24 - 07 - 2014, 03:38 PM | رقم المشاركة : ( 41 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب هل تخدمني أنا؟! - إدوارد سوريال عبد الملاك، الأقصر
الاستفادة من التفرغ للعمل لا شك أن الخدمة المكرسة خدمة نافعة ومثمرة حيث يتوفر فيها عنصر التفرغ. فالخادم يمكنه أن يجد الوقت الكثير الذي يعمل فيه، وما أحرج الخدمة إلى الوقت، بل لا نبالغ إذا قلنا أن الوقت الطبيعي أي اليوم كله بما يحويه من أربع وعشرين ساعة لا يكفي لأداء المطلوب في عمل الخدمة، لذلك كان التفرغ لازما لكي تكون الخدمة مركزة لا تتسرع الحلول بل تتوفر فيها سلامة التخطيط في العمل، وهذا ما يضمن لنا سلامة التنفيذ أيضًا، لأن أي مشروع سوف يخطو تدريجيًا من مرحلة إلى أخرى في فكر منظم وليس في أرتجالية سريعة كل هدفها أن يقوم العمل بأي شكل من الأشكال مما يجعله لا يستمر. |
||||
24 - 07 - 2014, 03:38 PM | رقم المشاركة : ( 42 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب هل تخدمني أنا؟! - إدوارد سوريال عبد الملاك، الأقصر
التركيز في العمل الفردي 2. التركيز في العمل الفردي: الملاحظ أن كثرة الحصاد وقلة عدد الفعلة وخاصة المكرسين يترتب عليه الانشغال بالمجموع ككل، ويقل الاهتمام بالأفراد مما جعلنا في حاجة إلى العمل الفردي الذي يجب أن يدخل في عمق كل خدمة، ذلك لأن الثعالب الصغيرة بدأت تهاجم الأسر فتوجد الانقسام في البيت الواحد، كما أنها تهاجم كل فرد على حدة في حياته الخاصة، وفي أوجه الضعف الموجودة لدى هذا الفرد. وتكون النتيجة ضياع الأسرة أو ضياع الفرد من أجل ذلك يكون الدافع للعمل المكرس في هذا القطاع لكي ما ينشغل الخدام في تركيز كامل بالعمل الفردي مع الأسرة ومع الأفراد، ويكون الهدف هو خلاص نفس المخدوم وتوصيله إلى حضن المسيح له المجد. فبالإضافة إلى عمل الكهنوت في جميع أنواع الخدمات الكنسية ونظرًا لما للأب الكاهن من صلاحيات في الإرشاد الروحي وفي زيارات الافتقاد التي يقوم بها للأسرة يكون أيضًا عمل الخادم العلماني المكرس في تناول المشاكل الأخرى ومنها الاجتماعي أو الأقتصادي أو الصحي... ألخ التي قد تكون موجودة في الأسرة حتى يتكامل علاج الحالة في مختلف جوانبها كوحدة واحدة. |
||||
24 - 07 - 2014, 03:39 PM | رقم المشاركة : ( 43 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب هل تخدمني أنا؟! - إدوارد سوريال عبد الملاك، الأقصر
التطلع إلى أهداف أكبر إن الخدمة المكرسة سوف تتيح الفرصة للتطلع إلى أهداف أكبر في العمل لأن الخدمة المحدودة التي تقوم في مجال التطوع أهدافها صغيرة بسبب ضيق الوقت. أما الوقت المتسع فمن شانه أن يعطي آفاقًا متسعة في عمل الله، ويستطيع الخادم أن يكون طموحًا في عمله ولا يكتفي بالقليل بل يسعى إلى تحقيق أهداف كبيرة. فعلي سبيل المثال خدمة لرعاية الطلبة الجامعيين في مكان ما قد تبدأ باجتماع روحي بالكنيسة، إلا أنها في أتساعها قد تشمل رعايتهم اجتماعيًا، والسعي لبناء دور إقامة للمغتربين منهم، ومتابعتهم بعمل البرامج المناسبة لهم سواء منها الرياضي أو الثقافي إلى أخر هذه الأفكار التي يمكن أن يستوعبها الهدف الكبير للمشروع. |
||||
24 - 07 - 2014, 03:40 PM | رقم المشاركة : ( 44 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب هل تخدمني أنا؟! - إدوارد سوريال عبد الملاك، الأقصر
السعي لأجل سلامة التخطيط
4. السعي لأجل سلامة التخطيط: أحدى دوافع الخدمة المكرسة حيث أنه من مميزات العمل المكرس أنه يتوفر له الفرصة الكافية لسلامة التخطيط وعمل حساب النفقة في أي مشروع لأن العمل التطوعي في محدودية وقته قد لا يستطيع أن يقوم بالتخطيط السليم لكل مشروع، فيحدث أننا نجد خدمات تبدأ بطريقة ارتجالية فنفاجأ بقيام العمل بسرعة مذهلة ولكن لأنه لم تسبقه الدراسة والتخطيط فنجده بكل أسف فاشلا. وأننا لا نقصد بالتخطيط والدراسة الروتين المعطل، ولكن ما نعنيه أننا في الوقت الذي فيه يهمنا إنجاز العمل في زمن قليل يكون اهتمامنا الأول في أن يتم لهذا العمل تخطيط سليم ندرس فيه أبعاد المشروع، ومدى سلامة أهدافه، وأمكانات التنفيذ، ومدى صلاحيته للمكان الذي نخدم فيه أو للبيئة التي نحن موجودين بها. فالسيد المسيح له المجد يوصي بهذا في قوله "... ومن منكم وهو يريد أن يبني برجا لا يجلس أولًا وبحسب النفقة، هل عنده ما يلزمه لكماله لئلا يضع الأساس ولا يقدر أن يكمل فيبتدئ جميع الناظرين يهزأون به قائلين أن هذا الإنسان أبتدأ بيني ولم يقدر أن يكمل (لو28:14- 29). |
||||
24 - 07 - 2014, 03:41 PM | رقم المشاركة : ( 45 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب هل تخدمني أنا؟! - إدوارد سوريال عبد الملاك، الأقصر
تحقيق دقة المتابعة للعمل Follow-up 5. تحقيق دقة المتابعة للعمل: من دوافع الخدمة المكرسة دقة المتابعة للعمل وهذا أيضًا يكون بحكم توفر الوقت اللازم للمتابعة المستمرة التي تضمن لنا الآتي: أ) أكتشاف الضعفات والأخطاء في بدايتها قبل أن تنمو وتكبر ويصبح من الصعب إزالتها. ب) إيجاد التنظيم والتنسيق بين الخدمات المختلفة في محيط العمل بحيث لا يكون هناك تضارب أو تكرار غير مفيد خاصة في المدن الصغيرة أو القرى. ج) قد تكشف لنا المتابعة أننا نعطي خدمة ما تكون كمالية مجهودات كبيرة وأموال كثيرة في حين أننا نبخل بالمجهود والتمويل على خدمة ضرورية لخلاص النفس. د) إن المتابعة تجعلنا نراعي الأولويات في العمل وفقًا لنوعية البيئة التي نخدم فيها. ه) أن المتابعة تساعد على اكتشاف أهداف جديدة في العلم لم نكن قد طرقناها، وتكون هذه الأهداف ضرورية لأحداث التغيير والتطوير في المشروعات. و) قد تكشف لنا المتابعة أخطاء جسيمة تكون قد صدرت من أشخاص هم محل ثقة كبيرة من المسئول مما يجعله يبدأ في عمليات التوجيه والتقويم لهم قبل أن ينهار العمل بسبب انحرافات مثل هؤلاء. |
||||
24 - 07 - 2014, 03:42 PM | رقم المشاركة : ( 46 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب هل تخدمني أنا؟! - إدوارد سوريال عبد الملاك، الأقصر
كن قدوة حسنة، ومثلًا أعلى إن المثل الأعلى في القيادة بأي عمل من الأعمال مبدأ مهم لنجاح العمل، لأن الرأس إذا كان سليما سيكون الجسم كله سليما، أما إذا كان الرأس معتلا فلابد أن يكون الجسم مريضًا أيضًا. فإذا كان هذا المبدأ له أهميته في الأعمال العادية في العالم بالأولى تكون أهميته في عمل الرب الذي حملنا هذه المسئولية الخطيرة عندما قال لنا "أنتم نور العالم. لا يمكن أن تخفى مدينة موضوعة على جبل. ولا يوقدون سراجا ويضعونه تحت المكيال بل على المناره فيضئ لجميع الذين في البيت. فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات" (مت14:5 -16) ويقول القديس غريغوريوس الكبير في هذا المعنى العبارات الآتية: "يجب أن يكون الراعي قدوة في سلوكه كي ما يعلم رعيته بحياته الشخصية كيف ينبغي أن يسلكوا. وقطيع الغنم إذ يتبع إرشادات الراعي وتوجيهاته، فإنه يسير إلى الأفضل عن طريق القدوة، وليس عن طريق الكلام. فالإنسان الذي يدعو الناس (بحكم عمله) أن يكونوا مثاليين في سلوكهم يجب أن يعطيهم مثلا حيا للمثالية في سلوكه هو. ولذا يكون لكلامه تأثير أعظم على سامعيه، إذا كانت طريقة حياته تؤيد أقواله، فإن القدوة الصالحة ستكون أقوى عامل في تنفيذ أقواله (عن كتاب الرعاية: للقديس غريغوريوس الكبير). إن الخادم الأمين في عمله يجب أن يراجع نفسه دائمًا في هذا الآمر ليعرف إلى أي حد هو مثل أعلى للمخدومين، وقدوة حسنة يرون فيه شخص المسيح له المجد، ونجد أن بولس الرسول يوصي تلميذه تيموثاوس قائلًا "لا يستهن أحد بحداثتك بل كن قدوة للمؤمنين في الكلام، في التصرف، في المحبة، في الروح، في الأيمان، في الطهارة". (1تي12:4). ويختم حديثه في هذا الموضوع قائلا "لأنك إذا فعلت هذا تخلص نفسك والذي يسمعونك أيضا" (1تي 16:4). وفي رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية نجد أيضًا أن الرسول يوجه تحذيرا في تساؤل خطير قائلا "فأنت إذن الذي تعلم غيرك ألست تعلم نفسك. الذي تكرز أن لا يسرق أتسرق والذي تقول أن لا يزني أتزني. الذي تستكره الأوثان أتسرق الهياكل" (رو21:2- 22). لقد قال السيد المسيح له المجد عن هؤلاء المعثرين "خير لهم أن يعلق في عنقهم حجر رحي ويلقون في لجة البحر من أن يعثروا أحد الصغار" (مر42:9). ولفظ الصغار لا يعني فقط صغر السن ولكن أيضا الصغير أو المبتدئ في الإيمان، والذين لهم عشرة حديثة مع الله، فهؤلاء في حاجة لأن يجدوا أمامهم المثل العليا في الخدام حتى لا يهتز إيمانهم الذي يعتبر بمثابة الجنين الصغير الذي يحتاج إلى وقاية. |
||||
24 - 07 - 2014, 03:42 PM | رقم المشاركة : ( 47 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب هل تخدمني أنا؟! - إدوارد سوريال عبد الملاك، الأقصر
مؤشرات القدوة الحسنة في الخادم وتوجد مؤشرات للقدوة الحسنة في الخادم، وليعطنا الرب إرشادًا لكي نتعرف على أهم هذه المؤشرات فيما يأتي: أ- الإيمان العامل |
||||
24 - 07 - 2014, 03:43 PM | رقم المشاركة : ( 48 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب هل تخدمني أنا؟! - إدوارد سوريال عبد الملاك، الأقصر
الإيمان العامل (أ) الإيمان العامل: إن الانطباع الأول لخادم المسيح على المخدومين، وعلى الناس عمومًا هو صفة الإيمان العامل في حياته. لأنه يجب أن يكون عمليا في سلوكه المسيحي في كل شئ، وإلا سيكون عثرة للآخرين. لأن الخادم الذي يعتلي المنبر ويتكلم عن وصايا السيد المسيح وتعاليمه عليه أن يعلم يقينا أنه محل نظر وفحص من الجميع هل هو يسلك كما يليق بإنجيل المسيح (في27:1) فإذا كان هذا الخادم شماسًا على سبيل المثال، وهو يعمل تاجرا، فسوف يلاحظ الناس سلوكه وألفاظه، وبعد ذلك يحكموا عليه عما إذا كان إيمانه إيمانًا عاملا أم هو إنسان نظري يقول ولا يفعل. يخدم الله امام المذبح، وفي الوقت نفسه يشارك العالم في عدم أمانته في البيع، وفي ألفاظه التي لا تخلو من الحلف أوالشتيمة أو مسك سيرة الآخرين بالردئ. إنه يعتقد أن خدمته كشماس شئ وعمله ومعيشته في العالم شئ آخر لا صلة له بخدمته!! في حين أن الواقع يدينه، ويجب أن يعلم أنه سبب عثرة لكثيرين. وهكذا كل خادم يعمل في حقل المسيح سواء كان هذا الخادم متطوعا أو مكرسا. عليه ان يضرب المثل الأعلى في السلوك المسيحي والإيمان العامر بالمحبة والتضحية والبذل من أجل الآخرين، وهو بذلك يمكن أن يأتي بالكثيرين إلى المسيح حتى ولو كان صامتًا، إن أعماله وبذله من أجل الغير كفيلان لكي يجذبا الأشخاص البعيدين، وعلى العكس فإن الخادم الذي يتكلم ويعظ كثيرا دون أن يوجد له السلوك الواضح أمام المخدومين الذي يدل على الإيمان بل كما سبق أن أوضحنا له سلوك معوج ومعثر، مثل هذا الخادم مسكين لأنه بينما يظن أنه يربح نفوسا للمسيح بخدمته هو على عكس لم يتقدم خطوة واحده بل نأسف أن نقول أنه قد يخسر نفوسا كانت مع المسيح وبسببه قد تركت المسيح وخرجت من الحظيرة، وسوف يطالبه الرب بدمهم في اليوم الأخير. |
||||
24 - 07 - 2014, 03:44 PM | رقم المشاركة : ( 49 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب هل تخدمني أنا؟! - إدوارد سوريال عبد الملاك، الأقصر
حياة التدقيق (ب) حياة التدقيق: إن القدوة الحسنة لكي تتوفر في الخادم يجب أن ترتبط بها حياة التدقيق. وموضوع التدقيق متسع ولا مجال للإفاضة فيه في هذا الحيز البسيط من الصفحات، لكن ما نقصده في معنى التدقيق تلك الكلمات التي قالها الوحي الإلهي عن لسان يعقوب الرسول "... لأن من حفظ كل الناموس وأنما عثر في واحدة فقد صار مجرمًا في الكل" (يع10:2) فعلى الخادم اليقظ أن يعي هذا جيدًا، فإذا كان التدقيق في اللفظ والسلوك من مستلزمات الشخص المسيحي العادي فكم يكون بالنسبة للخادم!!. إن السيد المسيح يطالبنا دائمًا أن نسعى في حياة القداسة وحياة الكمال إذ يقول "كونوا قديسين لأني أنا قدوس" (1بط 16:1)، وهذا ما تعبر عنه كلمات القداس الإلهي قبل صلاة الاعتراف الأخيرة إذ يقول الكاهن "القدسات للقديسين" فالمتقدمون للأسرار الإلهية مطلوب منهم أن يكونوا في هذه اللحظة الرهيبة في مستوى القداسة الكاملة التي تؤهلهم لنوال هذه القدسات وهما جسد المسيح ودمه، إلا أننا نجد خداما نسوا أو تنسوا هذا الأمر، وهم لا يزالون في سلوكهم المزدوج حيث يعرجون بين الفرقتين، ويتهاونون ويستهترون في ألفاظهم ومظهرهم، وهم لا يشعرون بهذه الأخطاء ويحسبون أن هذا أمر طبيعي، مثل هؤلاء ندعوهم إلى الوقوف وقفه حاسمة في مسار حياتهم، وعليهم أن يدركوا أن أقل تصرف منحرف في سلوكهم وأبسط لفظ هدام يظهران واضحين كل الوضوح فيهم لأنهم خدام في حقل المسيح، فربما تكون هذه الانحرافات غير واضحة إذا أتاها أشخاص عاديون إلا أن العكس صحيح تماما بالنسبة لهم مما يجعلهم عثرة للآخرين، وعليهم أن يعوا جيدًا كلمات السيد المسيح التي تقول " أن كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حسابًا يوم الدين" (مت36:12). لذلك كان على الخادم لكي يعيش حياة التدقيق أن يتعلم كيف يحاسب نفسه في نهاية اليوم، ويفحص ما صدر عنه من أخطاء، فلسان حاله يقول مع داود النبي "لا أعطي لعيني نومًا أو لأجفاني نعاسا ولا راحة لصدغي إلى أن أجد موضعًا للرب، ومسكنا لإله يعقوب" (مز132). عليه أن يحصر كل الأخطاء التي صدرت منه ويسجلها في مذكرة اعترافاته، ويطلب من الرب لكي يعينه على التخلص منها، وحتى يعطيه حياة مدققة لكي يكون قدوة حسنة للمخدومين ولا يعثر بسببه أحد. |
||||
24 - 07 - 2014, 03:45 PM | رقم المشاركة : ( 50 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب هل تخدمني أنا؟! - إدوارد سوريال عبد الملاك، الأقصر
الشهادة للسيد المسيح أن خادم المسيح بالحق هو الشخص الذي يشهد لسيده في خدمته في كل مكان، ولعلنا نعلم أن بكاء بطرس ومرارة نفسه كانا بسبب شعوره بأنه لم يكن أمينا على هذه الشهادة بل جبن وخاف أمام جارية!!. ولكن أدركته مشاعر المسيح الرقيقة، واقتادته إلى التوبة الحقيقية، فصار شاهدا أمينا لسيده طوال حياته في الخدمة وحتى اللحظة الأخيرة التي لفظ فيها أنفاسه حيث أبى أن يصلب مثل سيده بل طلب أن يصلب منكس الرأس، وأيضًا كما حدث لبولس الرسول الذي كان شاول الطرسوسي، ذلك الرجل العنيف ضد المسيح والمسيحيين حيث كان راضيا بقتل اسطفانوس الشماس الغيور (أع60:7) إلى أن جاءت اللحظة الحاسمة عندما كان شاول في طريقة إلى دمشق حاملا رسائل من رئيس الكهنة للقبض على المسيحيين لتعذيبهم، حيث أبرق حوله نور من السماء، وسمع ذلك الصوت: "شاول، شاول لماذا تضطهدني، صعب عليك أن ترفس مناخس" (أع5:9) إلى آخر هذه القصة التي انتهت بمقابلته مع حنانيا في زقاق المستقيم، وكان الرب قد قال لحنانيا قبل أن تتم هذه المقابلة أن شاول هذا أناء مختار ليحمل أسمي أمام أمم وملوك بني إسرائيل لأنني سأريه كم ينبغي أن يتألم من أجل أسمي (أع1:9- 17) وبالفعل جاز بولس الرسول آلامًا كثيرة وضيقات وشدائد من أجل المسيح، وكان يتقبل هذه الآلام بفرح حتى استشهد في روما على يد نيرون الملك الطاغية من أجل شهادته للمسيح. وقد سار على هذا المنوال رسل المسيح له المجد، وأيضا خلفاؤهم. ومن أجل الشهادة للمسيح نجد أن الخادم يحتاج باستمرار لدراسة الكتاب المقدس، ومداومة الإطلاع الروحي في الكتب الروحية العقائدية والطقسية وسير القديسين، والاستفادة من كل مفهوم روحي جديد يظهر في المكتبة الأرثوذكسية، كما عليه أن يجدد معلوماته باستمرار عن الأفكار المضادة، والرأي الآخر في العقائد والطقوس، لكي يكون مستعدًا لمجاوبة كل من يسأله عن سبب الرجاء الذي فيه (1بط1:3). وحتى يضرب المثل الأعلى للتلمذة الحقيقية في الخدمة. فيا عزيزي الخادم عليك أن تكون شاهدا للمسيح في أقوالك وأيضًا في أعمالك، مفتخرًا بالصليب في كل مكان مرددًا باستمرار كلمات السيد المسيح "كل من أعترف بي قدام الناس يعترف به أبن الإنسان قدام ملائكة الله ومن أنكرني قدام الناس ينكر قدام ملائكة الله" (لو8:12- 9). أيضًا كلمات بولس الرسول "حاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع" (غل14:6). إن الشهادة الأمينة للمسيح مطلوبة من كل مسيحي فكم بالأولى تكون مطلوبة من كل خادم للمسيح يجب أن يكون قدوة حسنة للمؤمنين في كل شئ. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|