*** عظام القديسين ***
جرت العادة فى الكنائس الرسولية عموما ان تبنى الكنائس فى مكان استشهاد القديسين , ويبنى المذبح بالآخص فوق رفاتهم .. واذا بنيت كنيسة فى اى مكان اخر فيجب ان يؤتى اليها بشئ من عظام القديسين ... لذلك نجد ان القانون ال 83 Cadex C يأمر بأن المذابح المقامة فى المزارع يجب ان تهدم اذا لم يوجد الدليل القاطع على وجود شهيد تحتها , ووبخ الذين يشيدون المذابح لمجرد الاحلام او الرؤى " قاموس ص 62 " ...
ونجد ايضا ان القانون فى كنائس الغرب يحتم وجود الشهداء فى الكنائس سواء بنيت الكنيسة فى اماكن استشهادهم او نقلت رفاتهم اليها والا تعرضت الكنيسة للهدم ...
وقد اجاز عندهم انه اذا تعذر ايجاد الجسد الحقيقى للقديس فليس اقل من استحضار قطعة من ملابسه التى ابتلت بدمائه وقت استشهاده لتوضع تحت المذبح .. كما انهم قد اجازوا فيما بعد انه اذا تعددت الكنائس وانتشرت وتعذر ايجاد رفات القديسين ان يجعلوا عند هذه الضرورة ورقة من كتاب البشائر المقدسة تحت المذبح ...
ولاشك ان فى اقامة المذبح فوق عظام الشهداء تعليما جليلا لنا اذ ننظر الى الام هؤلاء وماتحملوه فى سبيل الايمان والمحافظة على تعاليم الكنيسة واسرارها المقدسة .. كما ان ذلك يوافق مارأة صاحب الرؤيا اذ يقول " ولما فتح الختم الخامس رأيت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من اجل كلمة الله ومن اجل الشهادة التى كانت عندهم " رؤ 6 : 9 ...
ووجود عظام الشهداء شئ مناسب جدا فكأنما حضروا معنا ليحتفلوا بسيدهم الكائن فوق المذبح .. قال له المجد " حيث تكون الجثة هناك يجتمع النسور وحيث اكون انا اريد ايضا ان يكون خادمى " كما ان فى وضع عظام القديسين فى الكنيسة اكراما لهم لذلك يقول داود النبى " كريم فى عينى الرب موت قديسه " مز 115 : 15 كما ان هذه العظام تكون للبركة ولاغرابة فقد ظهرت اعجوبة فائقة من عظام اليشع النبى اذ بمجرد ان لمستها جثة انسان ميت قام للحال ...
قال القديس باسيليوس فى تفسيره مز 115 من لمس عظام الشهداء شاركهم فى قداستهم بسبب النعمة الحالة فى اجسادهم ... ويقول فم الذهب ان الشياطين لايمكن ان يحتملوا ظل الشهداء القديسين ويجب ان نعلم ان كنيستنا القبطية لا تعلم بعبادة بقايا القديسين - كما تفعل الكنيسة الكاثوليكية - ولا تؤمن بهذه العقيدة لان العبادة واجبة لله وحده .. ومع هذا فأننا نحتفظ دائما فى كنائسنا بهذه البقايا ونعتقد ان بها يمكن الحصول على بركة للمؤمنين , وليس فينا احد يشك فى هذا الامر , او لم يسمع عن تلك المعجزات المتكاثرة التى تتم ببركة هؤلاء القديسين .. لذا نجد فى كنائسنا هذه الاجساد او العظام داخل انابيب تكسى بالحرير , ويرسم فوقها الصلبان وتوشى بخيوط الفضة والذهب , وتحوى هذه الانابيب احيانا علاوة على العظام الشعر ايضا , واحيانا الاسنان من بقايا القديسين ولكن ليس من يجرؤ على فتحها ...
والعادة فى كنائسنا القبطية ان نضع هذه الانابيب تحت صورة القديس الذى يمثلها واحيانا فى داخل المذبح , ولكن ليس من عاداتنا وضع هذه العظام فوق المذابح كما يفعل اللاتين .. والذى ادخل هذه العادة عندهم هو البابا بيوس الرابع سنة 855م وهو الذى امرهم بوضع كتاب البشائر وصندوق الذخيرة فوق المذبح , وهذه كلها كانت فى العادة ترفع عن المذبح بعد التقديس كما هو جار عندنا .. اما الان فتبقى فوق المذابح عندهم ...
طقوس كنيستنا القبطية
زيزى جاسبرجر
_________________
Sissy gaisberger
__________________
لا توجد ضيقة دائمة تستمر مدى الحياة ...
لذلك في كل تجربة تمر بك قل :
"مصيرها تنتهي . سيأتي عليها وقت وتعبر فيه بسلام ".
إنما خلال هذا الوقت ينبغي أن تحتفظ بهدوئك وأعصابك ، فلا تضعف ولا تنهار ،
ولا تفقد الثقة في معونة اللـه وحفظه
( من أقوال قداسة البابا شنودة الثالث