21 - 08 - 2014, 02:40 PM | رقم المشاركة : ( 5331 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أنواع الصلاة هناك عدة أنواع وطرق للصلاة . 1- صلاة طلب : هي ضرورية للحصول على الخلاص الأبدي . ويجب أن تشمل هذه الصلاة تلك التي علمنا إياها يسوع المسيح " اغفر لنا ذنوبنا وخطايانا ، كما نحن نغفر لمن أساء إلينا ? " يجب أن نطلب من الله ، بالإضافة إلى نعمته ، عفوه ، في صلاة ندامة وتكفير . وعلينا أن نصلي لأجل خلاص القريب ، وهو في خطر الموت وخاصة إذا كان في خطر الانزلاق في الخطيئة ، ونصلي من أجل موتانا . 2- الصلاة الشفهية : نعبّر عنها بالكلام الذي نلفظه . ولكي تكون هذه الصلاة صالحة يجب ، على الأقل ، أن نوقظ فينا الصلاة العقلية أي اللقاء مع الله . ليس لهذه الصلاة نمط معين ، وإنما المهم هو التعبير عنها بأساليب مختلفة حسب حالة الفرد الشخصية . اقترح على عدة فنانين رسم لوحة لمنظر واحد ، فجاء المنظر واحداً إنما مختلف الأطراف من فنان لآخر . ولاحظ عدة أزواج أن تعبيرهم عن الحب يختلف من عائلة إلى أخرى . وهكذا أشكال الصلاة ، فإنها تختلف من إنسان إلى آخر ، باختلاف الثقافة والسن والطباع . فلا تحتقر شكلاً من هذه الأشكال ، فكلها مقبولة أمام الله ، شرط أن لا ننسى الهدف ، فأنت تخطئ بكل كيانك وتحب بكل كيانك ، فينبغي أن تصلي بكل كيانك . فاجعل جسدك يصلي واترك نفسك تصلي واترك الروح القدس يعمل فيك . 3- الصلاة الجمهورية : ( هي صلاة الجماعة المؤمنة في الكنيسة ? الذبيحة ) . إن أكبر فرح وسرور يستطيع أبناء العائلة الواحدة أن يقدموه لأبيهم هو أن يجتمعوا معاً ويعيّدوه . هكذا هي الصلاة الجمهورية والصلاة الطقسية ، فهي ليست طريقة اختيارية بل تعبير طبيعي بالنسبة لأبناء الله الملتزمين بنفس الحب . كل صلاة حقيقية يجب أن تكون شخصية وجماعية معاً . يمكن أن تكون منفردة أو في جماعة ، وهذان الشكلان من الصلاة متكاملان . لا ينبغي للإنسان أن يذوب في جماعة ولا أن ينقطع عنها . فعليه أن يصلي في قلبه ، وفي صمته ، وفي غرفته ، بأسلوبه وحسب حاجته : " إذا أردت أن تصلي أدخل إلى مخدعك وأغلق بابك عليك وصل لأبيك سراً ? " ( متى 6/6 ) . ولكن لا ينسى أنه من واجبه العودة إلى الجماعة لينضم إليها في الصلاة فيستند إليهم ويسندهم : " إذا أجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فأنا أكون بينهم " ( متى 18/20 ) . إذا أهملنا كل صلاة فردية ، تصبح الصلاة الجماعية سريعاً خارجية عنا ، آلية ، وفي كل الأحوال غير شخصية . وإذا فعلنا العكس ، أي إذا أهملنا الصلاة الجمهورية ، تصبح الصلاة الفردية ، وقد عُزلت عن كل صلاة جماعية ، ضيقة أنانية . ففي داخل جماعة كنسية يجب أن تعلم من جديد ، وبدون انقطاع الطريقة الحقيقية للصلاة . 4- صلاة تأمل : وأخيراً كلما تعمق الحب ، قلّت الحاجة إلى التعبير عنه بالحركات والكلام ، وظهرت الحاجة إلى الصمت، والصلاة تتبسط . إن صلاتك لا تكون أقل قيمة إذ تشعر برغبة إلى الكلام ? بل بالعكس ? تكون صلاتك أقوى إذا شعرت بالرغبة إلى النظر والتأمل والحب بصمت . |
||||
21 - 08 - 2014, 02:41 PM | رقم المشاركة : ( 5332 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أوهام الصلاة لنزيل كل ما يشوّه الصلاة ، كثيرة هي الصلوات المشوّهة ، للإله المشوّه ، الصلوات الكاذبة لإله كاذب . 1- الصلاة السحرية : أطباء مشعوذون يجمعون الأموال من جرّاء الإيمان بالخرافات يقولون لك : يكفي أن تردد عشر مرات أو خمسين مرة أو مئة صلاة سحرية فيذوب السرطان كالسمنة على النار . كثيرون هم المسيحيون الذين يتقدمون من الله أو من العذراء كمن موزّع أوتوماتيكي وجد لخدمة حاجاتهم ونزواتهم . يردّدون صلاة ، يقومون بتساعية وينتظرون الأعجوبة التي يجب أن تحدث بسرعة . وإن لم تحدث اضطرموا غيظاً وتركوا الله ? إلى المرة القادمة . كلا الله ، الإله الحقيقي ليس " خاتم علاء الدين " ، كما أنه لا وجود " لعبارات فعّالة " . 2- سلاسل من الصلوات : تصلك رسالة تأمرك بان تردد صلاة معينة عدّة مرات وأن تكتبها عدّة مرات وتوزعها على عدة أشخاص . وهكذا تتساقط عليك العجائب . فإن رفضت أن تصلي أو قطعت السلسلة ، انهالت عليك الضربات بغزارة ? هذه الحماقات ، هل تستحق التوقف عندها ؟ أقطع هذه السلاسل وأرم بهذه الصلوات الكاذبة في النار ? 3- الشموع المصلية : القناديل وإن كهربائية وإلكترونية ، والشموع مهما كانت كبيرة ، فهي ليست صلاة في حدّ ذاتها ، الإنسان وحده يصلي . لا شك في أن النفس المصلية ذات الإيمان الصحيح والمتزن تستطيع أن تعبّر عن طلبتها بواسطة شمعة . فالعذراء وابنها يبتسمان لها ، وليس فقط تاجر الشموع . لكن كل هذه الشموع ، من دون نفوس مصلية ؟ كل هذه القناديل ? في غياب الأنوار الحية ، أنوار الإيمان المشع ؟ تودّون أن تصلوا بين الأنوار ؟ ادفئوا بالأحرى أجساد وقلوب الشيوخ والفقراء والمنبوذين " فالديانة الطاهرة النقية عند الله أبينا هي أن يعتني الإنسان بالأيتام والأرامل في ضيقتهم " ( يع 1/27 ) . 4- الصلاة الثرثرة : ترداد العبارات واختيار الكلمات الطويلة وعدّ الصفحات المطوية وتحريك الشفاه حيث تضيع النصوص وتتدافع وغالباً ما تتشوّه ، كل هذا يذكرنا بما يأخذ الرب على اليهود : " هذا الشعب يكرمني بشفتيه أما قلبه فبعيد عنّي " ( اش 29/13 ) . ويقول يسوع : " لا تثرثروا في صلواتكم كالوثنيين ، فإنهم يتصورون أنه لكثرة كلامهم يستجاب لهم فلا تعملوا مثلهم " ( متى 6 / 7 ? 8 ) ، " ليس من يقول : يا رب ، يا رب ، يدخل ملكوت السماوات ، بل من يصنع إرادة أبي الذي في السماوات " ( متى 7/21 ) . 5- الصلاة إلى جوبيتر : يشق البرق حجب الليل ويندلع الرعد بقوة : فنسرع إلى النذر . يقترب الفحص : نعترف ونتناول على عجل ، لكي ننجح ، كما لو كان الله جوبيتر ، يرعد ويدير العالم وهو مستعد لأن ينزل أو أن يحبس المطر أو أن يرسل الطقس الجميل ، الحياة أو الموت ، الصحة أو المرض ، الشهادة أو الرسوب تبعاً لنزوات غضبه أو حبّه . 6- الصلاة التجارية : إن نجحت قضيتنا يا رب ، نقدم لك ? أي : الويل لك إن لم تنجح القضية ? مع أنني أعطيت الكاهن حسنة قداس لكي يكون الطقس جميلاً ويصحو يوم زفاف ابنتي ? صليت كثيراً لكي يحبني ، فلم يحب سوى فلانة ? إذاً لن اصلي بعد اليوم ? إله هؤلاء الناس الكاذب هو إله تاجر جالس وراء مكتبه . بما أنني اشتري، فما عليه إلا أن يسلم البضاعة ، أعطِ تعطَ . شريعة العرض والطلب والسعر العادل . ألم أدفع ما عليّ ؟ ليس الله متجر سعر محدود . إذا أردت أن تقدم لله تقدمة ، عربون طلب أو شكر ، فافعل ذلك قبل أن تعرف النتيجة ، مرفقاً ذلك بصلاة : " كما تريد أنت وبالوقت الذي تريد وبالسبل التي تريدها ? " 7- الصلاة الأنانية : كل الانحرافات وخيبات الأمل في الصلاة تعود إلى ما يلي : نعتبرها وصفة طبّية لسعادتنا الصغرى . بينما الإله الحقيقي هو محبة ? محبة الآخرين وهو يعد لنا السعادة ، سعادته الأبدية . كتب الكاردينال سالياج بهذا الصدد : نحن نميل إلى أن نجعل من الصلاة آلة وسيلة للهروب من نتائج أعمالنا ، لتخفيف الألم ، لاتقاء مصيبة . نطلب الشفاء لا الصبر ، نطلب الغنى لا الشجاعة . نطلب السلام لا المحبة . نطلب من الله عجائب تساعدنا على الكسل واللامبالاة وعلى تبرير أخطائنا . والله لا يجترح عجائب من هذا النوع ? عبثاً نضاعف الزيارات التقوّية والاحتفالات ، فلن يستجاب لنا طلب ، إن لم نبدأ ونطلب ارتدادنا ? هل صليتم لتتغلبوا على نزعاتكم وبخاصة على البغض واحتقار القريب ؟ هل صليتم لتتجنبوا الافتراءات والنميمة ؟ باختصار ، هل صليتم لتكونوا مسيحيين ومسيحيات أفضل ؟ 8- حبس القديس انطونيوس البدواني : " ساحبسك في الخزانة حتى توجد لي ما أضعت ? " غالباً ما نسمع هذه العبارات ، بهذه العبارات نكون قد حكمنا عليه بالسجن المؤبد ، وذلك لكثرة الأشياء الضائعة . لما لا نحرره ونطلب منه التفكير والإلهام ، ألا ترون أنه يعمل محرراً أكثر منه محبوساً ؟ |
||||
21 - 08 - 2014, 02:41 PM | رقم المشاركة : ( 5333 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صلوا لتصيروا مسيحيين أفضل هذا مفتاح السر ، الكلمة النهائية . الله أب ، أبونا ، يقول يسوع : " إذا صليتم ، قولوا أبانا ? " عناية هذا الأب تلبس زنابق الحقل وتقوت طير السماء ، فبالأحرى أن تهتم بالإنسان ، ابن الله ، وبكل شعرة من رأسه . لكن هذه العناية تسعى وراء هدف واحد : تمجيد الابن النهائي ومعه كل جسده السري المسيحيون . ليست العناية إذاً ، كما يظن العديد من المصلين ، تسهيل الطريق وإقصاء الصعوبات من حياتنا ، ومنع السلاح من أن يكون فتّاكاً ، والجراثيم من أن تهدم صحتنا ، والطيارات من أن تسقط ، والبركان من أن تقذف الحمم ، ومحفظة النقود من أن تنزلق خارج الجيب المثقوب ، والشمس من أن تطلع ، والمطر من أن ينزل . الغاية هي سعادتنا الأبدية عوضاً عن الحياة الصغيرة الناعمة التي نشتهيها كلّ بمفرده . ليست غاية الصلاة إذاً أن نحمل الله على العمل بإرادتنا ، بل أن نعمل نحن بإرادته : " إذا صليتم فهكذا قولوا : أبانا ، ليأت ملكوتك ، لتكن مشيئتك ? " تقول الكنيسة في إحدى صلواتها : يا رب ، بحنانك ، أصغ إلى صلواتنا ، ولكي تستجيب طلباتنا ، اجعلنا نطلب ما يلذ لك . ما عدا ذلك ، كل صلاة وهم هي ، وذلك لأن الله يحبنا . |
||||
21 - 08 - 2014, 02:42 PM | رقم المشاركة : ( 5334 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فلنؤمن ? ومن ثمّ نصلي إنني أسمع الاعتراضات تتوالى : لا وقت لدي للصلاة . لا اعرف كيف أصلي . لا أستطيع . أنا شارد الذهن ? يا من قبلت عماد المحبة ، هل كرّست قليلاً من الوقت فتساءلت : من أنا ؟ هل قررت يوماً أن تقضي بعض الوقت في الصلاة ؟ ? |
||||
21 - 08 - 2014, 02:43 PM | رقم المشاركة : ( 5335 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الله يعلم سلفاً كل ما يلزمنا يقول لنا يسوع : إن أباكم عالمٌ بكل ما تحتاجون قبل أن تسألوه " ( متى 6/8 ) . هذا أكيد وأفضل مما نعلم نحن ? لذا فالغاية من صلاتنا ليست إعلام الله بل فتح قلوبنا . ذلك لا يعني أن الآب والابن والروح القدس لا يعلمون ما في قلوبنا ، لكن قلبنا يستنير عندما نفتحه تماماً كما نفتح نوافذ الغرفة . فيتغيّر للحال وبخاصة عندما ينفتح لله . وعي هذه الرغبة يصبح صرخة ، يصبح حرية . وعندما تستفيق الحرية ، يكون الله دائماً حاضراً ليمد لها يده . " اطلبوا تعطوا ، اسألوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم ? لأن من يطلب يعطى ومن يسأل يجد ومن يقرع يفتح له " ( متى 7/7 -8 ، لو 11/9 ? 10 ) . بهذه الوصايا الحنونة يقرع الله بابي ، يحترم حريتي كل الاحترام وينتظر دعائي . يترقب صراخي لكي يأتي إلى نصرتي " يا رب إليك صرخت أسرع إليّ " . إذا صليت اترك إرادة الله تمكث فيك وتحل محل إرادتك ? أترك محبة الله تغمرك عوض حبك لذاتك ? وأن يتحقق بواسطتك مخطط الله وحبه ، في البشر ? |
||||
21 - 08 - 2014, 02:45 PM | رقم المشاركة : ( 5336 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مقاييس الله تختلف عن مقاييس البشر ـ حسناً قلت يا رب في سفر أشعياء النبي (55 : 8 ـ 9 ) 8 "لأَنَّ أَفْكَارِي لَيْسَتْ أَفْكَارَكُمْ، وَلاَ طُرُقُكُمْ طُرُقِي، يَقُولُ الرَّبُّ. 9لأَنَّهُ كَمَا عَلَتِ السَّمَاوَاتُ عَنِ الأَرْضِ، هكَذَا عَلَتْ طُرُقِي عَنْ طُرُقِكُمْ وَأَفْكَارِي عَنْ أَفْكَارِكُمْ" و ما أكثر الأمثلة في الكتاب المقدس التي تصب في مفهوم هذه الآية سواءً من العهد القديم أو العهد الجديد ففي مثل الفريسي و العشار نرى أن الفريسي المعروف عنه أنه مدقق في الشريعة و يضيق على نفسه من أجل تنفيذ الوصية حسبما قال بولس الرسول في سفر أعمال الرسل (26 : 5 ) 5عَالِمِينَ بِي مِنَ الأَوَّلِ، إِنْ أَرَادُوا أَنْ يَشْهَدُوا، أَنِّي حَسَبَ مَذْهَبِ عِبَادَتِنَا الأَضْيَقِ عِشْتُ فَرِّيسِيًّا. و الفريسي إنسان محترم يقول له الناس سيدي سيدي كما ورد في (متى 23: 7 ) و هو رجل صوم و صلاة و يدفع العشور أما العشار فكان معروفاً عنه أنه من طائفة محتقرة من الناس مشهورة بالظلم و القسوة و كان معروفاً أن كل إنسان عشار هو إنسان خاطئ لذلك لما دخل السيد المسيح إلى بيت زكا العشار تذمر الناس و قالوا كيف يذهب و يبيت في بيت رجل خاطئ هذه كانت نظرتهم عنه لكن فكر الله عكس ذلك تماماً على الرغم أن صلاة الفريسي كانت طويلة و ابتدأها بالشكر إذ قال اَللّهُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ الْخَاطِفِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاةِ،و فيما يقول هذا وقع نظره على العشار و قال وَلاَ مِثْلَ هذَا الْعَشَّارِ أَصُومُ مَرَّتَيْنِ فِي الأُسْبُوعِ، وَأُعَشِّرُ كُلَّ مَا أَقْتَنِيهِ. فتميزت صلاته بالفخر و الأنا و البر الذاتي و أيضاً تميزت بإدانة الآخرين و فيها الكبرياء بأنه فوق مستوى سائر الناس ذاكراً فضائله أمام الله و يدين الناس في نفس الوقت و للأسف مازالت هذه النفوس المشابهة لذلك الفريسي موجودة إلى وقتنا هذا التي لها مظاهر التقوى لكن من داخلها تشكر الله أنها ليست مثل باقي الناس الغير متعلمين الجاهلين الفقراء و لامثل تلك العائلة أو ذلك الشخص وَأَمَّا الْعَشَّارُ فَوَقَفَ مِنْ بَعِيدٍ، لاَ يَشَاءُ أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ، بَلْ قَرَعَ عَلَى صَدْرِهِ قَائِلاً: اللّهُمَّ ارْحَمْنِي، أَنَا الْخَاطِئَ صلاة قصيرة لكنها معبرة ، فوقوفه من بعيد و نظره منكساً نحو الأرض و قرع الصدر , كلها تعابير عن الندم و الأسف و التواضع ، فالواقف من بعيد كانت صلاته قريبة من الله لأنه قالها بانسحاق روح كما يقول المزمور (51 : 17 ) 17ذَبَائِحُ اللهِ هِيَ رُوحٌ مُنْكَسِرَةٌ و ما أجمل الجملة التي قالها السيد المسيح في نهاية هذا المثل 14أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذَا نَزَلَ إِلَى بَيْتِهِ مُبَرَّرًا دُونَ ذَاكَ، لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يَتَّضِعُ، وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يَرْتَفِعُ». ـ و أيضاً في مثل الغني و أليعازر : يقول المثل 22فَمَاتَ الْمِسْكِينُ وَحَمَلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى حِضْنِ إِبْرَاهِيمَ. وَمَاتَ الْغَنِيُّ أَيْضًا وَدُفِنَ، ربما أقيمت لهذا الغني حفلات تأبين و قصائد شعر تمدح سيرة حياته ذاكرةً فضائله واصفةً مدى عظمته و مكانته المرموقة في المجتمع ـ هذه نظرة الناس ـ لكن نظرة الله تختلف تماماً عن ذلك و هذا ما تبين لنا من خلال مصيرهما فالغني رَفَعَ عَيْنَيْهِ فِي الجَحِيمِ وَهُوَ فِي الْعَذَابِ، وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيدٍ وَلِعَازَرَ فِي حِضْنِهِ، فأليعازر الذي كانت الكلاب بمثابة أصدقاء له إذ كانت تلحس قروحه الجلدية و ينتظر معها الفتات الساقط من مائدة الغني , لذلك السيد المسيح لم يقل للذين عن اليسار في ( متى 25 : 41 ) اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ، لأنهم خاطفين أو ظالمين أو زناة أو متكبرين بل لأنهم لم يطعموا الجائع و لم يسقوا العطشان ........ فكان مصير أليعازر مختلفاً عما كان يظنه الناس بأنه هل يعقل بأن الغني سوف يكون مصيره هكذا ....... لكن مقاييس الله تختلف عن مقاييس البشر . ـ أيضاً عندما نقرأ في ( مرقس 12 : 41 ) 41وَجَلَسَ يَسُوعُ تُجَاهَ الْخِزَانَةِ، وَنَظَرَ كَيْفَ يُلْقِي الْجَمْعُ نُحَاسًا فِي الْخِزَانَةِ. وَكَانَ أَغْنِيَاءُ كَثِيرُونَ يُلْقُونَ كَثِيرًا. 42فَجَاءَتْ أَرْمَلَةٌ فَقِيرَةٌ وَأَلْقَتْ فَلْسَيْنِ، قِيمَتُهُمَا رُبْعٌ.و في هذه الحادثة كان السيد المسيح هو الذي يراقب ليس أحد آخر و ما زال المسيح يراقب إلى الآن و بمنظور إلهي أما من المنظور البشري ماذا يساوي هذان الفلسان أمام قطع النحاس الملقاة داخل الخزانة من قبل مجموعة من الأغنياء إذ كانوا يلقون كثيراً لكن ليس من عوزهم , أي قيمة ما وضع لا يؤثر على ميزانيتهم العامة ظانين أن ما ألقوه هو الكثير و إذا حسبنا القيمة على أيامنا هذه قد تكون ألوف أو مئات الألوف لكن ماذا تشكل أمام الملايين و مئات الملايين فمن المنظور البشري كان هذا كثيراً أما من المنظور الإلهي يختلف تماماً إذ أن السيد المسيح دَعَا تَلاَمِيذَهُ وَقَالَ لَهُمُ:«الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذِهِ الأَرْمَلَةَ الْفَقِيرَةَ قَدْ أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِن جَمِيعِ الَّذِينَ أَلْقَوْا فِي الْخِزَانَةِ، 44لأَنَّ الْجَمِيعَ مِنْ فَضْلَتِهِمْ أَلْقَوْا. وَأَمَّا هذِهِ فَمِنْ إِعْوَازِهَا أَلْقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا، كُلَّ مَعِيشَتِهَا». هذا يرينا أن صدى قطع النحاس و هي ترن نازلة إلى الخزانة لم يسمعها الله بل كان صوت الفلسين مدوياً في مسامع الله : فالله هو الذي يسد العوز و ليس أحد سواه لذلك حسابات البشر قد تختلف في أحيان كثيرة عن حسابات الله ـ حتى في العهد القديم كان هذا المفهوم جلياً جداً و في عدة مواضع يذكرها الكتاب المقدس ففي سفر الخروج إصحاح 14 تظهر بكل وضوح أن حسابات و مقاييس البشر تختلف عن مقاييس الله إذ تذمر اليهود على موسى النبي عندما وصلوا في ترحالهم و هم نازلون عند البحر عند فم الحيروث أمام بعل صفون إذ قالوا له «هَلْ لأَنَّهُ لَيْسَتْ قُبُورٌ فِي مِصْرَ أَخَذْتَنَا لِنَمُوتَ فِي الْبَرِّيَّةِ؟ هذا ما تراه عيون البشر لكن الله إله قوي يستطيع أن ينقذ و يخلص شعبه و سلطانه ليس فقط على البشر بل حتى على الطبيعة بما فيها من بحار و أنهار و جبال , فعلق أرضاً على مياه البحر و عبر شعب إسرائيل في وسط البحر على اليابسة و مجد الله اسمه في فرعون و مركباته و فرسانه و أنقذ شعبه المتذمر على موسى بأنهم حسب منظورهم و حساباتهم أنهم هالكين لا محالة لأن البحر من أمامهم و فرعون و مركباته و فرسانه من خلفهم لكن مقاييس الله تختلف عن مقاييس البشر ـ أيضاً حادثة حصلت مع أليشع النبي و غلامه جحزي في سفر أخبار الملوك الثاني الإصحاح السادس عندما حاصر ملك آرام الموضع الذي يقيم فيه رجل الله أليشع ( دوثان ) بخيل و مركبات و جيش ثقيل للقضاء على أليشع و من معه فماذا يفعل هذا الرجل لوحده أمام هذه الأعداد المهولة من الجيش و العسكر حتى قال له غلامه جحزي «آهِ يَا سَيِّدِي! كَيْفَ نَعْمَلُ؟» فمن الفكر و النظرة البشرية أنهم هالكون هالكون لا محالة لكن الله له رأي آخر يتجلى في رد أليشع على غلامه حجزي إذ قال له : «لاَ تَخَفْ، لأَنَّ الَّذِينَ مَعَنَا أَكْثَرُ مِنَ الَّذِينَ مَعَهُمْ». 17وَصَلَّى أَلِيشَعُ وَقَالَ: «يَا رَبُّ، افْتَحْ عَيْنَيْهِ فَيُبْصِرَ». فَفَتَحَ الرَّبُّ عَيْنَيِ الْغُلاَمِ فَأَبْصَرَ، وَإِذَا الْجَبَلُ مَمْلُوءٌ خَيْلاً وَمَرْكَبَاتِ نَارٍ حَوْلَ أَلِيشَعَ. 18وَلَمَّا نَزَلُوا إِلَيْهِ صَلَّى أَلِيشَعُ إِلَى الرَّبِّ وَقَالَ: «اضْرِبْ هؤُلاَءِ الأُمَمَ بِالْعَمَى». فَضَرَبَهُمْ بِالْعَمَى كَقَوْلِ أَلِيشَعَ. و من هنا نرى أن حسابات جحزي ( البشر ) تختلف عن حسابات الله فالأمر الذي يجب أن ندركه أن مقاييس الله غير مقاييس البشر بل يجوز عكسها تماماً |
||||
21 - 08 - 2014, 02:47 PM | رقم المشاركة : ( 5337 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تعامل الرب مع المرأة السامرية نلاحظ أن الدافع الذي دفع الرب يسوع للذهاب إلى السامرة كان هو المحبة الموجودة في قلبه نحو الخطاة "وكان لا بد له أن يجتاز السامرة" (يوحنا 4: 4). لقد اجتاز السامرة تعمداً لأنه أراد أن ينقذ امرأة من براثن الخطية، مع أنه كان في إمكانه أن يتخذ طريقاً آخر غير طريق السامرة. وقد كانت هناك عدة حواجز تقف حائلاً أمام ربح السامرية ولكن الرب حطم بمحبته وحكمته هذه الحواجز. ورابح النفوس ينبغي أن يعمل مدفوعاً بمحبته للنفوس الهالكة، وينبغي أن يكون حكيماً في تعامله مع البعيدين. لقد وقفت عدة حواجز أمام ربح السامرية 1- حاجز التعصب: كان السامريون متعصبين ضد اليهود، كما كان اليهود متعصبين ضد السامريين. وكان تعصب السامريين معروفاً حتى أنهم رفضوا مراراً أن يقبلوا المسيح، حتى قال يعقوب ويوحنا للمسيح "يا رب أتريد أن نطلب أن تنزل نار من السماء وتأكلهم" يقول إنجيل يوحنا "لأن اليهود لا يعاملون السامريين" (يوحنا 4: 9). 2- حاجز الدين: كان السامريون يعبدون بكيفية تختلف كل الاختلاف عن الكيفية التي يعبد بها اليهود. كانوا لا يؤمنون إلا بكتب موسى، ويعبدون في هيكل منافس لهيكل أورشليم كما قالت السامرية للمسيح "آباؤنا سجدوا في هذا الجبل وأنتم تقولون أن في أورشليم الموضع الذي ينبغي أن يسجد فيه" (يوحنا 4: 20). وقد حطم يسوع بحكمته هذا الحاجز المنيع 3- حاجز الجنسية: اعتبر اليهود السامريين أنهم غرباء، حتى أن الرب يسوع نفسه بعد أن شفى الرجال العشرة البرص، ورجع واحد منهم كان سامرياً ليشكره. قال "ألم يوجد من يرجع ليعطي مجداً لله غير هذا الغريب الجنس.." (لوقا 17: 18). لكن الرب لم يمنعه هذا الحاجز من الحديث إلى نفس ضائعة هالكة. لقد تحدث الرب إلى السامرية معلناً أن هذه مشيئة الآب. أن يربح البعيدين. وقد قال هذه الكلمات صريحة للتلاميذ حينما دعوه ليأكل معهم "قال لهم يسوع طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله" (يوحنا 4: 34). كيف تعامل الرب مع السامرية؟ كان الأسلوب الذي استخدمه الرب في ربح المرأة السامرية أسلوباً حكيماً للغاية فالمسيح هو "المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والمعرفة".. فقد تدرج الرب في حديثه مع السامرية محركاً إرادتها، وعواطفها، وفكرها حتى أوصلها إلى الاعتراف الكامل بخطاياها، وأعدها لإعلان ذاته لها. والآن تعال معي نرى مراحل تعامل الرب مع السامرية أ- خاطبها موجهاً الكلام إلى إنسانيتها "فقال لها يسوع أعطيني لأشرب" (يوحنا 4: 7). هو الذي كال بكفه المياه يطلب من امرأة سامرية غريبة الجنس أن تعطيه ليشرب. لماذا؟ ليرفع قدرها.. ليريها حاجته إلى شيء يمكن أن تقدمه له. ففي تعاملك مع أي نفس احذر التعالي.. بل ارفع من مستوى من تتحدث إليه إلى مستوى من يستطيع تقديم خدمة لك لقد خاطب المسيح إنسانيتها.. أنت إنسانة، وأنا إنسان... ويمكنك تقديم خدمة لي أنا الإنسان العطشان. لقد كان المسيح عطشاناً لا إلى الماء، بل إلى خلاص هذه السامرية المسكينة ولقد كان رد فعل السامرية هو التعجب من ذلك اليهودي الذي يتنازل لمستوى طلب خدمة من امرأة سامرية فقالت له "كيف تطلب مني لتشرب وأنت يهودي وأنا امرأة سامرية. لأن اليهود لا يعاملون السامريين" (يوحنا 4: 9). ب- خاطبها موجهاً الكلام إلى دافع حب الاستطلاع فيها "أجاب يسوع وقال لها لو كنت تعلمين عطية الله ومن هو الذي يقول لك أعطيني لأشرب لطلبت أنت منه فأعطاك ماء حياً" (يوحنا 4: 10). قد دفعها لاستطلاع حقيقة شخصه "من هو الذي يقول لك أعطيني لأشرب" ودفعها لاستطلاع حقيقة ما يمكنها أن تأخذه منه "لطلبت أنت منه فأعطاك ماء حياً" وقد امتلأت المرأة دهشةً لكلام الرب يسوع فقالت له "يا سيد لا دلو لك والبئر عميقة. فمن أين لك الماء الحي" (يوحنا 4: 11). هنا نتعلم درساً هاماً هو أن توجيه الأسئلة التي تثير حب الاستطلاع هام جداً في ربح النفوس. فعلى رابح النفوس أن يثير حب المعرفة في النفس التي يريد ربحها للمسيح لتتفتح لسماع كلامه ج- خاطبها موجهاً الكلام إلى حاجتها إن كل نفس تحتاج إلى الارتواء فأمور العالم لا تروي الروح البشرية "أجاب يسوع وقال لها: "كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً. ولكن من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد. بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية" (يوحنا 4: 13و14). مع أن المرأة لم تدرك تماماً طبيعة الماء الذي يقدمه لها الرب، لكنها أحبت أن ترتوي منه فقالت للرب "يا سيد أعطيني من هذا الماء لكي لا أعطش ولا آتي إلى هنا لأستقي" (يوحنا 4: 15). وعلى رابح النفوس أن يثير الشوق في النفس التي يتعامل معها لتطلب ماء الحياة الأبدية بتعظيم قيمة خلاص الله... الذي يحوي الغفران، والسلام، والفرح، والحياة الأبدية د- خاطبها موجهاً الكلام إلى ضميرها "اذهبي وادعي زوجك وتعالي إلى هنا" (يوحنا 4: 16). هنا يضع الرب إصبعه على مكان الداء كطبيب ماهر. لم يقصد الرب أن يجرح مشاعر السامرية بل على العكس مدح صدقها. (يوحنا 4: 17و18). إن توجيه الحديث إلى ضمير الخاطئ لقيادته للاعتراف بأنه في حاجة إلى الخلاص أمر هام. فالخطية المكتومة هي العقبة والمانع الذي يمنع الكثيرين عن نوال الخلاص لقد قصد الرب بكلامه أن ترى المرأة شرها، والحياة الساقطة التي تحياها، وحاجتها إلى الغفران وقد أجابت المرأة "ليس لي زوج" (يوحنا 4: 17). وهنا أمسك المسيح بيدها برفق مشجعاً إياها على الاعتراف الكامل بخطيتها فقال: "حسناً قلت ليس لي زوج. لأنه كان لك خمسة أزواج والذي لك الآن ليس هو زوجك هذا قلت بالصدق" (يوحنا 4: 17و18). ما أكثر حنان الرب، لقد رأى في هذه المرأة الساقطة ناحية منيرة "هذا قلت بالصدق" ومدح هذه الناحية، وهكذا قادها إلى الاعتراف بخطيتها إذ قالت له: "يا سيد أرى أنك نبي" (يوحنا 4: 19). وباعترافها بأنه نبي اعترفت بخطيت هـ- أخيراً خاطبها موجهاً الكلام إلى روحها أرادت المرأة أن تغير موضوع الحديث بعد أن أعلن لها المسيح خطيتها "الذي لك الآن ليس زوجك"، فسألت الرب يسوع سؤالاً قصدت به إثارة الخلاف، وكثيراً ما يلجأ الخاطئ الذي يرى شر قلبه وحاجته للخلاص إلى فتح موضوعات تختلف فيها الآراء في المذاهب المسيحية وقصده الهرب من مواجهة المسيح وهنا تظهر حكمة الرب يسوع التي يجب أن يتعلمها رابح النفوس، وهي أن لا يعطي فرصة للنفس التي يتعامل معها للتهرب من الموضوع الرئيسي، موضوع قبول المسيح مخلصاً. لقد قالت المرأة السامرية للمسيح "آباؤنا سجدوا في هذا الجبل وأنتم تقولون أن في أورشليم الموضع الذي ينبغي أن يسجد فيه" (يوحنا 4: 20). "قال لها يسوع يا امرأة صدقيني أنه تأتي ساعة لا في هذا الجبل ولا في أورشليم تسجدون للآب. أنتم تسجدون لما لستم تعلمون. أما نحن فنسجد لما نعلم. لأن الخلاص هو من اليهود. ولكن تأتي ساعة وهي الآن حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق. لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له. الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا" (يوحنا 4: 21-24). هنا أراها الرب يسوع أنه * ليس المهم هو مكان السجود. * بل المهم معرفة الإله الذي نسجد له. * وأن السجود الحقيقي ينبغي أن يكون بالروح ووفقاً للحق الإلهي. لقد سقطت كل أسلحة المرأة، واعترفت بشرها، واعترفت بأن المسيا المنتظر هو الذي سيخبرها بكل شيء... أصبحت الآن مستعدة لمعرفة حقيقة المسيا إذ قالت "أنا أعلم أن مسيا الذي يقال له المسيح يأتي. فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء" (يوحنا 4: 25). وهنا أعلن الرب ذاته للمرأة باعتباره المسيا الآتي إلى العالم إذ قال لها "أنا الذي أكلمك هو" (يوحنا 4: 26). وإذ قبلت المرأة المسيح مخلصاً لنفسها. نست كل شيء يخص حياتها المادية، وأسرعت تنادي باسمه للآخرين "فتركت المرأة جرتها ومضت إلى المدينة وقالت للناس: هلموا أنظروا إنساناً قال لي كل ما فعلت. ألعل هذا هو المسيح؟" (يوحنا 4: 28و29). لقد تعلمت المرأة كيف تربح الآخرين للمسيح الذي ربحها واستطاعت أن تجذب إليه أهل مدينتها "فخرجوا من المدينة وأتوا إليه" (يوحنا 4: 30). |
||||
21 - 08 - 2014, 02:49 PM | رقم المشاركة : ( 5338 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأسر الروحي
الخورية سميرة عوض ملكي خَبِر البشر الأسرَ منذ بداية التاريخ. ما من كتاب تاريخ لا يحكي عن الأسر، وطالما الحروب باقية الأسر باقٍ. لكن بمقابل هذا الأسر الزمني ثمّة أسر آخر، قليلون جداً هم الذين ييميّزونه ألا وهو الأسر الروحي أو أسر الخطيئة. وكما أن الأسر الزمني مرتبط بالحرب الزمنية، هكذا أيضاً الأسر الروحي مرتبط بالحرب مع الشيطان، لأنّ الخطأة هم، في نهاية الأمر، أسرى إبليس الذين اقتنصهم بفخّه، وجعلهم رهن إرادته (2تيموثاوس 26:2). فالشعب اليهودي، مثلاً، كان يعتبر نفسه حرّاً لمجرّد أنّه من ذرية إبراهيم ولم يُستعبد لأحد قط. إلا أن السيّد المسيح قَلَب مفهومهم هذا رأساً على عقب، وأوضح لهم أنّ كلّ مَن يعمل الخطيئة هو عبد للخطيئة، وبأن العبد لا يبقى في البيت إلى الأبد، أمّا الابن فيبقى "فإن حرّركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً" (يوحنا 34:8). بماذا نختلف نحن عن الشعب اليهودي؟ هل ندرك حقاً هذا الأسر الروحي الذي يتحدّث عنه السيّد المسيح؟ هل نترك أنفسنا عبيداً فنُطرَد من البيت، إن الغالبية الساحقة من البشر تشعر بالشفقة لرؤيتها عصفوراً سجيناً في قفص وتقول: "يا لهذا العصفور المسكين، لقد سلبوه حريته، كبّلوا جناحيه اللذين خلقهما الله ليطير بهما ويكون حرّاً طليقاً". بالحقيقة، مَن يستحقّ الشفقة هو نحن البشر. إذ ليس كلّ أسير عبداً وليس كلّ طليق حرّاً. نحن، مثل الشعب اليهودي، نعتبر أنفسنا أحراراً لمجرّد أننا أحرار بالجسد. نشفق على تكبيل جناحي العصفور ولا نأسف على الأجنحة الكثيرة التي أعطانا إياها الله لنحلّق بها من عبودية الجسد إلى حرية الروح. فطالما نسلك بحسب الجسد ستبقى الروح أسيرة لأنّ الجسد يشتهي ضدّ الروح والروح ضدّ الجسد، على ما يقول الرسول بولس "وَأَعْمَالُ الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ، الَّتِي هِيَ: زِنىً عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ عَدَاوَةٌ خِصَامٌ غَيْرَةٌ سَخَطٌ تَحَزُّبٌ شِقَاقٌ بِدْعَةٌ حَسَدٌ قَتْلٌ سُكْرٌ بَطَرٌ، وَأَمْثَالُ هذِهِ الَّتِي أَسْبِقُ فَأَقُولُ لَكُمْ عَنْهَا كَمَا سَبَقْتُ فَقُلْتُ أَيْضًا: إِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هذِهِ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ" (غلاطية 19:5-21). إن أعمالاً كهذه لا بدّ أن تأسر الروح وتمنع تلك الأجنحة من التحليق وبلوغ ثمار الروح التي هي "مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ. ضِدَّ أَمْثَالِ هذِهِ لَيْسَ نَامُوسٌ" (غلاطية 22:5-23). إنّ المفتاح الوحيد الذي يطلقنا من هذا الأسر هو حبّ الله لنا، لأنّه مهما رفض الإنسان هذا الحبّ، إلاّ إنّ الله لا يكفّ عن عرضه، وطالما أنّ الإنسان قابل للرجوع يبقى الله منتظراً. فالله لم يرسل أنبياءه ليشجبوا الخطيئة ويبيّنوا جسامتها إلا لكي يوجّه للناس دعوة أكثر عمقاً إلى التوبة. إن حبّ الله هو المفتاح والتوبة هي الباب الذي ندخل منه إلى البيت حيث ينتظرنا الآب فنناديه "أبّا" أيها الآب. ومتى نلنا الروح لا شيء في العالم يقدر علينا، لأنّ الله وهب ذاته لنا ونحن نحيا فيه. |
||||
21 - 08 - 2014, 02:50 PM | رقم المشاركة : ( 5339 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القلـق: أسبابه وعلاجه بقلم قداسة البابا شنوده الثالث القلق شعور يقع فيه كثير من الناس. وقد يكون حالة مؤقتة، شيئاً عارضاً ويزول. أو قد يصبح طبعاً عند البعض، أو مرضاً نفسياً يحتاج إلى علاج. «« الإنسان الروحي، أو الإنسان السَّويّ، نراه باستمرار يعيش في سلام قلبي مهما كانت الظروف الخارجية ضاغطة. وتملك البشاشة على تصرفاته والفرح الداخلي والإطمئنان. أمَّا القلق فهو ضد السلام والفرح، وضد البشاشة والإطمئنان. وهو ضد الإيمان أيضاً، أقصد الإيمان بحفظ اللَّه ورعايته. هوذا دواد النبي يقول للَّه في المزمور: " إن سِرْت في وادي ظلّ الموت، لا أخاف شرَّاً، لأنَّك أنت معي ". ويقول أيضاً: " إن يحاربني جيش، فلن يخاف قلبي. وإن قام عليَّ قتال، ففي ذلك أنا مطمئن "... «« في القلق يتصوَّر الإنسان أو يتخيل أمور سيئة جداً يتوقَّع أن تحدث، ورُبَّما لا تحدث على الإطلاق! ولكنه بسبب تخيلاته وتوقعاته يصير قلقاً، ويستمر قلقه... «« وللقلق أسباب كثيرة. منها أن يكون الإنسان قد ارتكب غلطة كبيرة أو خطية مخجلة، ويخاف أن تنكشف. وانكشافها يسبب له عاراً أو فضيحة، أو إساءة إلى سمعته. فيظل قلقاً: هل سينكشف الأمر؟ هل ستُعرف الحقيقة؟ وإن عُرِفت، ماذا سيحدث؟ يا للهول! ويزداد القلق... من أجل هذا، نسمع أن بعض الذين ارتكبوا جريمة قتل يحومون في الأيام الأولى حول مكان الجريمة، ليتأكدوا من أنهم لم يتركوا أي أثر يدل عليهم، وأن أمرهم لم يُكتشف بعد... وكل ذلك من مشاعر القلق التي في داخلهم... «« هناك قلق عند البعض حسب طبيعتهم، كالأطفال إذ يخافون فيقلقون. وأيضاً بعض النساء: إذا غاب ابن أو ابنة لواحدة منهنَّ، تظل في قلقٍ عليه: ما سبب غيابه أو تأخره؟ هل حدث له سوء؟! وتظل قلقة حتى يرجع. ومن نفس النوع، بعض صغار النفوس الذين يضطربون بسرعة، ولا يعرفون كيف يتصرَّفون، فيقلقون. ولذلك فإن اللَّه يأمرنا أن نُشجِّع صغار النفوس، ونسند الضعفاء. «« القلق أيضاً يتعب الفتيات اللائي ينتظرنَ الارتباط الزوجي، بحيث مَن يأتي ليخطب واحدة منهنَّ، تظل في قلق: هل تعجبه أم لا تعجبه؟ هل يكمل أم يمضي ولا يعود؟! أتذكَّر أنني كنت أذهب للوعظ في إحدى مدن الوجه البحري منذ 45 عاماً، وأتتني فتاة تطلب الإرشاد. وقالت لي إنها خائفة جداً. سيأتي عريس لمقابلتها، وهى مرتبكة لئلا لا تعجبه فيمضي كما مضى غيره... وهكذا كان حالها مع كل مَن يأتي لخطبتها. فقلت لها: " يا ابنتي، مُجرَّد مقابلتك له بهذا الارتباك والانزعاج، رُبَّما يجعله يخاف من الارتباط بكِ! ". نصيحتي للبنات في مقابلة العرسان، أن تكون لهنَّ ثقة بالنَّفس ولا يقلقنَ. وإن ذهب الخطيب، سيرسل اللَّه مَن هو أفضل. «« هناك قلق آخر قد يصيب بعض المرضى وهم ذاهبون إلى الكشف الطبي: هل سيكشف الطبيب عن مرض يصعب شفاؤه؟ وهل هذا الكشف هو بدء قصة طويلة في التعامل مع المرض والأطباء؟ وهل هو بدء طريق الآلام؟ لهذا يقلق البعض في الذهاب إلى المستشفى، أو إلى طبيب أخصائي في مرض مُعيَّن. أو يقلق جداً في الدخول إلى حجرة العمليات، وفي قلقه تكثر صلواته ونذوره. ورُبَّما لا يكون الأمر خطيراً، وسيخرج معافى بالأكثر! «« نوع آخر من القلق يتعب التلاميذ في قُرب الامتحانات: رُبَّما أسئلة الامتحان ستكون صعبة ولا يستطيعون الإجابة! وأيضاً رُبَّما تكون النتيجة على غير ما يريدون. ويظل القلق يتعبهم فيرتبكون. وفي كل ذلك يحتاجون إلى مَن يطمئنهم ويريح نفوسهم، تماماً مثلما يحتاج المريض المضطرب إلى ابتسامة رقيقة من الطبيب المُعالج وعبارة طيبة تزيل قلقه. «« وكما يقلق التلميذ في انتظار النتيجة، كذلك بنفس السبب يقلق الكبار أيضاً. فالمُرشح في الانتخابات قد يقلق في انتظار النتيجة: هل يفوز أم لا يفوز؟ والذي يقدّم على وظيفة، قد يمر بمرحلة القلق أيضاً: هل سيتم تعيينه أم لا يقبلونه؟ وكذلك الذي في منصب كبير، رُبَّما يقلق إذا عرف أن هناك تغييرات مقبلة: فهل سيبقى في منصبه أم يتركه. وإن أصابه التغيير، فماذا سيكون مصيره بعد ذلك؟ «« كل هؤلاء يقلقهم التفكير في المستقبل كيف يكون؟ فلنعمل نحن كل ما نستطيعه على قدر طاقتنا. أمَّا المستقبل فلنتركه في يد اللَّه ولا نقلق. حتى إن كان هناك شيء رديء في المستقبل فمن الممكن أن يتغيَّر إلى الأفضل. على أن كبار السن قد يقلقون خوفاً من المستقبل، إذ يحسبون ما قد تأتي به الشيخوخة من أمراض أو من ضعف... وقد يتفرَّق أبناؤهم حسب أماكن وظائفهم وبيوتهم. ولكن لا داعي للقلق فبيوت المسنين منتشرة حالياً، وفيها كل أنواع الرعاية العادية والصحية والترفيهية أيضاً. «« على أن البعض قد يقلق من جهة تدابير الأعداء وما قد يصدر عنهم من خطط ومؤامرات وأذى واعتداء. وداود النبي حورب بهذا الأمر أيضاً. فقال في المزمور: " يارب، لماذا كثر الذين يحزنونني. كثيرون يقولون لنفسي: ليس له خلاص بإلهه!! " غير أنه بالإيمان يتدارك الأمر، ويبعد القلق عن نفسه، فيقول: " وأنت يارب هو ناصري، مجدي ورافع رأسي. بصوتي إلى الرب صرخت فاستجاب لي ... ". نعم، بالإيمان يثق الإنسان بحفظ اللَّه له، فلا يقلق. «« هناك أشخاص يقلقون بسبب الوهم، مثال ذلك الذين يتشائمون من الرقم 13 ومضاعفاته، أو الذين يقلقون من خوف الحسد ومن عيون الحاسدين، أو أولئك الذين يؤمنون بحساب النجوم، فيقلقون من جهة تعاملهم مع شخص مولود في نجم مُعيَّن لا يستريحون له!! «« والبعض يقلقون من جهة التجارب، والمشاكل التي يظنون أنها بلا حلّ، بينما عند اللَّه حلول كثيرة. وكل باب مُغلق، له عند اللَّه مفاتيح لا تُحصى. فالإتكال على اللَّه ومعونته يخلص الإنسان من القلق... وعلى كل مَن تصادفه ضيقة، ألاَّ يُبالغ في القلق والخوف. فيواجه الأمور بالحرص والرجاء في اللَّه، وليس بالقلق |
||||
21 - 08 - 2014, 02:52 PM | رقم المشاركة : ( 5340 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
?علامات رضا الله? نحن في سنة يوبيلية في عيلة مار شربل، افتتحناها وأردناها أن تكون سنة رضاً. وحسب البرنامج، دخلنا اكثر وأكثر في هذا الرضا. ?انتَ ابني الحبيب عنكَ رضيت?. اليوم أتكلّم عن علامات الرضا في حياتنا. سؤال يجب أن يكون هاجس، نسأل ذواتنا كل يوم، هل انت راضٍ عنّي اليوم يا رب؟. كالولد الذي يطلب رضا والده. الرضى الذي نبتغيه نحن المسيحييّن اليوم، عندنا له مرآة، مكان، ايقونة، نرى وجهنا فيها، وعندنا صورة نطبعها فينا على مدى أيام حياتنا ومقياس نقيس عليه، لا نبقى في الهواء، أو بإحساس الغموض، عندنا مقياس معروف من هوَ، لهُ اسم: هو شخص اسمه يسوع المسيح. عندما نحكي عن الرضا وهي كلمة مألوفة، كلمة من ثقافتنا من إطارنا الاجتماعي. لكن كلمة الرضا أوسع وأعمق بكثير من الثقافة ومن مجتمعنا. مقياسنا نحن المسيحييّن ونحن بالذات عيلة مار شربل والرضا الذي نطلب هو الرضا ذاته الذي اعطاه الآب لابنه يسوع. ثلاثة ظروف في حياة الرب يسوع نسمع فيها عن رضا الله. 1- المعمودية:لما أطلَّ يسوع على المجتمع، وأرانا وجهه، تعمّدَ معموديّة الخطأة، التوبة، معمودية يوحنا. اتى يتعاضد مع بشريتنا الخاطئة والضعيفة، وأتى ينتظر دوره كي يأتي يوحنا ويسكب على رأسه ماءً عادية. في هذا المكان، في فعل الطاعة هذا والطواعية والانسياق الذي عمله يسوع، استحق أن يسمع صوتَ الآب يقول له: ?أنتَ ابني الحبيب عنكَ رضيت?. هنا في هذا المكان، ببداية رسالة يسوع وبهذا الفعل، وهل نقدّر هذا الفعل الكبير الذي اعتبر فيه يسوع نفسه خاطئ مع الخطأة، بهذا الإذلال الذي عاشه هناك، استحق ?انت ابني الحبيب عنك رضيت?. 2- التجلّي: عندما كان مع التلاميذ الثلاثة، بطرس، يوحنا ويعقوب وظهر يسوع على حقيقته، بوهجه ونوره على التلاميذ. في هذا الوقت والمكان والزمان تذوق التلاميذ مجدَ يسوع وسمعوا الكلام ?هذا هوَ ابني الحبيب عنه رضيت فله اسمعوا?. هنا، لحظة المجد، كُشِفَ عن وجه يسوع المنير الحلو. في يوم الجمعة العظيمة قلنا، ?لا منظر له فنشتهيه?، حمل آثامنا فرذلناه، شوَّهناه ولم يعد بامكاننا النظر إليه، لكن بالتجلّي عاش التلاميذ أختباراً آخر، يسوع الممجّد، النور، الحقيقة الإلهية وهناك سمعوا الكلام الموجه لهم، وهذا ما جعلهم قادرين على حمل عبء الصليب? ?له اسمعوا?. 3- في مكان ثالث، في إنجيل يوحنا. النزاع في بستان الزيتون. يوحنا يقول خرج مع تلاميذه، ويقول (يو 12) ?الآن نفسي مضطربة فماذا أقول: يا أبتِ نجّني من تلكَ الساعة وما أتيت إلاّ لتلكَ الساعة?، فانطلق صوتٌ من السماء يقول ?قد مجّدتُه وسأُمَجّدُه?. يظن البعض انه رعد ويسوع يقول، هذا الصوت لأجلكُم ليس لأجلي. وهذا بمعنى أني رضيتُ عنه وسأرضى أكثر، لأنّه سيذهب إلى أقصى رسالة الحبّ، وهناكَ على الصليب سيرفع يديه لأجلنا، هناك قد مجّدته اليوم وسأمجّده ايضاً، سيظهر حبّ الآب. وعندما يقوم من بين الأموات هناك مجدي سيكتمل به لكن أولاً، على الصليب. هذه ثلاث مواقع، يقول لنا الآب هذه هي الصورة، المرآة والأيقونة، التي تستشفّوا منها لتفهموا رضايَ عليكُم، تقتدوا فيها وتصيروا مثلها، تتركوا هذه الصورة تُنسَج وتُحيَّك في قلوبكم لكي تصيروا انتم ايضاً من الذين يقول لهم الآب ?انتَ ابني الحبيب الذي عنه رضيت?. إذاً، رضا الله علينا يكون بقدر ما صورة يسوع الإبن تنطبع في قلوبنا. صوت الآب سُمِعَ منذ بداية حياة يسوع، في وسط آلام يسوع وعذابه وخوفه، الذي عاشه في نزاعه وهناك تشدّدَ بهذه الكلمة والتلاميذ ايضاً: ?سأمجّدُه، مجّدْتُهُ وسأمجِّدُهُ?. والمكان الثالث ساعة المجد سابقة وقتها، ساعة التجلّي. إذاً رضا الله قادر ان يتبعنا في كلّ ظروف حياتنا، بالعزّ والخوف والفرح والحزن، وليس فقط عندما نخطئ أو عندما نكون في حالة النعمة، هو في كلّ اوقات حياتنا. هذه الثلاث نقاط ما هي إلاّ دلائل ظاهرة، يوم بعد يوم، والآب كان يرضى عن الإبن في كل دقيقة وكل لحظة لأنّه في كل عمل كان يعمله يسوع كان يحقق رضا الله في حياته. هذه الصورة لها ملامح دقيقة ومواقف للتبنّي لرضا الله نتحقق منه من خلال بعض العناصر التي عاشها يسوع وهي : 1- يسوع عاش علاقة مميّزة، حميميّة مع الآب. كان كلّما تسنح له الظروف يختفي عن الأنظار. ويجدوه أمّا في الجبل يصلي أو في الصحراء أو في القفر وفي الليل? يستفيد من كل لحظة انعزال ليلتقي بابيه ويعيش هذه الحياة الحميميّة، الخاصة بينه وبين الآب. هذا كان النفس الوحيد ليسوع لكي يقدر ان يستمر ويتحمل كل شيء، مثل حاجة النوم والطعام والشراب لنا، كان يسوع بحاجة ليستنير من اباه ويجلس معه. وهذا وقت ضروري في حياة يسوع، وقت مكوّن لرسالة يسوع. تنجح رسالته على الأرض، ويقدر أن يعمل إرادة الله لأنّه كان يقدر أن يعيش هذه العزلة وهذا الصمت مع الآب لهذا استطاع أن يكمل للآخر. يسوع يعلّمنا هذا. وانتمائنا لعيلة مار شربل هو لهذه الحاجة، لوقت الصمت والتأمل والحياة الخاصة مع الآب والابن والروح القدس، الصلاة الداخلية لكي مثل يسوع نعيش حميميتنا، وهناك بهذه المواقع نرى هل الرب راضٍ عنّا. هنا في هذا المكان، اسألهُ، هل انتَ راضٍ عني يا ربّ؟ ويسوع يعلّمنا كم هذا ضروري جدّاً لحياتنا الروحية إذا أردنا أن نستمر لنموت فيها لأن حياتنا الروحية تكمل معنا. 2- موقف ثان نتأمل بيسوع لنرى قدرتنا على عيشه: كلمة ?ما جئتُ لأعمَل مشيئتي بل مشيئة أبي? كلمة للتأمل. كان بينه وبين الآب تناغم كيفما سارت الأمور، فكان هاجسه رضا الآب ?اعمل إرادة الذي أرسلني?. وهمّه العيش في طاعة الآب، في طواعية لإرادة الآب، حتى في نزاعه قال ?أبعد عنّي هذه الكأس? ثم ?لا مشيئتي بل مشيئتك?، وايضاً على الصليب ?لماذا تركتني? ثمّ ?بين يديكَ استودعُ روحي?. مهما كانت ظروف حياتنا إذا اردنا أن نكون أبناء للاب سؤالنا اليومي ?هل يا ربّ انا أطيعك? ?ماذا تريد منّي لاعمل?؟ ما هيَ مشيئتك عليَّ؟ سؤال نسأله في يومياتنا قبل اعمالنا وبعدها، وبالصلاة ?أنا يا ربّ أريد وأرغب أن أعمل مشيئتك لكن علّمني كيف أتمّمها?. المهم ان يكون عندنا الرغبة والصدق. وأتفحّص كل يوم ما يغلي في أعماقي، وهل أنا حقيقة أعيش طاعة يسوع لأبيه، هل بعلاقاتي، عملي، فكري وقولي أعيش إرادة الآب عليَّ. مسأله أحلّها بيني وبين يسوع وبين الآب والروح القدس الذي يلهمنا لنرى حقيقة انفسنا. 3- يسوع تمّمَ رضا الآب عليه عندما عكس رحمته على البشريّة من خلال أعماله وأقواله. العجائب التي عمِلَ، لطافته مع الطفل، مع الخاطئ? كان يسوع التعبير والتجسيد الكامل لرحمة ولمحبة وشفقة الآب علينا. يسوع قال أنا لا احكم عليكم، مع أنه هو وحده من سيحكم علينا، لكن قال ذلك لكي لا نحكم نحن بعضاً على بعض لأنه يعرف جبلتنا وكم نحن نحكم بكثرة على بعضنا. وهنا مجال كبير لفحص الضمير. هنا موقع الخطيئة الحقيقيّة، لأن لا رحمة في أحكامنا. إذا اردنا أن نلبس صورة يسوع ونفتش عن رضا الله، علينا أن نلبس أحشاء الرحمة ،يكون عندنا نظر يسوع وسمعه وفكره الذي يرفع الإنسان ولا يحطمه. نحن لسنا كذلك، لكننا قادرين مع يسوع وإذا تأمّلنا بوجهه ان نصير، ونسأل الرب يسوع القائم من الأموات أن يقيمنا من الجورة التي وقعنا فيها. وهو سيقيمنا برحمته. مَن منّا بلا خطيئة، مَنْ منّا لم يغطّسهُ يسوع برحمته مرّات عديدة. إذا نحن عشنا من رحمة الآب، لماذا لا نعكس هذه الرحمة كما عكسها يسوع من الآب، نعكسها نحن من يسوع إلى اخوتنا. هنا مجال إذا اردنا أن نعيش مع يسوع، ليس بالشعارات، فعلينا أن ندخل إلي حنايا قلبنا، إلى الزوايا المعتّمة فينا وهناك في الأول نطلب رحمة الربّ علينا ونطلب أن يكون لدينا قلب ونظر وسمع الرحمة وأحشاء تعرف أن تحبّ وتعطي وتستر. 4- موقع آخر نفحص فيه ذواتنا لنقيس رضا الرب عنّا. يسوع قدّمَ ذاته. هو قال لا أحد يأخذ حياتي أنا أعطيها أبذلها. نحن الآباء والأمّهات منّا نتذوق الشيء القليل من هذه المحبة تجاه ابنائنا لكن يسوع يحبّنا اكثر بكثير، حتى بذل الذات. هذا الشيء مطلوب منّا. إذا كنا أشخاص نريد حقاً إرضاء الآب والابن والروح القدس، فهذه القربانة التي نتناولها كل يوم، هناك، على مذبح الربّ، نتعلّم من يسوع الذي قدم ذاته، اتعلم كيف اكون انا بدوري، هذه القربانة، اتحول لها وأصير مثلها قربانة ابذل نفسي في المواقع التي انا فيها، اكسر من كبريائي وشموخي واسأل هل هذه القربانة تحوّلني فأعرف بدوري كيف أعطي بدون مقابل بلا حساب، دون أن أمنّن، أعطي من كياني وتفكيري. المحبّة الحقيقيّة تكون عندما أعطي من كياني ومن حياتي ومن وقتي ومن كلمتي وبسمتي. في كلمة الصلح التي أضعها، وعندها أتحوّل لقربانة يسوع. 5) يقول القديس بولس ?هو صلحنا وسلامنا? ونحن كنّا في العداوة. نحن كنا نعيش في العداوة، وفي لحظة بإمكاننا أن نعود إلى هذه العداوة، إلى العهد القديم. أتى يسوع ليصالح البشريّة بعضها مع بعض لكي لا يعود هناك خلاف وزعل، ليضع الصلح والسلام في بيوتنا واوطاننا، في هذه الأرض الملطّخة. أتى يسوع ليزرع في قلبنا وحياتنا وأرضنا وبيوتنا، أتى يعلّمنا الصعب، أذا احببنا مَن يحبنا فأي فضل لنا. أتى يسوع يعلّمنا الأساس لنعيش. ما أحلى أن تنتشر المحبّة بين الجماعات، يسوع هوَ الضمانة، هو الضامن، هو فيه ومعه، بموته وقدرته حمل خطايانا، هو الذي أخذ وامتصّ الحقد الذي فينا ووضع كل هذا على الصليب. واليوم نحن عندنا قدرته، يسوع القائم من بين الأموات وضع فينا السلام والقدرة على الاعتذار والصفح والمبادرات الخيّرة وأنتم رسالتكم هي هذه، وهذه شهادتكم. هنا يسوع ينتظرنا لنرى رضا الآب عنّا، هو ينتظرنا، فنرى إذا كنّا أشخاص سعاة سلام وهذا بحاجة لبطولة وليس لخنوع، الإنسان الذي يلجم نفسه ويعض على جرحه هذا إنسان بطل. في هذه المواقع الخمسة نرى إذا الله راضٍ عنّا، إذا كان عندنا هاجس أن نرى رضى الله علينا، نعمل عملية فحص ضمير في هذه النقاط الخمس. لكن يبقى الأهم لا تنسوا أن تتأملوا في وجه يسوع وهذا كفيل أن يوصلنا إلى كل هذه المواقع التي شرحت بطريقة طبيعية بديهية. نطلب من الروح القدس أن يطبع صورة يسوع فينا، فكلما انطبعت صورة يسوع فينا كلّما تحوّلنا لنصير ابناء الله، وعندها لا بدّ أن اسمع هذه الكلمة ?انتَ ابني الحبيب عنكَ رضيت?. علامات الرضا: لنرى إذا كان الربّ راض: 1- ان نحب بعضنا البعض، هذه كلمة مستهلكة، محبتنا هي بوحدتنا، اولاً وحدة مع الذات. أنا واحد أم اكثر. الوحدة بالعمل والعيلة، اصعب شيء في المحبة أن تكون واحد. إذا وجدت هذه الوحدة فهذه علامة من علامات رضى الله. 2- لا وحدة بدون مصالحة. الغلط مسموح لكن ليس مسموحاً أن نبقَ في الغلط، في الخطيئة، المهم ان نطلب السماح ولا نبقَ في الخطيئة. لا احد لا يُخطئ. لكن إذا خطئنا، فلنعرف كيف نأخذ المبادرة للمصالحة والاعتراف. كل هذا يولد الفرح على وجوهنا. ?إفرحوا وأقول لكم إفرحوا?. كل هذا يتطلّب أن اكسر وأنسى ذاتي، أن أعرف حجم ذاتي بموضوعيّة، وبدون أن أذلل ذاتي، انسى ذاتي من أجل الآخرين، قيمتي بعطائي، ليس بما آخذ. للعيش الحقيقي في رضا الله، اسأل هل عندي القدرة لأنسى ذاتي؟ والإنسان الذي ?يرضى الله عنه? هو إنسان سعيد يشكر الله في كل وقت. والذي يعرف كيف يشكر هو أكثر إنسان يعيش في رضا الله. يشكر على المحنة وعلى المصيبة كما يشكر على النعم. والذي يعرف يشكر يرى كثرة نعم الله وخيراته. نتكل على الله في كلّ شيء. فالإنسان المسيحي الملتزم يهمّه اولاً الغاية التي نحوها نذهب. لا نتلهّى بالأرض ولكن ننظر للأبعد. نحن مسافرين، ليس لدينا هنا مدينة باقية. نحن سنرحل، فلنعش بجديّة، نعم، لكن لا ننسى غايتنا، نخزّن لقجّة السماء، لأنه هناك موطننا وهناك احضان الآب تنتظرنا. ننظر إلى الغاية ومن أجلها ننظم سلَّم أولوياتنا. فبالتنظيم سنكون حقيقة نعيش وننفذ رضا الله في حياتنا. آمين. |
||||