![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 50911 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أمَّا عبارة "يَتبَعْني" في الأصل اليوناني ل¼€خ؛خ؟خ»خ؟د…خ¸خµل½·د„د‰ (معناه ان يكون قريبا من ويلتصق بي) فتشير الى التسليم الكامل والمخاطرة حتى الموت دون أي رجوع او نكوص، إذ ربط يسوع بين مصيره ومصير تلميذه. فعلى التلميذ ان يتبع الرب بالخضوع لإرادته وبالاقتداء بحياته. ويقول اللاهوتي ثيودورس المصّيصي "لا تدعوا الصليب يخيفكم، يقول الربّ يسوع، ولا تدعوه يُشَكِّكُم في أقوالي" (شرح لإنجيل القدّيس يوحنّا). فان لم يكفر من أجله بنفسه ويجعل حياته ثمنا للخلاص فلن يستطيع أن يكون تلميذه. ويُعلق القدّيس أوغسطينوس "يحبّ الجميع الارتفاع بالمجد، لكن التواضع هو السّلّم التي يجب تسلّقه للوصول. لذا، فيسوع لم يقل فقط: "مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه"، لكنّه أضاف: "فليَحمِلْ صليبَه ويَتبَعْني "(العظة 96). وهناك ثلاثة شروط ينبغي ان يتممها من يريد ان يتبع يسوع: الاستعداد للزهد في الذات، وحمل الصليب، وتسليم حياته للمسيح اي طاعة كاملة لكل ما يسمح به الله. لا سلامَ للنفس ولا رجاءَ بالحياة الأبديّة إلاّ بالصليب. وفي هذا الصدد يقول كتاب الاقتداء بالمسيح "إن حملت الصليب طوعًا، حملك هو". فلا يمكن ان يكون الانسان مسيحيا الاّ بإنكار الذات وحمل الصليب. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 50912 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لأَنَّ الَّذي يُريدُ أَن يُخَلِّصَ حَياتَه يَفقِدُها، وأَمَّا الَّذي يَفقِدُ حَياتَهُ في سبيلي فإِنَّه يَجِدُها. تشير عبارة "يُخَلِّصَ" الى الربح او الحصول على شيء من حياته لنفسه من ناحية، ومن ناحية أخرى هو الهروب من الاستشهاد، او الشدائد ليتمتع بملذات الدنيا، او رفض الصلاة والصوم للتمتع الدنيوي. أمَّا عبارة "حَياتَه" فتشير الى الحياة الذاتية او الحياة الطبيعية او الحياة السطحية كما نراها وكما نحكم عليها يوميا بالمقابلة مع الحياة الروحية كما يراها الله وكما يخطط لها. أمَّا عبارة "يَفقِدُها" فتشير الى الهلاك حيث ان من يريد ان يعيش حياته من نظرة بشرية من خلال غناه وملذاته وفرض نفسه على الآخرين والحصول على مراكز قوة وموارد اقتصادية، هو في نظر الله انسان فقَدَ حياته. فالغنى المادي لا يضمن السعادة ولا الراحة في الحياة كما يترنم الصاحب المزامير " لا يَفتَدي أَخٌ أَخاه ولا يُعطي اللّهَ فِداه: فِديةُ نُفوسِهم باهِظة وهي لِلأبدِ ناقِصَة. أَ فبَعدَ ذلِكَ لِلأَبَدِ يَحْيا والهوةَ لا يَرى؟ "(مزمور 49: 8 -10). لا يستطيع أحد ان يدفع ثمنا للحياة الأبدية او ان يعيش للأبد. ولا تستطيع جميع الكنوز الأرضية لن تحميه من الموت. ان لم نزهد في نفوسنا، فإننا نصنع سجوننا بأنفسنا، لأننا نبدأ في الموت روحيا وعاطفيا، ونخسر هدفنا المنشود. يريدنا يسوع ان نختار ان نتبعه ولا نختار ان نحيا حياة الخطيئة وإرضاء الذات. من يهتم بحياته فقط، فلن يجد الضمان. فمن رفض الصليب ربح العالم وخسر الأبدية كما ترنم صاحب المزامير "تِلكَ طريقُ المُعتَدِّينَ بِأَنفُسِهم وعاقِبَةُ الرَّاضينَ بِمَصيرِهم. كالغَنَمِ تُرِكوا في مَثْوى الأَمْوات والمَوتُ يَرْعاهم والمُستَقيمونَ يَسودونَهم. في الصَّباحِ تَتَلاشى صورَتُهم ومَثْوى الأَمواتِ سُكْناهم" (مزمور 49: 14 -15). أمَّا عبارة "الَّذي يَفقِدُ حَياتَهُ في سبيلي فإِنَّه يَجِدُها " فتشير الى من يقبل ان ينظر الى الحياة نظرة الله نفسه ويقبل ان يتبع المسيح في بذل الذات حتى الصليب، ويتقدم للاستشهاد ويقدم جسده ذبيحة حيَّة أو يقمع جسده ويستعبده أو يصلب أهواءه وشهواته، فانه يُخلص حياته. وفي هذا الصدد يقول يوحنا الرسول "لا تُحِبُّوا العالَم وما في العالَم. مَن أَحَبَّ العالَم لم تَكُنْ مَحَبَّةُ اللهِ فيه. لأَنَّ كُلَّ ما في العالَم مِن شَهوَةِ الجَسَد وشَهوَةِ العَين وكِبرياءِ الغِنى لَيسَ مِنَ الآبِ، بل مِنَ العالَم. العالَمُ يَزولُ هو وشَهَواتُه. أمَّا مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ الله فإِنَّه يَبْقى مَدى الأبد" (1يوحنّا 12: 15-17). يستعمل متى الانجيلي معنيان متقابلان: خلص حياته، فقد حياته. فمن كان شريكاً للمسيح في الألم والعذاب والموت كان شريكا له في القيامة والحياة. نعرف ان آلامنا تخلصنا، كيف؟ ان آلامنا يُصبح لها مفعول خلاصي إن هي اندمجت مع آلام المسيح. وفي الواقع عندما نقدم حياتنا لخدمة يسوع نكتشف الهدف الحقيقي للحياة. أمَّا عبارة " يَجِدُها" فتشير الى حياة ابدية يجدها المؤمن في العالم الآتي. فمن يكرّس حياته في خدمة المسيح في هذا العالم يجدها في الحياة الأبدية. ومن يرضى بأن يفقد نفسه، مقدما إياها "ذَبيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسةً " (رومة 12: 1) وصَلَب جسده "وما فيه مِن أَهْواءٍ وشَهَوات" (غلاطية 5: 24) ستكون مجازاته في مجد سماوي كما جاء في تعليم يسوع "أَنتُم أَيضاً تَحزَنونَ الآن ولكِنِّي سأَعودُ فأَراكُم فتَفَرحُ قُلوبُكم وما مِن أَحَدٍ يسلُبُكم هذا الفَرَح" (يوحنا 22:16) وقد اكّد بولس هذ القول "لأَنَّنا، إِذا شارَكْناه في آلامِه، نُشارِكُه في مَجْدِه أَيضًا" (رومة 8: 17). ومن المتناقضات الظاهرية ان الخضوع للرب هو ربح اكيد لا يفنى. ليست الحياة في الاخذ او الاحتفاظ بل في العطاء. عندما نتبع يسوع الى النهاية فنحن لا نتبعه الى الموت فقط، بل الى المجد، حيث ان فقدان الحياة من أجل المسيح هو الحياة. هذه الآية هي من اقوال يسوع الاكيدة لأنها تتكرر في الانجيل 6 مرات (متى 10: 39، 16: 25، ومرقس 8: 35، ولقا 9: 24، 17: 33 ويوحنا 12: 25). استعدادنا ان نموت لأجل المسيح يفتح لنا أبواب الحياة الأبدية، والخسارة لأجل المسيح ربح (متى 3: 7-8). بالعار وبالصليب نحصل على اكليل المجد. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 50913 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() تشير عبارة "يُخَلِّصَ" الى الربح او الحصول على شيء من حياته لنفسه من ناحية، ومن ناحية أخرى هو الهروب من الاستشهاد، او الشدائد ليتمتع بملذات الدنيا، او رفض الصلاة والصوم للتمتع الدنيوي. أمَّا عبارة "حَياتَه" فتشير الى الحياة الذاتية او الحياة الطبيعية او الحياة السطحية كما نراها وكما نحكم عليها يوميا بالمقابلة مع الحياة الروحية كما يراها الله وكما يخطط لها. أمَّا عبارة "يَفقِدُها" فتشير الى الهلاك حيث ان من يريد ان يعيش حياته من نظرة بشرية من خلال غناه وملذاته وفرض نفسه على الآخرين والحصول على مراكز قوة وموارد اقتصادية، هو في نظر الله انسان فقَدَ حياته. فالغنى المادي لا يضمن السعادة ولا الراحة في الحياة كما يترنم الصاحب المزامير " لا يَفتَدي أَخٌ أَخاه ولا يُعطي اللّهَ فِداه: فِديةُ نُفوسِهم باهِظة وهي لِلأبدِ ناقِصَة. أَ فبَعدَ ذلِكَ لِلأَبَدِ يَحْيا والهوةَ لا يَرى؟ "(مزمور 49: 8 -10). لا يستطيع أحد ان يدفع ثمنا للحياة الأبدية او ان يعيش للأبد. ولا تستطيع جميع الكنوز الأرضية لن تحميه من الموت. ان لم نزهد في نفوسنا، فإننا نصنع سجوننا بأنفسنا، لأننا نبدأ في الموت روحيا وعاطفيا، ونخسر هدفنا المنشود. يريدنا يسوع ان نختار ان نتبعه ولا نختار ان نحيا حياة الخطيئة وإرضاء الذات. من يهتم بحياته فقط، فلن يجد الضمان. فمن رفض الصليب ربح العالم وخسر الأبدية كما ترنم صاحب المزامير "تِلكَ طريقُ المُعتَدِّينَ بِأَنفُسِهم وعاقِبَةُ الرَّاضينَ بِمَصيرِهم. كالغَنَمِ تُرِكوا في مَثْوى الأَمْوات والمَوتُ يَرْعاهم والمُستَقيمونَ يَسودونَهم. في الصَّباحِ تَتَلاشى صورَتُهم ومَثْوى الأَمواتِ سُكْناهم" (مزمور 49: 14 -15). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 50914 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أمَّا عبارة "الَّذي يَفقِدُ حَياتَهُ في سبيلي فإِنَّه يَجِدُها " فتشير الى من يقبل ان ينظر الى الحياة نظرة الله نفسه ويقبل ان يتبع المسيح في بذل الذات حتى الصليب، ويتقدم للاستشهاد ويقدم جسده ذبيحة حيَّة أو يقمع جسده ويستعبده أو يصلب أهواءه وشهواته، فانه يُخلص حياته. وفي هذا الصدد يقول يوحنا الرسول "لا تُحِبُّوا العالَم وما في العالَم. مَن أَحَبَّ العالَم لم تَكُنْ مَحَبَّةُ اللهِ فيه. لأَنَّ كُلَّ ما في العالَم مِن شَهوَةِ الجَسَد وشَهوَةِ العَين وكِبرياءِ الغِنى لَيسَ مِنَ الآبِ، بل مِنَ العالَم. العالَمُ يَزولُ هو وشَهَواتُه. أمَّا مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ الله فإِنَّه يَبْقى مَدى الأبد" (1يوحنّا 12: 15-17). يستعمل متى الانجيلي معنيان متقابلان: خلص حياته، فقد حياته. فمن كان شريكاً للمسيح في الألم والعذاب والموت كان شريكا له في القيامة والحياة. نعرف ان آلامنا تخلصنا، كيف؟ ان آلامنا يُصبح لها مفعول خلاصي إن هي اندمجت مع آلام المسيح. وفي الواقع عندما نقدم حياتنا لخدمة يسوع نكتشف الهدف الحقيقي للحياة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 50915 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أمَّا عبارة " يَجِدُها" فتشير الى حياة ابدية يجدها المؤمن في العالم الآتي. فمن يكرّس حياته في خدمة المسيح في هذا العالم يجدها في الحياة الأبدية. ومن يرضى بأن يفقد نفسه، مقدما إياها "ذَبيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسةً " (رومة 12: 1) وصَلَب جسده "وما فيه مِن أَهْواءٍ وشَهَوات" (غلاطية 5: 24) ستكون مجازاته في مجد سماوي كما جاء في تعليم يسوع "أَنتُم أَيضاً تَحزَنونَ الآن ولكِنِّي سأَعودُ فأَراكُم فتَفَرحُ قُلوبُكم وما مِن أَحَدٍ يسلُبُكم هذا الفَرَح" (يوحنا 22:16) وقد اكّد بولس هذ القول "لأَنَّنا، إِذا شارَكْناه في آلامِه، نُشارِكُه في مَجْدِه أَيضًا" (رومة 8: 17). ومن المتناقضات الظاهرية ان الخضوع للرب هو ربح اكيد لا يفنى. ليست الحياة في الاخذ او الاحتفاظ بل في العطاء. عندما نتبع يسوع الى النهاية فنحن لا نتبعه الى الموت فقط، بل الى المجد، حيث ان فقدان الحياة من أجل المسيح هو الحياة. هذه الآية هي من اقوال يسوع الاكيدة لأنها تتكرر في الانجيل 6 مرات (متى 10: 39، 16: 25، ومرقس 8: 35، ولقا 9: 24، 17: 33 ويوحنا 12: 25). استعدادنا ان نموت لأجل المسيح يفتح لنا أبواب الحياة الأبدية، والخسارة لأجل المسيح ربح (متى 3: 7-8). بالعار وبالصليب نحصل على اكليل المجد. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 50916 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() تشير عبارة "مِن ذلِكَ الحينِ" في الأصل اليونانيل¼ˆد€ل½¸ د„ل½¹د„خµ (معناها من حينه) الى تحديد نقطة فصل وتحوّل حيث حدَّد يسوع للمرة الأولى إعلان ملكوت السماوات "وبَدَأَ يسوعُ مِن ذلك الحِين يُنادي فيَقول: ((تُوبوا، قدِ اقتَربَ مَلكوتُ السَّمَوات" (متى 4: 17)، وهنا يُحدِّد من جديد لموته وقيامته تأكيدا لذلك. قام يسوع بالإعلان رسميا عمَّا سيعانيه ابن الانسان في اورشليم من المٍ وعذابٍ وظلمٍ واضطهاد، وذلك بعد اعتراف بطرس بألوهية المسيح، ووثبات ايمان التلاميذ. حينئذٍ اتخذت خدمة يسوع مظهرا مختلفا أنه سعى لإعداد تلاميذه للآلام التي تنتظره داعيا إياهم إلى تغيير تفكيرهم وأنظارهم على سر الله. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 50917 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أمَّا عبارة "يُظهِرُ لِتَلاميذِه" فتشير الى التنبّؤ عن آلامه، وسرّ دعوته ورسالته لتلاميذه. أمَّا عبارة "يَجِبُ علَيهِ" فتشير الى التقييد وانعدام الحرية لكنها هنا تشير الى الإرادة الإلهية لإتمام رسالة يسوع فاديا للبشرية. انه تدل على تطابق ما يحدث مع مخطط المسيح. فان تحوُّل الألم والموت الى مجد القيامة بعد ثلاث أيام هي جواب على مخطط الله الخلاصي. لذلك يواصل يسوع سيره بطاعة حرة نحو اورشليم لتحقيق مخطط محبة الآب، وذلك ببذل نفسه لخلاص الانسان بموته وشهادة دمه على الصليب" كما جاء في خطبة إسطفانس لليهود " أَيّاً مِنَ الأَنبِياءِ لم يَضطَهِدْهُ آباؤكم، فقَد قتَلوا الَّذينَ أَنبَأُوا بِمَجِيءِ البارِّ ولَه أَصبَحتُم أنتُمُ الآنَ خَوَنَةً وقَتَلَة"(أعمال الرسل 7: 52). يسوع يسير الى مصيره تنفيذا لمشيئة الله وتحقيقا للخلاص الذي لا يقوى عليه أحد سواه. لكن التلاميذ لم يدركوا هدف يسوع بسبب ظنِّهم ان المسيح المنتظر هو مسيح سياسي ارضي. ومن هذا المنطلق، أن آلام يسوع لم تكن حدثا طارئا او صدفة ولا مصيرا محتوما، إنما هو مخطط الله الذي يُحققه يسوع بطاعته لمشيئة الله في هذه الآلام لأجل خلاص البشر. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 50918 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أمَّا عبارة " أُورَشَليم" فتشير الى مدينة قاتلة الأنبياء، تلك المدينة التي رفضت خلاصها كما جاء في إنذار يسوع "أورَشَليم أُورَشَليم، يا قاتِلَةَ الأَنبياءِ وراجِمةَ المُرسَلينَ إِليها! كَم مَرَّةٍ أَرَدتُ أَن أَجمَعَ أَبناءَكِ كَما تَجمَعُ الدَّجاجَةُ فِراخَها تَحتَ جَناحَيْها! فلَم تُريدوا. (لوقا 13: 34). وهناك يتألم يسوع فيها وفق قوله " لا يَنبَغي لِنَبِيٍّ أَن يَهلِكَ في خارِجِ أُورَشَليم" (لوقا 13: 33)؛ إنها مدينة آلامه وموته وقيامته. أمَّا عبارة "يُعانِيَ آلاماً شَديدة " فتشير الى اول إنباء من ثلاث إنباءات حيث أنبأ المسيح بموته وقيامته في طريق صعوده الى اورشليم. (17: 22، 23؛ 20: 18)؛ وفي الإنباء الثالث هناك تفاصيل أدق مما ورد في الإنباءين الاولين، وهي دور الوثنيين، والسخرية والجلد والصلب كما ورد في انجيل متى "ها نَحنُ صاعِدونَ إِلى أُورَشَليم، فابنُ الإِنسانِ يُسلَمُ إِلى عُظَماءِ الكَهَنَةِ والكَتَبة، فيَحكُمونَ عليه بِالموت ويُسلِمونَه إِلى الوَثنيِّين، لِيَسخَروا مِنهُ ويَجلدِوهُ ويَصلِبوه، وفي اليومِ الثَّالثِ يَقوم" (متى 20: 18-20). والهدف من تلك الانباءات هو تبديد يسوع لظنون التلاميذ ان المسيح المنتظر ليس مسيحا سياسيا يخلص شعبه بالقوة بل مسيحا متألماً يخلص شعبه بالموت عنه، وأن المصير الذي ينتظره سيكون مصير كل إنسان، يتسم بالألم والموت، ولن يعفيه إعلان كونه ابن الله من العداء والرفض والألم والموت. ويُشدِّد لوقا الانجيلي على عدم إدراك التلاميذ لمعنى ذلك الانباء (لوقا 9: 45، 18: 34). ويتفق حالة المسيح المتألم مع نبوءات دانيال. فالمسيح يجب ان يُقتل (دانيال 9: 26) ثم يأتي وقت ضيق (دانيال 9: 27)، وسيأتي اخيراً في المجد (دانيال 7: 13) وسيتحمل التلاميذ نفس الآلام كمعلمهم ويُجازون مثله في النهاية. فالألم والموت سيقودان الى مجد القيامة. لذلك المعنى الحقيقي لملكه في المجد لم يظهر الا على الصليب، وكان هذا قلب الإنجيل ونواة الايمان في الجماعة المسيحية الأولى. ان موضوع صلب المسيح وقيامته ليس مجرد نهاية حياة على الأرض أو حتى مجرد استشهاد مثل بقية الشهداء، وإنما كما أعلن الرب يسوع نفسه وكما أعلن الوحي الإلهي في العهد الجديد، كان أمراً محتوماً منذ الأزل، كما جاء في تعليم بطرس بالروح القدس : ” كُشِفَ مِن أَجلِكُم في آخِرِ الأَزمِنَة" (1 بطرس 9:1، 20) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 50919 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أمَّا عبارة " الشُّيوخِ وعُظَماءِ الكَهَنَةِ والكَتَبَة" فتشير الى فئات الرتب الثلاث التي تؤلف السنهدريم، مجلس اليهود الأكبر، وهو مؤلّف من 71 عضواً، كان يحكم الشعب اليهودي. وكان هذا المجلس يضم ممثلي الأرستقراطية العلمانية، الشيوخ د€دپخµدƒخ²د…د„ل½³دپد‰خ½، أي رؤساء الشعب، ومن كبار الاسر الكهنوتية، عظماء الكهنة ل¼€دپد‡خ¹خµدپل½³د‰خ½، الذين كانوا يختارون منها عظيم الكهنة او الحبر الاعظم، ومن "الكتبة" خ³دپخ±خ¼خ¼خ±د„ل½³د‰خ½ اي معلمي الشريعة ومُفسِّريها وناسخيها وهم فريسي النزعة في اغلب الأحيان. وكان المجلس يرأسه عظيم الكهنة (عظيم الاحبار) في أيام ولاية قيافا. امَّا عبارة "يقومَ" فتشير الى إنباء المسيح بقيامته لكي يُعزّي تلاميذه ويُشجِّعهم لما اعتراهم من إنباء رفضه وموته. اما هم فلم يُدركوا الخبر المحزن ولا الخبر المفرح. أمَّا عبارة "في اليومِ الثَّالث" فتشير الى الفترة ما بين مساء الجمعة وصباح الاحد كما ورد أيضا في رسائل بولس الرسول " وأَنَّه قُبِرَ وقامَ في اليَومِ الثَّالِثِ كما وَرَدَ في الكُتُب"(1 قورنتس 15: 4)؛ وتتكرر عدة مرات في الكتاب المقدس (تكوين 42: 18، خروج 19: 16، يشوع 2: 6، هوشع 6: 2). وتُستخدم لتعني نقطة تحول وعبور من موقف مأساوي يائس لا سبيل للخروج منه. إن نقطة التحول والخلاص هذه، لا تحدث أبدًا على الفور، في اليوم الأول، بل دائمًا في اليوم الثالث، عندما يكون واضحاً أنه ليس قدرة الإنسان هي الّتي تولد نقطة التحول، بل الرب وحده، ونعمته. أمَّا انجيل مرقس يذكر عبارة خاصة به " وأَن يقومَ بَعدَ ثَلاثةِ أَيَّام" (مرقس 8: 31) ولها مدلولها الكتابي كما ورد في هوشع النبي " بَعدَ يَومَينِ يُحْيينا وفي اليَومِ الثَّالِثِ يُقيمُنا فنَحْيا أَمامَه"(هوشع 6: 2). واوضحت كرازة الرسل الزمن كما جاء في عظة بطرس في بيت قرنيليوس "هو الَّذي أَقامَه اللهُ في اليومِ الثَّالِث، وخَوَّلَه أَن يَظهَر (اعمال الرسل 10: 40) وكما جاء أيضا في عظة بولس الرسول " أَنَّه قُبِرَ وقامَ في اليَومِ الثَّالِثِ كما وَرَدَ في الكُتُب" (1 قورنتس 15: 4). إن انباءات يسوع بآلامه وقيامته تُشدّد على مخطط الله وطاعة المسيح لمشيئة الله في الاحداث. لسنا نحن امام مصير فُرض على يسوع ان يتحمّله كُرها، ولا أمام حدث حصل صدفة لكن يسوع نظر الى هذه الآلام وتقبّلها مسبقاً محبةً للآب (يوحنا 14: 31). هذه هي نقطة التحوُّل في تدريب يسوع لتلاميذه. فقد بدأ يعُلمهم بوضوح ويشرح لهم انه لن يكون المسيح المنتصر الا بعد الامه وموته لأنه يجب عليه ان يتألم ويموت ويقوم ويجيء يوما في مجدٍ عظيمٍ ليقيم ملكوته الأبدي. وهكذا تشكِّل آلام يسوع وموته وقيامته نواة الايمان في الجماعة المسيحية الأولى، وهي قلب الانجيل. والجدير بالذكر ان متى الانجيلي ينفرد بتكرار هذه الآية. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 50920 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() تشير عبارة " فَانفَرَدَ بِه " الى التكلم مع يسوع على انفراد وذلك ظنا منه ان المسيح قال ذلك لشدة انفعالاته من مقاومة الرؤساء له حيث أنبأ بتلك المصائب أو لان كلام المسيح يلاشي كل رجائه ورجاء غيره في النجاة والانتصار على يده. امَّا عبارة " يُعاتِبُه " فتشير الى انتهاره وردعه ومنعه حيث يُظهر تناقض بطرس مع اعترافه الصريح ليسوع في قيصرية فيلبس وتحوّله عن وجهة نظر الله ليتخذ نظرة بشرية، فهو في خط التجربة المسيحانية لدى اليهود الذين يرفضون فكرة المسيح المتألم. يريد بطرس أن يمنع سِّيَده من الذهاب إلى أورشليم، ليُسلم فيها للرّومان والفريسيين ويقتلونه. لا شك ان موقف بطرس يُظهر صعوبة التوفيق بين لقب المسيح وفكرة الآلام والموت، حيث ظنّ بطرس أنه يُعلن محبته ليسوع إذا جعله يرفض آلامه. وعمل بطرس هذا يدل على محبته للمسيح وغيرته في خدمته لكنه كان سريع الكلام والعمل بلا رويَّة. ويعلق البابا بِندِكتُس السادس عشر، " حين حاول بطرس أن يعترض على كلام الرّب يسوع وعلى ما سوف ينتظره في أورشليم، وتلقى حينها تنبيهاً حاداً: "أَفكارَكَ لَيسَت أَفكارَ الله، بل أَفكارُ البَشَر"، وبعد وقوعه، ندم بطرس ووجد الغفران والنعمة. والجدير بذكر أمرين: الأول: إن الرّب يسوع يحترم حرّيتنا، والثاني: إنّ الرّب يسوع ينتظر جهوزيتنا للتوبة والعودة إليه، فهو مملوء رحمةً وغفراناً" (المقابلة العامّة بتاريخ 18/10/2006). |
||||