأجلها ولكن العذراء الشهيدة كان منيعة بالنسبة للفريقين على حد سواء. وكان شخص يدعى اسكندر مريضاً بالهوى وكدأب تاميريس، جن جنونه بسبب جمال القديسة، وفشل ولم يصل إلى هدفها. أمر القاضي بأن تعطى تكلا طعاماً للوحوش وكان في ذلك متعنّتًا. أما ذلك الرجل الذي كان يتلقفه نوعان من الهوى ويحترق بالميوعة وبالقساوة معاً، وكان متردداً بينهما، فقد خاب فأله في حبه، فاندفع إلى القسوة وجمع من كل مكان أنواعاً من الحيونات المفترسة. ولكن القديسة التي كانت مستعدة تتحمل كل شيء لم تقهرها كل هذه الوحوش، وبالصلاة وبالتضرع قصرت عن القدرة على القطع بأنيابها، وكانت القديسة مضطجعة بين الحيوانات المتوحشة غير المستأنسة، بدون خوف. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 53854 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فليسمع لك الكفرة الذين يغفرون أفوههم للآلة الموسيقية الأسطورية المليئة بالتفاهات، فيزعمون أنها تسكن الوحوش بأنغامها! ليتأمل اليهود كيف أطفأت قديسة واحدة النار المتأججة، كالثلاثة فتية، فمرت عبر اللهب دون أن تحترق، وظهرت متاعها. إنها تمثل دانيال: أرادوا إرهابها ليس بالأسود فحسب، بل بأنواع مختلفة من الحيوانات المتوحشة ليتعرفوا على أثر مثل هذه العجائب أن الله إله الناموس والأناجيل هو واحد فلا تخدعهم الآمال الباطلة وليفهموا بواسطة الأشياء الممتازة أن المسيح قد أتى، ولا ينظروا. فإن إشعيا النبي، إذ كان في ألم صرخ قائلاً “أيتها النساء الممطئنات قمن اسمعن صوتي، أيتها البنات الواثقات اصغين لقولي” (إش 32: 9). لكن لا واحدة منهن سمعت لما يجب. أما تكلا وكانت غنية بكل الأشياء التي تجلب السعادة في الدنيا، الحسب والنسب، والجمال والغنى، فأنها ذهبت إلى أبعد من أقوال النبي، لأنها سمعت كلمات بولس الرسول دون أن يناديها برجاء. ونظير هذا الرجاء وحده، تركت كل شيء، متشبهة بالتاجر المذكور في الإنجيل: “فلما وجد لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن مضى وباع كل ما كان له اشتراها” (مت 13: 46)، كما يقول مخلصنا الصالح. وكما أن آدم الذي كان مخلوقاً على صورة الله، قبل أن يتعدى الوصية، كانت تحوطه الحيوانات الموحشة وكان كملك يعطي جمعيها أٍسماء، كصاحب القطيع؛ هكذا كانت أيضاً تكلا، إذ تجردت من الإنسان العتيق وتطهرت، فكانت الصورة الإلهية، كقول بولس الرسول: “إذاً إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة” (2كو 5: 17). فكانت الحيوانات المتوحشة في حكم المستأنسة بالنسبة لها. وبعد أن عبرت ذلك بدون أذى؛ وجاهدت في نفس الوقت ضد عذابات كثيرة وتزيّنتْ بالأكاليل المتنوعة، ذهبت إلى سلوكية. وأكملت فيها سعيها بسلام وحفظت الإيمان” (انظر 2تي 4: 7) ويرقد جسدها في هيكل مقدس وشهير وتجري بواسطتها أشفية وعجائب، اتخذت طريقها بروحها نحو صفوف الملائكة ونحو المساكن السمائية. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 53855 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() هي من هناك تنظر وتزور بفرح وسلام مدينة سلوكية، التي هي مدينتنا، من جهة بسبب جسدها، ومن جهة أخرى بسبب جهادها، لأنها في هذه المدينة جاهدت، وأني مقتنع أنها تساعد بصفة خاصة هذه المدينة وتعتني بها. وحتى الآن تميل نحو الجهاد الذي يقوم من أجل الدين، وبه تأتي الأكاليل وتعلن الانتصارات وتميل أيضاً إلى هذا المكان الذي فيه جاهدت فيهمثل المصارعين الذي تنتصرون، فإن المكان الذي كانوا يصطفون فيه بين الصفوف حتى بعد النصر يصبح عزيراً. من أجل ذلك وضعنا هذا المقال وقدمناه للمسيح مخلصنا وكرسناه له تحت اسم اسطفانوس حقاً وتحت اسم تكلا. هذا أول الشهداء الرجال، وهذه أولى الشهيدات لمجد الله، لكي بذلك تكمل وصية معلمنا بولس الرسول: “لأنكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي الله وأنكم لستم لأنفسكم” (1كو 6: 20). حقاً لقد مجته ببتوليتها و وبشهادتها. فيجب عليكن أنتن أيضاً، إذ لكن بعد والدة الإله، صورة للكمال مثل هذه، أعني أولى الشهيدات، أن تنظرن نحوها، وأن تتشبهن بجمالها العقلي وأن تلون أرواحكن بألوان الفضائل. وأنتن أيضاً اللواتي تحت نبر الزواج، يمكنكن أن تعشن على نفس الصورة في حياة كريمة طاهرة. حتى حينما يتمجد اسم المسيح تنلن جميعكن الكرامة والنعمة التي تأتي من فوق، لأن الذي يقول: “فإني أكرم الذين يكرموني والذين يحتقروني يصغرون” (مل 2: 3) لا يكذب. له المجد والسلطان الآن وكل أوان وإلى أبد الدهور آمين. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 53856 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مقدمة المخطوطة البرموس وما بعدها هذه سيرة أولى الشهيدات في المسيحية العذراء السامية في طهارتها، المتألقة في قداستها القديسة البتول تكلا، في القرن الأول المسيحي. عاصرت بولس الرسول وسمعت بأذنيها تعاليمه ورأت عظمة أقواله بعينها: فبهرتها حتى استخفت بكل مجد العالم في سبيل عزمها ونذر بتوليتها، وقد كرست نفسها وجسدها للمسيح حتى لترتسم في سيرتها صورة البتولية الطاهرة، اقتداء بسيدتنا كلنا فخر جنس البشر القديسة والدة الإله السماء الثانية مريم العذراء. أحرى بنا أن نطوّب في هذا المجال العذراء القديسة مريم التي من مجدها انتشر أزكى عبير أفاحه الله على صاحبة السيرة فتشبهت بها وأكرمت وسمت. يتبين لنا بين سطور هذه السيرة النقية نفحات طيبات ونسمات أرق من نسمات الصبح المنير تدفع البرء إلى النفوس وتبعث بالأضواء إلى القلوب النابضة بحياة المسيحية العارفة بالديانة النقية. نعم، ياليت لنا لغة الملائكة حتى نفهم عظمة مجد البتولية. لك الله أنت أيتها القديسة تكلا! شابهت المصدر الصافي والمجمرة الذهبية حاملة العنبر ينبوع البركات ومعدن الطهر في الأرض والسماء. وقديماً أخذ القديسون مجد البتولية ويقربون إلى إفهام الناس صورتها النقية البارعة وسماتها الزكية التي لا تراها إلا النفس الطاهرة. وقد أتينا بآراء أئمة الدين من العلماء القديسين مما يختص بهذه القديسة. ونظراً لأن القديس مار يعقوب السروجي العلامة صاحب التشبيهات الرائعة والصور الناطقة أخذ في ميمره الذي أتينا به في آخر السيرة يحلق في سماء مجد البتولية يقطف لنا من معانيها البعيدة المنال ما يقرب صورتها إلى وجداننا. ويتبنها في قرارة نفوسنا، مثل أريج طيب في ضوء خاطف تشمتّه الأنفس لكن لا يلبث أن يذهب عنا فيدفعنا الحنين إلى إجتلاء آثاره ومشاهدة أنواره. أنها نفحات طيبات إذا اجتمعت معانيها وانتظمت مع هذه السيرة ظهرت أبرع جمالاً أقل ما يتناسب مع طهارة صاحبتها. وفيها أجمل قدوة وأعز ذكرى للجميع بالأخص للفتيات يترسمون من بين السطور الخطى ويستلهمون البركة والنعمة من معطي النعم أبي الأنوار. ولإلهنا المجد والعظمة إلى أبد الدهور آمين. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 53857 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() القديسة تكلا البتول الشهيدة حياتها الأولى وإيمانها إن القديسة تكلا العذراء النقية التي تمدحها بيعة الله شرقاً وغرباً هي الأولى بين الشهيدات كما أن القديس استفانوس هو أول الشهداء. وهي قدوة الفتيات المسيحيات خصوصاً العذارى. ولدت بأيقونية. كان أبوها من عبدة الأوثان. وكانت ذات فكر ثاقب شديدة الرغبة في العلوم، فعين والدها لها معلمين ماهرين وكان علمها النادر مقترناً بجمال بارع، هكذا كانت القديسة تكلا حينما خرج بولس الرسول من أنطاكية ووصل إلى مدينة أيقونية وبشر هناك بالإنجيل المقدس. ولما تكاثر المؤمنون وانتشر اسم الرسول اشتهت أن تراه وتسمع تعليمه فمضت إلى حيث كان الرسول يعلم وكثيراً ما ابتهجت جداً عندما بين لها سمو النصرانية وأوضح عدل وصاياه الطاهرة. وتاقت إلى أن تخاطبه. فلما رآها عرف حالاً أن الله اختارها لخدمته وتقديس اسمه فاهتم بتعليمها زماناً طويلاً وآمنت بالمسيح إيماناً متيناً وارتاحت إلى البراري إرتاحياً فنذرت لله بتوليتها لكي تكون مبتعدة لسيدنا يسوع المسيح وشرعت تسلك في طريق الفضائل الإنجيلية. ولما رأت الرسول مرشدها مسجوناً لكونه مسيحياً باعت لساعتها ما لها من الحلى الثمينة لكي تغيثه في ضيقه. هذا ما رواه القديس يوحنا ذهبي الفم حيث قال للشعب القسطنطيني في مقالته الخامسة والعشربن على أعمال الرسل: “ها إن القديسة تكلا في ابتداء تنصرها قدمت ما عندها من الجواهر لإسعاف بولس الرسول، وأنتم القدماء في هذه الديانة والمفتخرين بالاسم المسيحي لا تساعدون المسيح بشيء تتصدقون به على الفقراء”. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 53858 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() القديسة تكلا البتول الشهيدة حياتها الأولى وإيمانها كانت القديسة تكلا تمضي زمانها منفردة في مناجاة الله جل شأنه متأملة قضايا الشريعة الإنحيلية، ولما كان التغيير الباطن لا بد أن يظهر سريعاً في الخارج سألتها أمها: “من أين لك هذا الاحتشام الجديد وكيف ترفضين التزيين بالحلي خلافاً لجميع العذارى. ألفت الوحدة والإنفراد والصلاة؟” فقالت لها تلك الآية الحكيمة: “لقد سمعت تعليم الديانة المسيحية واستنرت بأنوار حقائقها الساطعة وتحققت بطلان عبادة الأوثان فأسأل الله أن يصنع بك كما صنع بي ويمزّق عن عينيك برقع الغباوة وينجيك من هذه العبادة التي توصلك إلى جهنم وبئس العافية. ثم أعلمي يا أمي أني نذرت عفتي لله تعالى نذراً دائماً وبناء على ذلك فمن المستحيل أن أرتبط مع أحد بالزواج”. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 53859 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() القديسة تكلا البتول الشهيدة رفضها الزواج واستشهادها وكان قد خطبها رجل شريف الأصل، فلما سمعت والدتها هذا الكلام أخبرته بما قالت، فأخذ وكل الأقارب يبذلون كل جهد في أن يرجعوا القديسة عن عزمها بحفظ البتولية. وإذ كانوا كل يوم يضيقون عليها خرجت من بيت أمها لتذهب إلى القديس بولس فيجعلها في مكان أمين. إلا أن خطيبها لما عرف يهربها قبض عليها وأتى بها وبأمها إلى الحاكم طالبين أن يلزمها بالزواج وترك الديانة المسيحية. ولما رآها الحاكم مصرّة على عزمها مع توعده لها قال لها: “اذهبي مع أمك إلى هيكل آلهتنا وقدمي ذبيحة للأوثان وإلا فتطرحين في النار”. أجابت البتول بشجاعة مقرونة بالاحتشام: “إني لا أؤمن إلا بإله الواحد خالق الجميع ورب الكل لا إله سواء، وأما آلهتكم فما هي إلا أصنام شيطانية وحاشا لي أن أعبد هذه الآلهة الكذبة، فهل من إله غير المسيح؟ له ووحده وإياه أحب، أما آلهتكم فهي أعمال أيديكم. إني احتقرهم وأرزلهم وأبغضهم، ويعجز أن ينقلني عن عبادة السيد المسيح الذي أحبه أكثر مما أحب نفسي كل عذاب مهما كان شديداً، فلا أخاف النار ولا السيف ولا بقية آلات العقوبات”. فظن المغتصب أن كلام البتول إنما كان ناشئاً عن العجرفة والغباوة، وخطر له أنها تغير عزمها متى رأت النار متقدة. فأضرموا أمامها ناراً عظيمة ثم تقدموا ليلقوها وسطها. أما هي فرسمت علامة الصليب المقدس ودخلت من تلقاه نفسها وسط الهيب فلم تمسها النار البتة، وهطل بغتة مطر عزير مع أن السماء كانت صافية. وفر الناس هاربين ولم تحترق النار شيئاً من ثيابها حتى ولا شعرة واحدة من شعرها. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 53860 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() القديسة تكلا البتول الشهيدة ثم دخلت بيت أحد المسيحين وأقامت زماناً تمارس رياضة العبادة أثناء الليل وأطراف النهار شاكرة الله جلت رحمته. وفي تلك الأثناء جاء إلى المدينة حاكم جديد. فلما عرف ما كان من أمر تكلا أمربإحضارها، ولما مثلت أمامه سألها هي مسيحية فأجابته بطلاقة أنها مسيحية أمام أعيان الأمم واليهود. فأمر أن تقدم إلى ميدان الوحوش الضارية. واجتمع الشعب حول الحلية وأطلقت الوحوش تدنو منها ورسمت علامة الصليب المقدس فجلست جميع الوحوش عند قدميها كالكلاب المستأنسة تلحس قدميها بألستنها، تتعلقها بأذنابها، فلم يرعو من غيه بل أمر أن يعلقوا القديسة برجليها على ذنبي ثورين بريين مفترسين فلم أن يعلقوا القديسة برجليها على ذنبي ثورين بريين مفترسين فلم يتحرك الثوران مع أنهم كانوا ينخسونها بمنخس محمّى. فاستولى حينئذٍ الذهول على الحاكم وقال للبتول بصوت لطيف: “أخبريني أيتها الفتاة ما الذي يرد هذه الوحوش المفترسة عن أن تؤذيك؟” قالت البتول: “إني أمة الإله الحي”. فوقع في قلبه خوف عظيم وطلب ورقة وكتب عليها: “إني أطلق تكلا النقية عبدة الإله الحي”. وسلم الورقة إلى البتول فذهبت بها سالمة. |
||||