**** نعم ... المسيح يغير ***
عزيزى القارئ ...
اذا كنت قد قمت من قبل بزيارة لآديرة برية شيهيت " وادى النطرون "
ففى استطاعتك ان تتخيل نفسك الان جالسا معنا داخل احدى كنائسها ...
حضور الله عجيب لاتقطعه سوى كلمات عظة هادئة تهز النفس من قوة تأثيرها ...
اننا الآن فى منتصف القرن الرابع ,
وقد جلسنا بخشوع لنهلل من كلمات القديس مقاريوس اب رهبان المنطقة ...
اية لذة روحية حقا كم كان اولاده محقين حين اطلقوا عليه لقب " اللابس الروح " ...
ايها الرب يسوع اعطنى الان ان افتح قلبى للكلمات التى سترسلها لى الان من فم هذا القديس...
يقول القديس مقاريوس :
" هل تريد ان تقترب الى الله ...اترغب حقا ان تكون رفيق المسيح ... ايا كنت .. فلابد ان تكون لك رؤية واضحة وهدف محدد .. وماهو ؟؟؟ "
لابد ان تتحول عن حياتك السابقة وتتغير اتجاهات حياتك وتصبح شخصا جديدا لا يتمسك بشئ من الانسان العتيق ..
فمن اجل هذا الهدف اتى الرب يسوع الى عالمنا ...
انظر ماذا يقول الكتاب
" ان كان احد فى المسيح فهو خليقة جديدة - 2 كو 5 : 17 " ...
لقد اتى الرب ليغير ويحول ويجدد الطبيعة البشرية .. اتى ليعيد خلق النفس التى تعدت على الله فدمرتها الشهوات ...
خليقة جديدة :
عقل جديد ... نفس جديدة ... اعين جديدة .. . اذان جديدة ... لسان روحى جديد ... وفى عبارة واحدة بشر جدد ...
لقد اتى الرب من اجل هذا الهدف , ان يصير " الجديد " فى الذين يؤمنون به بشر جدد .. لقد جعلهم اوانى جديدة لخمرة الجديد .. كيف ؟؟ لقد مسحهم بنوره الخاص , نور المعرفة ثم سكب فيهم خمره الجديد , وروحه ... لقد قال " خمرا جديدة فى زقاق " اوانى " جديدة " مت 9 : 17 ...
ماذا فعل العدو وماذا فعل المسيح ؟؟؟؟
لقد قبض العدو على الانسان واخضعه لسيطرته .. ملآه بالشهوات الشريرة .. مسحه بروح الخطية وسكب فيه خمر كل اثم وتعليم شرير , لكن انظر ماذا فعل الرب يسوع فى المقابل ... لقد حرر الانسان من قبضته .. جعله جديدا .. مسحه بالروح القدس وسكب فيه خمر الحياة : " التعليم الجديد للروح القدس " ...
هو قادر :
خمسة خبزات صارت فى يديه بلا عدد .. وحمار بلعام غير العاقل نطق بقوته وتحدث .. انظر كيف حول الزانية الى انسانة نقية , وكيف لمس النار المحرقة فصارت كالندى على الثلاثة فتية .. فالذى روض الاسود المفترسة فصارت وديعة امام دانيال ... هو قادر ايضا ان يغير اى نفس صارت عقيمة ومتوحشة بسبب الخطية ان يغيرها الى صلاحه ولطفه وسلامه .. هو قادر بواسطة " روح الموعد " اف 1 : 13 " .. الروح القدس الصالح ...
تأمل فى راعى الغنم الجيد , لا يترك خرافه مريضة او بلا حماية .. بل يعالج المريض منها ويحمى الكل من الذئاب ...
فماذا اقول عن الراعى الحقيقى ؟؟؟ ....
ماذا اقول عن المسيح الراعى ؟؟؟؟ ... لقد اتى لانه وحده وليس اخر غيره يملك ان يشفى ويغير الخروف الضال .. المريض حقا .. المصاب بالبرص الروحى ...
الذى يؤمن :
اما من يؤمن حقيقيا بالمسيح , فيتغير من حالته الشريرة وطبيعته الساقطة الوضيعة الى حالة خيره وطبيعة الهية ويصير جديدا بقوة الروح القدس ويصبح لائقا للملكوت السماوى...
والآن :
لابد ان تتغير نفوسنا
وتتحول الى حالة جديدة
والى طبيعة الهية
وتصبح جديدة بعد ان كانت قديمة ..
تصير صالحة ولطيفة وامينة بعد ان كانت مرة وبلا ايمان ..
وهكذا نضحى ملائمين ونرجع الى الملكوت السماوى...
وهذا هو نفس ماحدث للقديس بولس
فقد كتب عن تحويله وكيف اسره المسيح هكذا
" اسعى لعلى ادرك " افهم " الذى لاجله ادركنى ايضا المسيح " فى 3 : 11 ...
يسوع يغير الناس :
تأمل صلاح الرب واية قدوة على التغيير .. انظر كيف يحول الغارقين فى الشرور والمرتدين الى اصعب الحالات توحشا .. انظر كيف فى لحظة يقودهم ويعود بهم الى حسنه وسلامه ...
نعم كل شئ مستطاع لديه ...
ليتنا نؤمن بكل قلوبنا بوعوده التى لا تقدر بثمن .. نؤمن لآن الذى وعد هو امين .. فلنحبه ولنجاهد دائما لان نحيا فى كل فضيلة متضرعين بجدية وبلا توقف من اجل ان نقبل روحه كاملا وتاما حتى نستطيع ان ندخل الحياة الحقيقية ونحن لازلنا على هذه الآرض ...
مكتوب من نبذة
لمركز خدمة الشباب بأبيارشية المنيا وابى قرقاص
اذكرنى ياانبا مقار امام عرش النعمة
واقبل منى هذه الهدية المتواضعة الموضوع المتكامل