12 - 08 - 2014, 03:53 PM | رقم المشاركة : ( 5071 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ واجه الشعب عماليق في حرب ٍ في رَفِيدِيمَ . اخذ يشوع رجاله وخرج يحارب عماليق . كان العدو عملاقا ً ورجاله عمالقة ، عدو ٌ قوي يحتاج الى جيش ٍ قوي ليحارب . وارسل موسى يشوع ليدخل المعركة ضد العدو ، ونزل يشوع برجاله الى الساحة ، ووقف موسى على رأس التلة من بعيد وكانت عصا الله معه ، وقف يراقب المعركة ، وكان اذا رفع موسى يده ان الشعب يغلب واذا اخفض يده ان عماليق يغلب . استمر موسى يرفع يده الى السماء لكي يغلب الشعب وتعب موسى من الوقوف فاحضر هارون وحور له حجرا ً ووضعوه تحته وجلس عليه ليريح جسده ، ولما صارت يدي موسى ثقيلتين دعم هارون وحور يديه الواحد من هنا والآخر من هناك ، وكانت يداه ثابتتين مرفوعتين الى غروب الشمس ، يدا موسى متضرعتان . ونحن يلزم علينا ان نرفع ايدينا الى السماء ونظل نرفعهما الى غروب شمس الحياة للشعب . صلاتنا للآخرين هامة ٌٌ فعالة . صلواتنا الشفاعية للغير واجبة ونافعة . حين واجه الشعب في القديم غضب الله طلبوا من صموئيل ان يصلي من أجلهم واستجاب صموئيل وقال : " وَأَمَّا أَنَا فَحَاشَا لِي أَنْ أُخْطِئَ إِلَى الرَّبِّ فَأَكُفَّ عَنِ الصَّلاَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ " ( 1 صموئيل 12 : 23 ) . عدم الصلاة لاجل الغير خطأ ، خطية ٌ كما قال صموئيل النبي العظيم . ويوصينا يعقوب الرسول ايضا ً أن نصلي ، يقول : " صَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ " ( يعقوب 5 : 16 ) . كان يشوع يحارب ، كان شجاعا ً ومقداما ً وقويا ً ومعه رجال اشداء واقوياء ، لكنه احتاج الى يدين ، يدي موسى المرفوعتين على رأس التلة من بعيد لأجله . لم يتعب يشوع ، لم يكل ، لم ترتخي يداه لكن موسى تعب من الصلاة . الصلاة عمل ٌ هام ، عمل ٌ شاق . الصلاة تستدعي قوة الله وتدخل الله . الشجاعة لا تكفي ، لا بد من الصلاة . القوة لا تحقق النصرة وحدها ، لا بد من الصلاة . في حربنا الروحية في العالم ، الحماس والقوة والبسالة تحتاج الى المواظبة على الصلاة . ارفع يديك واسأل الرب نصرة ً لك وغلبة ً لاخوتك واحبائك . لا تكل ، استمر رافعا ً يديك الى غروب الشمس ، لا تتوقف عن الصلاة . ظل المسيح يصلي في جثسيماني طول الليل حتى انبلاج ضوء النهار . في حياتك تواجه الحروب ، انزل الى المعركة واستخدم سلاح الله واعرف ان هناك على رأس التلة من يرفع يديه لأجلك طول اليوم . وانت ايضا ً ارفع يديك الى السماء لأجل الآخرين المحاربين مثلك . |
||||
12 - 08 - 2014, 03:55 PM | رقم المشاركة : ( 5072 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نقي القلب ما أن بدأ يسوع خدمته حتى لفت انظار الناس وشد انتباههم واعجابهم فتبعوه . كان مختلفا ً عن المعلمين الذي سبقوه . لم يكن مثل يوحنا المعمدان الذي جاء قبله . كان كلامه هادئا ً رقيقا ً ، وكانت ملابسه بيضاء ناصعة . يوحنا كان صاخبا ً صارخا ً قاسيا ً ، لباسه من وبر الابل وطعامه ُ جراد ٌ وعسل ٌ بري . التفّت الجموع حول المسيح وتبعته . وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلّم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض . ولما رأى الجموع ملتفة ً حوله صعد الى الجبل وكانت أول كلماته لهم تطويبات . يوحنا يصرخ ويقول : " يَاأَوْلاَدَ الأَفَاعِي ، مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ الْغَضَب الآتِي ؟ " توبوا . أما المسيح فقال لهم طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. ، طُوبَى لِلْحَزَانَى ، طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ ، طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ ، طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ ، طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ ، ثم التطويبة السابعة : طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ . صانعي السلام ، ورقم سبعة رقم الكمال عند اليهود ، وصانعوا السلام في نظر المسيح كاملون ، ابناء الله يدعون . سبق هذه التطويبة مدخل ٌ اليها : طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ . إن لم تكن نقي القلب ، إن لم تكن معاينا ً لله لا تقدر ان تكون صانع سلام . صانع السلام لا بد ان يكون في سلام ، سلام في القلب ، راحة ً وسكينة وسلام . النقاء والطهارة هما الطريق للسلام . النقاء والطهارة ُ أولا ً ثم يأتي السلام . يقول يعقوب الرسول : " وَأَمَّا الْحِكْمَةُ الَّتِي مِنْ فَوْقُ فَهِيَ أَوَّلاً طَاهِرَةٌ ، ثُمَّ مُسَالِمَةٌ " ( يعقوب 3 : 17 ) طاهرة أولا ً ثم مسالمة . ثم يقول : " وَثَمَرُ الْبِرِّ يُزْرَعُ فِي السَّلاَمِ مِنَ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ السَّلاَمَ . " . نتدخل احيانا ً وسط خصام ٍ لنصنع السلام ، نتصور ان كلمة لهذا أو كلمة لذاك تصنعه . أحيانا ً ننجح وغالبا ً نفشل . الخصام يسود وقد يمتد وينتشر ولا يتحقق السلام ، ونتحير ونحزن ونتراجع ونحن لا نفهم السبب . الكلام ُ كان رقيقا ً لكنه لم يصنع السلام . الله هو معطي السلام ، الله كلي القداسة والبر والصلاح والنقاء ، هنا مدخل السلام . إن شئت أن تكون صانعا ً للسلام والمسيح يدعوك الى ذلك لا بد ان تكون أولا ً نقي القلب . لا تجعل خطية ً أو إثما ً أو شرا ً يعوق اتصالك اولا ً بالله مصدر السلام ومعطيه . اعترف بخطاياك ، تطهر من إثمك ، نقّي قلبك ثم قدّم للمتخاصمين سلام الله . سلام الله الذي يفوق كل عقل يحل عليك ثم ينتقل منك الى الآخرين . طوبى لك إن كنت صانع سلام . طوبى لك فأنت ابن ٌ لله . |
||||
12 - 08 - 2014, 03:56 PM | رقم المشاركة : ( 5073 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ارحمنا يا رب لا تأتي الخطايا والتجارب دائما ً سافرة الوجوه ، ظاهرة الملامح ، مكشرة الانياب . حين تأتي هكذا نراها ونعرفها ونستعد لها ونتقدم لمواجهتها ومهاجمتها أو الدفاع عن انفسنا منها . لكنها تكون اخطر واصعب ونحن لا نحس بها ولا نتعرف عليها حين تتسلل الينا ، حين تأتي في هدوء النسيم ورقته ، حين تأتي زاحفة ً لا منقضة ، حين تأتي مستترة . يقول داود النبي : " اَلسَّهَوَاتُ مَنْ يَشْعُرُ بِهَا ؟ مِنَ الْخَطَايَا الْمُسْتَتِرَةِ أَبْرِئْنِي أَيْضًا مِنَ الْمُتَكَبِّرِينَ احْفَظْ عَبْدَكَ فَلاَ يَتَسَلَّطُوا عَلَيَّ " ( مزمور 19 : 12 ، 13 ) . صرخة استنجاد ٍ بالرب . ونحن أضعف وأصغر من داود عرضة ٌ لنفس الموقف ، نفس الهجوم ، نفس التعدي . احفظنا يا رب ، ارحمنا يا رب ، أحطنا بيدك ، دافع عنا بقبضتك ، احفظ يا رب عبيدك ، الخطية العاتية حولنا تهاجمنا ، الطبيعة الشريرة فينا تفترسنا . هجوم خارجي وداخلي . من يقدر ان يواجه الخطية الجامحة وحده ؟ من يمسكها ويلجمها ويسوسها ويسيطر عليها ؟ الله وحده الذي يقدر على ذلك ، يده أقوى منها ، ذراعه اقدر على لي اعناقها . ومن يستطيع ان يكبح الخطية المتفشية داخلنا ؟ من يوقفها ؟ من يشكمها ؟ من يسحقها ؟ الله وحده الذي يستطيع ذلك ، يأمرها فتنكمش ، يطردها فتهرب ، ينهرها فتتراجع . من الخطايا يا رب ، من كل الخطايا احفظ عبدك فلا تتسلط علي َّ ، من الظاهرة والمستترة احفظني . حين تأتي الي منقضة ً شاهرة ً مخالبها أو حين تأتي الي زاحفة ً مستترة قاتلة ، أعطني يا رب القدرة ان اميزها ، هبني القدرة يا رب أن اقاومها ، ساعدني لاواجهها ، ولا تدخلني يا رب في تجربة لكن نجني من الشرير ، احمني يا رب من التجارب ونجني من الشرير . حين سعى آدم ليعرف الخير و الشر ، حين مد يده وتناول الثمرة المحرمة وأكلها ، دخلت جوفه وامتزجت بدمه وسرت في عروقه ولونت حياته ومستقبله . عرف الشر وعرف الخير ، وعمل الشر ولم يعمل الخير ، اختار الشر دون الخير . وحين اراد ان يقاوم الشر لم يقدر ، حتى حين اراد ان يفعل الخير لم يستطع . يقول بولس الرسول : " لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ ، بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. " ( رومية 7 : 19 ) . الخطية ُ ساكنة فينا ، بنت عشها داخلنا ، امتدت جذورها فينا وامسكت بنا واستعبدتنا . ويصرخ فينا الرسول بولس ويقول : " فَأَمِيتُوا أَعْضَاءَكُمُ الَّتِي عَلَى الأَرْضِ : الزِّنَا ، النَّجَاسَةَ، الْهَوَى ، الشَّهْوَةَ الرَّدِيَّةَ ، الطَّمَعَ " ( كولوسي 3 : 5 ) . المسيح حمل كل خطايانا على الصليب ودفنها معه في القبر وقام منتصرا ً متحررا ً منه . ونحن في المسيح انتصرنا على الخطية الظاهرة والمستترة . |
||||
12 - 08 - 2014, 03:58 PM | رقم المشاركة : ( 5074 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الخطية تحيط بنا العدو الخبيث يجول حولنا ، ابليس يشرّع سهامه ويطلقها دائما ً علينا ، كلص يبحث عن مدخل ليوجه ضربتة ُ الينا ، لا يكل ولا يتعب ، لا يهدأ ولا يكف ، وليس أحد معصوم من التعرض للسقوط في الخطية ، الخطر قادم دائما ً وليس ببعيد . نسير في طرق موحلة ، الطين والوحل يملأ الطريق ويلوث اقدامنا وملابسنا ، ليس من السهل ان نجد ً طريقا ً نظيفا ً أو سبيلا ً آمنا ً علينا ان نسير بحذر وحرص ، لا بد ان نتيقظ ونصحو ونسهر ونستعد ونصلي دائما ً حتى لا ندخل في تجربة . يحذرنا بطرس الرسول وينذرنا ويقول : " اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ فَقَاوِمُوهُ ، رَاسِخِينَ فِي الإِيمَانِ ، عَالِمِينَ أَنَّ نَفْسَ هذِهِ الآلاَمِ تُجْرَى عَلَى إِخْوَتِكُمُ " ( 1 بطرس 5 : 8 ، 9 ) كيف يمكننا ونحن نعيش في هذا العالم بكل اوحاله وترابه وخطاياه أن نحفظ أيدينا نظيفة ؟ لن نستطيع ذلك بقوتنا وقدرتنا ، لذلك يقول لنا الرسول بولس : " تَقَوُّوْا فِي الرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ." ( أفسس 6 : 10 ) . كل ما علينا هو أن نحترس ونحرص على ملابسنا نظيفة وكنوزنا بعيدة عن متناول اللصوص . عند كل منعطف في الطريق يختبئ ابليس يريد ان يسرق منا بهجة خلاصنا وجوهر صلاحنا . لنلبس سلاح الله الكامل لنثبت ضد مكايد ابليس لأن مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع اجناد الشر الروحية والتي لا يصدها الا سلاح الله الكامل الذي يحمينا ويحفظنا وينجينا . لسنا مطالبين أن ندخل المعركة بانفسنا لكنه وجنده يسحبوننا الى المعركة رغما ً عنا . لنبتعد عن التجربة ونهرب من ابليس إن أمكن ونقاومه بسلاح الله وعتاده . لا تتصور نفسك اكبر من التجارب أو أقوى من ابليس ، لا تقترب منه أو تتشاحن معه . اللعب بالنار يحرق ، التلاعب بالحية خطر ٌ مميت ، لا تهادنها أو تسالمها أو تحالفها . في وسط المعركة التي تحيط بك لا تنظر الى نفسك ولا تعتمد على البشر مثلك . مصدر قوتك ونصرتك يأتي من فوق ، من عند الله الذي يحارب معك وعنك َ . وحين تواجه عدوك لا تخشاه ، لن يغلبك ، لن يهلكك ، لن يقضي عليك . أنت محفوظ ٌ في كف الله ، أنت آمن بين أصابعه ، لن يتركك ولن يهملك ، لكن إن لم يكن في مقدرة العدو أن يقتلك فهو يستطيع أن يجرحك . تنبه ، تيقظ ، أصحو ، لا تجعله يقترب منك بأي سلاح قد يمس نفسك وروحك . قاومهُ وأنت ساهر ، قاومهُ وأنت تصلي . لا تتصور انك في المعركة وحدك . حولك جيش كبير ٌ من الجند السماوي ، فرسان الله يحاربون معك . |
||||
12 - 08 - 2014, 03:59 PM | رقم المشاركة : ( 5075 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أين الملجأ ، أين ؟ بعد أن انهمرت المياه على الارض اربعين يوما ً وارتفع الفُلك وعام فوقها وابحر . بعد أن بقي نوح والذين معه في الفُلك وتعاظمت المياه على الارض 150 يوما ً ، أجاز الله ريحا ً فهدأت المياه وانسدت ينابع الغمر وطاقات السماء وامتنع المطر من السماء . استقر الفُلك على الجبل ، نقصت المياه وظهرت رؤوس الجبال ، وفتح نوح طاقة الفُلك . أرسل الغراب فخرج مترددا ً حتى نشفت مياه الارض ، ثم أرسل الحمامة أيضا ً . خرجت الحمامة خائفة ً مترددة ، أعملت جناحيها وطارت وابتعدت عن نوح وعن الفُلك . أغراها الاتساع أن تطير . طارت بعيدا ً وابتعدت . سبحت في الفضاء ، الفضاء كله لها . جالت وتنقلت وسافرت وابتعدت ، ثم تعبت ، أحست بجناحيها لا يستطيعان حملها . ثَقُل جسمها فترددت انفاسها وضعفت حركة جناحيها ، ارادت مكانا ً تستريح فيه ، لم تجد . كل ما حولها موت . جثث الانسان والحيوان مبعثرة في كل مكان ، لا شجرة ولا زرع . لا مكان تستقر عليه . شعرت بالضياع والضلال . لا بد من العودة الى الفُلك . عادت ، عادت متعبة ، مرهقة . أعملت جناحيها وحركتهما بقوة متجهة نحو نوح والفُلك . أين الملجأ ، أين ؟ أرسلت نظرها بعيدا ً ، لا يبدو شيء ٌ هناك الا المياه الراكدة والجبال الفارهة المرتفعة ، والجثث ، القتلى ، بعضهم طاف ٍ وبعضهم ممزق وبعضهم مستلقٍ . الموت ، الموت حولها . طارت مبتعدة ً تبحث ، هربت من العفن والموت . ها هو الفُلك يبدو داكنا ً من بعيد . ذهبت بسرعة ٍ وضعف نحوه . وهن جناحاها ، بعض القوة ، بعض الاصرار ، بعض الكفاح . ووصلت الى الفُلك ، أين الطاقة ؟ أين نوح ؟ تخبطت في جدران الفُلك الخارجية ، رفرف جناحاها ، فمد نوح يده من الطاقة وأخذها وادخلها عنده الى الفُلك ، الى الراحة والنجاة ، الى الملجأ والدفء ، الى الحياة ، في يدي نوح ٍ راحتها . هل تجول طائرا ً في الفراغ ، في الضياع ، في التيه ، بعيدا ً عن الفُلك ؟ هل تشعر بالتعب ؟ لا بد انك تشعر بالتعب ، لا بد انك ترى الموت تحتك . لا مقر لرجلك هناك ، ولا مكان تركن اليه ، ولا سند تستند عليه ، لا قلب ٌ رحيم ٌ حولك . ماذا تفعل ؟ هل تستطيع أن تنقذ نفسك ؟ هل تخلّص نفسك بنفسك ؟ لا لن تستطيع . عُد راجعا ً ، ارجع الى نوح . حول طريقك نحو الفُلك ، هناك النجاة والراحة والدفء والخلاص . ليس عليك الا أن تعود " تُوبُوا وَارْجِعُوا لِتُمْحَى خَطَايَاكُمْ ، لِكَيْ تَأْتِيَ أَوْقَاتُ الْفَرَجِ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ. " ( اعمال الرسل 3 : 19 ) تب وارجع الي . سوف يمد يده من الطاقة ويأخذك ويدخلك عنده . |
||||
12 - 08 - 2014, 04:29 PM | رقم المشاركة : ( 5076 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ منذ ان تجول المسيح بجوار البحر وانتقى تلاميذه من كل مكان وهم بالقرب منه ، في القرى والمدن كانوا معه في البحر وفي العاصفة ، في الوادي وفوق الجبل كانوا معه . احبهم المسيح واختارهم ليكونوا معه . كانوا طوال الوقت الذي قضاه على الارض معه . كان يتلذذ بصحبتهم ويسعد برفقتهم . كان يجلس معهم ويمشي معهم . كان ينام ويقوم معهم ، حتى حين ارسلهم ليكرزوا كان قلبهُ معهم وفكرهُ معهم وروحه ُ معهم . وحين انطلق الى السماء وهو يتحدث اليهم في آخر لقاء ٍ قال : " هَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ " ( متى 28 : 20 ) . حين صلى لاجلهم قال : " أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا " ( يوحنا 17 : 24 ) . نحن ايضا ً الرب اختارنا لنكون خطته . الله اصطفانا لنكون شعبهُ واهله واولاده . وهو يريد أن نكون معه ، ويريد أن يكون معنا . هو يتلذذ بتواجدنا معه في رفقته . هنا والآن يريدنا معه ، وهناك في الأبدية يريدنا معه . لا يريدنا أن نبتعد عنه أبدا ً . قال المسيح وما يزال يقول : " لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ . أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ فَآمِنُوا بِي . فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ ، وَإِلاَّ فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ . أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا ، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا " ( يوحنا 14 : 1 – 3 ) . هو يريد ذلك ، يريدنا نحن أن نكون معه حيث يكون سواء هنا مؤقتا ُ أو هناك الى الابد . يتصور الموت انه يقدر أن يفصلنا عنه . يتصور انه يبعدنا عنه . يتصور انه يحرمنا منه . والبعض يصدّق ذلك ، فالموت ليس في قاموس المسيح ، المسيح لا يحل حيث يحل الموت . لكن المسيح بقيامته جعل الموت جسرا ً ومعبرا ً اليه . نحن نطأ الموت ونتخطاه لنصل الى المسيح . نخترق الموت ، نمر في سحابته ، نعبر واديه ، نصل من خلاله الى حيث يكون المسيح . يستطيع الموت ان ينهي علاقتنا باخوتنا ، يستطيع ان ينهي وجودنا مع احبائنا هنا ، لكنه لا يستطيع أبدا ً أن ينهي تواجدنا مع المسيح . نحن مع المسيح هنا على الارض ، نحن معه . ونحن مع المسيح هناك في الفردوس ، في الابدية نجلس في حضرته هناك ، نحن معه . وان كان الموت يخطف منا الاخوة والاصدقاء والاهل والابناء فهو يبعدهم عنا لا عنه ، وينقلهم من ان يكونوا معنا ليكونوا معه . حين يأخذهم منا ، يأخذهم اليه . ونحزن طبعا ً للفراق ، لكن حزننا ليس كالباقين الذين لا رجاء لهم . نحزن برجاء ، ونحزن بمعرفة ٍ وعلم ٍ انهم هناك مع المسيح ، هم معه يعيشون ويعاينون مجده . المسيح يريدهم أن يكونوا معه حيث يكون . ما اروع واحب ان نكون معه حيث يكون |
||||
12 - 08 - 2014, 04:33 PM | رقم المشاركة : ( 5077 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الشركة مع الرب هرب أَلِيمَالِكُ من المجاعة مع زوجته نُعْمِي وتغرب في ارض مُوآبَ ، وبعد سنوات مات . وكبر ولداه وتزوجا من بنات مُوآبَ ، وبعد عشر سنوات مات الولدان وبقيت نُعْمِي وحدها . وبعد ان افتقد الله شعبه وانتهت سنوات الجوع ، أرادت نُعْمِي الرجوع الى ارض يهوذا ، وفي طريق العودة وهي تسير مع كنتيها عُرْفَةُ و رَاعُوثُ ، نصحتهما بالعودة الى اهلهما . الحت عليهما فلا مستقبل لهما معها ، ووسط الدموع والبكاء لانت عُرْفَةُ وعادت ، أما رَاعُوثُ فتمسكت بنُعْمِي وقالت : " لاَ تُلِحِّي عَلَيَّ أَنْ أَتْرُكَكِ وَأَرْجعَ عَنْكِ ، لأَنَّهُ حَيْثُمَا ذَهَبْتِ أَذْهَبُ وَحَيْثُمَا بِتِّ أَبِيتُ. شَعْبُكِ شَعْبِي وَإِلهُكِ إِلهِي . حَيْثُمَا مُتِّ أَمُوتُ " ( راعوث 1 : 16 ، 17 ) . محبة ٌ قويةٌ وولاء ٌ جميل ٌ ووفاء ٌ نادر . هكذا تبعت راعوث نُعْمِي وعاشت معها . وخرجت راعوث تسعى لما تحتاجه هي ونُعْمِي من طعام تسد به جوعهما وقادها الله الى حقل بُوعَز لتلتقط وتجمع حنطة ً وراء الحصادين ، ورآها بوعز . سمع قصتها واُعجب بولائها لحماتها واتباعها اياها واختيارها البقاء معها ، ودعاها ان تأكل مع الفتيات والحصادين وقت الأكل ، فأكلت وشبعت وفضل عنها ، وأخذت من الحنطة ومن الأكل وحملت الى نعمي . وبارك الله راعوث وتزوجت بوعز ، وذهبت الى بيته وسكنت قصره وانجبت له ابنا ً هو عوبيد أبو يَسَّى أبي داود . تركت أرض مُوآب ودخلت ارض يهوذا . قبلت ان يكون شعب نعمي شعبها والهُها الهَهَا . اخلصت وأحبت وتبعت وانتمت ثم ذهبت الى حقل بوعز وعملت وجمعت وحصدت . وانت وقد تركت مملكة العالم ودخلت ملكوت الله . قبلت المسيح ونصبته ربا ً وسيدا ً . أخلصت له وتبعته وذهبت الى الحقول المبيضة للحصاد وتقدمت الى العمل والخدمة . وتتقدم الساعات وتتوسط الشمس السماء ، وتشعر بالتعب والارهاق والحر . وكما دعا بوعز راعوث لتستريح وتأكل ، يدعوك الرب أن تأتي الى الظل وتستريح وتأكل ، وتجفف عرقك وتجلس تلتقط انفاسك وتتناول الطعام وتشبع ويفضل عنك . في وسط الحقل تحت الظل بجانب الحصادين ، تتناول من يد السيد طعام الرضا والشركة والبركة . الرضا انك تعمل في كرم الرب ، تعمل في حصاد الله ، الحقل حقله والحصاد حصاده . والشركة مع الحصادين والشركة مع الرب . ايدينا كلنا في صحفة واحدة تتناول منها طعاما ً واحدا ً . والبركة طعام ٌ وفير لم تتعب في العزق والحرث ، لم تعاني من البذر والري بل تعمل في الحصاد . تناول الطعام ، اشبع واشكر ، امتلئ وارتوي فالهك سخي ٌ كريم . |
||||
12 - 08 - 2014, 04:34 PM | رقم المشاركة : ( 5078 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وكان هو الطريق قليلون جدا ً من المعلمين والمفكرين والقادة يعيشون ما يعلّمون به ، ويعملون بما يقولون . لم يأتي المسيح ليرينا الطريق الى الخلاص بل ليخلصنا . لم يأتي لينادي بالصليب ، بل ليحمل الصليب . وهم ملتفون حول مائدة العشاء ، وهو عالم انه هذا هو آخر عشاء له مع تلاميذه " قَامَ عَنِ الْعَشَاءِ ، وَخَلَعَ ثِيَابَهُ ، وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا ، ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَل ، وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التَّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِرًا بِهَا. " ( يوحنا 13 : 4 ، 5 ) غسل ارجلهم ثم أخذ ثيابه وعاد يتكأ على المائدة ثم قال " أَتَفْهَمُونَ مَا قَدْ صَنَعْتُ بِكُمْ ؟ أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّمًا وَسَيِّدًا ، وَحَسَنًا تَقُولُونَ ، لأَنِّي أَنَا كَذلِكَ. فَإِنْ كُنْتُ وَأَنَا السَّيِّدُ وَالْمُعَلِّمُ قَدْ غَسَلْتُ أَرْجُلَكُمْ ، فَأَنْتُمْ يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَرْجُلَ بَعْضٍ ، لأَنِّي أَعْطَيْتُكُمْ مِثَالاً، حَتَّى كَمَا صَنَعْتُ أَنَا بِكُمْ تَصْنَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا. " كان مثالا ً كما كان معلما ً . علّم عن الطريق ، وكان هو الطريق . علّم عن الحق وكان هو الحق . علّم عن الحياة وكان هو الحياة . علّم َ عن القداسة وكان هو القداسة . كان مثالا ً . وضع لنا مثالا ً ، كما صنع بنا نصنع نحن ايضا ً . أمامنا جميعا ً المثال والقدوة الواجبة الاتباع . ويقول بولس الرسول لنا : " أَيُّهَا الرِّجَالُ ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ " ( أفسس 5 : 25 ) . وضع الرسول أمامنا وصية ومقياسا ً ، محبة من الرجل لزوجته بقدر محبة المسيح للكنيسة . ننظر الى المسيح ونقلد محبته لكنيسته . الكنيسة لها مكانة خاصة في قلب المسيح وفكره . والزوجة يجب ان تكون لها مكانة خاصة في قلب الرجل وفكره ، بنفس الطريقة ونفس القدر . رفع المسيح عينيه الى السماء وصلى لأجل الكنيسة وقال : " لَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ الْعَالَمِ ، بَلْ مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي ............... لَيْسُوا مِنَ الْعَالَم ِ، كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ ، لَسْتُ أَسْأَلُ أَنْ تَأْخُذَهُمْ مِنَ الْعَالَمِ بَلْ أَنْ تَحْفَظَهُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ." ( يوحنا 17 : 9 ، 14 ، 15 ) . الكنيسة هي المختارة من الله ، اكليل مجد المسيح ، مركز محبته وكل اهتمامه ورعايته وتفكيره . والزوجة هي المختارة من الله ، اكليل مجد الرجل ، مركز محبته وكل اهتمامه ورعايته وتفكيره . أحب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه ُ لأجلها . جاء من السماء وتألم وصُلب وقام لأجلها . والرجل ليحب زوجته على نفس منوال محبة المسيح للكنيسة ، ليسلّم نفسه لأجلها ويضحّي لها بكل شيء . ومحبة المسيح للكنيسة حب ٌ قائم دائم لا يتغير ولا يتبدل . لا يهتز ولا ينقص ولا يُنقض . محبة الرجل لزوجته حبٌ ً لا بد أن يكون دائما ً قائما ً لا يتغير بالظروف والصعوبات والضعف والفقر . محبة الرجل لزوجته على مثال محبة المسيح للكنيسة . |
||||
12 - 08 - 2014, 04:35 PM | رقم المشاركة : ( 5079 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الله اعظم في قوته وقدرته يفخر الانسان ويتباهى بما حققه من تقدم وما أدركه من حضارة ٍ وفهم ٍ وعلم . ينظر الى ما وصل اليه العلم حتى أصبح يسبح في الفضاء ويطأ بقدمه سطح القمر . نفذ نظره ُ الى الكثيرٍ من الاسرار ، وطالت يده حتى كشفت المستور والخفي . يده ُ قويت وقوته عَظُمت حتى اصبح قادرا ً أن يقاوم الطبيعة ويصد هجماتها ، لكن الله يواجه أيوب بقوله : " أَيْنَ كُنْتَ حِينَ أَسَّسْتُ الأَرْضَ ؟ أَخْبِرْ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ فَهْمٌ . مَنْ وَضَعَ قِيَاسَهَا ؟ لأَنَّكَ تَعْلَمُ ! أَوْ مَنْ مَدَّ عَلَيْهَا مِطْمَارًا ؟ ............. هَلْ فِي أَيَّامِكَ أَمَرْتَ الصُّبْحَ ؟ هَلْ عَرَّفْتَ الْفَجْرَ مَوْضِعَهُ .............. أَيْنَ الطَّرِيقُ إِلَى حَيْثُ يَسْكُنُ النُّورُ ؟ وَالظُّلْمَةُ أَيْنَ مَقَامُهَا ، .................................. هَلْ لِلْمَطَرِ أَبٌ ؟ وَمَنْ وَلَدَ مَآجِلَ الطَّلِّ ؟....................... هَلْ تَرْبِطُ أَنْتَ عُقْدَ الثُّرَيَّا ، أَوْ تَفُكُّ رُبُطَ الْجَبَّارِ؟...... أَتُرْسِلُ الْبُرُوقَ فَتَذْهَبَ ........... مَنْ يُحْصِي الْغُيُومَ " ( ايوب 38 ) . مهما وصل علم الانسان ، مهما علا فهمه ، مهما تعالت قوته ، ما هو الا تراب الارض . الرائد الذي طار في الفضاء ، الذي دار حول الارض والكواكب ، الذي اخترق الجاذبية ، الذي ارتفع الى ابعد ما ارتفع اليه انسان ، مات ممزقا ً في طائرة شراعية كلُعب الاطفال . الانسان الذي دفع الصواريخ لتصعد الى الفضاء وتدور حول الأجرام السماوية ، لا يستطيع مهما حاول ان يزيد على قامته ذراعا ً واحدة ولا شبرا ً واحدا ً ولا سنتمترا ً . قد يصل الى النجوم لكن هل يستطيع ان يزحزحها من اماكنها ؟ هل يستطيع ان يحركها ؟ قد يطأ سطح القمر لكن هل يستطيع ان يطفئ نوره ؟ أو يوقف دورانه وحركته ؟ قد يكشف اسرار الكون لكن هل يقدر بكل علمه وقوته ان يمنع شعاع الشمس من الوصول الينا ؟ قد يصعد الى السماء او يهبط الى قاع المحيط ، لكن هل يقوى على الفصول فيغير تتابعها ؟ يقول داود النبي : " إِذَا أَرَى سَمَاوَاتِكَ عَمَلَ أَصَابِعِكَ ، الْقَمَرَ وَالنُّجُومَ الَّتِي كَوَّنْتَهَا ، فَمَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَذكُرَهُ ؟ وَابْنُ آدَمَ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ ؟ " ( مزمور 8 : 3 ، 4 ) . مهما تعظّم ، مهما تجبّر ، مهما علا وتشامخ وارتفع هو " بُخَارٌ، يَظْهَرُ قَلِيلاً ثُمَّ يَضْمَحِلُّ " ( يعقوب 4 : 14 ) . الله اعظم في قوته وقدرته ، الله اسمى في فهمه وحكمته ، الله اكبر في نعمته ورحمته . ونحن نتمتع بعمق محبته وعظمة لطفه واتساع مغفرته وشمول خلاصه . حين يغطينا دمه ، حين تحتوينا رحمته ، حين يشملنا فدائه ، حين تصبغنا صبغته . لا يقدر انسان ، اي انسان مهما ارتفع الى اعلى السماوات ان يحرمنا من محبة الله . لا يستطيع شيطان ٌ أو سلطان ٌٌ شرير ٌ مهما تجبّر أن يمنع عنا ميراثنا في ملكوته . لا تخشى العالم ولا كل قوى العالم . لا تهتم بهجمات الشرير وجنوده وزبانيته . |
||||
13 - 08 - 2014, 01:24 PM | رقم المشاركة : ( 5080 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأمانة في القليل قال الكتاب: "كنت امينا فى القليل، فسأقيمك على الكثير". اى كنت امينا فى الارضيات، فسأقيمك على السمائيات. كنت امينا فى هذا العالم الحاضر، فسأقيمك على الابدية.. ويمكن تطبيق هذا المبدأ فى مجالات شتى كثيرة.. * ان كنت امينا فى محبتك للقريب يمكن ان يقيمك الرب على محبة العدو، اى يعطيك النعمة التى تستطيع بها ان تحب عدوك.. الان كنت امينا من جهة خدمة الرب فى وقت فراغك، يمكن ان يهبك الرب الحب الذى به تكرس حياتك كلها له.. *ان كنت امينا من جهة عدم قبولك للخطايا الارادية، يمكن ان ينقذك الرب من الخطايا غير الارادية.. *ان كنت امينا فى حفظ عقلك الواعى من الفكر الشرير، يعطيك الرب حينئذ نقاوة العقل الباطن، ويعطيك الرب ايضا نقاوة الاحلام.. *ان كنت امينا فى سن الطفولة يقيمك الرب على الامانة فى سن الشباب، وهى اكثر حروبا.. *ان كنت امينا من جهة عدم إدانة الاخرين بلسانك، حينئذ يعطيك الرب عدم الادانة بالفكر وهى اصعب.. *وبالمثل ان كنت امينا فى ضبط نفسك من جهة الغضب الخارجى الظاهر، حينئذ يهبك الرب النقاوة من الغضب الداخلى ايضا، النقاوة من الغيظ والحقد وافكار الغضب.. *ان كنت امينا فى الروحيات العادية (ثمار الروح) يمكن ان يقيمك الرب على مواهب الروح وبدون الامانة فى الاولى لا تُعطَى الثانية.. ان الله يختبرك اولا فى الشىء القليل فان وجدك امينا فيه، حينئذ يأتمنك على ما هو اكثر اما ان اظهرت فشلك وعدم امانتك فى القليل، فمن الصعب ان يقيمك على الكثير..وكما قال الكتاب : "ان جريت مع المشاة فاتعبوك، فكيف تستطيع ان تبارى الخيل؟ ". العجيب ان كثيرين يظنون فى انفسهم القدرة على القيام بمسئوليات كبيرة بينما هم عاجزون عن القيام بما هو اقل منه. النعمة التى معهم لا يستخدمونها، ومع ذلك يطالبون بنعمة اكبر، ناسين قول الرب " كنت امينا فى القليل، فساقيمك على الكثير" (مت 25: 21)، انه شرط لابد لك من تحقيقه ليقيمك الله على الكثير. |
||||