17 - 05 - 2012, 09:46 AM | رقم المشاركة : ( 41 ) | ||||
† Admin Woman †
|
"لا تكونوا مديونين لأحد بشيء، إلا بأن يحب بعضكم بعضا." (رومية8:13) يجب علينا ألا نتخذ هذا العدد وكأنه يمنع كل شكل من أشكال الديون. لا يمكننا في مجتمعاتنا اليوم أن نتهرّب من فواتير الهواتف والغاز والكهرباء والماء، وفي ظروف مُعينّة نكون تلاميذ أفضل عند شراء بيت بقرض إسكان وبهذا ندفعه على أقساط بدل دفع نفس المبلغ الشهري للإيجار، ومن المستحيل اليوم إدارة عمل دون التعاقد مع بعض الديون. لكن هذا العدد حتماً يمنع ممارسات أخرى، فإنه يمنع الدخول في الدين عندما تكون فُرص التسديد ضئيلة، ويمنَع من الإقتراض لنشتري سلعة تَخسر من قيمتها، كما ويمنع من تراكم الديون المؤجلة، ويمنع من الدخول في دَينٍ لأمور لسنا بحاجة إليها، ويمنع الغرق تحت الديون حتى رؤوسنا وإغراء الإنفاق فوق طاقتنا خاصة عندما يكون بحوزتنا بطاقة استدانة، إنه يمنع من إضاعة مال الرَّب عندما نُطالب بدفع فوائد مصرفية عالية عندما يكون رصيدنا مُدان. إن هدف هذا العدد هو أن ليُخلصنا من مطالبات الدائنين الملحّة ومن مشاكل زوجية نابعة من الإنفاق الذي يفوق قدرتنا ومن محاكم الإفلاس إذ أن كل هذه تُدمِّر شهادتنا المسيحية. وبصورة عامة ينبغي أن نمارس مسؤوليتنا المالية بالعيش المتواضع وفي نطاق قدرتنا، متذكّرين دائماً أن المُقترض هو عبدأً للمُقرض (أمثال7:22). الدين الوحيد المُلزم للمسيحي هو واجبنا في محبة بعضنا البعض، فنحن ملزمون بمحبة غير المؤمن ومشاركته بالإنجيل (رومية14:1)، وملزمون بمحبة الإخوة وبذل أنفسنا لأجلهم (يوحنا الأولى16:3). هذا النوع من المديونية سوف لا يضعنا في متاعب مع القانون، بدلاً من ذلك وكما يقول بولس هو تتميم الناموس. |
||||
17 - 05 - 2012, 09:47 AM | رقم المشاركة : ( 42 ) | ||||
† Admin Woman †
|
"والان يا رب أنظر الى تهديداتهم، وامنح عبيدك أن يتكلموا بكلامك بكل مجاهرة." (أعمال29:4) كثيراً ما نفشل إذ نحذو حذوهم، نؤجّل عملنا إلى حين تتحسن الأحوال، نرى في العقبات عوائق بدل أن نراها حجارة نعبر عليها، نعتذر لإستسلامنا وفشلنا على أساس أن الظروف لم تكن مواتية. يبقى الطالب غير مشارك بالخدمة المسيحية إلى أن يتخرَّج، ثم ينشغل بالعاطفة والزواج، وبعد ذلك تأتي ضغوطات العمل والعائلة لتبقيه بعيداً عن الخدمة، يقرر الإنتظار حتى التقاعد عندها سيتحرر لكي يقدّم ما فضِل له من العُمْر للرَّب، وعندما يصِل إلى سنّ التقاعد يكون قد فقد طاقته ورؤياه فيستسلم لحياة الفراغ. قد نجد أنفسنا مُجبرَين على العمل مع أناس يسلبوننا بطرق ملتوية. ربّما يكون لدى هؤلاء مراكز قيادة في الكنيسة، ومع أنهم أمناء ويعملون بِجِدّ، نلاحظ أنهم معارضون. فماذا علينا أن نفعل؟ هل ننزوي جانباً منتظرين القيام ببعض خدمات الدفن من الدرجة الأولى؟ لكن هذا لا يفيد، إن أناساً كهؤلاء يعمّرون طويلاً مما يبعث على دهشتنا وانتظار خدمة الدفن لا يأتي بنتائج. لم ينتظر يوسف حتى يخرج من السجن لكي يجعل حياته ذات معنى، فقد كان يخدم ﷲ داخل السجن. أصبح دانيال قوةً لِلّه بينما كان في سبي بابل، فلو انتظر حتى ينتهي السبي لفاته الوقت، وبينما كان بولس في الأسر كتب رسائل أفسس، فيلبي، كولوسي وفيلمون دون أن ينتظر حتى تتحسن ظروفه. الحقيقة الواضحة هي أن الظروف لن تكون مثالية أبداً في هذه الحياة، وللمسيحيين لا يوجد أي وعد بأن الظروف ستتحسن. وهكذا ففي الخدمة كما في الخلاص، الآن هو وقت مقبول. قال مارتن لوثر: «يبدو أن كل من يرغب الإنتظار حتى تلوح مناسبة مواتية تماماً لعمله فلن يجدها بتاتاً»، وقال سليمان الحكيم مُحذرّاً: «من يرصد الريح لا يزرع، ومن يراقب السحب لا يحصد» (الجامعة4:11). |
||||
17 - 05 - 2012, 09:48 AM | رقم المشاركة : ( 43 ) | ||||
† Admin Woman †
|
"إرمِ خبزك على وجه الماء فإنك تجده بعد أيام كثيرة." (الجامعة1:11) يُستعمل الخبز هنا مجازاً ليعني القمح الذي يُصنع منه الخبز. كان القمح يُنثر على وجه الماء عند الفيضان في مصر، وعند انحسار الماء يبدأ بالنمو ولكن الحصاد لا يأتي إلا «بعد أيام كثيرة». نعيش اليوم في مجتمع «فوري»، نريد نتائج فورية، عندنا قهوة فورية، شاي وحساء وشوفان، كذلك عندنا حساب فوري في المصرف وإعادة سريعة لبرامج تلفزيونية. لكن ليس الأمر كذلك في الحياة والخدمة المسيحية، فأعمالنا الحسنة لا تُكافأ فوراً ولا تُستجاب صلواتنا دائماً في الحال. ولا نرى نتائج خدمتنا فوراً. يكرر الكتاب المقدس استعمال الدورة الزراعية مثالاً للخدمة الروحية؛ «خرج الزارع ليزرع»، «أنا غرست، وأبولُّس سقى ولكن ﷲ كان يُنمِّي»، «أولاً نباتاً، ثم سنبلاً ثم قمحاً كثيراً في السنابل». تكون العملية تدريجية وتمتد على فترة من الزمن، فمثلاً ينمو الكوسا أسرع من البلّوط، لكنه يحتاج إلى بعض الوقت. لذلك فإن تَوقُّعَ نتائج فورية لأعمال الخير التي نعملها لا يكون واقعياًّ، وتوقُّع إستجابة فورية لصلواتنا لا يدل على النُضج، كما أنه ليس من الحكمة أن تطلب إعترافاً بالإيمان من شخص يسمع الإنجيل لأول مرة، ذلك أن الإختبار العادي يكون بالعطاء، بالصلاة والخدمة بلا كلل على مدى فترة من الزمن. إعمل هذا واثقاً من أن عملك للرَّب لن يذهب هباءً، لأنك بعد فترة سترى نتائج لا تكفي لتضخِّمك بالكبرياء ولكن لكي تُشجعك على الإستمرار في عملك، وسوف لا تُعرَف النتائج الكاملة حتى نصل السماء حيث أن بعد كل شيء هي المكان الأفضل والأضمن لنرى ثمار جهودنا. |
||||
17 - 05 - 2012, 09:49 AM | رقم المشاركة : ( 44 ) | ||||
† Admin Woman †
|
"أيضا في الضحك يكتئب القلب." (أمثال13:14) لا شيء كامل في هذه الحياة. الضحك يختلط بالحزن، وفي كل قطعة ماس عيب ما، ولدى كل شخص عيب في شخصيته، وكما أنه في كل تفاحة توجد دودة كذلك توجد في الحياة. حسنٌ أن يكون الإنسان مثالياً، لقد وضع ﷲ فينا تلهفاً للكمال، لكن حسنٌ أيضاً أن نكون واقعيين، لأننا سوف لا نجد كمالاً مطلق تحت الشمس. يسهل على الصغار الإعتقاد بأن عائلتهم هي الوحيدة التي فيها نزاعات، أو أن والديهما هما الوحيدان اللذان لا يملكان شخصية تلفزيونية جذّابة. يسهل علينا أن نُحبط بسبب شركة كنيستنا المحلية، معتقدين كل الوقت أن كل شيء على ما يرام في الكنيسة الأخرى في الجهة الأخرى من الشارع. أو يَسهُل قضاء العمر كله بالتفتيش عن أصدقاء مثاليين على نحو مطلق. نتوقّع الكمال في الآخرين مع أننا لا نستطيع أن نكون كاملين بأنفسنا. علينا أن نواجه الحقيقة كما هي بأن لكل فرد هفواته الشخصية التي تكون عند البعض أكثر بروزاً من سواهم، وكلما ارتفع مقام الشخص كلما بدت عيوبه جلية واضحة، وبدلاً من أن تخيب آمالنا من الأخطاء يكون من الأفضل أن نؤكد على الميزات الحسنة في المؤمنين الآخرين حيث توجد ميزات حسنة عند كل واحد أيضاً، على أن كافة هذه الصفات الصالحة تجتمع في شخص واحد ألا وهو الرَّب يسوع المسيح. أعتقد أن الرّب قَصدَ أن يترك فينا رغبة شديدة نحو الكمال هنا على الأرض لكي نتوجه بأنظارنا نحو الذي يخلو من العيب أو الخطيئة ويجتمع فيه كلٌ جمال الخُلق. ولا خيبة أملٍ فيه. |
||||
17 - 05 - 2012, 09:51 AM | رقم المشاركة : ( 45 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«وَلَكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيراً فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرٍّ لِلسَّلاَمِ» (عبرانيين11:12). إنها لحقيقة أن «البحار الهادئة لا تصنع ملّاحين»، لأنه من خلال المِحن نُطوِّر الصبر. ومن خلال الضغوطات ننضُج. هذا ما أدركه الناس في العالم من أن الصعوبات تحتوي على قيم تربوية كبيرة. قال تشارلز كيتيرنج مرة: «تُعتبر المشاكل كُلفَة النجاح، فلا تَجلب لي شيئاً سوى المشاكل، فأما الأخبار السّارة فتُضعفُني». لكن ومن قلب العالم المسيحي خصوصاً، لدينا الكثير من الشهادات التي تتحدث عن الفوائد التي تَنتُج عن التجارب. نقرأ مثلاً: «الألم يمُرّ، لكن إحتمال الألم يدوم إلى الأبد». ويضيف الشاعر الأبيات التالية تأكيداً لهذا: كثيرة هي الإحتفالات البهيجة بين أبناء النور يقول عن أحلى موسيقاه «تعلمتها في حلكة الليل» وكثير من الأناشيد المتداولة التي تملأ بيت الآب نفَثت أول مراجعة لها في ظلال غُرفة حالكة. لقد كتب سبيرجن بطريقته التي لا تُضاهى: «أخشى أن كل النعمة التي حصلت عليها، وراحتي وأوقاتي المريحة وساعاتي السعيدة ربما لا تساوي سوى فلس واحد، لكن الصلاح الذي حصلت عليه من أحزاني وآلامي وكآبتي لا يُقدَّر بثمن، وأي شيء لا أدين به للمطرقة والمبرَدِ؟ إن الألم هو أفضل قطع الأثاث في بيتي». ومع هذا لماذا نستغرب؟ ألا يقول لنا كاتب العبرانيين المجهول، «وَلَكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيراً فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرٍّ لِلسَّلاَمِ» (عبرانيين11:12). |
||||
17 - 05 - 2012, 09:52 AM | رقم المشاركة : ( 46 ) | ||||
† Admin Woman †
|
"أديّان كل الأرض لا يصنع عدلا؟" (تكوين25:18) عندما تكون في الحياة أسرارٌ يصعب علينا فهمها، يمكننا الإسترخاء في الثقة بأن قاضي كل الأرض هو إله البِرّ المطلق واللانهائي. هناك مسألة وَضْع الأطفال الذين يموتون قبل بلوغ سن المُساءلة. بالنسبة للكثيرين منا يكفي أن نعرف أن «لمثل هؤلاء ملكوت ﷲ». نحن نؤمن أنهم آمنون بدم يسوع، ولكن بالنسبة للآخرين الذين لا يزالون غير راضين، فإن كلمات العدد السابق ينبغي أن تكون كافية كما ويمكن الإعتماد على ﷲ أن يفعل ما هو صواب. وهناك دائماً مشكلة الإختيار والمصير المعروف مسبقاً. فهل يختار ﷲ البعض للخلاص دون القيام في نفس الوقت باختيار البعض للهلاك؟ بعد ما كان للكالفينيين والأرمينيين ما يقولونه في هذا الأمر، فنحن لدينا ثقة تامة بأنّ لا ظلم عند ﷲ. مرة أخرى يبدو أن هناك ظُلماً حسب الظاهر وهو أن الشرير يزدهر في حين أن الصالحين يمرون في ضيقات شديدة. وهنالك السؤال المتكرر فيما يتعلّق بمصير الوثنيين الذين لم يسمعوا الإنجيل قط؛ ويحتار الإنسان أكثر من أي وقت مضى، لماذا سمح ﷲ بدخول الخطيئة. نحن نقف في كثير من الأحيان عاجزين عن الكلام في وجه المآسي كالفقر والجوع والضعفات الجسدية والعقلية الفظيعة. نهمس والشك يُساورنا؛ «إن كان ﷲ هو المُهيْمن، فلماذا يسمح بكل هذا؟» يرُدُّ الإيمان قائلاً؛ «إنتظر حتى يُكتب الفصل الأخير، لم يرتكب ﷲ الخطأ الأول بعد. فعندما نكون قادرين على رؤية الأمور من منظور أكثر وضوحاً، فإننا ندرك أن «قاضي كل الأرض يعمل عدلاً». لقد كتب جون أوكسينهام: يكتب ﷲ بأحرف كبيرة جداً لا تراها أنظارنا القصيرة البصر نتوقَّف كسكتة دماغ ونحاول فهم كل الغموض عن ذبول آمال الموت والحياة الحرب غير المنتهية والصراع الباطل لكن هناك مشهداً أكبر وأوضح سنرى فيه، أنَّ ﷲ دائماً على حقّ |
||||
17 - 05 - 2012, 09:52 AM | رقم المشاركة : ( 47 ) | ||||
† Admin Woman †
|
"حماقة الرجل تعوج طريقه وعلى الرب يحنق قلبه." (أمثال3:19) لا كتاب عن علم النفس مثل الكتاب المقدس، إنه يعطي أفكارًا حول السلوك البشري لا يمكنك العثور عليها في أي مكان آخر. فهُنا على سبيل المثال، يصف لنا كيف أن عناد الإنسان يدمّر حياته، وبدل أن يلوم نفسه، فهو يستدير ملوِّحاً بغضبه تجاه الرَّب. كم يُعتبر هذا حقيقياً بالنسبة للحياة! عرفنا أُناساً جاهروا بأنهم أصبحوا مسيحيين ولكنهم فيما بعد تورَّطوا بأشكال من أعمال الفجور الجنسية الخسيسة مما سبّب لهم العار والفضيحة والإفلاس المالي. لكن هل تابوا؟ كلاّ، لقد تحولوا إلى أفراد معادين للمسيح ومنكرين للإيمان بل لقد أصبحوا مُلحدين شرسين. تتعمق جذور الإرتداد في السقوط الأخلاقي بأكثر ممّا ندرِك. حَدَّث أ.ج. بولوك عن لقائه مع شاب كان يتفوّهَ بالعديد من أشكال التشكك والإستنكار بما يتعلّق بالكتاب المقدس. فعندما سأله بولوك «بأي خطيئة أنت منغمس؟» إنهار الشاب وبدأ يسرد قصةً صارخة مع الخطيئة والبذاءة. يكمن الأذى الفادح في طريقة إنحراف الإنسان المشتعلة ضد ﷲ بسبب النتائج المترتبة عن خطاياه. لقد قال و.ف. إيدني: «إنه فكرٌ شنيع جداً أن نتَّهم عناية ﷲ بالنتائج الصادرة عن عمل يُنهينا عنه». أما الحقيقة فهي؛ «أِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً» (يوحنا20:3)! يذكّرنا الرسول بطرس بأن المستهزئين الذين هم «سَالِكِينَ بحَسَبِ شَهَوَاتِ أَنْفُسِهِمْ» هم «جُهالٌ بِإرادَتِهم»، ويعلّق بولوك على هذا بقوله: «وهذا يُبرِز حقيقة مهمة وهي أن العَجْز وعدم الرغبة في الحصول على الحقيقة عن ﷲ راجعان إلى حد كبير جداً إلى ما هو أخلاقي. فغالباً ما يريد الإنسان الإستمرار في خطيئته أو أن للجسد كراهية طبيعية لِلّه، أو ربما يُستاءُ من طبيعة النور الفاحص وتأثير كبح الكتاب المقدس. لا يكمُن الخطأ في الرأس بقدر ما هو في القلب». |
||||
17 - 05 - 2012, 09:53 AM | رقم المشاركة : ( 48 ) | ||||
† Admin Woman †
|
"لا آكل حتى أتكلم كلامي." (خروج33:24) بقدر ما كان خادم إبراهيم ذا إحساس بالإلحاح فيما يتعلق بإرساليته، كذلك يجب أن نكون نحن. هذا لا يعني أننا يجب أن نتراكض في جميع الإتجاهات في نفس الوقت، ولا يعني أنه ينبغي أن نفعل كل شيء بسرعة وعصبية، لكنه يعني أننا يجب أن نقدِّم أنفسنا للمهمة التي أمامنا كأمر ذي أولوية. علينا أن نتبنى الموقف الذي عبَّر عنه روبرت فروست في السطور التالية: «الغابة جميلة، معتمة وعميقة، لكن عندي مواعيد للوفاءِ بها، وأميالاً لأقطعها قبل أن أنام». وقد كتبت إيمي كارمايكل عندما إستولت عليها روح الفكرة: «نذر ﷲ عليّ ألاّ أبقى أتلاعبُ في الخيال أو أقطف أزهار البرية، حتى ينتهي عملي وأُقدِّم حساباً». وكتبت في موضعٍ آخر: «إثنتا عشرة ساعة قصيرة فقط، لا تترك أيهّا الراعي الصالح شعور الإلحاح يموت فينا، دَعنا نبحث معكَ في التلال». يُقال أن تشارلز سيمون أبقى صورة لهنري مارتن في مكتبه وأنه في كل مكان ذهب اليه في الغرفة كان يبدو له أن مارتن ينظر إليه ويقول: «كن جِدّيّاً، كن جِدّيّاً، لا تتهاون لا تتهاون»، فيجيب سيمون «سأكون جِدياً، سأكون جِدياً ولن أتهاون ولن أتهاون لأن النفوس تهلِك، وينبغي تمجيد يسوع». ها هو الإلحاح في كلمات الرسول بولس المقدام، «…أَفْعَلُ شَيْئاً وَاحِداً: إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ. أَسْعَى نَحْوَ الْغَرَضِ لأَجْلِ جَعَالَةِ دَعْوَةِ ﷲِ الْعُلْيَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ» (فيلبي13:3-14). ألم يحيا مخلّصنا المبارك بموجب هذا الحسّ من الإلحاح؟ فلقد قال: «وَلِي صِبْغَةٌ أَصْطَبِغُهَا وَكَيْفَ أَنْحَصِرُ حَتَّى تُكْمَلَ؟» (لوقا50:12). لا عُذر للمؤمنين المتقاعسين عن أداء واجبهم! |
||||
17 - 05 - 2012, 09:54 AM | رقم المشاركة : ( 49 ) | ||||
† Admin Woman †
|
"أنا ساكنة في وسط شعبي." (ملوك الثاني13:4) لقد أبدَت إمرأة شونمية مشهورة حُسن الضيافة لأليشع كلما مرّ من تلك الطريق، وأخيراً إقترحت على زوجها أن يَبنِيا غرفة نوم إضافية ليكون للنبي غرفته الخاصة به، ورغبة منه في أن يكافئ هذه المضيفة الكريمة سألها أليشع عمّا يمكنه أن يفعله من أجلها، ربما يتوسَّط لها عند الملك أو قائد جيشه، فكان جوابها البسيط «إنني أسكن وسط شعبي». وبكلمات أخرى، أنا سعيدة بنصيبي في الحياة، أحب الناس العاديين الذين أعيش وسطهم ولا أرغب بشكل خاص الإرتفاع والإنتقال لأعيش وسط الطبقة العليا، فهذا لا يجذبني. لقد كانت إمرأة حكيمة! أولئك الذين لا يَقنعون إلا بالإختلاط مع المشهورين والأغنياء والطبقة الأرستقراطية، غالباً ما يحتاجون إلى أن يتعلموا بأن أفضل المختارين من البشر لا تصل أخبارهم إلى الصحف أو زاوية المجتمع. كانت لي بعض الإتصالات مع أسماء مشهورة في العالم الإنجيلي، لكنني أعترف أنه في معظم الأحوال كانت إختباراتي معهم مُحبِطةً، وكلّما قرأت عنهم أكثر في الدعاية الصاخبة وفي الصحافة المسيحية إزدادت خيبة أملي بهم، فإذا كان لا بد لي من الإختيار فسأختار هؤلاء المواطنين المتّواضعين الأتقياء الراسخين غير المعروفين لهذا العالم لكن المعروفين جيداً في السماء. يعكِسُ أ.و. توزر مشاعري بشكل جيد فيما كتبه، «أنا أومن بالقديسين. لقد تعرّفت على الهزليين والتقيتُ بالمروِّجين، كما التقيتُ بالمؤسِّس الذي يضع أسمه على واجهة البناية لكي يعرف الناس أنه مؤسسها، التقيت برعاة البقر المتجددين غير المتجددين بالكامل، والتقيت بالعديد من المؤمنين غريبي الأطوار في أنحاء الولايات المتحّدة وكندا.، لكن قلبي يبحث عن قديسين، وأريد أن ألتقي بالناس الذين يشبهون الرَّب يسوع المسيح… في الواقع إن ما نريده ويجب أن يكون لنا هو جمال الرَّب إلهنا في صدور البشر. إن القدّيس الفاتن الجذّاب يساوي خمسمائة من المسيحيين المروِّجين ومصمِّمي الطوائف». وقد أعربَ تشارلز سيمون عن إحساس مشابه حين قال: «منذ اليوم الأول إنطلقت لأجل الساعة الحاضرة… كانت علاقتي مع أفضل مَنْ على الأرض، وكل واحد منهم كان يسعى بكل جهده وقواه ليُظهِر لي المحبة لأجل المسيح». يا لحلاوة المرأة الشونمية برؤياها الروحية وبكلماتها، «أنا ساكنة في وسط شعبي». |
||||
17 - 05 - 2012, 10:01 AM | رقم المشاركة : ( 50 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«يَسْمَعُهَا الْحَكِيمُ فَيَزْدَادُ عِلْماً» (أمثال5:1). الفرق الجوهري بين الرجل الحكيم والرجل الجاهل في سفر الأمثال هو أن الحكيم يسمع بينما الجاهل لا يسمع. إذاً ليست المشكلة في المقدرة العقلية عند الجاهل، فقد يتمتع في الواقع بقدرة فكرية غير عادية، لكن مشكلته أنه لا يمكنك أن تقول له شيئاً، فهو يعمل من خلال أوهامه القاتلة بأن لا حدود لمعرفته وأحكامه لا تُخطئ، فإذا حاول أصدقاؤه إسداء نصيحة ما، يُقابَلون بالإزدراء لما بذلوه من جُهد، يراقبونه وهو يحاول التخلّص من النتائج الحتمّية التي تسببها الخطيئة والأعمال الغبية، لكنّهم عاجزون عن تجنّب الواقعة. وهكذا يمضي من أزمة إلى أخرى، وتصبح أحواله المالية كارثيّة وحياته الخاصة محطمة، وتتداعى أعماله إلى حافة الفوضى، لكنه يعلل كل ذلك بأن الحياة تسبب له المتاعب، ولا يدرك أنه هو أكبر عدو لذاته. إنه كريمٌ في تقديم النصح للآخرين، لكنه يغفل عن عدم قدرته على إدارة حياته، ويفرض ثرثرته ويتباهى بثقته بنفسه وبوحيه الذاتي. أما الحكيم فإنسانٌ مصنوع من طينة أفضل، يعرف أن مقدرة الجميع قد تآذت بسبب السقوط، ويعرف أن الآخرين يرون ناحية من المشكلة يكون هو قد أغفلها، ومستعد للإعتراف بأن ذاكرته قد تخونه أحياناً، إنه مُهيؤٌ للتعليم، يرحّب بكل مساعدة لإتخاذ القرار السليم، وفي الواقع فهو يطلب مشورة الآخرين لأنه يعلم أن «الْخَلاَصُ فَبِكَثْرَةِ الْمُشِيرِينَ» (أمثال14:11). وهو كسائر البشر، يقترف الأخطاء أحياناً، لكنه يملك فضيلة التعلُّم من أخطائه ويجعل من كل هفوة خشبة يقفز بواسطتها إلى النجاح، ويكون شكوراً للتوبيخ الذي يستحقّه ومستعد أن يقول «متأسف لقد أخطأت». يخضع الأولاد الحكماء لتأديب والديهم، أما الجهّال فيتمرّدون. يُطيع الشباب الحكيم قواعد السلوك الكتابيّة في ما يتعلّق بالطهارة الأخلاقيّة، أما الجهّال فلا يلتفتون. هكذا يحكم البالغون الحكماء على الأمور إن كان فيها مَسَرَّة الرّب، أمّا الجهّال فيسلكون فيما يرضي أنفسهم. وهكذا يتقدّم الحكيم في الحكمة بينما يعلَق الجُهّال متمرغين في نزوات غبائِهم. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|