منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24 - 08 - 2021, 12:33 PM   رقم المشاركة : ( 48291 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,460

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الشيطان في حضرة الرب!



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وكان ذات يومٍ أنه جاء بنو الله ليمثُلوا أمام الرب،

وجاء الشيطان أيضًا في وسطهم
( أي 1: 6 )


في الواقع كان الشيطان يومًا ما مثل الملائكة أدبيًا، رئيسًا عليهم جميعًا (حز28)، «الكَروب المُظلِّل» الذي كان يظلل كرسي الرب. ولكن «كيف سقطت من السماء يا زهرة، بنت الصبح؟» (إش14)، ما أسرع ما هويت!! فإذ أذهله مجده، وإذ نسيَ، في عناده، مكانة المخلوق التي عليه أن يبقى فيها أبدًا، سقط في الكبرياء (دينونة إبليس ـ 1تي3: 6)، فصار العدو الأبدي اللدود لكل ما هو خير، وعدوًا لله ذاته.

ومن أيوب1، 2 نجد أنه بينما الشيطان قد سقط أدبيًا، لكن لا يزال له اقتراب إلى حضرة الله، ولا يزال يحضر مع «أبناء الله». فعوض أن نراه مُغلقًا عليه في الهاوية، أو مقصورًا على الأرض، نرى هذا المرتد المتبجح يأخذ مكانه هناك، كما لو كان هذا من حقه بعد. وقادم اليوم، وليس ببعيد، الذي سيُطرح فيه من السماء إلى الأرض (رؤ12) ليبقى فيها زمانًا قصيرًا، بعده يُقيَّد ألف سنة في الهاوية، وفي آخر المطاف، وبعد أن يتزعم ثورة أخرى قصيرة لبعض المرتدين، سينال جزاءه الأبدي في بحيرة النار.

ما أعظم صبر الله! فإنه ـ تعالى ـ قد احتمل خبث الشيطان ومُخططاته خلال كل أجيال تاريخ الإنسان الساقط، وأجاز له في الواقع أن يُجرِّب أبوينا الأولين وهما في براءتهما، ويسمح له أن يلقي اتهاماته وتلميحاته أمام وجهه تعالى، وشكايته بأنه لا يوجد صلاح ولا صالح. غير أن هذا جميعه قد أُجيز لتخرج لنا منه دروس للأبدية. فالشيطان إنما يذخر لنفسه غضبًا، وفي الوقت نفسه لن يكون من مَكرِهِ إلا أن يخدم أغراض الله البارة للبركة.

وفي الحوار الذي دار بين الرب والشيطان، نرى من الله تحديًا، ومن الشيطان اتهامًا وشكاية. ومن جواب الشيطان على سؤال الرب الأول، نتبيَّن دائرة عمل الشيطان، فهو في السماء مُتهم شاكٍ، وعلى الأرض مُعتنف مِتلاف. فحيثما كان، هو الشيطان على طول الطريق، عدو الله وعدو كل خير.

«هل جعلت قلبك على عبدي أيوب؟»، هكذا يتساءل الرب، مستخدمًا نفس الوصف الذي يوصف به أيوب، فالله يُسرّ بشعبه المحبوب، وبطرقهم البارة. ولئن كان الشيطان، حسب أخلاقه، يتهم ويقدح، فإن إلهنا يوصي ويمدح. وهذه طريق معاملاته على مداه، فالدينونة فعله الغريب، إنما هو مشغول بالخير «وإن كانت فضيلة وإن كان مدح» ففي هذه يفتكر.
 
قديم 24 - 08 - 2021, 12:34 PM   رقم المشاركة : ( 48292 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,460

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وكان ذات يومٍ أنه جاء بنو الله ليمثُلوا أمام الرب،

وجاء الشيطان أيضًا في وسطهم
( أي 1: 6 )


في الواقع كان الشيطان يومًا ما مثل الملائكة أدبيًا، رئيسًا عليهم جميعًا (حز28)، «الكَروب المُظلِّل» الذي كان يظلل كرسي الرب. ولكن «كيف سقطت من السماء يا زهرة، بنت الصبح؟» (إش14)، ما أسرع ما هويت!! فإذ أذهله مجده، وإذ نسيَ، في عناده، مكانة المخلوق التي عليه أن يبقى فيها أبدًا، سقط في الكبرياء (دينونة إبليس ـ 1تي3: 6)، فصار العدو الأبدي اللدود لكل ما هو خير، وعدوًا لله ذاته.

ومن أيوب1، 2 نجد أنه بينما الشيطان قد سقط أدبيًا، لكن لا يزال له اقتراب إلى حضرة الله، ولا يزال يحضر مع «أبناء الله». فعوض أن نراه مُغلقًا عليه في الهاوية، أو مقصورًا على الأرض، نرى هذا المرتد المتبجح يأخذ مكانه هناك، كما لو كان هذا من حقه بعد. وقادم اليوم، وليس ببعيد، الذي سيُطرح فيه من السماء إلى الأرض (رؤ12) ليبقى فيها زمانًا قصيرًا، بعده يُقيَّد ألف سنة في الهاوية، وفي آخر المطاف، وبعد أن يتزعم ثورة أخرى قصيرة لبعض المرتدين، سينال جزاءه الأبدي في بحيرة النار.
 
قديم 24 - 08 - 2021, 12:36 PM   رقم المشاركة : ( 48293 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,460

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ما أعظم صبر الله!



فإنه ـ تعالى ـ قد احتمل خبث الشيطان ومُخططاته خلال كل أجيال تاريخ الإنسان الساقط، وأجاز له في الواقع أن يُجرِّب أبوينا الأولين وهما في براءتهما، ويسمح له أن يلقي اتهاماته وتلميحاته أمام وجهه تعالى، وشكايته بأنه لا يوجد صلاح ولا صالح.

غير أن هذا جميعه قد أُجيز لتخرج لنا منه دروس للأبدية. فالشيطان إنما يذخر لنفسه غضبًا، وفي الوقت نفسه لن يكون من مَكرِهِ إلا أن يخدم أغراض الله البارة للبركة.
 
قديم 24 - 08 - 2021, 12:37 PM   رقم المشاركة : ( 48294 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,460

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وفي الحوار الذي دار بين الرب والشيطان، نرى من الله تحديًا، ومن الشيطان اتهامًا وشكاية. ومن جواب الشيطان على سؤال الرب الأول، نتبيَّن دائرة عمل الشيطان، فهو في السماء مُتهم شاكٍ، وعلى الأرض مُعتنف مِتلاف. فحيثما كان، هو الشيطان على طول الطريق، عدو الله وعدو كل خير.

«هل جعلت قلبك على عبدي أيوب؟»، هكذا يتساءل الرب، مستخدمًا نفس الوصف الذي يوصف به أيوب، فالله يُسرّ بشعبه المحبوب، وبطرقهم البارة. ولئن كان الشيطان، حسب أخلاقه، يتهم ويقدح، فإن إلهنا يوصي ويمدح. وهذه طريق معاملاته على مداه، فالدينونة فعله الغريب، إنما هو مشغول بالخير «وإن كانت فضيلة وإن كان مدح» ففي هذه يفتكر.
 
قديم 24 - 08 - 2021, 12:40 PM   رقم المشاركة : ( 48295 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,460

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أيوب الصدّيق


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


لأن ليس مثله في الأرض،


رجل كامل ومستقيم، يتقي الله ويحيد عن الشر.

( أي 1: 8 )


عن أيوب يقال أغلى الكلام، وعين بشر لم ترَ بين الناس - بشهادة الوحي عنه - كياناً إنسانياً عالياً بلغ ما بلغه أيـوب من شموخ أخلاقي رفيع. كان صاحب مبادئ راسخة وثابتة، اصطدمت بها أمواج امتحانات أدبية عاتية فانحسرت عنها متخاذلة، لأن تقوى الله سكنت فيه لتُجمّل خُطـاه، وتلمّع أياديه البيضاء في سواد المحن التي جرفت أمامها يتامى وجدوا فيه الأب الحاني، وأرامل وجدن فيه القاضي المنصف، ومعدمين شبعوا من خيره حين أعوزهم القوت. هو بلا شك عينة من بني آدم تفردت بجمالٍ أدبي أخاذ. كان عبداً لله ليس مثله في الأرض؛ ورجلاً كاملاً مستقيماً يحيد عن الشر.

امتُحن في ولده وفي ماله ومقتنياته بأعظم ما يُبتَلى به رجال الله، وكانت بلـواه محرقة، لكن كانت أفكار أصحابه عن تلك البلوى أشد إحراقـاً، فعاتبهم، وفي عتابه لم يُخفِ افتخاره بما كان له من بر. ولما قللوا من اعتبارات هذا الـبر أو أنكروه التفت يسألهم؛ وقد ملأ بره عينيه "فكيف يتبرر الإنسان عند الله؟" (9: 2)، وهل من مصالح بينهما؟ والله، تعالت حكمته، كان من عليائه يسمع حوار أيوب مع أصحابه، الذين رأوا بلواه بعيون لم تكتشف سرها، ولهم عذرهم إذ هم بشر يجوز فيهم قصور الإدراك، ومثلهم كل بشر، ولم يُستثن من ذلك أيوب نفسه لأنه أيضاً بشر يجهل ذاته. وفي جهله بذاته حسب نفسه أنه جمع البر من أطرافه، فكيف يستذنبه الله؟ وإذا استذنبه فكيف يتبرر الإنسان عند الله؟ هذه قضية أيوب، فلم تكن له عين تكشف ما استتر دفيناً في أعماق ذاته. وأما أنه تضجر وتمرمر حين انقلبت عليه أهوال طردت كالريح نعمته فعبرت كالسحاب سعادته، فما نحسب أحداً منا يفضله.

أخيراً تكلم الله على فم أليهو، وقد عاب على أيوب قوله "تبررت والله نزع حقي" و"لا ينتفع الإنسان بكونه مرضياً عند الله". هذه كبرياء في أيوب، وزادت كبرياؤه حتى حسب نفسه "أبرّ من الله". تلك كانت العلة في قلب أيوب، والله أراد أن يُبْرِئه منها، وكان علاجـها في التجربة؛ وصفة دواء من حكيم مقتدر؛ وقد صاحب العلاج من التدريبات النفسية العميقة ما يجل عن البيان.
 
قديم 24 - 08 - 2021, 12:41 PM   رقم المشاركة : ( 48296 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,460

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


لأن ليس مثله في الأرض،
رجل كامل ومستقيم، يتقي الله ويحيد عن الشر.
( أي 1: 8 )



عن أيوب يقال أغلى الكلام، وعين بشر لم ترَ بين الناس - بشهادة الوحي عنه - كياناً إنسانياً عالياً بلغ ما بلغه أيـوب من شموخ أخلاقي رفيع.

كان صاحب مبادئ راسخة وثابتة، اصطدمت بها أمواج امتحانات أدبية عاتية فانحسرت عنها متخاذلة، لأن تقوى الله سكنت فيه لتُجمّل خُطـاه، وتلمّع أياديه البيضاء في سواد المحن التي جرفت أمامها يتامى وجدوا فيه الأب الحاني، وأرامل وجدن فيه القاضي المنصف، ومعدمين شبعوا من خيره حين أعوزهم القوت.

هو بلا شك عينة من بني آدم تفردت بجمالٍ أدبي أخاذ. كان عبداً لله ليس مثله في الأرض؛ ورجلاً كاملاً مستقيماً يحيد عن الشر.
 
قديم 24 - 08 - 2021, 12:42 PM   رقم المشاركة : ( 48297 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,460

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


لأن ليس مثله في الأرض،
رجل كامل ومستقيم، يتقي الله ويحيد عن الشر.
( أي 1: 8 )


امتُحن في ولده وفي ماله ومقتنياته بأعظم ما يُبتَلى به رجال الله، وكانت بلـواه محرقة، لكن كانت أفكار أصحابه عن تلك البلوى أشد إحراقـاً، فعاتبهم، وفي عتابه لم يُخفِ افتخاره بما كان له من بر.

ولما قللوا من اعتبارات هذا الـبر أو أنكروه التفت يسألهم؛ وقد ملأ بره عينيه "فكيف يتبرر الإنسان عند الله؟" (9: 2)، وهل من مصالح بينهما؟ والله، تعالت حكمته، كان من عليائه يسمع حوار أيوب مع أصحابه، الذين رأوا بلواه بعيون لم تكتشف سرها، ولهم عذرهم إذ هم بشر يجوز فيهم قصور الإدراك، ومثلهم كل بشر، ولم يُستثن من ذلك أيوب نفسه لأنه أيضاً بشر يجهل ذاته.

وفي جهله بذاته حسب نفسه أنه جمع البر من أطرافه، فكيف يستذنبه الله؟ وإذا استذنبه فكيف يتبرر الإنسان عند الله؟ هذه قضية أيوب، فلم تكن له عين تكشف ما استتر دفيناً في أعماق ذاته.

وأما أنه تضجر وتمرمر حين انقلبت عليه أهوال طردت كالريح نعمته فعبرت كالسحاب سعادته، فما نحسب أحداً منا يفضله
 
قديم 24 - 08 - 2021, 12:43 PM   رقم المشاركة : ( 48298 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,460

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


لأن ليس مثله في الأرض،
رجل كامل ومستقيم، يتقي الله ويحيد عن الشر.
( أي 1: 8 )




أخيراً تكلم الله على فم أليهو، وقد عاب على أيوب قوله "تبررت والله نزع حقي" و"لا ينتفع الإنسان بكونه مرضياً عند الله".
هذه كبرياء في أيوب، وزادت كبرياؤه حتى حسب نفسه "أبرّ من الله".
تلك كانت العلة في قلب أيوب، والله أراد أن يُبْرِئه منها، وكان علاجـها في التجربة؛ وصفة دواء من حكيم مقتدر؛ وقد صاحب العلاج من التدريبات النفسية العميقة ما يجل عن البيان.
 
قديم 24 - 08 - 2021, 12:44 PM   رقم المشاركة : ( 48299 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,460

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بلايا أيوب


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فأجاب الشيطان الرب وقال: هل مجانًا يتقي أيوب الله؟ ...

أبسط يدك الآن ومسّ كل ما له، فإنه في وجهك يُجدِّف عليك

( أي 1: 9 - 11)

الشيطان، حسب أخلاقه، لا يَسَعه إلا أن يتهم. هو لا يقدر أن ينكر بر أيوب، وإنما هو يطعن في بواعثه. وإذ ليس له هو شخصيًا باعث سوى الأنانية، لذلك نراه يعلن أن أيوب إنما تحركه هذه البواعث عينها، فلماذا لا يكون بارًا؟ ألا يقبض الثمن؟ فهو ناجح، مبارك أينما اتجه، لا شيء يدنو لديه لإيذائه. ليرفع الله ذلك السياج وليحرم أيوب من ثروته «فإنه في وجهك يُجدِّف عليك» ( أي 1: 11 ).

هل التُهمة صحيحة؟ هل لا ينمو الخير إلا في البيئة الرخية؟ هل الله يخشى أن يرى أولاده مقاومةً وضيقًا؟ هل يمكن أن يحدث أن واحدًا يعرف الله ويحبه، يتنكَّر له ”وفي وجهه يُجدِّف“؟ أسئلتنا هذه متضمنة في اتهام الشيطان. والله ـ ليس فقط من أجل أيوب، بل من أجل الحق ـ لا يسمح لمثل هذا الاتهام أن يستقر عليه ـ تعالى ـ ولا على أيوب. لأن الشيطان يريد أبدًا أن يسدد السهم نحو الله، بينما هو يتظاهر بالدفاع عن البر.

ولذلك أُسلم أيوب ليدي الشيطان، وكل ما كان لأيوب أُخضع كذلك لمساوئ وأذى هذا العدو «إنما إليه لا تَمُدَّ يدك» (ع12). شعرة واحدة من أولاد الله لن تسقط بدون إذنه. وما الشيطان إلا أداة وقتية لإتمام مشيئة الله، ولن يقدر أن يفعل أكثر مما أُجيز له. وكم هو نافع أن نتذكَّر هذه الحقيقة! فإذا ما هاجمتنا التجارب كجيش، فنحن نعلم أن القدير بيننا وبينها، وهي إنما تتمم مقاصد محبته الكريمة.

لكن لا ننسى أن الله ليس يقصد فقط أن يدافع عن حقه، أن يُسكت الشيطان والناس الأشرار، بل هو يعلم أن عبده أيوب في حاجة أن يتعلم لنفسه دروسًا. هو يوّد أن يُدخل السبيكة في البوتقة، لأنه يعلم كم من الشر يكمن تحت ذلك الفضل الظاهري، ممتزجًا حتى بعميق تقوى هذا الرجل الصالح. هو يريد أن يعلِّمنا أن التقوى لن تجد غذاءها في ذاتها، وأن البر لا يستطيع أن يعتمد على ذراعه. هذه بعض الدروس التي تعلَّمها أيوب، فليتنا نتعلمها نحن أيضًا.
 
قديم 24 - 08 - 2021, 12:45 PM   رقم المشاركة : ( 48300 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,460

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



فأجاب الشيطان الرب وقال: هل مجانًا يتقي أيوب الله؟ ...

أبسط يدك الآن ومسّ كل ما له، فإنه في وجهك يُجدِّف عليك

( أي 1: 9 - 11)

الشيطان، حسب أخلاقه، لا يَسَعه إلا أن يتهم. هو لا يقدر أن ينكر بر أيوب، وإنما هو يطعن في بواعثه.

وإذ ليس له هو شخصيًا باعث سوى الأنانية، لذلك نراه يعلن أن أيوب إنما تحركه هذه البواعث عينها، فلماذا لا يكون بارًا؟

ألا يقبض الثمن؟ فهو ناجح، مبارك أينما اتجه، لا شيء يدنو لديه لإيذائه.

ليرفع الله ذلك السياج وليحرم أيوب من ثروته «فإنه في وجهك يُجدِّف عليك» ( أي 1: 11 ).
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025