منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19 - 05 - 2014, 03:58 PM   رقم المشاركة : ( 41 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,314

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب التربية عند آباء البرية | آباء الكنيسة كمربين القمص أثناسيوس فهمي جورج

النصح والإرشاد

كتاب التربية عند آباء البرية | آباء الكنيسة كمربين القمص أثناسيوس فهمي جورج
لم يستخدم المُتوحدون الأوائِل هذا المنهج بنفس الدرجة التي استخدمه بها رُهبان الشَرِكَة، لأنَّ الإرشاد الشخصي يتطلَّب مُسبقًا علاقة حميمة بين المُرشِد والتلميذ، وهذه لم تكُن موجودة بدرجة كبيرة بين النُّسَاك الأوائِل، وكانت الرابطة بين الأب والمُبتدئ أغلب الأمر اختيارية (17)، وما كان موجودًا فعلًا كان لومًا وتوبيخًا أكثر منه إرشادًا ونُصحًا شخصيًا.
فالإرشاد الشخصي كما فهمه الرُّهبان كان شيئًا أعمق جدًا من التوبيخ، فهو الإجبار المسئول الذي يتخذه المُرشِد في مسيرته مع تلميذه نحو الكمال، وكان هذا الإرشاد يتم في الغالب أثناء الاعتراف الذي بجانب أنه ”طب روحي“ كان أيضًا جلسة إرشاد...
وللقديس باسيليوس الكبير يرجع الفضل في رفع عملية الإرشاد الشخصي إلى مُستوى العِلْم، ففي قانونه يُوضِح أنَّ مُهمة وعمل التربية والإرشاد تحتاج إلى معرفة وخبرة أكثر مِمّا تحتاج إلى أي شيء آخر، وفي أعماله النُّسكية، يمتدِح مبدأ الإرشاد الفردي، ويشرح أنه بسبب الخصوصية والفرادة التي يتمتَّع بها كلّ إنسان، وبسبب العدد غير المحدود من الأنماط البشرية، لذلك من المُستحيل أن نستخدم طريقة واحدة لتعليم جميع الناس (18)، كما يُشير باسيليوس إلى أنَّ المُعلِّمين لا يُمكن أن يتعاملوا مع جميع تلاميذهم بنفس الطريقة، وينصح باستخدام الطُرُق العلاجية بحسب القُوَّة الجسدية والنفسية لكلّ تلميذ. (19)
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 05 - 2014, 03:58 PM   رقم المشاركة : ( 42 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,314

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب التربية عند آباء البرية | آباء الكنيسة كمربين القمص أثناسيوس فهمي جورج

وسائل خاصة لحفظ الأفكار
Specific Methods of Perserving Ideas



كتاب التربية عند آباء البرية | آباء الكنيسة كمربين القمص أثناسيوس فهمي جورج
في وعظ الآباء وتوبيخهم وإرشادهم وتعبيرهم عن أفكارِهِم، كانوا يستخدمون طُرُق عديدة تُساعد سامعيهم أن يفهموهم وتُزيد من تأثير تعليمهم في نفوس تلاميذهم، ومن أهم وسائِل ذلك كان استخدام الأمثال، المجاز والرمزية، الأقوال.
1) المَثَلْ
2) المجاز والرمزية
3) الأقوال
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 05 - 2014, 03:59 PM   رقم المشاركة : ( 43 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,314

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب التربية عند آباء البرية | آباء الكنيسة كمربين القمص أثناسيوس فهمي جورج

المَثَل

كتاب التربية عند آباء البرية | آباء الكنيسة كمربين القمص أثناسيوس فهمي جورج
هو تشبيه مُتطور يُشبّه أو يُقارن شيئًا بشيء آخر من نوع مُختلف لأغراض إيضاحية، وتُستخدم فيه كثيرًا كلمات ”مثل – ﮐ - يُشبِه“، وقد استخدم آباء البريَّة الأمثال كثيرًا كي تُفهم أفكارهم بسهولة أكثر، وكي يتجنبوا التعاليم النظرية الصعبة، خاصَّة إذا كان المُستمعون غير مُتعلمين كما كان الحال مع عدد من الرُّهبان الأوائِل.
وفي سيرة القديس باخوميوس، مكتوب أنَّ هذا القديس استخدم الأمثال بصورة واسعة (20)، ونجد فيها نموذجًا من أمثاله، وفي ”الأقوال“ أيضًا يشيع قول الأمثال، وهكذا، كي يُعلِّم الأنبا بيمن سامعيه عن فاعلية وتأثير الكلمة الإلهية قال هذا المثل:
”إنَّ طبيعة الماء رقيقة، وطبيعة الصخر صلدة، لكن قطرات الماء يُمكنها أن تخترِق الصخرة، وبالمِثل كلمة الله رقيقة وقلوبنا صلدة قاسية، لكن من يستمِع لكلمة الله غالبًا ما ينفتِح قلبه ويخاف الله“. (21)
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 05 - 2014, 04:00 PM   رقم المشاركة : ( 44 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,314

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب التربية عند آباء البرية | آباء الكنيسة كمربين القمص أثناسيوس فهمي جورج

المجاز والرمزية

كتاب التربية عند آباء البرية | آباء الكنيسة كمربين القمص أثناسيوس فهمي جورج
بجانب الأمثال، استخدم الآباء النُّسَاك أيضًا ”المجاز“ وهو نوع مُتطور من الاستعارة ينقل معنى أعمق من المعنى السطحي باستخدام الرمزية، وقد اشتهر آباء الأسكندرية باستخدام المنهج الرمزي المجازي في التفسير وخاصَّة العلاَّمة أوريجانوس.
وفي أقوال الآباء يرِد الكثير جدًا من التفسيرات الرمزية للأحداث الكِتابية، فأنبا قرونيوس على سبيل المِثال فسَّر مجازيًا مُقابلة أليشع مع المرأة الشونمية، وأيضًا قصة العُلِّيقة المُشتعلة، وهذا الإتجاه في التفسير نُصادِفه كثيرًا في ”سُلَّم“ يوحنَّا الدَّرجي (22).
وفي النصوص الآبائية، بجانب التفسير الرمزي لأسفار الكتاب المُقدس نجد أيضًا العديد من الإشارات والمعاني الرمزية للطبيعة (23).
وهناك منهج آخر في التعليم يُشبِه المجاز، ذلك هو الاسلوب الذي استخدم به بعض الآباء بعض الرموز كوسيلة إيضاح، ففي رسالة كتبها القديس أموناس (انظُر كتابنا ”القديس أموناس“ ضمن الذي سننشره هنا في موقع الأنبا تكلا من سلسلة آباء الكنيسة - إخثوس ΙΧΘΥΣ حيث تجد فيه ترجمة كاملة لرسائِله) تلميذ الأنبا أنطونيوس نقرأ أنَّ المُبتدئين كانوا يُعطَوْن أسماء جديدة رمزًا لأنَّ ”إنسان الخطية العتيق“ قد مات، وأنَّ المُبتدئ ”إنسان جديد للنِعمة“ (24)، ومن أمثلة ذلك أيضًا عادة قص شعر المُبتدئين والتي كانت تهدِف إلى تعليم المُبتدئ أن يترُك عنه سائِر الأفكار الأرضية العالمية (25).
وبمرور الوقت، اكتسب العديد من عادات وسلوكيات الرُّهبان معانٍ رمزية، ولم يكُن هذا الاتجاه موجودًا فقط وسط مجامِع الرُّهبان، بل أنَّ الكنيسة كلّها بدأت تُعطي معاني رمزية لأشياء كثيرة (26).
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 05 - 2014, 04:01 PM   رقم المشاركة : ( 45 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,314

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب التربية عند آباء البرية | آباء الكنيسة كمربين القمص أثناسيوس فهمي جورج

الأقوال

كتاب التربية عند آباء البرية | آباء الكنيسة كمربين القمص أثناسيوس فهمي جورج
أخيرًا، بالإضافة إلى سائر الوسائِل الأخرى، اعتاد آباء البريَّة أن يُعبِّروا عن أفكارِهِم بترديد أقوال مشاهير الرُّهبان، وهذه كانت إجابات مشاهير المُعلِّمين الروحيين على أسئلة رُهبان مُبتدئين أو مُتقدمين أو حتّى مُؤمنين عاديين.
وكان المُعلِّم يهدِف من استخدام ”القول“ أن يُعطي قانونًا قصيرًا مُعبِّرًا عنه بكلمات مُوجزة كي يُشبِع حاجة السائِل الخاصَّة، ولذلك يجب ألاَّ تُفهم أقوال آباء البريَّة كقوانين قاسية جامدة واجبة التطبيق على جميع الناس في جميع المواقف، بل يجب أن يُنظر إليها كعبارات عامَّة مُختصَّة بالحياة الرهبانية وكمبادئ عامَّة واسعة.
وبحلول نهاية القرن الخامِس الميلادي، تم تجميع باقة مُتنوعة من أقوال مشاهير مُعلِّمي براري مصر، وفي القرن السَّادِس غالبًا تم ترتيب هذه المجموعة ترتيبًا أبجديًا بحسب أسماء الآباء الواردة أعمالهم أو أقوالِهِم فيها، وتُسمَّى ”الأقوال – الأبوفثيجماتا Apophthegmata“ وهدفها هدف تعليمي تربوي كما هو مذكور بوضوح في مُقدمتها.
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 05 - 2014, 04:06 PM   رقم المشاركة : ( 46 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,314

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب التربية عند آباء البرية | آباء الكنيسة كمربين القمص أثناسيوس فهمي جورج

رمزية الزيّ الرهباني


إنَّ أهم يوم في حياة الراهب هو يوم سيامته راهبًا وارتدائه لثياب الرهبنة، وبالشرح الرمزي لهذه الثياب، صارت من أهم وسائِل التعليم غير اللفظية.
وقد ظهر الزي الرَّهباني في فترة مُبكرة جدًا من تاريخ الحياة الرَّهبانية، ونجد دلائِل مُبكرة تُثبِت وجوده ترجِع لبدايات القرن الرَّابِع، ويُذكر عن القديس باخوميوس مثلًا أنَّ الأنبا بلامون ألبسه الزي الرَّهباني بمُجرّد أن قبلهُ راهبًا (27)، فنقرأ في ”سيرة باخوميوس“:
”بعد أن اختبره لمُدّة ثلاثة أشهُر كاملة وجد فيه من العزم والشجاعة الشيء الكثير، فقام حينئذٍ وأخذ الزي الرَّهباني مع المنطقة، ووضعهُما على المذبح، وقضيا الليل كلّه في الصلاة على الملابس ولمّا طلع النهار ألبسه إيَّاها وهُما يُمجِّدان الله فرحين“.
كذلك ينُص القانون السَّادِس عشر من قوانين القديس باخوميوس على أنَّ المُبتدئ بعد أن يتعلَّم المزامير و”معرفة الإخوة“ يُلبِسونه الزي الرَّهباني.
وكان الزي الباخومي يتكون من جلاَّبية بدون أكمام tunic، منطقة، عباءة من جلد الغنم، قُلنسوة، وصندل. (28)
وفي ”الأقوال“ مُصطلح ”إسكيم Schema“ والذي يُشير إلى الزي الرَّهباني وبصفة عامَّة إلى الحياة الرَّهبانية، يتكرَّر مرَّات عديدة، كما يرِد أيضًا في كِتابات إيڤاجريوس البُنطي وسرابيون (تنيَّح عام 362 م.) وعادَّة يُسمَّى الزي الرَّهباني باسم ”الزي الملائكي“.

كتاب التربية عند آباء البرية | آباء الكنيسة كمربين القمص أثناسيوس فهمي جورج

وقد قدَّم يوحنَّا كاسيان وصفًا دقيقًا للزي الرَّهباني في كِتاباته، وأرفق به تفسيرًا وشرحًا رمزيًا لكلّ قطعة منه، فيقول أنَّ الراهب يرتدي قُلنسوة طفل ليتذكّر دومًا أنه لابد أن يحيا كطفل، والجلاّبية التي بدون أكمام تُعلِّم الراهب أن يقطع الشهوات الأرضية ويُلقيها عنه. (29)
وفي تاريخ سوزومين (كتبه عام 439 م) نجد شرحًا رمزيًا آخر للزي الرَّهباني الباخومي (30)، وبعد قرن من الزمان كتب الأنبا دوروثيؤس (من القرن السَّادِس) تفسيرًا أشمل للزي الرَّهباني (31)، وفي نفس الفترة نجد وصفًا وشرحًا آخر للزي قدَّمه مكسيموس المُعترِف (580 – 622 م) وأضاف معلومة هامة ألا وهي أنَّ اللون الأسود قد قُبِلْ كَلُون مُناسب ولائق للزي الرَّهباني (32).
وعندما يرتدي الراهب الزي، يضع نِصب عينيه معنى كلّ قطعة منه، وهكذا يكون الزي بالنسبة للراهب مُعلِّمًا لا يَكِل يُذكِّره بالتزاماته وواجباته ودعوته والطريقة التي يجب أن يسلُكها في كلّ حين، فعندما كان الراهب يرتدي منطقته، كان يتذكّر أنه يجب أن يكون مُستعدًا مُتأهبًا في كلّ وقت ليخدم مشيئة الرب (33)، واللون الأسود كان يُذكِّره أنه شخص ينوح على خطاياه وأنه لابد أن يكون مجهولًا ”للعالم“، وبالمِثل، كلّ قطعة من ثياب الراهب تُعلِّمه وتُذكِّره بشيء هام عن طريق ونهج الحياة الرَّهبانية.
وفي قانونه الطويل، سؤال رقم 22، يكتُب القديس باسيليوس أيضًا وصفًا لرؤيته وتصوُّره للزي المسيحي ويُشير إلى ثلاثة فوائِد نافعة له:
1) هو طريقة للاعتراف بالنذر المسيحي (التكريس).
2) نافع كوسيلة اتصال بين المسيحيين الذين يجب أن يتعرَّفوا بعضهم على بعض بواسطة بساطة ثيابهم.
3) يجعل المسيحيين جميعهم وبخاصة الضُعفاء، حريصين ومُدققين جدًا في حياتهم وسيرتهم لأنَّ ثيابِهِم تُعلِن إيمانهم ويتوقع منهم المُجتمع أن يعيشوا ويسلكوا بحسب المعايير الأخلاقية المسيحية.
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 05 - 2014, 04:07 PM   رقم المشاركة : ( 47 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,314

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب التربية عند آباء البرية | آباء الكنيسة كمربين القمص أثناسيوس فهمي جورج

التعليم بوسائل غير لفظية
Instruction by Non-Verbal Means



كتاب التربية عند آباء البرية | آباء الكنيسة كمربين القمص أثناسيوس فهمي جورج
بعدما يكون المُبتدئ قد تلقَّى قدرًا كافيًا من التعليم بالوسائِل اللفظية، ويصير قادرًا على أن يفهم ويُقيِّم معنى وقيمة الأحداث، يبدأ آباء البريَّة في تعليمه بالأعمال أيضًا، وهنا سنتناول فقط أربعة من هذه الوسائِل غير اللفظية.
1) رمزية الزي الرَّهباني
2) الوسائِل الصامتة
3) القدوة الشخصية
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 05 - 2014, 04:07 PM   رقم المشاركة : ( 48 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,314

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب التربية عند آباء البرية | آباء الكنيسة كمربين القمص أثناسيوس فهمي جورج

الوسائل الصامتة في التعليم

كتاب التربية عند آباء البرية | آباء الكنيسة كمربين القمص أثناسيوس فهمي جورج
أحيانًا كان آباء البريَّة يتصرَّفون بطريقة صامتة مُحيِّرة بل وحتّى غير مفهومة لكي يُؤثِروا في تلاميذهم ويجذبوا انتباههم، وعندما كان انتباه الإخوة يبلُغ ذروته، يبدأ الآباء يشرحون لهم مغزى أفعالِهِم غير المفهومة هذه، وقد حفظ التقليد النُّسْكي العديد من هذه الأفعال والتصرُّفات التعليمية، والتي كانت طريقة غير تقليدية في التعليم، فمثلًا نقرأ في سيرة القديس القوي الأنبا موسى الأسود:
”أخطأ أخ في الإسقيط يومًا فانعقد مجلِس لإدانته وأرسلوا في طلب أنبا موسى ليحضر فأبى وامتنع عن الحضور، فأتاه قِس المنطقة وقال: إنَّ الآباء كلّهم ينتظرونك، فقام وأخذ كيسًا مثقوبًا وملأه وحملهُ وراء ظهره وجاء إلى المجلِس، فلمّا رأه الآباء هكذا قالوا له: ما هذا أيها الأب؟ فقال: هذه خطاياي وراء ظهري دون أن أبصِرها، وقد جِئت اليوم لإدانة غيري عن خطاياه، فلمّا سمعوا ذلك غفروا للأخ ولم يُحزنوه في شيء“. (34)
كذلك نقرأ أيضًا في بُستان الرُّهبان عن أنبا أيوب وأنبا بيمن وإخوتهُما:
”قيلَ أنهم كانوا سبعة إخوة من بطن واحد، وصار الجميع رُهبانًا بالإسقيط، فلمّا جاء البربر وخرَّبوا الإسقيط في أوَّل دُفعة، انتقلوا من هناك وأتوا إلى موضِع آخر يُدعى إبرين، فمكثوا هناك أيام قلائِل، وحينئذٍ قال أنبا أيوب لأنبا بيمن لنسكُت جميعُنا كلٍّ من ناحيته، ولا يُكلِّم أحدنا الآخر كلمة البتَّة وذلك لمُدَّة أسبوع، فأجابه أنبا بيمن لنصنع كما أمرت، ففعلوا كلّهم كذلك، وكان في ذلك البيت صنم من حجر، فكان أنبا أيوب يقوم في الغُداة ويردِم وجه ذلك الصنم بالتُراب، وعند المساء يقول للصنم: اغفر لي، وهكذا كان يفعل طُوال الأسبوع، فلمّا انقضى الأسبوع قال أنبا بيمن لأنبا أيوب: لقد رأيتك يا أخي خلال هذا الأسبوع تقوم بالغُداة وتردِم وجه الصنم وعند المساء تقول له اغفر لي أهكذا يفعل الرُّهبان؟ فأجاب أنبا أيوب: لمَّا رأيتموني وقد ردمت وجهه هل غضب؟ قال: لا، فقال: ولمّا اعتذرت له هل قال لا أغفر لك؟ قال: لا، فقال أنبا أيوب لإخوته: ها نحن سبعة إخوة، إن أردتُم أن يسكُن بعضنا مع بعض فلنصِر مثل هذا الصنم الذي لا يُبالي بمجد أو هوان“. (35)
وفي تعاليمهم، اجتهد آباء البريَّة دومًا أن يكونوا مُعبِّرين للغاية وواضحين كي يستطيع مُستمعوهم أن يفهموهم بصورة أفضل، وكان الآباء يُؤمنون جدًا بالقُوَّة التربوية والتعليمية للمثال، إذ أنَّ الله نفسه استخدم اسلوب المثال عن طريق الملائكة لكي يُعلِّم أُناسه المُختارين، فمثلًا كي يُعلِّم الله أحد الرُّهبان كيف أنَّ الأعمال الأخلاقية تكون بلا فائدة ولا نفع عندما لا تكون دوافعها نقية، قاده إلى موضِع رأى فيه رجُلًا يرفع ماءً من عين ويسكُبه في بِئر، لكن البِئر كان مُتصلًا بالعين فكان الرجُل يتعب باطلًا ليملأ البِئر، وبالمِثل – كما يقول النص – هؤلاء الذين يصنعون أعمالًا أخلاقية عديدة، لكن بدون دوافِع نقية، يتعبون باطلًا إذ ليس لهم أي جعالة سمائية (36).
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 05 - 2014, 04:08 PM   رقم المشاركة : ( 49 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,314

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب التربية عند آباء البرية | آباء الكنيسة كمربين القمص أثناسيوس فهمي جورج

التأمل في الطبيعة

كتاب التربية عند آباء البرية | آباء الكنيسة كمربين القمص أثناسيوس فهمي جورج
كانت هذه أساسًا وسيلة تعليم ذاتي، يتدرَّب المُبتدئون على استخدامها لأنَّ آباء البريَّة كانوا يعتبرون الطبيعة والخبرة مُعلِّمين جيدين، وهكذا عندما سخر أحد الفلاسفة من القديس الأنبا أنطونيوس ووصفه بأنه يجهل القراءة، أجابه أنطونيوس قائلًا: ”إنَّ كتابي أيها الفيلسوف هو طبيعة الأشياء المخلوقة، وهو موجود وقتما أُريد أن أقرأ كلمات الله“ (37).
فمنذ هذا العصر المُبكِر للغاية، رأى الرُّهبان الطبيعة والكون كلّه كوسيلة وأداة تعليمية فعَّالة، تُصوِّر في آنٍ واحد عظمة الخالِق وأيضًا عِنايته الإلهية، وفي كِتابه ”الهيكساميرون Hexameron أي سِتَّة أيام الخليقة“ ينصح القديس باسيليوس قارِئه أن يتأمَّل في المخلوقات الحيَّة (38)، إذ أنَّ النحل والحيوانات الأخرى يُقدِّم دومًا دروسًا نافعة للإنسان، بحسب القديس كيرلُس الأورشليمي (39).
وقد أعطى هذا النوع من التأمُّل للرُّهبان إمكانية الدراسة المُتأنية لبيئتهم واستخدام تشبيهات وصُوَرْ بلاغية مأخوذة من الطبيعة في تعليمِهِم يكون لها معناها ودلالتها للإنسان، كما هو الحال في رسائِل القديس أموناس (40) التي تُعتبر أغنى وأهم مصدر عن تاريخ الرهبنة المُبكرة في برية الإسقيط، لكن لابد أن نُوضِح هنا أنه في نفس الوقت، كان العديد من الرُّهبان في جهادهم وانتباهم لحياتهم الباطنية، يغِضُّون النظر عن التأمُّل في بيئتهم المادية، وفي ”الأقوال“ قيلَ عن الأُم سارّة أنها عاشت لمُدَّة 60 عامًا على ضفة نهر ولم تنظُرهُ قط (41).
وأخيرًا، الحياة نفسها كانت مُعلِّم قدير (42)، وأخطاء الراهب وحروب الشيطان وأعمال الروح القدس، كلّ هذا جميعه يُعلِّم الراهب أشياء عديدة، ويكتُب القديس يوحنَّا الدَّرجي قائلًا:
”ليتشجع الذين استعبدتهم أهواؤُهم، لأنهم وإن كانوا قد سقطوا في كافة الحُفرات واقتُنِصوا بسائِر الفِخاخ وانسقموا بكلّ الأمراض فسيصيرون بعد تعافيهم مصابيح مُنيرة ومُرشدين وأطباء للجميع يكشفون لهم أعراض كلّ مرض ويُنقِذون بفضل تجربتِهِم مَنْ أشرف على السقوط“. (43)
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 05 - 2014, 04:09 PM   رقم المشاركة : ( 50 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,314

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب التربية عند آباء البرية | آباء الكنيسة كمربين القمص أثناسيوس فهمي جورج

القدوة الشخصية

كانت القدوة الشخصية أفضل وسيلة غير لفظية استُخدِمت في النظام التربوي الرهباني، وبصفة عامَّة أهم وسيلة، لأنها كانت تُعطي مِصداقية لسائِر الوسائِل الأخرى، سواء لفظية أو غير لفظية، وكانت تُعتبر خِتمًا على كلّ تعليم اُعطِيَ، ويُؤكِد الأدب النُّسْكي المُبكِر مرَّات ومرَّات على أهمية ودور القدوة الشخصية كوسيلة تعليمية، وقد قيلَ عن القديس باخوميوس أنه قاد تلاميذه بقدوته أكثر مِمّا بتعاليمه، وبِمِثاله الشخصي ربح محبتهم وتكريسهم للمسيح يسوع.
وفي ”الأقوال“ يُمكننا أن نجد عددًا من الأقوال التي تُؤكد على أهمية المِثال والقدوة الشخصية، فمثلًا عندما سأل أخ الأنبا بيمن عمّا إذا كان يجب أن يُقدِّم تعاليم ونصائِح للرُّهبان الذين تحت إرشاده، أجابه أنبا بيمن: ”... ليس تعاليم ووصايا بل اعمل أنت العمل أولًا، لا تكُن مُعطي قانون، بل نموذجًا ومِثالًا لهم“. (44)
وكان آباء البريَّة مُقتنعين أنَّ الشخص إذا لم يستطِع الإنتفاع من مِثالِهِم، فلن يستطيع أن ينتفِع من تعاليمِهِم أيضًا، وكانوا يعتبرون القدوة الشخصية وسيلة للتعليم أقوى من أي وسيلة لفظية أخرى. (45)
والأنبا شيشوي عندما طلب منه أخ أن يقول له ”كلمة“ أجابه ”لماذا تُرغمني أن أتكلَّم باطلًا؟ انظُر، افعل كلّ ما تراه“ (46).
وآباء البريَّة كرُواد في ”سيكولوچية العُمق“ عرفوا أنَّ وجود شخصية روحية أخلاقية بالقُرب من الإنسان يكون لها تأثيراتها وانطباعاتها القوية للغاية عليه، ولذلك أكَّدوا على أهمية المثال الحي الشخصي، وحدث أن سأل أخ الأنبا بيمن ما الذي يجب أن يفعله لأنَّ نفسه لا تخاف الله، فأجابه أنه يجب أن يلتصِق بإنسان يخاف الله، وسيتعلَّم أن يخاف الله مثله (47).

كتاب التربية عند آباء البرية | آباء الكنيسة كمربين القمص أثناسيوس فهمي جورج
وتبرُز هذه الفكرة أيضًا عند القديس باسيليوس الذي قال أنَّ التلميذ يرِث كلّ فضائِل أبيه الروحي (48)، كما عبَّر القديس إغريغوريوس أسقف نيصص شقيقه عن الأمر عينه في كِتاباته (49).
وأوضح القديس إيسيذروس الفرمي أنَّ المُعلِّم يجب أن يُعلِّم تلاميذه بسلوكياته أكثر مِمّا بكلماته، فالقدوة الشخصية تحِث الإنسان على حياة الفضيلة أكثر مِمّا تفعل الكلمات (50).
ونيلوس النَّاسِك كان مِثالًا آخر لآباء البريَّة الذين أكَّدوا على أهمية القدوة الشخصية، وشرح أنَّ المثال الشخصي وكلّ الأعمال الشخصية أيضًا يجب أن تنبني على أساس نظري، وهذه القدوة الشخصية – بحسب نيلوس – لها تأثيرها الإيجابي حتّى على النفوس القاسية العقيمة.
وأخيرًا من الجدير بالذِكْر أنَّ الآباء بصفة عامَّة – وليس فقط آباء البريَّة – كانوا ينظرون إلى القدوة الشخصية كوسيلة هامة ومُتميزة للتربية، فكلِمنضُس السكندري مثلًا قال أنَّ مثال وقدوة هؤلاء الذين عاشوا حياة القداسة هو وسيلة مُمتازة لِفَهْم ومُمارسة الوصايا (51)، وفي موضِع آخر يقول أنَّ النماذِج الشخصية والقدوة لها دورها الكبير في مُساعدة الإنسان في جهاده، بل ويُخصِّص فصلًا كاملًا من كِتابه ”المُربي“ ليشرح فيه أهمية القدوة والنماذِج في تربية الإنسان وتعليمه بطريقة صحيحة.
فالتعليم بالقدوة كان أعظم منهج في التربية حث عليه النُّسَاك والسُّواح الأوائِل، ثم جاء البحث الحديث والدراسات المُحدثة ليظهر أنَّ قدوة المُعلِّم الشخصية لها تأثير كبير على الطُّلاب الذين يميلون إلى تشخيص أنفسهم (التماثُل) مع مُعلِّميهم وإلى مُحاكاتِهِم، وهكذا ينصح عُلماء التربية بالاتصال الشخصي بين الطُّلاب والمُعلِّم والمُعاينة عن قُرب (52).
كذلك لابد أن نذكُر هنا أنَّ العبادة الجماعية الليتورچية كانت وسيلة تربوية هامة، فمشاعر التوبة والحُزن والشُكر والخبرة الشخصية الأخرى التي تنتُج من عَيْش الطقس والاشتراك في العبادة الليتورچية، كان لها قيمة جل عظيمة في تربية ونمو الرُّهبان، وقد أكَّد آباء الكنيسة دومًا على أهمية العبادة الجماعية.
أخيرًا، بِنيِة الدير والمُناخ الرَّهباني العام في المنطقة التي يعيش فيها الرُّهبان، كانت وسائِل فعَّالة في التربية الرَّهبانية، وقد أظهرت الدراسات الحديثة التي تمّت على مُستوى الكُليات أنَّ القِيَمْ التي هي جزء من البِنية الاجتماعية للكُلية، تُنقَلْ إلى الطُّلاب سواء كان ذلك عمدًا أو عن غير عمد (53).
وإجمالًا، العبادة الجماعية، البرنامج الرَّهباني وبِنيته الرَّهبانية، وبصفة عامة الحياة الاختبارية وسط جماعة رهبانية، كانت وسائِل تربوية فعَّالة ومُؤثِرة ساعدت الرُّهبان على بلوغ أهدافهم في أقصر وقت مُمكن.
وتنوُّع الطُرُق والوسائِل التربوية لم يجعل مُهمة الأب سهلة، بل بالتأكيد جعلها أكثر صعوبة ومسئولية، فكان المُنتظر من الأب أن يكون قادرًا على اختيار الطريقة المُناسبة و”العلاج“ المُناسِب لكلّ واحد من تلاميذه... ولذلك كان آباء البريَّة يُؤكِدون كثيرًا على مُقومات الأب المُرشِد.
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
العلامة ترتليان - من آباء افريقيا - القمص أثناسيوس فهمي جورج
كتاب البابا شنودة المعلم - القمص أثناسيوس فهمي جورج
كتاب الأمانة في التعليم - القمص أثناسيوس فهمي جورج
كتاب البتولية في فكر الآباء - القمص أثناسيوس فهمي جورج
ترانيم القمص أثناسيوس فهمى جورج


الساعة الآن 02:10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025